كثيرون حول الزفاف.. قليلون حول الزواج ...مقال رائع - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > منتدى الحياة الزوجية

منتدى الحياة الزوجية كل ما يتعلق بالزواج السعيد من وحي ديننا الحنيف، ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كثيرون حول الزفاف.. قليلون حول الزواج ...مقال رائع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-02-15, 15:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام 12
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي كثيرون حول الزفاف.. قليلون حول الزواج ...مقال رائع

كثيرون حول الزفاف.. قليلون حول الزواج




"أيامكم ليست كما كانت أيامنا، كنّا نصلح ما أفسدته الزمن ونصبر على الصغيرة والكبيرة، إذا كسر شيء بيننا نعالجه حتى يستقيم ويعود إلى حاله الطبيعي، لم يعد لديكم صبر لا على أنفسكم ولا على أحبابكم. باب الصبر لو ذهبتما إليه هذه الأيام لن تجدا أحدا واقفا عليه غير الشيوخ والمرضى والعجائز مثلي. الكل يعتقد أنه على صواب، الكل يتحدث ولا أحد يسمع ويصغي. تتقنون الكلام فقط ولا تعرفون للإصغاء طريقا" هكذا تكلمت الجدة تحكي بأسى ينبعث من مقلتيها اللامعتين رغم تجاوزها العقد الثامن عن حال شباب هذا العصر بعدما زارت حفيدتها وزوجها الغارقين في المشاكل منذ زواجهما.

"لكن يا جدتي عصركم غير عصرنا، تغيرت الأوضاع وصرنا متساوي الحقوق والواجبات، لا أحد منا يريد أن يتنازل عن حقه. تتحدثين عن زمن ولّى، عن عصر كانت فيه المرأة صاحبة بيتها وحسب، لا تخرج إلا لترى أهلها، تربي أولادها وتنتظر المصروف من زوجها، تنتظر منه أن يأتي بالخضر واللحم والفواكه وكل شيء بينما تقتصر هي على أعمال البيت والتربية والطبخ والغسيل فقط، أما نحن فنفعل كل هاته الأشياء ونشتغل خارج البيت. لم يفهم الرجل بعد أن زمن سي السيد ولى وأننا نعيش في عصر العولمة والسرعة".

"نعم السرعة يا ابنتي، تلتقون بسرعة وتعجبون ببعض بسرعة وتتبادلون الأرقام بسرعة وتسهرون الليالي تتكلمون في الهاتف بسرعة وتتحدثون بالساعات بسرعة وترسلون الصور وتحكون الأسرار بسرعة وتقعون في غرام بعضكم بسرعة وتخطبون بسرعة وتحضرون للزفاف بسرعة وتتزوجون بسرعة ثم تطلقون بسرعة وكأن شيئا لم يكن.. هكذا في لمح البصر وكأنكم أطفال لم يكتسبوا من الحياة شيئا غير قاماتهم وأجسادهم البالغة. في زمننا كنّا ننتظر الرسالة دهرا ونتوق لرؤية وجه الخطيب إن جاء للزيارة. كنا نمنح الوقت للوقت ونتريث قبل أي خطوة".

"النساء تغيرن يا سِتّي، حفيدتك ليست كما كنت أنت منذ خمسين سنة وليست كما كانت أمها وأمي قبل ثلاثين سنة" هكذا تكلم الزوج الشاب.

"الكل تغير يا ابني، لا نحن نحن ولا الزمان هو الزمان. لم يعد شيء كما كان من قبل للأسف. لكن المبادئ والقيم لا تتغير مطلقا، الناس من يتغيرون ولا يأخذونها على محمل الجد. جيلكم لا يتقن الصبر، طموحكم اللامتناهي قد يسبب لكم مشاكل جمة. تريدون كل شيء جاهزا وبسرعة، شهادة وعملا وأسفارا مع الأصدقاء وسيارة وزوجة عاملة مثقفة لديها مرتب شهري لا بأس به وحاذقة، تطبخ ثلاث مرات في اليوم وتكنس وتكوي الملابس بعد أن تغسلها وتأتي من العمل وتطبخ العشاء وتغسل الأواني وتربي الأطفال الذين قضوا يومهم رفقة الُمساعدة وتسمع لهم وتحضر معهم الواجبات المدرسية وتعتني بنفسها وتكون جميلة عطرة شعرها مسرح كفتيات انستغرام، ليس في يديها رائحة ثوم ولا بصل ولا مرق..

وهي تريد زوجا خلوقا مهذبا واعيا وسيما يشبه الأتراك ليس لديه كرش، أسنانه ناصعة البياض وحبذا لو كان عسلي العينين، لديه رصيد في البنك وسيارة جيدة وعمل مرموق. يرتدي الساعات بآلاف الدولارات والبذلات الغالية ويتعطر بعطور حالمة. لا يخرج مع أصحابه ولا يدلل غيرها. يوقظها في الصباح ليجلب لها صينية الفطور مزينة بوردة حمراء كل يوم، ويتذكر عيد أول لقاء وأول كلمة أحبك وعيد الخطوبة ويوم شراء الشقة ويوم تأثيتها وعيد الزواج وعيد صباغتها لشعرها بالأصفر النحاسي.. وعيد الحب وعيد ميلادها.

في كل مرة عليه أن يشتري هدية ويجعل من الذكرى احتفالا عظيما. ويحضر لها مفاجأة في البيت بالورود والشموع، في أيامنا لم تكن هناك أعياد ميلاد ولا عيد حب. ليس بسبب تحريمها من طرف الشيوخ، لم يكن لدينا فضائيات في عصرنا. كنّا نحتفظ بالذكرى في قلوبنا ونتذكرها ونضحك ملء أشداقنا. كانت الذكريات ملح الأيام وعطرها. لم يكن يدري بها سوانا، لم نكن ننشر الهدايا التي جلب لنا أزواجنا في تلك المواقع التي تستعملونها اليوم. كنّا نعيش بحب وستر".

"ما الحل إذن؟ " هكذا طرحا السؤال في نفس الوقت.

"أجلس معكم منذ ساعتين تقريبا، أنتظر أن تطرحا المشكل لنناقشه لكن لا أحد تكلم عن العقدة. لا تكفون عن الشكوى دون تحديد المشكل. حدثوني عن مشاكلكم أوتحدثوا عنها بمفردكم وحاولوا حلها. ضعوا لائحة مشاكل بجانبها لائحة حلول أو اقتراحات ولا تقحموا الناس فيها لأنها مشاكلكم أنتم ولن يؤولها الناس بطريقة سليمة. بل ربما سيزيدون الأشياء تعقيدا عن قصد أو عن غير قصد.

مشكلتكم أنكم تعتقدون أن الزواج هو حفل الزفاف، موسيقى ورقص وأكل فاخر وفساتين عروس منمّقة ومختارة بعناية، ربطة عنق وبذلة وحذاء من أعرق الماركات، وجوه صافية مثالية خالية من العيوب. وصيفات العروس اللواتي يرتدين نفس الفستان وأصدقاء العريس الذين يرتدون نفس البذلات، فستان العروس المرصع بالألماس والمهر الخيالي وشهر العسل الذي يجب أن تقضياه في مكان لم تطأه أقدام أصحابكم المتزوجين. تنسون أن الزفاف ليس إلا الكرزة التي تزين الكعكة. تنسون كم يلزم تلك الكعكة من تحضير وصبر وعمل وإتقان حتى نحصل على ذلك المنظر الجميل والطعم اللذيذ.

الزواج ليس هو الزفاف فحسب، الزواج مشوار آلاف الأميال التي ستمشيانها وتركضانها وتزحفانها معا. هو اقترانكما على الحلو والمر والصحة والمرض والفقر والغنى، على الشيء ونقيضه حتى يحكم القدر برحيل أحدكما. هو أن تساعدها وتساعدك، أن تكونا صديقين وفيين وزوجين وكل شيء. أن تطبخ لها في مرضها وتحضر لك طبقك المفضل مفاجأة.

عندما تزوج والداي لم يكن بحوزتهما شيء غير الحب وحصير وسرير ووفرن طين صغير إضافة إلى قدر كانت أمي تطبخ فيه بكل حب وتفان، مرت السنين وجئنا نحن، لم أسمعهما أبدا يقولان لبعضهما "أحبك" لكن كلما مرض هو يمتقع وجهها وتكف عن الحديث، تصير حزينة كالخريف، تدور في الدار التي اتسعت وملأها الأثاث الذي جلبه الصبر والكد والقناعة بالرزق، تنتقل من مكان لآخر كطير جريح لا يقوى على التحليق، لكنها لا تقول شيئا.

مرة مرضت أمي مرضا شديدا، نمنا بعد ساعات من السهر، استيقظت قبل الفجر بقليل، فتحت باب الغرفة بهدوء لأطمئن عليها، كانت الشمعة لا زالت متقدة تتهادى على جدران الغرفة. وجدت أبي آنذاك واضعا يده على رأسها ويبكي كطفل صغير خاف أن تغادره أمه.

اخرجا معا وتكلما مطولا وحاولا إقناع بعضكما، الفراق ليس دائما حلا. لم تختارا بعضكما لتكملا المشوار عبثا، كان هناك عيش وملح وأشياء جميلة لن تروى تستحق أن تعيش وترافقكم حتى النهاية. لئن خمدت نيران حبكم ظلت الجمرة متوهجة يصلكم منها دفء المودة والرحمة الذي أجهز على الروتين واقتلع المشاكل والفراغ من جذورهما ومسح الغبار عن شغاف القلب والذاكرة".


للكاتبة: فرح أشباب (مدونة مغربية)








 


رد مع اقتباس
قديم 2017-02-15, 23:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
hanan7
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

كلام سليم الكل إلا من رحم ربي تغير نسأل الله الهدايا










رد مع اقتباس
قديم 2017-02-15, 23:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
badi zaki
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية badi zaki
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كلام في الصميم.










رد مع اقتباس
قديم 2017-02-20, 15:20   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
salamsi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع..................










رد مع اقتباس
قديم 2017-02-21, 17:05   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
SAID BADAOUI
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع رائع وقصة معبرة تشكر










رد مع اقتباس
قديم 2017-02-22, 04:27   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ياسمين تلمسان
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

العنوسه أفضل من الزواج










رد مع اقتباس
قديم 2017-02-22, 09:31   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فاطمة شلف
عضو متألق
 
الصورة الرمزية فاطمة شلف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم وحمة الله وبركاته
كلام منطقي بارك الله فيك
تحياتي










رد مع اقتباس
قديم 2017-02-23, 00:17   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ياسمين تلمسان
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد والشكر لله










رد مع اقتباس
قديم 2017-07-13, 07:21   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
asalaa
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2017-07-13, 22:34   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
karime amrs
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا
الموضوع رائع










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc