هنا توضع جميع البحوث --ممنوع ردود الشكر--- - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هنا توضع جميع البحوث --ممنوع ردود الشكر---

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-04-12, 21:18   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
asmaa_2009
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

voici ce cite pour vs:
https://www.4shared.com/minifolder/7807380/62a19a88/shar


بورصة الجزائر

المبحث الأول:بورصة الأوراق المالية
المطلب الأول : تعريف البورصة

المطلب الثاني : أهمية البورصة
المطلب الثالث:وظائف البورصة

المطلب الرابع :الإطار العام لبورصة الأوراق المالية

المبحث الثاني: بورصة الجزائر للقيم المنقولة

المطلب الأول: عرض بورصة القيم المنقولة
الفرع الأول: نشأة بورصة القيم المنقولة
الفرع الثاني: تنظيم عمل البورصة.
الفرع الثالث :شروط القبول في البورصة
الفرع الرابع :شروط تطوير البورصة في الجزائر
المطلب الثاني: وضعية بورصة الجزائر.
الفرع الأول: الشركات المدرجة ضمن بورصة الجزائر
الفرع الثاني: نشاط بورصة الجزائر من 1999 إلى 2002
المطلب الثالث: أسباب ضعف الاستثمارفي بورصة الجزائر متطلبات تفعيل دورها
الفرع الاول: أسباب ضعف الاستثمارفي بورصة الجزائر
الفرع الثاني : الحوافز والامتيازات لتشجيع التوظيف في البورصة
الفرع الثالث : الشروط الأساسية لتفعيل البورصة في الجزائر






مقدمة:

إن من شروط نجاح السوق المالي إقامة سوق مالي نشط يسمح بتبسيط العمليات و جلب الادخار و توظيف الأموال. و إن الانتقال من اقتصاد المديونية إلى اقتصاد الأسواق المالية يتوجب وجود قاعدة مؤسساتية ملائمة و ظروف و محيط اقتصادي ملائم.

و عندما نتناول الحديث عن البورصة في الجزائر يجب علينا أن ندرك جيدا أن البورصة كأداة ليست هدفا أو غاية في حد ذاتها بل تعتبر أسلوبا تنمويا فعالا نجح في أداء مهامه في الكثير من الدول التي تتميز بوضع اقتصادي ملائم مبني على قواعد اقتصاد السوق و على هذا تبرز إشكالية الوضع الاقتصادي للجزائر.

هل مناخ الاستثمار على صعيد الاقتصاد الجزائري يسمح لتواجد سوق مالي أو حتى بورصة لأوراق مالية؟ فهذا ما سنحاول معرفته من خلال هذا البحث لدراسة بورصة القيم المنقولة للجزائر و هذا بتطرق إلى مفاهيم عامة حول البورصة ثم بإعطاء صورة عن بورصة الجزائر ونشأتها.

وبعدها دراسة وضعية البورصة من خلال دراسة نشاطها من 1999 إلى 2002. ونأتي في الأخير إلى توضيح أسباب ضعف الاستثمار وما هي متطلباته لتفعيل سوق مالي يتماشى مع التنمية الاقتصادية.
المبحث الأول: بورصة الأوراق المالية.

المطلب الأول : تعريف البورصة :

ترجع كلمة بورصة bourse إلى :

أ ـ إسم أحد كبار التجار الأغنياء في مدينة بروج البلجيكية وكان اسمه فان دن بورص van den bource إذ كان يجتمع عنده عدد كبير من التجار ولذلك أطلق لفظ البورصة على المكان الذي يجتمع فيه التجار وتتم عمليات الشراء والبيع[1].

ب ـفندق في مدينة ًبروج ً كانت تزين واجهته شعار عملة على ثلاثة أكياس trois bourses وكان يجتمع فيه عملاء مصرفين ووسطاء ماليين لتصريف الأعمال ولذلك أطلق لفظ البورصة على المكان الذي يجتمع فيه الأفراد لتصريف الأعمال بالشراء والبيع[2]

ـ وجاء لفظ بورصة ليعبرعلى المكان الذي يجتمع فيه المتعاملون من التجار والذي كان يتم بشكل منظم ودوري لإبرام الصفقات والعقود والإتفاق الحاضر أو الآجل عليها ، إلا أنه كان هناك أماكن أخرى يجتمع فيها التجار قبل. ولم تكن قد سميت بالبورصات ،فمثلا مصر في عهد الفراعنة كان التجار يقومون بعرض بضائعهم والإتفاق عليها وتحديد الأسعار لدى ً عزيز مصر ً كما عرف نظام البورصات عند العرب من خلال شيخ بندر التجار وتمويلها والإتفاق الآجل عليها...الخ[3]

وتعتبر البورصة سوق منظمة تتداول فيها الأوراق المالية بأشكالها المختلفة وهي بذلك توفر المكان والأدوات والوسائل ا لتي تمكن الشركات والسماسرة والوسطاء بقيام عمليات التبادل وإتمامها بسهولة وسرعة وفقا للقواعد والقوا نين . كما أن ا لبورصات تعتبر نظام الكمبيوتر الآلي ا لتي تجتمع فيها طلبات البيع والشراء للأدوات المالية والتي يؤدي تنفيذها إلى تحريك عمليات التداول في الأسواق المالية المنظمة. وفي الأخير يمكننا إعطاء تعريفا شاملا للبورصة إذ هي عبارة عن سوق منظمة تنعقد في مكان معين وفي أوقات دورية بين المتعاملين في بيع وشراء مختلف الأوراق الماليةأوالمحاصيل الزراعية أوالسلع الصناعية فهي سوق التعامل بالأوراق المالية بيعاً وشراءاً ويتم التعامل فيها وفقا للوائح ، وقوانين تنظم قواعد التعامل ، وعقد الصفقات وكذلك الشروط الواجب توفرها في المتعاملين .[4]

المطلب الثاني : أهمية البورصة :

تحضى بورصة الأوراق المالية بأهمية كبيرة تكمن في :

- تحقيق دور رئيسي في النشاط الإقتصادي من أجل ما تقوم به من المساعدة في تعبئة الفائض الاقتصادي و إعادة تحريكه وتوظيفه في مجالات ا لنشاط .

- العمل على تحقيق موازنة فعالة بين قوى العرض والطلب وإتاحة الحركة الكاملة فضلا على ضمان العلانية والشفافية الكاملة عن كافة المعاملات ا لتي تتم على الأوراق المالية المتداولة وعن أسعارها

- إمكانية منح قروض بتكلفة مناسبة إذا ما قورن ذلك بالإقتراض من الخارج لآجال قصيرة أومتوسطة والذي يكلف الدولة أعباء باهضة خاصة مع إرتفاع أسعار الفوائد عليها .

- وينظم العمل في البورصات قوانين ولوائح وإجراءات وقواعد منظمة. لطرح وتداول الأوراق المالية والتعامل عليها من خلال سماسرة الاوراق المالية تمثل مرآة النشاط الإقتصادي ، وهذا بإعتبارها حلقة إتصال بين مختلف الفعاليات الإقتصادية . مما يؤهلها لتغطية المؤشر العام لإتجاهات الأسعارومعادلات الإدخار والإستثمار

- تجنب الأثار التضخمية لحد كبير

- المساهمة في الرقابة على الشركات في توظف رؤوس الأموال بكفاءة .

- السماح بمباشرة النشاط بالعملات القابلة للتحويل ، وقبول طرح أسهم ومستندات الشركات والحكومات المختلفة بالعملات المختلفة ، قد يؤدي إلى تحويل هذا السوق من سوق محلي إلى سوق إقليمي أو دولي .



المطلب الثالث:وظائف البورصة :

يؤدى سوق الأوراق المالية (البورصة) وظائف على قدرة كبيرة من الأهمية فى الأسواق المالية وفى الإقتصاد القومي ككل[5]

تؤمن البورصة سوق مستمر لتداول الأوراق المالية الأمر الذي يوفر للمستثمرين كمية عالية من السيولة ،والسيولة هنا هي إتاحة الفرص للمستثمرين لأن بيع أوراق مالية بأسعارتختلف عن أسعار البيع السابقة ، تشجع ميزة السيولة هذه، المستثمرين على اختلاف أنواعهم الإقدام على توظيف مدخراتهم فى شراء الأوراقمالية من السوق الأولى أومن السوق الثانوي.

النشاط و الكفاءة العالية للبورصة تجعل الإصدارات الجديدة فى السوق الأولى أكثر قابلية للتسويق ، مما يخفض من خطر ضمان الإصدارات وتشجع المستثمرين بالتعامل فى السوق الثانية مما يحقق سهولة تسويق الإستثمارات ومساعدة الأفراد على تخلص منها فى أي وقت .

تقييم وتحديد أسعار الأوراق المالية من خلال عملية التداول مابين عدد كبير من المستثمرين لا يعرف بعضهم البعض بمعنى التقييم يتم على أسس موضوعية لا يدخل فيها العامل الشخصي . وتعمم أسعار التداول على كافة المستثمرين الفعليين والمحتملين فور تشكلها من خلال وسائل الإعلام و الإتصال .

سلطة رقابة خارجية غير رسمية على كافة السياسات الإستثمارية والتمويلية والتشغيلية والتسويقية للشركات المدرجة أوراقها المالية فيها . وعليه فإن الشركات التي تتبع إدارتها سياسات كفؤة تحقق نتائج أعمال جيدة وتتحسن أسعار أسهمها فى السوق .

إلزام البورصة الشركات المساهمة بالإفصاح عن المعلومات المتعلقة بأدائها وعن الأوراق الملية التي ترغب بإصدارها ، مما يوفر للمستثمر المعلومات الآنية والحقيقية لإتخاذ قرارات الإستثمار .

وتساهم البورصات فى تشجيع عمليات الإدخار والإستثمار فى المجتمع ، وذلك بتجميع المدخرات الصغيرة وتحويلها إلى رؤوس أموال توظف فى الإستثمارات الأكثر إنتاجية .

المطلب الرابع :الإطار العام لبورصة الأوراق المالية

إن العمل داخل البورصة يكون بداية بقيام مصدري الأوراق المالية بعرضها على المدخرين للإكتتاب بها . وهذا اللقاء يمثل الدورة المالية الأولى وهو ما يسمى بسوق الأولى أو سوق الإصدار . يلي ذلك خطوة ثانية تتمثل فى قيام حاملها ببيعها مقابل سيولة نقدية أو لإعادة إستثمارها في إستثمارات بديلة وهذا ما يخلق دورة مالية ثانية تسمى بالسوق الثانوية أو سوق التداول . وعليه يمكن القول بأن سوق الأوراق المالية تصنف إلى :

أ ـ السوق الأولى : markets primary

وهى الأسواق التى فيها ترويج وبيع الإصدارات الجديدة من الأوراق المالية طويلة الأجل لأول مرة بغرض الحصول على أموال لتمويل مشروعات جديدة أو التوسع فى مشروع قائم وتتمثل الإصدارات فى الأوراق المالية المطروحة للإكتتاب سواء فى إكتتاب عام صادر عن الشركات أو إكتتاب خاص صادر عن شخصية من الشخصيات الإعتبارية التي يحق لها الإصدار .

ويتم إما بطريقة مباشرة حيث الجهة المصدرة تتصل بعدد من كبار المستثمرين أو مؤسسات مالية لبيع لها الأوراق المالية التي أصدرتها ، أو بطريقة غير مباشرة وهو قيام مؤسسة متخصصة بإصدار هذه الأوراق وهو الأسلوب الأكثر شيوعا .[6]

ويكون عادة الإصدار لحساب مؤسسة مالية متخصصة مثل : مار لنش merrillynch بوسطن الأولى first Boston corporation في الولايات المتحدة الأمريكية أو في الدول التي تتسم سوق أوراقها المالية بالصغر قد تتولى بعض البنوك التجارية العاملة بها مهمة الإصدار .[7]

ب ـ السوق الثانوية : markets secondary

وهى الأسواق التي يتم فيها تداول الاوراق المالية الصادرة منقبل فى سوق الإصدار . والزبائن أو العملاء الأساسيين فى سوق التداول هم المستثمرين وليسو الشركات المصدرة للأوراق المالية ومن أهم خصائص هذه الأسواق توفر عنصر السيولة لحاملي الأوراق المالية لبيعها عند الحاجة إلى قيمتها نقدا وباستطاعة المستثمرين شراء وبيع الأوراق المالية أو بمعنى التداول عن طريق المضاربة أو عن طريق المزاد العلني .























المبحث الثاني: بورصة الجزائر للقيم المنقولة

نظرا للازمة الاقتصادية التي تعيشها الجزائر و الخلل في التسيير بسبب هيمنة القطاع العام و تذبذب وتيرة النمو الاقتصادي و التبعية للخارج، عرفت الجزائر تحولات هامة بغرض معالجة و تدارك الوضعية الحالية فسرعت بالاصلاحات لتحرير الاقتصاد و تهيئة المحيط، ورغبة منها في ربح الوقت رأت السلطات العمومية أنه من المفيد توفير آلية ذات فعالية بالنسبة لنظام اقتصاد السوق، وهذا ما حدث فعلا وذلك بإنشاء بورصة الجزائر إذ أن البورصة تعتبر أداة فعالة ومكان لالتقاء قوى الاستثمار المختلفة ولها دور فعال في توجيه الاقتصاد وتنشيطه إذ يتم إعطاؤه قوة دفع أكبر وشمولية أعم وأوسع للمشروع الاقتصادي الحضاري.
المطلب الأول: عرض بورصة القيم المنقولة
الفرع الأول: نشأة بورصة القيم المنقولة

تم تأسيس بورصة الجزائر في شهر09 ديسمبر سنة 1990 برأسمال إجمالي قدره 32000.00 د ج تحت اسم " شركة القيم المنقولة SVM" و هذا استنادا للمادة 01 من القانون رقم 88/03 الصادر بتاريخ 02 جانفي 1988 و سميت شركة القيم المنقولة تحاشيا لكلمة بورصة التي لها دلالة إيديولوجية رأس المال هذا من جهة و من جهة أخرى انعدام النص القانوني الذي ينظم عمليات البورصة لان التشريع التجاري الساري المفعول لم يتطرق إلى هذه النشاطات1.

مراحل إنشاء بورصة الجزائر للقيم المنقولة : بدأت نشاطها بموجب المرسوم التأسيسي للجنة تنظيم مراقبة عمليات البورصة رقم 93-10 المؤرخ في 23 ماي 1993 والمعدل و المتمم بالقانون رقم 04-03 الصادر بتاريخ 17 فيفري 2000 2. حيث تعرفها المادة 01 منه كما يلي: " تعد بورصة القيم المنقولة إطار لتنظيم و سير العمليات فيما يخص القيم المنقولة التي تصدرها الدولة و الأشخاص للآخرين من القانون العام والشركات ذات الأسهم ، و قد كانت مراحلها
كما يلي3 :

المرحلة الأولى: 90-92 تميزت بإنشاء عقد موثق لشركة القيم المنقولةSVM وإصدار ثلاث مراسيم تتعلق بالبورصة:
- المرسوم التنفيذي رقم: 91-169 في 28 ماي 1991 المتضمن تنظيم المعاملات الخاصة بالقيم المنقولة.
- المرسوم التنفيذي رقم : 91-170 في 28 ماي 1991 حدد 10 أنواع من القيم المنقولة أشكالها، شروط إصدارها وطرق ذلك، تداولها وتحويلها.
- المرسوم التنفيذي رقم: 91-171 في 28 ماي 1991 يتعلق بلجنة البورصة.

المرحلة الثانية: 92-93 واجهت شركة القيم المنقولة صعوبات تتعلق بمهمتها ووظيفتها، وقد تم رفع رأسمالها من 230000 دج إلى 9320000 دج وصدر :

- المرسوم رقم: 93-08 لـ 25/04/93 المكمل للقانون التجاري حيث حددت فيه مختلف أنواع القيم المنقولة التي يمكن إصدارها.
- المرسوم رقم: 93-10 لـ03/05/93 حدد المحاور الكبرى لسير القيم المنقولة في الجزائر، الوساطة – لجنة تنظيم ومتابعة عمليات البورصة COSOB ، ولجنة تسيير بورصة القيم SGBV.
المرحلة الثالثة: 93-95 حيث تم إصدار نصين تشريعيين:

- المرسوم رقم: 94-175 لـ13/06/94 كأداة جديدة لتنظيم وتمويل الاقتصاد الوطني، تجمع رؤوس الأموال وتمول الاستثمار وبرامج التنمية.
وكان الافتتاح الرسمي والفعلي لبورصة الجزائر يوم الأربعاء 17 ديسمبر 1997 ولها مكان مادي " مقر " بالغرفة الوطنية للتجارة بالجزائر العاصمة.








الفرع الثاني: تنظيم عمل البورصة.

حتى يمكن التفاوض حول الأوراق المالية و مبادلتها طبقا لقاعدة العرض و الطلب و بالتالي ضمان وظيفتها في النشاط الاقتصادي. و لإرساء بورصة للقيم المنقولة في الجزائر لجأت الدولة إلى سن العديد من القوانين و المراسيم الموجهة لتنظيم عمليات البورصة و الهياكل و المؤسسات المشرفة على سيرها و أحكام و شروط المتدخلين فيها.
تتضمن البنية القاعدية لبورصة الجزائر ثلاث عناصر أساسية أسندت لها وظائف بالغة الأهمية ويتعلق الأمر بـ1:

1) شركة تسيير بورصة القيم: SGBV وتقوم أساسا على المادة 18 من المرسوم بالإشراف على إدخال المؤسسات إلى البورصة، تسيير حصص البورصة، القيام بعمليات المقاصة ونشر المعلومات. فهي عبارة عن شركة ذات أسهم إذ يبلغ رأس مالها الآن 240.000,00 دج.،حيث الأعضاء المؤسسين لشركة إدارة بورصة القيم تخلو عن حصصهم في رأس مال شركة إدارة بورصة القيم لصالح شركات متخصصة في الوساطة في الأوراق المالية وهي:
1-شركة الراشد المالي التي تضم كل من:CNMA, CCR, BEA.
2-المؤسسة المالية للإرشاد والتوظيف SOFICOP التي تضم كل من:CAA، BDL BNA.
3-المؤسسة المالية العامة SOGIEFI التي تضم كل من:CAAT, CNEP, CPA.
4-شركة توظيف القيم المنقولة SPDM التي تضم كل من:BADR, CAAR.
5-شركة
UNION BROKE RAGE المؤسسة من طرف : UNION BANK.

2) لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصةCOSOB : تقوم هذه اللجنة أساس بالرقابة والتأكد من صحة المعلومات التي تقدمها الشركات ضمانا للشفافية، تقوم بإعطاء تأشيرة القبول للشركات التي تحقق شروط الدخول إلى البورصة، ولها وظائف تأديبية وتحكيمية، وقد قامت بإصدار أول تأشيرة لصالح شركة سوناطراك للسماح لها بإصدار سندات الإقراض وللاكتتاب العام، وذلك في 18/11/1997م. ثم رياض سطيف وصيدال والأوراسي وأعطت أول اعتماد في 31/03/1998م لإنشاء شركة استثمارات ذات رأس مال متغير SICAV.
3) الوسطاء في عمليات البورصة IOB
ان الرسوم التشريعي رقم 93-10المؤرخفي 23/05/1993و المتعلق ببورصة القيم المنقولة ،و يخصص حق التفاوض في القيم المنقولة لاعوان مختصين و المدعوين بالوسطاء في عمليات البورصة المادة05 من المرسوم التشريعي تنص على انه لا يجوز اجراء أية مفاوضة تتناول فيها قيم منقولة مقبولة في البورصة الا داخل البورصة ذاتها و عن طريق وسطاء ماليين في عمليات البورصة .
هذايعني ان المشتريات و المبيعات للقيم المنقولة المسعرة تتم بالحضور الاجباري لهؤلاء الوسطاء في عمليات البورصة حسب الشروط التي تحددها اللجنة .
و الشكل التالي يبين تنظيم شركة ادارة بورصة القيم المنقولة



















تنظيم شركة إدارةبورصة القيم المنقولة
مجلس الإدارة
- الرئيس-

الأمانة

اللجان






مدير العام

التسجيلات

المفاوضات

المقاصة
















الإعلام الآلي
المالي/ الإدارة

تطور السوق

عمليات السوق







تسجيل
وإدخال
القيم
الجديدة
للتسوق

المالية
الإدارة
الموارد البشرية

متابعة
عمليات المقاصة
والتسوية
نشر المعلومات

المفاوضة
التقييم
الرقابة

تدعيم الإعلام الآلي
مراجعة
مدى ملائمة
الأنظمة الإجراءات

العلاقات العامة مع الشركات المصدرة للأوراق المالية والوسطاء في العمليات البورصة


















المصدر:guide de la bourse d’ Alger p 17
مخطط انسيابي لشركة إدارةبورصة القيم المنقولة


الفرع الثالث :شروط القبول في البورصة:
حسب المادة 16-46 من نظام COSOB رقم 97-03 المؤرخ في 18/11/1998م.
1. القبول في البورصة: يسمح للمؤسسات بالانفتاح على الخارج ويقوي شهرتها كما يسمح بتمويل نمو المؤسسات وسيولة سنداتها حيث تقدم ملفا خاصا على ذلك.
2. ويتم التداول في سوق البورصة وفق إطار تنظيمي محكم عن طريق وضع التسعيرة وتسيير الأوامر ) المادة: 77-76 من نظام COSOB(.
ولقد حدد المشرع الجزائري الأوراق المالية التي يمكن تداولها داخل بورصة الجزائر وشروط قبولها في تسعيرة البورصة وذا حسب المواد: من 31 إلى 46 من النظام رقم: 97-03 السالف الذكر. فإن الشركة التي تتطلب قبول أوراقها المالية في التداول يجب أن تتوفر على الشروط التالية1:
- تكون قد نشرت الكشوف المصادق للسنتين الماليتين السابقتين للسنة التي تم خلالها تقديم طلب القبول.
- ألا تقل قيمة رأس مالها عن مائة مليون دينار جزائري.
- يجب أن تكون الشركة قد حققت أرباحا خلال السنة المالية التي سبقت طلب القبول.
- أن توزع الشركة على الجمهور سندات تمثل 30% من رأس مالها الاجتماعي على الأقل وذلك يوم الإدخال على أبعد تقدير.
- يجب أن يكون سعر السندات في القرض يساوي على الأقل مائة مليون دينار جزائري موزعة على 100 حائز على الأقل.
- فيما يخص الأسهم يجب أن تكون موزعة على 300مساهم يملكون فرادى على الأكثر 5 % من رأس المال الاجتماعي للشركة.
الفرع الرابع :شروط تطوير البورصة في الجزائر:
الانتقال من الاقتصاد المخطط الى اقتصاد السوق (الخوصصة):
إن القطاع الخاص يعتبر المكمل للبورصة في الجزائر ،فرأسمال الاجتماعي للجنة تسيير البورصة هو مفتوح لكل الوسطاء الماليين المعتمدين من طرف اللجنة فالاتحاد البنكي هو مساهم و ممول للجنة و يعرض ملفه من اجل اعتماد من طرف هذه الأخيرة ،و شروط الالتحاق في بورصة الجزائر بالنسبة للمؤسسات العمومية هي نفسها بالنسبة للمؤسسات الخاصة،فعليها أن تتوفر على شروط التالية :

- نظام رقابة داخلية .
- حسابات اجتماعية لها رصيد ايجابي حتى اخر السنة .
- إمكانية تغيير رأسمال و إعادة عرض استراتيجيتها في السوق .
- منظمة في شركة الأسهم .
وفي هذا الشأن صرح رئيس لجنة تنظيم و مراقبة عمليات البورصة(cosob(M .SADMI في ملتقى بمناسبة تنظيم قرض مستندي لفندق الاوراسي ان برنامج الخوصصة سينطلق خلال الاشهر القليلة القادمة بالنسبة ل 11 مؤسسة عمومية منها :
فندق الجزائر ،مؤسسة ENTMW،ENGI ميناء سكيكدة ، ميناءبجاية ، ميناء ارزيو ،مؤسسة الاسمنت بسطيف مؤسسة الاسمنت بشلف .
أمافيما يخص سوق السندات فقد أكد السيد سدمي على أعادة توسيعه والذي اصبح يضم خلال 6 أشهر الاولى من سنة 2006 ثماني مؤسسات و هي كالتالي :

SONATRACH ،SPA،SONALGAZ،AIR ALGERIE ALGERIE TELECOM، ENTP،ENAFOR،CIVITAL.

- التحكم في التضخم .
- تفعيل دور البنوك في عمل البورصة.










المطلب الثاني: وضعية بورصة الجزائر.
الفرع الأول: الشركات المدرجة ضمن بورصة الجزائر.

مرت بورصة الجزائر بالعديد من المراحل وعرفت العديد من المشاكل منذ أنشاء القيم المنقولة سنة 1992، وبعد أن تم فتحها كانت الشركة المدرجة ضمن البورصة كمايلي:
1) شركة سونا طراك: هي شركة برأسمال يقدر بـ 240 مليار دج ، حيث أصدر وزير الطاقة والمناجم قرار إصدار القرض السندي لسونا طراك بمبلغ5 مليار دج، تحت رقم 805 بـ 09/11/1997 حيث قامت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في إطار ممارسة نشاطها بمنح تأشيرتها الأولى تحت رقم 001/97 لـ 18/11/1997 لصالح شركة سونا طراك على السندات التي أصدرتها بعد توقيع العقد بين سونا طراك والبنك الخارجي الجزائري، وقد بدأت هذه العملية في 10/01/1998 بمبلغ أولي قدره 5 مليار دج بنسبة 13% كضريبة مخفضة وبعلاوة إصدار بنسبة 5.2 % ، ونظرا لإقبال الجمهور قد ارتفع المبلغ إلى 12 مليار دج ، وقد بلغت عدد سندات سونا طراك 115000 سند بقيمة إجمالية تقدر بـ 5 مليار دج1.
2) مجمع رياض سطيف: هي شركة أسهم برأسمال المقدر بـ 4 مليار دج أسندت في 02/04/1990 لمدة 99 عاما وهي خاضعة لأحكام القانون التجاري ، طرح المجمع 1 مليون سهم للاكتتاب العام بقيمة اسمية تقدر بـ 2300 دج للسهم الواحد وامتداد فترة الاكتتاب من 02 نوفمبر 1998 إلى 15 ديسمبر 1998 إذ تمكن الجمهور من الحصول على الأسهم من لدى شبابيك البنوك التي كونت نقابة خصيصا لهذه العملية، يأتي عل رأسها بنك الفلاحة والتنمية الريفية2. وهي أسهم عادية، تأشيرة COSOB01/98 المؤرخ في 27/ 06/19983.
3) مجمع صيدال: المتخصص في إنتاج وتسويق المواد الصيدلانية بحيث بدأت عملية دخول صيدال في البورصة عندما أعطى المجلس الوطني لمساهمات الدولة والإشارة في سنة 1988 لمجمع الكيمياء والصيدلة بفتح جزء من رأسمالها للخوصصة الجزئية لصيدال وهذه الخطوة تمت على 20% من رأسمال المؤسسة أي 2.5 مليار دينار بـ 2 مليون سهم بقيمة اسمية تقدر 250 دينار للسهم الواحد.
حيث رأسمالها الإجمالي يقدر بـ 2.5 مليار دج ، ثمن العرض 800 دج للسهم، والعرض العمودي تم التصريح به من طرف COSOB بتأشيرة رقم 98/04 في 24/12/1998. بعد قيام صيدال بمذكرة إعلام وانطلاق العرض بتاريخ 15/01/1999 لمدة شهر حتى 15/02/1999 حتى تم بيع كل الأسهم المعروضة وتحقيق الهدف بنسبة %1431). إذا استطاعت صيدال بعرضها 20% من رأسمالها، أن تبيع أكثر من عدد الأسهم المطروحة ، حيث تحصلت على 2 مليون و300 ألف أمرا بالشراء مع نهاية العملية ، منها أن مليون و400 ألف سهم، بيعت للمواطنين أي الأشخاص الطبيعيين 700 ألف سهم ، كما تم بيع 705000 سهم للمؤسسات المالية و233000 للأشخاص المعنويين و 16500 لعمال مجمع صيدال2 .
4) مؤسسة الأوراسي: مؤسسة متخصصة في مجال الخدمات الفندقة السياحة، رأسمالها 217 مليون دج ، فقد اتخذ قرار دخولها على البورصة من طرف الجنة الوطنية للمساهمات الدولية بتاريخ 05/02/1998 . متبوعة بالجمعية العامة غير عادية للمساهمين بتاريخ 21/06/1998، وكانت قيمة العرض العمومي تخص 20% من رأسمال الاجتماعي أي ما يعادل 1.5 مليار دج موزعة على 1.2 مليون سهم بسعر 400 دج للوحدة ولقد توج هذا العرض بالنجاح حيث كان الطلب على الأسهم يفوق الحصة المعروضة3) .

فإن إحصائيات هذا العرض تذكر بأن 1.34 سهم بيع للمشترين أي ما يعادل 186.3 من توقعات الشركة القابضة للخدمات 72000 سهم بينما اشترى أشخاص معنويين أكثر من 350000 سهم وهو ما يساوي 146% من التوقعات أما عدد الأسهم التي اقتناها عمال مؤسسة التسيير السياحي فتصل إلى 2070 سهم4 .







الفرع الثاني: نشاط بورصة الجزائر من 1999 إلى 2002
المجموع

2000
المجموع

4أشهر أخيرة 1999
السنوات
سونا طراك
صيدال
رياض
الأوراسي
سوناطراك
صيدال
رياض
البيانات
1896140
10412
1141613
352814
391301
286664
1338
230126
55200
حجم الأوامر
323490
3427
165082
84074
70907
35348
596
24898
9854
حجم التداول
695148160
369112600
129358900
193911565
2765095
108079690
65080000
20215870
22783820
قيم التداول
10513
352
5920
2698
1543
2560
21
1838
701
عدد الأوامر
4559
139
1907
1956
557
1052
9
683
360
عدد المبادلات






















المجموع


2002

المجموع


2001

السنوات


سونا طراك
صيدال
رياض
الأوراسي
سوناطراك
صيدال
رياض
الأوراسي
البيانات
1896140
10412
1141613
352814
391301
2275426
7810
1285878
326788
654950
حجم
الأوامر
323490
3427
165082
84074
70907
361445
2510
195341
22019
141575
حجم
التداول
695148160
369112600
129358900
193911565
2765095
533217905
281379200
152091620
47422190
52324895
قيم
التداول
10513
352
5920
2698
1543
13639
276
9501
1476
2386
عدد
الأوامر
4559
139
1907
1956
557
2898
127
1403
409
959
عدد
المبادلات


المصدر: شركة تسيير البورصة للقيم المنقولة





المنحنى(1): يوضح حجم الأوامر بالنسبة للشركات المدرجة.




التعليق:
من خلال المنحنى نلاحظ أن حجم الأوامر بدأ في الارتفاع في كلا من مجمع صيدال ورياض سطيف منذ سنة 1999 وثم بدأ في الانخفاض منذ 2001 إلى أن وصل إلى الحد الأدنى له في سنة 2002. وان حجم الأوامر للاوراسى بدأ في الارتفاع ابتداء من سنة الإدراج 2000 إلى أن وصل إلى أعلى مستوى له في 2001 وبعدها في الانخفاض كالبقية. أما فيما يخص سوناطراك فكان حجم الأوامر نسبي بالنسبة للشركات الأخرى.
ما يمكن استنتاجه أن حجم الأوامر كان اكبر بالنسبة لصيدال و الأوراسي رغم دخولها الأخيرة عن البقية.






المنحنى (2): يوضح حجم التداول بالنسبة للشركات المدرجة.




التعليق:
ما يمكن ملاحظته هو أن حجم التداول كان في تزايد في كل من مجمع صيدال ورياض سطيف، بشكل يجعلها تحتل المركز الأقوى في التداول داخل البورصة ولكن حجم التداول لرياض سطيف بدأ في الانخفاض من سنة 2000 إلى الحد الأدنى خلال سنة 2002. الأوراسي سجل هو أيضا تداول متزايد خلال سنة 2000 حتى سنة 2001 كما أن الأوراسي بعدها بدأ في الانخفاض كمثيله صيدال خلال 2001 ووصولا إلى أدنى مستوى في 2002 أما سوناطراك فسجل حجم تداول ضئيل.
وعليه نستنتج أن حجم التداول كان يحتل الصدارة من طرف صيدال والأوراسي.








المنحنى (3): يوضح قيمة التداول.



التعليق:
نلاحظ أن قيمة تداول سوناطراك في ارتفاع متزايد حتى سنة 2000 في المقابل نرى إن قيمة تداول رياض سطيف موافقة له بعدها بدا في الانخفاض من 2002 حتى أدنى حد تحقق خلاله 2002 كما أن قيمة تداول صيدال استمرت في الارتفاع إلى غاية 2001 بعدها راحت في الانخفاض وذلك إلى غاية 2002.
ومنه نستنتج أن سوناطراك كانت أكبر الشركات التي سجلت قيمة تداول عظمى.

















المنحنى(4): يوضح عدد الأوامر.




التعليق:
تميز بأن عدد الأوامر لشركة صيدال بدأ في الارتفاع المستمر منذ 1999 إلى غاية الحد الأقصى خلال سنة 2001 وبعدها سجل انخفاض حاد إلى غاية سنة 2002 . أما رياض سطيف تزايد عدد الأوامر لها إلى غاية 2000 التي كانت بها عدد الأوامر كبيرة بعدها بدأ في النقصان حتى 2002 و الأوراسي التي كان الارتفاع المسجل في عدد الأوامر من سنة 2000 .
أما سوناطراك فقد سجل تزايد نسبي بعدها العودة إلى النقصان ونستنتج أن لصيدال كان محتل المركز الأول من حيث عدد الأوامر المتدفق إلى البورصة على اختلاف كل الشركات الأخرى بما فيها سوناطراك.









المنحنى(5): يوضح عدد المبادلات



التعليق:
لاحظنا أن عدد المبادلات لكل من صيدال ورياض سطيف في تصاعد إلى أن وصل أعلى قيمة له خلال سنة 2000 وبعدها بدا في الانخفاض النسبي لصيدال وانخفاض حاد لرياض سطيف إلى غاية سنة 2002 و الأوراسي الذي تزايد ابتدءا من سنة 2000 إلى غاية 2001 وبعدها بدأ يقل العدد إلى أن وصل الحد الأدنى له في سنة 2002 ، وفيما يخص سوناطراك سجل تزايد متباين في عدد المبادلات إلى أن عاد إلى التراجع ابتدءا من سنة 2000 .
ونستنتج أن صيدال كانت المتصدرة لعدد المبادلات كما للرياض غير أن الأخيرة تراجع العدد فيها.






المطلب الثالث: أسباب ضعف الاستثمارفي بورصة الجزائر متطلبات تفعيل دورها
الفرع الاول: أسباب ضعف الاستثمارفي بورصة الجزائر
تعرف بورصة الجزائر مشاكل كثيرة مما أدى إلى وجود عراقيل تشد من نشاط البورصة وحالت دون انطلاقتها الفعلية أهمها :

* العراقيل القانونية: وتتمثل في تلك القوانين التي تقف حجر عثرة في تحقيق بعض المبادئ الاقتصادية التي تهيئ الظروف المناسبة لقيام البورصة، كالتسيير الإداري، عدم مواكبة القوانين للتطورات الاقتصادية ن التباطؤ في سن التشريعات التي تستجيب لمتطلبات اقتصاد السوق1 .

* العراقيل الاقتصادية: وتتمثل في:

- أن أغلب الشركات ملك الدولة حيث لازالت حتى الآن العديد من المؤسسات العمومية الجزائرية تعاني من اضطرابات مالية وقد تمت لفترات طويلة، أن السبب الأول في الحالة التي آلت إليها يعود إلى سوء التسيير الذي يتضح في: غياب الكفاءات المهنية اللازمة، إهمال وتضييع الطاقات الإنتاجية وعدم الإحساس بالمسؤولية مادامت الأملاك عمومية وليست خاصة2.
- معدلات النمو هي معدلات مالية ماعدا البعض منها الذي ينحصر في عدد قليل أو في قطاع وحيد وهو قطاع المحروقات الذي يشكل الركيزة الأولى للاقتصاد الجزائري.

- يفضل العديد من المستثمرين التوجه للمشاريع الاستثمارية غير المالية: كالبناء، الأشغال العمومية، الفلاحة...، وهي ما يطلق عليه السوق الموازية التي باتت تشكل بديل أحسن أو ضمان من سوق البورصة، ذلك أنها تضمن أرباحا سهلة وتجنب المخاطر.




- وإن الضرائب تمثل عبئا ثقيلا على المؤسسات المصرحة بنشاطها ولذلك فإن اللجوء إلى السوق الموازية يخفف منها أو تكون منعدمة.

* وكذلك انتشار التضخم وعدم ارتفاع عائد الأسهم، ضعف الادخار لدى الأفراد بسبب غلاء المعيشة ن عدم تدفق رأس المال الأجنبي الذي يعود على انعدام الثقة وتدهور الوضع الاقتصادي بسبب الظروف الخاصة التي تعيشها البلاد، ضعف المنافسة في السوق المالية لقلة الشركات المصدرة بسبب تعثر مسار الخوصصة .

* العراقيل السياسية: يضم الميدان السياسي كذلك عقبات تحول دون قيام البورصة بدورها العام والفعال في التنمية، فأمام الأوضاع الأمنية المتدهورة وغير المستقرة التي مرت بها الجزائر ولازالت لايمكن ضمان فعالية السوق في تحقيق التنمية، حتى أن هذه الأوضاع كانت سببا لامتناع العديد من المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في بلادنا1.

* العراقيل الإدارية: تبين في أنماط البيروقراطية التي تسود الإدارة الجزائرية، حيث تعقيد الإجراءات وعدم المرونة في التعامل والسرعة والتفاعل المطلوبين .

* العراقيل الإعلامية : ضعف الجهاز الإعلامي مع شبه غياب الإعلام الاقتصادي المتخصص الذي يهدف إلى تشجيع ثقافة الادخار والتعريف بالشركات والنهوض بالاستثمار .
ومن هنا نستخلص أنه لا استثمار بدون ادخار ولادخار بدون تكوين سوق الأوراق المالية ولا سوق للأوراق المالية بدون بورصة للقيم المنقولة، ولقد نجحت تجربة السوق المالية في البلدان المتقدمة لتوافر شرطين أساسيين:

- وجود عدد كاف من الأوراق المالية المطروحة في السوق تسمح للمستثمر أن يختار الشكل الذي يناسبه وبطريقة ناجحة.
- وجود أسواق للأوراق المالية تسمح بتحويل هذا النوع من الادخار طويل الأجل إلى مال نقدي سائل عند الطلب فبالنسبة للجزائر عدد المؤسسات قليل جدا ولا يعبر عن فروع النشاطات الاقتصادية المختلفة، ولا عن حقيقة النشاط الاقتصادي، والوعي الاستثماري ضعيف فمازالت ثقافة الاكتناز مهيمنة على أفكار الفرد واعتماد المؤسسات على تمويل الذاتي، و وجود ثغرات .كبيرة في النظم القانونية المنظمة للسوق المالية وعدم مطابقتها لمتطلبات التطور الاقتصادي المعاصر، والدليل على ذلك كثرة التغيرات القانونية وتعديل الإصلاحات وبما يسمى "إصلاح الإصلاح"1.

- محدودية السوق الثانوية الخاصة بتداول الأوراق المالية، ضآلة الطلب على الأوراق المالية قد يرجع إلى انعدام الثقة، ضعف الوعي الاستثماري، وجود قيود تشريعية، عدم قدوم المستثمر الأجنبي فحتى تكتسب البورصة فعاليتها يجب أن يكون الاقتصاد حرا، وتزداد حيويتها وأهميتها في الاقتصاد الوطني : كلما زاد عدد الشركات المسجلة فيها كما زاد عدد الأوراق المطروحة للتداول وعدد المتعاملين واتساع النشاط الاقتصادي، فكلما كانت البورصة فعالة كانت أقدر على توطيد النشاط الاقتصادي للدولة والنظام الاقتصادي القائم.

الفرع الثاني : الحوافز والامتيازات لتشجيع التوظيف في البورصة

تشجيع التوظيفات بصفة عامة و التوظيفات في سوق رؤوس الأموال بصفة خاصة،قدمت السلطات المالية الامتيازات التالية لمستثمرين، وذلك ضمن قانون المالية لسنة 19982 :
- إعفاء الأرباح الموزعة على المساهمين من الضرائب
- إعفاء الأرباح الرأسمالية المحققة من بيع الأوراق المالية من الضرائب، سواء كانت لصالح أفراد أو شركات
- إعفاء الفوائد المحققة من التوظيف في السندات وغيرها من الأوراق المالية من الضرائب
- إعفاء العمليات التي تجري على الأوراق المالية من حقوق التسجيل
- يقدر العائد على الاستثمار في المتوسط في بورصة الجزائر بـ 7.95% مع العلم إن أسعار الفائدة السائدة على المدخرات تقدر بحوالي 7% وأن معدل التضخم هو 1% في 2000 حسب التقرير السنوي لصندوق النقد الدولي لهذه السنة، إن الاستثمار في القطاع المالي قد استحوذ على جزء هام من هذا المبلغ متمثل في الاستثمار الجانب في هذا الإطار قدره 70مليار دينار(حوالي1 مليار دولار ) في قطاع المحروقات واستثمروا في قطاع خدمات (عدى السياحة الصحة والتجارة) أكثر من 34 مليار دينار(حوالي 486 مليون دولار) ، لإنشاء البنوك الخاصة والفروع وعليه استفادت من الامتيازات التي تمنحها وكالة دعم الاستثمار APSI والمتمثلة في :
1- أثناء الانجاز:
الإعفاء من الرسم على القيمة المضافةTVA على السلع والخدمات التي تدخل مباشرة في إنجاز الاستثمار.
· الإعفاء من الضريبة العقارية
· الإعفاء من رسوم التحويل على شراء العقارات
2- أثناء الاستغلال ) لمدة تتراوح بين 5 و7 سنوات(
· الإعفاء من الضريبة على أرباح الشركات (IBS).
· الإعفاء من الرسم على الرسم على النشاط الصناعي للعمال(TAIC) .
· الإعفاء من الدفع الجزافي على أجور العمال)(VF.
· تخفيض نسبة مساهمة أرباب العمل في الضمان الاجتماعي على 26% بدلا من 75%.

الفرع الثالث : الشروط الأساسية لتفعيل البورصة في الجزائر :

انطلاقا من كل ما سبق فإن بورصة الجزائر تتسم في الوقت الراهن بالهشاشة وهامشية دورها في تمويل الاقتصاد الوطني ، فحتى يتم تحسين أدائها وفاعليتها بما يمكنها من تحقيق متطلبات التنمية المستدامة ، ويمكن صياغة مجموعة من الشروط والمتطلبات التي ينبغي توافرها في بورصة الجزائر حتى تمكن من تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها فيما يلي1 :

1/ ضرورة تسوية الاقتصاد: يعتبر توفير المحيط الاقتصادي الملائم الشرط الأساسي لإيجاد بورصة قيم متداولة فعالة لا بد من توفير قطاع خاص نشيط وحرية والمنافسة، وأيضا لا بد من توفير المناخ الاستثماري المناسب من منح الحوافز الضريبية والشركات ووضع الأطر القانونية والتنظيمية وتحديد وتطوير الهياكل المالية وتحفيز الاستثمار الأجنبي وحماية حقوق المستثمرين ويجب أن يكون اقتصاد السوق شرطا رئيسي لقيام ببورصة قيم متداولة فعالة في الجزائر.

2/ الرفع من مستوى الدخل الحقيقي لكل فرد: لا يمكن الحديث عن توجيه مدخرات العائلات دون تحديد مستوى الدخل الحقيقي العائد لكل مواطن مع العلم يوجد علاقة كبيرة بين مستوى الدخل الحقيقي لكل فرد وتوجيه الادخار نحو التوظيف في القيم المتداولة، لا بد من رفع المستوى المعيشي للمجتمع رغم أن مؤشرات التضخم منخفضة حاليا في الجزائر ، إلا أن هذا لم يساهم في تنشيط البورصة.
3/ الانفتاح الكبير على الجمهور والتنويع في الأدوات المالية: تتميز البورصات الفعالة بالعدد الكبير للمتدخلين بها سواء بصفتهم عارضين أو طالبين للأوراق المالية،تتميز بتنويع الأدوات المالية التي تعد عامل جدب للمدخرين ، والتفتح الكبير على الجمهور وتتميز بورصات البلدان المتخلفة و الدول العربية والجزائر خاصة لضعف الصفقات الناجمة عن: العدد المحدود للمتدخلين ، غياب الإدارة في الاستثمار المتوسط وطويل الأجل في القيم المتداولة ، الطابع العائلي لعدد كبير من المؤسسات والتي تعتمد على التمويل الذاتي لتوسيع أنشطتها ، عدم تنويع الأدوات المالية على هده البورصات عدم توظيف الادخار في شكل سندات إما لانخفاض العائد أو لأسباب دينية كتحريم الفائدة.
4/ الكفاءة الإعلامية لسوق البورصة: تكون بورصة القيم المتداولة فعالة إذ كانت جملة المعلومات المفيدة لتقيم الأوراق المالية يتم عكسها على الدوام في الأسعار وتسمح بدلك بإتحاد القرارات الادخار والاستثمار تبعا لهده الأسعار .
5/ توجيه القدرات التمويلية الموجودة نحو الاستثمارات المنتجة والمربحة: إن بورصة القيم المتداولة الفعالة بإمكانها توجيه القدرات التمويلية الموجودة نحو الاستثمارات المنتجة والمربحة، ومنه فانه ينبغي التأكد من وجود مشاريع مربحة على المستوى الاقتصادي والمالي، لأن مرودية المؤسسات المسجلة في قيد الشروط اللازمة لجذب الادخار وإعادة توجيهه نحو المشاريع التنموية.
6/ حصول المدخرين على عوائد معقولة مقابل توظيفاتهم واستثماراتهم المالية: إن الحصول على عوائد معقولة لقاء توظيف واستثمار الأموال في البورصة يعد شرطا أساسيا لوجود بورصة فعالة تستقطب أكبر عدد ممكن من المدخرين، ووجود شركات مساهمة ناجحة.
7/ تكييف بورصة القيم المتداولة مع التحولات وتحويل الهياكل الاقتصادية : من الضروري أن يكون لبورصة القيم المتداولة إطار مؤسساتي وتنظيمي مرن يسمح لها بتطور والتكييف على الدوام مع التغيرات الحاصلة وذلك مدى قدرتها على التأقلم مع مختلف الأزمات مهما كانت طبيعتها، فإن متطلبات قيام بورصة قيم متداولة فعالة هو مقدرتها على تحويل الهياكل الاقتصادية وذلك من خلال تقديم تسهيلات اللازمة للمؤسسة السيرة جيدا وترقيتها.
8/ وجود حد أدنى من الاستقرار السياسي واستقرار القانوني : يعتبر الاستقرار السياسي أهم عامل لاجتذاب رؤوس الأموال الفائضة بدل المدخرين وحسن توجيهها كما أن وجود هذا الاستقرار يسمح بتطوير البورصات و ترقيتها ، أما بخصوص الاستقرار القوانين ووجود جهاز تشريعي مرن فإن استقرار القوانين يعتبر من المتطلبات التي تساهم بفاعلية لترقية ونمو سوق البورصة، وتوفير جهاز تشريعي يمكنه أن يساير الحياة الاقتصادية في تطورها وباستطاعته التكييف والانسجام مع المتغيرات الحاصلة على الحركة الاقتصادية على النحو الذي يضمن حقوق المتدخلين في بورصة القيم بناءا على تنظيمات تشريعية تتم على أساسها مختلف العمليات بهدف السوق.

9/ وجود جهاز مصرفي متكامل : يعتبر وجود هذا العامل وسيلة مهمة لترقية ونمو البورصات ذلك لأن مثل هذه المؤسسات التي تختص في الوساطة المالية تتطلع بالقيام بدورها على مستويات عديدة من ذلك مقدرتها على تعبئة الادخار، وتوفير الفرص الاستثمارية في صورة مشاريع والتوسط بين عرض السيولة الفعلية والطلب الحقيقي عليها فإن الجهاز المصرفي يعتبر دعامة أساسية لوجود بورصة قيم فعالة ذلك لما تختص به بصفته وسيط مال يعمل على تعبئة الادخار وترقية وحسن توجيهه .















خاتمة:

إن إنشاء بورصة فعالة أصبح مطلبا ضروريا من مطالب اقتصاد السوق وفاعلية النشاط الاقتصادي ومسايرة التحولات الاقتصادية المحلية والعالمية، ولقد مرت بورصة الجزائر بعدة مراحل وعرفت العديد من المشاكل منذ إنشاء شركة القيم المنقولة سنة 1992 فهناك عدة عوامل تؤثر على أداءها وفعاليتها في الاقتصاد ايجابيا وسلبيا.

ومن خلال تعرضنا لدراسة أو محاولة التعرف على وضعية البورصة في الجزائر كنموذج للدول النامية، فبعد الانفتاح يتم تداول 3 أسهم لثلاث شركات هي:

أسهم شركة الرياض سطيف- أسهم شركة صيدال – أسهم فندق الأوراسي.

إضافة إلى القرض المستندي لسونا طراك المتداولة لمدة 5 سنوات 04/01/1998 وانتهى في 04/01/2003 وبعد التعرف على نشاط الأسهم وحالة الأوراق المالية في البورصة ، فان التداول يتم في يوم واحد ولمدة ساعة واحدة في الأسبوع .
حتى رغم التعديلات والامتيازات لتشجيع التوظيفات بشكل مغري، لكن مازال الاستثمار ضعيفا في البورصة ويبقى مشكلة وحتى يتحسن أداء البورصة وفاعليتها لابد أن تتوفر العناصر التالية:
- التعديلات الضرورية للاقتصاد.
- إصلاح نضام تشجيع على الاستثمار الذي أصبح غير ملائم.
- إجراء مساندة لتفعيل الخوصصة.
- الاستفادة من التطورات العالمية.










Sidi ali boukarami vade mecun de la finance .opu. 1992.p.15 [1]

[2]د. صلاح الدين السيسي - بورصات الأوراق المالية- عالم الكتب القاهرة 2003 ص5 ,

[3] د . محسن أحمد الخضري - كيف تتحكم البورصة في 24 ساعة- إبتراك للنشر والتوزيع سنة 1996 ص21 .

[4] محاضرات بورصة الجزائر : الأستاذ طاولي ، جامعة تلمسان كلية العلوم الإقتصادية .[4]

د . محمد أيمن عزت الميداني تطور أسواق الرأسمالية في سوريا المركز السوري للاستثمارات والأبحاث في إدارة الأعمال 2002 [5]

د . عبد الغفار حنفي وسمية قرياقص " الأسواق والمؤسسات المالية " دار الجامعة الإسكندرية 2001 ص293 . [6]

د . منير إبراهيم هندي " الأوراق المالية وأسواق رأسمال " نشأت المصارف الإسكندرية 2002 ص 74 .[7]

1: شمعون شمعون:" البورصة – بورصة الجزائر" الأطلس للنشر 1993 ص.19.

2: رياض.ب. ندوة حول : " المخاطر المحدقة ببورصة الجزائر" 29-30 سبتمبر 2004. www.algeria-inteface.com

3:مذكرة ماجستير( دور نشاط المالي والسوق المال في التنمية الاقتصادية) مرجع سابق.ص.146.

1 : مذكرة ماجستير (دور نشاط المالي والسوق المال في التنمية الاقتصادية) المرجع السابق.ص.146.

1 : Le guide d’admission COSOB.Alger :" règlement de COSOB N° : 96-03.

1: bulletin de l’organisation et de surveillance des opération de bource N° 11

2: مذكرة ليسانس (التعامل بالأسهم والسندات لسوق رأسمال- دراسة حالة رياض سطيف – جامعة معسكر.
الدفعة 2001-2002) ص.82.

3 : Notice d’information (ERIAD)

1 :Notice d’information ( group SAIDAL )

2 : جريدة صيدال تصدر عن المجمع . العدد 15 مارس 1999 .

3: les titres cotes à la bourse d’ Alger.

4: دليل العرض لمؤسسة التسيير السياحي الأوراسي.

1 : مذكرة ماجستير (دور نشاط المالي والسوق المال في التنمية الاقتصادية) المرجع السابق.ص. 149.

2 :د. خليل الهندي: "عمليات المصرفية والسوق المالية " ح2: المؤسسات الحديثة للإنتاج 2000 ص 203.

1 : د. خليل الهندي المرجع السابق ص 205.

1 : مذكرة ماجستير (دور نشاط المالي والسوق المال في التنمية الاقتصادية) المرجع السابق.ص. 173.

2 : مذكرة ماجستير (عقبات قيام الأسواق المالية في الدول النامية حالة الجزائر) مرجع سبق ذكره.ص.139.

1 : د. براق محمد:" بورصة الجزائر والشروط الأساسية لنجاحها مجلة الإدارة المدرسة الوطنية للإدارة المجد 11
العدد 21-2001 ص88-120.








 


قديم 2009-04-12, 21:36   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
asmaa_2009
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي les titres et les actions

بورصة الجزائر

المبحث الأول:بورصة الأوراق المالية
المطلب الأول : تعريف البورصة

المطلب الثاني : أهمية البورصة
المطلب الثالث:وظائف البورصة

المطلب الرابع :الإطار العام لبورصة الأوراق المالية

المبحث الثاني: بورصة الجزائر للقيم المنقولة

المطلب الأول: عرض بورصة القيم المنقولة
الفرع الأول: نشأة بورصة القيم المنقولة
الفرع الثاني: تنظيم عمل البورصة.
الفرع الثالث :شروط القبول في البورصة
الفرع الرابع :شروط تطوير البورصة في الجزائر
المطلب الثاني: وضعية بورصة الجزائر.
الفرع الأول: الشركات المدرجة ضمن بورصة الجزائر
الفرع الثاني: نشاط بورصة الجزائر من 1999 إلى 2002
المطلب الثالث: أسباب ضعف الاستثمارفي بورصة الجزائر متطلبات تفعيل دورها
الفرع الاول: أسباب ضعف الاستثمارفي بورصة الجزائر
الفرع الثاني : الحوافز والامتيازات لتشجيع التوظيف في البورصة
الفرع الثالث : الشروط الأساسية لتفعيل البورصة في الجزائر






مقدمة:

إن من شروط نجاح السوق المالي إقامة سوق مالي نشط يسمح بتبسيط العمليات و جلب الادخار و توظيف الأموال. و إن الانتقال من اقتصاد المديونية إلى اقتصاد الأسواق المالية يتوجب وجود قاعدة مؤسساتية ملائمة و ظروف و محيط اقتصادي ملائم.

و عندما نتناول الحديث عن البورصة في الجزائر يجب علينا أن ندرك جيدا أن البورصة كأداة ليست هدفا أو غاية في حد ذاتها بل تعتبر أسلوبا تنمويا فعالا نجح في أداء مهامه في الكثير من الدول التي تتميز بوضع اقتصادي ملائم مبني على قواعد اقتصاد السوق و على هذا تبرز إشكالية الوضع الاقتصادي للجزائر.

هل مناخ الاستثمار على صعيد الاقتصاد الجزائري يسمح لتواجد سوق مالي أو حتى بورصة لأوراق مالية؟ فهذا ما سنحاول معرفته من خلال هذا البحث لدراسة بورصة القيم المنقولة للجزائر و هذا بتطرق إلى مفاهيم عامة حول البورصة ثم بإعطاء صورة عن بورصة الجزائر ونشأتها.

وبعدها دراسة وضعية البورصة من خلال دراسة نشاطها من 1999 إلى 2002. ونأتي في الأخير إلى توضيح أسباب ضعف الاستثمار وما هي متطلباته لتفعيل سوق مالي يتماشى مع التنمية الاقتصادية.
المبحث الأول: بورصة الأوراق المالية.

المطلب الأول : تعريف البورصة :

ترجع كلمة بورصة bourse إلى :

أ ـ إسم أحد كبار التجار الأغنياء في مدينة بروج البلجيكية وكان اسمه فان دن بورص van den bource إذ كان يجتمع عنده عدد كبير من التجار ولذلك أطلق لفظ البورصة على المكان الذي يجتمع فيه التجار وتتم عمليات الشراء والبيع[1].

ب ـفندق في مدينة ًبروج ً كانت تزين واجهته شعار عملة على ثلاثة أكياس trois bourses وكان يجتمع فيه عملاء مصرفين ووسطاء ماليين لتصريف الأعمال ولذلك أطلق لفظ البورصة على المكان الذي يجتمع فيه الأفراد لتصريف الأعمال بالشراء والبيع[2]

ـ وجاء لفظ بورصة ليعبرعلى المكان الذي يجتمع فيه المتعاملون من التجار والذي كان يتم بشكل منظم ودوري لإبرام الصفقات والعقود والإتفاق الحاضر أو الآجل عليها ، إلا أنه كان هناك أماكن أخرى يجتمع فيها التجار قبل. ولم تكن قد سميت بالبورصات ،فمثلا مصر في عهد الفراعنة كان التجار يقومون بعرض بضائعهم والإتفاق عليها وتحديد الأسعار لدى ً عزيز مصر ً كما عرف نظام البورصات عند العرب من خلال شيخ بندر التجار وتمويلها والإتفاق الآجل عليها...الخ[3]

وتعتبر البورصة سوق منظمة تتداول فيها الأوراق المالية بأشكالها المختلفة وهي بذلك توفر المكان والأدوات والوسائل ا لتي تمكن الشركات والسماسرة والوسطاء بقيام عمليات التبادل وإتمامها بسهولة وسرعة وفقا للقواعد والقوا نين . كما أن ا لبورصات تعتبر نظام الكمبيوتر الآلي ا لتي تجتمع فيها طلبات البيع والشراء للأدوات المالية والتي يؤدي تنفيذها إلى تحريك عمليات التداول في الأسواق المالية المنظمة. وفي الأخير يمكننا إعطاء تعريفا شاملا للبورصة إذ هي عبارة عن سوق منظمة تنعقد في مكان معين وفي أوقات دورية بين المتعاملين في بيع وشراء مختلف الأوراق الماليةأوالمحاصيل الزراعية أوالسلع الصناعية فهي سوق التعامل بالأوراق المالية بيعاً وشراءاً ويتم التعامل فيها وفقا للوائح ، وقوانين تنظم قواعد التعامل ، وعقد الصفقات وكذلك الشروط الواجب توفرها في المتعاملين .[4]

المطلب الثاني : أهمية البورصة :

تحضى بورصة الأوراق المالية بأهمية كبيرة تكمن في :

- تحقيق دور رئيسي في النشاط الإقتصادي من أجل ما تقوم به من المساعدة في تعبئة الفائض الاقتصادي و إعادة تحريكه وتوظيفه في مجالات ا لنشاط .

- العمل على تحقيق موازنة فعالة بين قوى العرض والطلب وإتاحة الحركة الكاملة فضلا على ضمان العلانية والشفافية الكاملة عن كافة المعاملات ا لتي تتم على الأوراق المالية المتداولة وعن أسعارها

- إمكانية منح قروض بتكلفة مناسبة إذا ما قورن ذلك بالإقتراض من الخارج لآجال قصيرة أومتوسطة والذي يكلف الدولة أعباء باهضة خاصة مع إرتفاع أسعار الفوائد عليها .

- وينظم العمل في البورصات قوانين ولوائح وإجراءات وقواعد منظمة. لطرح وتداول الأوراق المالية والتعامل عليها من خلال سماسرة الاوراق المالية تمثل مرآة النشاط الإقتصادي ، وهذا بإعتبارها حلقة إتصال بين مختلف الفعاليات الإقتصادية . مما يؤهلها لتغطية المؤشر العام لإتجاهات الأسعارومعادلات الإدخار والإستثمار

- تجنب الأثار التضخمية لحد كبير

- المساهمة في الرقابة على الشركات في توظف رؤوس الأموال بكفاءة .

- السماح بمباشرة النشاط بالعملات القابلة للتحويل ، وقبول طرح أسهم ومستندات الشركات والحكومات المختلفة بالعملات المختلفة ، قد يؤدي إلى تحويل هذا السوق من سوق محلي إلى سوق إقليمي أو دولي .



المطلب الثالث:وظائف البورصة :

يؤدى سوق الأوراق المالية (البورصة) وظائف على قدرة كبيرة من الأهمية فى الأسواق المالية وفى الإقتصاد القومي ككل[5]

تؤمن البورصة سوق مستمر لتداول الأوراق المالية الأمر الذي يوفر للمستثمرين كمية عالية من السيولة ،والسيولة هنا هي إتاحة الفرص للمستثمرين لأن بيع أوراق مالية بأسعارتختلف عن أسعار البيع السابقة ، تشجع ميزة السيولة هذه، المستثمرين على اختلاف أنواعهم الإقدام على توظيف مدخراتهم فى شراء الأوراقمالية من السوق الأولى أومن السوق الثانوي.

النشاط و الكفاءة العالية للبورصة تجعل الإصدارات الجديدة فى السوق الأولى أكثر قابلية للتسويق ، مما يخفض من خطر ضمان الإصدارات وتشجع المستثمرين بالتعامل فى السوق الثانية مما يحقق سهولة تسويق الإستثمارات ومساعدة الأفراد على تخلص منها فى أي وقت .

تقييم وتحديد أسعار الأوراق المالية من خلال عملية التداول مابين عدد كبير من المستثمرين لا يعرف بعضهم البعض بمعنى التقييم يتم على أسس موضوعية لا يدخل فيها العامل الشخصي . وتعمم أسعار التداول على كافة المستثمرين الفعليين والمحتملين فور تشكلها من خلال وسائل الإعلام و الإتصال .

سلطة رقابة خارجية غير رسمية على كافة السياسات الإستثمارية والتمويلية والتشغيلية والتسويقية للشركات المدرجة أوراقها المالية فيها . وعليه فإن الشركات التي تتبع إدارتها سياسات كفؤة تحقق نتائج أعمال جيدة وتتحسن أسعار أسهمها فى السوق .

إلزام البورصة الشركات المساهمة بالإفصاح عن المعلومات المتعلقة بأدائها وعن الأوراق الملية التي ترغب بإصدارها ، مما يوفر للمستثمر المعلومات الآنية والحقيقية لإتخاذ قرارات الإستثمار .

وتساهم البورصات فى تشجيع عمليات الإدخار والإستثمار فى المجتمع ، وذلك بتجميع المدخرات الصغيرة وتحويلها إلى رؤوس أموال توظف فى الإستثمارات الأكثر إنتاجية .

المطلب الرابع :الإطار العام لبورصة الأوراق المالية

إن العمل داخل البورصة يكون بداية بقيام مصدري الأوراق المالية بعرضها على المدخرين للإكتتاب بها . وهذا اللقاء يمثل الدورة المالية الأولى وهو ما يسمى بسوق الأولى أو سوق الإصدار . يلي ذلك خطوة ثانية تتمثل فى قيام حاملها ببيعها مقابل سيولة نقدية أو لإعادة إستثمارها في إستثمارات بديلة وهذا ما يخلق دورة مالية ثانية تسمى بالسوق الثانوية أو سوق التداول . وعليه يمكن القول بأن سوق الأوراق المالية تصنف إلى :

أ ـ السوق الأولى : markets primary

وهى الأسواق التى فيها ترويج وبيع الإصدارات الجديدة من الأوراق المالية طويلة الأجل لأول مرة بغرض الحصول على أموال لتمويل مشروعات جديدة أو التوسع فى مشروع قائم وتتمثل الإصدارات فى الأوراق المالية المطروحة للإكتتاب سواء فى إكتتاب عام صادر عن الشركات أو إكتتاب خاص صادر عن شخصية من الشخصيات الإعتبارية التي يحق لها الإصدار .

ويتم إما بطريقة مباشرة حيث الجهة المصدرة تتصل بعدد من كبار المستثمرين أو مؤسسات مالية لبيع لها الأوراق المالية التي أصدرتها ، أو بطريقة غير مباشرة وهو قيام مؤسسة متخصصة بإصدار هذه الأوراق وهو الأسلوب الأكثر شيوعا .[6]

ويكون عادة الإصدار لحساب مؤسسة مالية متخصصة مثل : مار لنش merrillynch بوسطن الأولى first Boston corporation في الولايات المتحدة الأمريكية أو في الدول التي تتسم سوق أوراقها المالية بالصغر قد تتولى بعض البنوك التجارية العاملة بها مهمة الإصدار .[7]

ب ـ السوق الثانوية : markets secondary

وهى الأسواق التي يتم فيها تداول الاوراق المالية الصادرة منقبل فى سوق الإصدار . والزبائن أو العملاء الأساسيين فى سوق التداول هم المستثمرين وليسو الشركات المصدرة للأوراق المالية ومن أهم خصائص هذه الأسواق توفر عنصر السيولة لحاملي الأوراق المالية لبيعها عند الحاجة إلى قيمتها نقدا وباستطاعة المستثمرين شراء وبيع الأوراق المالية أو بمعنى التداول عن طريق المضاربة أو عن طريق المزاد العلني .























المبحث الثاني: بورصة الجزائر للقيم المنقولة

نظرا للازمة الاقتصادية التي تعيشها الجزائر و الخلل في التسيير بسبب هيمنة القطاع العام و تذبذب وتيرة النمو الاقتصادي و التبعية للخارج، عرفت الجزائر تحولات هامة بغرض معالجة و تدارك الوضعية الحالية فسرعت بالاصلاحات لتحرير الاقتصاد و تهيئة المحيط، ورغبة منها في ربح الوقت رأت السلطات العمومية أنه من المفيد توفير آلية ذات فعالية بالنسبة لنظام اقتصاد السوق، وهذا ما حدث فعلا وذلك بإنشاء بورصة الجزائر إذ أن البورصة تعتبر أداة فعالة ومكان لالتقاء قوى الاستثمار المختلفة ولها دور فعال في توجيه الاقتصاد وتنشيطه إذ يتم إعطاؤه قوة دفع أكبر وشمولية أعم وأوسع للمشروع الاقتصادي الحضاري.
المطلب الأول: عرض بورصة القيم المنقولة
الفرع الأول: نشأة بورصة القيم المنقولة

تم تأسيس بورصة الجزائر في شهر09 ديسمبر سنة 1990 برأسمال إجمالي قدره 32000.00 د ج تحت اسم " شركة القيم المنقولة SVM" و هذا استنادا للمادة 01 من القانون رقم 88/03 الصادر بتاريخ 02 جانفي 1988 و سميت شركة القيم المنقولة تحاشيا لكلمة بورصة التي لها دلالة إيديولوجية رأس المال هذا من جهة و من جهة أخرى انعدام النص القانوني الذي ينظم عمليات البورصة لان التشريع التجاري الساري المفعول لم يتطرق إلى هذه النشاطات1.

مراحل إنشاء بورصة الجزائر للقيم المنقولة : بدأت نشاطها بموجب المرسوم التأسيسي للجنة تنظيم مراقبة عمليات البورصة رقم 93-10 المؤرخ في 23 ماي 1993 والمعدل و المتمم بالقانون رقم 04-03 الصادر بتاريخ 17 فيفري 2000 2. حيث تعرفها المادة 01 منه كما يلي: " تعد بورصة القيم المنقولة إطار لتنظيم و سير العمليات فيما يخص القيم المنقولة التي تصدرها الدولة و الأشخاص للآخرين من القانون العام والشركات ذات الأسهم ، و قد كانت مراحلها
كما يلي3 :

المرحلة الأولى: 90-92 تميزت بإنشاء عقد موثق لشركة القيم المنقولةSVM وإصدار ثلاث مراسيم تتعلق بالبورصة:
- المرسوم التنفيذي رقم: 91-169 في 28 ماي 1991 المتضمن تنظيم المعاملات الخاصة بالقيم المنقولة.
- المرسوم التنفيذي رقم : 91-170 في 28 ماي 1991 حدد 10 أنواع من القيم المنقولة أشكالها، شروط إصدارها وطرق ذلك، تداولها وتحويلها.
- المرسوم التنفيذي رقم: 91-171 في 28 ماي 1991 يتعلق بلجنة البورصة.

المرحلة الثانية: 92-93 واجهت شركة القيم المنقولة صعوبات تتعلق بمهمتها ووظيفتها، وقد تم رفع رأسمالها من 230000 دج إلى 9320000 دج وصدر :

- المرسوم رقم: 93-08 لـ 25/04/93 المكمل للقانون التجاري حيث حددت فيه مختلف أنواع القيم المنقولة التي يمكن إصدارها.
- المرسوم رقم: 93-10 لـ03/05/93 حدد المحاور الكبرى لسير القيم المنقولة في الجزائر، الوساطة – لجنة تنظيم ومتابعة عمليات البورصة COSOB ، ولجنة تسيير بورصة القيم SGBV.
المرحلة الثالثة: 93-95 حيث تم إصدار نصين تشريعيين:

- المرسوم رقم: 94-175 لـ13/06/94 كأداة جديدة لتنظيم وتمويل الاقتصاد الوطني، تجمع رؤوس الأموال وتمول الاستثمار وبرامج التنمية.
وكان الافتتاح الرسمي والفعلي لبورصة الجزائر يوم الأربعاء 17 ديسمبر 1997 ولها مكان مادي " مقر " بالغرفة الوطنية للتجارة بالجزائر العاصمة.








الفرع الثاني: تنظيم عمل البورصة.

حتى يمكن التفاوض حول الأوراق المالية و مبادلتها طبقا لقاعدة العرض و الطلب و بالتالي ضمان وظيفتها في النشاط الاقتصادي. و لإرساء بورصة للقيم المنقولة في الجزائر لجأت الدولة إلى سن العديد من القوانين و المراسيم الموجهة لتنظيم عمليات البورصة و الهياكل و المؤسسات المشرفة على سيرها و أحكام و شروط المتدخلين فيها.
تتضمن البنية القاعدية لبورصة الجزائر ثلاث عناصر أساسية أسندت لها وظائف بالغة الأهمية ويتعلق الأمر بـ1:

1) شركة تسيير بورصة القيم: SGBV وتقوم أساسا على المادة 18 من المرسوم بالإشراف على إدخال المؤسسات إلى البورصة، تسيير حصص البورصة، القيام بعمليات المقاصة ونشر المعلومات. فهي عبارة عن شركة ذات أسهم إذ يبلغ رأس مالها الآن 240.000,00 دج.،حيث الأعضاء المؤسسين لشركة إدارة بورصة القيم تخلو عن حصصهم في رأس مال شركة إدارة بورصة القيم لصالح شركات متخصصة في الوساطة في الأوراق المالية وهي:
1-شركة الراشد المالي التي تضم كل من:CNMA, CCR, BEA.
2-المؤسسة المالية للإرشاد والتوظيف SOFICOP التي تضم كل من:CAA، BDL BNA.
3-المؤسسة المالية العامة SOGIEFI التي تضم كل من:CAAT, CNEP, CPA.
4-شركة توظيف القيم المنقولة SPDM التي تضم كل من:BADR, CAAR.
5-شركة
UNION BROKE RAGE المؤسسة من طرف : UNION BANK.

2) لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصةCOSOB : تقوم هذه اللجنة أساس بالرقابة والتأكد من صحة المعلومات التي تقدمها الشركات ضمانا للشفافية، تقوم بإعطاء تأشيرة القبول للشركات التي تحقق شروط الدخول إلى البورصة، ولها وظائف تأديبية وتحكيمية، وقد قامت بإصدار أول تأشيرة لصالح شركة سوناطراك للسماح لها بإصدار سندات الإقراض وللاكتتاب العام، وذلك في 18/11/1997م. ثم رياض سطيف وصيدال والأوراسي وأعطت أول اعتماد في 31/03/1998م لإنشاء شركة استثمارات ذات رأس مال متغير SICAV.
3) الوسطاء في عمليات البورصة IOB
ان الرسوم التشريعي رقم 93-10المؤرخفي 23/05/1993و المتعلق ببورصة القيم المنقولة ،و يخصص حق التفاوض في القيم المنقولة لاعوان مختصين و المدعوين بالوسطاء في عمليات البورصة المادة05 من المرسوم التشريعي تنص على انه لا يجوز اجراء أية مفاوضة تتناول فيها قيم منقولة مقبولة في البورصة الا داخل البورصة ذاتها و عن طريق وسطاء ماليين في عمليات البورصة .
هذايعني ان المشتريات و المبيعات للقيم المنقولة المسعرة تتم بالحضور الاجباري لهؤلاء الوسطاء في عمليات البورصة حسب الشروط التي تحددها اللجنة .
و الشكل التالي يبين تنظيم شركة ادارة بورصة القيم المنقولة



















تنظيم شركة إدارةبورصة القيم المنقولة
مجلس الإدارة
- الرئيس-

الأمانة

اللجان






مدير العام

التسجيلات

المفاوضات

المقاصة
















الإعلام الآلي
المالي/ الإدارة

تطور السوق

عمليات السوق







تسجيل
وإدخال
القيم
الجديدة
للتسوق

المالية
الإدارة
الموارد البشرية

متابعة
عمليات المقاصة
والتسوية
نشر المعلومات

المفاوضة
التقييم
الرقابة

تدعيم الإعلام الآلي
مراجعة
مدى ملائمة
الأنظمة الإجراءات

العلاقات العامة مع الشركات المصدرة للأوراق المالية والوسطاء في العمليات البورصة


















المصدر:guide de la bourse d’ Alger p 17
مخطط انسيابي لشركة إدارةبورصة القيم المنقولة


الفرع الثالث :شروط القبول في البورصة:
حسب المادة 16-46 من نظام COSOB رقم 97-03 المؤرخ في 18/11/1998م.
1. القبول في البورصة: يسمح للمؤسسات بالانفتاح على الخارج ويقوي شهرتها كما يسمح بتمويل نمو المؤسسات وسيولة سنداتها حيث تقدم ملفا خاصا على ذلك.
2. ويتم التداول في سوق البورصة وفق إطار تنظيمي محكم عن طريق وضع التسعيرة وتسيير الأوامر ) المادة: 77-76 من نظام COSOB(.
ولقد حدد المشرع الجزائري الأوراق المالية التي يمكن تداولها داخل بورصة الجزائر وشروط قبولها في تسعيرة البورصة وذا حسب المواد: من 31 إلى 46 من النظام رقم: 97-03 السالف الذكر. فإن الشركة التي تتطلب قبول أوراقها المالية في التداول يجب أن تتوفر على الشروط التالية1:
- تكون قد نشرت الكشوف المصادق للسنتين الماليتين السابقتين للسنة التي تم خلالها تقديم طلب القبول.
- ألا تقل قيمة رأس مالها عن مائة مليون دينار جزائري.
- يجب أن تكون الشركة قد حققت أرباحا خلال السنة المالية التي سبقت طلب القبول.
- أن توزع الشركة على الجمهور سندات تمثل 30% من رأس مالها الاجتماعي على الأقل وذلك يوم الإدخال على أبعد تقدير.
- يجب أن يكون سعر السندات في القرض يساوي على الأقل مائة مليون دينار جزائري موزعة على 100 حائز على الأقل.
- فيما يخص الأسهم يجب أن تكون موزعة على 300مساهم يملكون فرادى على الأكثر 5 % من رأس المال الاجتماعي للشركة.
الفرع الرابع :شروط تطوير البورصة في الجزائر:
الانتقال من الاقتصاد المخطط الى اقتصاد السوق (الخوصصة):
إن القطاع الخاص يعتبر المكمل للبورصة في الجزائر ،فرأسمال الاجتماعي للجنة تسيير البورصة هو مفتوح لكل الوسطاء الماليين المعتمدين من طرف اللجنة فالاتحاد البنكي هو مساهم و ممول للجنة و يعرض ملفه من اجل اعتماد من طرف هذه الأخيرة ،و شروط الالتحاق في بورصة الجزائر بالنسبة للمؤسسات العمومية هي نفسها بالنسبة للمؤسسات الخاصة،فعليها أن تتوفر على شروط التالية :

- نظام رقابة داخلية .
- حسابات اجتماعية لها رصيد ايجابي حتى اخر السنة .
- إمكانية تغيير رأسمال و إعادة عرض استراتيجيتها في السوق .
- منظمة في شركة الأسهم .
وفي هذا الشأن صرح رئيس لجنة تنظيم و مراقبة عمليات البورصة(cosob(M .SADMI في ملتقى بمناسبة تنظيم قرض مستندي لفندق الاوراسي ان برنامج الخوصصة سينطلق خلال الاشهر القليلة القادمة بالنسبة ل 11 مؤسسة عمومية منها :
فندق الجزائر ،مؤسسة ENTMW،ENGI ميناء سكيكدة ، ميناءبجاية ، ميناء ارزيو ،مؤسسة الاسمنت بسطيف مؤسسة الاسمنت بشلف .
أمافيما يخص سوق السندات فقد أكد السيد سدمي على أعادة توسيعه والذي اصبح يضم خلال 6 أشهر الاولى من سنة 2006 ثماني مؤسسات و هي كالتالي :

SONATRACH ،SPA،SONALGAZ،AIR ALGERIE ALGERIE TELECOM، ENTP،ENAFOR،CIVITAL.

- التحكم في التضخم .
- تفعيل دور البنوك في عمل البورصة.










المطلب الثاني: وضعية بورصة الجزائر.
الفرع الأول: الشركات المدرجة ضمن بورصة الجزائر.

مرت بورصة الجزائر بالعديد من المراحل وعرفت العديد من المشاكل منذ أنشاء القيم المنقولة سنة 1992، وبعد أن تم فتحها كانت الشركة المدرجة ضمن البورصة كمايلي:
1) شركة سونا طراك: هي شركة برأسمال يقدر بـ 240 مليار دج ، حيث أصدر وزير الطاقة والمناجم قرار إصدار القرض السندي لسونا طراك بمبلغ5 مليار دج، تحت رقم 805 بـ 09/11/1997 حيث قامت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في إطار ممارسة نشاطها بمنح تأشيرتها الأولى تحت رقم 001/97 لـ 18/11/1997 لصالح شركة سونا طراك على السندات التي أصدرتها بعد توقيع العقد بين سونا طراك والبنك الخارجي الجزائري، وقد بدأت هذه العملية في 10/01/1998 بمبلغ أولي قدره 5 مليار دج بنسبة 13% كضريبة مخفضة وبعلاوة إصدار بنسبة 5.2 % ، ونظرا لإقبال الجمهور قد ارتفع المبلغ إلى 12 مليار دج ، وقد بلغت عدد سندات سونا طراك 115000 سند بقيمة إجمالية تقدر بـ 5 مليار دج1.
2) مجمع رياض سطيف: هي شركة أسهم برأسمال المقدر بـ 4 مليار دج أسندت في 02/04/1990 لمدة 99 عاما وهي خاضعة لأحكام القانون التجاري ، طرح المجمع 1 مليون سهم للاكتتاب العام بقيمة اسمية تقدر بـ 2300 دج للسهم الواحد وامتداد فترة الاكتتاب من 02 نوفمبر 1998 إلى 15 ديسمبر 1998 إذ تمكن الجمهور من الحصول على الأسهم من لدى شبابيك البنوك التي كونت نقابة خصيصا لهذه العملية، يأتي عل رأسها بنك الفلاحة والتنمية الريفية2. وهي أسهم عادية، تأشيرة COSOB01/98 المؤرخ في 27/ 06/19983.
3) مجمع صيدال: المتخصص في إنتاج وتسويق المواد الصيدلانية بحيث بدأت عملية دخول صيدال في البورصة عندما أعطى المجلس الوطني لمساهمات الدولة والإشارة في سنة 1988 لمجمع الكيمياء والصيدلة بفتح جزء من رأسمالها للخوصصة الجزئية لصيدال وهذه الخطوة تمت على 20% من رأسمال المؤسسة أي 2.5 مليار دينار بـ 2 مليون سهم بقيمة اسمية تقدر 250 دينار للسهم الواحد.
حيث رأسمالها الإجمالي يقدر بـ 2.5 مليار دج ، ثمن العرض 800 دج للسهم، والعرض العمودي تم التصريح به من طرف COSOB بتأشيرة رقم 98/04 في 24/12/1998. بعد قيام صيدال بمذكرة إعلام وانطلاق العرض بتاريخ 15/01/1999 لمدة شهر حتى 15/02/1999 حتى تم بيع كل الأسهم المعروضة وتحقيق الهدف بنسبة %1431). إذا استطاعت صيدال بعرضها 20% من رأسمالها، أن تبيع أكثر من عدد الأسهم المطروحة ، حيث تحصلت على 2 مليون و300 ألف أمرا بالشراء مع نهاية العملية ، منها أن مليون و400 ألف سهم، بيعت للمواطنين أي الأشخاص الطبيعيين 700 ألف سهم ، كما تم بيع 705000 سهم للمؤسسات المالية و233000 للأشخاص المعنويين و 16500 لعمال مجمع صيدال2 .
4) مؤسسة الأوراسي: مؤسسة متخصصة في مجال الخدمات الفندقة السياحة، رأسمالها 217 مليون دج ، فقد اتخذ قرار دخولها على البورصة من طرف الجنة الوطنية للمساهمات الدولية بتاريخ 05/02/1998 . متبوعة بالجمعية العامة غير عادية للمساهمين بتاريخ 21/06/1998، وكانت قيمة العرض العمومي تخص 20% من رأسمال الاجتماعي أي ما يعادل 1.5 مليار دج موزعة على 1.2 مليون سهم بسعر 400 دج للوحدة ولقد توج هذا العرض بالنجاح حيث كان الطلب على الأسهم يفوق الحصة المعروضة3) .

فإن إحصائيات هذا العرض تذكر بأن 1.34 سهم بيع للمشترين أي ما يعادل 186.3 من توقعات الشركة القابضة للخدمات 72000 سهم بينما اشترى أشخاص معنويين أكثر من 350000 سهم وهو ما يساوي 146% من التوقعات أما عدد الأسهم التي اقتناها عمال مؤسسة التسيير السياحي فتصل إلى 2070 سهم4 .







الفرع الثاني: نشاط بورصة الجزائر من 1999 إلى 2002
المجموع

2000
المجموع

4أشهر أخيرة 1999
السنوات
سونا طراك
صيدال
رياض
الأوراسي
سوناطراك
صيدال
رياض
البيانات
1896140
10412
1141613
352814
391301
286664
1338
230126
55200
حجم الأوامر
323490
3427
165082
84074
70907
35348
596
24898
9854
حجم التداول
695148160
369112600
129358900
193911565
2765095
108079690
65080000
20215870
22783820
قيم التداول
10513
352
5920
2698
1543
2560
21
1838
701
عدد الأوامر
4559
139
1907
1956
557
1052
9
683
360
عدد المبادلات






















المجموع


2002

المجموع


2001

السنوات


سونا طراك
صيدال
رياض
الأوراسي
سوناطراك
صيدال
رياض
الأوراسي
البيانات
1896140
10412
1141613
352814
391301
2275426
7810
1285878
326788
654950
حجم
الأوامر
323490
3427
165082
84074
70907
361445
2510
195341
22019
141575
حجم
التداول
695148160
369112600
129358900
193911565
2765095
533217905
281379200
152091620
47422190
52324895
قيم
التداول
10513
352
5920
2698
1543
13639
276
9501
1476
2386
عدد
الأوامر
4559
139
1907
1956
557
2898
127
1403
409
959
عدد
المبادلات


المصدر: شركة تسيير البورصة للقيم المنقولة





المنحنى(1): يوضح حجم الأوامر بالنسبة للشركات المدرجة.




التعليق:
من خلال المنحنى نلاحظ أن حجم الأوامر بدأ في الارتفاع في كلا من مجمع صيدال ورياض سطيف منذ سنة 1999 وثم بدأ في الانخفاض منذ 2001 إلى أن وصل إلى الحد الأدنى له في سنة 2002. وان حجم الأوامر للاوراسى بدأ في الارتفاع ابتداء من سنة الإدراج 2000 إلى أن وصل إلى أعلى مستوى له في 2001 وبعدها في الانخفاض كالبقية. أما فيما يخص سوناطراك فكان حجم الأوامر نسبي بالنسبة للشركات الأخرى.
ما يمكن استنتاجه أن حجم الأوامر كان اكبر بالنسبة لصيدال و الأوراسي رغم دخولها الأخيرة عن البقية.






المنحنى (2): يوضح حجم التداول بالنسبة للشركات المدرجة.




التعليق:
ما يمكن ملاحظته هو أن حجم التداول كان في تزايد في كل من مجمع صيدال ورياض سطيف، بشكل يجعلها تحتل المركز الأقوى في التداول داخل البورصة ولكن حجم التداول لرياض سطيف بدأ في الانخفاض من سنة 2000 إلى الحد الأدنى خلال سنة 2002. الأوراسي سجل هو أيضا تداول متزايد خلال سنة 2000 حتى سنة 2001 كما أن الأوراسي بعدها بدأ في الانخفاض كمثيله صيدال خلال 2001 ووصولا إلى أدنى مستوى في 2002 أما سوناطراك فسجل حجم تداول ضئيل.
وعليه نستنتج أن حجم التداول كان يحتل الصدارة من طرف صيدال والأوراسي.








المنحنى (3): يوضح قيمة التداول.



التعليق:
نلاحظ أن قيمة تداول سوناطراك في ارتفاع متزايد حتى سنة 2000 في المقابل نرى إن قيمة تداول رياض سطيف موافقة له بعدها بدا في الانخفاض من 2002 حتى أدنى حد تحقق خلاله 2002 كما أن قيمة تداول صيدال استمرت في الارتفاع إلى غاية 2001 بعدها راحت في الانخفاض وذلك إلى غاية 2002.
ومنه نستنتج أن سوناطراك كانت أكبر الشركات التي سجلت قيمة تداول عظمى.

















المنحنى(4): يوضح عدد الأوامر.




التعليق:
تميز بأن عدد الأوامر لشركة صيدال بدأ في الارتفاع المستمر منذ 1999 إلى غاية الحد الأقصى خلال سنة 2001 وبعدها سجل انخفاض حاد إلى غاية سنة 2002 . أما رياض سطيف تزايد عدد الأوامر لها إلى غاية 2000 التي كانت بها عدد الأوامر كبيرة بعدها بدأ في النقصان حتى 2002 و الأوراسي التي كان الارتفاع المسجل في عدد الأوامر من سنة 2000 .
أما سوناطراك فقد سجل تزايد نسبي بعدها العودة إلى النقصان ونستنتج أن لصيدال كان محتل المركز الأول من حيث عدد الأوامر المتدفق إلى البورصة على اختلاف كل الشركات الأخرى بما فيها سوناطراك.









المنحنى(5): يوضح عدد المبادلات



التعليق:
لاحظنا أن عدد المبادلات لكل من صيدال ورياض سطيف في تصاعد إلى أن وصل أعلى قيمة له خلال سنة 2000 وبعدها بدا في الانخفاض النسبي لصيدال وانخفاض حاد لرياض سطيف إلى غاية سنة 2002 و الأوراسي الذي تزايد ابتدءا من سنة 2000 إلى غاية 2001 وبعدها بدأ يقل العدد إلى أن وصل الحد الأدنى له في سنة 2002 ، وفيما يخص سوناطراك سجل تزايد متباين في عدد المبادلات إلى أن عاد إلى التراجع ابتدءا من سنة 2000 .
ونستنتج أن صيدال كانت المتصدرة لعدد المبادلات كما للرياض غير أن الأخيرة تراجع العدد فيها.






المطلب الثالث: أسباب ضعف الاستثمارفي بورصة الجزائر متطلبات تفعيل دورها
الفرع الاول: أسباب ضعف الاستثمارفي بورصة الجزائر
تعرف بورصة الجزائر مشاكل كثيرة مما أدى إلى وجود عراقيل تشد من نشاط البورصة وحالت دون انطلاقتها الفعلية أهمها :

* العراقيل القانونية: وتتمثل في تلك القوانين التي تقف حجر عثرة في تحقيق بعض المبادئ الاقتصادية التي تهيئ الظروف المناسبة لقيام البورصة، كالتسيير الإداري، عدم مواكبة القوانين للتطورات الاقتصادية ن التباطؤ في سن التشريعات التي تستجيب لمتطلبات اقتصاد السوق1 .

* العراقيل الاقتصادية: وتتمثل في:

- أن أغلب الشركات ملك الدولة حيث لازالت حتى الآن العديد من المؤسسات العمومية الجزائرية تعاني من اضطرابات مالية وقد تمت لفترات طويلة، أن السبب الأول في الحالة التي آلت إليها يعود إلى سوء التسيير الذي يتضح في: غياب الكفاءات المهنية اللازمة، إهمال وتضييع الطاقات الإنتاجية وعدم الإحساس بالمسؤولية مادامت الأملاك عمومية وليست خاصة2.
- معدلات النمو هي معدلات مالية ماعدا البعض منها الذي ينحصر في عدد قليل أو في قطاع وحيد وهو قطاع المحروقات الذي يشكل الركيزة الأولى للاقتصاد الجزائري.

- يفضل العديد من المستثمرين التوجه للمشاريع الاستثمارية غير المالية: كالبناء، الأشغال العمومية، الفلاحة...، وهي ما يطلق عليه السوق الموازية التي باتت تشكل بديل أحسن أو ضمان من سوق البورصة، ذلك أنها تضمن أرباحا سهلة وتجنب المخاطر.




- وإن الضرائب تمثل عبئا ثقيلا على المؤسسات المصرحة بنشاطها ولذلك فإن اللجوء إلى السوق الموازية يخفف منها أو تكون منعدمة.

* وكذلك انتشار التضخم وعدم ارتفاع عائد الأسهم، ضعف الادخار لدى الأفراد بسبب غلاء المعيشة ن عدم تدفق رأس المال الأجنبي الذي يعود على انعدام الثقة وتدهور الوضع الاقتصادي بسبب الظروف الخاصة التي تعيشها البلاد، ضعف المنافسة في السوق المالية لقلة الشركات المصدرة بسبب تعثر مسار الخوصصة .

* العراقيل السياسية: يضم الميدان السياسي كذلك عقبات تحول دون قيام البورصة بدورها العام والفعال في التنمية، فأمام الأوضاع الأمنية المتدهورة وغير المستقرة التي مرت بها الجزائر ولازالت لايمكن ضمان فعالية السوق في تحقيق التنمية، حتى أن هذه الأوضاع كانت سببا لامتناع العديد من المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في بلادنا1.

* العراقيل الإدارية: تبين في أنماط البيروقراطية التي تسود الإدارة الجزائرية، حيث تعقيد الإجراءات وعدم المرونة في التعامل والسرعة والتفاعل المطلوبين .

* العراقيل الإعلامية : ضعف الجهاز الإعلامي مع شبه غياب الإعلام الاقتصادي المتخصص الذي يهدف إلى تشجيع ثقافة الادخار والتعريف بالشركات والنهوض بالاستثمار .
ومن هنا نستخلص أنه لا استثمار بدون ادخار ولادخار بدون تكوين سوق الأوراق المالية ولا سوق للأوراق المالية بدون بورصة للقيم المنقولة، ولقد نجحت تجربة السوق المالية في البلدان المتقدمة لتوافر شرطين أساسيين:

- وجود عدد كاف من الأوراق المالية المطروحة في السوق تسمح للمستثمر أن يختار الشكل الذي يناسبه وبطريقة ناجحة.
- وجود أسواق للأوراق المالية تسمح بتحويل هذا النوع من الادخار طويل الأجل إلى مال نقدي سائل عند الطلب فبالنسبة للجزائر عدد المؤسسات قليل جدا ولا يعبر عن فروع النشاطات الاقتصادية المختلفة، ولا عن حقيقة النشاط الاقتصادي، والوعي الاستثماري ضعيف فمازالت ثقافة الاكتناز مهيمنة على أفكار الفرد واعتماد المؤسسات على تمويل الذاتي، و وجود ثغرات .كبيرة في النظم القانونية المنظمة للسوق المالية وعدم مطابقتها لمتطلبات التطور الاقتصادي المعاصر، والدليل على ذلك كثرة التغيرات القانونية وتعديل الإصلاحات وبما يسمى "إصلاح الإصلاح"1.

- محدودية السوق الثانوية الخاصة بتداول الأوراق المالية، ضآلة الطلب على الأوراق المالية قد يرجع إلى انعدام الثقة، ضعف الوعي الاستثماري، وجود قيود تشريعية، عدم قدوم المستثمر الأجنبي فحتى تكتسب البورصة فعاليتها يجب أن يكون الاقتصاد حرا، وتزداد حيويتها وأهميتها في الاقتصاد الوطني : كلما زاد عدد الشركات المسجلة فيها كما زاد عدد الأوراق المطروحة للتداول وعدد المتعاملين واتساع النشاط الاقتصادي، فكلما كانت البورصة فعالة كانت أقدر على توطيد النشاط الاقتصادي للدولة والنظام الاقتصادي القائم.

الفرع الثاني : الحوافز والامتيازات لتشجيع التوظيف في البورصة

تشجيع التوظيفات بصفة عامة و التوظيفات في سوق رؤوس الأموال بصفة خاصة،قدمت السلطات المالية الامتيازات التالية لمستثمرين، وذلك ضمن قانون المالية لسنة 19982 :
- إعفاء الأرباح الموزعة على المساهمين من الضرائب
- إعفاء الأرباح الرأسمالية المحققة من بيع الأوراق المالية من الضرائب، سواء كانت لصالح أفراد أو شركات
- إعفاء الفوائد المحققة من التوظيف في السندات وغيرها من الأوراق المالية من الضرائب
- إعفاء العمليات التي تجري على الأوراق المالية من حقوق التسجيل
- يقدر العائد على الاستثمار في المتوسط في بورصة الجزائر بـ 7.95% مع العلم إن أسعار الفائدة السائدة على المدخرات تقدر بحوالي 7% وأن معدل التضخم هو 1% في 2000 حسب التقرير السنوي لصندوق النقد الدولي لهذه السنة، إن الاستثمار في القطاع المالي قد استحوذ على جزء هام من هذا المبلغ متمثل في الاستثمار الجانب في هذا الإطار قدره 70مليار دينار(حوالي1 مليار دولار ) في قطاع المحروقات واستثمروا في قطاع خدمات (عدى السياحة الصحة والتجارة) أكثر من 34 مليار دينار(حوالي 486 مليون دولار) ، لإنشاء البنوك الخاصة والفروع وعليه استفادت من الامتيازات التي تمنحها وكالة دعم الاستثمار APSI والمتمثلة في :
1- أثناء الانجاز:
الإعفاء من الرسم على القيمة المضافةTVA على السلع والخدمات التي تدخل مباشرة في إنجاز الاستثمار.
· الإعفاء من الضريبة العقارية
· الإعفاء من رسوم التحويل على شراء العقارات
2- أثناء الاستغلال ) لمدة تتراوح بين 5 و7 سنوات(
· الإعفاء من الضريبة على أرباح الشركات (IBS).
· الإعفاء من الرسم على الرسم على النشاط الصناعي للعمال(TAIC) .
· الإعفاء من الدفع الجزافي على أجور العمال)(VF.
· تخفيض نسبة مساهمة أرباب العمل في الضمان الاجتماعي على 26% بدلا من 75%.

الفرع الثالث : الشروط الأساسية لتفعيل البورصة في الجزائر :

انطلاقا من كل ما سبق فإن بورصة الجزائر تتسم في الوقت الراهن بالهشاشة وهامشية دورها في تمويل الاقتصاد الوطني ، فحتى يتم تحسين أدائها وفاعليتها بما يمكنها من تحقيق متطلبات التنمية المستدامة ، ويمكن صياغة مجموعة من الشروط والمتطلبات التي ينبغي توافرها في بورصة الجزائر حتى تمكن من تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها فيما يلي1 :

1/ ضرورة تسوية الاقتصاد: يعتبر توفير المحيط الاقتصادي الملائم الشرط الأساسي لإيجاد بورصة قيم متداولة فعالة لا بد من توفير قطاع خاص نشيط وحرية والمنافسة، وأيضا لا بد من توفير المناخ الاستثماري المناسب من منح الحوافز الضريبية والشركات ووضع الأطر القانونية والتنظيمية وتحديد وتطوير الهياكل المالية وتحفيز الاستثمار الأجنبي وحماية حقوق المستثمرين ويجب أن يكون اقتصاد السوق شرطا رئيسي لقيام ببورصة قيم متداولة فعالة في الجزائر.

2/ الرفع من مستوى الدخل الحقيقي لكل فرد: لا يمكن الحديث عن توجيه مدخرات العائلات دون تحديد مستوى الدخل الحقيقي العائد لكل مواطن مع العلم يوجد علاقة كبيرة بين مستوى الدخل الحقيقي لكل فرد وتوجيه الادخار نحو التوظيف في القيم المتداولة، لا بد من رفع المستوى المعيشي للمجتمع رغم أن مؤشرات التضخم منخفضة حاليا في الجزائر ، إلا أن هذا لم يساهم في تنشيط البورصة.
3/ الانفتاح الكبير على الجمهور والتنويع في الأدوات المالية: تتميز البورصات الفعالة بالعدد الكبير للمتدخلين بها سواء بصفتهم عارضين أو طالبين للأوراق المالية،تتميز بتنويع الأدوات المالية التي تعد عامل جدب للمدخرين ، والتفتح الكبير على الجمهور وتتميز بورصات البلدان المتخلفة و الدول العربية والجزائر خاصة لضعف الصفقات الناجمة عن: العدد المحدود للمتدخلين ، غياب الإدارة في الاستثمار المتوسط وطويل الأجل في القيم المتداولة ، الطابع العائلي لعدد كبير من المؤسسات والتي تعتمد على التمويل الذاتي لتوسيع أنشطتها ، عدم تنويع الأدوات المالية على هده البورصات عدم توظيف الادخار في شكل سندات إما لانخفاض العائد أو لأسباب دينية كتحريم الفائدة.
4/ الكفاءة الإعلامية لسوق البورصة: تكون بورصة القيم المتداولة فعالة إذ كانت جملة المعلومات المفيدة لتقيم الأوراق المالية يتم عكسها على الدوام في الأسعار وتسمح بدلك بإتحاد القرارات الادخار والاستثمار تبعا لهده الأسعار .
5/ توجيه القدرات التمويلية الموجودة نحو الاستثمارات المنتجة والمربحة: إن بورصة القيم المتداولة الفعالة بإمكانها توجيه القدرات التمويلية الموجودة نحو الاستثمارات المنتجة والمربحة، ومنه فانه ينبغي التأكد من وجود مشاريع مربحة على المستوى الاقتصادي والمالي، لأن مرودية المؤسسات المسجلة في قيد الشروط اللازمة لجذب الادخار وإعادة توجيهه نحو المشاريع التنموية.
6/ حصول المدخرين على عوائد معقولة مقابل توظيفاتهم واستثماراتهم المالية: إن الحصول على عوائد معقولة لقاء توظيف واستثمار الأموال في البورصة يعد شرطا أساسيا لوجود بورصة فعالة تستقطب أكبر عدد ممكن من المدخرين، ووجود شركات مساهمة ناجحة.
7/ تكييف بورصة القيم المتداولة مع التحولات وتحويل الهياكل الاقتصادية : من الضروري أن يكون لبورصة القيم المتداولة إطار مؤسساتي وتنظيمي مرن يسمح لها بتطور والتكييف على الدوام مع التغيرات الحاصلة وذلك مدى قدرتها على التأقلم مع مختلف الأزمات مهما كانت طبيعتها، فإن متطلبات قيام بورصة قيم متداولة فعالة هو مقدرتها على تحويل الهياكل الاقتصادية وذلك من خلال تقديم تسهيلات اللازمة للمؤسسة السيرة جيدا وترقيتها.
8/ وجود حد أدنى من الاستقرار السياسي واستقرار القانوني : يعتبر الاستقرار السياسي أهم عامل لاجتذاب رؤوس الأموال الفائضة بدل المدخرين وحسن توجيهها كما أن وجود هذا الاستقرار يسمح بتطوير البورصات و ترقيتها ، أما بخصوص الاستقرار القوانين ووجود جهاز تشريعي مرن فإن استقرار القوانين يعتبر من المتطلبات التي تساهم بفاعلية لترقية ونمو سوق البورصة، وتوفير جهاز تشريعي يمكنه أن يساير الحياة الاقتصادية في تطورها وباستطاعته التكييف والانسجام مع المتغيرات الحاصلة على الحركة الاقتصادية على النحو الذي يضمن حقوق المتدخلين في بورصة القيم بناءا على تنظيمات تشريعية تتم على أساسها مختلف العمليات بهدف السوق.

9/ وجود جهاز مصرفي متكامل : يعتبر وجود هذا العامل وسيلة مهمة لترقية ونمو البورصات ذلك لأن مثل هذه المؤسسات التي تختص في الوساطة المالية تتطلع بالقيام بدورها على مستويات عديدة من ذلك مقدرتها على تعبئة الادخار، وتوفير الفرص الاستثمارية في صورة مشاريع والتوسط بين عرض السيولة الفعلية والطلب الحقيقي عليها فإن الجهاز المصرفي يعتبر دعامة أساسية لوجود بورصة قيم فعالة ذلك لما تختص به بصفته وسيط مال يعمل على تعبئة الادخار وترقية وحسن توجيهه .















خاتمة:

إن إنشاء بورصة فعالة أصبح مطلبا ضروريا من مطالب اقتصاد السوق وفاعلية النشاط الاقتصادي ومسايرة التحولات الاقتصادية المحلية والعالمية، ولقد مرت بورصة الجزائر بعدة مراحل وعرفت العديد من المشاكل منذ إنشاء شركة القيم المنقولة سنة 1992 فهناك عدة عوامل تؤثر على أداءها وفعاليتها في الاقتصاد ايجابيا وسلبيا.

ومن خلال تعرضنا لدراسة أو محاولة التعرف على وضعية البورصة في الجزائر كنموذج للدول النامية، فبعد الانفتاح يتم تداول 3 أسهم لثلاث شركات هي:

أسهم شركة الرياض سطيف- أسهم شركة صيدال – أسهم فندق الأوراسي.

إضافة إلى القرض المستندي لسونا طراك المتداولة لمدة 5 سنوات 04/01/1998 وانتهى في 04/01/2003 وبعد التعرف على نشاط الأسهم وحالة الأوراق المالية في البورصة ، فان التداول يتم في يوم واحد ولمدة ساعة واحدة في الأسبوع .
حتى رغم التعديلات والامتيازات لتشجيع التوظيفات بشكل مغري، لكن مازال الاستثمار ضعيفا في البورصة ويبقى مشكلة وحتى يتحسن أداء البورصة وفاعليتها لابد أن تتوفر العناصر التالية:
- التعديلات الضرورية للاقتصاد.
- إصلاح نضام تشجيع على الاستثمار الذي أصبح غير ملائم.
- إجراء مساندة لتفعيل الخوصصة.
- الاستفادة من التطورات العالمية.










Sidi ali boukarami vade mecun de la finance .opu. 1992.p.15 [1]

[2]د. صلاح الدين السيسي - بورصات الأوراق المالية- عالم الكتب القاهرة 2003 ص5 ,

[3] د . محسن أحمد الخضري - كيف تتحكم البورصة في 24 ساعة- إبتراك للنشر والتوزيع سنة 1996 ص21 .

[4] محاضرات بورصة الجزائر : الأستاذ طاولي ، جامعة تلمسان كلية العلوم الإقتصادية .[4]

د . محمد أيمن عزت الميداني تطور أسواق الرأسمالية في سوريا المركز السوري للاستثمارات والأبحاث في إدارة الأعمال 2002 [5]

د . عبد الغفار حنفي وسمية قرياقص " الأسواق والمؤسسات المالية " دار الجامعة الإسكندرية 2001 ص293 . [6]

د . منير إبراهيم هندي " الأوراق المالية وأسواق رأسمال " نشأت المصارف الإسكندرية 2002 ص 74 .[7]

1: شمعون شمعون:" البورصة – بورصة الجزائر" الأطلس للنشر 1993 ص.19.

2: رياض.ب. ندوة حول : " المخاطر المحدقة ببورصة الجزائر" 29-30 سبتمبر 2004. www.algeria-inteface.com

3:مذكرة ماجستير( دور نشاط المالي والسوق المال في التنمية الاقتصادية) مرجع سابق.ص.146.

1 : مذكرة ماجستير (دور نشاط المالي والسوق المال في التنمية الاقتصادية) المرجع السابق.ص.146.

1 : Le guide d’admission COSOB.Alger :" règlement de COSOB N° : 96-03.

1: bulletin de l’organisation et de surveillance des opération de bource N° 11

2: مذكرة ليسانس (التعامل بالأسهم والسندات لسوق رأسمال- دراسة حالة رياض سطيف – جامعة معسكر.
الدفعة 2001-2002) ص.82.

3 : Notice d’information (ERIAD)

1 :Notice d’information ( group SAIDAL )

2 : جريدة صيدال تصدر عن المجمع . العدد 15 مارس 1999 .

3: les titres cotes à la bourse d’ Alger.

4: دليل العرض لمؤسسة التسيير السياحي الأوراسي.

1 : مذكرة ماجستير (دور نشاط المالي والسوق المال في التنمية الاقتصادية) المرجع السابق.ص. 149.

2 :د. خليل الهندي: "عمليات المصرفية والسوق المالية " ح2: المؤسسات الحديثة للإنتاج 2000 ص 203.

1 : د. خليل الهندي المرجع السابق ص 205.

1 : مذكرة ماجستير (دور نشاط المالي والسوق المال في التنمية الاقتصادية) المرجع السابق.ص. 173.

2 : مذكرة ماجستير (عقبات قيام الأسواق المالية في الدول النامية حالة الجزائر) مرجع سبق ذكره.ص.139.

1 : د. براق محمد:" بورصة الجزائر والشروط الأساسية لنجاحها مجلة الإدارة المدرسة الوطنية للإدارة المجد 11
العدد 21-2001 ص88-120.









قديم 2009-04-13, 20:19   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
s.hocine
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية s.hocine
 

 

 
الأوسمة
وسام تشجيع في مسابقة رمضان وسام المسابقة اليومية وسام الاستحقاق 
إحصائية العضو










افتراضي بحث قراءات إستراتيجية (العولمة والجنوب : منطق الاستغلال)

قراءات إستراتيجية
العولمة والجنوب : منطق الاستغلال

--------------------------------------------------------------------------------

العولمة والجنوب : منطق الاستغلال
الموضوع : Globalization and the South : The Logic of Exploitation
المؤلف : Yash Tandon
المصدر : International Politics and Society
تاريخ النشر : 4/1997
إعداد : نرمين السعدنى



يناقش الكاتب فكرة العولمة - بمعناها العام - باعتبارها جزءا من حركة التاريخ. تلك الحركة التى طالما شاهدت انتقال الافراد من مكان إلى آخر سعيا وراء موارد المياه أو توافر الغذاء. وعملية الانتقال هذه عادة ما كان ينتج عنها إما انتصار على عادات المناطق الجديدة أو يتم استيعابهم فيها لدرجة تخليهم عن هويتهم الحقيقية، ومن ثم مثلت هذه الحركة انتقالا للحضارة نفسها. فالحروب والاستعباد والاحتلال والاستغلال ودمار الحضارات والطبيعة والارهاب الدينى كل هذا يمثل جزئية من الجانب السلبى لهذا الانتقال.
فى حين يتمثل الجانب الايجابى لفكرة انتقال الحضارات فى انتشار التعدد الثقافى والتقدم التكنولوجى والقوة الانتاجية والوعى العالمى بأهمية توحد العنصر الانسانى والعودة والاهتمام بالطبيعة والبيئة باختلاف أنواعها.
تلك هى العولمة المتزامنة مع التاريخ الانسانى نفسه. وجدير بالذكر، أن أولى مراحل العولمة ظهرت مع ما يسمى بالحركات القصيرة التى شهدها التاريخ مثل فرض سيطرة الغرب على ما يطلق عليه العالم الثالث - منذ ثلاثمائة سنة - وتركه آثارا إيجابية واضحة على الطرف المستعمر ، وأخرى سلبية على المحتل . فقد اتخذ هذا الاستعمار أشكالا ومراحل متعددة من الاستعباد الذى كلف افريقيا ما يقرب من عشرين مليون شاب، بجانب الاتجار فى السلع والأيدى العاملة ، وتصدير رؤوس الأموال ، والاستيلاء على الموارد الطبيعية لدول الجنوب. ولا تزال حضارتنا تمر بنفس هذا المنطق الذى يتصف بهيمنة جزء من العالم لا يتعدى نسبة سكانه 20% من إجمالى السكان ويستهلك حوالى 80% من موارده.
هذا الاتجاه ولد تيارا مقاوما لدى شعوب الجنوب، نتج عنه التحرر السياسى الجزئى من السيطرة الاستعماريه المباشرة . فالكثير من موارد الأراضى المحررة جزئيا استمرت تحت سيطرة الشركات الغربية، سواء بصورة مباشرة عن طريق الاستثمارات أو غير مباشرة عن طريق التجارة . ويعتبر هذا هو أساس التقسيم المالى بين الشمال والجنوب. وإن كان البعض يرى أن هذا التقسيم لا وجود له وأن العالم كله أصبح الآن يعتمد على بعضه البعض بشكل متبادل. ولكن ضمن هذا العالم المتعاون هناك بعض الدول التى تتساوى مع بعضها إذا قورنت بغيرها، خاصة إذا ما اعتمد فى التقسيم السابق على نظام انتاجى يتحكم فيه رأس المال .
ان نظام السيطره السياسيه والاستقلال الاقتصادى يعبر عن ايديولوجية ليبرالية السوق الحر وديمقراطية الملكية الخاصة . يمكن القول أن العولمة - التعبير المعاصر لحركة التاريخ - هى الانتصار النهائى لرأس المال على العالم .

العولمة خلال فترة الحرب الباردة
يشير الكاتب إلى أن عملية العولمة قد اعترضها انتصار الاشتراكية فى الاتحاد السوفيتى عام 1917، وظهور نظامين فى الشمال ، أحدهما يعارض عولمة رأس المال . وحتى عام 1989 - أى خلال سبعة عقود - مكنت الحرب الباردة شعوب الجنوب من استغلال هذا التقسيم لاكتساب قدر من الاستقلالية والنفع ، فنجد أن دول جنوب شرق آسيا كانت من أكثر المنتفعين والمتضررين - فى ذات الوقت - من التقسيم . وكانت شعوب فيتنام وكمبوديا ولاوس من أكثر الشعوب التى عانت من الحرب الباردة . فكثرت الحروب مثل الحرب الكورية (1950 - 1953)، حرب فيتنام، والحرب الأندو- صينية (1950 - 1975) التى تركت أثارا جسيمة على شعوب المنطقة وأشعلت الحروب الاقتصادية فيها. فى حين استفادت كل من اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان، سنغافورة ، وهونج كونج (أو النمور الأولى) ، حيث إنها لم تتمكن فقط من نقل التكنولوجيا الغربية بحصانة وانخفاض فى التكاليف، وإنما أيضا لبناء صناعاتهم وتوسيع أسواقهم. وبالنسبة للولايات المتحدة فلم تهتم كثيرا لهذا الأمر، حيث إنها كانت فى حاجة لهذه الدول لمحاربة الشيوعية فى الباسيفيك. وفى العقود التالية، (1970 - 1980) ظهرت النتيجة المباشرة لهذه العملية ببزوغ النمور الثانية - ماليزيا، تايلاند والآن فيتنام - ثم النمور الثالثة أو بشكل خاص الصين.
ولم تحظ أفريقيا بمثل هذا الحظ، أو بمعنى آخر لم تستفد من جراء الحرب الباردة بأى شكل، حتى عام 1975 عندما خرج آخر البرتغاليين المستعمرين منها، وعام 1994، عندما تخلصت جنوب أفريقيا من سياسة التفرقة العنصرية . وعلى المستوى الاقتصادى ، كانت افريقيا - ولا تزال - المصدر الرئيسى للمواد الخام للغرب ، ولذا سادت الصناعات الاستخراجية والخدمات البنكية المرتبطة بها، فإفريقيا لم تمتلك أبدا أية قاعدة صناعية مثلما كان الحال فى آسيا.

العولمة بعد الحرب الباردة
بانتهاء الحرب الباردة عام 1989، وبانهيار سور برلين ، دخل العالم مرحلة جديدة من عولمة رأس المال التى أحدثت تغيرات أساسية فى النظام الاقتصادى العالمى وتغيرات فى لغة الخطاب الكونى . فعلى سبيل المثال ، فقد انتهى الوقت الذى كان يستطيع الجنوب من خلاله أن ينقل التكنولوجيا الغربية دون عقاب ، وكذلك انقضى الزمن الذى يمكن من بناء صناعات كبيرة خلف حصانة التعريفات الجمركية والاجراءات الحمائية الأخرى ثم بيع السلع فى السوق الامريكى المفتوح .
الآن أصبحت روح العولمة الجديدة تجارية جدا فلا يتنازل طرف عن أى شىء دون الحصول على مقابل أعلى فى القيمة . فلا حلول وسط ولا أخذ وعطاء على أساس أهداف سياسية مبهمة ، فالزمن الآن هو زمن الاقتصاد الجامد مثلما كان الحال عند بزوغ الرأسمالية. فاليابان لابد أن تفتح سوق قطع الغيار أكثر أمام كل سيارة تقوم ببيعها إلى الولايات المتحدة، وأمام كل تنازل تقدمه الولايات المتحدة فى القطاع الزراعى لأوروبا ، لابد وأن يصاحبه تنازل مماثل من أوروبا فى نفس القطاع الزراعى أو فى أى قطاع آخر .
فحائط التعريفات الجمركية لابد أن يواجه الآن نفس مصير سور برلين. ومعظم أساليب الحماية غير الجمركية يجب أن تدخل ضمن إطار اتفاقية جولة أورجواى لتحرير التجارة. وأى دولة تخترق إتفاقيات حقوق الملكية الفكرية أو التعريفات بأنواعها لابد أن تعرض للمحاكمة. مازالت العلاقات الدولية هى لعبة القوى . وهذا هو وجه العولمه المعاصر - يستطيع القوى ان يأخذ ما يريد ، وعلى الضعيف أن يتنازل عما يعجز عن حمايته .
ويمكن القول أن رأس المال قد تغيرت ملامحه فى نقطتين أساسيتين: الأولى أنه أصبح أكثر اعتمادا على المضاربة وأقل إنتاجية . فأكثر من مائتى بليون دولار يتم تداولها فى البورصة يوميا ، ولا يتعدى حجم التعامل الحقيقى أكثر من 10% من هذا المبلغ ، والباقى ما هو إلا مضاربة وهمية . أى أن رأس المال أصبح بلا قيمة مادية. أما السبب الثانى فمتعلق بالشق الانتاجى لرأس المال والذى أصبح معلوماتيا أكثر مما سبق. فالتصدير العالمى للملكية الفكرية الان يتساوى مع إجمالى المصدر من الالكترونيات والسيارات. والحدود بين قطاعات الزراعة، الصناعة والخدمات أصبحت غير واضحة . هذه القطاعات تندمج مع بعضها البعض فى نظام انتاجى معتمد على المعرفة والمعلومات .
وقد تعرض المؤلف لأزمة الرأسمالية بمراحلها الثلاث: فالأولى هى الصراع الدائم بين النظام المالى (رأس المال النقدى الزائف) وقيمته المادية الحقيقية،الثانية هى تحقيق بعض الأفراد لثراوت وفائضا مجمعا للأموال أدى إلى ظهور مليارديرات تفوق ثروتهم الناتج القومى لبعض الدول التى تعانى فيها الشعوب مجاعات وفقرا مدقعا. أما الأمر الثالث فهو زيادة حجم انتاج السلع بما يفوق سعة الأسواق. ولعل الحل للمسألة الأخيرة من الناحية النظرية هو التوزيع العادل للدخل على مستوى العالم لخلق أسواق جديدة لتلك السلع الفائضة. ولكن هذا الحل يصعب تطبيقه فى الواقع لأن جمع الثروات، سواء على مستوى الشركات أو الأفراد، هو المحرك الأساسى للعولمة. وبالتالى تكون العولمة هى مصدرا لمشاكل الرأسمالية وحلها. ولكى يمكن التغلب على الأزمة الثلاثية للنظام، لابد أن يعولم رأس المال نفسه بحيث يتمكن من أن يبيع منتجاته وخدماته، ويستغل الموارد البشرية الرخيصة والمواد الخام.
لا تزال هناك مشاكل فى الشمال، ومشاكل أخرى فى الجنوب . فبرغم الطابع الكونى لعمليات التسويق والبحث عن الموارد التى تقوم بها الشركات متعددة الجنسيات ، فهى مازالت قومية الى حد كبير من حيث الملكية والتنظيم. ومن ثم فالمنافسة الشديدة بين هذه الشركات أصبحت كالحرب بين العمالقة. فالبرغم من ضعف الدولة أمام الشركات المتعددة الجنسيات، لا تزال الدولة سلاحا هاما ( الى جانب رأس المال ) فى معركة الاسواق والسيطرة على المواد الخام . وبالطبع فإن المتعثر الأساسى فى هذه العملية هى الدول الصغيرة التى تشكل الجنوب. ولهذا تسعى معظم تلك الدول للحصول على عضوية المنظمات الإقليمية لحماية مصالحها القومية.

أثر العولمة على الجنوب
العولمة - كما يشهد تقرير التنمية البشرية لعام 1996- خلقت فجوة كبيرة بين الشمال والجنوب. فالفرق فى دخل الفرد بين العالم الصناعى والعالم النامى قد تضاعف ثلاث مرات من 5.7 دولار عام 1960 إلى 15.4 دولار عام 1993. ولمزيد من الشرح يركز التقرير على افريقيا حيث توجد أسوأ الظروف سواء بالنسبة لتاريخها أو أسلوب اندماجها فى السوق العالمى. فحوالى 20 دولة فى افريقيا انخفض فيها معدل دخل الفرد الآن أكثر من 20 سنة مضت، وحوالى ثلثى الدول النامية توجد فى افريقيا، يعانى معظمها من نقص فى المواد الغذائية. والحقيقة أنه بالنسبة لأى دارس فإن أفريقيا - منذ زمن العبودية إلى عصر تكامل رؤوس الأموال - قد تعرضت لكارثة حقيقية سواء فى العمالة أو البيئة الطبيعية، حتى موظفى البنك وصندوق النقد الدوليين دائما ما يتصيدون الأخطاء للحكومات الافريقية ويتعمدون نسيان أن توجهاتهم هى التى رسمت معظم هذه السياسات بدءا من إحلال الواردات إلى ترويج الصادرات، بجانب عدم مقدرتهم على الاعتراف بالارتباط بين فقر افريقيا والعولمة.
وكنتيجة لهذا المنهج الأيديولوجى الأعمى، وعدم قبول الحقائق التى يقرها التاريخ تأتى العولمة الرأسمالية كأساس للأزمة الافريقية وفى ذات الوقت الحل لها. العولمة، التى يعتبر الهدف الأول لها هو استغلال الموارد الطبيعية لأفريقيا، تقدم وسيلة لحل مشاكل مثل المجاعة من خلال استخدام أمثل للأرض والموارد عن طريق تطبيق التقنية العلمية الحديثة. ومن هذا المنطلق يعرض الكاتب للجدال الدائر بين المعارضين للعولمة فى افريقيا باعتبارهم ضد التقدم العلمى نفسه، وبين هؤلاء المناصرين لها. فهو يقر بأهمية تطبيق التكنولوجيا المتطورة فى العملية الانتاجية، مضيفا إلى إنه لا خطر فى ذلك، ولكن الخطر الحقيقى يكمن فى أن التكنولوجيا المشار اليها أصبحت ملكية خاصة لمن يملك رأس المال، بمعنى أنها أيضا أصبحت وسيلة لكسب الربح للشركات متعددة الجنسيات ومن يتحمل التكاليف هو فقط المقترض لهذه التكنولوجيا. فلو كان هناك انتقال حر للتكنولوجيا، لن يكون هناك فقراء فى العالم. أو على الأقل إذا استطاعت الدول أن تخطو خطوات دول جنوب شرق آسيا فى جذب الاستثمارات الغربية إليها سيكون من المحتمل أن تتحول معظم الدول إلى التصنيع دون وجود ضرورة لتحمل أعبائه الضخمة.
وعليه فإن الحكومات الافريقية، فى مواجهة المجاعات والفقر، أمامها أن تختار بين تحديث زراعتها كحل لمشاكل نقص الغذاء، أو أن تتدهور إلى الوراء حيث عصور الظلام التى شاهدتها القارة السوداء.
ويرى الكاتب أنه حتى يمكن للحداثة أن تحل مشكلة الغذاء فى افريقيا مثلا ، لابد من توافر ثلاثة شروط على الأقل والتى يصعب تحقيقها فى ظل ظروف العولمة الحالية.
فالشرط الأول هو أن الاستثمارات فى التكنولوجيا الحديثة مثل البذور والأسمدة لابد وأن تستخدم فى المحاصيل الغذائية، فالخبرة الافريقية تقول أنه خلال فترة الاستعمار وحتى الاستقلال اغتصبت الحداثة الأرض ورأس المال من المحاصيل الزراعية واستخدمتها فى المحاصيل النقدية أو التى تأتى بالربح السريع. لماذا حدث ذلك؟ هذا تساؤل يصعب على العلوم أو التكنولوجيا الاجابة عليه. فالاجابة تقع على عاتق من يطلب الأراضى والموارد الافريقية. فمثلا السوق الهولندى للزهور هو الذى حول أراض كثيرة فى زيمبابوى إلى زراعة أنواع الزهور بدلا من استخدامها فى زراعة المواد الغذائية اللازمة للفقراء. بمعنى أن علاقات القوة هى التى تحدد هذه المسألة وليست مجرد التكنولوجيا المحايدة . وبنفس المنطق، يوجد الكثير من الأراضى التى تحولت من زراعة الغذاء إلى القطن أو البن أو الكاكاو أو بقية المواد المطلوبة للتصدير لسد الاحتياجات الصناعية للغرب. والأمثلة كثيرة فى هذا المجال، فنجد أيضا تحول المزارعين الأغنياء فى زيمبابوى من زراعة الذرة الصفراء إلى الفلفل الأحمر الذى يتم تصديره ، بالرغم من انه لا يساهم فى مسألة الأمن الغذائى بل فى إثراء مصدريه.
أما الشرط الثانى لكى تنجح العولمة فى افريقيا فهو تحديث الزراعة. فحتى الآن، لم يستطع القطاع الزراعى فى افريقيا تحقيق ما هو مطلوب منه ولا يزال بعض الفلاحين يتبعون الاسلوب القديم فى الزراعة. فعلى سبيل المثال، نجد إن زيمبابوى لم تبدأ فى تقديم الائتمان والتسهيلات الزراعية إلا بعد استقلالها، ومع ذلك فإن النجاح المحقق لم يستمر طويلا ، فمعظم الفلاحين استمروا فى الاعتماد على مياه الأمطار فى الرى وأساليب الزراعة اليدوية.
ومن ناحية أخرى، فإن الشرط الثالث لتحقيق الأمن الغذائى هو زيادة ثراء الدولة بما يضمن أنه حتى لو لم تستطع أن تنتج - محليا - ما يكفى احتياجاتها الغذائية، تكون قادرة ماليا على أن تشترى من السوق العالمى. ومن المعروف أن افريقيا قارة مثقلة بالديون وبارتباطها بالغرب فى معظم احتياجاتها الرئيسية.
وحقيقة فإن معظم ما قيل عن تحديث افريقيا لمجابهة العولمة يمكن تطبيقه على بقية دول العالم الثالث. فالعولمة والحداثة ما هما إلا تسخير الزراعة والصناعة فى إيدى التكنولوجيا الحديثة المملوكة للشركات المتعددة الجنسيات التى تعتبر الأرباح الهدف الأساسى لها ولا يأتى كثيرا فى حسبانها ثراء الدول أو الأفراد أو أى هدف اجتماعى آخر كالأمن الغذائى.
فكما تم شرحه سابقا ، تعتبر العولمة محاولة لتحصيل مكاسب العالم الثالث التى حققها على المستوى الاقتصادى خلال فترة الحرب الباردة. ويطبق الكاتب هذه الفكرة على دول جنوب شرق آسيا تحديدا . فلو اقتصرت عولمة ما بعد دورة أورجواى على تخفيض التعريفة الجمركية، فكان من الممكن لهذه الدول أن تحقق مكاسب طائلة بسبب
رخص تكلفة الانتاج فيها، بل أن بعض الدول الغربية كان من الممكن أن تحقق خسائر.
ولهذا السبب بالتحديد تم تأجيل توقيع الاتفاقية الخاصة بالمنسوجات خوفا من فتح الأسواق، ولكنهم قاموا بتخفيض بعض التعريفات التى قد تنعش بعض أسواق الجنوب. ولكن آثار العولمة، التى تتطلب ليس فقط تخفيض التعريفة الجمركية، بل الغاء كافة القيود على حركة السلع ورأس المال بالاضافة إلى رفع مستوى الجودة فى السوق العالمى، سوف تمتص أية ميزة كان من الممكن أن يحققها الجنوب فى حالة تخفيض التعريفات فى الغرب .
وهناك عدة أسباب لذلك: فالأول يعتمد على أن فكرة إدخال العملية الانتاجية فى بنود التجارة تعزز موقف الدول الصناعية الكبرى فى رفض منتجات الجنوب لأنها دون المستوى المطلوب والمتفق عليه. بمعنى إنه إذا لم يكن محصول الموز أو السجاد مثلا المخصص للتصدير غير متوافق مع ما هو مدون فى الاتفاقيات الموقعة بما يؤكد من إنه الموز المقياس لن يمكن تصديره للخارج. هذا الأمر يخلق مشكلة جديدة، فمن الذى يحدد المواصفات القياسية للمنتجات المختلفة؟ وما هى الظروف القياسية للإنتاج حتى يمكن لأى مصدر أن يصل للمستوى العالمى؟ وبالقطع يجيب التاريخ على هذه التساؤلات بأن من له السلطة الصناعية والمادية الكبرى هو الذى سيتحكم فى تلك المواصفات .
أما السبب الثانى الذى من جرائه لن يستفيد الجنوب من تخفيض التعريفات، فهو اصرار الغرب على تحرير حركة رؤوس الأموال بشكل كامل . فمن المعروف أن الاستثمار المباشر يعتبر وسيلة صريحة للتغلب على الحواجز التجارية. فالشركات تنقل استثماراتها إلى الدول التى كانت تصدر إليها حيث إن الانتاج هناك يعتبر أوفر وأرخص. وقبل انتهاء الحرب الباردة، قامت بعض دول الجنوب بفرض قيود على هذا النوع من الاستثمارات وحددت لها مجالات بعينها. ولكن الآن ترفض الدول الصناعية هذه القيود وتعتبرها قيودا على حركة رأس المال وحرية التجارة .

استراتيجيات بديلة للعولمة
ولم ينه الكاتب مقاله بصورة معتمة للجنوب، بل على العكس فقد طرح تساؤلا يدور حول فكرة إذا ما كان للعولمة هذا الكم من الآثار السلبية على دول الجنوب، فما هو المخرج ؟ وما هى البدائل ؟
فالتهميش أو التباعد عن الاقتصاد العالمى لا يعتبر حلا منطقيا، ولكن يمكن للجنوب أن يختار بين أمرين: الأول أن يبطئ من عملية الاندماج هذه والثانى أن يقوى من إمكانياته الداخلية - الانتاجية والتسويقية - وأن يتحكم فى موارده المحلية بعيدا عن التدخل الأجنبى أو الشركات المتعددة الجنسيات.
وحقيقة فإن الخيارين السابقين يكملان بعضهما البعض أكثر من كونهما بديلين يمكن التفضيل فيما بينهما. فالوقت الذى يجب أن تأخذه دول الجنوب حتى تستطيع أن تندمج بشكل كامل فى السوق العالمى، يمكن أن يستغل لتعزيز سيادتها الداخلية. فلا يخفى أن معظم تلك الدول لم تعد قادرة على حماية مواردها أو أهدافها القومية فى خضم عملية العولمة. وعليه، يقترح الكاتب أن مواجهة العولمة يجب أن تأتى من خارج المؤسسات الحكومية. ولكنه - فى ذات الوقت - يلقى الضوء على فكرة أن الهيئات غير الحكومية وبقية مؤسسات المجتمع المدنى الموجودة الآن فى الجنوب ما هى إلا بعض مؤسسات غربية منشأة على أساس التبرعات لحماية البيئة أو حقوق الانسان دون مراعاة أو اهتمام حقيقى بآثار الحداثة أو العولمة السابق ذكرها. بمعنى أنه لابد من وجود تفاعل بين تلك الهيئات الأجنبية وبين هيئات محلية مماثلة، على أن يكون الهدف الأساسى هو حماية الانسان العادى فى افريقيا أو الجنوب. بمعنى أن يضعوا معا الأساس الذى يمكن لهذا الانسان من خلاله أن يبدأ فى معرفة حقوقه وواجباته ويستطيع أن يحمى ممتلكاته وموارده الخاصة.



--------------------------------------------------------------------------------
كافة الحقوق محفوظة - مركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية - مؤسسة الأهرام - شارع
الجلاء - القاهرة - مصر هاتف رقم 2025786037
فاكسميلي 2025786833 أو 2025786023

شاركوا معنا بالرأي و التعليق
https://www.ahram.org.eg/acpss/
https://www.ahram.org.eg/
تعريف
رأيك في الأحداث
تعليقات مصرية
التقرير الإستراتيجي العربي
جديد
تقارير
تقرير الحالة الدينية
الإتجاهات الاقتصادية الإستراتيجية
دوريات شهرية
كراسات إستراتيجية
ملف الأهرام الإستراتيجي
مختارات إسرائيلية
قراءات إستراتيجية
مختارات إيرانية
قضايا برلمانية
دوريات ربع سنوية
أحوال مصرية
الديمقراطية
المقالات الإسبوعية
تحليلات عربية و دولية
الكتب
موسوعة الشباب السياسية
وحدة دراسات الثورة المصرية
الندوات و المؤتمرات
برنامج دراسات الرأي العام
التطور المؤسسي للوزارات المصرية
سلسلة المحافظات المصرية
سلسلة النقابات المصرية
تقرير النشاط السنوي للمركز

قراءات إستراتيجية
العولمة والجنوب : منطق الاستغلال

--------------------------------------------------------------------------------

العولمة والجنوب : منطق الاستغلال
الموضوع : Globalization and the South : The Logic of Exploitation
المؤلف : Yash Tandon
المصدر : International Politics and Society
تاريخ النشر : 4/1997
إعداد : نرمين السعدنى



يناقش الكاتب فكرة العولمة - بمعناها العام - باعتبارها جزءا من حركة التاريخ. تلك الحركة التى طالما شاهدت انتقال الافراد من مكان إلى آخر سعيا وراء موارد المياه أو توافر الغذاء. وعملية الانتقال هذه عادة ما كان ينتج عنها إما انتصار على عادات المناطق الجديدة أو يتم استيعابهم فيها لدرجة تخليهم عن هويتهم الحقيقية، ومن ثم مثلت هذه الحركة انتقالا للحضارة نفسها. فالحروب والاستعباد والاحتلال والاستغلال ودمار الحضارات والطبيعة والارهاب الدينى كل هذا يمثل جزئية من الجانب السلبى لهذا الانتقال.
فى حين يتمثل الجانب الايجابى لفكرة انتقال الحضارات فى انتشار التعدد الثقافى والتقدم التكنولوجى والقوة الانتاجية والوعى العالمى بأهمية توحد العنصر الانسانى والعودة والاهتمام بالطبيعة والبيئة باختلاف أنواعها.
تلك هى العولمة المتزامنة مع التاريخ الانسانى نفسه. وجدير بالذكر، أن أولى مراحل العولمة ظهرت مع ما يسمى بالحركات القصيرة التى شهدها التاريخ مثل فرض سيطرة الغرب على ما يطلق عليه العالم الثالث - منذ ثلاثمائة سنة - وتركه آثارا إيجابية واضحة على الطرف المستعمر ، وأخرى سلبية على المحتل . فقد اتخذ هذا الاستعمار أشكالا ومراحل متعددة من الاستعباد الذى كلف افريقيا ما يقرب من عشرين مليون شاب، بجانب الاتجار فى السلع والأيدى العاملة ، وتصدير رؤوس الأموال ، والاستيلاء على الموارد الطبيعية لدول الجنوب. ولا تزال حضارتنا تمر بنفس هذا المنطق الذى يتصف بهيمنة جزء من العالم لا يتعدى نسبة سكانه 20% من إجمالى السكان ويستهلك حوالى 80% من موارده.
هذا الاتجاه ولد تيارا مقاوما لدى شعوب الجنوب، نتج عنه التحرر السياسى الجزئى من السيطرة الاستعماريه المباشرة . فالكثير من موارد الأراضى المحررة جزئيا استمرت تحت سيطرة الشركات الغربية، سواء بصورة مباشرة عن طريق الاستثمارات أو غير مباشرة عن طريق التجارة . ويعتبر هذا هو أساس التقسيم المالى بين الشمال والجنوب. وإن كان البعض يرى أن هذا التقسيم لا وجود له وأن العالم كله أصبح الآن يعتمد على بعضه البعض بشكل متبادل. ولكن ضمن هذا العالم المتعاون هناك بعض الدول التى تتساوى مع بعضها إذا قورنت بغيرها، خاصة إذا ما اعتمد فى التقسيم السابق على نظام انتاجى يتحكم فيه رأس المال .
ان نظام السيطره السياسيه والاستقلال الاقتصادى يعبر عن ايديولوجية ليبرالية السوق الحر وديمقراطية الملكية الخاصة . يمكن القول أن العولمة - التعبير المعاصر لحركة التاريخ - هى الانتصار النهائى لرأس المال على العالم .

العولمة خلال فترة الحرب الباردة
يشير الكاتب إلى أن عملية العولمة قد اعترضها انتصار الاشتراكية فى الاتحاد السوفيتى عام 1917، وظهور نظامين فى الشمال ، أحدهما يعارض عولمة رأس المال . وحتى عام 1989 - أى خلال سبعة عقود - مكنت الحرب الباردة شعوب الجنوب من استغلال هذا التقسيم لاكتساب قدر من الاستقلالية والنفع ، فنجد أن دول جنوب شرق آسيا كانت من أكثر المنتفعين والمتضررين - فى ذات الوقت - من التقسيم . وكانت شعوب فيتنام وكمبوديا ولاوس من أكثر الشعوب التى عانت من الحرب الباردة . فكثرت الحروب مثل الحرب الكورية (1950 - 1953)، حرب فيتنام، والحرب الأندو- صينية (1950 - 1975) التى تركت أثارا جسيمة على شعوب المنطقة وأشعلت الحروب الاقتصادية فيها. فى حين استفادت كل من اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان، سنغافورة ، وهونج كونج (أو النمور الأولى) ، حيث إنها لم تتمكن فقط من نقل التكنولوجيا الغربية بحصانة وانخفاض فى التكاليف، وإنما أيضا لبناء صناعاتهم وتوسيع أسواقهم. وبالنسبة للولايات المتحدة فلم تهتم كثيرا لهذا الأمر، حيث إنها كانت فى حاجة لهذه الدول لمحاربة الشيوعية فى الباسيفيك. وفى العقود التالية، (1970 - 1980) ظهرت النتيجة المباشرة لهذه العملية ببزوغ النمور الثانية - ماليزيا، تايلاند والآن فيتنام - ثم النمور الثالثة أو بشكل خاص الصين.
ولم تحظ أفريقيا بمثل هذا الحظ، أو بمعنى آخر لم تستفد من جراء الحرب الباردة بأى شكل، حتى عام 1975 عندما خرج آخر البرتغاليين المستعمرين منها، وعام 1994، عندما تخلصت جنوب أفريقيا من سياسة التفرقة العنصرية . وعلى المستوى الاقتصادى ، كانت افريقيا - ولا تزال - المصدر الرئيسى للمواد الخام للغرب ، ولذا سادت الصناعات الاستخراجية والخدمات البنكية المرتبطة بها، فإفريقيا لم تمتلك أبدا أية قاعدة صناعية مثلما كان الحال فى آسيا.

العولمة بعد الحرب الباردة
بانتهاء الحرب الباردة عام 1989، وبانهيار سور برلين ، دخل العالم مرحلة جديدة من عولمة رأس المال التى أحدثت تغيرات أساسية فى النظام الاقتصادى العالمى وتغيرات فى لغة الخطاب الكونى . فعلى سبيل المثال ، فقد انتهى الوقت الذى كان يستطيع الجنوب من خلاله أن ينقل التكنولوجيا الغربية دون عقاب ، وكذلك انقضى الزمن الذى يمكن من بناء صناعات كبيرة خلف حصانة التعريفات الجمركية والاجراءات الحمائية الأخرى ثم بيع السلع فى السوق الامريكى المفتوح .
الآن أصبحت روح العولمة الجديدة تجارية جدا فلا يتنازل طرف عن أى شىء دون الحصول على مقابل أعلى فى القيمة . فلا حلول وسط ولا أخذ وعطاء على أساس أهداف سياسية مبهمة ، فالزمن الآن هو زمن الاقتصاد الجامد مثلما كان الحال عند بزوغ الرأسمالية. فاليابان لابد أن تفتح سوق قطع الغيار أكثر أمام كل سيارة تقوم ببيعها إلى الولايات المتحدة، وأمام كل تنازل تقدمه الولايات المتحدة فى القطاع الزراعى لأوروبا ، لابد وأن يصاحبه تنازل مماثل من أوروبا فى نفس القطاع الزراعى أو فى أى قطاع آخر .
فحائط التعريفات الجمركية لابد أن يواجه الآن نفس مصير سور برلين. ومعظم أساليب الحماية غير الجمركية يجب أن تدخل ضمن إطار اتفاقية جولة أورجواى لتحرير التجارة. وأى دولة تخترق إتفاقيات حقوق الملكية الفكرية أو التعريفات بأنواعها لابد أن تعرض للمحاكمة. مازالت العلاقات الدولية هى لعبة القوى . وهذا هو وجه العولمه المعاصر - يستطيع القوى ان يأخذ ما يريد ، وعلى الضعيف أن يتنازل عما يعجز عن حمايته .
ويمكن القول أن رأس المال قد تغيرت ملامحه فى نقطتين أساسيتين: الأولى أنه أصبح أكثر اعتمادا على المضاربة وأقل إنتاجية . فأكثر من مائتى بليون دولار يتم تداولها فى البورصة يوميا ، ولا يتعدى حجم التعامل الحقيقى أكثر من 10% من هذا المبلغ ، والباقى ما هو إلا مضاربة وهمية . أى أن رأس المال أصبح بلا قيمة مادية. أما السبب الثانى فمتعلق بالشق الانتاجى لرأس المال والذى أصبح معلوماتيا أكثر مما سبق. فالتصدير العالمى للملكية الفكرية الان يتساوى مع إجمالى المصدر من الالكترونيات والسيارات. والحدود بين قطاعات الزراعة، الصناعة والخدمات أصبحت غير واضحة . هذه القطاعات تندمج مع بعضها البعض فى نظام انتاجى معتمد على المعرفة والمعلومات .
وقد تعرض المؤلف لأزمة الرأسمالية بمراحلها الثلاث: فالأولى هى الصراع الدائم بين النظام المالى (رأس المال النقدى الزائف) وقيمته المادية الحقيقية،الثانية هى تحقيق بعض الأفراد لثراوت وفائضا مجمعا للأموال أدى إلى ظهور مليارديرات تفوق ثروتهم الناتج القومى لبعض الدول التى تعانى فيها الشعوب مجاعات وفقرا مدقعا. أما الأمر الثالث فهو زيادة حجم انتاج السلع بما يفوق سعة الأسواق. ولعل الحل للمسألة الأخيرة من الناحية النظرية هو التوزيع العادل للدخل على مستوى العالم لخلق أسواق جديدة لتلك السلع الفائضة. ولكن هذا الحل يصعب تطبيقه فى الواقع لأن جمع الثروات، سواء على مستوى الشركات أو الأفراد، هو المحرك الأساسى للعولمة. وبالتالى تكون العولمة هى مصدرا لمشاكل الرأسمالية وحلها. ولكى يمكن التغلب على الأزمة الثلاثية للنظام، لابد أن يعولم رأس المال نفسه بحيث يتمكن من أن يبيع منتجاته وخدماته، ويستغل الموارد البشرية الرخيصة والمواد الخام.
لا تزال هناك مشاكل فى الشمال، ومشاكل أخرى فى الجنوب . فبرغم الطابع الكونى لعمليات التسويق والبحث عن الموارد التى تقوم بها الشركات متعددة الجنسيات ، فهى مازالت قومية الى حد كبير من حيث الملكية والتنظيم. ومن ثم فالمنافسة الشديدة بين هذه الشركات أصبحت كالحرب بين العمالقة. فالبرغم من ضعف الدولة أمام الشركات المتعددة الجنسيات، لا تزال الدولة سلاحا هاما ( الى جانب رأس المال ) فى معركة الاسواق والسيطرة على المواد الخام . وبالطبع فإن المتعثر الأساسى فى هذه العملية هى الدول الصغيرة التى تشكل الجنوب. ولهذا تسعى معظم تلك الدول للحصول على عضوية المنظمات الإقليمية لحماية مصالحها القومية.

أثر العولمة على الجنوب
العولمة - كما يشهد تقرير التنمية البشرية لعام 1996- خلقت فجوة كبيرة بين الشمال والجنوب. فالفرق فى دخل الفرد بين العالم الصناعى والعالم النامى قد تضاعف ثلاث مرات من 5.7 دولار عام 1960 إلى 15.4 دولار عام 1993. ولمزيد من الشرح يركز التقرير على افريقيا حيث توجد أسوأ الظروف سواء بالنسبة لتاريخها أو أسلوب اندماجها فى السوق العالمى. فحوالى 20 دولة فى افريقيا انخفض فيها معدل دخل الفرد الآن أكثر من 20 سنة مضت، وحوالى ثلثى الدول النامية توجد فى افريقيا، يعانى معظمها من نقص فى المواد الغذائية. والحقيقة أنه بالنسبة لأى دارس فإن أفريقيا - منذ زمن العبودية إلى عصر تكامل رؤوس الأموال - قد تعرضت لكارثة حقيقية سواء فى العمالة أو البيئة الطبيعية، حتى موظفى البنك وصندوق النقد الدوليين دائما ما يتصيدون الأخطاء للحكومات الافريقية ويتعمدون نسيان أن توجهاتهم هى التى رسمت معظم هذه السياسات بدءا من إحلال الواردات إلى ترويج الصادرات، بجانب عدم مقدرتهم على الاعتراف بالارتباط بين فقر افريقيا والعولمة.
وكنتيجة لهذا المنهج الأيديولوجى الأعمى، وعدم قبول الحقائق التى يقرها التاريخ تأتى العولمة الرأسمالية كأساس للأزمة الافريقية وفى ذات الوقت الحل لها. العولمة، التى يعتبر الهدف الأول لها هو استغلال الموارد الطبيعية لأفريقيا، تقدم وسيلة لحل مشاكل مثل المجاعة من خلال استخدام أمثل للأرض والموارد عن طريق تطبيق التقنية العلمية الحديثة. ومن هذا المنطلق يعرض الكاتب للجدال الدائر بين المعارضين للعولمة فى افريقيا باعتبارهم ضد التقدم العلمى نفسه، وبين هؤلاء المناصرين لها. فهو يقر بأهمية تطبيق التكنولوجيا المتطورة فى العملية الانتاجية، مضيفا إلى إنه لا خطر فى ذلك، ولكن الخطر الحقيقى يكمن فى أن التكنولوجيا المشار اليها أصبحت ملكية خاصة لمن يملك رأس المال، بمعنى أنها أيضا أصبحت وسيلة لكسب الربح للشركات متعددة الجنسيات ومن يتحمل التكاليف هو فقط المقترض لهذه التكنولوجيا. فلو كان هناك انتقال حر للتكنولوجيا، لن يكون هناك فقراء فى العالم. أو على الأقل إذا استطاعت الدول أن تخطو خطوات دول جنوب شرق آسيا فى جذب الاستثمارات الغربية إليها سيكون من المحتمل أن تتحول معظم الدول إلى التصنيع دون وجود ضرورة لتحمل أعبائه الضخمة.
وعليه فإن الحكومات الافريقية، فى مواجهة المجاعات والفقر، أمامها أن تختار بين تحديث زراعتها كحل لمشاكل نقص الغذاء، أو أن تتدهور إلى الوراء حيث عصور الظلام التى شاهدتها القارة السوداء.
ويرى الكاتب أنه حتى يمكن للحداثة أن تحل مشكلة الغذاء فى افريقيا مثلا ، لابد من توافر ثلاثة شروط على الأقل والتى يصعب تحقيقها فى ظل ظروف العولمة الحالية.
فالشرط الأول هو أن الاستثمارات فى التكنولوجيا الحديثة مثل البذور والأسمدة لابد وأن تستخدم فى المحاصيل الغذائية، فالخبرة الافريقية تقول أنه خلال فترة الاستعمار وحتى الاستقلال اغتصبت الحداثة الأرض ورأس المال من المحاصيل الزراعية واستخدمتها فى المحاصيل النقدية أو التى تأتى بالربح السريع. لماذا حدث ذلك؟ هذا تساؤل يصعب على العلوم أو التكنولوجيا الاجابة عليه. فالاجابة تقع على عاتق من يطلب الأراضى والموارد الافريقية. فمثلا السوق الهولندى للزهور هو الذى حول أراض كثيرة فى زيمبابوى إلى زراعة أنواع الزهور بدلا من استخدامها فى زراعة المواد الغذائية اللازمة للفقراء. بمعنى أن علاقات القوة هى التى تحدد هذه المسألة وليست مجرد التكنولوجيا المحايدة . وبنفس المنطق، يوجد الكثير من الأراضى التى تحولت من زراعة الغذاء إلى القطن أو البن أو الكاكاو أو بقية المواد المطلوبة للتصدير لسد الاحتياجات الصناعية للغرب. والأمثلة كثيرة فى هذا المجال، فنجد أيضا تحول المزارعين الأغنياء فى زيمبابوى من زراعة الذرة الصفراء إلى الفلفل الأحمر الذى يتم تصديره ، بالرغم من انه لا يساهم فى مسألة الأمن الغذائى بل فى إثراء مصدريه.
أما الشرط الثانى لكى تنجح العولمة فى افريقيا فهو تحديث الزراعة. فحتى الآن، لم يستطع القطاع الزراعى فى افريقيا تحقيق ما هو مطلوب منه ولا يزال بعض الفلاحين يتبعون الاسلوب القديم فى الزراعة. فعلى سبيل المثال، نجد إن زيمبابوى لم تبدأ فى تقديم الائتمان والتسهيلات الزراعية إلا بعد استقلالها، ومع ذلك فإن النجاح المحقق لم يستمر طويلا ، فمعظم الفلاحين استمروا فى الاعتماد على مياه الأمطار فى الرى وأساليب الزراعة اليدوية.
ومن ناحية أخرى، فإن الشرط الثالث لتحقيق الأمن الغذائى هو زيادة ثراء الدولة بما يضمن أنه حتى لو لم تستطع أن تنتج - محليا - ما يكفى احتياجاتها الغذائية، تكون قادرة ماليا على أن تشترى من السوق العالمى. ومن المعروف أن افريقيا قارة مثقلة بالديون وبارتباطها بالغرب فى معظم احتياجاتها الرئيسية.
وحقيقة فإن معظم ما قيل عن تحديث افريقيا لمجابهة العولمة يمكن تطبيقه على بقية دول العالم الثالث. فالعولمة والحداثة ما هما إلا تسخير الزراعة والصناعة فى إيدى التكنولوجيا الحديثة المملوكة للشركات المتعددة الجنسيات التى تعتبر الأرباح الهدف الأساسى لها ولا يأتى كثيرا فى حسبانها ثراء الدول أو الأفراد أو أى هدف اجتماعى آخر كالأمن الغذائى.
فكما تم شرحه سابقا ، تعتبر العولمة محاولة لتحصيل مكاسب العالم الثالث التى حققها على المستوى الاقتصادى خلال فترة الحرب الباردة. ويطبق الكاتب هذه الفكرة على دول جنوب شرق آسيا تحديدا . فلو اقتصرت عولمة ما بعد دورة أورجواى على تخفيض التعريفة الجمركية، فكان من الممكن لهذه الدول أن تحقق مكاسب طائلة بسبب
رخص تكلفة الانتاج فيها، بل أن بعض الدول الغربية كان من الممكن أن تحقق خسائر.
ولهذا السبب بالتحديد تم تأجيل توقيع الاتفاقية الخاصة بالمنسوجات خوفا من فتح الأسواق، ولكنهم قاموا بتخفيض بعض التعريفات التى قد تنعش بعض أسواق الجنوب. ولكن آثار العولمة، التى تتطلب ليس فقط تخفيض التعريفة الجمركية، بل الغاء كافة القيود على حركة السلع ورأس المال بالاضافة إلى رفع مستوى الجودة فى السوق العالمى، سوف تمتص أية ميزة كان من الممكن أن يحققها الجنوب فى حالة تخفيض التعريفات فى الغرب .
وهناك عدة أسباب لذلك: فالأول يعتمد على أن فكرة إدخال العملية الانتاجية فى بنود التجارة تعزز موقف الدول الصناعية الكبرى فى رفض منتجات الجنوب لأنها دون المستوى المطلوب والمتفق عليه. بمعنى إنه إذا لم يكن محصول الموز أو السجاد مثلا المخصص للتصدير غير متوافق مع ما هو مدون فى الاتفاقيات الموقعة بما يؤكد من إنه الموز المقياس لن يمكن تصديره للخارج. هذا الأمر يخلق مشكلة جديدة، فمن الذى يحدد المواصفات القياسية للمنتجات المختلفة؟ وما هى الظروف القياسية للإنتاج حتى يمكن لأى مصدر أن يصل للمستوى العالمى؟ وبالقطع يجيب التاريخ على هذه التساؤلات بأن من له السلطة الصناعية والمادية الكبرى هو الذى سيتحكم فى تلك المواصفات .
أما السبب الثانى الذى من جرائه لن يستفيد الجنوب من تخفيض التعريفات، فهو اصرار الغرب على تحرير حركة رؤوس الأموال بشكل كامل . فمن المعروف أن الاستثمار المباشر يعتبر وسيلة صريحة للتغلب على الحواجز التجارية. فالشركات تنقل استثماراتها إلى الدول التى كانت تصدر إليها حيث إن الانتاج هناك يعتبر أوفر وأرخص. وقبل انتهاء الحرب الباردة، قامت بعض دول الجنوب بفرض قيود على هذا النوع من الاستثمارات وحددت لها مجالات بعينها. ولكن الآن ترفض الدول الصناعية هذه القيود وتعتبرها قيودا على حركة رأس المال وحرية التجارة .

استراتيجيات بديلة للعولمة
ولم ينه الكاتب مقاله بصورة معتمة للجنوب، بل على العكس فقد طرح تساؤلا يدور حول فكرة إذا ما كان للعولمة هذا الكم من الآثار السلبية على دول الجنوب، فما هو المخرج ؟ وما هى البدائل ؟
فالتهميش أو التباعد عن الاقتصاد العالمى لا يعتبر حلا منطقيا، ولكن يمكن للجنوب أن يختار بين أمرين: الأول أن يبطئ من عملية الاندماج هذه والثانى أن يقوى من إمكانياته الداخلية - الانتاجية والتسويقية - وأن يتحكم فى موارده المحلية بعيدا عن التدخل الأجنبى أو الشركات المتعددة الجنسيات.
وحقيقة فإن الخيارين السابقين يكملان بعضهما البعض أكثر من كونهما بديلين يمكن التفضيل فيما بينهما. فالوقت الذى يجب أن تأخذه دول الجنوب حتى تستطيع أن تندمج بشكل كامل فى السوق العالمى، يمكن أن يستغل لتعزيز سيادتها الداخلية. فلا يخفى أن معظم تلك الدول لم تعد قادرة على حماية مواردها أو أهدافها القومية فى خضم عملية العولمة. وعليه، يقترح الكاتب أن مواجهة العولمة يجب أن تأتى من خارج المؤسسات الحكومية. ولكنه - فى ذات الوقت - يلقى الضوء على فكرة أن الهيئات غير الحكومية وبقية مؤسسات المجتمع المدنى الموجودة الآن فى الجنوب ما هى إلا بعض مؤسسات غربية منشأة على أساس التبرعات لحماية البيئة أو حقوق الانسان دون مراعاة أو اهتمام حقيقى بآثار الحداثة أو العولمة السابق ذكرها. بمعنى أنه لابد من وجود تفاعل بين تلك الهيئات الأجنبية وبين هيئات محلية مماثلة، على أن يكون الهدف الأساسى هو حماية الانسان العادى فى افريقيا أو الجنوب. بمعنى أن يضعوا معا الأساس الذى يمكن لهذا الانسان من خلاله أن يبدأ فى معرفة حقوقه وواجباته ويستطيع أن يحمى ممتلكاته وموارده الخاصة.










قديم 2009-04-13, 20:44   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
s.hocine
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية s.hocine
 

 

 
الأوسمة
وسام تشجيع في مسابقة رمضان وسام المسابقة اليومية وسام الاستحقاق 
إحصائية العضو










افتراضي بحث دراسة سلوك الزبون وكيفية جلبهم

المبحث الأول : دراسة سلوك الزبون
يعتبر سلوك الزبون من أصعب العناصر التي تدخـل في العملية التسويقية حيث يعتبر سلـوك و نمط الزبون متغير بتغير المتغيرات الخارجية المؤثرة عليه .
لا بد من دراسته و معرفته و تقسيمه هذا كي يتسنى وضـع خطط و برمجـة أنشطة تسويقية ملائمة و ذلك بمعرفة العوامل المؤثرة في قرارات الشراء و نمط استهلاكه .
المطلب الأول : دراسة الزبون و قرارات الشراء
1 تعريف سلوك الزبون :
ـ تعريف أول : " هو دراسة الزبون عندما يقوم بتبادل شيء ذو قيمة بالسلعة أو الخدمة التي تشبع حاجته . "
ـ تعريف ثاني : " هو السلـوك الذي يقـوم به الزبـون عندمـا يبحث و يشتـري و يستعمل ويقيِّم و يتخلص من السلع و الخدمات ( بعد استعمالها ) التي يتوقع أن تشبع حاجاته "1
ـ تعريف ثالث : ذلك التصرف الذي يبرزه الزبون في البحث عـن و شـراء أو استخـدام السلع أو الخدمات أو الأفكار أو الخبرات التي يتوقع أنها ستشبع رغباته أو حاجاته حسب الإمكانيـات الشرائية المتاحة لديه 2 .
2 أهداف دراسة سلوك الزبون : تفيد دراسته الباحث و رجل التسويق بما يلي :
1.2 تمكِّنه من فهم ما يتخذه من قرارات شرائية تساعده على الإجابة على الأسئلة المعتادة التالية :
ـ ماذا يشتري ؟ أي التعرف على الأنواع المختلفة من السلع و الخدمات ، موضوع الشراء التي تشبع حاجاته و رغباته
ـ لماذا يشتري ؟ أي التعرف على الأهداف التي من أجلها يقوم بالشراء و العوامل المؤثرات التي تحثه على شراء السلع و الخدمات 3
ـ كيف يشتري ؟ أي التعرف على العمليات و الأنشطة التي تنطوي عليها عملية الشراء.
2.2 تُمَكِّن الباحث من فهم العوامل أو المؤثرات الشخصية و العوامل أو المؤثرات الخارجية (البيئية)
التي تؤثر على تصرفات الزبون ، حيث يتحدد سلوك الزبون الذي هو جزء من السلوك الإنساني بصفة عامة .
3.2 و تمكن دراسة سلوك الزبـون رجل التسويـق من معرفة سلوك المشترين الحاليين و المحتملين و البحث عن الكيفية التي تسمح له بالتأقلم معهم أو التأثير عليهم و حملهم على التصرف بطريقة تتماشى وأهداف المؤسسة و تبقى عملية دراسة سلوك الزبون معقدة لعدة أسباب منها :
ـ تعقد الظاهرة : إن السلوك الشرائي يتأثر بالعديد من العوامل أو المؤثرات المتداخلة مما يؤدي إلى تفسيرات مختلفة لنفس الظاهرة .
ـ اختلاف النظريات التي حاولت تفسير سلوك الزبون على أساس علمي.
ـ حداثة علم سلوك الزبون ، حيث يعتبر من العلوم الحديثة نسبيا و هذا ما يجعل المعرفة المتحصل عليها لحد الآن قد لا تكون كافية لعمل تعميمات أ ووضع قواعد نهائية1 .
3 قرارت الشراء لدى الزبون : تمر عملية اتخاذ القرار بالشراء من قبل الزبون بخطوات و تأثيرات كما يلي :
ـ الشعور بالحاجة : هو نقطة البدء في عملية اتخاذ قرار بالشراء و التي تنعكس من خلال شعور الزبون بالتوتر من خلال حاجته الفيزيولوجية ، كالأكل و الشرب و الحاجة إلى الأمان و قد تنشأ لعوامل طبيعية تؤدي به نحو إشباع الحاجة .
ـ جمع المعلومات : يقوم المشتري بجمع المعلومات عن السلعة التي يحتاجها من مختلف المؤسسات و خصائصها و هذا لمعرفة جميع البدائل المختلفة لإشباع هذه الحاجة .
ـ تقييم البدائل : يقوم المشتري بتقييم البدائل التي حصل عليها ، في المرحلة السابقة على ضوء المعايير التالية :
• معايير الجودة و السعر و درجة الاعتماد على السلعة
• الاعتقاد : و هي درجة اعتقاد الزبون بأن السلعة أو الخدمة المراد استخدامها تتضمن مختلف الخصائص التي يريدها .


الاتجاهات : و هي درجة حب أو كره الزبون للسلعة أو الخدمة .
• النية و القصد : كلما تكونت لدى الفرد اتجاهات إيجابية زادت النية للشراء للسلعة أو الخدمة1.
4 اتخاذ قرار الشراء : بعد تقييم البدائل يتكون لدى المستهلك مجموعة من التفضيلات بين هذه البدائل تؤدي به إلى القناعة العقلية و العاطفيـة ثم الشراء الفعلي كقـرار متخذ و قبل الشراء الفعلي تظهر بعض العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ قرار الشراء2.






شكل 10 : المراحل و العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ قرار الشراء
Source : Philip kotler , bernard dubois , Marketing Management , Publiunion , 10 Edition , Paris, 2000 , p(218)
ـ اتجاهات الغير ذوي النفوذ : الذين لهم تأثير على قرار الشراء و يتوقف هذا التأثير على عاملين :
• درجة تأثير الغير على رأيهم في الشراء.
• درجة استعداد المشتري للخضوع للرأي.
ـ العوامل الظرفية الغير متوقعة : فقد تظهر بعض العوامل الخارجية الظرفية التي تؤثر على قرار الشراء مثل : تأخر الدخل ، عدم توفر السلعة في المكان و الوقت المناسب 3.
5 العوامل المؤثرة في سلوك الزبون :
1.5 العوامل الشخصية : هي العوامل التي يتكـون منهـا الفرد التي تؤثر على سلوكه و تصرفاته و المتكونة من مكونات مادية و غير مادية .
ـ المكونات المادية ( الفيزيولوجية ) : هي المكونات التي يولد بها الإنسان كالطول والشكل و اللون و ما لها من أثر على الأفعال و التصرفات .
ـ المكونات العقلية و النفسية : و هي مكونات غير ملموسة التي يولد بها الإنسان أو التي يكتسبها خلال مراحل حياته المختلفة مثل : ( الذكاء ، الإدراك ، المزاج ، الثقة … ).
2.5 العوامل البيئية : هي العوامل والمتغيرات التي تقع خارج حدود الإنسـان ، وتؤثـر في سلوكه و تصرفاته بشكل مباشر أو غير مباشر و تقسم العوامل البيئية إلى :
ـ البيئـة الاجتماعيـة : و هي جميع محتويات النظام الاجتماعي السائد في البلد و تظم ( درجة التقدم الاجتماعي ، القيم و العادات ، التقاليد ، التكوين ، التنظيم الاجتماعي ) .
ـ البيئة الطبيعية : و تتمثل فيما يحيط الفرد من ظواهر و التي ليس له أي دور أو علاقة في وجودها مثل التضاريس و المناخ …
ـ البيئة الثقافية : و هي المعارف و القيم و المعتقدات و المبادئ و الأفكار التي تسود مجتمع في ما في فترة معينة .
ـ البيئة الاقتصادية : و تظم الادخار، الدخل ، الائتمان ، أسعار الفائدة …
ـ البيئة التكنولوجية : و هي فن تطبيق أو استخدام العلم أو المعرفة بهدف زيادة قدرات الإنسان على تحقيق أهدافه و ما لها من تأثير على سلوك الزبون .
ـ البيئة القانونية : و تظم القوانين و التشريعات التي تصدرها الدولة و تظم ( الضرائب الاقتطاع الجمركي ، السجلات التجارية … ) ذات التأثير الكبير على سلوك الزبون .1
المطلب الثاني : دراسة لأنواع الزبائن و تصنيفاتهم
1 تقسيم الزبائن من خلال هدف الشراء :
يمكن تقسيم الزبائن من خلال الهدف الذي يتم من أجله الشراء :
1.1 الأفراد و الأسر : و يتمثل الدافع الأساسي بالنسبة لهم في إشباع حاجات و رغبات مباشرة أي الاستهلاك يعتبر شخصي و يسمى تسويق استهلاكي .
2.1 المنظمات : و هي الوحدة المشترية للسلعة و الخدمات و يختلف الدافع هنا عن الأفراد من حيث أنها تنتج سلع أو تقدم خدمة معينة و تنقسم إلى :
ـ المشتري الصناعي : و يتمثل في مشروعات الأعمال مثل : النقل و البنوك و الهدف بإنتـاج سلع و خدمات أخرى و بيعها لغرض لربح
ـ المشتري الوسيط : مثل تجار الجملة و التجزئة و الهدف من الشراء لديهم هم الربح .
ـ المؤسسات الحكومية و غيرها : مثل الأجهزة الحكومية و المؤسسات التي لا تهدف إلى الربح مثل المستشفيات ، مدارس التعليم …
هناك عوامل مشتركة بين الشراء الاستهلاكي و شراء المنظمات و عوامل اختلاف :
3.1 عوامل الاختلاف :
ـ إن الأصناف التي تشتريها المنظمات ( السلع الصناعية ) تتسم بأنها أكثر تعقيدا من الناحية الفنية
ـ وجود بعض العلامات التجارية بين عمليات الشراء مثل : أسلوب المبادلة
ـ الطلب المشتق : حيث أن الطلب على السلع الصناعية مشتق من الطلب على السلع النهائية التي تدخل في إنتاجها
4.1 عوامل الاتفاق : إن كل من الشراء الاستهلاكي و شراء المنظمات يعتمد أساسا على عملية اتخاذ القرارات و كلاهما يقوم به أفراد حيث أن السلوك الشرائي للمنظمات سلوك بشري مثل : السلوك الشرائي الاستهلاكي 1 .
5.1 قانون " باريتو " لتقسيم الزبائن : و هذا من خلال مشاركتهم في رأس المال و هذا لمعرفة القطاع الملائم الذي تتواجد فيه المؤسسة و هذا الاتجاه الجديد يمكن قيادته من خلال مرحلتين :
ـ تحديد و معرفة بنية الاستثمار في المبيعات ( من هم الزبائن الذين يحققون القسم الأكبر من المردود ؟ )
ـ تحديد و معرفة نقاط القوة التي يمكن امتلاكها
تظهر التجارب أن القسم الأكبر من رأس المال أو الحجم الأكبر من المبيعات في كل الشركات يتحقق بالتعامل مع عدد قليل من الزبائن
" باريتو " أنشأ قانونا يسمى ( 80 × 20 ) الذي يقول أن 20 % من عدد الزبائن بشكل عام يحقق80 %
من رأس المال و بشكل يثير الفضول يتحقق أيضا من أجل ( 20% من المنتجات تحقق 80 % من رأس المال و كذلك يتحقق من أجل مردود المنتجات و مردود الزبائن .
و يمكن أن لا يكون هذا القانون قاعدة يجب الإعتماد عليها دوما فهو في بعض الحالات يمكـن أن يكـون ( 90 × 10 ) و يمكن أن يكون في حالات أخرى ( 60 × 40 ) .
و يلاحظ أن نسبة ( 90 × 10 ) أي 10% من الزبائن يحققون 90 % من رأس المال و هي حالات سائدة في القطاعات الصناعية خصوصا عند المتعهدين و هذا يجعل فعالية مبيعاتها هشة جدا .
6.1 تقسيم الزبائن من خلال تحديد المهن : وهذا من خلال ما تنتجه المؤسسة من منتج و ما يقدمه هذا المنتج من حلول لدى هؤلاء الزبائن وللمهن المختلفة مثل مؤسسة تنتج ألواح خشب حيث أن الزبائن يمكن أن يكونوا :
ـ تجار المواد الذين يشاركون في الصنع النجارون ، البناؤون …
ـ الصناعات التي تستخدم المنتج لحاجات خاصة بها
ـ الزبائن الذين يعملون في بناء منازل فردية
ـ المتعهدون الذين غالبا ما يقررون نوعية المواد المختارة للبناء مثل المهندسين المعماريين أو أصحاب المقاولات و الشركات العامة و الخاصة للإسكان …
بعد أن تكون مختلف المهن ( المنتج ) التي تهم مؤسسة قد حددت سيبدأ تحليل جديد للزبائن .
ـ زبائن المؤسسة المضمونين و النشطاء حيث نعتبر بشكل عام أن الزبائن النشطاء هم الزبائن الذين قاموا بعلية الشراء مرة على الأقل أو وفق الحد الأدنى من المرات في الأشهر في السنة الأخيرة
ـ الزبائن الجدد المستجلبون لدى المؤسسة و المعروفين لها
ـ الزبائن المستجلبون المجهولون : و هم الزبائن الذين لا تعرف المؤسسة بوجودهم و تجهل أسماءهم و عناوينهم و لكن يمكن أن تعرف تعدادهم1.


7.1 تقسيم الزبائن إلى مهمين و زبائن متوسطي الأهمية و زبائن صغار:
و هذا من خلال ثلاث وجهات نظر :
ـ وجهة نظر الحجم ( راس المال و الكمية المباعة )
ـ وجهة نظر المردود
ـ وجهـة نظـر الأمـان الـذي يوفـره الزبون و خطر مغادرتـه من حافظة الزبائن و الصعوبات التي يمكن أن يخلقها للمؤسسة
بحيث أن هذا التقييم للفئات الكبيرة وفق للوجهات النظر الثلاثة ينتج عنه التقديرات التالية:
 الزبائن المهمون : يسمحون بتحقيق حجم مهم و هم لحد ما مربحون لأن أهميتهم بالنسبة للمؤسسة تسمـح لهم بمناقشة الأسعار و الحصول على شروط معينة قد تؤدي إلى زيادة الأسعار و لكن الأمان الذي يحققه هؤلاء الزبائن ضعيف إذ أن إضاعة أحدهم سوف تكون نتائجها قاسية على المؤسسة
 الزبائن المتوسطوا الأهمية : يشكلون مجتمعين حجـم أعمال مهم فمردودهم جيد و الأمان الذي يقدمونه مهم لأن إضاعة أحدهم ستعوض بعددهم الكبير و بالتالي سيكون تأثيرهم مهملا على الحجم الكلي للأعمال
 الزبائن الصغار : لا يشكلون مجتمعين جزءا صغيرا من حجم نشاطات مؤسسة فمردودهم ليس مثاليا لا لأنهم قادرون على فرض شروط معينة و لكن لأن نفقات متابعاتهم الإدارية و التجارية تؤثر بشكل ملحوظ على النفقات العامة للمؤسسة و لكنهم عكس الكبار يقدون أمانا جيدا للمؤسسة حيث أن انتقال أحدهم إلى السوق للمؤسسات المنافسة الأخرى لا يؤثر عليها1
ـ نلاحظ في الشكل (أ) : أن تركيز رأس المال يظهر في الجهة اليسرى من هذا المنحنى و بالتالي يجب الانتباه إلى أن فقدان أحد هؤلاء الزبائن الذين يولدون رأس المال هذا يهدد و بشكل كبير موقع المؤسسة في هذا القطاع .







ـ أما فـي الشكـل (ب) : فالمنحنى له °50 . °45 أي أن توزيع رأس المال يتضمن الزبائن المهمين و الزبائن متوسطي الأهمية .
ـ في الشكل (ج) : حيث يمتد المنحنى بشكل لا نهائي نحو اليمين ، فإن حافظة الأموال هذه تتضمن عددا كبيرا من الزبائن الصغار الذين تكون متابعتهم مكلفة و لكن موقع المؤسسة يكون ثابتا1 .
المطلب الثالث : تحديد الزبائن و تنميتهم :
عرف التسويق بأنه " فن إيجاد الزبائن والمحافظة عليهم " كما أن مسوقي الأمس يظنون أن أهم المهارات التسويقية هي إيجاد عملاء جدد و الاحتفال بكل عميل جديد كما لو كانوا حققوا رقم أعمال كبير .
اليوم انعكس الاتفاق الجماعي للمسوقين ، بحيث أصبحت المحافظة على الزبائن و تنميتهم هي الأساس خاصة محاولة المنافسين خطفهم إذ أن فقدان العميل الواحد يكلف المؤسسة كثيرا كما أن هناك تكلفة جذب العميل البديل ، إن تكلفة جذب العميل الجديد حسب دراسات " تراب ، Trap " الاحصائية خمسة أضعاف تكلفة المحافظة على الزبائن الحاليين راضيين .
و الأسوأ من ذلك أن الأمر يستغرق بضع سنين قبل أن يشتري الزبون الجديد بنفس نسبة الزبون المفقود و كل هذا هو موضوع تسويق العلاقة مع الزبون الذي هو هدف الدراسة في المبحث الثالث من هذا الفصل .
1 تحديد الزبائن المرتقبين : يعتبر تحديد الزبائن المرتقبين فقط إذا كانوا نادرين أي أن هناك نقص في الزبائن و ليس في المنتجات و يجب على المؤسسات أن تحارب بقوة لجذب كل زبون ، و هذا لا يتأتى إلا من خلال رجال البيع و ما توفره المؤسسة لهم : مناطق بيع ، كتالوجات و دفاتر طلبات للزبائن ( العميل ) و هذا يشكل تكلفة عالية بحيث تبلغ تكلفة المنـدوب البيعـي لبعـض المؤسسات 500 $وللزيارة التي يقوم بها للزبون وهذا جد مكلف للمؤسسة .

و لتحديد الزبائن تتبع المؤسسة ثلاث خطوات هي :
1.1 تحديد السوق المستهدف : و ذلك بتحديد القطاع السوقي المراد استهدافه بإنتاج منتجات خاصة له مثل بيع شفرات الحلاقة للرجال فقط دون الأطفال .
2.1 بداية السعي لجلب الزبائن عن طريق أدوات الاتصال : بجمع أسماء عملاء مرتقبين باستعمالها للإعلان و وسائـل الترويـج و البريـد المباشـر و التسويق عبر الهاتف وفتح المعارض و رعاية الحفلات و المهرجانات التجارية .
3.1 وصف بدايات السعي لجلب الزبائن : تقوم المؤسسة برسم الخط أو الحد المميز بين الزبائن المشتبه فيهم و بين الزبائن المرتقبين بحيث أن الزبائن المشتبه فيهم هم الناس أو المنشآت التي لديها الرغبـة في شراء منتج ما أو خدمة لكن لا تملك الوسائل أو النوايا الحقيقية للشراء مثال ذلك : أن عدد كبير من الناس يرغبون في شراء سيارة " مرسيدس " لكن معظمهم ليسوا مؤهلين ليكونوا زبائن مرتقبين .
و بعد تحديد الزبائن تأتي مرحلة تنميتهم و هذا قصد الاحتفاظ بهم بحيث أن الشركات الذكية لا يرون أنفسهم بائعين للمنتجات و لكنهـم يـرون أنهم جاذبيـن لزبائن مربحين بحيث لا يريدون إيجاد زبائن و لكن امتلاكهم مدى الحياة.
2 أهم مراحل تنمية العميل :
1.2 العميل للمرة الأولى : سيتقدم العميل لشراء سلعـة ما إذا ما مرَّ شعور عما اشتراه و قبل أن يشتري يكون له انطباع معين مبني على ما سمعه من الآخرين و ما وعد به البائع و خبرته السابقة عموما من عملية الشراء و بعد الشراء سيمر بتجربة واحدة من خمسة مستويات للرضا :
راض للغاية ، راض ، غير مهتم ، غير راض ، غير راض للغاية .
و احتمال أن يشتري العميل للمرة الثانيـة مرتبـط بقوة مستـوى رضاه بالشراء الأول و سيكون عميلا مفقودا إذا كان غير راض للغاية .
2.2 العميل المتكرر : و هو العميل الذي يشتري من نفس المؤسسة و نفس السلعة و هو عدد المرات التي يعاود فيها الشراء و كلما زادت عدد مرات الشراء كان هذا العميل مربح لهذه المؤسسة 1.
3.2 الزبون : الفرق بين العملاء و الزبائن أن المؤسسات أو المصانع الحرفية تعرف الكثير عن الزبائن و تخصص لهم وقتا لمساعدتهم و إرضائهم كما أن صلتهم بالزبون أكثر استمرارية و تقود إلى ألفة و تعاطف و ثقة أكثر.
4.2 المدافع : كلما أعجب الزبـون بالمؤسسـة أو المنتـج زاد احتمـال حديثه عنها بطريقة محببة و يصبح دافعا عنه و هذا بإبداء وجهة نظره اتجاه المؤسسة و حتى دون أن يسأل في ذلك، بحيث يصبح بعد فترة قائدا للرأي ليوصي الآخرين بالشراء .
5.2 العضو : و هذا لجعل الزبون أكثر ولاء لها و هنا تقوم المؤسسة بفتح برنامجا للعضوية يحمل بعض المزايا لهدف المحافظة عليه و جعله وفيا لها.
6.2 الشريك : ذهبت بعض المؤسسات إلى حد أبعـد وبدأت تنظر إلى عملائها كشركاء و يظهر ذلك عندما تستميل الشركة مساعدة عملائها في تصميم منتجاتها الجديدة و تطلب مقترحات لتطوير خدمة الشركة و هذا خاصة في مجال العلاقات بين رجال الأعمال.
7.2 المالك الجزئي : ربما يكون هذا المنظور أرقى منظور للعميل بحيث أنه يساهم في امتلاك رأس المال بحصة معينة ( امتلاك أسهم ) بحيث قد يكون تجار التجزئة ملاكا في مؤسسة ما بأسهم معينة و هذا قد يعتبر جزء من الإغراء لاستمالة عدد أكثر من الزبائن1.
المبحث الثاني : إدارة القوة البيعية
إذا كان للمفهوم الحديث تأثيره على البيع فإن التقدم التقني مثله، إن لم يكن أكثر على رجال البيع في التسعينات و ما بعدها ، لقد تحولنا و مازلنا من اقتصاد قائم أساسا على الصناعة إلى اقتصاد عماده المعلومـات و يعتبـر الحاسوب من أسباب هذا التغيير و بنظرة عاجلة على إعلانات الوظائف بالجرائد اليومية يمكننا التحقق من زيادة الطلب على رجال البيع في مجال نظم المعلومات2.
المطلب الأول : البيع الشخصي
1 مفهومه : يمكن تعريفه بأنه عملية البحث عن زبائن لهم حاجات معينة و مساعدتهم في إدراك تلك الحاجات و إقناعهم لاتخاذ قرار الشراء حول تلك السلع و الخدمات .
و يمكن تعريفه على أنه عملية إخبار الزبون المنتظر و إقناعه بالشراء و ذلك بالاتصال الشخصي المباشر بين مندوب البيع و الزبون في إطار من تبادل طرح استفسارات من الزبون و الإجابة عليها من مندوب البيع .
2 إستراتيجية القوة البيعية :
تقوم الشركة بوضع أهداف للبيع حيث تتعدد الأهداف المتعلقة برجال البيع فقد تكون الأهداف متعلقة بإيجاد تطوير و توصيل المعلومات عن منتجات البيع و خدمات الشركة أو غير ذلك حيث يقوم رجال البيع ببيع منتجات عن طريق التوصل إلى الأفكار الجديدة حول السلع و الخدمات .
تقوم الشركات بتصميم إستراتيجية القوى البيعية بعد أن تضع أهدافها و ذلك بتصميم الإستراتيجيات المتعلقة بالقوة البيعية و ذلك على النحو التالي :
ـ تعمل على وضع إستراتيجية للوصول إلى الزبائن فهي تتنافس مع بعضها في الحصول على الطلبات من الزبائن1
ـ يجب أن تبنى الإستراتيجية على فهم عملية الشراء من جانب المشترين و لذلك يمكن لرجال البيع التحدث مباشرة إلى الزبون من خلال الهاتف أو لقاء مجموعة من الزبائن أو مؤتمرات للمناقصات أو حلاقات دراسية و الحقيقة أن البيع الشخصي يجب أن يفهم من خلال دراسة الخطوات التالية و التي تمثل ديناميكية هذه الوسيلة البيعية :
 البحث عن الزبون المرتقب و محاولة تأهيله أو جعله قادرا على الشراء و ذلك من خلال معرفة رغبة و قوة الزبون الشرائية و السلطة التي يتمتع بها في اتخاذ قراره الشرائي .
 محاولة بناء إتصال هادف مع الزبون و المحافظة على علاقات جيدة معه للوصول إلى بناء ولاء لمنتجات المؤسسة .
 تتمثل في الأسلوب الذي يتبعه مندوب البيع في عرض و تقديم السلعة أو الخدمة للزبون بالطريقة التي تمكن هذا الزبون من إشباع رغباته و حاجاته من شراء أو اقتناء للسلعة .
 تتمثل في كيفية التعامل مع استفسارات أو اعتراضات أو أسئلة الزبون عن السلعة المعروضة.
 تتمثل في النتيجة النهائية للعملية أي كيفية الوصول إلى قرار نهائي من قبل الزبون
و هذا يعرف باسم : " إقفال العملية البيعية " .
 تظهر في المتابعة للاستفادة من التجربة مع هذا الزبون و محاولة تصحيح الانحرافات إن وجدت في المستقبل مع زبون آخر و عملية المتابعة لا تقف عند هذا الحد بل يجب أن تستمر إلى مرحلة ما بعد التعامل معه و محاولة الإبقاء على الروابط الموجودة معه.
هذه بعض الخطوات و لعلها الأهم في اتباع سياسة البيع الشخصي إلا أن هذا لا يمنع من أن هناك العديد من الطرق المتبعة في هذا الجانب مواكبة للتغيرات التي تحدث فيه1 .
3 ميادين البيع الشخصي : يتخذ البيع الشخصي عدة أشكال فقد يكون عن طريق رجال بيع داخل المحل كما هو الحال في محلات البيع بالتجزئة و قد يكون عن طريق رجال بيع يمرون من منزل إلى منزل كما قد يتم البيع الشخصي برجال بيع تابعين للمنتجين أو لتجار الجملة أو لتجار التجزئة .
1.3 رجال البيع التابعين للمنتج : و قد يقومون بالبيع إلى المستعملين الصناعيين و هو ما يطلق عليه البيع الصناعي و يحتاج الأمر في هذه الحالة إلى رجال بيع أكفاء و خاصة بالنسبة للسلع الفنية المعقدة و قد يحتاج الأمر إلى استخدام مهندسين كرجال بيع حتى يكون باستطاعتهم الإلمام بالجوانب الهندسية الكهربائية أو الميكانيكية للسلع و حتى تمكنهم من دراسة حاجات المشترين و تقديم النصائح لهم .
2.3 رجال البيع التابعين لتاجر الجملة : و تختصر مهمتهـم على أخـذ طلبات الزبائن و نظرا لتعدد السلع التي يقومون بتصريفها فإنهم لا يقومون بأيـة جهود في عملية البيع و تقتصر مهمتهم على المرور في فترات منتظمة على تجار التجزئة أو المستعملين الصناعيين للتعرف على احتياجاتهم 2.
3.3 رجال البيع التابعين لتاجر التجزئة : عندما يقصد المستهلك محل التجزئة فإنه يكون قد قرر عادة ما يحتاج و تكون عنده فكرة واضحة تقريبا عن الكيفية التي يقابل بها حاجته و لا يكون على رجل البيع إلا أن يعرض على الزبون ما لديه من سلع مبينا مزايا كل منها1 .
4 الحصول على الزبائن المتوقعين : تبدأ عملية البيع عادة بإعداد قائمة بالزبائن المرتقبين للسلعة أو من خدمة استنادا إلى مصادر مختلفة ثم تقويم كل من هؤلاء الزبائن في ضوء عاملي القدرة و الرغبة في الشراء و في ضوء عملية التقويم هذه يمكن ترتيب الزبائن بحسب أهميتهم النسبية و استبعاد الزبائن الذين تكون احتمالات البيع بالنسبة لهم محدودة .
يتم إعداد خطة للاتصال مع المشترين في أسواق السلعة قبل إجراء عملية الاتصال البيعي و قد تبدأ بتجميع معلومات وافية عن المشترين المحتملين لتحديد مواقفهم نحو السلع و الخدمات المطروحة كما تفيد المعلومات التي تمَّ جمعها لاختيار طريقة الاتصال الفعالة من ناحية و وقت الاتصال و طريقته2 .
المطلب الثاني : رجال البيع
1 تعريف : هناك عدة تعاريف ظهرت في هذا الجانب و لكنها في مجملها تتفق حـول نقطـة معينة و هي أنه ذلك الشخص الذي يعتمد على التكتيك و قدراته التي يستخدمها لعرض و بيع جملة المنتجات التي تدخل تحت مسؤوليته3 .
2 أنشطة و مهام رجال البيع :
يعمل رجال البيع مستقلين عادة في السـوق في اتصالاتهم بالزبائـن و حتى في حالة وجودهم في مكاتبهم فهم على اتصال مباشر بالزبائن و بحكم طبيعة العمل نجد أنهم على دراية و علم بعد أمور كما أنه يعتبر المادة الخام للمؤسسة لممارسة سلطاتها البيعية .
تختلف مهام رجل البيع للمهمة البيعية و كذلك وفقا لإمكانيات و قدرات مندوب البيع نفسه و بالرغم من هذا الاختلاف إلا أن هناك بعض القواعد الهامة التي تحدد إطار هذه المهام و تشمل :
1.2 تحديد احتياجات الزبائن : فعند وصول زبون جديد فإن المهمة الأولى لرجل البيع تتمثل في الاستماع أو الإصغاء الجيد ثم عليه بعد ذلك مساعدة الزبون في الحصول على المنتجات التي تشبعه .
2.2 جذب زبائن جدد : لا يجب أن تقتصر مهمة رجل البيع في المنشآت الصناعية أو التجارية على خدمة الزبائن الحاليين و محاولة إشباع حاجياتهم بل كذلك محاولة جذب زبائن جدد .
3.2 جمع المعلومات : فهو يعمل على تزويد الإدارة بالتغيرات في احتياجات و سلوك الزبائن فهو خير مصدر للمعلومات عن ظروف السوق.
4.2 نقل المعلومات إلى الزبائن : يجب على العاملين في مجال البيع تزويد الزبائن بالمعلومات الخاصة بالمنشأة من حيث المنتجات و الأشكال المتاحة .
5.2 تقديم الخدمات للزبائن : يقوم المشتري عادة بشراء ثلاثة أشياء :
• المنتج و ما ينطوي عليه من منافع
• سمعة المنشأة
• أسلوب معاملة رجل البيع
6.2 تعليم الزبائن : حيث يقع على عاتقه مهمة تعريف الزبون بمختلف التطورات الحاصلة حول المنتج و حيثياته
7.2 تحفيز الزبائن على التغيير : كذلك حث الزبائـن على التعامل في المنتجات الجديدة أو تغيير أنماطهم الاستهلاكية1 .
3 شخصية البائع : عندما نصادف أشخاصا يرغبون في امتهان البيع نجد أنه هؤلاء قد يعانون من خشية أن هذه المهنة تشوه شخصيتهم و تحولهم إلى رجال آليين .
عندما نتكلم عن الشخصية علينا أن نميز بين مظهرين أساسيين :
ـ مظهر داخلي دائم نسميه ملامح الشخصية
ـ مظهر خارجي يمكن ملاحظته بشكل سهل من قبل الآخرين و يدعى السلوك أو التصرف .
إن ما يراه الآخرون هو تصرفاتنا و سلوكنا و هو ما يسمح لنا بتغطية جزئية أو كلية لملامح الشخصية التي قد نقدرها غير مناسبة ، فقد يظهر سلوكنا شخصية لا تعكس بالضرورة شخصيتنا .
إن رسم صورة ذهنية نموذجية للبائع غير واقعية ، فهو لا يستطيع أن يتقمص شخصية أحد زملائه نتيجة هذه الوظيفة . نجد عند معظم البائعين الجيدين الطموح ، الإرادة ، النضال ، الجرأة ، المثابرة الروح الرياضية والعديد من السمات البارزة .
إن قوة المبيعات هي مجموعة من الأشخاص لها بنية خاصة بها و هي في حركة مستمرة من أجل الوصول إلى الأهداف التجارية المطلوبة منها ، لا يوجد هنا مكان لتوضيح بنية قوة المبيعات و لكن يمكن أن نلخص الإطار العام لشكل البائع باعتبار أنه لفعالية الترتيبات التجارية التي توضع قيد التنفيذ من قبل الإدارة التجارية1 .
4 الشكل العام للبائع : يعرف الشكـل العـام للبائع من جهة نسبة موقعه في البنية التنظيمية للشركة و من جهة أخرى نسبة للصفات الخاصة التي تتطلبها هذه المهنة الفريدة من نوعها .
إذا نظرنا إلى الشكل العام للبائع كجزء من بنية الشركة نرى أن هذا الشكل يمكن تحليله وفقا للمسؤوليات و النشاطات ، فأهمية البائع تأتي من طريقة قيامه بعملـه و تأثيره على مستقبل الشركة مثلا : تأثيره على رأس مال الشركة ، البحث عن المردود ، الحفاظ على أو توسيع حصة السوق ، الحفاظ على المواقع عند الزبائن الاستراتيجيين أو الحصول على مواقع جديدة ، تصريف متجانس لإنتاج الشركة … إلخ إن مساهمة البائع في المؤسسة هي في الحقيقة تحقيقه للأهداف الموكلة إليه .
إن مهنة البائع تعرف أيضا من خلال المسؤوليات التي قد تكون كبيرة و قد تكون صغيرة و التي تكون حدودها غامضة أو واضحة ، هذه المسؤوليات تمارس تحت رقابة المسؤول الأعلى في السلم الهرمي و تقود إلى محاسبة قد تكون على شكل عقوبات أو مكافآت2 .
إن الموقع في البنية التنظيمية للشركة و طبيعة العلاقات الهرمية و العملياتية تشترك في وصف مهمة البائع و أبعد من الإطار الإداري لهذا الوصف يجب معرفة ما إذا كانت المؤسسة تنتظر من البائع الكثير من الانضباط 1 .
المطلب الثالث : رجل البيع و مقابلة الزبون
عرفت المؤسسات تغيرا هاما في ما يخص جانب ترويج مبيعاتها داخل إطار السياسة الاتصالية بالمؤسسة ، فالمؤسسة تبذل جهود كبيرة في اتصالاتها حول المنتج ، نحن نعتبر ترويج المبيعات هو ميدان الكفاءات المأخوذة من السياسة الاتصالية مع الأخذ بعين الاعتبار الهدف الذي يتمثل في زيادة أنشطتها الترويجية 2 .
1 الحث البيعي : على عامل البيع الخبير أن يستعين بمعرفته بالسلع و بفن البيع و أن يستعمل دراسته للزبائن في حثهم على الشراء و يتوقف نجاحـه في ذلك على قدرته في اختيار القول المناسب و للشخص الصحيح فعليه أن يـصوغ كلماتـه في قالب مناسب للفرصة الموجودة و للزبون الذي أمامه و يجب أن يكون الحث البيعي خفيفا للدرجة التي لا يشعر بها الزبون و ليس من الحكمة الضغط عليه بل على رجل البيع أن يجعل السلعة توحي للزبون بشرائها حيث يشعر أنه قد قام بالشراء بمحض إرادته و اختياره و على رجل البيع أن يأخذ في اعتباره دوما أن يكون حثه للزبون على الشراء أساسه خدمته .
و بالرغم من أن المناقشات البيعية تعني تلك النقط البيعية التي يدلي بها رجل البيع في مصلحة سلعه فإن عليه أن لا يضع نفسه في مركز المجادل مع أحد الزبائن فإن في ذلك مضيعة لوقتـه و مجهوده3
و قد يكسب رجل البيع المناقشة لخبرته الفنية مع أحد الزبائن .
و سيجد رجل البيع أنه من الضروري في أغلب الأحيان أن يرد على اعتراضات الزبون و انتقاداته للسلعة فلا يكون رده بالاستهزاء و السخرية من انتقادات الزبون بل بتوضيح الجوانب الجذابة في السلعة و أن يكون مستعدا للموافقة أثناء المحادثة على وجود بعض النقص في السلعة إذ أن في ذلك كسبا لثقة الزبون حيث أن كسب ثقته مع فقدان عملية بيع أربح للمحل من كسب عملية بيع مع فقدان ثقته .
إن الخطوة الهامة للنجاح في المقابلة هي إيجاد نقطة اتفاق مع الزبون قد تكون على مسألة أثارها اعتراضا وانتقادا للسلعة ، على رجل البيع كذلك أن يبتعد في محادثته للزبون عن فهمه بجهله بالنواحي الفنية للسلعة وذلك عند شرحها له ما لم يعترف الزبون من تلقاء نفسه بعدم إلمامه بأي شيء عن السلعة و رجل البيع الناجح هو الذي إذا أخطأ الزبون في حديثه عن السلعة فيصلح له خطأه بلباقة و المبدأ الذي يجب أن يسير عليه في هذه الناحية هو " لا تجرح كبرياء الزبون " .
2 المقابلة البيعية : على رجل البيع أن مقابلة الزبائن ما هي إلا بيع أفكار إليهم و لذل أن يعطي للزبائن الوقت الكافي للتدبر و تصور أنفسهم مقتنيين السلعة و المزايا التي تعود عليهم من ذلك1 .
و يختلف المدى الذي يمكن لرجل البيع أن يصل إليه في قيادة المقابلة و توجيه أفكار الزبون حسب شخصيته ففي حين يكون عليه أن يأخذ المركز الثاني مع زبون يحب السيطرة فإن عليه أن يتولى القيادة مع زبون آخر مذبذب الرأي و فيما يلي نموذج لمحادثة بيعية من وجهة نظر رجل البيع :
• يشرح الزبون ما يطلبه
• يعرض رجل البيع مقترحاته
• تعرض السلع أمام الزبون
• يظهر رجل البيع مزايا السلعة و النواحي الجذابة في خصائصها
• يبدأ الزبون في وزن مدى مناسبة السلعة و ما تتمتع به من مزايا
• يجيب رجل البيع على أسئلة الزبون و يرد على ما قد يثيره من اعتراضات
• يتروى الزبون و يفكر في السعر .
إن خروج رجل البيع عن هذه الخطوات سيسبب بلا شك ضياع الوقت و يقلل من احتمال إتمام عملية البيع بنجاح، حيث أن القليل منهم من يدرك أهمية اختيار الألفاظ المناسبة في التحدث مع الزبائن و في أغلب الأحيان لا يلم إلا القليل من المعرفة بالسلعة ، في هذه الحالة فإن التعبيرات التي يستخدمها قد تولد فهما سيئا عند الزبون 1 .
3 المزايا البيعية :
من الأمور التي تغري الزبون بشراء السلعة أن يعتقد أن شراءه لسلعة جيدة و راقية الصنف سيكسبه تفوقا على غيره من معارفه مما يشب عنده حب التمايز ، ولا يجب أن يساير رجل البيع ما يحيط به المنتجون سلعهم من دعاية واسعة بل عليه أن يتحرى السلع الممتازة كي تكون ذوي تشكيلات التي يقدمها لزبائنه ، من النقاط التي يعتمد عليها كذلك في مناقشاته البيعية انخفاض سعر السلعة و تجنب العبارات الموصية بعدم جودة السلعة .
من المزايا البيعية أيضا الحداثة و عليه عندما يعتمد على هذه الناحية أن يحاول إتمام الصفقة في أول مرة يعرض فيها السلعة على الزبون .
كذلك مدى المنفعة الموجودة في السلعـة و مقارنتها لمنفعـة السلع الأخرى المشابهة لها و عليه أن يوضح للزبون كيف يستفيد من السلعة و يستخدمها على أحسن وجه كما عليه أن يركز اهتمامه في ناحية المنفعة التي يعرف من الزبون أنه يريدها في السلعة .
المتانة و القدرة على الاحتمال هي من النقط التي تجذب الرجال و ترغبهم في السلعة 2 .
إن التحضير الجيد يعني معرفة ملف الزبون معرفة وثيقة و كافية تسمح بتناوله من أية زاوية و لكي نعطي الشخص المقابل الثقة الكافية من المفيد أن نعطيه انطباعا من أننا نحيط جيدا بالموضوع .
بما أن البيع يعني جعل المنتج أو الخدمة تتلاءم مع حاجات و رغبات الشخص المقابل فالبيع يبدأ من الزبون و ليس كما يُظَن غالبا من الشركة التي لديها منتج للبيع كما أنـه يهتم قبـل كل شيء بالزبون و بما يبحث عنه و بطريقة تفكيره فلا يمكن أن يكون هناك لقاء بيع مقولب و جاهز فالبائعون الذين يقيدون أنفسهم يمنهجية محددة للبيع تجعلهم رجالا آليين يحكمون زبائنهم وفق لما يريدون ليسوا ببائعين ناجحين 3 .

المبحث الثالث : تسويق العلاقة مع الزبون C R M
تسويق العلاقة يعني القيام بتنمية العلاقة بين رجل التسويق أو المؤسسة و الزبون بحيث يصبح النشاط التسويقي جزءا في ذلك التفاعل المستمر بينهما، و مثل هذه العلاقة الدائمة و المستمرة هي الغرض النهائي لأي منظمة موجهة بالسوق، فتسويق العلاقة و ما له من فائدة كبيرة على المؤسسة من خلال مردودية الحفاظ على الزبون و كذلك في اكتساح السوق و المحافظة على الميزة التنافسية مقارنة بالمؤسسات الأخرى .
المطلب الأول : مدخل إلى تسويق العلاقة مع الزبون
1 تعريف تسويق العلاقة C R M
تعريـف 1 : نمى هذا المفهوم و انتشر في مجال التسويق الصناعي و ذلك في مجال تسويق الخدمة و لكنه في الآونة الأخيرة بـدأ في الانتشار في مجال تسويق السلع المادية و قد وصل إلى أوروبا في أواخر الثمانينات فـي قالبه النظري و تجلى في ميدان الإدارة و خاصة عند دخول الإعلام الآلي في المؤسسـة و قد وصل عدد البحوث و المقالات حول هذا الموضوع في منتصف 2003 حوالي 3.383.000 بحث و مقال في محرك البحث " GOOGLE " .
تعريف 2 : تضمن إدارة او تسويق العلاقـة مع الزبـون مناهج البحث و الاستراتيجيات و برامج الويب كمؤهلات قائمة تساعد المؤسسـة في تنظيـم إدارة العلاقـة مع الزبون و استخدام هذا المنهج لهدف معرفة جيدة لحاجات الزبون و من ثمَّ تحقيق الربح 1 .
C R M : هو إجراء أو منهج يستعمل لمعرفة أكثر للزبون و احتياجاته لتقوية العلاقة معه.
وهناك العديد من عناصر التكنولوجيا التي تستعمل داخل هذا المنهج، بحيث لا يعتبرCRM كتكنولوجيا، وإنما هو عملية تتكون أساسا من جمع المعلومات و البيانات عن الزبائـن حجم المبيعات و مؤشرات السوق و تقلباته.


لتحقيق أعمال المؤسسة باستعمـال تكنولوجيـا المعلومات و الإمكانات البشرية الملائمة ( رجال البيع ) لكسب الزبون و الاحتفاظ به وفيا و معرفة رغباته و منه قيمته لدى
المؤسسة1.
2 أسباب تطوره :
ـ ارتفاع أو نمو الوفاء لدى الزبون
ـ دمج قنوات الاتصال بين المؤسسة و المحيط الخارجي
ـ ارتفاع أو نمو الإنتاجية لدى المؤسسة
السبب الأول : تنامي عنصر الوفاء في ظل الاقتصاد المتطور، بحيث حصة المؤسسة من السوق تكون مركزة على نسبة الوفاء لدى الزبائن و هذا لا يتأتى إلا بقيام علاقة قوية مع الزبون و منه استعمال وسائل اتصال شخصية.
السبب الثاني : دمج قنوات الاتصال المختلفة كالأنترنيت، الرسائل الإلكترونية، نقاط البيع ... قصد التواصل الجيد مع الزبون
السبب الثالث : تنامي عنصر الإنتاجية عبر آليات لزيادة فعالية العلاقة مع الزبون بتبني جزئيا أو كليا نشاطات آلية و باستعمال أدوات اتصال مباشرة و تقصي المعلومات المتعلقة بالزبون و هذا يؤدي إلى تخفيض التكلفة و زيادة قوة البيع.
" إن C RM ليس بإجراء وظيفي و لا بتطبيقات في الإعلام أو أنظمة المعلومات و لكنه إجراء تنظيمي " .
3 المراحل الخمس لتسويق علاقة الزبون :
ـ المرحلة الأولى
التعريف : بجمع معلومات و بيانات عن كل زبون مستهدف في مخطط الأنشطة، هذه المعلومات يتم معالجتها و دمجها في قاعدة بيانات و تكون مصادرها عن طريق الإستبيانات و الأسئلة و كذلك عن طريق الخدمة المقدمة، و خدمات ما بعد البيع، مركز الاتصالات ( الهواتف )، الإنترنيت و البريد


ـ المرحلة الثانية
التقسيم : أي تقسيم الزبائن بعد جمع المعلومات عنهم و معالجتها و دمجها في قاعدة بيانات، بحيث يقسم الزبائن حسب أهمية الشراء لديهم و كذلك حجم الشراء صغير، كبير متوسط و كذلك حسب المنتوج المراد شراؤه و حسب القدرة الشرائية لديه، للضبط الجيد لسياسة العلاقة مع الزبون
ـ المرحلة الثالثة
التكيف : إن معرفة الزبون و تقسيمه إلى مجموعـات، الهـدف منه هو تكيـف المؤسسة مع الزبون و الاتصال به و يكون هذا التكيف عن طريق قنوات الاتصال المختلفة.
ـ المرحلة الرابعة
التبادل : تقوم المؤسسة بالاتصال مع الزبون هاتفيا أو عن طريق الرسائل الالكترونية لتكوين علاقة معه بإعطائه مجمل المعلومات التي يحتاجها.
الزبون يتصل بالمؤسسة عن طريق وسائل أخرى كالرسائل الالكترونية أو الالتقاء في نقطة البيع هذا الالتقاء يكون قاعدة بيانات للمؤسسة، يجب أن تستغلها و عليها أن تكمل عملية الشراء عند الالتقاء به.
ـ المرحلة الخامسة
التنمية : أي تنمية علاقة الزبون ببنائها و تقويتها في نفس الوقت أثناء أول اتصال واحتكاك معه، بحيث أن ممارسة الاتصال هو بعد هام لتحقيق الأهداف المسطرة و المُعَدَّة مسبقا و مؤشرات العلاقة يمكن أن تأخذ عدة أشكال مثل :
• علامة تحقيق الرضى
• رقم أعمال لكل زبون
• المردودية لكل زبون و حصته
• معدل تبادل الرسائل الإلكترونية1



المطلب الثاني : مستويات تسويق العلاقة
المستوى الأول لتسويق العلاقة :
عادة ما يشار إلى هذا المستوى من تسويق العلاقة بأنه "التسويق المتكرر" أو بأنه " الحفاظ على الزبون " في هذا المستوى يستخدم رجال التسويق الحوافز السعرية لتشجيع الزبون على التعامل مع المؤسسة بشكل أكبر و إعطاء المؤسسة نصيبا أكبر من حجم أعماله الكلية، مثل : خصومات مقدمة للزبائن المتكررين و يمكن القول بأن المؤسسة التي تسعى لتحقيق علاقة تسويقية قويـة مع الزبون لا بد لها أن تبحث عن جسور تمثل أهمية لديه، في نفس الوقت يكون من الصعب تقليدها بواسطة المنافس .
المستوى الثاني لتسويق العلاقة :
في هذا المستوى يذهب رجال التسويق إلى أبعد من الحوافز السعرية لبناء علاقة مع الزبون دون إهمال الحوافز السعرية و لكنهم يحاولون بناء نوع من الجسور الاجتماعية إضافة إلى الجسور السعرية و ذلك بإيجاد نظم تسليم للخدمة أو السلعة ذات لمسة شخصية و محاولة تحويل الفرد من مجرد عميل إلى زبون، يركز المستوى الثاني لتسويق العلاقة على بقاء المنظمة باتصال مع زبائنها و العمل الدائم و المستمر في التعرف على حاجاتهم و رغباتهم و مثل هـذا المستـوى يجمع بيـن التسويق على أساس شخص ( B to C ) و التسويق على أساس مؤسسة مع مؤسسة ( B to B ).
و تتطلب الجسور الاجتماعية القيام ببعض التصرفات على المستوى الشخصي مثل : تقديم بطاقات المناسبات و الاحتفالات و تقديم الهدايا هذا بغرض زرع الثقة في الزبون تجاه المؤسسة.
المستوى الثالث :
في هذا المستوى يتم تقوية العلاقة مع الزبون من خلال إضافة الجسور الهيكلية إلى جوار الجسور السابقة و يقصد بالجسور الهيكلية تقديم تلك الخدمات التي تمثل شيئا قيما للزبون أي ذو قيمة عالية و التي لا توجد لدى المنافسين و لا يستطيعون تقديمها و تتطلب هذه الجسور استخدام مستوى تكنولوجـي عـال، تهـدف إلى جعـل الزبون أكثر كفاءة و أكثر فعالية و هذه الخدمات عندما تعد و تقدم بشكل جيد للزبون تجعله يتحمل تكلفة عالية إذا فكَّر في التحول و التعامل مع مؤسسة أخرى.
إن الجسور الاجتماعية يمكن أن تكمل مفهوم تسويق العلاقة إلا أنها لا تتمكن من خلق استمرار للزبون مع المؤسسة إذا ما وجد فارق سعري كبير بينها و بين المنافسين، فهو كمشتري لن يجد المبرر لدفع مثل هذا الفارق السعري فالعلاقة الشخصية قد تبرر وجود فروق سعرية بسيطة و محددة و لكن على العكس من ذلك فإن المشتري يستطيع أن يرفض أسعار منخفضة و الشراء من شركات ذات أسعار أعلى بكثير
إذا ما قدمت له العديد من الخدمات الفنية و هذه الخدمات الفنية هي التي يطلق عليها اسم الجسور الهيكلية و كل ما تحتاجه هذه الجسور هو المهارة، الإبداع، الالتزام التام بفلسفة تسويق العلاقة1.
ولمعرفة و فهم تسويق العلاقة يجب فهم و معرفة إجراءات تطور الزبون.
1 إجراءات تطور الزبون : و هذا بتشجيع أول مشتري كي يعاود الشراء و يصبح زبون وفي و هذا بعد معرفة الزبون المرتقب من المحتمل وبعد التطور يصبح الزبون سفير للمؤسسة بحيث يصبح يروج لمنتجات و خدمات المؤسسة و ينقل خصائص المنتج الذي اشتراه لباقي أعضاء و أفراد مجتمعه ثم يصبح شريك في المؤسسة إلى أن يكون جامد لا يساهم في المؤسسة بفعالية و هنا على المؤسسـة أن تجـد برامـج لتجديد الوفاء و الثقة و الفعالية لهذا الزبون.








لكي يتم الحفاظ على الزبون وفيا دون ضياعه للمؤسسات المنافسة يجب اتباع خمس مستويات
ـ المستوى الأول
المستوى القاعدي : انعدام الاتصال بين البائع و الزبون أثناء عملية الشراء
ـ المستوى الثاني
مستوى رد الفعل : يجب على البائع هنا أن يحفز الزبون على الاتصال به
ـ المستوى الثالث
مستوى المسؤولية : البائع يتصل بالزبون بعد عملية الشراء كي يتحقق من إرضاءه
ومدى إشباع هذا المنتج لحاجات الزبون و تسجيل كل الملاحظات التي يدلي بها الزبون عن استخدامه للمنتج
ـ المستوى الرابع
المستوى الحركي : أو الديناميكي البائـع هنا يتصـل بالزبـون أحيانـا لكي يتحصل على ملاحظات و تعليقات الزبون على المنتج .
ـ المستوى الخامس
مستوى الشراكة : المؤسسة تتصل بالزبون بانتظام لإبداء رأيه في المنتج و هذا لتحسين إنتاجية المؤسسة. 1








4 تسويق العلاقة كإستراتيجية : رغم الفوائد المنجزة التي توفرها برامج المعلوماتية لتسويق العلاقة بالزبون فإن الكثير من المؤسسات تفشل في فهم أن التكنولوجيا ليست إلا أمرا جزئيا فقط في تسويق العلاقة و لقد بينت الدراسات أن أنجح المؤسسات هي التي تتعامل مع تسويق علاقة الزبون على أنه إستراتيجية أعمال قائم بذاته و يركز على كيفية تحسين الطريقة التي تسوق بها المؤسسة و تبيـع بها و توفير الخدمات للزبون ، حيث أن تطبيق إستراتيجية تسويق العلاقة بشكل فعال فإن النتيجة ستظهر حتما في زيادة رضى الزبون و أيضا في التوازن المالي و التنظيمي للمؤسسة
1.4 مكونات إستراتيجية تسويق العلاقة :
1.1.4 تجزئة فعالة للمستهلكين : يسمح بفهم و تحديد الزبون الأكثر جلبا للفائدة
إن التجزئة في هذه الإستراتيجية تبدا بتطوير ملامح الزبـون و هـذا باحتوائـه علـى وصف غني و مواصفات دقيقـة خاصـة لكـل زبـون بما في ذلك المعلومات القاعدية ( ديموغرافيا، تاريخ الشراء… )
و المعلومـات المحصل عنها من منحنى حياة الزبون و القنوات التي يفضلها و المنتجات التي تناسبه و كم أنفق الزبـون في الماضـي و كـم هـو مستعـد للإنفاق في المستقبل و معلومات أخرى تتعلق بالإستراتيجية.
ـ تحليل دورة حياة الزبون : تستطيع المنظمات أن تحدد اختلافات وتشابهات مهمة عند الزبائن من خلال هذا التحليل
ـ عمل التجزئة : يكمن في فرز أي اختلافات أو تشابهات أكثر أهمية لدى الزبائن
2.1.4 التكنولوجيا المناسبة : تقدم التكنولوجيا لتسويق العلاقة :
ـ إضافة رؤية فريدة حول الزبائن عبر كل النقاط الحاسمة في المؤسسة
3.1.4 الدمج لقنوات الاتصال : مثل استعمال كل قنوات الاتصال مع الزبون مراكز الهاتف، الويب، الإنترنيت، الرسائل الإلكترونية.
4.1.4 طريقة محددة في سير الأعمال : باتباع منهج واحد تكون معدة مسبقا لتحقيق هدف تسويق العلاقة .
5.1.4 وضع المهارات و الذهنيات المناسبة : كرجال المبيعات الذين يساهمون في فعالية تطبيق منهج أو مشروع تسويق العلاقة1
المطلب الثالث : متطلبات تسويق العلاقة و أهدافه :
تتمثل متطلبات تسويق العلاقة في الوسائل التي يحتاجها من تكنولوجيا و أنظمة الإعلام الآلي و الأفراد ذوي المؤهلات و الخبرة الخاصة في مجال تسويق العلاقة
1 الوسائل التكنولوجية لتسويق العلاقة : يرتكز تسويق العلاقة على وسائل تقنية تسمح له بإدارة التقسيم و المعرفة و التكيف و تطور العلاقة مع الزبون.
و الصعوبة لا تكمن في عملية تطبيق سياسة C R M و إنما الصعوبة في العدد الهائل للزبائن المتصلين بالمؤسسة و هنا يأتي دور الوسائل التكنولوجية كي تساعد على تجميع و تحليل ثم دمج المعلومات في نظام المؤسسة الداخلي و من بين الوسائل :
• الإيميل و الرسائل الإلكترونية
• ورقة المعطيات ( Data mining )
• مواقـع المؤسسـات علـى الإنترنيـت و مواقـع الويـب
• مخـزن المعطيـات ( Data warehouse ).
• صندوق الاقتراع : و هذا لفهم خيارات الزبون.
• مركز الاتصالات ـ الشاشة المربوطة على شبكة المنيتل .( Minitel)
• الفاكس و الهاتف المحمول.
أن خدمات الزبون المقدمة من طرف المؤسسة تعتبر قيمة إضافية مقدمة للزبون تساهم مساهمة كبيرة في ترسيخ العلاقة معه و تتم خدمة الزبائن بوسائل كذلك تعتبر هامة لتسويق العلاقة2.
ـ مركز الهاتف (Coll center, soft ware )
ـ مركز لبرامج المساعدة
ـ إدارة علاقة الشركاء
ـ إدارة لبرامج العقود
2 فعالية جودة الخدمة في تسويق العلاقة :
إن التحدي الحقيقي الذي يواجه رجال التسويق عند محاولتهم بناء مفهوم تسويق العلاقة هو البحث عن الزبون الحقيقي ( True client ) الذي يدرك أن تعامله مع الشركة إنما هو تعبير عن علاقة وطيدة معها و يرى مثل هذه العلاقة ذات قيمة عالية له و لبناء مثل هذه العلاقة فإن الشركة تحتاج إلى مجموعة من المنافع التـي يصعب على المنافسيـن تقليدهـا و نتيجـة لذلك الإدراك الخاص بالقيمة و أهميتها بالنسبة لتسويق العلاقة فإن مفهوم جودة الخدمة يلعب دورا هاما في هذا المفهوم يمكننا أن نميز ثلاثة مظاهر للخدمة الجيدة والتي تعد ذات أهمية لمفهوم تسويق العلاقة و هي :
1.2 تسويق الثقة : إن العلاقة بين الشركـة و المستهلـك تتطـلب الثقة المتبادلة بينهما و الثقة تتطلب أن تكون قواعد التبادل عادلة بين الطرفين و تتطلب القواعد العادلة أن يحقق كل من البائع و الزبون هدفه و الاهتمـام بالزبون بحاجاته و رغباته و الاستماع له و تقديم المعلومات الصحيحة و تتعلق بأية معاملة و الوفاء بأية وعود تقطعها المؤسسة على نفسها او العكس .
2.2 التسويق على أساس فردي : حيث تعمل المؤسسات الرائدة على خلق حضارة تسويقية و التي يتم فيها معاملة الزبائن الحاليين و الدائمين كما لو كانوا زبائن جدد محتملين و يمكن أن يتحقـق ذلـك من خـلال الاحتفاظ مع الزبون بعلاقات شخصيـة و تنميتها.
و لقد تم التطرق إلى تنمية الزبائن في المبحث الأول من الفصل الثاني.
3.2 الخدمات الإضافية : إن أحد العوامل الهامة التي تساهم في بناء مفهوم تسويق العلاقة هو مفهوم الخدمات الإضافية و يتضمن محاولة المؤسسة تقديم عد كبير من الخدمات الإضافية إلى جوار خدماتها الأساسية بحيث تكون خدمات مدعمة و إضافية حتى يكون العرض المقدم من قبل المؤسسة أكثر جاذبية للزبون و كذلك للحفاظ على الميزة التنافسية1.


3 عناصر البرنامج الناجح لتسويق العلاقة :
 ضرورة وجود خطوط إرشادية تحدد كيفية معالجة شكاوى الزبائن
 ضرورة تحديد حد أقصى للمدة الزمنية التي يتم خلالها معالجة الشكاوى
 ضرورة الاحتفاظ بسجلات تفصيلية للشكاوى
 وجود اتصالات محددة بالإدارة أو القسم ذوي العلاقة بالزبون
 تحليل الشكاوى
 ضرورة المتابعة الدقيقة للإجراءات التي اتخذت حيال الشكوى
 ضرورة الاستفادة من الشكوى في التوصل إلى توصيات مناسبة للارتفاع بمستوى جودة السلعة أو الخدمة و بمستوى أداء إدارات و أقسام المؤسسة 1
4 الأهداف العامة لتسويق العلاقة :
1.4 تعظيم درجة اهتمام المؤسسة بالزبون : و درجة استجابتها لمتطلباتهم و تملك الإدارة العليا للمؤسسة القدرة على وضع السياسات التي تكفل تحقيق ذلك والنظر إلى الزبائن بوصفهم هم المؤسسة ذاتها.
2.4 دعم وجهة نظر الزبائن : تحقق العلاقات مع الزبون اتصالا ذا اتجاهين و عندما تنقل العلاقة الآراء و المعلومات من الزبون إلى المؤسسـة تكـون هـذه الأخيرة ملزمة بالنظر من زاوية الزبون و يمكنها ذلك من توقع الأسئلة التي يمكـن أن يطرحها الزبون و أن تستعد للإجابة عليها و أيضا يمكنها ذلك من الشعور بشكوى الزبون قبل أن يصرح بها و هذا العمل يقلل من وقوع المشكلات.
3.4 و ضع التوصيات : و تتصل هذه التوصيات بتحديد اهتمامات الزبون و توقع ما سوف يظهر من اهتمامات مستقبلا و اتخاذ الخطوات لمعالجة هذه الاهتمامات إلى زيادة رضاء الزبون بالمؤسسة
5 الأهداف الفرعية للعلاقات مع الزبون :
1.5 تشجيع أفراد المؤسسة على المشاركة : و هذا في أعمال العلاقة التسويقية مع الزبون فالمؤسسة التي لا يوجد فيها برنامج علاقة مع الزبائن هي مؤسسة محكوم عليها بالفشل فمن المهم أن يزود العاملين بمعلومات عن المؤسسة و منتجاتها و أن يدربوا على معاملة الزبون معاملة طيبة.
2.5 التأكد من دقة و صحة كل ما تصدره المؤسسة : من معلومات إلى الزبون مثل الأسعار، الخدمات، الصيانة، خدمات ما بعد البيع ليكون الزبون على اطلاع بها.
3.5 التأكد من الرد على كافة الخطابات و التليفونات : الواردة من الزبون ردا مرضيا الرد هنا لا يعني مجرد الإجابة و إنما الفحص الدقيق لما ورد في الخطاب و اتخاذ ما يلزم اتجاهه.
4.5 كسب قبول الزبون لمنتجات المؤسسة : فمسؤول العلاقات أكثر معرفة بالكيفية التي يفكر بها المستهلك وردود أفعاله.
5.5 نشر المعلومات عن المؤسسة : سواء حول ثقافتها أو منتجاتها أو خدماتها لتحقيق سمعة طيبة لدى الزبائن لكونها تهتم بهم و تعاملهم بالعدل.
6.5 الاحتكاك المستمر بالزبون : و بمجموعات الزبائن و بالجمعيات و المؤسسات المهتمة بشؤون الزبون1.



























خلاصة الفصل :

لقد تغيـرت النظرية " المنتجـات تأتـي و تذهب إن وحـدة القيمة اليوم هي علاقة الزبون "
كما قال بوب وايلاند
حيث أصبح في الوقت الراهن أهمية قصوى تولي للزبـون بحيث خصصت له ميزانيات و أنشطـة
و وظائف داخل المؤسسة بهدف بلوغ رضاه و اكتسابه كزبون وفيّ و هذا لا يتأتى إلا بتضافر كل الجهود من أجل دراسته و تصنيفه و توفير تكنولوجيا تساعد على تحقيق و تسهيل إشباع حاجاته الهائلة و اتباع مشروع من مشاريع تسويق العلاقة لكي تضمن المؤسسة البقاء في ظل المنافسة الحادة.










قديم 2009-04-14, 13:23   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse بحث حول البورصة

مقدمة :
يشير جهاز البورصة جدلا كبيرا بين الاقتصاديين إلا أنـها في الواقع بقيت مؤسسة مجهولة تقريبا من عامة الشعب ولقد لعبت البورصة دورا أساسيا في تطوير اقتصاد الدول الكبرى من المرحلة الزراعية الى المرحلة الصناعية ، وان نهوض البلاد الاقتصادي يتطلب تجميع رؤوس الأمـوال ويتم ذلك عن طريق طرح الأسهم والسندات في البورصة وأقيمت أسواق رأسـمال وخاصة المنظمة والتي تعني (البورصة) ومن أشهر البورصات بورصة وال سترايت عام 1929م بأمريكا فيا نرى ما هو الدور الذي تلعبه البورصة في النشاط الاقتصادي ؟. ولهذا كانت محاولتنا بتقديم ولو معلومات عامة وبسيطة للقارئ أو الطالب حـول البورصة والتي تتضمن ثلاث مطالب، فالمطلب الأول هو بورصة الأوراق المالية والمطلب الثانـي بورصة البضائع أما المطلب الأخير هو بورصة الذهب والعملة الصعبة .
ماهية البورصة :
1 ـ تعريف البورصة :
البورصة سوق منظمة تنعقد في مكان معين وفي أوقـات دورية بين المتعاملين في بيع وشراء مختلف الأوراق المالية أو المحاصيل الزراعية أو السلع الصناعية وتؤدي كلمة البورصة معنيين:
أ - المكان الذي يجتمع فيه المتعاملون بيعا وشراءا .
ب - مجموع العمليات التي تنعقد فيه .
2 ـ تاريخ البورصة :
يقال أن كلمة البورصة مـتسقـة من اسم أحد الصيارفة لمدينة بروج BRUGES البلجيكية يدعى VANDER BOURSE والذي كان تجار المدينة والوافـدين إليها يجتمعون في قصره . وكان أول مقر أنشأ للبورصة هو بناء مدينة ENVERS في بلجيكا سنة 1460م وظهرت أول تسعـيرة تنشر قائمة أسعار مختلف القيم من البضائع والمعادن النفيسة سنة 1593م بهذه البورصة وانتشرت هذه الأفكار في معظم دول أوروبا الغربية كبورصة أمسـتردام وبورصة ليون بفرنسا سنة 1549م، وبورد ومرسيلـيا سنة 1595م، وليل سنة 1651م، ونينت سنة 1705م ،وبورصة لندن سنة 1773م، وبرلين سنة 1685م،بال بسويسرا سنة 1699م ،فيـنا بالنمسا سنة 1762م ووال سـتريت سنة 1771م , ميـلانو بإيطالـيا سنة 1800م وبورصة القاهرة سنة 1904م ( ) .
المطلب الأول : بورصة الأوراق المالية
1 ـ تعريف الأوراق المالية : هي الأسهم والسندات الحكومية وأسهم الشركات العامة وأسهم وسندات شركات المساهمة والورقة المالية تعتبر صكا وذات حق في أصل معين وتمثل حق للمستثمر حيث يتم قيد هذه الأوراق في بورصة الأوراق المالية ( ).
2 ـ أنواع الأوراق المالية :
2/1 ـ الأسهم :هي عبارة عن ورقة مالية مصدرة من طرف شركة ذات أسهم تمثيلا لحصته من رأس المال .
2/2 ـ السندات : هي ورقة مالية افتراضية تمثل قيمة معينة ( الرأسمال أو المبلغ الأصلي أو الفئة ) قابلة للتسديد في مدة معينة ، تمنح فـائـدة مـعلومـة ومرفقـة بشروط محــددة ( ) .
2/3 ـ الصكوك : هي أوراق مالية قابلة للتداول مثل الأسهم والسندات وقابلة للخصم والبيع والشراء وأضيفت لها صكوك صناديق الاستثمار وهي الجهات الرئيسية التي يتم التعامل عليـها فـي البورصات كما أنها تشكل الأوراق الرئيسية تتشكل منها محافظ الأوراق المالية الـتي بدورها تعتبر المحور الرئيسي لتدوير الأوراق المالية في البورصات ( ) . 3 ـ المتعاملون بالأوراق المالية : تقـوم أعمال البورصة على تـداول الأوراق المـالية بواسطة السماسرة والوسطاء .
3/1 ـ السماسرة : شخص ذو علم ودراية في شؤون البورصة ويقوم بعقد عمليات بيع وشراء من خلال البورصة في مواعيدها الرسمية وهو مسؤولا ولضمان صحة العملية يتم تنفيذها بيعا وشراء ا ويشترط في السمسار أن يكون مؤهلا علميا ،أن لا يـقل عمره عن 25 سنة وأن يكون متمتعا بالأهلية القانونية ولا يكون قد سبق إشهار إفلاسه ولا الحكم عليه بالإدانة جنحة أو جناية .... إلا إذا كان قد رد اعتباره فلا يكون قد حكم عليه بتوقيف أو الغرامة بصفته ملحقا بأحد مكاتب السماسرة وألا يشتغل بأي أعمال تجارية غير أعمال البورصة وألا يكون عضو المجلس إدارة إحدى الشركات ( ). 3/2 ـ الوسيط : هو أداة اتصال بين العميل والسمسار المقيد لديه ويحصل على حصة من العمولة وهو مسؤول أمام السمسار عن العمليات المعقودة بواسطته ، يجب أن تتوفر في المترشحين لمهنة الوسطاء نفس شروط المطلوبة توفرها في المندوبين الرئيسيين .
3/3 ـ المندوب الرئيسي : هو شخص مستخدم من طرف السمسار يعاونه في تنفيذ الأوامر بالمقصورة ولا يجوز له أن يشتغل إلا باسم السمسار الذي يعمل لحسابه وتحت مسؤوليته وكما لا يجوز له أن يكون طرفا في العمليات التي يعقدها السمسار ولا يعمل لحسابه الخاص.
3/4 ـ الأعضاء المنضمون : هم الأعضاء الذين تندبهم المصارف العاملين بها لتمثيلها في البورصة لعقد عمليات لحسابها حيث يرسـلون أموالـهم إلى سـمـاسرة الأوراق المـالية دون وسيـط ( ) .
4 ـ تسعيرة والوظائف وعمليات البورصة :
4/1 ـ تسعيرة البورصة :
4/1/1 ـ سعر البورصة : هو القيمة التي يبلغها سند ما أثناء إحدى الجلسات في البورصة والذي يسجل بعد انتهائها في لوح التسعيرة ، ويعكس هذا السعر القيم المختلفة التي تلاقت عندها طلبات البيع والشراء لورقة مالية معينة يجب أن يؤمن عقد الصفقات لأكبر كمية ممكنة من عروض البيع وطلبات الشراء( ).
4/1/2 ـ طرق التسعيرة : طريقـة المـناداة ، طريقـة المعارضـة ، طريقـة الصـندوق .
4/1/3 ـ التسعيرة الرسمية : هي الوثيقة الأصلية التي تنشرها لجان التسعيرة في البورصة في كل جلسة ، وغايتها إعلان السعر الذي يتم بموجبه التداول الفعلي لأوراق المقيدة بالتسعيرة .
4/2 ـ أوامر البورصة : يقصد بالأمر التوكل الذي يعطيه عميل الى أحد السماسرة أو الوسطاء لكي يبيع أو يشتري له في البورصة بعض الأوراق المالية التي يعينها له ويجب أن يحدد أمر البورصة بكل وضوح دفعا لكل التباس ، وتصنف الأمور الى ما يلي :
4/2/1 ـ الأمر بالسعر الأحسن ( سعر السوق ) : وفيه لا يعين صاحب الأمر السعر الذي يجب أن تتم بموجبه الصفقة بل يترك تقدير السعر الملائم الى السمسار الذي يقوم بانتهاز الفرصة لاختيار أحسن سعر ، إلا أن السمسار يفضل عادة تنفيذ العملية في البورصة حال استلام الأمر .
4/2/2 ـ الأمر بالسعر المحدد : وفيه يحـدد العميل للوسيط السعر الذي يجب أن يشتري أو يبيع به ويتضمن الحد الأقصى في حالة البيع كما يجب تحديد كمية الأسهم وعـادة ما تكون كبيرة جدا أو مفتوحة إذا كان السعر منخفضا . 4/2/3 ـ الأمر المرتبط : يقصد به هو شراء كمية من الأسهم والسندات بشرط بيع كمية أسهم أو سندات من نوع آخر وحسب هذه الطريقة يجب أن تتم هذه الأوامر في جلسة البورصة .
4/2/4 ـ الأمر بشرط تعيين المبلغ : وفيه يعين العميل مبلغا من المال لشراء أوراق مالية دون تحديد كمياتها وعلى السمسار أن يشتري أكبر عدد ممكن أن يحققه هذا المبلغ على شرط ألا يتجاوز الصفقة المعقودة قيمة المبلغ المحدد ، ونظرا لدقة وحساسية الأوامر وجب أن يصدر من شخص يتمتع بكامل الأهلية والحق للسمسار أن يطلب ضمانات مالية ( الأوراق المالية ) لتغطية الأوامر في حالة البيع وفي حالة الشراء يطلب مبلغا من المال يمثل نصف القيمة قبل الصفقة وتصفية النصف الثاني بعد التسليم .
4/3 ـ وظائف البورصة : تؤدي أسواق الأوراق المالية عدة وظائف للمستثمر الفرد ، لشركات الأعمال أو الاقتصاد الوطني ككل وهي : - بيع وشراء الأسهم والسندات الشركات الخاصة والحكومية .
- استثمار رؤوس الأموال .
- تشجيع الادخار وتجميع الأموال .
- توجيه الاستثمار .
- خلق رؤوس أموال جديدة .
- ضمان سيولة أموال المستثمرين .
4/4 ـ عمليات البورصة : تنقسـم بورصـة الأوراق المـالية إلى عمـليات عاجـلة وآجـلة .
4/4/1 ـ العمليات العاجلة : تتميز بأنها تتم فورا ، فيجرى دفع الثمن واستلام الأوراق موضوع الصفقة حالا خلال مدة محددة وقصيرة .
4/4/2 ـ العمليات الآجلة : لا يتم التسليم والاستلام عند عقد الصفقة مباشرة بل بعد فترة تحدد مسبقا تسمى موعد التصفية وتجري التصفية مرة كل شهر قبل آخر جلسة من جلسات البورصة ( ) .
المطلب الثاني : بورصة البضائع
1 ـ تعريفها : يمكننا أن نعرفها بأنها سوق عمومية منظمة لها وجود مادي ، يتفاوض فيها كبار التجار عن طريق أعوان الصرف أو سماسرة لهذه السوق ، حول بيع وشراء منتجات طبيعية ذات استهلاك واسع وبهذا تعتبر إحدى أهم بورصات التجار ( وفيها نفاوض ، إضافـة البضائع ، الأسعار الجمركية ، والتأمـين ، وأسعار الشحن على الباخرة ....) ( ) . 2 ـ خصائصها : سـلعـها تتمـيز كـما يلـي :
2/1 ـ منتجات طبيعية : مثل القمح بورصة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية – القطن بورصة لفربول بانجلترا – السكر بورصة باريس ولندن .
2/2 ـ السلـع عينات ومثاليات نموذجية محددة ، تعرض عادة عينات نموذجية من السلع محدد المواصفات ومتفق عليها مسبـقا .
3 ـ الأهمية الاقتصادية لبورصة البضائع : - القضاء على خطر تقلبات أسعار البضائع .
- تسهل بورصة العقود عملية التموين من المواد الضرورية للصناعة بأسعار مناسبة .
- العمل على استقرار الأسعار .
- تتيح بورصة البضائع إيجاد سعر عالمي للبضائع التي تجري عليها التعامل .
4 ـ السوق العاجلة ( بورصة البضائع الحاضرة ) :
وهي السوق التي يتم فيها التعامل على البضائع الحاضرة والجاهزة والموجودة فعليا عند البائع في المخازن المستودعات وفي المرافئ التجارية حين تكون جاهزة مباشرة بعد إمضاء العقد ( ) .
4/1 ـ السماسرة : يعتبر السماسرة الوسطاء الرسميون بين البائعون والمشترون فهم لا يقومون بهذا العمل لحسابهم الخاص لوكلائهم وهذا الإجراء تفرضه طبيعة السوق ولهذا لما يتميز به السماسرة من خبرة وتمرن ، فيتلقون طلبات العملاء وينفذون أوامرهم مقابل عمولة معينة تحددها أنظمة البورصة وحتى بقيد شخص ما في البورصة كسمسار يجب أن تتوفر فيه شروط معينة هي : السمعة – التمرين – رأسمال معين – النجاح في امتحان خاص – الخبرة الخاصة بنوع البضاعة ، أصنافها ويجري الامتحان أمام لجنة الخبراء .
4/2 ـ إدارة البورصة : تنقـسم الإدارة الى لجنتـين رئيسيتـين هـما :
4/2/1 ـ الجمعية العمومية : تتكون الجمعية العمومية من تجار البضاعة الخاصة بهذه البورصة المصدرين والمصارف التي تقوم بعملية تمويل تجارة هذه البضاعة .
4/2/2 ـ لجنة البورصة : تتكون هذه اللجنة من أعضاء يمثلون مختلف الجهات التي لها علاقة مباشرة بسوق البضاعة ، عضو عن المصدرين ، عضو عن المزارعين ( المنتجون للبضاعة ) ، وتجارة هذه البضاعة ، وعضو عن المصارف وعضو عـن البورصة ( مصانع التعليب – الطحن – الغزل ......) .
4/3 ـ العمليات في البورصة : تجرى كل العمليات في البورصة بالطريقتين التاليتين :
4/3/1 ـ البيع الحاضر : يعرض السمسار أصناف البضاعة الواردة الى مستودعات البورصة المسموح ببيعها للمستثمرين فإذا أعجبوا بالنماذج المعروضة عليهم يتم الإنفاق المبدأ على التعاقد .
4/3/2 ـ البيع بشروط المحطة : قد يحدث أن التاجر المصدر لنوع من السلع وهي غير موجودة في المستودعات يخشى عدم وصولها في الموعد المحدد لذا يلجأ الى أسلوب لضمان إتمام الصفقة وهذا بعقد صفقات شراء تسليم المحطة على نماذج رسمية صادرة عن لجنة البورصة ، ويجرى التسليم الى المشتري بواسطة تظهير الشحن وإذا تأخر البائع عن تسليم البضاعة في الموعد المحدد عليه بدفع غرامة مالية قدرها 4 % من الثمن البيع.
5 ـ بورصة العقود :
5/1 ـ تعريفها : هي سوق تتم فيه المبادلات على عقود وليس سلع حيث يشتري التجار بعض المحاصيل الزراعية قبل حصاد منتجاتها ويبيعون هذه العقود قبل أن يتسلموا هذه المنتجات مضاربين عن تنازل الأسعار قبل مواعيد الاستحقاق فيعبدون شراءها ويحصلون على الأرباح الموجودة وقد يباع العقد أكثر من مرة قبل الموعد التصفية ( ) . 5/2 ـ أعضاء وإدارة البورصة :
5/2/1 ـ الأعضاء : تضم البورصة ثلاثة أنواع من الأعضاء هم :
5/2/1/1 ـ الأعضاء السماسرة :وهم كسماسرة الأوراق المالية وهم لا يقومون بالبيع والشراء لحسابهم الخاص وليس تحقيق الربح من الفرق بين سعر البيع والشراء وهم وحدهم يتعاملون داخل المقصورة . 5/2/1/2 ـ الأعضاء المنضمون : هم تجار البضاعة والمصاريف المقيدة لدى البورصة الخاضعة بهذه البضاعة . 5/2/1/3 ـ المساعدون في بورصة العقود : وهم الميارم – الوسطاء – المندوبون – الرئيسيون .
5/2/2 ـ إدارة بورصة العقود :
5/2/2/1 ـ الجمعية العامة : تتألف من جميع أعضاء البورصة العاملين المنضمين .
5/2/2/2 ـ لجنة البورصة : والتي تتمتع بصلاحيات واسعة في تحقيق سير العمل داخلها وتطبيق القوانين بصرامة والإشراف على إدارة الجلسات ومراقبة الأسعار وإدارة الشؤون المالية وتنفيذ السلطة التأديبية على الأعضاء . 5/2/2/3 ـ اللائحة الداخلية : تعالج سير العمل في المقصورة وتحدد أوقات العمل والعطل والمعمولات والاشتراكات. المطلب الثالث : بورصة الذهب والعملة الصعبة
1 ـ تعريفها وخصائصها :
1/1 ـ بورصة الذهب : هي سوق منظمة لها وجود مادي يتم التفاوض على المعادن النفيسة من قبل أعوان الصرف الذين يتم تعينهم لتلك المهمة حيث لهم الحق هم لوحدهم في تحديد الأسعار لأنها من صلاحياتهم وتتم المفاوضة على أسعار الذهب والمعادن النفيسة بين البائعين والمستثمرين .
1/2 ـ خصائصها : يتحدد سعر الذهب وفق قانون العرض والطلب ويسجل يوميا في التسعيرة الرسمية ويبين فيها الأسعار السابقة والأسعار الأخيرة وأدنى وأعلا الأسعار خلال جلسة أعضاء البورصة عما تتم المتاجرة بهذه المعادن إلا داخل البورصة ومن طرف الهيئات المتخصصة فقط وهي الجهات الحكومية كأعوان الصرف وهيئات أخرى مكلفة لتوزيع الذهب الدخول الى بورصة الذهب في لندن كممثلين عن الدولة الجزائرية ( ) .
2 ـ العملة ودورها في النشاط الاقتصادي :
2/1 ـ تعريف النقود : هي وسيلة للمبادلة تحضى بالقبول العام وحتى تؤدي النقود وظيفتها كأداة مبادلة مقبولة يجب أن تتمتع بالقبول العام – سهولة الحمل – استحالة بأكلها – قابليته للتجزئة – تجانس وحداتها – ندرتها النسبية . 2/2 ـ أنواعها : تنقسم النقود الى ثلاثة أنواع رئيسية هي :
2/2/1 ـ النقود السلعية : استعمل الناس في الماضي مجموعة من السلع كالنقود منها على سبيل المثال أسنان الحوت ، القطيع ، الخنازير ...... ولكنها اعتبرت غير ملائمة عند استعمال لكبر حجمها وصعوبة تداولها . 2/2/2 ـ الوقود الورقية : في العصور السابقة كان التجار وعامة الناس يودعون أموالهم لدى الصاغة مقابل وصل يسمى شهادة الإيداع لإثبات هذا الحق ويحصلون على عمولة مقابل الاحتفاظ لهذه الودائع كما أن هذا الوصل يمكن أن يكون شهادة تقدم الى تاجر آخر بعد تظهيرها فتنتقل ملكيتها الى حاملها وبتطور المجتمعات أصبحت هذه الشهادات تصدر بأجزاء تحمل قيم معينة تتداول من تاجر الى آخر وبهذه الطريقة تحولت هذه الشهادات الى نقود مصرفية وبتزايدها وبلوغ مرحلة التطور النقدي أصبحت هذه الشهادات غير قابلة للتحويل الى وديعة ( الذهب ) أو سلع بل أصبحت هي حد ذاتها عبارة عن نقود . 2/2 /3 ـ نقود الودائع : تتكون هذه النقود من أرصدة حسابات الأفراد لدى البنوك والمؤسسات المالية عن طريق فتح حسابات جارية والتي تنتقل ملكيتها عن طريق السحب باستعمال الشيكات .
2/3 ـ قيمة النقود : للنقود قيمتان :
2/3/1 ـ القيمة الداخلية : تقاس هذه القيمة عادة بقوتها الشرائية والمستوى العام للأسعار كما أنها ترتبط بميزان المدفوعات الدولة ، ويقصد للقيمة الداخلية هي عدد وحدات النقد التي تدفع مقابل سلعة أو خدمة معينة . 2/3/2 ـ القيمة الخارجية : وهي التي تعني سعر صرف هذه العملة بالنسبة للعملات الأجنبية .
والقيمتان الداخلية والخارجية مرتبطتان ببعضهما فإذا ارتفعت القيمة الداخلية تبعها القيمة الخارجية والعكس صحيح . 2/4 ـ وظائف النقود : يؤكد معظم الاقتصاديون على قيام النقود بثلاث وظائف هي :
- أداة لتحريك الإنتاج .
- أداة لإعادة توزيع الدخل .
- النقود أداة هيمنة وسيطرة .
3 ـ سعر الصرف :
3/1 ـ تعريف وأنواع الصرف :
3/1/1 ـ تعريفها : يقصد بالصرف عملية شراء وبيع الوسائل التي يمكن بموجبها تسوية المدفوعات في بلد آخر كالنقود الأجنبية والأوراق المالية التي تعطي حقا في الحصول على تلك النقود مثل الكمبيالات المسحوبة على الخـارج وبصفة عامة فـإن
الصرف هو النسبة أو الفرق بين وحدات العملة المحلية والعملات الأجنبية .
3/1/2 ـ أنواع الصرف :
3/1/2/1 ـ الصرف اليدوي : وهو الذي تتم فيه عملية المبادلة بين وحدات النقد الأجنبي والمحلي يد بيد ما بين الصراف والمشتري .
3/1/2/2 ـ الصرف المسحوب : وهو الذي تتم فيه المبادلة على أوراق مسحوبة على الخارج وتعطي الحق لصاحبها في تحويلها الى نقود أجنبية مثل الكمبيالات المسحوبة على الخارج والحوالات المصرفية بأنواعها المختلفة وكذلك الأوراق المقومة بالعملة الأجنبية .
3/2 ـ تحديد سعر الصرف : يختلف سعر الصرف باختلاف أنظمتها وهي ثلاثة أسعار :
3/2/1 ـ نظام سعر الصرف الثابت : ان الارتباط بقاعدة الذهب الدولية يستلزم توفير ثلاث شروط هي : - تحديد قيمة ثابتة للعملة الوطنية بالذهب .
- ضمان قابلية العملة الوطنية للصرف بالذهب أو بلا قيد لا شرط - حرية تصدير الذهب واستراده .
3/2/2 ـ نظام الأوراق الالتزامية : يتحدد هذا النظام تبعا لتغيرات العرض والطلب فإذا زاد العرض على الطلب انخفض السعر والعكس صحيح ، فالسعر الصرف ينقلب حتى يتحقق التوازن بين العرض والطلب . 3/2/3 ـ نظام الرقابة على الصرف : في نظام الرقابة على الصرف تتدخل السلطات النقدية في سوق الصرف إذا تسيطر على موارد البلد من العملات الصعبة كما تتولى توزيع هذه الموارد وفقا للأولويات معينة .
وتهدف السلطات النقدية الى تخفيض الكميات المطلوبة من صرف الأجنبي الى حد اللازم لتحقيق التكافؤ بينها وبين الكميات المعروضة عند سعر صرف معين تحدده ( ) .
الخاتمة :
من خلال دراستنا للبورصة لا حظنا أنه لا يمكن أن نتصور وجود بورصة في بلد ما دون أن يدير هذا البلد اقتصاد السوق، فإذا القينا نظرة ولو بسيطة الى الدور الذي تلعبه البورصة في الدول الرأسمالية لتجلى لنا أن البورصة هي المرآة التي تعكس اقتصاد البلد ، إن فكرة إنشاء البورصة والدور الذي تلعبه أصبحت تشكل جزء من حياة المجتمع وثقافته وعادته . إن البورصة تسمح بالعبور من الاقتصاد الاقتناص الى اقتصاد المساهمة في رؤوس الأموال من قبل الجيل الجديد من المستثمرين البارزين ، بالإضافة الى ذلك فإن البورصة تلعب دور المشجع لتنمية من خلال تثبيت الادخار ، وتبقى عدة تساؤلات للبحث المستقبلي منها ما هو واقع البورصات العربية .










قديم 2009-04-14, 18:29   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
s.hocine
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية s.hocine
 

 

 
الأوسمة
وسام تشجيع في مسابقة رمضان وسام المسابقة اليومية وسام الاستحقاق 
إحصائية العضو










افتراضي بحث المخزون

مقدمة الفصل:

تعتبر عملية التخزين ظاهرة ضاربة في القدم، لذا ارتأينا من خلال هذا الفصل الوقوف و لو بشيء من التفصيل عند هذه العملية.
و بغرض التفصيل في كل ذلك تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين، نعرض في الأول ماهية وظيفة التخزين و ما يتعلق بها و في الثاني نتكلم عن تصميم و أنظمة هذه الوظيفة.

المبحث الأول : ماهية وظيفة التخزين:
سنتطرق خلال هذا المبحث الذي تمت تجزئته لثلاث مطالب إلى بعض المفاهيم المتعلقة بالمخزون من تعاريف و أنواع و أهم التصنيفات المعمول بها و نبرز في الأخير علاقة إدارة المخازن بغيرها من الإدارات الأخرى.

المطلب الأول : مفاهيم عامة حول المخزون:

المخزون كلفظ عام لا يقتصر فقط على الأرصدة، والكميات التي تحتفظ بها المؤسسة من الموارد لمواجهة الظروف المستقبلية.
و إنما يشمل أيضا جميع الموارد الأخرى بما في ذلك الأرصدة المالية و البشرية و الاحتياطات المختلفة من الآلات و المعدات و مصادر الطاقة و غيرها من الموارد.( )

I- مفهوم التخزين:
و مما سبق يمكننا تقديم بعض المفاهيم المتداولة حول المخزون على النحو التالي:

" المخزون هو مجموعة من البضائع التي تنتظر وقت استعمالها قريب أو بعيد , و الذي ينفق على المستعملين عند الحاجة بدون أن يفرض عليها أجل أو تكاليف استلام هذه البضاعة ".( )

" المخزون هو عبارة عن مجموعة الموارد المحصل عليها , و المنتجة من طرف المؤسسة و الموجهة للبيع أو الاستهلاك لغرض استعمالها في العملية الإنتاجية ".( )

في حين عرفته الجمعية الأمريكية للرقابة على المخزون و الإنتاج apics عام1984 ( )
" المخزون هو إجمالي الأموال المستثمرة في الوحدات من المادة الخام و الأجزاء و السلع الوسيطة ، و كذلك وحدات تحت التنفيذ ، بالإضافة إلى المنتجات النهائية المتاحة للبيع ".

كما يعرف الدكتور مازن البكري وظيفة التخزين بأنها
" تتمثل في مجموعة الموارد و الكميات المحتفظ بها من الموارد الأولية و الموارد الوسيطية و الأدوات الاحتياطية و كذلك الأجزاء نصف المصنعة و السلع النهائية التي قامت المؤسسة بشرائها أو تصنيعها ".


في حين يعرف المخزون حسب المخطط المحاسبي الوطني بأنه( )
" قيمة الوسائل التي اشترتها المؤسسة سواء لإعادة بيعها على حالتها أو تصنيفها، و تحويلها إلى منتجات تامة ".
من خلال هذه التعاريف يمكن القول بأن المخزون يمكن أن يكون مواد أولية، كما يمكن أن يكون مواد نصف مصنعة و هذا لمواجهة طرق الإنتاج المختلفة لمختلف المنتجات.
و حتى نكون متأكدين من خدمة المستعملين، و تأمين احتياط سلسلة الإنتاج و ضمان سيرورتها.

П - تصنيفات المخزون :
لقد تم تصنيف المخزونات وفق معايير متعددة كل حسب الرؤية التي يراها أو المبدأ الذي يعمل من خلاله:

П-1 التصنيف حسب نوع المخزون :
П- 1-1المخزون الثابت :
هو ما يتم تبادله من مخزون ثابت ، و هذا الحجم يمكن أن يقل على ما تحتاج المؤسسة اليه فعليا.
إذ يتم الشراء بكميات هائلة من المواد ، و الهدف من هذه الطريقة هو الحصول على خصم و تخفيض في التكاليف.

П - 2-1المخزون المتوقع :
وهو المخزون الذي تحتفظ به المؤسسة في بعض الحالات ، بحيث أن بعض المؤسسات تنتج مسبقا بعض القطع أو المواد المستعملة في العمليات الإنتاجية مع إعطاء الأولوية للقطع التي لها مدة طويلة في العمليات الإنتاجية.

П - 3-1المخزون الاحتياطي :
يمكن أن نعرفه على أنه تلك الكمية المعينة من المنتوج التي يتم الاحتفاظ بها في المؤسسة و هذا لمواجهة أي حالة انقطاع أو تذبذب تطرأ على المؤسسة.

П-4-1 المخزون المنظم :
و هو يعبر عن حجم معين المخزون الذي تحتفظ به المؤسسة لمواجهة حالة قد تطرأ على استمرارية العملية الإنتاجية بحيث قد يؤدي بالضرورة الانقطاع في إحدى هذه المواد إلى توقيف العملية الإنتاجية

П5-1- مخزون المضاربة :
يمكن لنا من خلال تسميته بأن نعرفه على أنه ذلك المخزون الذي تضعه المؤسسة من أجل أي تغيير في الأسعار.

П6-1- المخزون الاقتصادي :
يمكن أن تحتفظ به المؤسسة أو تخزنه لأغراض اقتصادية منها :
• أهمية التخفيضات المقترحة من طرف الموردين على الكميات المشتراة و كذلك بالنسبة للنقل.
• المشاكل التي يمكن أن تنتج بالنسبة لمدة التسليم.



П 7-1-مخزون الأمان:
و هو يعبر عن الكميات من السلع و المواد التي تحتفظ بها المؤسسة لمواجهة احتمالات الطلب, و احتمالات التموين بمخزون الأمان , و يتكون هذا المخزون من قطاعين , الأول متحرك و الثاني احتياطي( )

و الشكل يظهر لنا الهيكل المثالي للمخزون المتحرك لمادة أو صنف معين على أساس الاستخدام المستمر لهذا الصنف بالإضافة إلى ذلك نفترض أن المواد تطلب على النقطة الصحيحة لإعادة الطلب، كما أن الشحن يتغير في نفس الوقت.

الشكل رقم І1- مخزون الأمان

الكمية



الحد الأقصى

نقطة الطلب

الحد الأدنى

المخزون الاحتياطي

الزمن

П 2- التصنيف حسب طبيعة المخزون ( )
П1-2- المواد الخام :
و تشمل المواد الخام و الأجزاء التي يتحتم شراؤها أو تصنيعها لكي تدخل في العملية الصناعية لتحويلها إلى منتوج نهائي.

П2-2- مواد قيد أو تحت التشغيل :
نجد هذا النوع أيضا في المؤسسات الصناعية، وهي المواد التي أجريت عليها عملية أو أكثر و هي بحاجة لعمليات أخرى حتى تصبح كمنتوج نهائي.

П 3-2-الأجزاء و المكونات :


إن المنتوج النهائي هو عبارة عن تجميع لعدة أجزاء رئيسية و لكل جزء منها مكوناته , ففي المؤسسة الصناعية قد يتم الاحتفاظ بمجموعة متكاملة من هذه الأجزاء و المكونات لاستخدامها في تجميع منتجاتها النهائية.

П4-2- مواد الإصلاح و الصيانة :
و هي تضم العدد و الأدوات اليدوية و الميكانيكية المختلفة التي تستخدمها المؤسسة في عمليات الإصلاح و الصيانة كما نجد أيضا ما يسمى بالمواد المساعدة أو مواد التشغيل و التي لا تدخل في تركيب المنتوج النهائي مثل الوقود و الأدوات المكتبية.

П 5-2-مواد التعبئة و التغليف :
تختلف أحجام و أشكال هذه المواد وفقا لطبيعة السلعة التي تعبأ أو تغلف بها و كذلك اعتماد المؤسسة أساليب التسويق الذي يمثل الشكل الخارجي للسلع و المواد.

П6-2- المنتجات النهائية أو التامة الصنع :
نعني بها المواد التامة الصنع تلك المواد و السلع الجاهزة و التي مرت بمختلف أو كل مراحل التصنع لغرض التخزين أو البيع عبر مختلف مراكز التوزيع.

П7-2- المخلفات و المواد غير صالحة الاستعمال :
يتمثل هذا الصنف من المخزون في الفضلات و المهملات الصناعية و المواد التالفة أو المنتجات التي بها عيب ما و كذا بواقي الإنتاج التي ترغب المؤسسة في التخلص منها.

П3- التصنيفات حسب الغرض من المخزون :
П 1-3-مخزون العمل :
يشمل كافة المواد الأساسية لتشغيل النشاط الإنتاجي و في الظروف العادية للتشغيل و التنسيق مع خطط الإنتاج و التسويق و يسمى أيضا بالمخزون الدوري.

П 2-3-مخزون الأمان :
نعني بمخزون الأمان هنا الكميات الإضافية التي تحتفظ بها المؤسسة من أصناف المخزون التي ذكرناها سابقا من أجل مواجهة الظروف الاستثنائية التي قد تواجه المؤسسة , و هذا النوع من المخزون يستخدم كوسيلة لتأمين المؤسسة من حالات زيادة الطلب , الفروق الناتجة عن سوء التقديرات.

П 4- التصنيف حسب طريقة (أ,ب,ج) ,(A,B,C)
يطلق عليها هذا الاسم لأن كل عنصر أو جزء من المخزون يأخذ تسمية هذه الحروف و يأتي ترتيبها حسب أهمية كل عنصر.
-1الفئة أو الأجزاء -أ- :
هي المواد المعتبرة ذات الأهمية البالغة حيث تعطى لها الأولوية في التحرك داخل المخازن و الأقسام التجارية تمثل نسبتها ما بين %5 و%20 من حجم المخزون و تتراوح قيمتها ما بين %20 و %70 من القيمة الإجمالية.



2- الفئة أو الأجزاء -ب- :
و هي لا تتطلب اهتماما كبيرا و لكن مع ذلك تتطلب اهتماما ورعاية أكثر من الأجزاء ج.و يمثل عددها ما بين %20 و%40 من حجم المخزون و تمثل قيمتها ما بين %15 و %20 من القيمة الإجمالية.
-3 الأجزاء أو الفئة-ج- :
هي الأجزاء المتكررة و تمثل ما بين%15 و %60 من حجم المخزون و نسبة صغيرة من قيمته ما بين %5 و %10 . إلا أنها قد تكون ذات لأهمية في الإنتاج و قد يتعطل الإنتاج لغيابها.

П5- التصنيف حسب معدل الدوران :
يتم تصنيف الأجزاء وفقا لمعدل تكرار طلبها و ذلك وفق ما يلي :

-1الأصناف المتكررة :
تكون معدلات شرائها و سحبها من المخزون متكررة خلال العام , و عادة تقع مسؤولية هذه العمليات على عاتق مدير المخازن.

-2الأصناف العادية :
و هي الأصناف التي يكون معدل دورانها عاديا خلال العام و قسم مراقبة المخزون بتحديد طلبيات شرائها.

-3الأصناف البطيئة :
تتميز هذه المواد بنسبة تخزين ضعيفة إذ قد تطلب حسب الحاجة , يتم تحديد هذه الأصناف عن طريق نظام الرقابة على المخزون أثناء عملية الجرد الفعلي خاصة لاتخاذ الإجراءات التسويقية اللازمة أو إجراءات التقدير.

П6- التصنيف حسب مناولة المواد :
يفيد هذا التصنيف في تحديد وسيلة المناولة أو النقل إلى المخازن أو جهات الاستقبال و يتم تصنيفها كما يلي :
• مواد غير مخزنة
• مواد معبأة
• مواد منقولة عبرالأنابيب

П7- التصنيف حسب درجة الخطورة :
تصنف المواد حسب درجة الخطورة أو الاحتياطات التي يجب توفرها أثناء عملية النقل إلى ما يلي :
• مواد قابلة للالتهاب مثل الوقود و مختلف الغازات.
• مواد قابلة للكسر مثل المواد الزجاجية.
• مواد غالية الثمن مثل المعادن النحاسية.
• مواد عمرها الإنتاجي قصير جدا مثل الأغذية (الجبن).




П8- التصنيف حسب طريقة paceto (80/20) :
تقسم هذه الطريقة المواد إلى صنفين :

القسم الأول :
يمثل 20% من المواد و التي تكون قيمتها في المخزن 80% و تمثل تلك المواد التي يتم استهلاكها و استعمالها بنسبة 80% أي ( العدد 20 القيمة 80 ). تقوم المؤسسة بمتابعتها و توجيه عناية و اهتمام خاص بها.

القسم الثاني :
يمثل 80% من المواد التي قيمتها20% و تمثل المواد التي لا يمكن استعمالها بكميات كبيرة أي ( العدد 80 القيمة 20 ) , تقوم المؤسسة بتسييرها بصفة إجمالية بحيث تقوم بطلبية واحدة لتغطية احتياجات السنة المقبلة مع هامش أمان يعادل 20% إلى 80% من القيمة الإجمالية.

و سنجسد ذلك في الشكل І-2 كما يلي :
التمثيل البياني لطريقة (80/20)
قيمة الاستهلاك السنوي



% 20 % 20


% 80 % 80





الكمية

% 80 % 20

П9- تصنيفات أخرى :
توجد تقسيمات أخرى نلخص أهمها في ما يلي :

-1حسب حجم المواد المخزنة :
و نميز ضمن هذا المعيار ما يلي :
• مواد مخزنة كبيرة الحجم : تمثل المعدات و الناقلات الكبيرة و الضخمة , و قطع الغيار ذات الحجم الكبير
• مواد مخزنة متوسطة الحجم : و تمثل الأدوات كالمطارق و العدد و مختلف الحوامل.
• مواد مخزنة صغيرة الحجم : و هي مجموع الأجزاء التي تصمم خصيصا لتثبيت المواد و حملها أو التركيب أو تجميع الآلات.

-2حسب درجة الاسترجاع :
• مواد مسترجعة : وهي تمثل مواد التغليف المسترجعة ,كالصناديق , والقارورات... الخ
• مواد غير مسترجعة : و هي تمثل مواد التغليف المتلفة من ورق و مواد الاسترجاع كالبلاستيك.
• مواد تحت التشغيل : أجزاء غير كاملة تنتظر عملية المعالجة أو التوظيف أو عمليات أخرى

.
-3حسب المخطط المحاسبي الوطني(1) :
إن التصنيف حسب هذا المعيار يمكننا من الكشف عن عدة جوانب اقتصادية و تسييرية بالمؤسسة لكون أن المخزونات تنقسم حسب هذا الأخير إلى :

-1البضاعة :
و هي عبارة عن العناصر المادية من الأشياء التي يتم الحصول عليها من عملية الشراء بغرض إعادة بيعها على نفس شكلها المادي الأساسي , فهي لا تخضع لتحويلات مثلما في العملية الإنتاجي.

-2المواد و اللوازم :
و نميزها في قسمين

أ- المواد الأولية :
و هي المواد الخام أو المحولة من قبل و المحصل عليها من طرف المؤسسة بغرض توجيهها إلى التحويل , و للحصول على إنتاج تام أو نصف تام أو جاري.

ب- المواد المستهلكة :
و هي الأشياء و المواد التي قد تكون المحولة جزئيا أو كليا تساهم في عملية المعالجة أو تحويل أو إنتاج منتوج معين بطريقة غير مباشرة.

-3المنتجات قيد التنفيذ :
و هي منتجات مازالت تحت الإنجاز و لم تصل إلى درجة التحويل المحددة في انتظار إنهاء التحويل , قد تكون أقل من منتجات نصف مصنعة أو أكثر منها تحويلا.

-4المنتجات نصف المصنعة :
و هي المنتجات التي وصلت مرحلة من التحويل لا يمكن أن تباع عليها , و إنما تنتظر عملية تحويل أخرى حتى تعطي منتوجا قابلا للبيع أو الاستعمال الداخلي.

-5المنتوجات التامة :
و هي العناصر التي تمت عملية إنتاجها كليا , و هي في انتظار البيع أو الاستعمال الداخلي للمؤسسة.






(1) – ناصر دادي عدون، إقتصاد المؤسسة ، مرجع سبق ذكره، ص201،200

6-المهملات و النفايات :
و هي مجموعة البقايا الناتجة عن عملية تحويل أو معالجة المنتجات التامة أو النصف مصنعة , بحيث أن هذه العناصر ليست موجهة للاستعمال العادي بل سوف تصرف أو تستعمل حسب حاجة المؤسسة إليها , و هي العنصر الوحيد من المخزونات التي لا يمكن أن تكون له مؤونة تدني المخزونات.

Ш- مستويات المخزون :
هناك ثلاث مستويات من المخزون:

-1الحد الأعلى للمخزون :
و هو الحد الذي لا يجب على المخزونات تجاوزه، و إذا حدثت زيادة على الحد الأقصى تكون لذلك انعكاسات تتمثل فيما يلي :
• تزايد أخطار التلف بتزايد الكميات المخزنة
• تعطيل رأس المال المستثمر في المخزون الذي كان من الأحسن استثماره في مجالات أخرى.
• زيادة تكاليف المخزون.

-2الحد الأدنى للمخزون :
الحد الأدنى للمخزون هو المستوى اللازم للاحتفاظ بالمخزون لمواجهة الطوارئ الناتجة عن احتمال وجود طلبات إضافية طارئة تكون أكبر من الاستخدام العادي , و هو المستوى الذي لا يجب النزول عنه.
-3نقطة إعادة الطلب "حد الطلب":
إن تحديد هذا المستوى يسمح للمؤسسة بإعادة التموين لمخزوناتها تجنب تجنبا لخطر انقطاع المخزون مما ينشأ عنه تنظيم يسمح بالتعرف على معدل استخدام المواد من المخزونات و تحديد فترة استلام طلب المورد.


المطلب الثاني : أسباب و أهمية و أهداف المخزون :
في هذا المطلب أردنا التعرف على أسبابا التخزين و أهميته, و التطرق بعد ذلك إلى أهداف هذه الوظيفة .

І- أسباب التخزين:
يمكن من خلال ذكر هذه الأسباب الكشف عن الضرورة الحتمية التي تجعل من المؤسسة ليست في حاجة إلى التخزين فقط ، بل تجد نفسها مجبرة و مضطرة في كثير من الأحيان إلى اللجوء إليه ، و من الأسباب التي تجعل المخزون ضروريا ما سيتم التطرق إليه في للنقاط الآتية :

-1وقوع اضطرابات و تذبذبات في سوق المواد و السلع التي تستعملها المؤسسة :
وهذه الاضطرابات و التذبذبات منها ما هو متوقع أو غير متوقع.
و من الأسباب التي تحدث اضطرابات في سيولة المواد في السوق نجد : اضطرابات النقل، سوء التسيير لدورات الإنتاج ، مشاكل مالية تطرأ على المؤسسات و غيرها.

-2وجود مواد أو سلع مرتبطة بالموسمية :
مثل المنتوجات الزراعية بالنسبة للمواد أو نفس المنتوجات إن اعتبرت كمنتوجات تقدم إلى السوق الاستهلاكية خلال مختلف فترات السنة, فعلى المؤسسة حفظها و تخزينها بالطرق الملائمة لبيعها في الأوقات

المناسبة و حسب طلب السوق.

3-عدم تناسب وتيرة الإنتاج مع وتيرة الشراء أو البيع :
و هنا نتكلم عن الطاقة الإنتاجية حسب فترات نشاط المؤسسة من جهة، وبفترات أو برنامج المبيعات و الشراء من جهة أخرى، فلا تستطيع المؤسسة في أحيان كثيرة أن تطابق بشكل تام بين برنامج بيعها الذي يرتبط بالسوق، و يتحدد به مع برنامج إنتاجها الذي يرتبط بالطاقة الإنتاجية لها، و بظروفها و إمكانياتها الداخلية ، فهي تعتمد على توفير مخزونا من المنتوج يغطي الطلب للبيع في الفترات التي تناسب فيها كمية الإنتاج مع هذا الطلب.

-4أغراض المنافسة :
توفير مخزون من المنتجات الموجهة إلى البيع بقصد التأثير على السوق و منافسة المنتجين أو المؤسسات الأخرى في نفس السوق، و ذلك بانتظار الفرص الملائمة للدخول بكميات كبيرة، و بأسعار ملائمة لكسر المنافسين أو التأثير على قدراتهم و هذا يعود إلى إستراتيجية المؤسسة من جهة، و إلى الظروف المتوفرة من تكاليف الإنتاج و المواد المستعملة، و كذا تكاليف التخزين مع إمكانية استرجاعها من جهة أخرى.

П- أهمية وظيفة التخزين :
إن لوظيفة التخزين أهمية كبرى في أية مؤسسة, بحيث يرى البعض أن الوضع المثالي هو ألا تكون هناك مخازن بل يكون الشراء في المطلوب و تصل المواد في الوقت المحدد، و من هنا يمكن تلخيص هذه الأهمية في النقاط الآتية :
• ضمان استمرار العملية الإنتاجية،أي تفادي حدوث انقطاعات في توفير المواد الأولية و مستلزمات التشغيل.

• ملاحظة حركة الأصناف الراكدة و البطيئة التصريف، حيث تجعل معدل الدوران في الحدود المناسبة.
• تفادي أو التقليص إلى أدنى حد ممكن من الخسائر في المخزون السلعي بسبب التقادم و التلف و أخطار الجهات المسؤولة عن الفائض، و الأصناف المتآكلة حتى تعمل على التخلص منها و بيعها.
• تعمل وظيفة التخزين على مساعدة إدارة المشتريات في الاحتفاظ بسجلات صحية للرقابة على المخزون السلعي، و تقديم النصائح فيما يتعلق بشراء الأجزاء و المواد و السلع للمحافظة على المستويات الصحية للمخزون.
• الاستفادة من تقلبات الأسعار, و اكتساب بعض المواد منفعة ذاتية من عملية التخزين مثل صناعة الجبن و المشروبات.

Ш- أهداف التخزين :
إن الهدف الأساسي لوظيفة التخزين هو تقديم الخدمة اللازمة لنشاط التشغيل في المؤسسة أو أجهزة الخدمات و يعتبر ضروري في تأمين الاحتياجات دوما و يمكن تلخيص هذه الأهداف كما يلي :
• ضمان وتأمين انسياب متوازن من الخدمات و الأجزاء ة المعدات و الأدوات و غيرها من مستلزمات التشغيل.
• توفير ما يلزم من مستلزمات الصيانة و الإصلاح و قطع الغيار .
• استلام المنتجات تامة الصنع و صرفها.
• المحافظة على المواد الخام و المنتجة بحالة سليمة بعيدا عن التلف أو الخراب و التغيير في خواصها , و كذلك تنظيم تداولها بشكل سهل.
• توفير المواد عند الحاجة إليها ضمن شروط و مواصفات التصنيع كما و نوعا و كذلك توفيرها من أجل

تزويد الأقسام المختلفة في المصنع أو السوق المحلي أو الشركات الأخرى بطريقة سريعة و تكاليف قليلة.

المطلب الثالث : علاقة إدارة المخازن بالإدارات الأخرى :
І -علاقة إدارة المخازن بإدارة الشراء :
كثيرا ما يتم جمع الإدارتين في إدارة واحدة بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بينهما و ذلك على أساس ما يلي :
• إن إدارة الشراء لا يمكنها تنفيذ الشراء إلا إذا ما تحققت لديها و من خلال اتصالاتها بإدارة المخازن عدم توفر المواد.
• كما أن إدارة الشراء هي التي ترسل أوامر الشراء لابد أن تخبر إدارة المخازن بذلك لتكون على استعداد للاستلام.
• كما لابد أن تحيط إدارة الشراء إدارة المخازن بأحوال و ظروف التخزين قبل وصول الشحنة لذلك من تأثير في المحافظة على جودة البضاعة, و ذلك لكي يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة للمحافظة على المواد , و لتجنب توقف الإنتاج
• تقوم الإدارتين بعمليات التدقيق في الحسابات الخاصة بالفواتير و الطلبيات الطارئة و التصرف بالمواد الراكدة و الفائضة.

П- علاقة إدارة المخازن بإدارة الإنتاج :
تعتبر إدارة الإنتاج العمل الرئيسي لإدارة التخزين حيث أن هناك علاقة مباشرة بينهما و تقوم هذه العلاقة على عدة اعتبارات يتمثل أهمها فيما يلي :
• توفر إدارة المخازن السبل من المواد الأولية لاستمرار الإنتاج إلى جانب توفر الآلات و أدوات و قطع الغيار و متطلبات الصيانة.
• كما أن إدارة المخازن هي الملاذ الأخير لفضلات الإنتاج و مخلفاته من العادم و التالف.
• كما تقوم إدارة الإنتاج باتصالاتها بإدارة المخازن للتعرف على موجوداتها من المواد و مدى التزام المورد في توريد المواد و حالتها و مقاديرها و جودتها , و من المألوف أن تقدم إدارة المخازن بإعلام إدارة الإنتاج بأحوال التوريد من استلام و نتائج الفحص و التفتيش.

Ш -علاقة وظيفة التخزين بإدارة التصميم و الهندسة :
إن إدارة المخازن ترتبط بعلاقات تنسيقية مع إدارة الهندسة , كون إدارة الهندسة هي الإدارة المسؤولة عن تصميم السلعة , و يمكن توضيح العلاقة التنسيقية ما بين إدارة المخازن و الإدارة الهندسية من خلال ما يلي :
-1 الحاجة لتبادل المعلومات عن فائض المخزونات و مواصفاته و الأنماط المستخدمة و كذلك الأصناف التي أصبحت متقادمة.
-2وضع الترتيبات للتأكد من وجود تعديلات أو طرق الاستخدام في العملية الإنتاجية قبل إدخال أي تصميم جديد.

-3 الإبلاغ عن المواد الخاصة بالتصميم القديم حتى يمكن فادي التقادم.
-4استشارة إدارة التصميم و الهندسة عندما يتم إدراج بعض الأصناف المتقادمة للتخلص منها.د






4- علاقة إدارة المخازن بإدارة الفحص :
على كل الإدارات أن تقدم المساعدة و العون لمصلحة الفحص (التفتيش) و ذلك عن طريق تقديم المعلومات و الخدمات.
و من الضروري إقامة علاقة جيدة بين الإدارتين و تكمن هذه العلاقة في :
• توفير التسهيلات للفنيين المختصين بالتفتيش و ضمان بلوغ فحص كل الأصناف.
• قيام رجال التخزين بحجز البضائع الواردة و تقديم عينات منها لفحصها.
• تساعد إدارة المخازن على إدارة السلع المرفوضة من طرف إدارة التفتيش إلى الموردين.

5- علاقة إدارة المخازن بإدارة الصيانة :
تقوم إدارة المخازن بتقديم المخازن في ين الحاجة إليها و ذلك عند الطلب, أما إدارة الصيانة فتقوم بإعداد جدولا زمنيا تفصيليا يتضمن مواعيد الصيانة الدورية للتجهيزات الآلية و ذلك قبل فترة من الزمن و هذا قصد تسهيل العمل على إدارة المخازن و حتى تكون جاهزة لتلبية احتياجات الصيانة في الوقت المناسب.

6- علاقة إدارة التخزين بإدارة النقل :
إن المهمة الأساسية لإدارة النقل هي نقل المواد و السلع من المخازن و إليها و في بعض الحالات قد يعهد إلى إدارة المخازن بمسؤولية النقل و لكن عندما تكون هناك إدارة مستقلة فمن الضروري أن يعمل كلاهما بطريقة منسجمة فتقوم وظيفة التخزين بتوفير المعلومات التفصيلية عن الشخص و مناطق التحميل و مناطق التفريغ كما تقوم وظيفة النقل بتوفير المعدات اللازمة لذلك مثل الشاحنات و الناقلات و غيرها.

7-علاقة إدارة المخازن بإدارة التمويل :
هناك تبادل مستمر للمعلومات بين إدارة المخازن و الإدارة المالية حيث تعطي هذه المعلومات التفاصيل اللازمة للتحقق من القيود الدفترية للموجودات من الفواتير, و بطاقات المخزون و تقوم الإدارة المالية في العادة بإرسال قوائم مالية دورية إلى المخازن توضح تكلفة عمليات التخزين.

8- علاقة إدارة المخازن بإدارة المبيعات :
إن علاقة إدارة التخزين بإدارة المبيعات هي علاقة خاصة بتقدير المبيعات و دراسة السوق حتى تتوفر لها المنتجات بالكمية المناسبة و في الوقت المناسب, فإدارة المبيعات تقوم بتسويق المنتوجات الموجودة بالمخازن و وظيفة التخزين تعتبر ممون بالنسبة لإدارة المبيعات.

9- علاقة إدارة المخازن بإدارة التجارة :
إن المؤسسات التجارية تعتبر وظيفة التجارة المؤشر الأول بكل ما يخص المعلومات الخاصة بالطلبيات فمن الضروري أن تكون على علم دائم و بصفة مستمرة بكل التغيرات التي قد تطرأ في شروط المورد , و خاصة بأحوال المخزون المتمثل في السلع الجاهزة الموجهة للبيع, فينتظر من هذه الوظيفة تقديم كل المعلومات الخاصة بأهداف التسويق و استراتيجياتها التجارية , التوسع في الأسواق, عقد الصفقات مع كبار الزبائن, الحملات الإشهارية.

فكل هذه المعلومات تعطي لوظيفة التخزين القدرة على التنبؤ بالمخاطر التي قد تواجه التخزين, و بذلك يمكن اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي هذه المخاطر.



المبحث الثاني : أنشطة و تصميم المخازن :
سنحاول خلال هذا المبحث التطرق إلى مطلبين حيث سنتناول في المطلب الأول أنشطة و إجراءات التخزين و في المطلب الثاني سنتطرق إلى موقع و تصميم المخازن و تخطيطها.

المطلب الأول : أنشطة و إجراءات وظيفة التخزين :
І- أنشطة وظيفة التخزين :
باعتبار الهدف الرئيسي لوظيفة التخزين هو التركيز على عنصر الخدمة، بحيث لابد أن يتم تحقيق هذا الهدف بطريقة اقتصادية.
و من أهم الاعتبارات في هذا المجال هو الاحتفاظ بقيمة المخزون في المخازن عند أدنى حد يمكن حتى يمكن تخفيض التكاليف إلى حدها الأدنى، و حتى نتمكن من تحقيق ذلك يجب جهد و إعطاء العناية للتشغيل ، و إدارة التخزين تضمن التعاون ، و من أنشطتها ما يلي :

І1- التمييز :
تشير هذه المسؤولية إلى العملية التي تستخدم التعريف ووصف الأصناف المكونة للمخزون و تتمثل في إعداد فهرس الأصناف أو قاموس لتمييزها , و يتطلب ذلك استخدام مستويات التخطيط.

І2- الاستلام :
هو العملية التي يتم من خلالها قبول المواد و الأجزاء التي تستخدمها المؤسسة.

І3- التفتيش :
هو عملية فحص ما تم استقباله من مواد للتحقق من جودتها (لها قسم خاص بها غالبا).

І4- الإصدار والإرسال :
تكمن في عملية استلام الطلبات, واختيار الأصناف المطلوبة , و مناولتها حتى تصل إلى مستخدميها , و تضم عمليات التغليف و شحن البضائع.
І5- سجلات المخزون :
و تعبر عن تلك المستندات التي يسجل فيها المخزون يوم بيوم مع كل البيانات.

І6- الرقابة على المخزون

І7- جرد المخزون :
هي العملية التي يتم من خلالها التحقق من كمية المخزون في المخازن.

І8- المحافظة على المخزون :
و هو عملية المحافظة على المواد لحين طلبها.

П إجراءات التخزين : و يمكن عرضها فيما يلي:
П1- إجراءات الاستلام :
- و نجدها تتضمن كل من:


П1-1- إجراءات الاستلام من الموردين الخارجين : و تتمثل فيما يلي :

قيادة إدارة المشتريات بتعريف أنواع البضاعة و المواد المشتراة, و تحديد وقت الاستلام حتى يكون أمين المخازن على علم مسبق بما يجري

П2-1- إشعار من المورد : و تتلخص في النقطتين التاليتين :
• إرسال وثيقة إلى العميل "الزبون" تتضمن وصف البضاعة المرسلة و كمياتها و طريقة النقل و الشحن , تفاصيل الشحن و الاستلام , إسم و عنوان الناقل...الخ, و غيرها .
• تحديد الوقت و تخصيص المساحات الكافية للبضائع و المواد المنتظرة من المورد قبل وصول الوثيقة إلى المتعامل " الزبون".

П 3-1-مراجعة الكمية : و يقوم بهذه العملية أمين المخازن التي تتمثل مهامه فيما يلي :

• قبل الاستلام للبضاعة يجب أن يتأكد أمين المخازن من مطابقة الوثيقة المرسلة من طرف المورد و صورة أمر الشراء , للتأكد من عدم وجود اختلاف.
• عند الاستلام يتأكد أمين المخازن من الكمية و الجودة حسب ما تم الاتفاق عليه.
• في حالة استلام كمية أقل أو تلف أو كسر يجب إخبار الناقل أو المورد في الحال عن ذلك.

П4-1- سجلات البضاعة الواردة :
و يتمثل هذا الإجراء في الاحتفاظ بسجلات البضاعة التي تتضمن كل من التاريخ , إسم الشاحن , طريقة النقل وصف سريع عن البضاعة.و الغرض من هذا هو التأكد من عدم إهمال الشحنة , مع المراجعة من حين لآخر.

П5-1- محضر الاستلام و الفحص :
و تقوم به لجنة خاصة في المخازن و يذكر في هذا المحضر المعلومات الآتية : تاريخ الاستلام, إسم المورد, إسم الشاحن, رقم أمر الشراء, مواصفة المواد, طريقة النقل, الوحدات التالفة أو الناقصة, الكميات الزائدة عن الكميات المطلوبة, توقيع الأمين.

** بعض الحالات الخاصة :
• تقرير عن الوحدات التالفة أو الناقصة : في حالة وصول البضاعة تالفة أو ناقصة
• تحويل المواد من المخازن الفرعية إلى المركزية و العكس.
• إرجاع البضاعة من إدارة الإنتاج أو الإدارات الأخرى : و هي صورة من صور استلام البضاعة في المخزن , و تتمثل في الوحدات الفائضة عن الحاجة.

П-2 إجراءات الصرف :
تنطوي خدمات المخازن على صرف المواد و البضائع من المخازن إلى طالبيها هناك خمسة اعتبارات يجب على إدارة المخازن أن توليها اهتماما خاصا و هي :



П1-2- سلطة صرف المواد من المخازن :
و يجب تحديد التي لها حق تحريك تريك المخزون.

П2--2 التحقق من الحاجة :
وتعتمد أساسا على خبرة أمين المخازن , و إلمامه بكل أنواع المواد.

П2--3 توقيت الصرف :
حيث يلعب هذا الأخير دورا هاما في عدم حدوث تعطل و توقيف العملية الإنتاجية.

П 4-2- طرق الصرف :
يؤدي تنظيم طرق صرف المواد إلى ضمان تلبية الحاجيات المطلوبة في الوقت المناسب.
و نميز في هذه الطرق ما يلي :
• الصرف عند الطلب : و يكون عند الطلب عن طريق الصرف.
• الصرف حسب جداول الإنتاج : و يتم الصرف بصفة دورية.
• الصرف من المخازن إلى خارج المؤسسة :


المطلب الثاني : موقع و تصميم و دليل تخطيط المخازن :
المقصود بتصميم المخازن هو عملية تحديد مواقع التخزين داخل المخازن بالإضافة إلى مواقع الوحدات الإدارية و الخدمية لهذه المخازن.
و بهذا الخصوص لا يوجد نظام واحد ممكن أن يكون ملائما لجميع الحالات.
إلا أنه من الناحية الثانية توجد العديد من الأنظمة الأساسية التي يمكن استخدامها في تصميم المخازن و إن استخدام أي من هذه الأنظمة أو مزيجا منها يعتمد على نمط المواد و السلع المراد خزنها و كذلك نمط تسهيلات أنظمة المناولة و التخزين اللازمة بالإضافة إلى حجم المخرجات و الطلبيات.

-I موقع وتصميم المخازن :
1-I الأنظمة الأساسية المستخدمة في تصميم مواقع المخزون.
1-1-I التجميع الوظيفي للمفردات " الوحدات" :
و هو يعبر عن تجميع الوحدات المتشابهة من حيث وظيفتها كوضع جميع المفردات الثقيلة كالأجهزة و المعدات في نفس المكان.

2-I-1 تجميع الوحدات السريعة الحركة :
تؤدي عملية ترتيب و خزن الوحدات السريعة الحركة بالقرب من مناطق الاستلام و الشحن إلى تقليل العمل. و العكس صحيح.

3-I-1 تجميع المفردات المتناظرة ماديا :
تتطلب الوحدات المتناظرة ماديا مناطق و ظروف خاصة لتخزينها بالإضافة إلى أنظمة مناولة متخصصة, و تتطلب عملية تخزين المفردات الصغيرة المعبأة على الرفوف و الحاويات الصغيرة لتخزينها في حين أن الوحدات الثقيلة كالإطارات و البراميل حيث تتطلب إلى معدات مناولة. أي كل شيء حسب حاجة تخزينه.

І4-1- تخصيص مواقع تخزين منفصلة على مخزون الأمان و المخزون الجاري :
من الطبيعي تخزين أو وضع كميات صغيرة من المخزون الجاري " و هو المخزون الذي يتم منه السحب " في مواقع قريبة من مساحة الاستلام و الشحن. و بالمقابل يجري وضع مخزون الأمان الذي يستخدم في تعزيز " أو تمويل " المخزون الجاري في مواقع أخرى و تسمح هذه الأنظمة باستلام و تهيئة الطلبيات في المنطقة المحددة و كذلك تأمين المخزون الجاري بكميات " أي ليس كوحدات منفردة " مرتبة في المنصات أو الحاويات.
و عند إعداد تصميم المخازن لابد أولا من المعرفة الجيدة بخصائص المواد و السلع التي سيتم خزنها فيها بالإضافة إلى كميات كل منها.


П- دليل وتخطيط المخزون :
П 1- دليل تخطيط المخزون :
من البديهي أنه للتعرف على أي صنف من أصناف المخزون يتوجب القيام بوصفها , و لكن هذه الطريقة تعتبر غير عملية فقد تستخدم عدة تسميات لوصف نفس الصنف.
كما أن هناك طرق أخرى تستوجب استخدام وصف مطول يحتوي على تفصيلات دقيقة للصنف.
لكن رغم كل هذا لا يمكن الإحاطة بكل المواصفات الخاصة بالأصناف المتشابهة لحد كبير. و من هنا وجب وضع أسس منطقية لإثبات الخصائص المميزة لكل صنف من أصناف المخزون. بحيث تكون دقيقة و في نفس الوقت ليست معقدة , و يتم هذا باستخدام حروف أو أرقام أو كلاهما.

П 1-1- رموز الدليل :
تعتمد الرموز المستخدمة لتعريف أصناف المخزون على الحروف الهجائية و كذا الرموز الرقمية , و على سبيل المثال فيما يخص الحروف الهجائية يمكن أن نرمز إلى الحديد و الصلب بالحرفين " ح.ص".
و الجدير بالذكر أن لهذا النظام تطبيق محدود في المؤسسات التي تستخدم عددا كبيرا من مفردات المخزون, لأنه و في مثل هذه الحلة نجد أن تكرار معاني الرموز يميل بسرعة إلى خلق العقوبات أمام تطبيق هذا النظام فنلجأ إلى استخدام الرموز الرقمية حيث يتعين تقسيم هذه الأرقام إلى مجموعات من رقمين أو ثلاثة أرقام.

П 2-1- مزايا دليل المخزون :
حيث يمكن حصرها في مجموعة النقاط الآتية :
• يساعد على وضع الأسس لعمليات الشراء الفعالة و تبسيط عمليات التسجيل الآلي.
• يستخدم كأساس للرقابة المحاسبية للمخزون و الرقابة المركزية للمخازن الفرعية.
• يستخدم لتحديد موقع المخازن.

П- 2 تخطيط المخازن :
تتأثر عملية تخطيط المخازن بوظيفة المخزون , و كذلك بوظيفة التوزيع، فمثلا : يتصف نشاط المخزون عادة بمعدلات متدنية من دوران المخزون من وجهة نظر تعظيم و استفادة أو الانتفاع من طاقة حجم المشروع ،
في حين أن النشاط الموجه للتوزيع يهدف إلى تعظيم المخرجات بدلا من تعظيم طاقة الخزن و مفهوم المخرجات هنا يعني وحدة قياس إنتاجية المخازن، أي أنه المقياس الذي يظهر كميات المواد و السلع التي تمر من خلال المخزن خلال فترة زمنية معينة.


أما العوامل التي تأخذ بعين الاعتبار عند تخطيط المخازن فهي
العلاقة التبادلية و الموازنة ما بين المساحة و العمالة الممكنة ، و هذا يعني تحديد كميات المواد و السلع من حيث حركتها " أي سريعة الحركة و متوسطة الحركة و بطيئة الحركة " بالإضافة إلى معدات المناولة المراد استخدامها من حيث الآلية و الشكل و الحركية ، و جميع هذه الأمور تؤثر على مساحة المخازن, و من أهم هذه العوامل :
• المواقع الثابتة مقابل المواقع المتغيرة لخزن المواد و السلع.
• الخزن العمودي مقابل الخزن الأفقي.
• الطلبيات مقابل وظائف تعزيز المخزون.
• تصميم ذو رصيفين مقابل تصميم النظام ذو الرصيف الواحد , أي رصيف واحد للاستلام و آخر للشحن مقبل تصميم النظام ذو الرصيف الواحد لكل من الاستلام و الشحن.
• ماكن للرفوف مقابل أماكن للحزم, لأن الأولى تؤدي إلى زيادة مساحة المخزن و انخفاض طاقته, في حين أن الثانية تؤدي إلى خفض مساحة المخزن و زيادة طاقته.
• كثافة العمالة مقابل كثافة معدات مناولة متطورة.
• ملكية خاصة مقابل أماكن في المستودعات العامة.


المبحث الثالث : تكاليف التخزين
من خلال هذا المبحث نتطرق إلى أهم تكاليف التخزين و التي يتم سردها في مطلبين سنتناول في الأول تكلفتي أمر الشراء و الاحتفاظ بالمخزون أما في الثاني نتطرق إلى تكلفة نفاذ المخزون.

المطلب الأول : تكلفتي أمر بالشراء و الاحتفاظ بالمخزون
І- تكلفة أمر بالشراء :
І 1- تعريف :
المقصود بتكلفة الشراء ordening cost هي تلك التكلفة التي تتعلق بطلب الشراء " شراء المخزون " و نفقات استلامه , و تشمل تكلفة الشراء : كلفة تثبيت الطلبات و إصدار أمر الشراء , و الشحن و الفحص و التأمين و الاستلام , و يجري حساب هذه التكلفة على أساس القيمة النقدية مقسوما على أمر الشراء الواحد.
كما يمكن اعتبار قيمة الخصم في حالة الشراء بكميات كبيرة من المواد تستفيد المؤسسة من تخفيض في سعر الوحدة الواحدة بينما في حالة الشراء بكميات صغيرة يكون العكس.
و يمكن اعتبار فارق سعر الوحدة الواحدة بين الحالة الأولى و الحالة الثانية كتكلفة إضافية.
І2- تطبيق :
بغرض الإيضاح سنعرض فيما هو آت مثالا تطبيقيا لما تم تقديمه أعلى , نفترض بأن تكلفة إطلاق " أو إصدار" أمر الشراء تبلغ(100) دينار و تبلغ تكلفة شراء المفردة للوحدة من السلعة (5) دينار, عند إذن فإن دالة تكلفة الشراء في مثل هذه الحالة تكون :
تكلفة الشراء = تكلفة إصدار أمر الشراء [ (سعر الوحدة) (كمية الشراء)]
(cp*Q) = c0

/ c0: تكلفة إصدار أمر الشراء
cp : تكلفة (أو سعر) شراء المفردة للوحدة الواحدة من السلعة (دينار/الوحدة)
Q : كمية المفردات المشتريات (وحدة)
إذن : تكلفة الشراء تكون :
تكلفة الشراء = 100+(Q*5)

و إن القيمة الثابتة لإصدار أمر الشراء و البالغة (10) دينار لا تعتمد على الكمية المراد شراءها بموجب هذا الأمر (أو الشراء) لأنها تمثل عادة نفقات الأعمال الورقية أو المكتبية و الإدارية في دائرة المشتريات , و بالنسبة لتكلفة إصدار أمر الإنتاج في المنظمات الصناعية, فإنها تشمل على تكلفة التهيئة و نصب الماكينة.


І3- تكلفة التهيئة و النصب :
و تعني تكلفة تحويل و تهيئة و نصب الماكينة و التحويل من تصنيع منتج معين إلى منتج آخر, و بموجب هذه العملية فإن الماكينة تكون متوقفة عن العمل خلال عملية التحويل و التهيئة بالإضافة إلى تكلفة الفنيين الذين يقومون بذلك العمل كما،
و أن المخرجات التي يتم الحصول عليها بعد عملية التحويل تكون في بدايتها تجريبية , أي من الممكن أن تكون بدايات هذه المخرجات متضررة أو تالفة مما يؤدي إلى ظهور تكاليف جديدة تضاف إلى تكلفة التهيئة و النصب.
لدينا :
تكلفة التصنيع = تكلفة التهيئة و النصب + حاصل ضرب تكلفة تصنيع المفردة الواحدة مضروبا في الكمية المنتجة.

ct= cs +(cm*Qp)
ct : التكلفة الكلية لتصنيع أمر الإنتاج.
cs : تكلفة التهيئة و النصب.
Cm : تصنيع المفردة المنتجة.
Qp : كمية الإنتاج.

П- تكلفة الاحتفاظ بالمخزون :
П 1- تعريف :
المقصود بتكلفة الاحتفاظ بالمخزون ، و هي تلك الكلف التي تتعامل بالمفردات المادية المخزونة في المستودعات أو المخازن ، و تشتمل هذه الكلف على العناصر المختلفة ذات الصلة بالمخزون منذ دخول إليها و حتى صرفه إلى جهات الاستخدام.
في حين تمثل هذه التكلفة نسبة لا يستهان بها من مجموع التكاليف الكلية للمؤسسة , خاصة المؤسسات الصناعية.
و تتضمن هذه الأخيرة : نسبة الفائدة المصرفية على القروض و العوائد و كلف التأمين و الضرائب و الإندثارات و التقادم , كلف الفرصة البديلة المتعلقة باستثمار الأموال في المخزون بدلا من استثمارها في المشاريع الأخرى , و تحتسب هذه التكلفة على أساس تكلفة الاحتفاظ بالمفردات المخزنة بالسنة.

و تحسب تكلفة الاحتفاظ بالمخزون كالآتي :
CH=CV*R
حيث :

CH : تكلفة الاحتفاظ بالمخزون.
CV : متوسط تكلفة المخزون الكلية.
R : النسبة المئوية لتكلفة نفقات عناصر الاحتفاظ بالمخزون (%).
و أن
R=∑RI

RI : النسبة المئوية لنفقات التكلفة المذكورة في أعلاه.

П- المكونات :
وتشمل تكاليف الاحتفاظ بالمخزون على مجموعة من التكاليف الأخرى و التي سنوضحها فما يلي :

П1- تكلفة الأموال المستثمرة في المخزون :
و تحسب على أساس معدل الفائدة على الأموال المقترضة للاستثمار في المخزون أو على أساس تكلفة الفرصة البديلة و التي تعني العائد الذي يمكن الحصول عليه من استثمار بديل.

П- 2 تكلفة نظام التخزين :
و تشمل تكلفة أماكن التخزين حيث يمثل هذا العنصر من التكاليف وزنا رئيسيا في قرارات التخزين, و تحسب هذه التكلفة على أساس سعر الإيجار.

П- 3تكلفة الفساد و التلف :
يمكن أن تتعرض بعض الأصناف المخزونة للتلف و الفساد نظرا لمرور الوقت أي مدة صلاحية هذه الأصناف أو لظروف الحفظ السيئة داخل المخازن حيث يتم في نهاية المطاف التخلص من هذه الأصناف بدون مقابل و في أحسن الأحوال يتم التخلص منها مقابل أسعار منخفضة تكون في الغالب أقل من قيمتها الحقيقية.

П- 4 تكلفة التأمين :
عند وضع سياسات التخزين جب الأخذ بعين الاعتبار نظام التأمين و شكله أي هل يكون بأقساط ثابتة أو بأقساط متغيرة بحسب كمية المخزون .

П- 5 تكلفة فائض المخزون :
تتعرض المؤسسة في حال بقاء كمية من الأصناف بدون تصرف رغم انتهاء الطلب عليها أو على الأقل عدم إمكانية تصريفها عند مستويات الأسعار العادية إلى تحمل تكاليف كبيرة , و هذا نتيجة عامل التقادم وفق الصلاحية.



المطلب الثاني : كلفة نفاذ المخزون

المقصود بكلفة نفاذ المخزون هي تلك التكلفة أو الكلفة الناجمة عن الحالات التي يزيد فيها الطلب على الكمية المخزونة الفعلية في المستودعات أو المخازن،
و تشمل هذه الكلف على تكلفة فقدان فرصة البيع " فقدان العائد المتوقع من عملية البيع" و تكلفة فقدان الزبون "أو الزبائن" بالإضافة إلى الغرامات التي تدفعها المنظمة بموجب الإخلال بالعقود المبرمة
و أن مقدار كلف النفاذ تعتمد على الوسيلة التي تستخدمها المنظمة في التعامل مع هذا النوع من الكلف إذ يتم :
1- دراسة التكلفة التي تظهر نتيجة لكون المخزون يخضع لحالة الطلب المرتد أو المسترجع
order bak
• من الناحية النظرية فإن الكميات التي تتعلق بالطلبات المرتدة يجري تلبيتها حالما يتوفر المحزون
• من الناحية العلمية يصعب تحديد تكلفة الطلب المرتد
• من الممكن أن تشمل تكلفة الطلب المرتد على تكلفة الزمن الإضافي و كذلك المكتبة الخاصة و الكلف الإضافية الناجمة عن النقل , و إن مثل هذه النفقات يصعب تحديدها .
• الجزء الأكبر من تكلفة الطلب المرتد الأساسية تكمن في تكلفة فقدان الزبون و تغير رغبته في التعامل مع المنظمة.
و كثيرا ما يصعب تحديد و قياس هذه التكلفة لأنها تمثل القسم الأكبر من التكلفة هو فقدان المبيعات المستقبلة.

2- تعتمد تكلفة نفاذ المخزون أيضا على حجم النقيصة ( أي مقدار الكمية الناقصة) و الفترة الزمنية التي تستغرقها عملية توريد الكميات إلى المخزن.
و سوف يتم التعامل مع أنواع الكلف المارة في أعلاه من خلال النماذج










قديم 2009-04-15, 11:07   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse بحث حول النقود الإلكترونية

النقود الإلكترونية
( ماهيتها، مخاطرها وتنظيمها القانوني )

****ملخص*****
تعد النقود الإلكترونية واحدة من الابتكارات التي أفرزها التقدم
التكنولوجي. وسوف تثير النقود الإلكترونية بمختلف صورها عدداً من المسائل
القانونية والتنظيمية التي يتعين الاهتمام بها. ويتضمن ذلك إيجاد مجموعة
من الوسائل المقبولة لتوثيق وحماية المعلومات. ويهدف هذا البحث إلى توضيح
أهم القضايا التي تثيرها النقود الإلكترونية كما أنه يقدم بعض السياسات
المتعلقة بالضوابط القانونية والتنظيمية الخاصة بتلك النقود. يقدم الفصل
الأول من هذا البحث مختلف التعريفات التي وضعت للنقود الإلكترونية،
وخصائصها وكذلك أشكالها المختلفة. أما الفصل الثاني، فقد خصصناه لمناقشة
أهم المخاطر القانونية والأمنية الناتجة عن إصدار النقود الإلكترونية
والتعامل بها. وقد اقترحنا في الفصل الثالث بعض الضوابط القانونية التي
يتعين وضعها في الاعتبار عند وضع تشريع قانوني للنقود الإلكترونية.

مقدمة عامة
يلعب التطور التكنولوجي دوراً حيوياً في حياة البشر وتمتد آثار هذا التطور
إلى كافة مناحي الحياة الاقتصادية والقانونية والاجتماعية والثقافية. ولقد
ظهرت في أواخر القرن العشرين مجموعة من الظواهر المختلفة التي أفرزها
التقدم التكنولوجي مثل التجارة الإلكترونية، ووسائل الدفع الإلكترونية،
والنقود الإلكترونية.

ولقد شهدت الحركة المصرفية حديثاً تطوراً كبيراً وكان من أحد شواهد هذا
التطور السماح لعملاء المصارف بإجراء عمليات الشراء والبيع من خلال شبكة
الاتصالات Internet، وذلك باستخدام وسائل الدفع الإلكترونية التي تتيحها
هذه البنوك. ولم يقف التطور عند هذا الحد، وإنما ظهر على الساحة أيضاً ما
يعرف بالنقود الإلكترونية أو النقود الرقمية. وهي عبارة عن بطاقات
إلكترونية تحتوي على مخزون نقدي تصلح كوسيلة للدفع، وأداة للإبراء،
ووسيطاً للتبادل. ولما كانت النقود الإلكترونية تصلح لأن تقوم بغالبية
الوظائف التي تقوم بها النقود القانونية (أي تلك التي يصدرها البنك
المركزي)، فقد أضحى من المتوقع أن تحل هذه النقود الحديثة محل النقود
القانونية على المدى الطويل.

وفي الواقع، فإن انتشار النقود الإلكترونية وذيوع استخدامها سوف يولد
آثاراً هامة من الناحية القانونية والاقتصادية والمالية. فمن المتوقع أن
تفرز النقود الإلكترونية مجموعة من المخاطر الأمنية والقانونية والتي
ينبغي على المسؤولين الاستعداد لها مثل مخاطر التزييف والتزوير،
والاحتيال، بالإضافة إلى أن النقود الإلكترونية سوف تخلق مناخاً خصباً
لبعض الجرائم الخطيرة مثل جرائم غسيل الأموال والغش. من ناحية أخرى فإن من
المتعارف عليه أن البنك المركزي هو الذي يعهد إليه في غالبية الدول بمسألة
إصدار النقود، علاوة على دوره الرئيس في رسم السياسة النقدية للدولة. ومن
شأن قيام جهات أخرى غير البنك المركزي بعملية خلق النقود الإلكترونية –
وهو ما يجري في الواقع الآن – أني يؤثر على قدرة البنك المركزي على الحفاظ
على الاستقرار النقدي من خلال إضعاف دوره في السيطرة على حجم السيولة
النقدية وسرعة دوران النقود.

علاوة على ما سبق، فإن خلق النقود الإلكترونية يمكن أن يؤثر في السياسة
المالية للدولة من خلال تأثيرها على حجم الإيرادات الضريبية المتوقعة، ففي
ظل غياب نظام قانوني دقيق ومحكم، فإنه سيكون من الصعب على السلطات المالية
المتخصصة أن تراقب الصفقات وكذلك الدخول التي يتم دفعها من خلال النقود
الإلكترونية، ومن ثم فإن من شأن ذلك أن يفتح الباب أمام جرائم التهرب
الضريبي وكذلك أمام تعميق ظاهرة الاقتصاد السري Underground economy.



ونم هذا المنطلق، فإن خطة الدراسة سوف تنقسم إلى الفصول الآتية:

الفصل الأول: تعريف وخصائص النقود الإلكترونية.

الفصل الثاني: المخاطر الأمنية والقانونية للنقود الإلكترونية.

الفصل الثالث: نحو تنظيم قانوني لإصدار النقود الإلكترونية.



الفصل الأول
تعريف وخصائص النقود الإلكترونية
لقد مرت البشرية بأطوار كثيرة حتى عرفت النقود بشكلها الحالي. فقد ظهرت
النقود كنتيجة للنقائص التي اعتورت نظام المقايضة الذي كان سائداً قبل
معرفة النقود، ولعل من أهم هذه المساوئ صعوبة التقاء رغبات المشترين مع
البائعين، وعدم قابلية السلع محل المقايضة للتجزئة، وصعوبة تخزينها. ولقد
أخذت النقود في بادئ الأمر شكل المعادن النفيسة كالذهب والفضة، ثم لم تلبث
البشرية أن انتقلت إلى مرحلة التعامل بالنقود الورقية والمصرفية [لمزيد من
التفصيل حول تطور النقود، انظر: Davies, Glyn (1996), “A history of money
from ancient times to the present day”, University of Wales Press,
U.K., PP. 1-50.].



المبحث الأول: ماهية النقود الإلكترونية وأشكالها.

المبحث الثاني: خصائص النقود الإلكترونية ومستقبلها.

المبحث الأول
ماهية النقود الإلكترونية وأشكالها
قبل أن نخوض في الحديث عن النقود الإلكترونية فإن منهجية الدراسة تقتضي أن
نلقى الضوء أولاً على مفهوم هذه النقود وأبرز صورها، وهذا ما سوف نتناوله
في مطلبين مستقلين كما يلي:

المطلب الأول: تعريف النقود الإلكترونية.

المطلب الثاني: أشكال النقود الإلكترونية.










قديم 2009-04-15, 11:08   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المطلب الأول
تعريف النقود
دأبت الأدبيات الحديثة على استخدام مصطلحات مختلفة للتعبير عن مفهوم
النقود الإلكترونية، فقد استخدم البعض اصطلاح النقود الرقمية Digital
Money أو العملة الرقمية Digital currency، بينما استخدم البعض الآخر
مصطلح النقدية الإلكترونية Electronic cash (e-cash)[Berensten,
Aleksander (1998), “Monetary Plicy Implications of Digital Money”,
Kyklos, Vol. 51, no 1, P.90]. وبغض النظر عن الاصطلاح المستخدم، فإن هذه
التعبيرات المختلفة تشير إلى مفهوم واحد وهو النقود الإلكترونية
Electronic Money وسوف نستخدم هذا المصطلح الأخير في دراستنا هذه وذلك
لشيوع استخدامه ودلالته في نفس الوقت على مضمون ومعنى هذه النقود.

وكما اختلف الفقهاء حول الاصطلاح، فقد اختلفوا أيضاً حول وضع تعريف محدد
للنقود الإلكترونية. فلقد عرفتها المفوضية الأوروبية بأنها قيمة نقدية
مخزونة بطريقة إلكترونية على وسيلة إلكترونية كبطاقة أو ذاكرة كمبيوتر،
ومقبولة كوسيلة للدفع بواسطة متعهدين غير المؤسسة التي أصدرتها، ويتم
وضعها في متناول المستخدمين لاستعمالها كبديل عن العملات النقدية
والورقية، وذلك بهدف إحداث تحويلات إلكترونية لمدفوعات ذات قيمة محددة
[European Commission (1998), “Proposal for European Parliament and
Council Directives on the taking up, the pursuit and the prudential
supervision of the business of electronic money institution”, Brussels,
COM (9 727, PP.w.]. إلا أن هذا التعريف ليس مانعاً وتعوزه الدقة، حيث أنه
لا يستبعد دخول وسائل الدفع الإلكترونية – وهي كما سوف نرى – أمر مختلف عن
النقود الإلكترونية – في نفس المضمون. ونفس الشيء يقال عن تعريف BIS
(1996) للنقود الإلكترونية حيث ذهب إلى اعتبارها "قيمة نقدية في شكل وحدات
ائتمانية مخزونة بشكل إلكترونية أو على أداة إلكترونية يحوزها المستهلك
[Bank for International settlements (BIS), (1996), “Implication for
central banks of the development of electronic money, Basle, P. 13.].



وفي الواقع فإننا نستطيع أن نعرف النقود الإلكترونية بأنها "قيمة نقدية
مخزنة على وسيلة إلكترونية مدفوعة مقدماً وغير مرتبطة بحساب بنكي، وتحظى
بقبول واسع من غير من قام بإصدارها، وتستعمل كأداة للدفع لتحقيق أغراض
مختلفة". ويمكننا أن نحدد عناصر النقود الإلكترونية من خلال التعريف
السابق، وهي:

ـ قيمة نقدية: أي أنها تشمل وحدات نقدية لها قيمة مالية مثل مائة جنيه أو
خمسون جنيها. ويترتب على هذا أنه لا تعتبر بطاقات الاتصال التليفوني من
قبيل النقود الإلكترونية حيث أن القيمة المخزونة على الأولى عبارة عن
وحدات اتصال تليفونية وليست قيمة نقدية قادرة على شراء السلع والخدمات.
وكذلك الأمر بالنسبة للبطاقات الغذائية (الكوبانات) والتي من المتصور
تخزينها إلكترونية على بطاقات، فهي لا تعد نقوداً إلكترونية لأن القيمة
المسجلة عليها ليست قيمة نقدية بل هي قيمة عينية تعطى حاملها الحق في شراء
وجبة غذائية أو أكثر وفقاً للقيمة المخزونة على البطاقة.

ـ مخزنة على وسيلة إلكترونية: وتعد هذه الصفة عنصراً مهماً في تعريف
النقود الإلكترونية، حيث يتم شحن القيمة النقدية بطريقة إلكترونية على
بطاقة بلاستيكية أو على القرص الصلب للكمبيوتر الشخصي للمستهلك [لمزيد من
التفصيل حول كيفية عمل النقود الإلكترونية انظر: رضوان، رأفت (1999)،
"عالم التجارة الإلكترونية"، المنظمة العربية للتنمية الإدارية، مكتبة
المنظمة العربية للتنمية الإدارية، ص93-97]. وهذا العنصر يميز النقود
الإلكترونية عن النقود القانونية والائتمانية التي تعد وحدات نقدية مصكوكة
أو مطبوعة. وفي الواقع فإنه يتم دفع ثمن هذه البطاقات مسبقاً وشرائها من
المؤسسات التي أصدرتها، ولهذا، فإنه يطلق عليها البطاقات سابقة الدفع
Prepaid Cards.










قديم 2009-04-15, 12:43   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بالنفاذ إلكترونياً إلى الودائع البنكية المملوكة لحامل هذه البطاقة.
وتعتبر بطاقات الائتمان Credit Cards من قبيل وسائل الدفع الإلكترونية حيث
يتم استخدام هذه البطاقات خصماً على حسابات بنكية مدينة نظير فائدة يقوم
بدفعها حامل أو مالك هذه البطاقة إلى المؤسسة المصرفية التي منحته هذا
الائتمان.

من الواضح إذاً أن النقود الإلكترونية تتشابه مع الشيكات السياحية
Travelers Checks التي هي عبارة عن استحقاق حر أو عائم على بنك خاص أو
مؤسسة مالية أخرى، وغير مرتبط بأي حساب خاص [White, L.H. (1996), “The
Technology Revolution and Monetary Evolution” in, The Future of Money
in the Information Age, Cato Institute’s 14th annuel monetary
confernce, May 23, Washington, D.C., P. 16.]. وهذا ما دعا البعض إلى
اعتبار النقود الإلكترونية بمثابة تيار من المعلومات السابحة أو الطوافة
[Philips, J. (1996), “Bytes of Cash: Banking, Computing and Personal
Finance”, First Monday Review, Vol. 1, NO5, November, P. 3. ].



من ناحية أخرى، فإنه لا يجوز اعتبار هذه الوسائل نقوداً إلكترونية في حالة
ما إذا كان مصدرها ومتلقيها هو شخص واحد. فعلى سبيل المثال، لا تعد بطاقات
الاتصال التليفوني نقوداً إلكترونية نظراً لكون من أصدرها ومن يقبلها هو
هيئة واحدة (أي هيئة الاتصالات التليفونية)، حيث لا يصلح العمل بهذه
البطاقة إلا في أجهزة التليفون التي خصصتها تلك الهيئة لهذا الغرض.

ـ وسيلة للدفع لتحقيق أغراض مختلفة: يجب أن تكون هذه النقود صالحة للوفاء
بالتزامات كشراء السلع والخدمات، أو كدفع الضرائب…إلخ. أما إذا اقتصرت
وظيفة البطاقة على تحقيق غرض واحد فقط كشراء نوع معين من السلع دون غيره
أو للاتصال التليفوني، ففي هذه الحالة لا يمكن وصفها بالنقود الإلكترونية
بل يطلق عليها البطاقات الإلكترونية ذات الغرض الواحد.



المطلب الثاني
أشكال النقود الإلكترونية
تختلف صورة النقود الإلكترونية وأشكالها تبعاً للوسيلة التي يتم من خلالها
تخزين القيمة النقدية، وكذلك وفقاً لحجم القيمة النقدية المخزونة على تلك
الوسيلة التكنولوجية. فهناك إذاً معيارين لتمييز صور النقود الإلتكرونية:
معيار الوسيلة ومعيار القيمة النقدية.

أولاً: معيار الوسيلة:

نستطيع أن نقسم النقود الإلكترونية وفقاً للوسيلة المستخدمة لتخزين القيمة
النقدية عليها إلى البطاقات سابقة الدفع، والقرص الصلب، وأخيراً الوسيلة
المختلطة.







ثانياً: معيار القيمة النقدية:

هناك تصنيف آخر للنقود الإلكترونية يرتكن على معيار حجم القيمة النقدية
المخزنة على الوسيلة الإلكترونية (البطاقة البلاستيكية أو القرص الصلب).
ونستطيع أن نميز هنا بين شكلين من النقود الإلكترونية:





من الملاحظ إذاً أن النقود الإلكترونية لم تعرف حتى هذه

اللحظة فئة نقدية أكبر من المائة دولار، وإن لم يكن من المستبعد تطورها في المستقبل القريب.



المبحث الثاني
خصائص النقود الإلكترونية ومستقبلها
إن النقود الإلكترونية – وعلى حسب تعريفها السابق – تصلح لأن تحل محل
النقود القانونية وكذلك محل وسائل الدفع المختلفة كالعملة النقدية والشيك
وبطاقات الخصم والشيك السياحي وأيضاً بطاقات الائتمان. ومن الضروري أن
نلقي الضوء على خصائص ومستقبل النقود الإلكترونية وذلك من خلال المطلبين
الآتيين:

المطلب الأول: خصائص النقود الإلكترونية.

المطلب الثاني: نشأة ومستقبل النقود الإلكترونية.







يتضح مما سبق حجم المشكلات القانونية والمالية والأمنية التي يمكن أن تنشأ
كنتيجة لظهور النقود الإلكترونية. ويهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على
تلك المشكلات مع وضع تصور لأهم الضوابط التي ينبغي على أي تنظيم قانوني
للنقود الإلكترونية أن يتضمنها.








ومع هذا، فإن تطور النقود لم يقف عند هذا الحد، فلقد ساعد التقدم
التكنولوجي في مجال الاتصالات، وتطور الصناعة المصرفية، وظهور التجارة
الإلكترونية في الحياة الاقتصادية، على ظهور شكل جديد من النقود أطلق
الاقتصاديون عليها مسمى النقود الإلكترونية. وسوف نخصص هذا الفصل لدراسة
ماهية وخصائص النقود الإلكترونية. ولهذا فإننا سنتناول هذا الفصل في
مبحثين كما يلي:










ولقد توسع البعض في مفهوم النقود الإلكترونية، فعرفها بأناه نقود يتم
نقلها إلكترونياً [The consumer Advisory Board of the Federal Reserve
Board of the USA, (1996), “Federal Reserve Board Consumer Advisory
Council Meeting”, nov. 2, P. 5.]. وأخيراً، فقد عرفها البنك المركزي
الأوروبي بأنها "مخزون إلكتروني لقيمة نقدية على وسيلة تقنية يستخدم بصورة
شائعة للقيام بمدفوعات لمتعهدين غير من أصدرها، دون الحاجة إلى وجود حساب
بنكي عند إجراء الصفقة وتستخدم كأداة محمولة مدفوعة مقدماً" [European
Central Bank (1998), “Report on Electronic Money”, Frankfurt, Germany,
August, P. 7.]. ويعد هذا التعريف هو الأقرب إلى الصحة نظراً لدقته وشموله
لصور النقود الإلكترونية واستبعاده للظواهر الأخرى التي يمكن أن تتشابه
معها.










قديم 2009-04-15, 12:44   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ـ غير مرتبطة بحساب بنكي: وتتضح أهمية هذا العنصر في تمييزه للنقود
الإلكترونية عن وسائل الدفع الإلكترونية Electronic Means of Payment.
فهذه الأخيرة عبارة عن بطاقات إلكترونية مرتبطة بحسابات بنكية للعملاء
حاملي هذه البطاقات تمكنهم من القيام بدفع أثمان السلع والخدمات التي
يشترونها مقابل عمولة يتم دفعها للبنك مقدم هذه الخدمة. ومن أمثلة وسائل
الدفع الإلكترونية، بطاقات الخصم Debit Cards، وهي عبارة عن بطاقات يقتصر
استخدامها خصماً على حسابات دائنة للعملاء يتم بموجبها تحويل قيمة نقدية
من حساب إلى حساب آخر. فهي بمثابة المفتاح الذي يسمح



ـ تحظى بقبول واسع من غير من قام بإصدارها: ويعني هذا العنصر ضرورة أن
تحظى النقود الإلكترونية بقبول واسع من الأشخاص والمؤسسات غير تلك التي
قامت بإصدارها. فيتعين إذاً ألا يقتصر استعمال النقود الإلكترونية على
مجموعة معينة من الأفراد، أو لمدة محددة من الزمن، أو في نطاق إقليمي
محدد. فالنقود، ولكي تصير نقوداً يتعين أن تحوز ثقة الأفراد وتحظى بقبولهم
باعتبارها أداة صالحة للدفع ووسيطاً للتبادل.








1 - البطاقات سابقة الدفع Prepaid Cards: ويتم بموجب هذه الوسيلة تخزين
القيمة النقدية على شريحة إلكترونية مثبتة على بطاقة بلاستيكية. وتأخذ هذه
البطاقات صوراً متعددة. وأبسط هذه الأشكال هي البطاقات التي يسجل عليها
القيمة النقدية الأصلية والمبلغ الذي تم إنفاقه، ومن أمثلتها البطاقات
الذكية Smart Cards المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبطاقة
دامونت سابقة الدفع Danmnt Prepaid Cards، والتي يتم تداولها بصورة شائعة
في الدانمارك. وهناك أيضاً بعض البطاقات التي تستخدم كنقود إلكترونية
وتستعمل في ذات الوقت كبطاقات خصم Debit Cards مثل بطاقات Abant Cards
المنتشرة في فنلندا [Thygesen, Christian and Kruse, Mogens (1998),
“Electronic Money”, Danamarks National Bank Monetary Review, 4th
Quarter, P. 3.]. وهناك أخيراً بطاقات متعددة الأغراض، أي تستخدم في ذات
الوقت كبطاقة خصم، وكبطاقة تليفون وكبطاقة شخصية بالإضافة إلى كونها
نقوداً إلكترونية:

2 - القرص الصلب Hard Disk: ويتم تخزين النقود هنا على القرص الصلب
للكمبيوتر الشخصي ليقوم الشخص باستخدامها متى يريد من خلال شبكة الإنترنت،
ولهذا فإنه يطلق على هذا النوع من النقود أيضاً مسمى النقود الشبكية
Network Money. وطبقاً لهذه الوسيلة، فإن مالك النقود الإلكترونية يقوم
باستخدامها في شراء ما يرغب فيه من السلع والخدمات من خلال شبكة الإنترنت،
على أن يتم خصم ثمن هذه السلع والخدمات في ذات الوقت من القيمة النقدية
الإلكترونية المخزنة على ذاكرة الكمبيوتر الشخصي.

3 - الوسيلة المختلطة: وتعد هذه الوسيلة خليطاً مركباً من الطريقتين
السابقتين، حيث يتم بموجبها شحن القيمة النقدية الموجودة على بطاقة
إلكترونية سابقة الدفع على ذاكرة الحاسب الآلي الذي يقوم بقراءتها وبثها
عبر شبكة الإنترنت إلى الكمبيوتر الشخصي لبائع السلع والخدمات.



1 - بطاقات ذات قيمة نقدية ضعيفة TinyValue Cards وهي بطاقات صالحة للوفاء
بأثمان السلع والخدمات والتي لا تتجاوز قيمتها دولاراً واحداً فقط.

2 - بطاقات ذات قيمة متوسطة: وهي تلك التي تزيد قيمتها عن دولار ولكنها لا تتجاوز 100 د

--------------------------------------------------------------------------------

المطلب الأول
خصائص النقود الإلكترونية
من خلال عرضنا السابق، فإننا نستطيع أن نستنتج مجموعة من الخصائص التي تميز النقود الإلكترونية والتي نعرضها في السطور الآتية.

أولاً: النقود الإلكترونية قيمة نقدية مخزنة إلكترونياً: فالنقود
الإلكترونية وخلافاً للنقود القانونية عبارة عن بيانات مشفرة يتم وضعها
على وسائل إلكترونية في شكل بطاقات بلاستيكية أو على ذاكرة الكمبيوتر
الشخصي وذلك كما أوضحنا سالفاً.

ثانياً: النقود الإلكترونية ثنائية الأبعاد: إذ يتم نقلها من المستهلك إلى
التاجر دون الحاجة إلى وجود طرف ثالث بينهما كمصدر هذه النقود مثلاً.
فالنقود الإلكترونية صالحة لإبراء الذمة ووسيلة لدفع أثمان السلع والخدمات
دون أن يقتضي ذلك قيام البائع بالتأكد من حقيقة هذه النقود أو من كفاية
الحساب البنكي للمشتري كما هو الحال بالنسبة لوسائل الدفع الإلتكرونية،
حيث يتأكد البائع من مدى كفاية الرصيد الموجود في حساب المشتري.

ثالثاً: النقود الإلكترونية ليست متجانسة: حيث أن كل مصدر يقوم بخلق
وإصدار نقود إلكترونية مختلفة. فقد تختلف هذه النقود من ناحية القيمة، وقد
تختلف أيضاً بحسب عدد السلع والخدمات التي يمكن أن يشتريها الشخص بواسطة
هذه النقود. فهذه النقود ليست متماثلة أو متجانسة.

رابعاً: سهلة الحمل: تتميز النقود الإلكترونية بسهولة حملها نظراً لخفة
وزنها وصغر حجمها، ولهذا فهي أكثر عملية من النقود العادية. ويرجع ذلك إلى
أنها تعفي الفرد من حمل نقدية كبيرة لشراء السلع والخدمات رخيصة الثمن
كالصحيفة أو مشروبٍ أو وجبة خفيفة.

خامساً: وجود مخاطر لوقوع أخطاء بشرية وتكنولوجية: يلاحظ أن النقود
الإلكترونية هي نتيجة طبيعية للتقدم التكنولوجي. وعلى الرغم مما تقدمه هذه
التكنولوجية للبشرية من وسائل الراحة والرفاهية، فإنها تظل عرضة للأعطال
مما يتسبب في وقوع مشكلات كثيرة خاصة في ظل عدم وجود كوادر مدربة وخبيرة
تكون قادرة على إدارة المخاطر المترتبة على مثل هذه التقنيات الحديثة.
وهذا ينطبق على النقود الإلكترونية، وبصفة خاصة تلك التي يتم التعامل بها
عبر الإنترنت. وعلى النقيض من ذلك، فإن النقود العادية تتميز بالوضوح وقلة
الأخطاء الناتجة عن التعامل بها. ومع هذا فمن المتوقع أن تقل المشكلات
الناتجة عن التعامل بالنقود الإلكترونية في المستقبل مع اعتياد استخدامها
والتعامل بها.

سادساً: النقود الإلكترونية هي نقود خاصة: على عكس النقود القانونية التي
يتم إصدارها من قبل البنك المركزي، فإن النقود الإلكترونية يتم إصدارها في
غالبية الدول عن طريق شركات أو مؤسسات ائتمانية خاصة، ولهذا فإنه يطلق على
هذه النقود اسم النقود الخاصة Private Money.










قديم 2009-04-15, 12:45   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ومع هذا فإن النقود الإلكترونية تختلف عن النقود العادية في عدة أمور.
فالبنك المركزي في كل دولة هو الجهة العامة المنوط بها إصدار وطبع النقود
القانونية بكل فئاتها وتحديد حجم هذه النقود التي يتم تداولها بالقدر الذي
لا يؤثر في السياسة النقدية للدولة. وعلى العكس من هذا، فإن مصدر النقود
الإلكترونية هي مؤسسات ائتمانية خاصة قد تخضع لرقابة
وبعد أن عرضنا لخصائص النقود الإلكترونية، فإن هناك تساؤلاً يثار حول
طبيعة النقود الإلكترونية ومدى صحة وصفها بالنقود. لم تتفق الأدبيات
الاقتصادية على طبيعة النقود الإلكترونية، فقد اعتبرها البعض مجرد وسيلة
للدفع مع عدم صلاحيتها كوسيلة للإبراء حيث لا يستطيع حائز هذه النقود أن
يوفي بها ديونه. من ناحية أخرى، فإن قدرة النقود الإلكترونية على الدوران
محدودة، حيث يتعين على البائع القيام بتقديم البطاقة المخزن عليها النقود
الإلكترونية، والتي تمثل أثمان السلع والخدمات التي باعها، إلى مصدر
النقود الإلكترونية Issuer وذلك لاستبدالها في مقابل نقود قانونية
[Piffaretti, Nadia (1999), “A Theoretical Approach to Electronic
Money”, Faculte des Sciences Economiques et Sociales Working Papers,
No302, Universite de Fribourg, Suisse, P. 8.]. وعلى النقيض من هذا، فقد
ذهب البعض الآخر إلى أن النقود الإلكترونية لا تختلف عن جميع أشكال النقود
الموجودة الآن وذلك باعتبارها وسيلة للدفع ووسيطاً للتبادل [Ely, B.
(1996), “Electronic Money and Monetary Policy: Separating fact from
fiction, paper presented at Cato Institute’s 14th Annuel Monetary
Conference”, May, P. 20.].

في الواقع، فإن النقود الإلكترونية تتشابه مع النقود العادية في صلاحية
كلا منهما كوسيلة للدفع، علاوة على تمتعهما بقدر واسع من القبول وإن كانت
النقود العادية تتمتع بقبول أكثر نظراً لحداثة النقود الإلكترونية
واعتمادها على تكنولوجيا متقدمة ربما لا تكون متوافرة إلا في الدول
المتقدمة. من ناحية أخرى، فإن هذه التكنولوجيا قد تتباين داخل الدولة
الواحدة مما يقلل من اعتماد السكان على النقود الإلكترونية كوسيلة للدفع
ويدفعهم إلى استخدام النقدية Cash Money. وكذلك، فإن النقود الإلكترونية
تصلح كمقياس للقيمة متشابهة في ذلك مع النقود العادية.

--------------------------------------------------------------------------------

الأجهزة الحكومية المعنية. من ناحية أخرى، فإن النقود الإلكترونية – على
عكس النقود العادية – لا تستطيع أن تغل فائدة وذلك لعدم قابلية وضعها
كوديعة مما يتعارض مع ما تذهب إليه النظرية النقدية من اعتبار النقود أصل
مربح.

وفي الواقع، فإنه على الرغم من الفروق الشكلية بين النقود العادية
والإلكترونية، فإننا نعتقد أن النقود الإلكترونية هي نقود عادية متطورة
فهي وإن كانت لا تتشابه معها في الشكل، فإنها تتفق معها في المضمون.
فالنقود الإلكترونية تصلح كأداة للدفع، كما أنه لا يوجد ما يحول دون
قيامها بوظيفة النقود العادية كوسيط للتبادل وبالتالي يساعد على سرعة
تداولها ودورانها. فعند إجراء صفقة تجارية بين شخصين باستخدام النقود
الإلكترونية، يقوم كلاهما (أي البائع والمشتري) بوضع بطاقتيهما في محفظة
إلكترونية Electronic Wallet، والتي تقوم بخصم ثمن السلعة أو الخدمة من
بطاقة المشتري وتنقلها إلى بطاقة البائع. من المتصور بعد ذلك أن يقوم
البائع باستخدام حصيلة النقود الإلكترونية في شراء سلع وخدمات من منتج أو
من بائع آخر ليقوم ببيعها بعد ذلك، أو يستخدمها في إبراء ديونه. فالنقود
الإلكترونية تصلح إذاً لإبراء الذمة وذلك بنفس الطريقة سالفة الذكر.

من الواضح إذاً أن النقود الإلكترونية بأشكالها المختلفة تصلح للقيام
بوظائف النقود القانونية [فالأمر ينطبق هنا أيضاً على النقود الشبكية، حيث
يقوم البائع والمشتري بإتمام الصفقة من خلال استخدام شبكة الإنترنت.
فالبائع يقوم بالضغط على كلمة "يشتري" في الموقع الخاص بالبائع ويتم
بمقتضاها تحويل مبلغ مساو لقيمة السلعة أو الخدمة من ذاكرة الكمبيوتر
الشخصي للمشتري إلى ذاكرة الكمبيوتر الشخصي للبائع ليقوم البائع بعد ذلك
بشراء سلع وخدمات أو بتحويلها إلى نقود عادية أو بتحويلها إلى حساب بنكي
في أي مكان في العالم عبر شبكة الإنترنت]. كما أنه من المتصور في المستقبل
القريب أن تقبل النقود الإلكترونية كودائع وتصلح حينئذ لأن تدر أرباحاً.
لهذا فإننا نخلص إلى القول باعتبار النقود الإلكترونية نقوداً عادية
متطورة.



المطلب الثاني
نشأة ومستقبل النقود الإلكترونية
من الملائم الآن أن نلقي الضوء على نشأة النقود الإلكترونية، ثم نحلل تلك
العوامل التي تساعد على تطورها وتلك التي يمكن أن تعوق انتشارها.

لقد عرفنا مما سبق أن النقود الإلكترونية هي إحدى إفرازات التقدم
التكنولوجي، وبصفة خاصة تطور علم الاتصالات. ولهذا فإن البعض يرجع نشأة
النقود الإلكترونية إلى عام 1860، حيث تم تحويل مبلغ مالي باستخدام
التلغراف [تم اختراع التلغراف بواسطة Samuel F.B. Morse وذلك في سنة 1844.
انظر في تفصيل ذلك: Bernkopf, M. (1996), “Electronic Cash and Monetary
Policy”, First Monday Review, Vol. 1, No1, May, P. 3,]. ومع هذا، فإنه
من الملاحظ أن المعنى الدقيق للنقود الإلكترونية – كما أوضحناه سالفاً –
لا يتطابق مع هذه الواقعة، حيث أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد حوالة نقدية
من شخص إلى شخص آخر. ويذهب البعض الآخر إلى رد أصل النقود الإلكترونية إلى
اختراع الكتابة المشفرة Cryptography، وقد استخدم العسكريون وسائل الاتصال
المشفرة في نقل أسرار الأعداء. ويوجد نوعان من الاتصال المشفر: تشفير ذو
مفتاح خاص أو متشابه Symmetric Key Cryptography، وتشفير ذو مفتاح عام
Public Key Cryptography، ويقصد بالمفتاح Key الأداة المستخدمة لقراءة
الرسالة المشفرة. ففي النوع الأول، يكون لدى المرسل والمستقبل نفس المفتاح
وهو كتاب فك الشفرة، بينما يوجد في النوع الثاني مفتاح عام للإرسال ومفتاح
خاص للاستقبال [Solinsky, J. (1995), “An Introduction to Electronic
Commerce”, Worldquest University, Olen Soifer, USA.].










قديم 2009-04-15, 12:47   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أما البطاقات البلاستيكية الإلكترونية، والتي تعد الصورة الرئيسة للنقود
الإلكترونية، فلم تعرف إلا في عام 1970 على يد الياباني Kunitaka Arimura.
وفي عام 1974 طور الفرنسي Roland Morens هذا الاختراع من خلال تطوير أوجه
استخدام هذه البطاقة الإلكترونية. وفي الواقع فإن Honeywell Bull يعد أول
من اخترع البطاقة الذكية Smart Card التي تمثل الشكل الرئيس للنقود
الإلكترونية وكان ذلك في عام 1979. إلا أن هذه الصورة الأولية لهذه
البطاقة كانت تتسم برداءة التصميم مما دفع شركة French Bank Card
Assocition إلى استخدام تكنولوجيا أكثر تقدماً لإنتاج البطاقات الذكية،
وظهرت بالفعل أول بطاقة ذكية تقليدية في عام 1986 [Good, Barbara (1997),
“Electronic Money”, Federal Reserve Bank of Cleveland Working Paper, No
97/16, PP 6-8.].

أولاً: ارتفاع تكلفة استخدام النقود الإلكترونية
مازال التجار يعتبرون النقود الإلكترونية مرتفعة التكلفة، حيث تكلف التاجر
ما قيمته 107% من حجم المبيعات نظير 1% فقط في حالة البيع باستخدام النقود
القانونية. ولعل هذا يرجع بصفة رئيسة إلى حداثة استخدام النقود
الإلكترونية وسوف تنخفض التكلفة مع تطور استخدام هذه النقود.

ثانياً: مدى تطور البنية الأساسية المتعلقة بوسائل الاتصالات
تعد وسائل الاتصال هي الركيزة الرئيسة التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار
النقود الإلكترونية خاصة النقود الشبكية. فعدم توافر شبكة اتصال قوية سوف
يعوق بالطبع انتشار النقود الإلكترونية، كما أن ارتفاع تكلفة الاتصال سوف
تقلل بالطبع من الاعتماد على النقود الإلكترونية كأداة للدفع. ويظهر هذا
جلياً في الدول النامية التي تكاد تختفي منها وسائل الدفع الإلكترونية ومن
باب أولى النقود الإلكترونية. ويرجع هذا إلى ضعف البنية الأساسية لشبكة
الاتصالات الموجودة في هذه الدول.

ولا يقتصر التباين فقط بين الدول المتقدمة والدول النامية فيما يتعلق
بانتشار النقود الإلكترونية، بل أن هناك تبايناً – وإن كان أقل حدة من
سابقه – بين الدول المتقدمة بعضها البعض. فعلى سبيل المثال، فإن تكلفة
الاتصال التليفوني أقل منها في الولايات المتحدة الأمريكية عنها في
أوروبا. ويسمح ذلك للتجار الأمريكيين بقبول بطاقات الخصم بصورة أكبر منها
في أوروبا وهذا يفسر لنا ازدياد اعتماد الأمريكيين على بطاقات الدفع
الإلكتروني بصورة أكبر من نظرائهم الأوروبيين. ويترتب على هذا زيادة إقبال
الأوروبيين على امتلاك وحيازة النقود الإلكترونية (وبصفة خاصة البطاقات
الذكية)، باعتبار أن الصفقات التي تبرم باستخدام هذه البطاقات لا تقتضي
إجراء اتصال هاتفي.

من ناحية أخرى، فإن انخفاض أسعار الحاسبات الشخصية وتحسن أدائها سوف يكون
حافزاً هاماً وعاملاً رئيساً في نمو التجارة الإلكترونية، الأمر الذي من
شأنه أني سهل شيوع استخدام النقود الإلكترونية. نخلص إذاً مما سبق إلى أن
التطور التكنولوجي فيما يتعلق بشبكة الاتصالات وتكنولوجيا الحاسب الآلي
سيظل ركيزة رئيسة وسبباً محورياً في ذيوع وانتشار النقود الإلكترونية.
لذلك فإنه من المتوقع أن يزداد انتشارها في الدول المتقدمة على المديين
القصير والمتوسط، بينما سيتأخر التعامل بها في الدول النامية وقد لا تنتشر
فيها إلا على المدى الطويل.

ثالثاً: مدى تقدم الصناعة المصرفية والمالية
كلما كانت البنية الأساسية للصناعة المالية ضعيفة كلما أدى ذلك إلى إعاقة
انتشار النقود الإلكترونية. فتحسن الصناعة المالية وتدريب العاملين وتوفير
الخبرات اللازمة والتكنولوجيا المتقدمة سوف ينعكس إيجابياً على تداول
النقود الإلكترونية. من ناحية أخرى، فإن تحسين وتطوير الخبرة المصرفية
وتدريب القائمين على إصدار النقود الإلكترونية على كيفية إدارة المخاطر
الناتجة عن تداول تلك النقود، سوف يؤدي بالضرورة إلى تيسير عملية تسويق
هذه النقود وانتشارها.

رابعاً: وجود الدعاية الكافية
من المعروف أن الدعاية والإعلان يلعبان دوراً هاماً في تسويق السلع
والخدمات. وكذلك الأمر بالنسبة للنقود الإلكترونية، فحداثة وجودها وضعف
الدعاية لها من شأنه أن يؤدي إلى ضعف انتشارها وعدم الإقبال عليها.
فالنقود الإلكترونية في حاجة إذاً للدعاية والإعلان، خاصة يف المراحل
الأولى للتعامل بها.










قديم 2009-04-15, 12:48   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خامساً: العوامل النفسية
إن للعوامل النفسية أهمية خاصة في قبول كل ما هو جديد، حيث تسود حالة من
الترقب والحذر في البداية إلى حين تنجلي وتتضح مزاياه وعيوبه. وخضوعاً
لحكم العادة، قد يفضل الكثير من الناس استخدام وسائل الدفع الإلكترونية،
فضلاً عن النقود القانونية، على حيازة النقود الإلكترونية.

وتوضح الإحصائيات أن الأمريكيين يقومون بدفع أكثر من 20% من مشترياتهم
بالنقود السائلة، كما أن 58% من تجار التجزئة يفضلون قبول النقدية عن باقي
وسائل الدفع الأخرى. من ناحية أخرى، فإن 90% من حجم المبيعات تتم بدون
استخدام النقدية في اليابان مقابل 86% في أوروبا و75% في الولايات المتحدة
الأمريكية [Good, Barbara (1998), “Will Electronic Money Be Adopted in
the United States”, Op. Cit,. P. 12.].


المستهلكين في مصدري هذه النقود، وكذلك في صدق التجار الذين لديهم
الاستعداد في قبولها كأداة للدفع. وقد يترتب على هذا أن ينادي المستهلكون
بضرورة وجود طرف ثالث يكون محل ثقة من أجل إضفاء الشرعية والثقة على
الأطراف السابقة.

سادساً: توافر ضوابط الأمن المتعلقة بالإنترنت
يعتقد كثير من الاقتصاديين أن استخدام المدفوعات الإلكترونية وكذلك النقود
الإلكترونية سوف يعتمد على تطور النظم المستخدمة والتي تضمن أمن أرقام
بطاقات الائتمان وكذلك الأشكال المختلفة للنقود الإلكترونية، خاصة النقود
الشبكية. فضعف أساليب الحماية الموجود حالياً ضد محاولات القرصنة
الإلكترونية والاستيلاء على حسابات العملاء وأرقام بطاقاتهم البنكية قد
يؤدي إلى الإحجام أو على الأقل إلى عدم التحمس لحيازة النقود الإلكترونية.
ذلك لأن النقود الشبكية قد تكون هدفاً سهلاً لغزاة وقراصنة البرمجيات
الإلكترونية. وإلى أن تثبت أساليب الحماية والأمن جدواها وفعاليتها ضد مثل
هذه التصرفات، فإن شيوع استخدام النقود الإلكترونية سيظل متواضعاً.



الفصل الثاني
المخاطر الأمنية والقانونية للنقود الإلكترونية
إن النقود الإلكترونية بمفهومها السابق، ونظراً لخصائصها المتميزة عن
النقود القانونية، قد تثير مجموعة من المخاطر القانونية والاقتصادية والتي
تستدعي ضرورة وضع حزمة من الضوابط القانونية التنظيمية لمثل هذه الظواهر
الجديدة. وسوف نعرض في هذا الفصل لأهم المخاطر القانونية التي يمكن أن
تترتب على التعامل بالنقود الإلكترونية. وسوف نركز بصفة خاصة على المخاطر
الأمنية، والقانونية وأخيراً الحرية الشخصية للأفراد المتعاملين بهذه
النقود. وسنكرس مبحثاً مستقلاً لكل نوع من هذه المخاطر وذلك كما يلي:

المبحث الأول: المخاطر الأمنية للنقود الإلكترونية.

المبحث الثاني: المخاطر القانونية للنقود الإلكترونية.

المبحث الثالث: النقود الإلكترونية والسرية (الخصوصية

وعلى الرغم من أن خدمة تحويل الأموال قد بدأت في الولايات المتحدة
الأمريكية في عام 1918 وذلك عندما قامت بنوك الاحتياط الفيدرالي بنقل
النقود بواسطة التلغراف، فإن الاستخدام الواسع للنقود الإلكترونية لم يبدأ
إلا في عام 1972 عندما تأسست دار المقاصة الآلية Automated Clearinghouse.
فقد تولت هذه المؤسسة عملية إمداد خزانة الولايات المتحدة الأمريكية
وأيضاً البنوك التجارية ببديل إلكتروني لإصدار الشيكات Check Preocessing.
وعلى غرار هذا النظام، انتشر وجود أنظمة متشابهة في أوروبا، ونتج عن هذا
استخدام النقود الإلكترونية بصورة شائعة في أنحاء المعمورة [تتم
المدفعوعات في النظم المصرفية العالمية بطريقة إلكترونية من خلال عدد من
شبكات الكمبيوتر القائمة بين البنوك. ومن أكثر هذه الشبكات اتساعاً شبكة
CHIPS (Clearing House Interbank Payments System)، وهي عبارة عن شبكة
مملوكة ومدارة بواسطة دار المقاصة في نيويورك، حيث يتم استخدامها في تحويل
قيم نقدية كبيرة. في عام 1994، قامت شبكتي CHIPS و FEDWIRE بإنهاء 118
مليون صفقة قدرت قيمتها بمبلغ 507 تريليون دولار].


هذا وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أول الدول التي عرفت النقود
الإلكترونية وتبلغ عدد البطاقات الإلكترونية فيها 2628 بطاقة لكل ألف نسمة
مقارنة باليابان حيث تصل النسبة إلى 1945 بطاقة بينما لا تتجاوز هذه
النسبة 786 بطاقة في أوروبا. ويستخدم الكنديون هذه البطاقة في إبرام أكثر
من 50% من صفقاتهم في مقابل 22% بالنسبة للأمريكيين و18% فقط بالنسبة
للأوروبيين [Deutshe Bandesbank (1999), “Recent developments in
electronic money”, Deutshe Bandesbank Monthly Report, P. 43.].


وعلى النقيض من هذا، فإن حجم استخدام النقود الإلكترونية مازال ضعيفاً
مقارنة باستخدام وسائل الدفع الإلكترونية في إبرام الصفقات. ففي ألمانيا،
ارتفع حجم النقود الإلكترونية (المخزنة على بطاقات بلاستيكية سابقة الدفع)
من 511 مليون مارك ألماني في عام 1997 إلى 1238 مليون مارك ألماني في عام
1998. أما عن النقود الإلكترونية التي استخدمت بالفعل فلم يتجاوز حجمها
160 مليون مارك ألماني تم دفعها في 12 مليون صفقة في عام 1998 مقابل 85
مليون مارك ألماني تم دفعها في 4 مليون صفقة في عام 1997 [Deutsche
Bandesbank (1999), “Recent Developments in electronic money”, Op. Cit.,
P. 46.].










قديم 2009-04-15, 12:49   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن استخدام النقود الإلكترونية (في
شكل بطاقات ذكية) قد ارتفع حجمها من 51 مليون دولار في عام 1992 إلى 145
دولار في عام 1996 أي أنها زادت بنسبة 30% ومن المتوقع ارتفاعها بنسبة 61%
في عام 2001 ليصل حجم ما تم إنفاقه من نقود إلكترونية إلى 1550 مليون
دولار [Good, Barbara (1998), “Will Electronic Money Be Adopted in the
United States”, Federal Reserve Bank of Cleveland Working Paper, No
98/22, PP. 4.].

وفي الواقع، فإن هذه الإحصائيات تدعونا إلى التساؤل حول تلك العوامل
المؤثرة في شيوع التعامل بالنقود الإلكترونية وعن أسباب اختلافها من دولة
إلى أخرى. تتنوع الأسباب المسؤولة عن انتشار النقود الإلكترونية، حيث يرجع
بعضها إلى عوامل تكنولوجية، وبعضها إلى عوامل نفسية والبعض الآخر يتعلق
بالدعاية والإعلان، وسنعرض لأهم هذه العوامل في السطور التالية.
ويرتبط بالعوامل النفسية أيضاً مدى وجود ثقة من قبل
--------------------------------------------------------------------------------



المخاطر الأمنية للنقود الإلكترونية
يعد البعد الأمني أحد أهم الموضوعات التي تقلق العاملين في القطاع المصرفي
والنقدي. وتمثل النقود الإلكترونية إحدى الظواهر التي يمكن أن تزيد من حجم
المخاطر الأمنية. وعلى الرغم من قابلية جميع وسائل الدفع الإلكترونية
لإحداث مخاطر أمنية إلا أن النقود الإلكترونية تتمتع بقدرة أكبر على خلق
تلك المخاطر والتي من أمثلتها صعوبة التحقق من صحتها، وعدم الاعتراف بها
أو عدم قبولها.

والجدير بالذكر أن المخاطر الأمنية لا تتعلق بالمستهلك فقط، وإنما قد تمتد
أيضاً إلى التاجر وإلى مصدر هذه النقود. فقد تتعرض البطاقات الإلكترونية
المملوكة للمستهلك أو للتاجر للسرقة أو للتزييف ويتم معاملتها باعتبارها
نقوداً إلكترونية أصلية. وقد يحدث أن يتم التزوير عن طريق تعديل البيانات
المخزونة على البطاقات الإلكترونية أو على البرمجيات أو على القرص الصلب
للكمبيوتر الشخصي. قد يحدث الخرق الأمني إما كنتيجة لعمل إجرامي عمدي مثل
التزوير والتزييف، وإما كنتيجة لعمل غير عمدي مثل محو أو تخريب موقع من
مواقع الإنترنت، وإما الإخلال بتصميمات الأنظمة الإلكترونية والقرصنة
الإلكترونية. فمن شأن كل هذه التصرفات والتهديدات السابقة أن تؤدي إلى
آثار قانونية وأمنية ومالية خطيرة.

وانطلاقاً مما سبق، فإنه من المهم بمكان أن تتأكد الجهة المصدرة للنقود
الإلكترونية من توافر كافة الضمانات الأمنية سواء بالنسبة للمستهلك أو
بالنسبة للتاجر وسواء أكان ذلك متعلقاً بالنقود الإلكترونية التي تأخذ شكل
البطاقات البلاستيكية أو تلك التي يتم التعامل بها عبر الإنترنت (النقود
الشبكية).

من الصعب أن يتوافر الأمان المطلق في الخدمات البنكية الإلكترونية، ومع
هذا فمن الضروري أن يتناسب مستوى الأمان مع الغرض المطلوب تحقيقه. وعلى
هذا فإن الترتيبات الأمنية المتعلقة بالنقود الإلكترونية لابد وأن ترمي
بصفة رئيسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف من بينها ضرورة قصر الدخول إلى
النظام الإلكتروني للنقود الإلكترونية على الأفراد المسموح لهم فقط،
والتأكد من شخصية جميع الأطراف المعنية وذلك لضمان مشروعية كافة الصفقات
المبرمة عبر شبكة الإنترنت، وضمان سرية المعلومات وعدم تغييرها بأي شكل من
الأشكال حال مرورها عبر شبكة الاتصال.

لقد أصبح من الضروري أيضاً الاستمرار في تطوير الوسائل التكنولوجية
الأمنية من أجل المحافظة على فعالية وكفاءة الإجراءات الأمنية وقدرتها على
مواجهة كافة الأخطار والتهديدات المترتبة على انتشار النقود الإلكترونية.



المبحث الثاني ][/color][/color]
المخاطر القانونية للنقود الإلكترونية
علاوة على المخاطر الأمنية فمن المتوقع أيضاً أن تثير النقود الإلكترونية
بعض المخاطر القانونية. وتنبع هذه المخاطر أساساً من خلال انتهاك القوانين
واللوائح مثل جرائم غسيل الأموال، إفشاء أسرار العميل وانتهاك السرية. من
ناحية أخرى، فإن المخاطر القانونية قد تتولد أيضاً عندما تقنن حقوق
والتزامات الأطراف المختلفة المتعاملة بالنقود الإلكترونية بطريقة غير
دقيقة. إن العلاقات التعاقدية والقانونية التي تنشأ بين المستهلكين وتجار
التجزئة والمصدرين والمشغلين هي علاقات متشعبة ومعقدة.

من المسائل المهمة أيضاً والتي تتعلق بالمخاطر القانونية هي مدى وضوح
وشفافية الحقوق والالتزامات الخاصة بكل طرف. فعلى سبيل المثال، سوف تثار
مسألة المسؤولية القانونية للأطراف المختلفة في حالات التزييف والتزوير
والاحتيال والغش. أخيراً، فإن موضوع حماية المستهلك يعد من أهم المخاطر
القانونية التي يمكن أن تفرزها النقود الإلكترونية. من المتوقع أيضاً أن
يصاحب انتشار النقود الإلكترونية تزايداً في










قديم 2009-04-15, 12:50   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
mimer85
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mimer85
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المبحث الأول

-------------------------------------------------------------------------------

جرائم التهرب الضريبي
حيث سيكون من الصعب على الجهات الحكومية المكلفة بتحصيل الضرائب القيام
بربط الضريبة على تلك الصفقات التي تتم بواسطة النقود الإلكترونية نظراً
لأن تلك الصفقات تتم خفية عبر شبكة الإنترنت.



المبحث الثالث
مخاطر النقود الإلكترونية والسرية (الخصوصية)
إن الممارسة الصحيحة للتعامل بالنقود الإلكترونية تقتضي القدرة على التأكد
من أن الصفقات المتبادلة والتي تبرم بواسطة استخدام النقود الإلكترونية
تتم فقط بين الأطراف المعنية وأن عملية التبادل تنصب على تلك السلع
والخدمات المصرح بها فقط. ومع ذلك يبقى هناك تخوف من قبل المستهلكين وذلك
من جراء إمكانية استخدام المعلومات والبيانات المتعلقة بإبرام الصفقات دون
ترخيص أو إذن مسبق. وسوف تتضاعف هذه المخاوف مع الازدياد المطرد في
استخدام النقود الإلكترونية في إبرام الصفقات التجارية.

إن المحافظة على سرية البيانات المالية الخاصة بجميع الأطراف المتعاملين
بالنقود الإلكترونية تعد من أهم القضايا الشائكة المصاحبة للنمو المتزايد
والانتشار الكبير المتوقع للنقود الإلكترونية. فكما هو الحال بالنسبة
للمحافظة على سرية الحسابات البنكية للعملاء والتي يحرم بمقتضاها اطلاع أي
شخص – غير العميل نفسه – على أحد الحسابات البنكية، فإنه من الضروري أيضاً
أن تمنح الأطراف المختلفة المستخدمة للنقود الإلكترونية الضمانات الكافية
التي تحد من اطلاع أي طرف آخر غير معنى بالصفقة المبرمة على البيانات
المالية المتبادلة عبر شبكة الاتصال.

وفي الواقع، إن سرية التعاملات التي تبرم بواسطة النقود الإلكترونية يجب
المحافظة عليها من تعدي الآخرين سواء كانوا أفراداً عاديين أو جهات
حكومية. وفي تلك الحالة سوف تبرز مشكلة خطيرة ألا وهي التناقض بين ضرورة
المحافظة على سرية المعاملات من جهة باعتبارها حقاً من حقوق الأفراد، وحق
الدولة في استخدام كافة الوسائل المتاحة للقضاء على الجريمة. على سبيل
المثال قد يتعين على الدولة مراقبة شبكات الاتصال المختلفة بهدف الحيلولة
دون وقوع جريمة غسيل الأموال أو التهرب الضريبي عبر استخدام النقود
الإلكترونية. سيكون من الصعب في مثل هذه الحالات المواءمة بين المحافظة
على سرية وخصوصية معاملات الأفراد من جهة وضرورة مواجهة الجريمة من جهة
أخرى.



الفصل الثالث
نحو تنظيم قانوني لإصدار النقود الإلكترونية
إن التحليل السابق لمفهوم النقود الإلكترونية ومخاطرها الأمنية والقانونية
والمالية يقتضي منا وضع تصور لمجموعة من الضوابط التي يمكن أن تصاغ في
إطار قانوني موحد للحد من الآثار الخطيرة التي تثيرها تلك النقود. ولعل من
أكثر المسائل إثارة للمشكلات والتي ينبغي على المتخصصين وضع إطار قانوني
لها هي مسألة إصدار النقود الإلكترونية والضوابط التي يجب أن تتوافر في
المؤسسات المصدرة لهذه النقود.

من ناحية أخرى فإنه يتعين على الدولة اتخاذ بعض الإجراءات كي تحول دون
استخدام النقود الإلكترونية في عمليات غسيل الأموال والتهرب الضريبي. كما
أن على أي تشريع يتناول هذه الظاهرة أن يكون واضحاً وجلياً خاصة فيما
يتعلق أولاً بتعريف هذه النقود وكذلك بالأطراف المتعاملة بها ثم تبيان مدى
قابلية تحويل هذه النقود إلى نقود قانونية (أي تلك التي يصدرها البنك
المركزي). وسوف نخصص المبحث الأول من هذا الفصل لدراسة الجهة المصدرة
للنقود الإلكترونية، بينما سنركز في المبحث الثاني على تحليل أهم الضوابط
التي ينبغي مراعاتها في التنظيم القانوني المتعلق بالنقود الإلكترونية.



المبحث الأول
المؤسسة المصدرة للنقود الإلكترونية
يعد تحديد مصدري النقود الإلكترونية من المسائل الشائكة التي ستواجه أي
تنظيم قانوني لهذه النقود. وهناك خيارات متعددة يمكن للحكومة أن تحدد من
خلالها من سيسمح له بإصدار هذه النقود، فالدولة قد تسمح لإحدى الجهات
الآتية بمسألة إصدار النقود الإلكترونية: البنك المركزي، أو البنوك
التجارية، أو المؤسسات المالية غير المصرفية، أو المؤسسة غير المالية.

وفي حالة ما إذا أسند أمر إصدار النقود الإلكترونية إلى البنك المركزي،
فإن هذا من شأنه أن يقضي على المشكلات القانونية التي يمكن أن يثيرها وجود
هذه النقود، كما أن اللوائح القانونية الموجود حالياً سوف يمتد نطاق
تطبيقها إلى النقود الإلكترونية دون وجود داع إلى إصدار لوائح قانونية
جديدة. من ناحية أخرى، فإن تولي البنك المركزي لهذه المسؤولية يجنب الدولة
خسارة الدخول الناتجة عن صك العملة والتي كان من المتصور أن تفقدها في
حالة ما إذا قامت جهة أخرى بإصدار هذه النقود. إن الدولة تستطيع أيضاً من
خلال البنك المركزي أن تسيطر على حجم النقود الإلكترونية وبالتالي تتجنب
أي اضطراب في السياسة النقدية والاقتصادية يمكن أن ينشأ عن انتشار هذه
الأدوات الجديدة. من ناحية أخرى، فإن الدولة تستطيع أن تتحكم في السياسات
المتعلقة بهذه النقود مما يقلل من فرص التهرب الضريبي وغسيل الأموال وتتخذ
أيضاً الإجراءات التي تكفل حماية المستهلك. إلا أن هذا الخيار من شأنه أن
يقضي على الابتكار ويحد من المنافسة التي كان من المتوقع أن تنشط فيما لو
سمح للمؤسسات الخاصة بإصدار النقود الإلكترونية وكما هو معروف فإن
المنافسة تشجع على تخفيض النفقات.

وقد يعهد إلى البنوك التجارية بعملية إصدار النقود الإلكترونية ولن يحتاج
الأمر هنا إلى تشريع جديد بل ستمتد مظلة قانون البنوك الحالي إلى إصدار
النقود الإلكترونية. وقد يحتاج الأمر إلى بعض التعديلات الطفيفة في
القانون القائم بالفعل. ولقد خصصت هونج كونج تشريعاً قانونياً خاصاً سمحت
فيه للبنوك بإصدار النقود الإلكترونية. ومع هذا فقد سمحت لبعض المؤسسات
غير البنكية بإصدار البطاقات ذات الأغراض المحدودة مثل بطاقات الدفع في
خدمات النقل والمواصلات فهناك نص خاص يتعلق بالشركات المصدرة لمثل هذه
البطاقات (وقد تم تضمين هذا القانون في قانون البنوك).

وكذلك الأمر في حالة ما إذا أسند أمر إصدار النقود الإلكترونية إلى مؤسسات
ائتمانية غير مصرفية فإن التنظيم القانوني الحالي للقطاع المصرفي سوف يمتد
أثره إلى النقود الإلكترونية وقد يحتاج إلى بعض التغييرات الطفيفة التي قد
تفرض مزيداً من الضوابط على المؤسسة المسموح لها بإصدار هذه النقود. وهذا
الخيار يشجع على المنافسة والابتكار إلا أنه منتقد لأن الدولة ستفقد جزءاً
من إيراداتها إذا ظهرت النقود الإلكترونية كمنافس قوى للنقود القانونية.
ولقد اعتنقت ألمانيا هذا الاتجاه، فالتشريع السادس المعدل لقانون البنوك
والذي دخل إلى حيز التنفيذ في أول يناير 1998 قد مد أعمال البنوك ليشمل
البطاقات سابقة الدفع وأعمال النقود الشبكية Network Money فقد نصت المادة
11 من قانون البنوك على أن أعمال البنوك تتضمن أيضاً "… إصدار البطاقات
سابقة الدفع لأغراض المدفوعات، ما لم يكن مصدر البطاقة هو نفسه مقدم
الخدمة وبالتالي متلقي المدفوعات التي تحتويها البطاقة (أعمال البطاقة
سابقة الدفع)". وتنص المادة 12 من ذات القانون على أن أعمال البنوك تمتد
أيضاً إلى "… خلق وإدارة وحدات الدفع في شبكات الكمبيوتر (أعمال النقود
الشبكية)" [Deutche Bundesbank (1999), “Recent developments in
electronic money”, Op. Cit., P. 52.]. نخلص من ذلك إذاً إلى أن النقود
الإلكترونية في ألمانيا يتم إصدارها بواسطة المؤسسات الائتمانية وتخضع
حينئذ تلك المؤسسات لنصوص قانون البنوك، إلا أن هذه المؤسسات تخضع لإشراف
البنك المركزي الألماني Bundesbank.










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc