من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-11-19, 21:26   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س: ما حكم الاحتفال-ولو بأبسط مظاهره-بعيد الأم؟
ج: الجواب عن هذا السؤال لا يجاوز مثلث المنهج الصحيح:الكتاب والسنّة وهدي السلف الصالح لهذه الأمة.والإسلام دين الله على هذه الأرض،والذي ختم الله به جميع الأديان والرسالات ،شرّف المرأة وكرّمها وأعطاها حقوقها المادية وحقوقها المعنوية،وقد كانت آخر وصية للنبي محمّد صلى الله عليه وسلم وجّهها لأمة الإسلام مشتملة على وجوب الإحسان للنساء وتحريم ظلمهن... فكيف نغض الطرف عن دين الله الحق المتصف بالعدل والإحسان،لنقبل على تشريعات يمليها أعداء هذا الدين من الكفار والمشركين،ومن المعلوم أنه إن غفل النّاس عن أمر واحتقروه ولم يهتموا به خصصوا له يوما ليذكر في المحافل،أو لتعطى فيه زهرة سرعان ما تذبل وينطفئ جمالها،ولنسمع إلى قوله تعالى:" وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا "سورة النساء:19،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خياركم خيارهم لنسائهم"(1)،فلا يكون الرجل فاضلا حتى يكون حسن المعاملة مع أهله،وقال صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى:"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا،خياركم خياركم لنسائهم(خلقا)"(2)،وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(3).
وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:"اتقوا الله في النساء،فإنّهن عوان عندكم،أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بأمانة الله ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"(4).
والأم داخلة في عموم هذه النصوص ،وقد خصّت بآيات وأحاديث عظيمة توجب برّها والإحسان إليها والعطف عليها في كل حين وعلى كل حال،وتحرّم عقوقها،ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال:" يارسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟"قال:"أمك"،قال:ثم من"؟قال"أمك"، قال:"ثم من"؟قال "أمك"،قال ثم من"؟ قال"أبوك"،وفي هذا دليل على عظم حق الأم،بل جعله الله بعد حقه مباشرة حيث قال:" وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"سورة النساء:36.وتخصيص الأم بالبر والمرأة بالإحسان بيوم واحد في السنة،لتعق الأم بعد ذلك وتظلم المرأة ليس من الإسلام في شيء،بل هو من عادات الكفار والمشركين الذي لا يدينون بدين الإسلام،فلم يعرفوا أحكامه وتشريعاته العظيمة التي أعطت لكل ذي حق حقه.فعلى المسلمين أن يتفطنوا ويرجعوا إلى دين الإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه،فلا سبيل إلى النهوض والتقدم والسيادة إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم،قال تعالى:" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"سورة آل عمران:110.وقال تعالى:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ "سورة الأعراف:96،غير أنه إن كان الاحتفال خاليا من سلوكيات لا دينية ،وجرت حسب للزيادة في الاحترام والتقدير وللفت الانتباه للغافلين عن مكانة المرأة في المجتمع،فأرجو أن يكون في ذلك متسع.




(1): رواه أحمد(10107) والترمذي(1162) وهو صحيح كما في الصحيحة(285).
(2) رواه الترمذي(1162) وهو حديث حسن صحيح كما في"الصحيحة"(284).
(3):رواه الترمذي(3895) وهو صحيح.
(4):رواه مسلم(1218).








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-11-19, 21:37   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س:امرأة لها ولدان،تعبت من أجل تربيتهما وتعليمهما،وفي الأخير تركها أحدهما ولم يعد يسأل عنها أو يزورها أو ينفق عليها بل أصبح يؤذيها بكلامه وأفعاله؟
ج:لقد كتبنا كثيرا عن موضوع برّ الوالدين وتحريم عقوقهما،ومن المؤسف حقا أن تظهر هذه التصرفات في مجتمعنا المسلم المتكافل،وهو في الحقيقة موضوع مهم وخطير بدأ في الانتشار والوضوح هذه السنوات الأخيرة،نتيجة لجهل الأبناء بخطورة عقوق والديهم،وإلى هذا،الابن وأمثاله ممن ضلوا إلا أن يتغمدهم الله برحمته ،فيتوبوا قبل فوات الأوان.
بعض الآيات والأحاديث الموجبة لبر الوالدين والمحرّمة لعقوقهما وإيذائهما ولو بأتفه الأمور ككلمة"أف" أو بتصعير الخد لهما-والعياذ بالله-.
إن حق ا لوالدين عظيم،ومنزلتهما عالية في الدين،برهما قرين بالتوحيد،وشكرهما مقرون بشكر الله عزوجل،والإحسان إليهما من أجل الأعمال وأحبّها إلى الله،قال تعالى:" و اعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "سورة النساء:36.وقال عزوجل:" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"سورة الأنعام:151،وقال سبحانه:" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"سورة الإسراء:32/24،وقال أيضا:" وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"سورة لقمان:14.
إن بر الوالدين من محاسن الشريعة الإسلامية،ذلك مع اعتراف بالجميل،وحفظ للفضل،وعنوان على كمال الشريعة وإحاطتها بكافة الحقوق،بخلاف القوانين البشرية التي لا تعرف للوالدين فضلا ولا ترعى لهما حقا،فالمجتمعات الغربية رغم تطورها التكنولوجي إلا أنّها لم تحفظ للأم إلا يوما في السنة أسمته عيد الأم،يقدم لها وردة حمراء سرعان ما تذبل ولا يبقى إلا النسيان والتهميش والعقوق.
أما الإسلام فقد أوجب بر الوالدين وحرّم عقوقهما وجعله كبيرة من الكبائر،قال صلى الله عليه وسلم:"الكبائر،الإشراك بالله،وعقوق الوالدين،وقتل النفس،واليمين الغموس".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال:" يارسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟"قال:"أمك"،قال:ثم من"؟قال"أمك"، قال:"ثم من"؟قال "أمك"،قال ثم من"؟ قال"أبوك".فللأم ثلاثة أمثال ما للأب من البّر،وذلك لصعوبة الحمل،ثم الوضع،ثم الرضاع،فهذا تنفرد به الأم وتشقى به،ثم تشاركك الأب في التربية،ومعناه أن الأم تقدّم في الإحسان والعطف،والأب يقدم في الطاعة،وتعس وشقي من أدرك أبويه أو أحدهما ولم يبرهما ولم يحسن إليهما فلن يدخل الجنّة.










رد مع اقتباس
قديم 2012-11-20, 15:08   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س: امرأة تسأل عن تجسس جارتها عليها وكشف عوراتها للناس حتى لا يخطبوا بناتها؟
ج: إن حق الجار عظيم في الإسلام،وذلك لكونه ملازما للمرء،،يشاركه أفراحه وأقراحه،يعلم أسراره وأخباره،وحتى الأكل يطبخه تصله رائحته،ولو يعلم الناس أهمية الجوار لطبقوا أحكامه ليعيشوا في أمن وسلام،حتى إذا ما سافر المرء علم أنّه ترك جارا أمينا يحفظ أمواله وممتلكاته في غيبته،ومن المؤسف أن نسمع عن العداء الشديد بين الجيران اليوم،حتى أضحى سوء الظن هو الأصل المتعامل به بينهم،فلا تسمع إلّا:"جارتي سحرتني،جاري سرقني،جاري خدعني..."،ولا بأس أن نذكر ببعض النصوص الواردة في الجوار وحقوق وواجبات الجار عسى الله أن يهدي بها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ويصلح بسببها الجيران،قال صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره..."(1)،وقال صلى الله عليه وسلم:"والله لا يؤمن،والله لا يؤمن،والله لا يؤمن،قيل من يا رسول الله؟قال:من لا يأمن جاره بوائقه"(2).
وقال صلى الله عليه وسلم:"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيُوَرِثُه"(3)،وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن امرأة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل الخير،ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها،فقال:"هي في النّار"(4).وقد أمر الله سبحانه بالإحسان إلى الجار،حيث قال سبحانه:" وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا " سورة النساء:36،وغير ذلك من النصوص الواردة في الجار.
أما التجسس وكشف العورات،فمحرم في الإسلام،قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"سورة الحجرات:12 وقال صلى الله عليه وسلم:"ومن تتبع الله عورته فضحه الله ولو في قعر بيته"(5)أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة"(6).ويجمع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"إياكم والظن،فإن الظن أكذب الحديث،ولا تحسسوا،ولا تجسسوا،ولا تنافسوا،ولا تحاسدوا،ولا تباغضوا،ولا تدابروا،وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم،المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره...التقوى ههنا" ويشير إلى صدره"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم،كل المسلم على المسلم حرام،دمه وعرضه وماله،إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"(7).هل بعد هذا بقية من الطمع في النجاة بعد الأذية بالجار،هدانا الله لما يحب ويرضى آمين.


(1):أخرجه البخاري(10/445) و مسلم(47).
(2): رواه أحمد(4/31) وأخرجه البخاري(4/118)
(3):أخرجه البخاري(6014) ومسلم(2624).
(4) : أخرجه أحمد(9675) والبخاري في الأدب المفرد(124) وغيرهما وهو صحيح كما في "الصحيحة"(90).
(5):رواه أحمد (19776) وأبو داود(4880) وهو حديث صحيح كما في" صحيح الجامع"(7984).
(6):أخرجه أحمد (7467) ومسلم(2699) وأبو داود (1455) وغيرهم وهو صحيح.
(7): رواه مسلم(2564).


س: ما حكم من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟
ج: الجواب موجود في قوله تعالى:" وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"سورة النساء:93،فلا كفارة لمن قتل مؤمنا متعمدا إلا التوبة الصادقة والرجوع إلى الله غفار الذنوب.









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-01, 08:44   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
choayb1987
عضو فريق رفع إعلانات التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا اخي









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-04, 17:13   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س:كثير من النسوة لا شغل لهن إلا الحديث عن النّاس وعن أمورهم الخاصة في غيبتهم، فماذا يقال لهن ولأمثالهن من الرجال؟
ج: إن حصائد اللسان قد يرفع العبد إلى أعلى الدرجات،وقد يهوي به في أسفل السافلين.عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى فيه وقال:"الصمت إلا من خير،فقال له معاذ:وهل نؤاخذ بما تكلمت به ألسنتنا؟فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ معاذ،ثم قال:"يا معاذ ثكلتك أمك،وهل يكب النّاس على مناخرهم في جهنم إلاّ ما نطقت به ألسنتهم...فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت عن شر،قولوا خيرا تغنموا واسكتوا عن شر تسلموا"(1).
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات،وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم"(2).
والغيبة أو ذكرك أخاك بما يكره من أخطر آفات اللسان التي يجب أن يتجنبها المسلم، قال صلى الله عليه وسلم:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"(3).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمن قال:"أتدرون ما الغيبة؟قالوا:الله ورسوله أعلم،قال:ذكرك أخاك بما يكره،قيل:أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟قال:إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،وإن لم يكن فيه فقد بهته"(4).قال النووي في شرح مسلم"بهته":بفتح الهاء مخففة،قلت:فيه البهتان:وهو الباطل.
فالغيبة محرمة قليلها وكثيرها،فعن عائشة رضي الله عنها قالت:"يارسول الله،حسبك من صفية كذا وكذا،قال أحد الرواة تعني قصيرة،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته !"(5).
وعن ابن عمر قال:صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع:"يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه،لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم،فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته،ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"(6).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم،فقلت:من هؤلاء يا جبريل؟قال:هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم"(7).
نسأل الله أن تكون هذه الأحاديث سببا في توبة وإقلاع الجميع عن هذا الفعل،لما يترتب عليه من العذاب الشديد يوم القيامة.ومن المؤسف أن الغيبة في زماننا فاكهة لكثير من النساء إلا من رحم ربي وقد قال عز وجل:" وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ"سورة الحجرات:12،ولا يستثنى من تحريم الغيبة إلا ما رجحت مصلحته.والصور المستثناة منها مجموعة في قول الشاعر:
الذمّ ليس بغيبة في ستة...متظلّم ومعرّف ومحذّر
ولمظهر فسقا ومستفت من...طلب الإعانة في إزالة منكر
.



(1):أخرجه الحاكم(4/286-287) وهو صحيح كما في" الصحيحة"(412).
(2):أخرجه البخاري(6477-6478) ومسلم(2988).
(3):أخرجه البخاري(10) ومسلم(41).
(4):رواه مسلم(2589).
(5): رواه أبو داود(4875) والترمذي(2632-2633) وهو صحيح أنظر صحيح الجامع(5140).
(6):رواه الترمذي(2032) وهو حديث حسن كما في "المشكاة"(5044).
(7):رواه أبو داود(4878) أنظر" الصحيحة"(5330).









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-04, 17:19   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي



س:فتاة تسأل عن حكم الشرع في صديقتها التي استأمنتها على سر فلم تكتمه؟
ج:لقد كان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته يحفظون الأسرار ويكتمونها وفاءً لمن استأمنهم،بل جعل صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانة علامة على النفاق،ولقد اعتبر سلفنا الصالح من فتح بابه لصديقه مستأمنا له على سره،ومن المؤسف أن نسمع عن عمليات سرقة وخيانة وفضيحة لبعضهم من طرف أقرب الناس إليهم.
روى مسلم في صحيحه عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال:"أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان،فسلّم علينا فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي،فلما جئت قالت:ما حبسك؟فقلت بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة،قالت:ما حاجته؟ قلت:إنها سر، قالت:لا تخبرن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، قال أنس:والله لو حدّثت به أحدا لحدّثتك به يا ثابت" (1).
وفي البخاري عن عبد الله بن عمر أن عمر حين تأيمت حفصة قال:"لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة،فقلت:إن شئت أنكحتك حفصة بن عمر،قال :سأنظر في أمري،فلبثت ليالي ثم لقيني،فقال:قد بدا لي ألاّ أتزوج يومي هذا،فلقيت أبا بكر الصديق،فقلت :إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر،فصمت أبو بكر فلم يرجع إليّ شيئا،فكنت عليه أوجد مني على عثمان،فلبثت ليالي ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه،فلقيني أبو بكر،فقال: لعلك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟فقلت،نعم،قال:فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليّ إلا أني كنت علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها،فلم أكن لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم"(2).فهذه الأدلة تدل على مدى حرص الصحابة على كتم الأسرار فيها دليل على تحريم الخيانة والغدر كما ذكرنا،وأعظم من ذلك خطرا إفشاء الأسرار الزوجية،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ شر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرّها"(3).
وبعض الناس لا يبقي لنفسه في صدره سرا، فليس كل ما يعرف يقال، وقد صدق من قال:
واحفر لسرّك في فؤادك ملحدا..وادفنه في الأحشاء أي دفان
إن الصديق مع العدو كلاهما..في السر عند أولي النهى شكلان.


(1):رواه البخاري(6289) ورواه مسلم(2482).
(2):رواه البخاري(5122).
(3):رواه مسلم(1437).









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-06, 18:58   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
choayb1987
عضو فريق رفع إعلانات التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-08, 16:20   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة choayb1987 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا اخي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة choayb1987 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله أخي.









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-08, 16:30   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س:بعض الشباب وقعوا في شراك أعداء الدين حين سحروا أعينهم وقلوبهم بعقولهم.فبعضهم للأسف لا يفكر إلا بعقولهم ولا يتكلم إلا بحديثهم بل تعدى الأمر إلى طريقة اللباس...فماذا يقال لهم؟
ج: لقد حذّر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من تقليد أعداء الدين من اليهود والنصارى والمجوس والمشركين ومن التشبه بهم حيث قال:"لتتبعن سنن من كان من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم،قلنا:يا رسول الله اليهود والنصارى،قال:فمن؟"(1).
وقال صلى الله عليه وسلم:"من تشبه بقوم فهو منهم"(2).وسنذكر بعض الأدلة التي ورد فيها النهي عن التقليد الأعمى لأعداء الدين في مختلف الجوانب، قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو حينما رأى عليه ثوبين معصفرين قال:"إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها"(3).
وروى ابن أبي عاصم بسند صحيح عن معاوية رضي الله عنه قال:"إن تسوية القبور من السنن وقد وقعت اليهود والنصارى فلا تتشبهوا بهم" .
وجاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"(4).
وقال صلى الله عليه وسلم:"فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"(5).
ولقدحان الوقت ليكسر المسلمون قيد التبعية لغيرهم، فهم أعزة بالإسلام وبالقرآن، شرّفهم الله بدين الإسلام...ومن الضلال والشقاء أن يترك المسلم عقيدته وأحكام دينه ليلتبس بعقيدة اليهود والنصارى وبعاداتهم وتقاليدهم، وبالفرح والاحتفال في أعيادهم ومواسمهم...فإنا لله وأنا إليه راجعون.
نسأل الله أن يحيينا مسلمين وأن يميتان مسلمين وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم،وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين.آمين.



(1): أخرجه البخاري(3456) ومسلم(2669)
(2): رواه أحمد(6931) وأبو داود(4031) وهو حسن صحيح أنظر"الإرواء"(1269).
(3):أخرجه مسلم.
(4):أخرجه البخاري(437) ومسلم(530).
(5): أخرجه مسلم(1096).



س:رجل يسأل عن حكم صبغ الشعر بالنسبة للرجال؟
ج: يستحب صبغ الشيب بغير اللون الأسود للرجال والنساء عملا بقوله صلى الله عليه وسلم:"غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد"*، أما إن كان الشعر خاليا من الشيب فتركه على خلقته ووضعه أولى.


*: أخرجه مسلم(6/155) وكذا أبو داود(4204).









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-14, 15:43   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي




س:شخص يريد أن يوجه نصيحة من خلال الجريدة إلى جاره الذي يسيء معاملة والديه ويسبّهما ويؤذيهما بمختلف الأشكال؟
ج:في الحقيقة لقد أجبنا على هذا السؤال مرات عديدة، ونحمد الله تعالى أن معظم الجزائريين يدركون عظمة منزلة الوالدين ويعملون على برّهما والابتعاد عما يغضبهما،إلّا فئة حكمت على نفسها بالشقاء والحرمان لمّا خالفت أوامر الله تعالى،فعقت الوالدين وعصتهما وأغضبتهما.
نخاطب كل من عصى أباه وأمه،نخاطب كل من رمى بوالديه أو بأحدهما إلى بيت من بيوت العجزة،نخاطب كل من أغضب والديه أو أحدهما ولو في أبسط وأحقر الأمور،نخاطب كل من هجر والديه لأنهما أساءا إليه،نخاطب كل هؤلاء بما خاطبنا به جميعا سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم،وقد قال الله تعالى:" وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"سورة الذاريات:55،تنفع من كان له قلب حي أو ألقى بصره إلى هذه النصوص وهو شهيد.
من منا لا يحفظ قوله تعالى:" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"سورة الإسراء 23/24،الصغير والكبير يحفظهما ويعلم أنا التأفف وهو أدنى مراتب السخط يعتبر عقوقا محرما،فكيف بسبّهما وشتمهما وعدم طاعتهما وقطيعتهما؟ !!
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنّة".رواه مسلم.
وقد مرّ هذه الأيام ما يسمى بعيد الأم وهو يوم جعل لتذكر الأم بوردة أو قبلة أو هدية.
إن الإسلام أوجب علينا البر بآبائنا وأمهاتنا في كل لحظة وفي كل حين و في كل حال، وأوجب علينا الإحسان إلى الأمهات بصفة خاصة،وليس من البر أن تهدي أمك وردة في ذلك اليوم ثم تعصيها ولا تطيع أمرها في سائر أيام السنة،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟"قال:"أمك"،قال:ثم من"؟قال"أمك"، قال:"ثم من"؟قال "أمك"، قال ثم من"؟ قال "أبوك".رواه البخاري ومسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت:من هذا؟قالوا: حارثة ابن النعمان،كذلكم البر،كذلكم البر" وفي رواية"وكان أبر الناس بأمه"*
فالأم أحق الناس بإحسانك وعطفك،ولا نجد أفضل مصوّر لمعاناة الأم وتعبها من أجل راحة ابنها وسعادته مما ذكر في القرآن الكريم،قال تعالى:" وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا"سورة الأحقاف:15.فمن تعب الحمل،إلى تعب الوضع،إلى تعب الإرضاع والتربية،فمهما فعل العبد من الإحسان فلن يوفي حقها أو حق أبيه،فلنحرص جميعا على إرضاء والدينا.
كما نوجه كلمة إلى الآباء، فمن عادة الإنسان حين يكبر أن يقلق ويغضب لأبسط الأمور، فعليهم أن يصفحوا وأن يلتمسوا الأعذار لأبنائهم وأن ينصحوهم وأن يدعوا لهم بالخير وبالتوفيق وبالنجاح وبالهداية والاستقامة على دين الله.



*أخرجه الحاكم( 3/208) والحميدي(1/136/285) وهو عند أحمد بنحوه وهو صحيح كما في "الصحيحة"(913).









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-14, 15:49   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي



س:ابن يشتكي من أبيه الذي يطالبه دوما بالمال،ويأخذ منه أحيانا دون علمه؟
ج:إن منزلة الوالدين عظيمة جدا عند الله سبحانه وتعالى،وقد اعتبر برهما سببا في دخول الجنّة،وعقوقهما كبيرة من الكبائر،وقد فصلنا في هذا الموضوع فيما سبق لأهميته،ولظهور بعض الحالات الشاذة في مجتمعنا الجزائري،مما يفسر ميلاد دور لم تعهد من قبل هي دور العجزة،وفي الحقيقة:تلك الدور تأوي آباء لهم أبناء وذرية،وإلى الله المشتكى. وقد قال الله جلا جلاله في محكم التنزيل: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"سورة الإسراء 23/24،فعلى الابن البار أن يحسن إلى والديه وأن يطيعهما فيما ليس بمعصية،وأن ينفق عليهما بحيث لا يتركهما في حاجة وفقر حتى يمدا أيديهما إليه.
أما عن استفسار هذا البن،فجوابه هو جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن شكاه أباه الذي يأخذ من ماله،فعن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال:"يا رسول الله إن لي مالا وولدا،وإن أبي يحتاج مالي،فقال:"أنت ومالك لأبيك،إن أولادكم من أطيب ما كسبتم فكلوا من كسب أولادكم".(1)
وقال صلى الله عليه وسلم:"إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم"(2)

وقد روى القرطبي رحمه الله حادثة مؤثرة حقا،إسنادها متصل وهي رواية صحيحة،نذكرها في هذا المقام عسى الله أن ينفع بها السائل وكل ابن،فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله إن أبي أخذ مالي ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فأتني بأبيك،فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إن الله يقرئك السلام ويقول لك:"إذا جاء الشيخ فسأله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه،فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ما بال ابنك يشكوك؟أتريد أن تأخذ ماله؟فقال:سله يا رسول الله هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إيه،دعنا من هذا،أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك،فقال الشيخ:"والله يا رسول الله،مازال الله عزوجل يزيدنا بك يقينا،لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي،قال:قل وأنا أسمع،قال:قلت:
غدوتك مولودا ومُنتُك يافعا...تعلّ بما أجني عليك وتنهل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها...لتعلم أن الموت وقت مؤ جل
فلما بلغت السن والغاية التي...إليها مدى ما كنت فيك أؤمّل
جعلت جزائي غِلظة وفظاظة...كأنك أنت المنعم المتفضّل
فليتك إذا لم ترع حق أبوّتي... فعلت كما الجار المصاحب يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن...عليّ بمال دون مالك تبخل.

قال:فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال:"أنت ومالك لأبيك(3).



(1):أخرجه أبو داود(3530) وابن ماجة(2293) وأحمد(2/214) وهو صحيح أنظر"المشكاة"(3354).
(2):رواه الترمذي(1358) والنسائي(4449) وابن ماجة(2137) والبخاري في التاريخ الكبير(1/301) وهو صحيح أنظر "الإرواء"(1626).
(3):أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"ص195 وغيره وهو صحيح كمافي "الإرواء"(3/324).









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-15, 19:03   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي




س: مجموعة من الرجال يسألون عن حكم سرقتهم لدجاجة حينما كانوا صغارا بسبب الجوع، وهم الآن يدركون خطأهم فما الحكم؟
ج: إذا كانوا بالغين سن التكليف حينما أخذوها، فعليهم أن يخبروا اليوم عن مالكة الدجاجة، فإن توفيت أخبروا أولادها أو ورثتها، وإن طالبوهم بالتعويض عوّضوا وإلاّ فلا حرج، وليدعوا لصاحبها بالرحمة والمغفرة ويستغفروا لأنفسهم والله غفور رحيم.





س:أسئلة كثيرة ترد من أشخاص يقولون أنهم رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوصيهم،أو يذكر لهم أحكاما شرعية،أو غير ذلك؟
ج:ليس من قال أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه يكون قد رآه حقا وإنما من رآه بأوصافه وصورته الثابتة بالنقل الصحيح وهو الذي يكون قد رآه حقا،مصداقا لما جاء في الحديث الصحيح:"من رآني في المنام فقد رآني حقا،فإن الشيطان لا يتمثل بي"1،ولما جاء في الحديث المتفق عليه:"من رآني فقد رأى الحق،فإن الشيطان لا يتزيا بي"(2).فمن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير أوصافه كأن رآه طويلا جدا أو قصيرا أو شديد السمرة أو رأى لحيته بيضاء كلها بالشيب،فإنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم حقا.
"فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا،ليس بالطويل البائن ولا القصير".(3)
"وكان صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه"(4)،"وكان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديرا"(5).
"وكان صلى الله عليه وسلم مربوعا-أي ليس بالطويل ولا القصير-،عريض ما بين المنكبين،كثّ اللحية،تعلوه حمرة،جمّته إلى شحمة أذنيه،أي شعره يصل إلى شحمة أذنيه"(6).
"وكان صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلاّ تبسّما وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل"(7).
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:"ما رأيت رسول الله مستجمعا قط ضاحكا حتى أرى منه لهواته،إنما كان ضحكه التبسم"(8).هذه بعض أوصافه صلى الله عليه وسلم الثابتة في الأحاديث الصحيحة،فمن رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأوصاف لا بغيرها فقد رآه حقا،وهي بشرى طيّبة للعبد المؤمن الصالح الذي يطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبعه ويشتاق إلى لقائه.
أما مسألة التشريع الجديد في الرؤى والأحلام فهذا مخالف لنص الكتاب الذي جاء فيه:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا "سورة المائدة الآية:03،وقد ذكر العلماء أن الرؤيا لا يؤخذ منها الأحكام،والله أعلم.



(1):رواه البخاري(6994) ومسلم(2264)
(2):أخرجه البخاري(6996) ومسلم(1261).
(3):أخرجه البخاري(3549) ومسلم (2337).
(4):رواه مسلم (2340)
(5):رواه مسلم (2344).
(6):رواه البخاري بنحوه(3551).
(7):أخرجه أحمد(20917) والترمذي في السنن(3645) وفي الشمائل(226) وهو صحيح كما في "صحيح الجامع"(4861).
(8):رواه البخاري(4828).


س:ما حكم تطويل الأظافر؟
ج: عن أنس رضي الله عنه قال:"وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترك شيئا من ذلك أكثر من أربعين ليلة"(1)،وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الفطرة خمس:"الختان،والاستحداد،وقص الشارب،ونتف الإبط وتقليم الأظافر"(2).
فتقليم الأظافر من سنن الفطرة،وقد وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما،وقد اعتبر بعض العلماء أن من تجاوز هذه المدة آثم،ولا شك أن في تطويل الأظافر تشبها بالبهائم والكافرات،وهو أيضا مما يجمع الأوساخ والجراثيم،والله أعلم.

(1): رواه مسلم (257) وغيره.
(2):أخرجه البخاري(5891) ومسلم(257).









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-17, 17:14   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
هاله ابو زيد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووووووووووور










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-17, 21:43   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
عبد الرزاق الوهيبي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الرزاق الوهيبي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-21, 14:45   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي



س: شخص يسأل ويقول متى أبدأ في تعليم أولادي واجبات الدين وأصوله؟
ج: لقد ورد في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"(1)، فالوالدان مسؤولان عن تربية الأولاد تربية سليمة تقوم على تعليمهم أصول الاعتقاد وواجبات
الدين والآداب والأخلاق الحسنة،وينهاهم عن المحرمات وعن كل شر ورذيلة.ويبدأ تعليم الأولاد عند بلوغهم سن التمييز لقوله صلى الله عليه وسلم:"مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرّقوا بينهم في المضاجع"(2).
فيؤمر الوالدان حينها بتعليمهم وتربيتهم على الخير،فيعلمونهم القرآن وما تيسر من الأحاديث،ويعلمونهم الأحكام الشرعية التي تناسب أعمارهم كتعليمهم الوضوء والصلاة،وأذكار النوم والاستيقاظ والأكل والشرب،وينهونهم عن الكذب ،والغيبة ،والنميمة وغيرها...وبذلك ينشأ الأولاد على فعل الخير وترك الشر منذ الصغر.
وانظر إلى ابن أبي زيد القيرواني المالكي في رسالته المعروفة فقد ألفها استجابة لأحد الشيوخ المعلمين حتى يجعلها مقررا في العقيدة والفقه في تعليم الأطفال الصغار الملتحقين بكتابه،ولو تطلع عليها الآن لوجدتها صعبة الفهم والإدراك على الكبار،وذلك لأن السلف الصالح علموا أن إصلاح المجتمع مرهون بصلاح جميع أفراده،والصغار هم أمل كل مجتمع.



(1): أخرجه البخاري(893) ومسلم(1829).
(2): أخرجه أحمد(2/187) وأبو داود(495،496) واللفظ وغيرهما وهو حديث صحيح أنظر"الإرواء"(247).









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السلام, الشيخ, فتاوى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc