انتظر يا أخي، لا تهرب مني، فإني أُحبُّ لك الخير، تعالَ أحادثك.

[حفياد آدم]

بعض الناس يقول: المظهر ليس كلَّ شيء، وما أنْ يروا شابًّا ملتحيًا أو فتاةً منتقبة، بدؤوا يقولون: نحن نخاف منه ومنها، لا تقفوا معه، ولا تُكلِّموها، وهذا ربما إرهاب، وربما تخلُّف وتعقيد، وربما كذا وكذا.


سبحان الله! أنت قبلَ قليلٍ قلتَ: المظهر ليس كلَّ شيء، ولا يدلُّ على المخبر أبدًا، فلماذا رجعت في كلامك؟!


ولكن، اعلم - يا أخي - أنهم ما قالوها لهذا الغرض، وإنما زيَّن لهم الشيطانُ المنكرَ، فتخلَّوا عن اللِّحى، والحجاب والجلباب، وبدؤوا يُقلِّدون الغرب والكفار، وبدؤوا يلبسون السراويل الممزقة و(التي شيرتات) الضيقة، والتي عليها رسومًا مخزية، والسلاسل، والملابس القصيرة، والشفافة، والضيقة، التي تبرز مفاتنَ النساء وغيرها، ثم قالوا: المظهر ليس كل شيء أبدًا!


انظر يا أخي، كيف زيَّن لهم الشيطان المعاصي، وأوْقَعَهم فيها، ثم جعلهم يسخرون من الصالحين، ويظنون بأنفسهم الصلاحَ والخير؟!


ولكن... انتظر يا أخي، لا تهرب مني، فإني أُحبُّ لك الخير، تعالَ أحادثك.


اعلم أن المظهر ليس كلَّ شيء، ولكنه عنوانٌ للمخبر، وأنت إن ذهبتَ لتشتري بطيخة، أو موزًا، أو برتقالة، أو أيَّ شيء ذا قشرٍ، فستنظر أولاً للقشرة، إن كانت متعفنة وفاسدة، فإنك لن تشتريها، وإن كانت القشرة صالحةً، فإنك سوف تعلم أنها صالحةٌ للأكل من الداخل، فهذه المرحلة الأولى قد تعدَّيْتَها بنجاح، ولله الحمد والمنة.


وتبقى مسألة أن تكون حُلوةً أو مرَّة، فهذه لا تكتشفها إلا بالتجربة والتذوق، فإن كانت حُلوةً فنِعِمَّا هي، وإنْ كانت مرةً، فتقدر أن تصبر على مرارتها، أو أن تُحليها بالسكر أو بشيء حُلو، أما إن كانت فاسدةً من الخارج والداخل، فكيف تحلِّيها؟!


المسألة صعبة للغاية!
أيُعْقل بك - يا أخي - أن تشتري الفاسدَ الضارَّ وتُجرِّبَه، وألاَّ تشتري الصالحَ النافعَ فتُجربَه؟!!
ألم تعلم بأن رسولَنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان مُلتحِيًا، وقد أوصى بتربية اللِّحى، ولبْسِ الحجاب للنساء؟!!