بدء الخلق وعجائب المخلوقات - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بدء الخلق وعجائب المخلوقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-04-10, 05:13   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الفرق بين القلم الذي كتب مقادير كل شيء
بأمر الله وبين القلم الذي يكتب به الناس

السؤال:

هل يجوز قول إن القلم اختراع بشري ؟

وهل هذا يتعارض مع ما ورد من أن أول ما خلق الله القلم ؟

علما بأننا نقصد بالقلم ، القلم الذي له جرم ، ويستخدم في الكتابة العادية ؟


الجواب :

الحمد لله


لابد أن نفرق بين القلم الذي كتب مقادير كل شيء بأمر الله وبين القلم الذي يكتب به الناس .

فالقلم الذي كتب المقادير شأنه عظيم بلا شك ، وهو قلم حقيقي ، كالذي يفهم الناس من معاني القلم ، وله جرم أيضا ، لكن لا يقدر قدره ، ولا يعلم حقيقة أمره إلا الله ؛ فقد روى الترمذي (2155) عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ اكْتُبْ فَقَالَ مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ اكْتُبْ الْقَدَرَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ )

صححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

" لا يعلم كيفية اللوح والقلم إلا الله ، وهما مخلوقان من مخلوقات الله عز وجل ، نؤمن بذلك "

انتهى من "شرح العقيدة الطحاوية" (ص 111) .

وقال الشيخ يوسف الغفيص :

" وأما تفاصيل ماهية اللوح والقلم فإن هذا لم تفصله النصوص "

انتهى من "شرح العقيدة الطحاوية" (ص 136) .

وهو من نور ؛ كما روى الطبراني في "المعجم الكبير" (10605) عن ابن عباس قال : " لوددت أن عندي رجلا من أهل القدر فوجأت رأسه " !! قالوا : ولم ذاك ؟ قال : " لأن الله خلق لَوحا محفوظا من درة بيضاء ، دفتاه ياقوتة حمراء ، قلمه نور وكتابه نور " .

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7 /393): " رواه الطبراني من طريقين ، ورجال هذه ثقات ".

وقد خلقه الله عز وجل بيده ؛ كما روى الحاكم في "المستدرك" (3244) والآجري في "الشريعة" (750) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " خلق الله عز وجل أربعة أشياء بيده : آدم عليه السلام ، والعرش ، والقلم ، وجنات عدن ، ثم قال لسائر الخلق : كن فكان "

وصححه الألباني في "مختصر العلو" (75) .

أما القلم الذي نكتب به فأمره معروف ، وحقيقة ماهيته لا تخفى على أحد ، ولا حرج من القول بأنه من اختراع البشر وابتكاراتهم ، ولا يتعارض ذلك مع إيماننا بأن أول ما خلق الله تعالى هو القلم ؛ لأن هذا القلم الذي كتب الله به مقادير كل شيء غير تلك الأقلام التي يستعملها الناس ويصنعونها على أشكال مختلفة وبصور متعددة ، وقلم القدر خلقه الله بيده ، أما هذه الأقلام فمن صنع البشر .

مع أن هذه الأقلام التي يصنعها البشر ، بل كل ما يصنعونه ويعملونه : هو أيضا من خلق الله تعالى ، ولا تعارض بين الأمرين ؛ فالله جل جلاله هو خالق العباد ، وخالق أعمالهم ، وهو خالق ما في الكون كله ، والعبد صانع لما يصنعه ، ولا تعارض بين الأمرين ؛ فإذا كان الله هو خالق العباد ، فهو خالق لما يعمله العباد .

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-04-11, 04:35   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



ظاهرة الشهب في القرآن الكريم .

السؤال:

ظاهرة الشهب كيف فسرها القرآن ؟

هل هي مجرد أجسام صلبة تدخل المجال الجوي للأرض ؟

أم أنها راجمات للجن والشياطين الذين يستمعون لما يجري في السماء من أخبار؟


الجواب :

الحمد لله

قد جاء ذكر الشهب في كتاب الله في غير ما آية :

فقال تعالى : ( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ) الحجر/ 16 – 18 .

وقال تعالى : ( إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) الصافات/ 10 .

وقال الله تعالى عن الجن : ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ) الجن/ 8 ، 9 .

وقال عز وجل : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ) الملك/ 5 .
فالشهب الراجمة نار منفصلة من النجوم ، تنطلق بقدرة الله تعالى لترجم هؤلاء الشياطين

فالمقصود بجعلها رجوما للشياطين أنه يخرج منها شهب من نار ، فتصيب هذه الشياطين ، ولا يعني ذلك أنها بذواتها يُقذف بها ، فالشهب : نيازك تنطلق من النجوم يرجم بها الشياطين

راجع : "التسهيل لعلوم التنزيل" لابن جزي(ص2423) ، "تفسير ابن كثير" (8 / 177)

وقد روى البخاري (4800) عن أبي هريرة قال : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال َ: ( إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ : الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ

فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوْ الْكَاهِنِ ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ ، فَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا ؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنْ السَّمَاءِ ) .

ورواه ابن حبان في صحيحه (36) بلفظ : ( فربما أدركه الشهاب قبل أن يرمي بها إلى الذي هو أسفل منه ، وربما لم يدركه الشهاب حتى يرمي بها إلى الذي هو أسفل منه ) .

قال ابن كثير رحمه الله :

" جعل الله الشُهب حرسًا لها من مَرَدة الشياطين، لئلا يسمعوا إلى الملأ الأعلى، فمن تمرد منهم وتقدم لاستراق السمع ، جاءه شِهَابٌ مُبِينٌ فأتلفه ، فربما يكون قد ألقى الكلمة التي سمعها قبل أن يدركه الشهاب إلى الذي هو دونه ، فيأخذها الآخر ، ويأتي بها إلى وليه ، كما جاء مصرحا به في الصحيح "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (4 /528) .

وهذا يعني أن هذه الشهب يقذف بها في جو السماء ، ولا يمنع ذلك من دخولها المجال الجوي للأرض بعد قذف الشيطان ورجمه بها ، وقد تنزل إلى الأرض وتحدث بها تصدعا .

والشهب في النظريات الفلكية الحديثة : ظاهرة ضوئيّة خاطفة تبدو عادةً في صفحة السماء ليلاً أو نهاراً، ولكنها في الفترة الليليّةِ تكون أكثر وضوحاً. ويظهر الشهاب في الأغلب خطّاً متألقاً يقوده رأس ساطع يظهر هاوياً باتجاه الأرض كأنه سهم ناريٌّ منقضٌ سرعان ما يتلاشى في أعالي الجوِّ، أو قد يبدو في سقوطه مثل كرة ناريّةً متوهجة منقذفة من السماء نحو الأرض بسرعة خاطفةٍ .

وهذا يوافق في الجملة المعنى الشرعي للشهب .

وقد ظهر التوافق بين ما ذكر في كتاب الله عن الشهب وبين ما يذكره أهل هذا العلم من عدة نواحٍ :
- قال تعالى : (وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ)

قال الشوكاني رحمه الله :

" الرجم في اللغة هو الرمي بالحجارة " "

فتح القدير" (3 /179)

فإذا أخذنا في الاعتبار أن أصل الرجم هو الرمي بالحجارة فإن في واقع الشهب ما يوافقهُ ؛ إذ إن قسماً كبيراً من المستشهبات هو حجارة بالمعنى الكامل للكلمة ، وأكثر المستشهبات المعهودة هي في الواقع حصيّات .

- ثبتَ علميّاً أن الشهب لا تظهر ولا تنطلق إلاّ في الأيونوسفير بطبقاته الثلاث ، أي في الفضاءِ من فوق الأرض المحتلِّ لارتفاع معدّله من نحو 60كم أو 70كم إلى 1000كم تقريباً،

وبناء على هذا، فالأيونوسفير هو فضاء السماء الدنيا ، وهو ما يتوافق وقوله تعالى ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ) .

فالأيونوسفير طبقة مزيّنة بمصابيح، وهي نفسها مسرح الشهب أيضاً .

- عُلم بقوله تعالى ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ) الصافات/ 6 – 9 ، أن هذا الرجم مستمر ؛ لأن حفظ السموات دائم ، ولا يزال هؤلاء الشياطين يحاولون استراق السمع .

وقد اكتشفت علوم الفلك والجيوفيزياء أن هناك رجماً دائباً بقذائف داحرة تنقذف في السماء الدنيا باستمرارٍ، وفي جميع الاتجاهات .

- المستشهب في الأصل، قبل الهويِّ والانقضاض، لا يكون متّقداً ولا منيراً، ولكن يتّقد ويتوهّج وينير أثناء الانقضاض . وهو ما يوافق معنى قوله تعالى ( فأتبعه شهاب ثاقب ) .

أي مستنير شديد الإضاءة .

"التسهيل" (ص 1697) – "تفسير ابن كثير" (7/7)

وقال القرطبي رحمه الله :

" الثاقب : المضيء ، ومنه (شِهَابٌ ثَاقِبٌ) ، يقال : ثقب يثقب ثقوبا وثقابة : إذا أضاء ، وثقوبه : ضوئه. والعرب تقول : أثقب نارك ؛ أي أضئها "

انتهى من "الجامع لأحكام القرآن" (20 /3) .

والخلاصة

: أن الشهب في كتاب الله هي تلك المقذوفات التي تنطلق بقدرة الله تعالى من الكواكب لترجم هؤلاء الشياطين المردة الذين يسترقون السمع من السماء ، فربما أدرك الشهاب الشيطان قبل أن يرمي بها إلى الذي هو أسفل منه ، وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي هو أسفل منه .

والقرآن ليس كتاب فلك أو فيزياء حتى يعنى بهذه الشهب من حيث تكوينها ومصادرها ومسارها ونحو ذلك ، إنما يتكلم عنها من جهة ما يخص الشريعة ، فيذكر أن منها شهبا ترجم الشياطين الذين يسترقون السمع ؛ فتُحفظ السماء من هؤلاء المردة ، ويعلم الناس أن الذي عليه الكهنة والعرافون باطل .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-11, 04:38   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تفسير قوله تعالى :(ولقد زينا السماء
الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين).


السؤال :

جاء في القرأن قوله تعالى " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين" ولكني لم أستطع فهم هذه الأية. فهل المقصود بالمصابيح هنا النجوم أم الشهب والنيازك؟ فإذا كانت الأولى فكيف يمكن لمخلوق بحجم النجم أن يستخدم لرجم الشياطين؟ ارجو التوضيح ، ولكم جزيل الشكر.


الجواب :


الحمد لله


المقصود بالمصابيح في الآية : النجوم التي خلقها الله في السماء ، وقد جعل من هذه النجوم رجوما للشياطين

كما قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) : " خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ : جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ : أَخْطَأَ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ " .

ذكره البخاري عنه في صحيحه (4/107) معلقا مجزوما .

وراجع : "تفسير الطبري" (23 / 508) – "تفسير ابن كثير" (3 / 305) - "فتح القدير" (5 / 363) .

والمقصود بجعلها رجوما للشياطين أنه يخرج منها شهب من نار ، فتصيب هذه الشياطين ، ولا يعني جعلها رجوما أنها بذواتها يُقذف بها ، كما قال تعالى : ( إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) الصافات / 10 . فالذي يصيب هذه الشياطين من تلك النجوم هي تلك الشهب التي تخرج منها .

ويدل عليه ما رواه البخاري (4701) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَالسِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا لِلَّذِي

قَالَ : الْحَقَّ ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ ، وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ ، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ ، إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ ، حَتَّى يُلْقُوهَا إِلَى الْأَرْضِ ، فَتُلْقَى عَلَى فَمْ السَّاحِرِ ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ ، فَيُصَدَّقُ فَيَقُولُونَ : أَلَمْ يُخْبِرْنَا : يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا ، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا ؟ - لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنْ السَّمَاءِ ) .

فقوله في هذا الحديث : ( فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ ) يدل على أن شهاب النار يخرج من تلك النجوم فيصيب تلك الشياطين .

قال القرطبي رحمه الله :

" أي جعلنا شهبها ؛ فحذف المضاف ، دليله : ( إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) وعلى هذا فالمصابيح لا تزول ولا يرجم بها .

وقيل : إن الضمير راجع إلى المصابيح على أن الرجم من أنفس الكواكب ، ولا يسقط الكوكب نفسه إنما ينفصل منه شيء يرجم به ، من غير أن ينقص ضوءه ولا صورته " انتهى .

"الجامع لأحكام القرآن" (18 / 210-211)

وقال ابن كثير رحمه الله :

" عاد الضمير في قوله : ( وَجَعَلْنَاهَا ) على جنس المصابيح لا على عينها ؛ لأنه لا يرمي بالكواكب التي في السماء ، بل بشهب من دونها ، وقد تكون مستمدة منها ، والله أعلم "

انتهى . "تفسير ابن كثير" (8 / 177)

وقال الألوسي رحمه الله :

" جعلها رجوماً : يجوز أن يكون لأنه بواسطة وقوع أشعتها ... تحدث الشهب ، فهي رجوم بذلك الاعتبار ، ولا يتوقف جعلها رجوماً على أن تكون نفسها كذلك ، بأن تنقلع عن مراكزها ويرجم بها ، وهذا كما تقول : جعل الله تعالى الشمس يحرق بها بعض الأجسام ، فإنه صادق فيما إذا أحرق بها بتوسيط بعض المناظر ، وانعكاس شعاعها على قابل الإحراق " انتهى .

"تفسير الألوسي" (17 / 70)

وقال السعدي رحمه الله :

" جعل الله هذه النجوم حراسة للسماء عن تلقف الشياطين أخبار الأرض ، فهذه الشهب التي ترمى من النجوم ، أعدها الله في الدنيا للشياطين " انتهى .

"تفسير السعدي" (ص 875)

وقال ابن عثيمين رحمه الله :

" قال العلماء في تفسير قوله تعالى : ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين ) : أي : جعلنا شهابها الذي ينطلق منها ، فهذا من باب عود الضمير إلى الجزء لا إلى الكل .

فالشهب : نيازك تنطلق من النجوم .

وهي كما قال أهل الفلك : تنزل إلى الأرض ، وقد تحدث تصدعاً فيها ، أما النجم فلو وصل إلى الأرض لأحرقها " انتهى .
"القول المفيد على كتاب التوحيد" (1 / 227) .

ثانيا :

هذه مسألة قديمة ، أثارها الزنادقة في العصور المتقدمة طعنا في القرآن ، وقد تعرض الجاحظ للرد عليها ، والجاحظ وإن كان من أهل البدعة ، فلا بأس الاستئناس بكلامه ، في أمر لا يتعلق ببدعته .

قال الجاحظ عفا الله عنه ، في كتابه "الحيوان" (6 / 497-496) :

" قالوا : زعمتم أنَّ اللّه تعالى قال : ( وَلَقد زَيَّنا السَّمَاءَ الدُّنْيا بمصَابيحَ وَجَعَلْناهَا رُجُوماً للشّياطين ) ، ونحنُ لم نجدْ قطُّ كوكباً خلا مكانهُ ، فما ينبغي أنْ يكون واحدٌ من جميع هذا الخلق من سكّان الصحارى والبحار ومن يَراعِي النُّجوم للاهتداء أو يفَكِّر في خلق السموات أن يكون يرى كوكباً واحداً زائلاً مع قوله : ( وَجَعَلْناهَا رُجُوماً للشَّياطينِ ) ؟ .

قيل لهم : قد يحرِّك الإنسانُ يدَه أو حاجبَه أو إصبَعه فتضاف تلك الحركةُ إلى كلِّه فلا يشكُّون أنّ الكلَّ هو العاملُ لتلك الحركة ، ومتى فصَل شهابٌ من كوكب فأحرق وأضاء في جميع البلاد ، فقد حكَم كلُّ إنسانٍ بإضافة ذلك الإحراق إلى الكوكب . وهذا جواب قريبٌ سهل ، والحمد للّه "

انتهى كلامه .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-11, 04:47   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

اضع بين ايديكم بحث علمي هام

الشُّهُبُ بين آيات القرآن وعلوم الإنسان

د عطية زاهدة

تاريخ الإضافة: 16/2/2011 ميلادي - 12/3/1432 هجري

مقـدمة

الفكرة العلميّة التقليديّة العامّة السائدة عن الشهاب meteor هي أنه خطٌّ من ضوءٍ منبعثٍ انبعاثاً خاطفاً في صفحة السماء، في طبقة الأيونوسفير تحديداً، وأنه ناتجٌ من احتراقِ جسمٍ وافدٍ من فضاءِ الكونِ قد اصطدمَ بشدّةٍ محتكّاً بأعالي الغلاف الجويِّ داخلاً في نطاق تأثير الجاذبيّة الأرضيّة، فتوهج متحولاً بالطاقة الحركيّة إلى شعلةٍ هاوية منقضّة. وهذه النظرة التي تعني أن الشهبَ من قبْلِ التوهج هي أصلاً أجسامٌ meteoroids من مصدرٍ كونيٍّ cosmic، أي إنها أجسام وافدة من خارج المجالات الجويّة والمغناطيسيّة التابعة لكوكب الأرض نفسها

قد دخل عليْها في أواخر القرن العشرين تغييراتٌ وتعديلات جعلت ظاهرةَ الشهب ذاتَ جوانبَ جيوفيزيائيّةٍ، أي أنَّ ضياءها المشهودَ مرتبط بتفريغات كهربائيّة electrical discharges تجري في الأيونوسفير، على حساب الطاقة الكامنة فيه، وأن هناك أيضاً شهباً جيوفيزيائيّةً geophysical meteors لا تنتج عن انقضاض أجسامٍ في الأيونوسفير ionosphere، وإنما هي خطوط ضياءٍ ناتجٍ من تفريغات كهربائيّة في الأيونوسفير نفسه.

الأيونوسفير هي طبقة القسم الأعلى من الغلاف الجويِّ من ارتفاع معدله نحو 60-70كم إلى نحو 1000كم، وتتميز بمحتوياتها التي تغلب عليها الأيونات، أي الجسيمات المشحونة كهربائيّاً، سواء كانت ذرّات مثل أيونات H+،Cu+ ، He+أو جزيئات مثل أيونات O+2 ، أو مجموعات كيماويّة مثل أيونات NO+.

والأيونوسفير تلعب دوراً عظيماً في كهرباء الجوِّ، وتشكل الحافة الداخليّة للماغنيتوسفير magnetosphere، والماغنيتوسفير هو الحيّز أو الفضاء السماويُّ الذي ينتشر فيه مجال الأرض المغناطيسيّ الذي يصل معدّل ارتفاعه فوق الأرض في الجهة النهاريّة نحواً من 65000كم. وطبقة الأيونوسفير نفسها تتكون من طبقات فرعيّةٍ هي:

D-layer(تقريباً من 70كم إلى 90كم)، وفوقها E-layer (تقريباً من 90كم إلى150كم، ثمَّ F-layer (تقريباً من 150كم إلى نحو 1000كم) . وكتلة محتويات الأيونوسفير الكليّة لا تشكّل أكثر من واحد في الألف من كتلة الغلاف الجويِّ بكامله.


إشكاليّة البحث


لقد ورد ذكر الشهاب في القرآن الكريم أربع مرّاتٍ، منها ثلاث مرّات بمدلوله الفلكيّ، وأمّا المّرة الرابعة فقد جاءت على وفْقِ مفهومه اللغويّ، وذلك في قول الله تعالى في حديثٍ عن موسى، عليه السلام: ﴿ وإنك لَتُلَقّى القرآنَ مِنْ لَدُنْ حكيمٍ خبيرٍ (6) إذْ قالَ موسى لأهلِهِ: إنّي آنستُ ناراً سآتيكم منها بخبرٍ أو آتيكم بشهابٍ قبَسٍ لعلّكم تصطلونَ (7) ﴾ [سورة النمل].

وأمّا "الشهب"، جمع الشهاب، فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم مرّةً واحدةً فقط، وقد جاء هذا الجمع حاملاً معناها بمدلوله الفلكيّ. وعلاوة على هذه المرّات الخمس، فقد جاء الحديث عن الشهب دون التصريح باسمها في سبع آيات كريمة أخرى.

فهل وسِع حديث القرآن عن الشهب ما تحصّل عنها من حقائق في علوم الفلك والفضاء والجيوفيزيا؟

الجيوفيزياء geophysics وهو مجموعة المباحث والمعارف العلميّة التي تُعنى أو تتعلّق بدراسة المظاهر والخصائص الفيزيائيّة للكرة الأرضيّة وأغلفتِها الجويّة والمغناطيسيّة.

وهل قرّرت آياته تلك الحقائق سبقاً لتلك العلوم؟ وهل هذا السبق توهُّمٌ أم هو حقيقة يدعمها فهم تلك الآيات على وفْقِ لسان العرب، وتؤيدها السياقات والقرائن؟

إن هذا البحث جارٍ على أمل أن نصل إلى أن "نعمْ" هي جواب كلٍّ من هذه الأسئلة الثلاثة. ولا ريْبَ أن وسيلة الوصول إلى "نعم" جواباً لكل من هذه الأسئلة هي المقارنة بين حديث القرآن الكريم عن الشهب من جهةٍ، وبين ما توافر من حقائق علميّةٍ عنها من الجهة الأخرى، وبخاصّةٍ تلك الحقائق التي توصلت إليها العلوم الحديثة فلكيّاً وجيوفيزيائيّاً، بحيث تكون نتيجة هذه المقارنة هي التطابق والتوافق بين الجانبيْن؛ لأنّ آيات القرآن الكريم، بالتدبر السليم على وفق لسان العرب، لا يأتيها الباطل أبداً لا من بين يديْ نزولِها ولا من بعدِه.









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-11, 04:58   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشهب في القرآن الكريم في مدلولٍ فلكيٍّ

جاء ذكر الشهاب والشهب بمدلولهما الفلكيّ في الآيات الكريمة التالية:

1- ﴿ ولقد جعلنا في السماءِ بُروجاً وزيّناها للناظرينَ (16) وحفظناها من كلِّ شيطانٍ رجيمٍ (17) إلّا مَنِ استرقَ السمعَ فأتبعَهُ شهابٌ مبينٌ (18) ﴾ [سورة الحِجْر].

2- ﴿ إنا زيّنّا السماءَ الدنيا بزينةٍ الكواكبِ (6) وحفظاً من كلِّ شيطانٍ ماردٍ (7) لا يسَّمَّعونَ إلى الملإ الأعلى ويُقْذَفونَ مِنْ كلِّ جانبٍ (8) دُحوراً ولهمْ عذابٌ واصبٌ (9) إلّا مَنْ خَطِفَ الخطفةَ فأتبَعَهُ شهابٌ ثاقبٌ (10) ﴾ [سورة الصافّات].

3- ﴿ وأنّا لَمسْنا السماءَ فوجدناها مُلِئتْ حرَساً شديداً وشُهُباً (8) وأنَّا كنّا نقعُدُ منها مقاعدَ للسمعِ فمَنْ يستمعِ الآنَ يجدْ لهُ شهاباً رَصَداً (9) ﴾ [سورة الجن].

وجاء الحديثُ عن الشهبِ دون ذكرِها باسمها نفسه في سبعة مواضع:

(1) ﴿ ولقد زيّنا السماءَ الدنيا بمصابيحَ وجعلناها رُجوماً للشياطينِ ﴾ [الملك: 5].

وقد جاء في تفسير القرطبيِّ لسورة الملك أن الضمير في "وجعلناها" راجعٌ إلى السماءِ، وأنَّ هناك حذفاً للمضافِ، والتقدير عنده هوَ : (وجعلنا شهبَها رُجوماً للشياطينِ). ولكن هناك مَنْ يروْنَ أن الضميرَ في "وجعلناها" راجعٌ إلى المصابيح ؛ فالإمام الرازيّ، مثلاً، قد ذهب في تفسيره الكبير "مفاتيح الغيب" إلى أن المجعول رجوماً للشياطينِ هو المصابيحُ أنفُسُها.

(2) ﴿ فقضاهنَّ سبعَ سماواتٍ في يوميْنِ وأوحى في كلِّ سماءٍ أمرَها وزيّناّ السماءَ الدنيا بمصابيحَ وحفظاً ذلكَ تقديرُ العزيزِ العليمِ ﴾ [فصّلت: 12].

(3) ﴿ إنا زيّنّا السماءَ الدنيا بزينةٍ الكواكبِ (6) وحفظاً مِنْ كلِّ شيطانٍ ماردٍ (7) ﴾ [الصافات].

(4) ﴿ وجعلنا السماءَ سقفاً محفوظاً وهم عن آياتِها معرضونَ ﴾ [الأنبياء: 32].

لقد جاءَ في المواضعِ الثلاثةِ الأخيرةِ ذكرُ حفظِ السماءِ. وأمَّا اعتبار أنَّ ذكرَ حفظِ السماءِ إشارةٌ إلى الشهبِ، فهوَ ما نستدلُّ عليْهِ من سورةِ الحجْرِ ومن سورةِ الصافّاتِ؛ إذ قد بينتْ آياتُ السورتيْنِ الواردةُ أعلاهُ أنَّ الشهبَ هي وسيلةٌ في حفظِ السماءِِ نفسِها، حفظِها من نفاذ الجن والإنس، وحفظِها من استراق الجنِّ للتسمع إلى الملأ الأعلى.

(5) ﴿ يا معشرَ الجنِّ والإنسِ إنِ استطعتُم أن تنفُذوا من أقطارِ السماواتِ والأرضِ فانفُذوا لا تنفُذونَ إلّا بسلطانٍ (33) فبأيِّ آلاء ربِّكما تُكذّبانِ (34) يُرسَلُ عليكما شُواظٌ من نارٍ ونحاسٌ فلا تنتصرانِ (35) ﴾ [سورة الرحمن].

(6) ﴿ والنجم إذا هوى ﴾ [النجم: 1].

فقد ذهبَ بعضُ المفسرينَ إلى أنَّ النجمَ المقصودَ هنا هو الشهابُ. ومن الجديرِ ذكرُهُ أنَّ وصفَ الشهابِ بالنجمِ الهاوي غيرُ مقصورٍ على اللغةِ العربيّةِ، ففي الإنجليزيّةِ، مثلاً، يسمّون الشهاب meteor تسميتينِ أخرييْنِ وهما: النجم الهاوي falling star، والنجم الرامي أو الراجم shooting star؛ فظاهرة الشهب هي عموماً سهلة الرصد

وانقضاضها هاويةً في صفحة السماء أمر مشهود. وفي العربيّةِ يقولون عن الشهب: النجوم الهاوية، والنجوم الرامية، والنجوم المارقة، والنجوم الراجمة، بل وقد يبدلون النجوم بالكواكب فيقولون: الكواكب الهاوية، والكواكب الرامية، والكواكب المارقة، والكواكب الراجمة.

(7) ﴿ والسماءِ والطارقِ. وما أدراكَ ما الطارقُ. النجمُ الثاقبُ ﴾ [الطارق: 1-3].

ذهب بعضُ المفسّرينَ أيضاً إلى اعتبار أنَّ القصدَ بالنجمِ الثاقبِ هو الشهابُ. ويبدو أنَّ رأيهم هذا مستندٌ إلى مجيءِ "الثاقبِ" وصفاً للنجمِ، وقد جاءت كلمةُ "ثاقب" وصفاً صريحاً للشهابِ في قولِ اللهِ تعالى: ﴿ إلّا مَنْ خَطِفَ الخطفةَ فأتبَعَهُ شهابٌ ثاقبٌ ﴾ [الصافات: 10]

القرطبي، أبو عبد الله، محمد بن أحمد الأنصاري: الجامع لأحكام القرآن، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط3، 1987.

جوهري، طنطاوي: الجواهر في تفسير القرآن الكريم، المكتبة الإسلامية، ط4، 1974.


الشهاب في التفاسير


نظراً إلى تناول القرآن الكريم للحديث عن الشهب في بضعٍ من السور، فإن المادة التفسيريّة المتعلقة بها قد جاءت واسعة وذاتَ شجونِ. ولا ريْبَ أن أهمَّ أربعة جوانبَ في تفسير الآيات الذاكرة للشهب، صراحة أو ضمناً، هي: الجانب اللغويّ، والجانب العلميّ، والجانب العقديّ، وجانب المباحث العقليّة. ولا ريْبَ أيضاً أن هذه الجوانب يتداخل بعضها في بعضٍ.

أولاً- الجانب اللغويّ في تناول التفاسير للشهب:

يتفق المفسرون على تعريف الشهاب. فالفخر الرازيّ، مثلاً، يقول في تفسير سورة المُلك: "الشهاب شعلة نار ساطعة، ثم يُسمّى الكوكبُ شهاباً، والسنانُ شهاباً لأجْل أنهما لِما فيهما من البريق يُشبهان النارَ". ومن البدهيِّ أن الجانبَ اللغويَّ في التفاسير هو في جلّه متأسسٌ على ما جاء في المعاجم.

ثانياً- الجانب العلميّ في تناول المفسرين للشهب:

لقد اختلط هذا التناول ببعض الخرافات، ومع ذلك فإن فيه بعضاً من معلومات تنسجم مع حقائق العلم. ومن أمثلة تلك المعلومات أن ضياء الشهب ليس على حساب النجوم الثوابت، أي إن الشهب ليست نجوماً من مثل الشّعرى وسهيل وغيرهما، بل هي تضيء إذ تهوي منقضّةً باتجاه الأرض، ولا تكون مضيئة من قبل الانقضاض. وأدرك بعضهم أن الشهب تحدث قريبةً في أعالي الجوِّ، وأنها تضمحلّ وتتلاشى، ولا تعود إلى الأماكن التي تهافتت منها.

ثالثًا- الجانب العقديّ في تناول المفسرين للشهب:

ويتفق المفسرون على أن من الشهب ما يتبع الشياطينَ، وأن تلك الشهبَ هي لحفظ السماء منهم، ولمنعهم من التسمُّع إلى الملأ الأعلى. ويعتقد بعضهم أن الرمي بالشهب كان من الآيات الدالة على مبعث الرسول محمدٍ، عليه السلام، وأنه بذلك قد انقطعت الكِهانة، في حين يرى غيرُهم أنّ الرميَ بها كان جارياً منذ خلق الله تعالى السماواتِ والأرضَ.

رابعًا- جانب المباحث العقليّة في تناول المفسرين للشهب:

تعرّض المفسّرون لبحث مسائلَ عقليّةٍ مرتبطةٍ بأحاديث القرآن عن الشهب، وبما جاء عنها في الأثر الشريف. وقد أكثر الإمام الفخر الرازيّ منها في "مفاتيح الغيب"، وتوسع في مناقشتها. وإنّي هنا أُورد مثالاً مما تعرّض له في تفسيره لقول الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ﴾.. [سورة الحجر:16-18]، وذلك هو قوله: "واعلم أن في هذا الموضع أبحاثاً دقيقة ذكرناها في سورة الملك وفي سورة الجنّ، ونذكر منها ههنا إشكالاً واحداً، وهو أن لقائلٍ أن يقول:

إذا جوَّزتم في الجملة أن يصعد الشيطان إلى السماوات ويختلط بالملائكة ويسمع أخبار الغيوب عنهم، ثم إنها تنزل وتُلقي تلك الغيوبَ على الكهنة، فعلى هذا التقدير وجب أن يخرج الإخبار عن المغيبات عن كونه معجزاً؛ لأن كلَّ غيب يخبر عنه الرسول، صلى الله عليه وسلم، قام فيه هذا الاحتمال، وحينئذ يخرج عن كونه معجزاً دليلاً على الصدق، لا يُقال: إن الله تعالى أخبر أنهم عجزوا عن ذلك بعد مولد النبي، صلى الله عليه وسلم؛ لأنا نقول

هذا العجز لا يمكن إثباته إلا بعد القطع بكون محمدٍ رسولاً وكونِ القرآن حقاً، والقطع بهذا لا يمكن إلا بواسطة المعجز، وكون الإخبار عن الغيب معجزاً لا يثبت إلا بعد إبطال هذا الاحتمال وحينئذ يلزم الدور وهو باطل مُحال، ويمكن أن يُجاب عنه بأنا نُثبت كونَ محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً بسائر المعجزات، ثم بعد العلم بنبوته نقطع بأن الله تعالى أعجز الشياطينَ عن تلقُّف الغيب بهذا الطريق، وعند ذلك يصير الإخبارُ عن الغيوب معجزاً، وبهذا الطريق يندفع الدور، والله أعلم"

الرازي، فخر الدين، مفاتيح الغيب (التفسير الكبير)، تفسير سورة الحجر.


الشهاب في المعاجم

1- الشَّهْبةُ أو الشَّهَبُ هي مخالطة لونٍ للونٍ آخرَ، أي هي أن ينصدعَ وينشقَّ اللونُ بلونٍ آخرَ بحيث يكون أحدهما غالباً على الآخر، كأن تنصدع شُقرةُ حصانٍ بشعرةٍ أو شعراتٍ بيضاءَ، وكأن يهيجَ الزرعُ مصفرّاً أو مبيضّاً وتبقى في خلاله نبتاتٌ أو أوراقٌ خضراءُ.

2- الشَّهْبةُ أو الشَّهبُ هي أن يغلب اللون الأبيض في مظهر الشيء على غيرِه من الألوان المخالطة، أي هي غلبة اللون الأبيض في مظهر الشيء على ما يشوبه من لون آخر، ومنه غرّةٌ شهباء إذا كان يصدع بياضَها شعراتٌ من لون آخر.

3- الشهاب شعلة ساطعة من النار، أو عودٌ فيه نار ساطعة، أو قبَسٌ من نار.

4- الشهاب: الكوكب المنقضّ في السماء. واستُعير لوصف الرجل الشجاع الماضي في الحرب.

5- الشهاب: السّنان.

6- شهِبَ واشْهابَّ واشهبَّ واشتهب الرأس: غلب بياضُ الشيبِ سوادَ شعره، أي اشتعل شيباً.

7- شهب الحرُّ لونَ الإنسانِ أو شهّبَه: غيّره ولوّحه.

8- وجمع الشهاب: شُهُبٌ، وشُهبان، وشِهبان، وأشهبة، وأشهُب.

هذه خلاصة استعراض ما جاء في مادة "شهب" في أربعة من معاجم اللغة العربيّة: لسان العرب لابن منظور، والصحاح في اللغة للجوهريّ، ومقاييس اللغة لابن فارس، والقاموس المحيط للفيروزآباديّ


https://www.baheth.info/all.jsp?term=

وأرى أنها خلاصة تشمل جلَّ ما يرتبط ببحثنا من معاني الفعل "شهَبَ" ومشتقاته.

واعتماداً على ما جاء في الخلاصة السالفة، فإن الشهاب بمدلوله الفلكيِّ قد يكون سُميَّ بذلك على أساس أنه يظهر مثلَ شعلةٍ من النار، أو على أساس أنه بضيائه بياضٌ يصدع سوادَ الليل.









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-11, 05:14   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مفردات علميّة

يتم في الدراسة التقليديّة للشهب تداول ثلاثة مصطلحات أساسيّة يجب أن نحدد المقصود من كل منها بدقة:

(1) المستشهبات أو المُشْهِبات meteoroids، وهي الأجسام التي تدخل الأيونوسفير واصلةً إليه أصلاً من الفضاء الكونيّ من مدارات حول الشمس متخذةً بشكل عابر مدارات حول الأرض ، بحيث ينتج من سقوطها أو مرورها فيه آثار ضوئيّة.

(2) الشهب meteors: هي نفس الخطوط الضوئيّة light streaks الناتجة من مرور المستشهبات في الأيونوسفير، أي هي ما يرتسم في صفحة السماء على هيئة خطوط ضوئيّة بشكل خاطف، أو هي ما يبدو منقذفاً في الأيونوسفير على شكل شعلات هاويةٍ.

(3) النيازك: meteorites وهي الرجوم أو المستشهبات التي تستطيع الوصول إلى سطح الأرض مروراً بالأيونوسفير وما تحته من طبقات الجوِّ، وهي محتفظة بتماسك قسم من كتلتها.

ومع ضرورة التمييز بين الشهاب والمستشهب إلاّ أن النصوص العلميّة كثيراً ما تستعمل الشهاب قاصدةً المستشهب نفسه، وهذا ما قد يحدث في هذا البحث أيضاً

The New Encyclopedia Britannica-Macropedia, volume 27,15th edition,1994, article: meteor


حقائق عن الشهب

الشهاب: ظاهرة ضوئيّة خاطفة تبدو عادةً في صفحة السماء ليلاً أو نهاراً، ولكنها في الفترة الليليّةِ تكون أكثر وضوحاً. ويظهر الشهاب في الأغلب خطّاً متألقاً يقوده رأس ساطع يظهر هاوياً باتجاه الأرض كأنه سهم ناريٌّ منقضٌ سرعان ما يتلاشى في أعالي الجوِّ، أو قد يبدو في سقوطه مثل كرة ناريّةً متوهجة منقذفة من السماء نحو الأرض بسرعة خاطفةٍ

McGraw-Hill CONCISE Encyclopedia of SCIENCE

AAND technology, 3rd edition, page1158

الغوري، إبراهيم حلمي، الموسوعة الفلكية، ط1، 2008، ص 208.






مصادر المستشهبات

إن المستشهبات meteoroids هي أصلاً أجسامٌ معدنيّةٌ أو صخريّةٌ من مصدرٍ كونيٍّ، cosmic origin، أي أن مصدر أجسام الشهب هو إمّا مُذَنبِيٌّ co****ry، أي إنّ أصلها من مخلفات المذنبات comets، وإمّا نُجيْميٌّ asteroidal، أي إن أصلها هو من حزام الكويكبات asteroids. وهناك بعض من الشهب تعود مستشهباتها إلى أصل قمريٍّ أو مريخيٍّ


https://www.britannica.com/EBchecked/topic/378109/meteor

https://books.google.ps/books?id=S9pt...PA63&dq=meteor

حجوم وأوزان المستشهبات

إن الغالبيّة الواسعة الشائعة من الشهب المبصرة تكون ناتجة عن مستشهبات بحجم حبات الرمل أو بذور الخردل، و قد تكون أصغر إلى حدِّ أن قطرها يساوي واحداً في المائة ألفٍ من المتر. وعلى سبيل المثال، فإن كتلة كل مائة ألف شهاب من الهمرة الأسديّة تُقدَّرُ بغرام واحد. ومع هذا فإن عدة مئات من أطنان المستشهبات تحترق في الجو يوميّاً، وهذا يعني أن عددها اليوميّ هو بالبلايين. وقد يكون حجم المستشهب الذي يسترمد

في أعالي الجو بقدر حبة السمسم، أو بحجم حبة الفول، أو بحجم بيضة الحمامة أو بيضة الدجاج، أو حتّى بحجم حبة البرتقال، أو هو أكبر. وأمّا الرجوم النيزكيّة التي تنجح في الوصول إلى سطح الأرض فتكون عادة من حجم أعظم من ذلك بكثير، فهي تزن مئات الغرامات أو بضعة كيلوغرامات، وقد يصل وزنها أطناناً


https://www.astronomy.com/asy/default.aspx?c=a&id

https://www.geschichteinchronologie.c...NASA-ENGL.html

https://curious.astro.cornell.edu/que...php?number=370

https://wiki.bath.ac.uk/display/cloud...Area=true=2199

https://www.space.com/scienceastronom...ce_021112.html

https://www.britannica.com/EBchecked/topic/378109/meteor

مظاهر الشهب


المظهر العام لغالبيّة الشهب هو الشكل النجميّ؛ ولذلك عرفت الشهب باسم: النجوم الهاوية falling stars، وباسم: النجوم الراجمة shooting stars أو الكواكب الراجمة، وحتّى المارقة. والأغلب هو أن تظهر هذه الشهب بسبب أذيالها كأنها سهامٌ ناريّة تهوي بانقضاض خاطفٍ. والشهب الناتجة عن رجوم كبيرة نسبيّاً ، بحجم البيضة أو البرتقالة، تظهر كأنها كرات متوهجة وتعرف باسم: الكرات الناريّة fireballs. ويكون الشهاب معتبراً من نوع الكرة الناريّة إذا كان تألّقه أشد من تألّق سائر الكواكب والنجوم. والكرات الناريّة التي تنفجر في أعالي الجو تُعرف باسم: الشهب المتفجرة bolides.

وقد يبدو الشهاب في انقضاضه مطلقاً للشرر sparks أو الألسنة والشآبيبِ الناريّة flares


https://www.britannica.com/EBchecked/topic/378109/meteor

دوام الشهب


هناك دوام للشعلة المنقذفة، وهو دوام الهُوِيِّ والانقضاض؛ وهناك دوام لضياء الذيل.

فأمّا مدة سطوع الشهاب، مدة الانقضاض والهُويِّ، فتدوم من جزء من الثانية حتّى بضع ثوانٍ.

وأمّا ضياء الذيل من حول ممرِّ الشهاب، فقد يستمر مرئيّاً بضع ثوانٍ، وقد يدوم أحياناً عدداً من الدقائق ربما تصل قرابة الساعة على شكل ضياء متناقص التألق متدرج الاضمحلال، وبحيث يبدو المركز أقل تألقاً من المحيط الخارجيّ. وقد يظهر الذيل في مراحل اضمحلاله الأخيرة متمثلاً في غيمة دخانيّة خافتة الضياء متمددة من حول ممر الشهاب. ودوام الشهب من نوع الكرات الناريّة هو في العادة أطول من الشهب العاديّة


https://www.britannica.com/EBchecked/topic/378109/meteor

https://www.iucaa.ernet.in/~aaa/meteo...or_shower.html

https://books.google.ps/books?id=S9pt...PA63&dq=meteor

تألّق وسطوع الشهب

بالنسبة للناظرين من الأرض بالعين المجرّدة فقد تكون الشهب مبصرة مُبينة visual، وقد تكون غير مبصرة أو غيرَ مُبينة subvisual. فأمّا المبصرة فلها درجات متفاوتة من التألّق؛ فقد تكون خافتةً، أو قد يصل لمعانها إلى مقدار الزهرة، أو القمر البدر، أو حتّى إنها أحياناً قد تنافس تألق الشمس. ومن أهم العوامل التي تؤثّر في تألّق الشهاب

سرعته وكتلته. وتألّق بعض الشهب الناتجة عن مستشهبات ضخمة نسبيّاً يغالب ضوءَ النهار بحيث إنها قد تظهر في السماء حتّى في وقت الظهرِ. وتظهر بعض الشهب أثناء هُويِّها وهي ترمي بشرر أو تطلق ألسنة ناريّة flares. وشدة التألق أثناء الهويِّ لا تكون ثابتةً. ودرجة حرارة المستشهب أثناء هويّهِ قد تجاوز ألفيْن من الدرجات المئويّة


https://www.britannica.com/EBchecked/topic/378109/meteor

https://www.space.com/scienceastronom...meteors-ez.htm

ألوان الشهب

يغلب أن تبدو الشهب بمسحات من اللون الأخضر المصفرّ، أو الأخضر، أو تبدو بيضاء، وقد تظهر حمراء أو زرقاء، وغير ذلك. ويختلف لون الشهب اعتماداً على عوامل منها: درجة حرارة توهجّها، ومدى تألقها، وتركيبها، والطبقة من الأيونوسفير التي تكون تعبرها لحظة النظر إليها، وتفاعلها مع الغازات في ممرّها. وقد تبدي الشهب أطيافاً خضراء، أو خضراء مصفرّة، من مثل أطياف الأفجار القطبيّة auroras. وكلما قلَّ تألق الشهاب وضعف، صعب تمييز الألوان فيه


https://books.google.ps/books?id=S9pt...PA63&dq=meteor

https://www.astronomy.com/asy/default.aspx?c=a&id=2199

https://curious.astro.cornell.edu/que...php?number=758

https://www.geocities.com/CapeCanaver...40/meteors.htm

https://tomsastroblog.com/?p=938

https://cs.astronomy.com/asycs/photos...ure432679.aspx


.









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-11, 05:26   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جرائر الشهب trails:

جرير الشهاب أو مدرجته trail أو ذيله tail هو غبار أو دخان من غازات متأيّنة يبدو من خلف الشهاب كأنه حبل منير أو أسطوانة مضيئة.

وذيل الشهاب يدوم مبصراً بضع ثوانٍ، وقد يستمر في نادر الأحيان مرئيّاً إلى نحو ساعة، وذلك يعتمد على مدى استقرار الجوّ العلويّ، وعلى شدة التأيّن فيه.

وطول ذيل الشهاب يعتمد في الأغلب على اتجاهه بالنسبة للناظر، أي على زاوية النظر؛ إذ إنه إذا كان الشهاب منطلقاً في خط البصر فلا يرى ذيله، وأمَّا إذا كان الشهاب قادماً معترضاً لخط البصر فإن ذيله يبدو أطول ما يمكن إذ يظهر ممتداً بضع عشرات من الكيلومترات.

وكثير من الشهب قد لا يمتد ذيلها إلى حيث يتلاشى رأسها (نواة الشهاب)، أو قد لا تبدو إلاّ بعد أن يقطع الرأس مسافة عشرات الكيلومترات.

وهناك شهب لا جرائر لها؛ إذ لا يبدو من خلفها أي ذيل منير، وبهذا تبدو كأنها نجوم هاوية.

وطول ذيل الشهاب هو في العادة عشرات الكيلومترات، فثلاثون كيلومتراً، مثلاً، هي طول ذيل متوسط


https://www.iucaa.ernet.in/~aaa/meteo...or_shower.html

https://www.astronomy.com/asy/default.aspx?c=a&id=2199

https://books.google.ps/books?id=S9pt...meteor&f=false

https://www.meteorobs.org/maillist/msg23234.html

https://faza1.tripod.com/mbc1.htm

https://ieeexplore.ieee.org/xpl/freea...number=1144267

ويُقدّر نصف قطر الأسطوانة الغير منتظمة التي يشكلها الذيل ببضع عشرات من الأمتار.



ارتفاعات الشهب:

تظهر أغلب الشهب الشائعة في الطبقة الأيونوسفيريّة المعروفة باسم: E-layer الواقعة في المدى الارتفاعيّ من 90كم-160كم، وأظهر ما تكون على ارتفاع ما بين ..100كم -120كم. وعادة ما يبدأ الظهور الضوئيّ للشهب الشائعة على ارتفاع نحو 140كم، ويمتدُّ نزولاً في طبقة D-layer إلى نحو 60كم. وبعض الكرات الناريّة قد تنزل إلى ارتفاع 50كم، أو دون ذلك.

وقد رصدت بعض الشهب على ارتفاع نحو 200 كم، أي في الطبقة الأيونوسفيريّة F-layer . ومن هنا، فإن طبقات الأيونوسفير الثلاث هي موطن لظهور الشهب، وإن كان الغالب هو ظهورها في طبقة E-layer


https://www.iucaa.ernet.in/~aaa/meteo...or_shower.html

https://leonid.arc.nasa.gov/leo00.pdf

سرعات الشهب:

سرعة السقوط الابتدائيّة، سرعة دخول المستشهب في الجوّ العلويّ، هي بين 11.2كم/ث إلى 72كم/ث أو أكثر، أي قد تصل إلى مائة ضعف سرعة طائرة الكونكورد، أو طلقة الرصاص. وزخم المستشهب المتوسط السرعة30كم/ث-40كم/ث، والذي قطر جسمه ميليمتر واحد، هو بمقدار زخم أو اندفاع الرصاصة السريعة من عيار 22ملم، والمقصود بالزخم هو كميّة الحركة أو التحرك momentum، وهو يُحسبُ رياضيّاً من حاصل ضرب الكتلة في السرعة

https://www.iucaa.ernet.in/~aaa/meteo...or_shower.html

https://www.space.com/scienceastronom...ce_021112.html

وأثناء السقوط يتم التسارع بفعل الجاذبيّة الأرضيّة في حين إن الاحتكاك بغازات الجوّ العلويّ يعمل على التقليل من السرعة.

أصوات ترافق الشهب:

لا ريْبَ أن أيَّ تصادم أو ارتطام، أو أيَّ طرْق، هو مولّد لأمواجٍ صوتيّةٍ. وهذا ما ينطبق على ارتطام المستشهبات بالجوِّ العلويّ حيث إن غازاتهِ مخلخلة، كثافتها صغيرة جداً، أي يكاد يخلو من الغازات، فكتلة كلِّ محتويات الأيونوسفير من الغازات لا تتجاوز الواحد في الألف من مجموع كتلة غازات الغلاف الجويِّ. والهواء ضروريٌّ لانتقال الأمواج الصوتيّة. وإن ظهور الشهب هو مما يعني بالضرورة توليد أصوات مزامنة. ولكن العلوَّ الكبير الذي يحدث عليه الارتطام، وحالة التخلخل في الأيونوسفير، هما عاملان يجعلان التقاط تلك الأمواج الصوتيّة بالسمع البشريّ على سطح الأرض – يجعلانه أمراً نادراً.

وقد تأكد العلماء من وجود أزيزٍ sonic booms يزامن ظهور الشهب، ومن ظهور موجات صدميّة shock waves تزامن ظهورها أيضاً.

وقد استطاع العلماء التأكد من ادّعاءات بعض الناس في أنهم سمعوا أصواتاً تتزامن مع ظهور الشهب، وقد فسروا ذلك من خلال حدوث الأمواج الكهروصوتيّة electrophonic وذلك من خلال حقيقة أن حدوث الشهب مرتبط بالتفريغات الكهربائيّة التي هي مصدر أمواج راديويّة، وهذه الأمواج الراديويّة، وهي أمواج تنتقل بسرعة الضوء، تكون عند وصولها إلى بعض الناس المشاهدين للنشاطات الشهابيّة سبباً لاهتزازات يتّفق أن تدركها أسماعهم


https://vinkovic.org/Projects/Electrophones/

https://www.pibburns.com/catastro/metsound.htm

https://www.meteorobs.org/maillist/msg20622.html

https://www.britannica.com/EBchecked/topic/378109/meteo

تركيب المستشهبات:


المستشهبات meteoroids هي قطع صخريّة أو معدنيّة؛ فقد يكون المستشهب صخريّاً حجريّاً أو حديديّاً، أو يكون خليطاً منهما مع امتزاجٍ بمعادن أخرى بنسب قليلة. وبعض المستشهبات الحجريّة تحتوي على نسبة كبيرة من الكربون وذلك بشكل كربونات الكوندرايْت carbonaceous chondrites.

فأمّا بالنسبة لتركيب المستشهبات الحجريّة فقد وجد في تركيب عينات منها: أكسجين 36%، وحديد 26%، وسيليكون 18%، ومغنيسيوم 14%، وألومنيوم 1.5%، ونيكل 1.4%، وكالسيوم 1.3%. وأمّا بالنسبة للمستشهبات الحديديّة فقد وجد في تركيب عيّناتٍ منها: حديد 91%، و نيكل 8.5%، وكوبالت 0.6%


https://www.answers.com/topic/meteor

https://www.space.com/scienceastronom...eteors-ez.html

https://www.britannica.com/EBchecked/topic/378109/meteor

أنواع عروض الشهب ومعدّل حدوثها:

(1) الشهب الفُرادى sporadic meteors:

يمكن أن يشاهد الإنسان في الليلة الصافية، بعيداً عن أضواء المدن وفي غياب ضوء القمر، ما معدله في الساعة الواحدة بضعة من الشهب، وربما تصل إلى بضعةَ عشرَ, وهي في العادة لا تظهر معاً بل على تتابع متباعد في الوقت، أي بين الشهاب والآخر بضع دقائق. ومثل هذه الشهب، وبهذا المعدل، هي التي تظهر عشوائيّاً randomly متناثرةً من هنا وهناك في السماء، وليس من بقعةٍ محدّدةٍ، أي إن مواضع انطلاقها لا تكون من بقعة واحدة

في السماء معلّمةٍ بخلفيّةٍ معيّنة من النجوم. والشهب في مثل هذه العروض هي التي يسمّونها : الشهب الفُرادى sporadic meteors، أي تظهرُ وُحداناً. ونحن في الواقع لا تجول عيوننا من نفس الموقع على الأرض في أكثر من واحد في العشرين ألف من المساحة الكليّة للسماء، ومن هنا فإن عدد الشهب الفرادى المرئيّة للناظرين يكون يوميّاً بالملايين.

(2) الهمرات الشهابيّة (الزخّات الشهابيّة، الرخّات الشهابيّة) meteor showers:

يشاهد الناس أحياناً معدّلاً غير عاديٍّ من الشهب، وابلاً من الشهب، أي إن عشرات أو مئات أو حتّى آلاف من الشهب تسطع في الساعة الواحدة تباعاً، وحتّى إنَّها قد تظهر أحياناً بمثل هذه المعدّلات في آن واحد، وهي تظهر إذ تهوي في السماء بحيث كأنها منطلقة من نقطة واحدة، أي تبدو في السماء متشعّعةً م

ن نقطة واحدة radiant point معلّمةٍ بخلفيّةٍ معيّنة من مجموعات النجوم. ومثل هذه العروض من الشهب التي تظهرُ زُرافاتٍ لا وُحداناً تعرف باسم: الهمرات الشهابيّةِ أو همرات الشهب، وبعضهم يقول عنها: الرخّات الشهابيّة، أو : الزخّات الشهابيّة. وبعض الهمرات الشهابيّة تظهر في السماء دوريّاً في مواعيدَ محدّدةٍ من السنة، وهي مرتبطة بمرور الأرض في أفلاك المذنّبات التي تترك وراءها مخلّفات من الغبار والحصى والحجارة.

ويسمّي العلماء الهمرة الشهابيّةً باسم الخلفيّة من السماء التي تبدو فيها نقطة تشعُّعها، أي باسم البرج أو باسم كوكبة النجوم التي تكون في خلفيّة نقطة تشعُّعها. ومن أشهر الهمرات الشهابيّة: الأسديّات Leonids، والبرشاويات Perseids، والدلويّات Aquarids، والثوريّات Taurids، والقيثاريّات Lyrids ، والتوأميّات Geminids. ولكلِّ همرةٍ شهابيّةٍ فترة يكون فيها معدّلها قد بلغ أعلى قيمة أثناء مدّة حدوثها، وتعرف هذه الفترة بوقت الذروة أو ساعة الذروة peak hour.



.









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-11, 05:37   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(3) العواصف الشهابيّة: meteor storms or meteor outbursts or meteor streams:

وهي همرات شهابيّةٌ عالية المعدل بشكل كثيف متميّزٍ بحيث يتجاوز معدّل عددِها ألفَ شهابٍ في الدقيقة الواحدة؛ بل قد يظهر منها بضعة آلاف معاً. وبعض العواصف الشهابيّةِ، كتلك التي شوهدت في أوروربا في العام 1799م ، وفي العام 1833م، قُدّرَ عدد شهبها بمئات الآلاف في الساعة الواحدة.

وفي أثناء مثل هذه العواصف الشهابيّةِ تبدو السماء مليئة بالنجوم الهاوية حتّى إنها قد تبدو وكأنها تُمطر شهباً، ففي العام 289 للهجرة الموافق 902 للميلاد ظهرت في سماء بغداد عاصفة شهابيّةٌ تزامنت مع موت الخليفة إبراهيمبن أحمد فسموّها: "ليلة النجوم"، واعتبرها بعضهم دموعاً ذرفتها السماء بكاء عليه


https://www.creationism.org/victoria/...1866_pg421.htm

وعواصف الشهب نادرة الحدوث فقد لا تحدث في القرن الواحد أكثر من بضع مرّات؛ ثلاث مرّات منها هي عواصفُ شهابيّةٌ أسديّةٌ Leonids؛ إذ إن همرة الأسديّات التي تظهر سنويّاً في أواسط شهر تشرين الثاني تصنع عاصفةً شهابيّةً مرّة كل 33 سنة تقريباً.



ولأن الدقائق المحدثة للهمرة الشهابيّة، أو المحدثة للعاصفة الشهابيّة، تكون مسافرة في ممرات متوازية، وبنفس السرعة، فسوف تظهر شهبها للمراقب من الأرض متشعّعة من نقطة واحدة radiant point. وظهور التشعّع من نقطة واحدة عائد إلى الخداع البصريّ perspective. وغالباً ما يسمّون الرخة الشهابيّة بنسبتِها

إلى البرج السماويّ أو الكوكبة السماويّة التي تكون في خلفيّتِها. وهناك همرات شهابيّةٌ مشهورة تعود للظهور بشكل دوريٍّ في نفس المواعيد من السنة وقد تبدو العاصفة الشهابيّة كأنها "تمشيط" للسماء برمايات ناريّةٍ أو صاروخيّة، فتظهر السماء مليئةً بالنجوم الهاوية.


الغوري، إبراهيم حلمي، الموسوعة الفلكية، ط1، 2008.

https://www.space.com/scienceastronom...rs_000809.html

https://www.britastro.org/jbaa/archive/scotmtg.htm

https://csep10.phys.utk.edu/astr161/l...ification.html

https://www.iucaa.ernet.in/~aaa/meteor/meteor_shower.htm

https://leonid.arc.nasa.gov/1998.html

https://www.theastronomer.org/meteor_glossary.html

https://cseligman.com/text/meteors/meteors.htm

https://www.britastro.org/jbaa/archive/scotmtg.htm

https://www.space.com/scienceastronom...at_010924.html



هل السماء الدنيا هي الأيونوسفير ionosphere؟

لقد عيّن القرآن الكريم أن السماء الدنيا هي موضع انطلاق الشهب، وذلك في ثلاث آيات؛ إذْ حصرَ ظهورَ الشهبِ فيها، وذلك صراحةً في اثنتيْنِ، وضمناً في الثالثةِ:

1- ﴿ ولقد زينا السماءَ الدنيا بمصابيحَ وجعلناها رجوماً للشياطينِ ﴾ [الملك: 5].

2- ﴿ إنّا زيّنّا السماءَ الدنيا بزينةٍ الكواكبِ (6) وحفظاً من كلِّ شيطانٍ ماردٍ (7) لا يسَّمَّعونَ إلى الملإ الأعلى ويُقْذَفونَ مِنْ كلِّ جانبٍ (8) دُحوراً ولهمْ عذابٌ واصبٌ (9) إلّا مَنْ خَطِفَ الخطفةَ فأتبَعَهُ شهابٌ ثاقبٌ (10) ﴾ [سورة الصافّات].

3- ﴿ وأنّا لمسنا السماءَ فوجدناها مُلِئتْ حرَساً شديداً وشُهُباً (8) وأنَّا كنّا نقعُدُ منها مقاعدَ للسمعِ فمَنْ يستمعِ الآنَ يجدْ له شهاباً رصداً (9) ﴾ [سورة الجن]. ومن البدهيِّ أنَّ اللمسَ يكون بمسِّ سطحِ الشيءِ وظاهرِهِ، أي بمسِّ الطبقةَ الأولِى منه، ولا ريْبَ أنَّ الطبقَةَ الأولى من السماءِ بالنسبةِ للثقليْنِ، للجنِّ والإنس، هي السماءُ الدنيا.

فأيّ حيّزٍ من الفضاء هو السماء الدنيا حيث تحدث الشهب؟

قد ثبتَ علميّاً بشكلٍ لا مريةَ فيه أن الشهب لا تظهر ولا تنطلق إلاّ في الأيونوسفير بطبقاته الثلاث، أي في الفضاءِ من فوق الأرض المحتلِّ لارتفاع معدّله من نحو 60كم أو 70كم إلى 1000كم تقريباً، وهي من الأسفل إلى الأعلى: D-layer، و E-layer، و F-layer. وبناء على هذا، فالأيونوسفير هو السماء الدنيا. ويعزّز هذا الاستنتاجَ أن الأيونوسفير نفسَهُ ذو خصائص تمكنه من إصدار الضوء، أي إن الأيونوسفير مؤهل بخصائصه وبتركيبه ليقوم بمهمّة المصابيح؛ وهذا واضح من الضياء الدائب فيه، ليلاً ونهاراً، والمعروف باسم : "الوهج الجويّ" airglow، ومن ظاهرة الأفجار القطبيّة


https://zuserver2.star.ucl.ac.uk/~idh/apod/ap070409.html

polar auroras وبخاصّة الإهليلجان الأوروريّان

https://www-istp.gsfc.nasa.gov/istp/o.../bobwhere.html

auroral ovals

الشماليّ والجنوبيّ. وكلٌّ إهليلج أوروريّ عبارة عن كعكة doughnut من ضياء الفجر القطبيِّ، وهي كعكة متغيّرة الحجم موجودة دائماً في أيونوسفير سماء المنطقة القطبيّةِ، واحدة في الشماليّة والأخرى في الجنوبيّة.

وعلى هذا، فالأيونوسفير طبقة مزيّنة بمصابيح، وهي نفسها مسرح الشهب أيضاً. ومن الجدير بالذكر أن أنشط منطقة أيونوسفيريّةٍ في توليد الأفجار القطبيّة هي طبقة E-layer، وهي نفسها مسرح النسبة الكبرى من النشاطات الشهابيّةِ.

وإذا أخذنا قول الله تعالى: ﴿ ولقد زيّنّا السماءَ الدنيا بمصابيحَ وجعلناها رجوماً للشياطينِ ﴾ [الملك: 5]، فإننا نجد في تفسير القرطبيِّ أن الضمير في "وجعلناها" راجعٌ إلى السماءِ، وأنَّ هناك حذفاً للمضافِ، والتقدير هوَ : (وجعلنا شهبَها رُجوماً للشياطينِ).

وأمّا الإمام الرازيّ فقد ذهب في تفسيره الكبير "مفاتيح الغيب" إلى أن المجعول رجوماً للشياطين هو المصابيحُ أنفُسُها، أي إنه قد اعتبر أن الضمير في "وجعلناها" عائد على المصابيح. ولا ريْبَ أن عودة الضمير على المصابيح، وهي آخر مذكور قبل الضمير والأقرب إليه، تعني أنه يوجد في السماء الدنيا نفسِها ما يولّدُ شهباً ونوراً، أي إن الفضاء الذي من فوق الأرض حيث تتولّد الشهب يتمُّ فيه نفسِهِ توليد ضياء أيضاً.

وبلغة أخرى، فإن الأخذ بعودة الضمير في "وجعلناها" على المصابيح معناه في النهاية أنه يوجد فوق الأرض طبق يتم في فضائه أو حيّزه توليد الشهب وتوليد نور، أي إن الطريقة التي يتمُّ بها توليد الشهب تُولِّدُ ضياءً أيضاً. وبناء على ما هو مقرّر جيوفيزيائيّاً من ارتباط ضياء الأفجار القطبيّة بالتفريغات الكهربائيّة ومن جريانها في الأيونوسفير، فإن ظهور الشهب في الأيونوسفير نفسِهِ لهو مما يعني أن هذا الظهور هو الآخر مرتبط بالتفريغات الكهربائيّةِ.









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-11, 05:43   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نظريّات في ضياء الشهب:

هناك ثلاث نظريّات تتناول مسألة تفسير ضياء الشهاب meteor باعتباره، حسب النظرة التقليديّةِ، مرتبطاً بجسم هاوٍ meteoroid، وهي: نظريّة التوهّج الناتج عن التسخين بالاحتكاك، ونظريّة تفسير السطوع بالتوهّج بتأثير الضغط الكبسيّ، ونظريّة تولُّد الضياء بالتفريغات الكهربائيّة.

1) التسخين بالاحتكاك frictional heating :

درج علماء الفلك والجيوفيزياء لفترة طويلة على تفسير الضياء الشهابيّ بأنه نتيجة توهّج المستشهب، أي نتيجة لما يحدث للمستشهب من التسخين إلى درجاتٍ حراريّة عالية جدا، قد تتجاوز ألفيْن من الدرجات المئويّةِ. وفي رأيهم أن التسخين الشديد يَحدث للمستشهب بسبب تحول طاقته الحركيّة العالية إلى طاقة حراريّة في عمليّة تصادم المستشهب بالمحتويات الغازيّة والأيونيّة في الأيونوسفير، وبخاصةٍ عند مرور المستشهب في طبقة E-layer بين ارتفاع نحو 90كم إلى ارتفاع نحو 150كم فوق سطح الأرض.

ومع أن المستشهبات الشائعة المعهودة typical صغيرة الكتلة، بحجم حبّات الرمل، إلا أن طاقتها الحركيّة عالية جداً بسبب سرعتها العظيمة؛ إذ إن الطاقة الحركيّة تتناسب طرديّاً مع السرعة ومع الكتلة، وهي تساوي نصف حاصل ضرب الكتلة في مربع السرعة، ويتم تطبيق هذه المعادلة باستعمال وحدات مخصوصة لكل من الطاقة والكتلة والسرعة. ويرى أصحاب هذه النظريّةَ أن الاحتكاك الشديد، وما ينشأ عنه من الحرارة، هما السبب في إبلاء واهتراء وتبديد واندثار ablation أجسام المستشهبات


https://xxx.lanl.gov/abs/astro-ph/0505288
.

2) التسخين بالضغط الكبسيّ ram pressure :

أثناء السقوط السريع للمستشهب، فإنه يعمل على دفع ما أمامه من محتويات الأيونوسفير الغازيّة ضاغطاً لها، كابساً لها متراكباً بعضها على بعض، بسرعة هائلة؛ وهذا الانضغاط السريع، هذا التراكب والتضّامُّ، للغازات من أمامه يؤدّي إلى تسخينها وتوهجها واكتسابه هو حرارة بحيث إنها توهّجُه هو أيضاً، وتعمل في تبخير مكوناته، وتأيين بعضها، وفي المساعدة على إحالته إلى رماد


https://www.universetoday.com/guide-t...-shooting-star

https://www.space.com/scienceastronom...nce_021112.htm

3) التفريغات الكهربائيّة electrical discharges:

إن الطبقة الأيونوسفيريّة المعروفة باسم: E-layer هي منطقة جُلِّ النشاطات الشهابيّة. وتتميّز طبقة E-layer عن طبقة D-layer التي تحتها، وعن طبقة F-layer التي فوقها ليس فقط في نوع الغازات الغالبة بمنطقتها، وفي كثافتها، ودرجة استجابتها للتأيّن، وبخاصة بفعل أطياف الأشعة الشمسيّة القصيرة الموجة من السينيّة وفوق البنفسجيّةِ، بل تتميّز عنها أيضاً بعظَم نشاطاتها الكهربائيّة من فوارق جهد وتيّارات؛ إذ هي منطقة الأثر الدينامويّ dynamo effect region.

وبناء على الوجود الدائم لفوارق الجهد المتغيّرة والتيّارات الكهربائيّة في هذه الطبقة عظيمة الإيصاليّة الكهربائيّة، فإن مرور أي جسم موصل فيها يؤدّي إلى حدوث دوائر قصْر كهربائيّة short circuits أو ما يقال عنه: ماسات كهربائيّة contacts، مسببةً تفريغاتٍ كهربائيّةً بسرعة هائلة، وهذا ما يحدث على طول ممرِّ سقوط المستشهب، وتكون هذه التفريغات الكهربائيّة بمثابة سلسلة خاطفة من الصواعق المُبرقة تصيب المستشهب نفسه وتنخره نخراً، وتحيله إلى بخار وأيونات ورماد


https://www.thunderbolts.info/tpod/20...0613meteor.htm

https://www.stormingmedia.us/10/1046/A104653.html

https://www.space.com/scienceastronom...at_010924.html https://www.iop.org/EJ/abstract/1402-4896/20/5-6/012

https://woodshole.er.usgs.gov/epubs/bolid...

https://www.thunderbolts.info/tpod/20...9meteorite.htm

https://www.holoscience.com/news.php?article=9kee2918

https://articles.adsabs.harvard.edu//...00525.000.html

https://au.answers.yahoo.com/question...1074825AAzXc06

https://books.google.ps/books?id=S9pt...meteor&f=false

.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-12, 05:28   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




أقوال العلماء فيمن بنى الكعبة والمسجد
الأقصى أولاً ، وذِكر الراجح منها


السؤال:

نحن نعمل في مجال الدعوة ، ويطرح علينا سؤال : يقول الله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ) هل وضع البيت كان أثناء مراحل خلق الله للأرض ودحيها وقبل السماء ؟

أم بعد فراغ الله من خلق الكون كله ؟

وكيف كان الوضع ؟

هل كان بناء ؟

أم قواعد على الرمل ؟

ومن كان الواضع ؟

هل هو الله ؟

. ويقول الله تعالى ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ) أي القواعد والأركان كانت موجودة من قبل إبراهيم ؟

ومن بنى البناء الأول ؟

. أفيدونا جزاكم الله خيراً بإجابة نستطيع الرد على المتسائلين

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

نشكر لكم عملكم في الدعوة إلى الله ، ونسأل الله تعالى أن يثيبكم على ذلك أجراً جزيلاً ، فالقيام بعمل الرسل الكرام وظيفة جليلة ، وواجب شرعي ، يستحق من يقوم أن يُثنى على جهده ، ويُعان بالمستطاع .

واعلموا أنه ليس على كل سؤال جواب ، فبعض الناس يسأل عن شيءٍ غيبي لم يرد نص من الشرع ببيانه ، كما أن بعض الناس يسأل أسئلة تهكمية أو تعجيزية لا يريد من ورائها إلا تضييع أوقات الدعاة وطلبة العلم ، وفي النهاية لا يوجد إجابة على مسائله ، فخير ما يُفعل معه أن تُذكر قواعد الشرع ومهماته ، ويوكَل علم ما لا نعلم إلى الله سبحانه وتعالى .
ثانياً:

وضع البيت الحرام في الأرض لم يكن – فيما يظهر لنا – مع خلق الأرض ، ولا بعد دحيها ، وليس هو من وضع الله تعالى مباشرة ، بل كان الرب تعالى هو الآمر ببنائه ، وهو المقدِّر أزلاً أن يكون ذلك البيت في تلك البقعة ، وقد جعل الله تعالى مكة بلداً حراماً يوم خلق السموات والأرض ، وقِدَم تحريم البلدة لا يعني وجود البناء في ذلك اليوم .

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ افْتَتَحَ مَكَّةَ ( لَا هِجْرَةَ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا فَإِنَّ هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ... )

. رواه البخاري ( 1737 ) ومسلم ( 1353 ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

" ولا معارضة بين هذا وبين قوله الآتي - في الجهاد وغيره - من حديث أنس أن ( إبراهيم حرَّم مكة ) ؛ لأن المعنى : أن إبراهيم حرَّم مكة بأمر الله تعالى لا باجتهاده ، أو أن الله قضى يوم خلق السماوات والأرض أن إبراهيم سيحرِّم مكة ، أو المعنى : أن إبراهيم أول من أظهر تحريمها بين الناس وكانت قبل ذلك عند الله حراماً ، أو أول من أظهره بعد الطوفان" .
" فتح الباري " ( 4 / 43 ) .

وقد رويت أحاديث وآثار تبين أن الكعبة كانت صخرة في الماء ، وأن دحي الأرض كان من تحتها ، وأنها مخلوقة قبل الأرض بألفي سنة ، وكل ذلك لا يخلو من ضعف ، وما صح منه فمأخوذ عن بني إسرائيل ، وانظر هذه الأحاديث والآثار في جواب السؤال ( 102590 ) ؛ فلا يدرى على وجه اليقين : كيف كان حال بيت الله الحرام أول ما وضع .

ثالثاً:

أما معنى " الوضع " في قوله تعالى : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ) آل عمران/ 96 فهو بمعنى التأسيس ، وتدل تلك الكلمة على تقريب البيت ودنوه لانتفاع الناس به في الطاعة والعبادة ، وجاءت كلمة " الرفع " في فعل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام تشريفاً لهما .

قال الشيخ الطاهر بن عاشور – رحمه الله -
:
ومعنى ( وُضع ) أسّسَ وأثْبِتَ ، ومنه سمّي المكان موضعاً ، وأصل الوضع : أنَّه الحطّ ، ضدّ الرفع ، ولمَّا كان الشيءُ المرفوع بعيداً عن التناول : كان الموضوع هو قريب التناول ، فأطلق الوضع لمعنى الإدناء للمتناول ، والتَّهيئة للانتفاع .
"
التحرير والتنوير " ( 4 / 12 ) .

والكلام عن الأولية في الآية – ( أول بيتٍ ) - هو عن أول بيت بني لعبادة الناس وهدايتهم ، وليس أول بيت بناه الناس مطلقا .

ويدل على ذلك حديث أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ ؟ قَالَ : ( الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ) .

رواه البخاري ( 3186 ) ومسلم ( 520 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-12, 05:30   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فالبناء هو المسجد ، والظاهر أنه هو القبلة – كما سيأتي - .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وهذا الحديث يفسر المراد بقوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ) ويدل على أن المراد بالبيت بيت العبادة لا مطلق البيوت ، وقد ورد ذلك صريحاً عن علي أخرجه إسحاق بن راهويه وابن أبي حاتم وغيرهما بإسناد صحيح عنه ، قال : " كانت البيوت قبله ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله " . "

فتح الباري " ( 6 / 408 ) .

رابعاً:

اختلف العلماء فيمن بنى البيت أولاً على أقوال ، أشهرها :

1. أن منهم من قال : إنهم الملائكة – وهو قول أبي جعفر الباقر - .

2. ومنهم من قال : إنه آدم عليه السلام – وهو قول عطاء وسعيد بن المسيب ، وممن قال به : ابن الجوزي وابن حجر ، ويرجحه الشيخ الأمين الشنقيطي - .

3. وذهبت طائفة إلى أنه إبراهيم عليه السلام – وهو قول ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ويرجحه الشيخ العثيمين - .
والذي يترجح لنا : هو القول الثاني ، وأن باني البيت هو آدم عليه السلام ، والذي كان من إبراهيم عليه السلام هو تجديد بنائه ورفعه بعد أن تهدم بالطوفان أو بغيره ، ومما يدل على ذلك :

1. قوله تعالى ( وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ ) البقرة/ 125 ، ولا يُعهد إليهما بتطهير البيت إلا وهو موجود قبلهما .

قال الأستاذ عبد الكريم الخطيب :

آدم هو الذي أنشأه وأقامه ، فهو أقدم من إبراهيم بأزمان بعيدة ، وفى هذا يقول اللّه تعالى ( وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ ) البقرة/ 125 ، ففى قوله تعالى ( وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ ) إشارة إلى أنه كان بيتا للّه قبل أن يعهد اللّه إلى إبراهيم وإسماعيل بتطهيره من الأوثان التي عبدها العابدون فيه .

" التفسير القرآني للقرآن " ( 2 / 534 ) .

2. قوله تعالى ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ ) البقرة/ 127 ، وذِكر رفع إبراهيم عليه السلام للقواعد يدل على أنها موجودة قبله ، وإنما عمله الكشف عنها ورفعها ، والبناء عليها .

قال الأستاذ عبد الكريم الخطيب :

وفى هذا إشارة أخرى إلى أن البيت كان قائما على قواعد ، وأنها كانت إلى عهد إبراهيم وإسماعيل قد تهدمت .. فكان عمل إبراهيم وإسماعيل فيها هو إقامتها على أصولها التي كانت عليها.

" التفسير القرآني للقرآن " ( 2 / 534 ) .

3. قوله تعالى ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) .

4. قوله تعالى ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) .
فظاهر الآيتين يدل على وجود البيت قبل إبراهيم عليه السلام ، بل وعلى لسانه .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :

فقوله ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ) أي : هيأناه له ، وعرَّفناه إياه ؛ ليبنيه بأمرنا على قواعده الأصلية المندرسة ، حين أمرْنا ببنائه ، كما يُهيأ المكان لمن يريد النزول فيه .
... .
وغاية ما دل عليه القرآن : أن الله بوأ مكانه لإبراهيم ، فهيأه له ، وعرفه إياه ؛ ليبنيه في محله ، وذهبت جماعة من أهل العلم إلى أن أول من بناه إبراهيم ولم يُبن قبله ، وظاهر قوله : حين ترك إسماعيل ، وهاجر في مكة ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) يدل على أنه كان مبنيّاً واندرس ، كما يدل عليه قوله هنا ( مَكَانَ الْبَيْتِ ) ؛ لأنه يدل على أن له مكاناً سابقاً كان معروفاً ، والله أعلم .

انتهى من " أضواء البيان " ( 4 / 296 ) .\

5. كون الكعبة قِبلة الأنبياء قبل إبراهيم عليه السلام .

قال ابن عادل الحنبلي – رحمه الله - :

فدلت هذه الأقوال المتقدمة على أن الكعبة كانت موجودةً في زمان آدم عليه السلام ، ويؤيده أن الصلوات كانت لازمةً في جميع أديان الأنبياء ؛ لقوله : ( أولئك الذين أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَانِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً ) مريم/ 58 .

ولما كانوا يسجدون لله : فالسجود لا بد له من قِبْلَةٍ ، فلو كانت قبلة شيث وإدريس ونوح موضعاً آخر سوى القبلة : لبطل قوله : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ) ، فدلَّ ذلك على أن قبلةَ أولئك الأنبياء هي الكعبةُ .

" اللباب في علوم الكتاب " ( 5 / 401 ) .

6. استقبال إبراهيم عليه السلام مكان الكعبة من أجل الدعاء قبل بنائه لها ، وتسميته للبيت ووصفه بأنه محرَّم .
جاء في حديث ابن عباس المشهور : " ... فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ : يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ : أَاللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَتْ : إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ رَبِّ ( إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) حَتَّى بَلَغَ ( يَشْكُرُونَ ) ..
. .
رواه البخاري ( 3184 ) .

والثنيَّة " مكان مرتفع .

وهذا الحديث نصٌّ في أن دعاء إبراهيم عليه السلام هذا إنما كان قبل بناء البيت ؛ خلافا لمن ذهب إلى أن هذا الدعاء منه عليه السلام كان بعد بنائه البيت ، كما قاله ابن كثير رحمه الله في "

تفسيره " ( 4 / 513 ) .

7. إخبار الملَك لهاجر أم إسماعيل بوجود مكان البيت وأنه يبنيه زوجها وولدها .

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ أَوْ قَالَ لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا قَالَ فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ لَا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ فَإِنَّ هَا هُنَا بَيْتَ اللَّهِ يَبْنِي هَذَا الْغُلَامُ وَأَبُوهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ وَكَانَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنْ الْأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ تَأْتِيهِ السُّيُولُ فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ...
.
رواه البخاري ( 3184 ) .

والخلاصة :

أن الذي ترجح عندنا هو أن آدم عليه السلام باني الكعبة المشرفة ، والمسألة ليست من القطعيات ، بل الأقوال فيها محتملة ؛ ولا مما ينبني عليها شيء من العمل ؛ فنرى ألا تكون مثارا للقيل والقال ، وكثرة الأخذ والجدال .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-12, 05:36   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت بالشرع أن القمر تكوّن نتيجة
اصطدام كوكب صغير بالأرض ؟


السؤال :


أعلم أن الله عز وجل هو خالق الأرض والسماء وكل ما في الكون ، وأؤمن بذلك ، أي أن كل ما في الكون من بشر وحيوانات وكواكب وقمر وشمس وغيرها من خلق الله عز وجل . شاهدت منذ أيام فيلمًا وثائقيًا عن مدار الأرض ، حيث يوضح هذا الفيلم أن القمر تكوّن نتيجة اصطدام كوكب صغير بالأرض

وكان أثر هذا الاصطدام الهائل أن تناثرت أجزاء هذا الكوكب وجزء من هذه الأجزاء أصبح القمر الذي يدور حول الأرض . على حد علمي المتواضع، أن الله عز وجل خلق القمر والشمس ، ليضيء لأهل الأرض

وليكون الليل والنهار، وعلمت معجزة شق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي كانت لتثبت للمشركين نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم . فما رأي الشرع فيما شاهدته في هذا الفيلم الوثائقي ؟ وهل الرأي الشرعي يتناسب مع هذا الكلام ؟


الجواب :

الحمد لله


أولا :

جعل الله عز وجل من آياته الشمس والقمر والنجوم السيارات في السماء ليتفكر الخلق في آياته فيؤمنوا به سبحانه إلها واحدا ، قال عز وجل :

( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) فصلت/ 37 .

ثانيا :

بين سبحانه أن كثيرا من الناس عن آيات ربهم غافلون ، فقال : ( وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) يونس/ 92 .
وقال سبحانه : ( وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ) الأنبياء/ 32.

ثم توعد هؤلاء الغافلين فقال

( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) يونس/ 7، 8 .

ثالثا :

أنكر الله عز وجل على المشركين شهادتهم الباطلة التي يشهدونها دون أن يكون لديهم في ذلك أثارة من علم ، أو يكونوا شهدوا بأنفسهم ورأوا بأعينهم ما شهدوا به بألسنتهم . قال تعالى :

( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) الأحقاف/ 4 .

وقال تعالى :

( أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ) الصافات/ 150 .

وقال تعالى : ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) الزخرف/ 19 .
والمعنى : أأشهد الله هؤلاء المشركين الجاعلين ملائكة الله إناثا خلق ملائكته الذين هم عنده، فعلموا ما هم ، وأنهم إناث ، فوصفوهم بذلك ، لعلمهم بهم ، وبرؤيتهم إياهم ؟!

"تفسير الطبري" (21 /582)

فلا شك أن من شهد بما لا دليل له عليه ولا برهان له به من رؤية ومشاهدة أو علم ثابت أنه متقول كذاب .

فهؤلاء الذين يزعمون أن القمر تكوّن نتيجة اصطدام كوكب صغير بالأرض ، فتناثرت أجزاؤه وتكون منها القمر نقول لهم : هل شهدتهم هذا الاصطدام ؟ هل كان منكم أحد موجودا في الزمن الأول قبل خلق الجن والإنس فاطلع على خلق السموات والأرض وتكوين الأجرام السماوية ، ثم جاء اليوم يشهد بما عاين ورأى ؟ هل عندكم علم ثابت بما تقولون ؟

إن هؤلاء يتكلمون عن الغيب بغير علم ، وأساس علمهم هذا نظريات افتراضية واحتمالات متوهَّمة لا أساس لها ولا دليل عليها ، يفترض أحدهم الافتراض ثم سرعان ما يتبين له بطلانه ، فيتركه لافتراض آخر يغلب على ظنه صحته ، ثم يتبن له بعد ذلك فساد الآخر ، فيتركه إلى افتراض غيره ، وهكذا .

ولذلك تجدين أن كثيرا مما كان شائعا من قبل متيقنا ، أنه اليوم عندهم من الخرافات .

ومع تقدم العلم الحديث يتبين تباعا خطأ كثير من تلك النظريات وهذه الاحتمالات والافتراضات.

والقوم كما قال الله تعالى ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) الروم/ 7

فهم لا يؤمنون بآيات الله ، ويصدون عن سبيل الله ، فلذلك يصرفهم الله عن آياته ؛ كما قال سبحانه :
( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ) الأعراف/ 146 .
والمؤمن موقن بآيات ربه ، يستدل بها على ربوبيته وتوحيده .

ومما جعله الله آية للناس حادثة انشقاق القمر المعروفة ، كما روى البخاري (3637) ومسلم (2802) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمْ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ .
فمن لم يخالف في شيء مما جاء به الشرع بخصوص هذه الآيات الكونية ، ولكنه جاء بما لا دليل عليه لم يقبل قوله ، وهذا الكلام الذي يقولونه في كيفية خلق القمر قول لا دليل عليه فليس بمقبول ، وقد اتفق العقلاء على أن حدّ العلم الصحيح عند البرهان الصحيح .

فلا تلتفتي لما يقولون ، فربما رأيتهم بعد ذلك يتركون هذا القول إلى قول آخر جديد .

ولعل هذا الذي يقولونه يخالف قول الله تعالى : ( قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ) فصلت/ 9 ، 12 .

كما أنه قد يخالف ظاهر القرآن الذي أثبت خلق الشمس والقمر بما ظاهره أن كلا منهما خلق على انفراد ، لا أن أحدهما تكون من الآخر ، أما هذه النظرية فتفترض أن هذا الاصطدام أدى إلى تطاير مادة من الأرض هي عبارة عن صخور مصهورة تكدست فيما بعد لتشكيل القمر .

ولو كان القمر تكون من الأرض لأثبته القرآن كما أثبت خلق حواء من آدم عليهما السلام في قول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ) النساء/ 1 .

فيقتضي ذلك رد هذا القول وإبطاله .

ولو افترضنا صحة هذا الذي يقولونه ، فغاية ما هنالك أن تكون هذه كيفية خلق الله للقمر ، فهو الذي يقدر اصطدام الكوكب بالأرض ، لا أن الاصطدام يحدث من نفسه كما يظن منكرو الخالق ، فلما خلق الله القمر - على أي كيفية كانت – جعله الله في السماء كما نراه آية من آياته ليضيء لأهل الأرض ، وليعلموا به عدد السنين والحساب ؛ كما قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) يونس/ 5 .

والخلاصة أن ما يأتي به هؤلاء إما أن يكون موافقا للحق الذي عندنا فهذا نقبله .

وإما أن يكون مخالفا فهذا نرده .

وإما أن يكون غير موافق ولا مخالف فهذا ينظر فيه ، فإن كان لهم على ما يقولون برهان صحيح ثابت فإنه يقبل قولهم ، وإن كان من جنس الافتراضات والتوهمات فهذا لا نقبله .

ولا شك أن كل ما ثبت في العلم الحديث في هذه الآيات الكونية بالبرهان الصحيح لا يرده الإسلام ولا يخالفه ، وإنما يوافقه ، وقد تبين ذلك للناس في غير ما آية .
.
والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-12, 05:40   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

معنى آية ( والقمر قدّرناه منازل ..)

السؤال

إنني أميل إلى الإسلام ، ومنذ عام 1994م بدأت أقرأ القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم من وقت مبكر من هذه السنة ، ولقد وجدت إشباعاً روحياً عظيماً في الإسلام .

سوف أتلقى دروساً لأنني أخطط لاعتناق الإسلام . أنا لست متأكدة من معنى آية في سورة ياسين وآمل أن تستطيع مساعدتي ( الآية رقم 39) وهي قوله تعالى : ( والقمر قدرناه منازل … الآية ) إنني ممتنة لمساعدتك ، وأدعو الله أن يهديك ويحفظك ويبارك لمساعدتك التي تمنحها لناس كثير في أنحاء العالم عن طريق أجوبتك .


الجواب

الحمد لله

أولا : أريد أن أهنئك أيتها السائلة على القناعة التي وصلت إليها بصحة دين الإسلام وأنّه الدّين الوحيد الذي يلبي حاجات النفس ويجلب لها الطمأنينة والسعادة ويبدو من ألفاظ سؤالك التأثّر الواضح بما قرأتيه عن الإسلام حتى لو أنّك لم تخبرينا بأنّك هندوسية لما ظنّنا إلا أنك مسلمة من خلال الأسلوب المستخدم في السؤال
.
وأهمّ ما أريد أن أقدّمه لك من النّصيحة هنا هو المسارعة بالدخول في الإسلام وأن يكون ذلك عاجلا غير آجل وإذا كان الشّخص قد تبينت له كلّ هذه الحقائق فلماذا يتأخّر عن الدخول في الإسلام ؟

وهناك أمر آخر يحسن التنبيه عليه وهو أنّ بعض الذين يريدون الدّخول في الإسلام يؤخّرون دخولهم فيه حتى يتعلموا قدرا من هذا الدّين ككيفية الصلاة ونحو ذلك لظنّهم ربّما أنّه لا يصلح الدّخول في الدّين إلا بعد قطع شوط في تعلّمه وهذا أمر غير صحيح فإنّه متى تبيّن للإنسان الحقّ وجب عليه أن يتّبعه

ويدخل في الإسلام فورا ثمّ يتعلّم الكتاب والسنّة ويتفقّه في الدّين ويتدرّج في سلّم العلم والعمل بحسب قدرته واستطاعته ، لأنّ الإنسان لا يدري متى توافيه المنيّة ، فإذا لقي الله بغير الإسلام كان من الهالكين ، ثمّ إنّ الإنسان لا يُؤجر ولا تُكتب له الحسنات إلا بعد الدّخول في الدّين فيفوته خير كثير نافع إذا أخّر إسلامه ، والوقت المنصرم من العُمُر لا يُمكن أن يعود .

هذا ونعود إلى سؤالك - أيتها السائلة العاقلة الموفّقة إلى الحقّ بإذن الله - بشأن معنى الآية التاسعة والثلاثين من سورة يـس .

في هذه الآية يقول جلّ وعلا : " والقمر قدرناه منازل" أي جعلناه يسير سيرا آخر يستدل به على مضي الشهور كما أن الشمس يعرف بها الليل والنهار كما قال عز وجل "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج". وقال تعالى : "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب" الآية .

. فجعل الشمس لها ضوء يخصها والقمر له نور يخصه وفاوت بين سير هذه وهذا فالشمس تطلع كل يوم وتغرب في آخره على ضوء واحد ولكن تنتقل في مطالعها ومغاربها صيفا وشتاء يطول بسبب ذلك النهار ويقصر الليل ثم يطول الليل ويقصر النهار وجعل سلطانها بالنهار فهي كوكب نهاري وأما القمر فقدّره منازل يطلع في أول ليلة من الشهر القمري ضئيلا قليل النور ثم يزداد نورا في الليلة الثانية ويرتفع منزلة ثم

كلما ارتفع ازداد ضياء وإن كان مقتبسا من الشمس حتى يتكامل نوره في الليلة الرابعة عشرة ثم يَشرع في النقص إلى آخر الشهر حتى يصير كالعرجون القديم . قال ابن عباس رضي الله عنهما وهو أصل العذق . وقال مجاهد العرجون القديم أي العذق اليابس يعني ابن عباس رضي الله عنهما أصل العنقود من الرطب إذا عتق ويبس وانحنى " . ( المرجع تفسير ابن كثير ) .

وهذا التشبيه في الآية للقمر في آخر الشهر بالعرجون هو قمّة البلاغة والجمال في التعبير ، والحسن البالغ في انتقاء المشبّه به من البيئة المحيطة للمقارنة بالمشبّه .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-12, 05:42   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

السؤال:

أثنى الله عز وجل في سورة آل عمران على الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض ، وقد أثبت العلم الحديث توافق أشياء كثيرة مع ما ذكر في القران ، ولكن مع هذا هناك بعض الناس من يقول إنه ينبغي أن لا تنزل المكتشفات العلمية الحديثة على الحقائق التي في القرآن ؛ لأن العلم دائماً في تغير مستمر

بينما القرآن ثابت معجز في كل زمان ومكان ، فقد يكتشف العلم الحديث شيئاً ويسارع الناس لتنزيل هذا المكتشف على ما جاء في القران ، ثم ما يلبث هذا المكتشف أن يثبت عكسه ، فيتأثر بذلك مَن في قلبه مرض . وقد قرأت مقالات لأحد العلماء يتحدث فيها عن العلم الحديث والقرآن

وأنه لا يمكن أن يتعارضا مع بعض ، ولكن مع هذا كله ما زال كثير من الناس يصرون على عدم استخدام هذه الحقائق العلمية حتى في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام . فما هو رأيكم في ذلك ؟


الجواب :


الحمد لله


النظر في قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، هو كغالب القضايا العلمية والفكرية : يكتنفه طرفان : إفراط وتفريط ، والتوسط بين هذين الطرفين عادة ما يكون هو الأوفق والأقرب للصواب :

1-فمن الخطأ والتقصير الظاهر عدم الاستفادة من حقائق العلم الحديث في تفسير كثير من الآيات الكونية في القرآن الكريم ، والأحاديث الصحيحة في السنة المطهرة ، ونحن نؤمن أن خالق الكون ومنزل القرآن الكريم إله واحد ، فلا بد أن تتطابق التفاصيل الواردة فيهما ، والعلم الحديث خير معين على كشف هذا التطابق .

2-ومن الخطأ الظاهر أيضا المبالغة في هذا التوجه ، وتحميل الآيات ما لا تحتمل من أوجه المجاز المخالفة للسياق ، أو المخالفة لما ثبت في السنة المطهرة من تفسير هذه الآيات ، أو التسرع في عرض الفرضيات والنظريات على أنها حقائق علمية .

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الإعجاز العلمي في الحقيقة لا ننكره ، لا ننكر أن في القرآن أشياء ظهر بيانها في الأزمنة المتأخرة ، لكن غالى بعض الناس في الإعجاز العلمي ، حتى رأينا من جعل القرآن كأنه كتاب رياضة ، وهذا خطأ .

فنقول : إن المغالاة في إثبات الإعجاز العلمي لا تنبغي ؛ لأن هذه قد تكون مبنية على نظريات ، والنظريات تختلف ، فإذا جعلنا القرآن دالاًّ على هذه النظرية ثم تبين بعد أن هذه النظرية خطأ ، معنى ذلك أن دلالة القرآن صارت خاطئة ، وهذه مسألة خطيرة جدًّا .

ولهذا اعتني في الكتاب والسنة ببيان ما ينفع الناس من العبادات والمعاملات ، وبين دقيقها وجليلها حتى آداب الأكل والجلوس والدخول وغيرها ، لكن علم الكون لم يأتِ على سبيل التفصيل .

ولذلك فأنا أخشى من انهماك الناس في الإعجاز العلمي وأن يشتغلوا به عما هو أهم ، إن الشيء الأهم هو تحقيق العبادة ؛ لأن القرآن نزل بهذا ، قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) " انتهى.

" مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " (26/28) .

وقد قام كثير من الباحثين والعلماء المعاصرين – جزاهم الله خيرا – بكتابة الأبحاث العلمية الرصينة المتزنة في هذا الباب ، وقامت لذلك هيئات علمية متخصصة ، ومؤتمرات دولية ، ومجامع عامة يمكن أن تثمر فيما تثمره تقعيدا مؤصلا منضبطا لقضايا هذا العلم الجديد ، حتى يصل إلى درجة من الكمال الممكن ، كحال كل علم ينشأ غرسا صغيرا ، ثم يكبر ويثبت بدراسات العلماء الأفذاذ المتخصصين .

ونحن ننقل هنا بعض الضوابط المهمة للوصول إلى نتائج سليمة في هذا المنهج العلمي :

يقول الدكتور عبد الله المصلح حفظه الله :

" إن المراد بهذه الضوابط تلك القواعد التي تحدد مسار بحوث الإعجاز العلمي وفق الأصول الشرعية المقررة ، مع الالتزام بالجوانب الفنية والعلمية المطلوبة .

وتكمن أهمية هذه الضوابط في كونها مناط استرشاد للباحثين في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة ، وخصوصا في هذا الوقت الذي كثر فيه إقبال الباحثين والكاتبين على هذا الموضوع لأهميته في الدعوة والإقناع ، وذلك لتميز هذا العصر بالعلم ومكتشفاته ، حتى أصبح العلم سمة من سماته .

وهذا الاهتمام من غير سير على ضوابط واضحة أوجد مزالق كثيرة حتى عند بعض المخلصين ، وإسهاما في علاج ذلك جاءت هذه الضوابط علها أن تكون مانعا من الوقوع في تلك الأخطاء ، وحافزا للكتابة في هذا الموضوع الحيوي .

والتزام هذه الضوابط يساعد كذلك على إنهاء الخلاف الفكري بين المؤيدين لموضوع التفسير العلمي والمعارضين له ؛ لأن جوهر الخلاف بينهم يرجع سببه إلى تلك المظاهر الارتجالية التي لا يصدر أصحابها عن منهج صحيح .

وتلك الضوابط هي :

1- ثبوت النص وصحته إن كان حديثا ، لتواتر القرآن دون الحديث .

2- ثبوت الحقيقة العلمية ثبوتا قاطعا ، وتوثيق ذلك علميا متجاوزة مرحلة الفرض والنظرية إلى القانون العلمي .

3- وجود الإشارة إلى الحقيقة العلمية في النص القرآني أو الحديثي بشكل واضح لا مرية فيه .

فإذا تم ذلك أمكنت دراسة القضية لاستخراج وجه الإعجاز .

ويجب في أثناء تلك الدراسة مراعاة الضوابط التالية :

1-جمع النصوص القرآنية أو الحديثية المتعلقة بالموضوع ، ورد بعضها إلى بعض لتخرج بنتيجة صحيحة لا يعارضها شيء من تلك النصوص ، بل يؤيدها .

2-جمع القراءات الصحيحة المتعلقة بالموضوع إن وجدت ، وكذلك روايات الحديث بألفاظها المختلفة .

3-معرفة ما يتعلق بالموضوع من سبب نزول ونسخ ، وهل يوجد شيء من ذلك أو لا ؟

4- محاولة فهم النص الواقع تحت الدراسة على وفق فهوم العرب إبان نزول الوحي ، وذلك لتغير دلالات الألفاظ حسب مرور الوقت ، ولهذا يقتضي الأمر الإلمام بمسائل تعين على فهم النص والتمكن من تقديم معنى على آخر ، وهي كالآتي :

أ-إن النص مقدم على الظاهر ، والظاهر مقدم على المؤول .

ب‌-إن المنطوق مقدم على المفهوم ، وإن المفاهيم بعضها مقدم على الآخر كذلك.

ت‌-أن يخضع في تناوله للنص لقاعدة : العام والخاص ، والمطلق والمقيد ، والمجمل والمبين ، وأن العموم مقدم على الخصوص ، والإطلاق مقدم على التقييد ، والإفراد على الاشتراك ، والتأصيل على الزيادة ، والترتيب على التقديم والتأخير ، والتأسيس على التأكيد ، والبقاء على النسخ ، والحقيقة الشرعية على العرفية ، والعرفية على اللغوية .

ث‌-مراعاة السياق والسباق وعدم اجتزاء النص عما قبله وما بعده .

ج‌- مراعاة قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

ح‌- معرفة معاني الحروف ، وعدم تفسير حرف أو حمله على معنى لا يقتضيه الوضع العربي .

خ‌- مراعاة أوجه الإعراب ، وعدم القول بتوجيه لا يسانده إعراب صحيح أو قرينة أخرى .

د‌- أن المشترك اللفظي يمكن حمله على واحد من معانيه دون نفي الآخر أو القطع بأن هذا الصواب وحده ما لم تكن هناك قرينة راجحة .

5- إظهار وجه الإعجاز : فإذا تم ذلك لم يبق على الباحث سوى أن يظهر الربط بين الحقيقة الشرعية والعلمية بأسلوب واضح مختصر .

6-أن هناك أمورا من قبيل المتشابه لا مجال لفهمها أو تناولها بالبحث .

7-عدم البحث في الأمور الغيبية، كموعد قيام الساعة ، وبداية الخلق ، والجنة والنار.

8-عدم الاعتماد على الإسرائيليات أو الروايات الضعيفة .

9- الاعتماد على المصادر المعتبرة في ذلك دون غيرها ، كأمهات التفسير والحديث وكتب غريب القرآن والسنة ، مع الإشارة إلى جهود الدراسات السابقة إن وجدت .

10-الابتعاد عن تسفيه آراء السلف من علماء التفسير والحديث ورميهم بالجهل ؛ لأن القرآن والسنة خطاب للبشرية في كل عصر ، والكل يفهم منها بقدر ما يفتح الله عليه ، وبحسب ما يبذله من جهد وما هو متوفر لديه من وسائل ، ولن يحيط بفهم الوحي أهل عصر إلى قيام الساعة ، فلا مجال للتسفيه والتجهيل

وإنما هي الاستفادة والتكميل والدعاء لمن تقدم ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) الحشر/10، بل الواجب اتباع فهم السلف رضي الله عنهم ، وخصوصا الصحابة رضوان الله عليهم ؛ لأنهم أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها ، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصالح

لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين ، وعبد الله بن عباس ، وابن مسعود رضي الله عنهم ، فهم العمدة والعدول بخبر الله تعالى ، وعنهم أخذ التابعون ، وعلى نهجهم ساروا ، فمن عدل عن تفسيرهم إلى ما يخالفه كان مخطئا ، بل ومبتدعا ، لأنهم كانوا أعلم بتفسير كتاب الله من غيرهم ، وأورع ، وأتقى .

11-ينبغي أن تحصر الدراسة فيما تمكن القدرة عليه ، فالأفراد يمكن أن يقصروا بحوثهم فيما يتعلق بالاكتشافات فيما هو خاضع لتجاربهم المخبرية ، ليصلوا من خلال ذلك إلى الحق ، وللجامعات والمراكز والدول مجالات أكثر وأكبر .

12-ينبغي أن يعلم الباحث في هذا المجال أن كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم صدق وحق ، ولا يمكن بحال أن يخالف حقيقة علمية ؛ لأن منزل القرآن هو الخالق العالم بأسرار الكائنات ، قال تعالى : ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك/14، ومعرفة ذلك تقتضي منا التريث وعدم تحميل النص ما لا يحتمله من أجل أن يوافق ما نظنه حقيقة ، فإذا لم يتيسر ذلك بشكل واضح فعلينا أن نتوقف دون نفي أو إثبات ، ونبحث عن موضوع آخر ، والزمن كفيل بانكشاف الحق بعد ذلك .

13-على الباحث أن يتحرى الصدق والصواب وأن يخلص نيته لله في تبيين الحق للناس من أجل هدايتهم ، وأن يعلم خطورة ما يتناوله ، ويعبر عنه ، فهو عندما يقول: هذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى : فهو يفسر كلام رب العالمين ، لذا يجب عليه أن يتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ) رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح . (رقم/2950)، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي ".

14-ينبغي أن يتصف الباحث كذلك بالصبر ، مع توفر الكفاءة العلمية المكتسبة ، حتى يميز الحق من الباطل ، ويقبله ويلتزم بالموضوعية ، ومعناها هنا : حصر المعلومات ودراستها من غير تحيز لفكرة أو رأي سابق ، مع التقيد بالمنهج العلمي في التوثيق والاقتباس والإحالات " انتهى.

" الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تاريخه وضوابطه " (ص/30-37)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-12, 05:47   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لماذا يسجد المصلي في كل ركعة سجدتين ؟

السؤال

عندما كنت طفلا قيل لي انه عندما اخرج الله ابليس من الجنة وعندما رأى الملائكة غضب الله الشديد فإنهم قاموا بالسجود مرة ثانية وهذا هو سبب سجودنا مرتين في الصلاة فهل هذا صحيح؟

لأنى اعجز عن إيجاد اي مرجع فهل بوسعكم رجاء التوضيح؟


الجواب :


الحمد لله

هذا الكلام غير صحيح ، ولا يجوز ذكره والتحدث به ؛ وذلك لعدة أسباب :

أولا : أنه ادعاء لا دليل عليه ، وهذه كتب التفسير موفورة متداولة لم يذكر أحد من أصحابها هذا الكلام .

ثانيا :

أن الله تعالى لم يذكر في كتابه إلا أمرا واحدا بالسجود لآدم ، ثم أخبر أن الملائكة سجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه وأبى واستكبر ، وبذلك تمت المحنة

قال تعالى :

( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) البقرة/ 34

وقال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) الكهف/ 50

ثالثا :

أن سجود الملائكة كان لآدم عليه السلام ( اسجدوا لآدم ) أما سجودنا في الصلاة فهو لله تعالى ، ولا علاقة لسجود المصلي في صلاته بسجود الملائكة لآدم عليه السلام .

رابعا : لم يأت في القرآن ولا في السنة أن الله تعالى حينما أبى إبليس السجود لآدم غضب غضبا شديدا فزعت منه الملائكة ، فلا يجوز نسبة هذا الغضب إليه سبحانه في هذه الحال ، ولا يجوز ادعاء هذا إلا بدليل صحيح .

وليعلم أن الله تعالى قد حرم القول عليه وفي دينه بغير علم ، فقال : ( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/ 168، 169 ، وقال سبحانه : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف/ 33

وقد روى الدارمي (174) عن أبي مُوسَى رضي الله عنه أنه قَالَ فِي خُطْبَتِهِ : " مَنْ عَلِمَ عِلْمًا فَلْيُعَلِّمْهُ النَّاسَ ، وَإِيَّاهُ أَنْ يَقُولَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ فَيَمْرُقَ مِنْ الدِّينِ وَيَكُونَ مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ " .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التاريخ والسيره


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc