لم لا يكون حلمنا اليوم حقيقة غدا ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات الادارية والنصوص التشريعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لم لا يكون حلمنا اليوم حقيقة غدا ؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-06, 18:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ahmedsami
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B2 لم لا يكون حلمنا اليوم حقيقة غدا ؟

إنّ جيل اليوم قد نما على وقع التطوّرات التي شهدتها المعلوماتية، و ركم من ساعات اللعب على الشاشة المئات، ومثلها في المكالمات الهاتفية على النقال. وذلك ما يمثل حسب الأخصائيين ضعف ما أنفقه منذ نشأته على مشاهدة البرامج التلفزيونية. فعلا، إنّ هذا الجيل المعلوماتي يختلف بعمق عن سابقه ولا أدلّ على ذلك من تمكّنه من الإعلام الآلي وارتياحه فيه، وتعامله الحدسي معه. وفي نفس الآن وكثير من الأحيان يجد الآباء صعوبة في استعمال ما استحدث من البرامج متعددة الوسائط الجديدة، وهو الواقع ذاته الذي نجده في المدرسة إذ يشعر المعلمون الذين نشأوا في «عالم الورق» الصعوبة ذاتها في تعاملهم مع هذه المبتكرات الرقمية، ممّا يفسّر أحيانا هذا التباين المطرد كما يفسّر من التناقضات والمشكلات التربوية أيضا الشيء الكثير.

ومن حيث الأهمية البيداغوجية، وهذا ما يهمنا كمربين على وجه الخصوص، فإن الإعلام الآلي يهدينا نموذجا ونمط عمل يغيّر من وضعية المعلّم، ويموقع بخلاف وضعيّة التلميذ. ولا ريب أن هذه المكانة ستحوّل المتعلم إلى باحث صغير، يدرك بثبات وعمق أهداف مهمّته. وبالتالي فإنّ مشكلة تعميم الإعلام الآلي ليست مادية وحسب بقدر ما تتعدى ذلك إلى تكييف التربية مع هذه الإشكالية العصرية الجديدة.
إنّ أغلبية المعلمين يلاحظون اليوم أن تلاميذهم مختلفون، حتى أنهم يجدون صعوبة في تعليمهم وتقييمهم، وعموما فهم لا يحسنون فهم الأسباب و تقديرها، فيما طلبة اليوم يحبّون العمل جماعيّا ويستحسنون التعبير عن آرائهم وذواتهم، كما يستحسنون التواصل مع زملائهم. أما الأولياء فيجدون في مقابل ذلك ضنى وأي ضنى في لعب أدوارهم كمربّين، وهم يشعرون بعدم القدرة أمام هذه التطوّرات. ولذلك فغالبا ما نجدهم خارج محيط الطفل وكونه.

إنّ العالم قد تغيّر حقا والتعليم أيضا، وعهد المعلّم ذي المعارف الكليّة التي توزّع على طلبة صامتين بل ساكنين قد ولى إلى غير رجعة.
واليوم ومع تكنولوجية الاتصال أصبح المعلم قائدا ومنفّذا مستنيرا للمسعى البيداغوجي ومن ثمّ فإنّ تربية اليوم تقترن بنظام حقيقي للمراجع من كفاءات مكتسبة أو مرتقبة للتلاميذ من خلال ممارسة يومية، وهي عملية تتجه نحو الأهم: وهو تثمين الرأسمال المتواجد في التكنولوجيا.
إنّ هدف التعليم اليوم هو تعميق المعرفة لدى التلاميذ في الميدان المعلوماتي وإعانتهم على التحكّم في هذه الآلة ودفعهم إلى الابتكار والإنتاج واستكشاف المعطيات وإيصالها.
إنّ انشغالنا ليس بالضرورة تقديم إجابات معيارية أو نموذجية بقدر ما نهدف إلى طرح أسئلة تمكّننا من الإحاطة بتصورات تقريبية لأنّ المقياس الحقيقي في نظرنا هو مقدرة أداة الإعلام الآلي على أداء الوضيفة البيداغوجية.
ما كان حلما بالأمس القريب أصبح حقيقة اليوم، فلِمَ لا يكون حلمنا اليوم حقيقة غدا ؟ إنّ التطور المذهل لوسائل الإعلام والاتصال، والقفزة النوعية التي تشهدها التكنولوجية الرقمية كفيلان بالإجابة عن هذا السؤال.
لقد مرّ التعليم في الجزائر على غراره في العالم بمراحل مختلفة، مرتكزا على المحاور الأساسية لعملية التعلم والتعليم التقليدية: (المعلم، المتعلم، المادة التعليمية) سواء بملازمة التلميذ أحد العلماء لفترة معينة، أو بتردده على حلقات الأئمة والعلماء بالمساجد ودور العلم، أو مزاولة الدروس بمدارس مهيكلة خصيصا لهذا الغرض.


ولعل أهم ما يميز هذا التعليم التقليدي، علاقة اتصال المعلم بتلاميذه التي لا تضاهيها علاقة أخرى، إذ يلتقيان وجها لوجه، فتجتمع الصورة والصوت، الحركة والمشاعر والأحاسيس التي تقوم جميعها بنقل المادة التعليمية وإيصالها إلى المتلقي، يحصل التأثير فيتم التعلم وتعديل السلوك.. إضافة إلى هذه العلاقة هناك علاقة أخرى لا تقل حميمية عن الأولى تربط المتعلم بالكتاب فيحمله كالابن المدلل بين كفيه، أو يجلسه على الطاولة مداعبا صفحاته محدقا في صوره، منصتا، قارئا، مرددا نصوصه.
إلا أنّ بعد تعميم التعليم غداة الاستقلال وتزايد العدد الهائل من المتعلمين على المدارس، أصبح الطلب على العلم تحديا للجميع، وتوفير المقاعد الدراسية والمؤطرين للعملية التربوية من إداريين ومعلمين وعمال يثقل كاهل الدولة، وتقديم تعليم ذي نوعية لجميع أبناء الوطن المتمدرسين يؤرق التربويين ويدفعهم إلى مزيد من الجهد والتنقيب عن أنجع السبل لتحقيق الجودة في التعليم. الأمر الذي جعل هذه المعادلة (المعلم، المتعلم، والمادة التعليمية) مكلفة وصعبة التحقيق، من منظور التعليم التقليدي للأسباب التالية:
1. الانفجار المعرفي الهائل الذي يشهده العصر الحديث.
2. الطلب المتزايد على مقاعد الدراسة بسبب الانفجار السكاني.
3. نقص التأطير البيداغوجي وقلة المؤهلين تربويا لعملية التعليم.
4. قلة الاهتمام بالفروق الفردية بين التلاميذ، مما يسبب هدرا وتسربا مدرسيا كبيرا.
هذه الأسباب وغيرها، تجعل التعليم التقليدي غير قادر على مواكبة التطور الحاصل في ميدان العلم والمعرفة. والبحث عن وسائل تربوية ناجعة تسد النقائص وتذلل الصعاب وتعطي دفعا جديدا لعملية التعلم والتعليم هي عند التربويين أكثر من ضرورة.
لم يعرف عصر من عصور الإنسانية جمعاء تدفقا علميا وانفجارا معرفيا مثل العصر الذي ظهر فيه الحاسوب كأداة تربوية لا يمكن الاستغناء عنها، لأنها تتميز بخاصية لا توفرها وسيلة أو أداة تربوية أخرى، وأعني بذلك (التفاعلية) حيث يستجيب الحاسوب لكل عملية صادرة من المتعلم بناء على المعطيات المقدمة له في أيِّ علم من العلوم، بالدقة والوقت اللازمين.
الحاسوب هو آلة مساعدة للعقل البشري في العمليات الحسابية والمنطقية، لديها القدرة على إدخال بيانات بها وإجراء عمليات عليها بواسطة برنامج من التعليمات، وتخزينها واسترجاعها كمخرجات بسرعة فائقة، كما يمكن تزويدها بتغذية راجعة لإجراء التعديلات التي نراها مناسبة. نستشف من هذا التعريف أنّ للحاسوب إمكانية تقديم أشكال تعليمية متنوعة، هي أنه:
1. مصدر هام للمعلومة من خلال ما تحويه الأقراص المضغوطة وما يخزنه القرص الصلب من معلومات لا حصر لها.
2. أداة تعليمية هامة، تساعد على التدريب والتعليم وتقلل من الوقت المهدور.
3. معلم متميز، يتولى عملية التعليم والتدريب في ظروف خاصة أو عامة، لا سيما في حالات الفروق الفردية.
قد يكون الشكل الأخير وأعني (المعلم المتميز) ما يزال في طور التحضير والتبلور، إلا أنّ البعض يوظفه بما يناسب بيداغوجيا الفروق، حيث يقدم خدمات جليلة للتلاميذ الذين يحتاجون إلى رعاية واهتمام كبيرين من خلال تصميم برامج متنوعة موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة أو بطيئي التعلم أو في تعليمية المواد الدراسية...
أمّا الشكلان الأول والثاني، فقد أخذا مكانهما ضمن المنظومة التربوية، وأولت لهما الدولة عناية فائقة بإدخال مادة الإعلام الآلي ضمن المقررات الدراسية، وتخصيص قاعات في معظم المؤسسات التربوية لتدريس هذه المادة، مجهزة بالوسائل اللازمة.
إنّ التعليم بواسطة الحاسوب هو وسيلة مساعدة في العملية التعليمية، يستخدم كوسيط لعرض بعض المقررات الدراسية التخصصية المتنوعة، وعرض بعض المعلومات التي يمكن استخدامها في المواقف التعليمية المختلفة، كما يساعد على أداء بعض المهارات وإتقانها، فضلا عن تقديمه اختيارات عديدة تسهّل اكتساب المعلومات والمعارف الدراسية.
أثبتت معظم التجارب التي أجريت على التحصيل الدراسي باستخدام الحاسوب تفوّق التلاميذ الذين تعلموا بواسطة هذه الآلة، وإن كان الاختلاف ما يزال مطروحا في مدى ضعف أو قوة تفاعل بعض الشعّب والتخصصات مع هذه الآلة. في بعض الدراسات تؤكد تفوق الشعب العلمية على الشعب الأدبية، وفي دراسات أخرى تؤكد عدم وجود فروق بين التخصص الأدبي والتخصص العلمي. أما عن الدراسات التي اهتمت بالمعلم فقد أكدت ضرورة تدريب كافة المعلمين على الإفادة من إمكاناته في توصيل المادة العلمية التخصصية به.
هذه بعض الفوائد التي يمكن أن يشترك في جنيها جميع المتعلمين من الحاسوب:
1. المشاركة النشطة لكل متعلم من خلال الاستجابة الظاهرة التي يتطلبها الحاسوب منه.
2. يسمح الحاسوب بالتقدم المنتظم في المادة التدريسية لكل تلميذ على حدة، وفق قدراته واستعداداته.
3. يوفر الحاسوب تعزيزا آنيا للاستجابات السلوكية المرغوب فيها، عكس التدريس التقليدي الذي يتلقى فيه المتعلم تعزيزا من خلال أوراق الإجابة التي تعاد إليه بعد أيام من الاختبار.
لهذا وذاك أوصى العلماء والتربويون بتعميم استعمال الحاسوب كوسيلة للتعليم في جميع المراحل التعليمية، من الابتدائي والمتوسط إلى الثانوي والجامعي، في شتى التخصصات الأدبية والعلمية، نظرا لأهميته في تزويد الفرد بالمعلومات العلمية اللازمة التي تساعده على التواصل الحضاري.

إنّ توافر التكنولوجيا يعني تسهيلا لتعليم أفضل يساير طموحات وآمال المجتمعات، لذلك لم يتوقف العلماء والتربويون عند التعليم بواسطة الحاسوب بل فكروا في أساليب أخرى تساهم في تحقيق العملية التعليمية وتعميمها على نطاق واسع، فظهر التعليم عبر البث الفضائي التلفزيوني، أو الإذاعي، التعليم الافتراضي، التعليم الإلكتروني عبر الأنترنت وغيرها من الأساليب التي أحدثتها التكنولوجيا لتناسب حاجات الأفراد إلى التعلم واكتساب المهارات، كما توفر تعليما لقاعدة كبيرة من المتعلمين الذين يرغبون في التعلم حسب أوقاتهم والأساليب التي يختارونها عبر التكنولوجيا المتوفرة. وهذا ما سهل ظهور المدارس المفتوحة، والجامعات الافتراضية المدارس الإلكترونية، وغيرها من المسميات.
إنّ التعليم في المدرسة الإلكترونية لا يعتمد على المواجهة المباشرة عن قرب بين المعلم والمتعلم، وإنما يعتمد على المواجهة غير المباشرة في اكتساب المعرفة والمهارات المتنوعة، ويتم ذلك بواسطة مجموعة من التقنيات المتطورة والمتنوعة (شبكة الأنترنت) سواء أكانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، تغني عن وجود المعلم داخل القاعات الدراسية.
تجمع (الأنترنت) الشبكة العنكبوتية بين الملايين من الحواسب عبر العالم، تتصل فيما بينها وتتواصل، تتبادل المعارف والمعلومات، الصور والأفلام، الحديث والرسائل بشكل آني وسريع. هذا الاتصال السريع سهل كثيرا عملية انفجار المعلومات وانتشارها في كل أصقاع المعمورة، كما سهّل الوصول إليها، فتحولت الأنترنت في ظرف وجيز إلى مصدر للمعلومة لا يمكن الاستغناء عنه، ووسيلة لتبادل المعارف والخبرات بين المؤسسات والأفراد، إلى جانب مزايا أخرى شجعت التربويين على استخدام شبكتها في التعليم، والاستفادة من خدماتها المتمثلة في:
1. الكم الهائل من مصادر المعلومات، مثل: الكتب الإلكترونية ـ الدوريات - قواعد البيانات ـ الموسوعات - المواقع التعليمية..
2. الاتصال غير المباشر (غير المتزامن): بحيث يستطيع الأشخاص الاتصال فيما بينهم بشكل غير مباشر، دون اشتراط حضورهم في نفس الوقت، باستخدام: البريد الإلكتروني ـ البريد الصوتي..
3. الاتصال المباشر (المتزامن): عن طريقه يتم التخاطب في اللحظة نفسها بواسطة: التخاطب الكتابي - التخاطب الصوتي - التخاطب بالصوت والصورة (المؤتمرات المرئية).
لقد أثبتت هذه الشبكة الإلكترونية قدرتها كوسيط فعال في التعليم الإلكتروني، حيث ربطت بين المؤسسات التعليمية وجعلت منها صفا دراسيا واحدا يجتمع فيه المتعلمون والمعلمون على الرغم من التباعد الجغرافي بينهم. وما أكثر المواقع التعليمية على الشبكة العالمية الأنترنت المهتمة بالتعليم الإلكتروني.
إلى جانب هذه الخصائص المميزة للتعليم الإلكتروني، هناك أسباب وعوامل تشجع القائمين على العملية التعليمية على توسيعها لا سيما في القرى والأرياف والأماكن النائية التي تفتقر إلى وسائل النقل.

1. عدم الاعتماد على الحضور الفعلي: فالطالب لا يتقيد بوقت محدد ولا مكان معين.
2. الاستفادة من عنصر الزمن: عدم تقيد الطالب بجدول زمني محدد يجعله بمنأى عن ضغط الوقت، وبالتالي الاستفادة منه بشكل كبير.
3. توفر المناهج طوال اليوم وطوال الأسبوع: هذه الخاصية لا توفرها المدرسة، وتناسب أكثر الطلبة المزاجيين أو الذين يحبذون وقتا معينا للدراسة.
4. توفير المرونة في التعلم من خلال مراعاة الفروق الفردية. فالطالب يتعلم بالسرعة والوقت الذين يختارهما.
5. تقليل حجم العمل في المدرسة: التعليم الإلكتروني يخفف من عناء تحليل وتقويم نتائج اختبارات الطلبة، وكذلك عملية التسجيل واستلام الملفات...
6. تقليل الأعمال الإدارية والتربوية للمعلم: كاستلام الواجبات ووثائق الامتحانات وغيرها، ويصبح من الممكن تسلمها عبر الوسائل الإلكترونية..
7. إمكانية الاتصال ببعضهم، أو بين الطلبة وإدارة المدرسة: يتبادلون الأفكار والرؤى في مجالس النقاش، مما يحفزهم على التفاعل والتواصل بينهم.
8. الشعور بالمساواة: تواصل الطالب مع زملائه أو مع إدارة المؤسسة يشعره بالمساواة مع الآخرين والحرية في إبداء الرأي وطرح الأسئلة.. وهذه الخاصية تناسب الذين يشعرون بالخوف والخجل..

ولكن، لا يمكن أن نتصور عملا مستقبليا بهذا الحجم دون عوائق وعراقيل تعترضه، لا سيما وأنّ تجارب عديدة في البلدان الغربية مثل كندا، كوريا، وأمريكا.. قد عانت من مشاكل كثيرة من أجل تجسيد هذا المشروع المستقبلي على أرض الواقع.

ومن هذه العراقيل:
1. التحدي التقني المتمثل في:
- كيفية التعلم بواسطة التقنيات الحديثة.
- صعوبة مواكبة التطور الحاصل لتقنيات الحاسوب.
2. ضعف البنية التحتية للاتصالات في بعض الدول مما يترتب عليه ضعف في الشبكة العنكبوتية.
3. حاجز اللغة المستخدمة بقوة في عالم الأنترنت أو الإعلام الآلي وهي اللغة الإنجليزية.
4. العامل الاقتصادي المتمثل في:
- تكلفة وتمويل المشروع من طرف الدولة.
- القدرة الشرائية للمواطن.
5. استعداد المتعلم لتقبل مشروع المدرسة الإلكترونية بديلا للمدرسة التقليدية.
لقد جعل الورق تسجيل المعلومات سهلا يسيرا، وساهمت الطباعة في توفير الكتاب لمعظم التلاميذ. فهل يصبح الحاسوب معلما متميزا في كل قسم أو بيت؟ ويحل محل المعلم الذي كاد أن يكون رسولا؟
لن يحدث هذا الأمر ـ على الأقل في المدى القريب ـ لأن طريق المعلومات السريع لن يحل محل من أبدع في صنع هذه الآلة العجيبة، ولا يقوم مقام من ساهم ويساهم في تطويرها، وإثرائها بالبرمجيات المتعددة الخدمات وفي جميع التخصصات، أو يحجم أهمية أيّ من الكفاءات التعليمية الإنسانية التي نحتاج إليها من أجل تحديات الغد. و لن يحدث تغيّر فجأة وعلى حين غرة، فعلى مستوى الشكل، ستظل الأنماط الأساسية للتعليم كما هي، الطلاب يواصلون الذهاب إلى المدارس، والإنصات إلى المدرسين وطرح الأسئلة والمشاركة في الأنشطة الفردية والجماعية، وأداء الواجب المنزلي.
أما مستقبلا فلن يفك أغلال هذا السؤال الصعب إلا البحث المتأني والمعمق في دور الحاسوب في حياة التلميذ ومدى تأثيره عليه، ومدى تقبل هذا الأخير له والتفاعل معه. وفي انتظار ما تسفر عنه بحوث العلماء حول هذه العلاقة الافتراضية بين المتعلم والحاسوب، لا بأس أن نشير إلى أنّ التطور الرهيب في تكنولوجية الإعلام والاتصال يسد علينا طريق العودة إلى التعليم التقليدي، وبالمقابل يفتح لنا أبوابا واسعة لولوج عالم المدرسة الإلكترونية، فلا مجال للتخوف.

المراجع:
1. د. معين حلمي الجملان. التعليم عن بعد بين ممارسات الواقع وتوجهات المستقبل. مجلة العلوم التربوية والنفسية جامعة البحرين. المجلد الثالث. العدد الأول. مارس 2002
2. د. علياء عبد الله الجندي. تقويم استخدام الحاسب الآلي.. (من وجهة نظر المعلمين والطلاب) مجلة العلوم التربوية والنفسية، جامعة البحرين. المجلد الثالث، العدد الثاني، يونيو 2002
3. د. أحمد أبو زيد التكنولوجيا والثقافة الرقمية. مجلة العربي العدد 600 نوفمبر 2008
4. بيل جيتس. المعلوماتية بعد الأنترنت. ترجمة عبد السلام رضوان عالم المعرفة مارس 1998
5. عبد القادر بن عبد الله الفنتوخ ـ عبد العزيز بن عبد الله السلطان. الأنترنت في التعليم ـ مشروع المدرسة الإلكترونية. ورقة عمل.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الدول, حلمنا, دقيقة, يكون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc