المناهي اللفظية .. الاداب الاسلاميه - الصفحة 10 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المناهي اللفظية .. الاداب الاسلاميه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-15, 04:26   رقم المشاركة : 136
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يجوز الدعاء بـ " اللهم استرنا بسترك الذي سترت به نفسك " ؟!

السؤال:

عندما كنتُ في أحد المساجد بخطبة الجمعة في بلدي : سمعت دعاء الإمام قائلاً :

" اللهم استرنا بسترك الذي سترت به نفسك ! "

فهل يصح هذا الدعاء ؟ . أفيدونا أحسن الله إليكم .


الجواب :

الحمد لله

هذا الدعاء منكر قبيح ، وفيه اعتداء على مقام الله جل جلاله ، حيث يريد الطالب أن يجعل ستر الله تعالى عليه كستر الله تعالى نفسه عن خلقه ، فيريد ما اختص الله تعالى نفسه أن يجعله له ! وهذا وجه النكارة .

ثم ما شأنك أنت بهذا ـ أيتها المتكلف المتقعر ، أنت تريد من الله أن يستر ذنبك ، ولا يفضح عيبك ، فأين ذلك من مقام الألوهية ؟!!

فلا إله إلا الله ؛ ما أقبح ما يتنطع المتنطعون ، ويتكلف المتكلفون !!

عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ ) رواه أبو داود ( 96 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

سئل الشيخ عبد الله بن جبرين – رحمه الله - :

ورد هذا الدعاء على ألسنة بعض الناس وهو : " اللهم استرني بسترك الجميل الذي سترت به نفسك فلا عين تراك " ، هل هذا صحيح يُدعى به ، أفيدونا أثابكم الله ؟ .

فأجاب :

ما ورد هذا الدعاء ، قوله : " الذي سترت به نفسك فلا يراك أحد " : هذا خاص بالله ، وهو أنه لا يُرى في الدنيا ، وأنه دون الأنوار ، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )

فلا ينبغي أن يَشرك الربَّ سبحانه وتعالى في هذا النور أحدٌ أو في هذا الستر ، فله أن يدعو أن يستر الله عورته ، وأن يؤمِّن روعته ، كما ورد ذلك في حديث : ( اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ) ، فأما سترك الجميل الذي سترت به نفسك فلا يراك أحد : فلم يرِد مثل هذا .

" شرح العقيدة الطحاوية " ( شريط 62 )

و ( 3 / 160 ) – ترقيم الشاملة - .

وانظر تفصيل الاعتداء في الدعاء في جوابي السؤالين التالين

والله أعلم








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-07-15, 04:30   رقم المشاركة : 137
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الاعتداء في الدعاء

السؤال:

بعض الإخوة يفصّل في الدعاء , فمثلا يقول : يا رب ارزقني تلفزيونا ملونا , وشقة مفروشة , و...و.. ، فقلت أخشى أن يكون هذا من الاعتداء في الدعاء ,

فإذا كان الداعي في الحرم المكي وخصوصا خلال رمضان ألا يفضّل فيه أن يطلب من خيري الدنيا والآخرة بالأدعية المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

لجأت لموقعكم باحثة عن الاعتداء في الدعاء لكن لم احد إجابة مفصّلة عنه , فأرجوا أن تفصّلوا في ذلك مشكورين


.الجواب :


الحمد لله

أولاً :

اعلمي أيتها الأخت السائلة وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى أن الدعاء سلاح مهجور عند كثير من الناس ، فالدعاء هو العبادة .

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدعاء هو العبادة ) ثم قرأ : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) غافر/60. قال الألباني : صحيح ( انظر : صحيح سنن الترمذي برقم 2685 ) ، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ) حسنه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي برقم ( 2684)

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) حسنه الألباني ( انظر : صحيح سنن الترمذي برقم 2686 ) .

فإذا علمت ذلك فاحرصي عليه وأكثري منه .

ثانياً :

إن للدعاء آداباً وموانع ، نجمل بعضها فيما يلي :

1- البدء بالنفس في الدعاء .

2- يستحب رفع اليدين في الدعاء .

3- أن يكون الداعي على طهارة كاملة .

4- أن يستقبل القبلة في دعائه .

5- إظهار التضرع بين يدي الله ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ) ، وقد ذكر ابن القيم في بدائع الفوائد أن عدم التضرع في الدعاء هو من الاعتداء في الدعاء (

بدائع الفوائد 3 / 12 ) .

6- أن يلح على الله في الدعاء .

7- ألا يستعجل الإجابة . ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري (6340) ومسلم (2735) فإذا دعا المسلم ربه فإنه لا يخلو الحال من ثلاثة أمور جاء ذكرها في قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال ، إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الأخرى ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا : إذا نكثر ، قال : الله أكثر ) رواه أحمد (10749) والترمذي (3573) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2199)

8- ومما ينبغي التنبيه عليه في الدعاء أن يحمد الله عز وجل ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن فضالة بن عبيد قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته

فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجل هذا ) ثم دعاه ، فقال له أو لغيره : ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليدع بعد ما شاء ) قال الألباني : حديث صحيح ( انظر : صحيح سنن الترمذي برقم 2765 ) .

ثالثاً : أما الاعتداء في الدعاء فيكون بأمور منها :

1- التفصيل في الدعاء ، كما جاء في السؤال من أنه يقول : اللهم ارزقني شقة مفروشة وتلفزيوناً ملوناً و .. و .. الخ ، وإنما المشروع الدعاء بجوامع الكلم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ، فيسأل الله عز وجل من خير الدنيا والآخرة وقد ثبت عن عبد الله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول :

( اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها ، فقال : أي بنيّ سل الله الجنة وتعوذ بالله من النار ، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : إن سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء ) رواه أبو داود (096) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

2- أن يدعو الله بما حرم الله أو ما كان وسيلة إلى محرم (لأن الوسائل لها أحكام المقاصد)

كما ذكر ذلك ابن القيم في بدائع الفوائد ( 3 / 12 )

فما كان وسيلة إلى محرم فهو حرام .

وعامة من يستعمل التليفزيون يستمعله في رؤية وسماع المحرم ، فإن كان الداعي من هؤلاء كان دعاؤه بهذا من الاعتداء في الدعاء لأنه سأل الله تعالى أن يرزقه ما يعصيه به .

فتبين بهذا أن هذا الدعاء اعتداء من جهتين :

أولاً : من جهة كونه مفصلاً .

ثانياً : من جهة كونه وسيلة إلى المحرم ، الوسائل لها أحكام المقاصد .

وهذا إذا كان الداعي يستعمله في المحرم كما هو عمل عامة الناس وأكثرهم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-15, 04:37   رقم المشاركة : 138
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

سؤال الله جمال الصورة

السؤال

: هل يجوز أن أتمنى من الله القادر على كل شيء سبحانه أن يرزقني جمال الوجه إذا كنت بأمس الحاجة إليه

وهل يتحقق هذا الشيء في الدنيا

فقد يقول بعض الناس إننا لسنا في زمن المعجزات ، لكنني أقول إن الله على كل شيء قدير في كل زمان ومكان .

فهل يجوز - إن شاء الله - هذا الدعاء ؟


الجواب :


الحمد لله

الجمال نعمة من الله تعالى ، تبدأ بباطن نقي السريرة مع الله عز وجل ، فيظهر نقاؤه وصفاؤه على صفحة النفس البشرية فتكسبها بهاءً وتكسوها جلالا عميقا وسرًّا بديعا .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ) رواه مسلم (2564)

يقول ابن القيم في "روضة المحبين" (221-223) :

" اعلم أن الجمال ينقسم قسمين : ظاهر ، وباطن :

فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته ، وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة ، وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده ، وموضع محبته ، وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال

فتكسو صاحبَها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحُه من تلك الصفات ، فإن المؤمن يُعطَى مهابةً وحلاوةً بحسب إيمانه ، فمن رآه هابه ، ومن خالطه أحبه

وهذا أمر مشهود بالعيان ، فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة ، وإن كان أسود أو غير جميل ، ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل ، فإنها تُنَوِّرُ الوجه وتحسنه .

ومما يدل على أن الجمال الباطن أحسنُ من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه ، وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض ، وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها : (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ) فاطر/1 قالوا : هو الصوت الحسن والصورة الحسنة .

وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده ، فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده ، يوجب شكرا ، فَإِنْ شَكَرَهُ بتقواه وصيانتِه ازداد جمالا على جماله ،

وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قَلَبَه له شيئا ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة ، فتعود تلك المحاسن وَحشةً وقُبحا وشَيْنا ، وينفر عنه من رآه

فكل من لم يتق الله عز وجل في حسنه وجماله انقلب قبحا وشَيْنا يشينُه به بين الناس ، فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره ، وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره " انتهى .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه ، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه .. ، ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة ؛ فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال

وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين ، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح ؛ فكم ممن لم تكن صورته حسنة ، ولكن [ له ] من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته .

ولهذا يظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت ، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها

حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ، ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها ؛ حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها ، وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره ، مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم

فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير ، وربما مسخ خنزيرا وقردا ، كما قد تواتر ذلك عنهم . ونجد المردان من الترك ونحوهم قد يكون أحدهم في صغره من أحسن الناس صورة ، ثم إن الذين يكثرون الفاحشة تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوها .. "

انتهى . الاستقامة (1/364-366) .

ثانيا :

إذا كنت ممن تشغله الصورة الظاهرة ـ يا عبد الله ـ فاعلم أن الله تعالى كرّم بني آدم ، وصورهم في أحسن صورة ، من بين ما حولهم من المخلوقات .

قال الله تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) غافر : 64

وقال تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4) ، والآيات في هذا المعنى كثيرة . قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :

" فليس في جنس الحيوانات، أحسن صورة من بني آدم، كما قال تعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } وإذا أردت أن تعرف حسن الآدمي وكمال حكمة الله تعالى فيه، فانظر إليه

عضوًا عضوًا، هل تجد عضوًا من أعضائه، يليق به، ويصلح أن يكون في غير محله؟ وانظر أيضًا، إلى الميل الذي في القلوب، بعضهم لبعض، هل تجد ذلك في غير الآدمين؟ وانظر إلى ما خصه الله به من العقل والإيمان، والمحبة والمعرفة، التي هي أحسن الأخلاق المناسبة لأجمل الصور . "

انتهى ، تفسير السعدي (741) .

ثالثا :

إن كنت ترى أنك لم تُرزق حظا من الجمال والوسامة ، وتأذيت لدمامة منظرك ، وسوء حالك ؛ فاعلم ـ يا عبد الله ـ أن كل خلق الله حسن ، وكل تقديره لعبده المؤمن خير ؛ وهاتان نقطتان مهمتان ، نرجو ألا تهملهما وألا تنساهما طرفة عين .

وهذان حديثان يرشدانك إلى ما قلنا في هاتين القاعدتين المهمتين من قواعد الإيمان بقضاء الله وقدره ، ومعاملته سبحانه ، والسلوك إليه .

أما الأول : فعَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )

رواه مسلم (2999) .

وأما الثاني : عن عَمْرو بْن الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ حَتَّى هَرْوَلَ فِي أَثَرِهِ ، حَتَّى أَخَذَ ثَوْبَهُ ، فَقَالَ : ( ارْفَعْ إِزَارَكَ ) .

قَالَ : فَكَشَفَ الرَّجُلُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَحْنَفُ وَتَصْطَكُّ رُكْبَتَايَ !!

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَسَنٌ ) .

قَالَ : وَلَمْ يُرَ ذَلِكَ الرَّجُلُ إِلَّا وَإِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ حَتَّى مَاتَ !!

رواه أحمد (18978) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1441) .

قال الأصمعي رحمه الله :

" الحَنَف : إقبال القدم بأصابعها على الأخرى ، هذه على هذه ، وهذه على هذه " .

اهـ غريب الحديث للحربي (1/436) .

فتأمل يا عبد الله ، كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قوم لهذا الصحابي ما وقع في نفسه من الحياء ، أو التأذي من منظر قدميه ، بما حمله على إطالة إزاره

ليغطي ما به من العلة والعيب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه : " كل خلق الله حسن " ؛ فمهما أصابك من شيء ، أو ألم بك من داء أو عيب ، فاعلم أن خلق الله كله حسن ، رغم كل ذلك .

فإن استعصت عليك نفسك ، وتأبت إلا النظر إلى ما أصابها من داء وعلة ، وأبت إلا أن تنظر إلى من هو أحسن صورة منها ، وأجمل منظرا مما قسم لك ، فذكرها ـ دائما ، يا عبد الله ـ بما رواه أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ )

رواه البخاري (6490) ومسلم (2963) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" قَوْله ( فِي الْمَال وَالْخَلْقِ ) بِفَتْحِ الْخَاءِ أَيْ الصُّورَةِ , وَيَحْتَمِل أَنْ يَدْخُلَ فِي ذَلِكَ الْأَوْلَادُ وَالْأَتْبَاعُ وَكُلُّ مَا يَتَعَلَّقُ بِزِينَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..

قَالَ اِبْن بَطَّال :

هَذَا الْحَدِيثُ جَامِعٌ لِمَعَانِي الْخَيْرِ لِأَنَّ الْمَرْءَ لَا يَكُون بِحَالٍ تَتَعَلَّق بِالدِّينِ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ مُجْتَهِدًا فِيهَا إِلَّا وَجَدَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ , فَمَتَى طَلَبَتْ نَفْسُهُ اللَّحَاقَ بِهِ اِسْتَقْصَرَ حَالَهُ فَيَكُون أَبَدًا فِي زِيَادَةٍ تُقَرِّبُهُ مِنْ رَبّه , وَلَا يَكُون عَلَى حَال خَسِيسَةٍ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَجَدَ مِنْ أَهْلِهَا مَنْ هُوَ أَخَسُّ حَالًا مِنْهُ . فَإِذَا تَفَكَّرَ فِي ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّ نِعْمَةَ اللَّهِ وَصَلَتْ إِلَيْهِ دُونَ كَثِيرٍ مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَمْرٍ أَوْجَبَهُ , فَيُلْزِمُ نَفْسَهُ الشُّكْرَ , فَيَعْظُمُ اِغْتِبَاطُهُ بِذَلِكَ فِي مَعَادِهِ " انتهى .

رابعا :

أما إذا كنت تسأل الله تعالى جمال الوجه ، تريد بذلك أن يقلب الله صورتك فيتغير أصل خلقة وجهك إلى وجه آخر حسن جميل ، فهذا دعاء فاسد ، لا يجوز للعبد أن يدعو به ولا بأي دعاء نحوه ،

فهو من الاعتداء في الدعاء الذي جاء النهي عنه في قوله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( الأعراف/55 وفي حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

( إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ )

رواه أبو داود (96) وصححه ابن حجر في "التلخيص" (1/144) والألباني في "صحيح أبي داود"

يقول قتادة رحمه الله :

" اعلموا أن في بعض الدعاء اعتداء " انتهى .

وقال الربيع رحمه الله :

" إياك أن تسأل ربك أمرا قد نُهيت عنه ، أو ما ينبغي لك " انتهى .

انظر تفسير الطبري (5/207)

ووجه كون هذا القصد من الدعاء اعتداءً أن الله تعالى خلق الدنيا وركَّب فيها من سننه ما لا يقبل التبديل ولا التغيير – إلا في معجزات الرسل - ، فخلق الشمس وجعلها سراجا

وخلق الأرض وجعلها مهادا ، وأنزل من السماء ماء ، وقدر للقمر منازل ومراحل ، وأعطى كل شيء خلقه ورِزقه وصورتَه التي صوره بها ، وهذه كلها أمور لا تتغير ولا تتبدل ، لأنها من السنن الكونية التي قال الله تعالى فيها : ( لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) الروم/30

يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في "تيسير الكريم الرحمن" (640) :

" أي : لا أحد يبدل خلق اللّه فيجعل المخلوق على غير الوضع الذي وُضِعَه " انتهى .

فكل من دعا بتغيير شيء من سنن الله الكونية اللازمة الواقعة فقد سأل ما لم يكن الرب ليفعله سبحانه ، لا لعجزه ، بل لأنه أراد ألا تتغير هذه السنن إذا وقعت ، وأنت بسؤالك الله تحويل صورتك تحويلا تاما إنما تسأل نقيض ما أراد ، وهذا من الاعتداء .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (1/130) :

" وقد قال تعالى : ) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( الأعراف/55 - في الدعاء - ومن الاعتداء في الدعاء أنْ يسأل العبدُ ما لم يكن الربُّ ليفعله ، مثل : أنْ يسأله منازلَ الأنبياء وليس منهم ، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك ، أو يسأله ما فيه معصية لله ، كإعانته على الكفر والفسوق والعصيان " انتهى .

وقال رحمه الله (15/22) :

" وعلى هذا فالاعتداء في الدعاء :

تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات .

وتارة يسأل ما لا يفعله الله ، مثل : أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة ، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب ، ويسأله بأن يطلعه على غيبه ، أو أن يجعله من المعصومين ، أو يهب له ولدا من غير زوجة ، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله " انتهى .

وأما إذا كنت تريد بذلك نوعا من الحسن في وجهك أكثر مما عندك ، كالذي يطلبه الناس في "عمليات التجميل " : فيُخشى من مثل ذلك الدعاء أن يكون ـ أيضا ـ من الاعتداء في الدعاء الذي ذكرنا حكمه ، فما زال في الناس من يحتاج إلى ذلك ، وقد كان غير واحد من الصحابة معروفين به

ولم يؤثر عن أحد من السلف الدعاء بمثل هذا ، ولم تجر العادة بحصوله ؛ اللهم إلا أن يكون ذلك من إلقاء البهاء عليه ، والمحبة له ، كالذي يحصل لأهل الصلاح ، كما ذكره شيخ الإسلام فيما سبق

وأما أن يتغير شكل أنفه ، أو لون عينيه .. ، أو ما إلى ذلك ، فهو مما لم تجر العادة بحصوله ، ولا الدعاء به ، فأقل ما يقال فيه : إنه ينبغي تركه ، والاشتغال بما هو أولى بالعبد من تحسين صورته الباطنة بالإيمان والعمل الصالح ، ولعل الحاجة التي

دعتك إلى ذلك ، وتظن أنها لا تحصل إلا بهذا التغيير ، تحصل لك ، هي أو ما هو أفضل منها أضعافا مضاعفة ، تحصل لك بما هو أيسر من ذلك من الإقبال على الله ، وتعلق القلب به .

قال الله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ) مريم/96 .

قال قتادة رحمه الله :

" إي والله ، في قلوب أهل الإيمان ، ذُكر لنا أن هَرِم بن حَيَّان كان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم ..

وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : ما من عبد يعمل خيرًا أو شرًّا، إلا كساه الله عز وجل رداء عمله " .

انتهى . "تفسير ابن كثير" (5/269) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ .

وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ قَالَ فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ ) .

رواه البخاري (3209) ومسلم (2637) واللفظ له .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-15, 18:01   رقم المشاركة : 139
معلومات العضو
50hodahelmy
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووور جدجدجدجدجد يالغالى










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-16, 04:32   رقم المشاركة : 140
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 50hodahelmy مشاهدة المشاركة
مشكووووووووووووووور جدجدجدجدجد يالغالى

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك المميز مثلك
في انتظار المزيد من مرورك العطر

بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 16:22   رقم المشاركة : 141
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حكم تسمية مرض "السرطان" بـ "المرض الخبيث"

السؤال

هل يجوز وصف السرطان بالمرض الخبيث ؟


الجواب :

الحمد لله

وصف مرض السرطان بـ " الخبيث " له حالان :

الحال الأولى : أن يراد بتلك الكلمة وصف المرض أنه من النوع الذي ينتشر في الجسم ، ويحدث أضراراً بالغة ، وضده ما يطلق عليه الأطباء لفظ " الحميد " .

فهذا الوصف جائز ، لأنه ليس المقصود منه إلا التعريف بالمرض ، وإن كان الأولى الإتيان بكلمة أخرى أو وصف آخر غير هذا الوصف "الخبيث" تأدباً في اختيار الألفاظ المناسبة .

وقد روى البخاري (5825) ومسلم (2250) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي ) .

قال النووي رحمه الله :

"قال أبو عبيد وجميع أهل اللغة وغريب الحديث وغيرهم : " لقست " و " خبثت " بمعنى واحد، وإنما كره لفظ "الخبث" لبشاعة الاسم ، وعلَّمهم الأدب في الألفاظ ، واستعمال حسنها ، وهجران خبيثها" انتهى .

"شرح مسلم" (15/7 ، 8) .

الحال الثانية : أن يطلق لفظ " الخبيث " على مرض السرطان على سبيل السب له بذلك .

فأقل أحوال حكم هذه التسمية : الكراهة .

وقد ورد في الحديث النهي عن سب "مرض الحمَّى" ؛ لأنها من قدَر الله تعالى ، وهي تكفِّر خطايا المسلم

ويستفاد منه النهي عن سب عموم الأمراض ؛ لاشتراك الأمراض كلها في كونها من قدر الله تعالى ، ومن كونها مكفِّرة للخطايا .

فعن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ أُمِّ السَّائِبِ قَالَتْ : الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم لها : ( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ) . رواه مسلم (2575) .

قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

" الحمَّى " هي السخونة ، وهي نوع من الأمراض وهي أنواع متعددة ، ولكنها تكون بقدَر الله عز وجل ، فهو الذي يقدِّرها وقوعاً ، ويرفعها سبحانه وتعالى ، وكل شيءٍ من أفعال الله فإنه لا يجوز للإنسان أن يسبَّه ؛ لأن سبَّه سبٌّ لخالقه جل وعلا ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا الدهر : فإن الله هو الدهر ) ...

فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبِّها .

وعلى المرء إذا أصيب أن يصبِر ويحتسب الأجر على الله عز وجل ، وأخبر أنها تُذهب بالخطايا كما يُذهب الكير بخبَث الحديد ، فإن الحديد إذا صُهر على النار ذهب خبثه وبقي صافياً كذلك الحمى تفعل في الإنسان ... .

المهم : أن الإنسان يصبر ويحتسب على كل الأمراض ، لا يسبها" انتهى .

"شرح رياض الصالحين" (6/467 ، 468) .

وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : والدي توفي بمرض سرطان خبيث ، من مرضه وإلى وفاته خمسة أشهر ، فهل يُعتبر شهيداً ؟ وهل هذا المرض الخبيث يمحو جميع الذنوب التي عليه ؟

فأجاب :

"إذا صبر المسلم على المرض واحتسب الأجر : فله الأجر عند الله ، ولا يعتبر الميت بالسرطان شهيداً ؛ لعدم الدليل على ذلك ، ولكن المسلم يرجى له الخير .

ويكره وصف المرض بأنه خبيث" انتهى .

"مجلة الدعوة" العدد (2009) ، 4 شعبان 1426هـ .

وسئل الشيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله :

هل يمكن أن يقال عن "السرطان" إنه المرض الخبيث ؟

فأجاب

"لا ينبغي أن يُطلق على الأمراض لفظ "الخبيث" ، وإنما يسمَّى باسمه ، أو بالشيء الذي يدل عليه ، ولا يوصف المرض بأنه خبيث" انتهى .

"شرح سنن الترمذي" (كتاب الطب ، شريط رقم 223) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 16:29   رقم المشاركة : 142
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم إطلاق عبارة " الغذاء الروحي " على الأذكار والطاعات

السؤال

تتناقل المنتديات هذه العبارة " الغذاء الروحي " ويطلقونها على التسبيح والتهليل والذِّكر وغيرها من العبادات ، فما الحكم ؟ .


الجواب :


الحمد لله

لا حرج في إطلاق هذه العبارة : الغذاء الروحي " على الطاعات وعلى الذِّكر والتقوى وغير ذلك من أعمال الإسلام الجليلة .

ومعنى ذلك : أنها تغذي الروح وتقويها ، وهذا مدح لهذه الطاعات ، وبيان أن هذا هو الغذاء الأهم الذي ينبغي أن يحرص عليه الإنسان ، وليس فقط غذاء الأبدان .

وقد سَمَّى الله تعالى التقوى زاداً ، بل جعلها خير زاد ، وذلك في قوله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) البقرة/ 197 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :

ثم أمر تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك – أي : الحج - فإن التزود فيه الاستغناء عن المخلوقين ، والكف عن أموالهم ، سؤالاً واستشرافاً ، وفي الإكثار منه نفع وإعانة للمسافرين ، وزيادة قربة لرب العالمين ، وهذا الزاد الذي المراد منه إقامة البُنية بُلغة ومتاع .

وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأخراه : فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار ، وهو الموصل لأكمل لذة ، وأجل نعيم دائم أبداً ، ومن ترك هذا الزاد : فهو المنقطع به الذي هو عُرضة لكل شر ، وممنوع من الوصول إلى دار المتقين ، فهذا مدح للتقوى .

" تفسير السعدي " ( ص 91 ) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لا تُوَاصِلُوا) قَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : (إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي) رواه البخاري ( 7299 ) ومسلم ( 1103 ) .

قال ابن القيم رحمه الله :

"ومعلومٌ أنَّ هذا الطعام والشراب ليس هو الطعام الذى يأكله الإنسانُ بفمه ، وإلا لم يكن مواصلاً ، ولم يتحقق الفرق ، بل لم يكن صائماً ، فإنه قال : (أَظَلُّ يُطْعِمُني رَبِّي ويَسْقِيني) .

وأيضاً : فإنه فَرَّقَ بينه وبينهم في نفس الوِصال ، وأنه يَقدِرُ منه على ما لا يقدِرُون عليه ، فلو كان يأكلُ ويشرب بفمه : لم يَقُلْ : (لَسْتُ كَهَيْئَتِكُم) ، وإنما فَهِمَ هذا من الحديث مَنْ قَلَّ نصيبُه من غذاء الأرواح والقلوب

وتأثيرِهِ فى القوة وإنعاشِها ، واغتذائها به فوقَ تأثير الغِذاء الجسمانىِّ ، والله الموفق" انتهى .

" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 4 / 94 ) .

فهذا ابن القيم رحمه الله يستعمل هذا التعبير : "غذاء الأرواح والقلوب" ويعني : أن المقصود من الحديث : أن الله تعالى يغذي روح نبيه صلى الله عليه وسلم وقلبه ، فيعطيه من القوة أكثر مما يعطيه غذاء البدن .

وقد استعمل العبارة نفسها الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ، فقد سئل :

تعلم يا فضيلة الشيخ أن بعض الآباء ينشغل في أعماله ، وقد لا يتمكن من سؤال أبنائه عن مستواهم الدراسي أو من يصحبون ، فهل هذا تضييع لحقوقهم ؟ .

فأجاب :

قوله " إنه ينشغل بأعماله " نقول : مِن أكبر أعماله : أبناؤه وبناته ، ومسئوليتهم أعظم من مسئولية تجارته ، ولنسأل ماذا يريد من تجارته ؟ إنه لا يريد منها إلا أن ينفق على نفسه وأهله ، وهذا غذاء البدن ، وأهم منه : غذاء القلب ، غذاء الروح ، زرع الإيمان والعمل الصالح في نفوس الأبناء والبنات .

" اللقاء الشهري " ( 58 / السؤال رقم 1 ) .

وقال – رحمه الله – أيضاً - :

لا تجعل طعامك مشتبهاً ، اجعل طعامك طيِّباً ، لا تبق على خطر ، الغذاء غذاء الروح وليس غذاء البدن ، لو يأكل الإنسان لحى الشجر ونبات الأرض : خير له من أن يأكل درهماً واحداً حراماً .

" لقاء الباب المفتوح " ( 229 / السؤال 22 ) .

فتبين بذلك أنه لا حرج من إطلاق "غذاء الروح" أو "غذاء القلب" على الطاعات .

والله أعلم


........

حكم قول أحدهم إذا ذكّرته بالله : " ونعم بالله "

السؤال

نسمع كثيرا من الناس -إذا ذكرهم أحدهم بالله - يقولون لفظ "ونعم بالله" ؛ هل يجوز هذا اللفظ. بارك الله فيكم .

الجواب :


الحمد لله

ما جرت عادة الناس من قولهم : "ونعم بالله" ، كلام حسن ، لا حرج فيه ولا كراهة ؛ بل هو من ممدوح الكلام ؛ لأن مراد المتكلم به مدح التذكير بالله ، أو التعجب من حسنه ، وأنه نعم ما يُذْكَر ، أو يذَكَّر به .

وقد ورد نحو من هذا الأسلوب ، باستخدام صيغة المدح بـ " نعم " في حق الله تعالى ، في الذكر المأثور ، الذي أثنى القرآن على قائله : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران/173 .

قال الطبري رحمه الله :

" يعني بقوله:"حسبنا الله" : كفانا الله ، يعني : يكفينا الله ، "ونعم الوكيل" ، يقول : ونعم المولى لمن وليَه وكفَله "

انتهى من "تفسسير الطبري" (7/405) .

وقال ابن جزي رحمه الله :

"ثناءٌ على الله ، وأنه خير من يتوكل العبد عليه ، ويلجأ إليه "

انتهى من " التسهيل لعلوم التنزيل"

وهو تفسير ابن جزي (222) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 16:36   رقم المشاركة : 143
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم من قال " إن الدين لا يحتاج إلى الرسول صلى الله عليه وسلم " ؟

السؤال


ما هو حكم من قال " إن الدين لا يحتاج إلى الرسول صلى الله عليه وسلم " ؟

هل تجب مقاطعته والبراء منه ؟

وإن كان هذا صحيحاً فهل يبقى البراء منه واجباً حتى بعد توبته مما قاله أم لا ؟ . جزاكم الله خيراً .


الجواب :

الحمد لله

لا بدَّ قبل الحكم على الكلمة وقائلها من معرفة السياق والحال التي قيلت فيه تلك الجملة

وهي في الجملة محتملة لأمور ثلاثة :

الأول

: أن تكون في سياق بيان اكتمال الدين ، ووضوح شرائعه وأحكامه ، وأن الحجة قد أقيمت على الخلق ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ،

وكمل الدين بجميع أحكامه بوفاته صلى الله عليه وسلم ، ولا يحتاج كمال الدين ، ولا استمراره إلى بقاء شخص النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا

كما كان بين أصحابه الكرام ؛ فقد أدَّى نبينا صلى الله عليه وسلم الأمانة وبلَّغ الرسالة ولحق بالرفيق الأعلى

قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) المائدة/ 3

وهذا المعنى صحيح لا غبار عليه

ولا يستطيع أحد أن يقول إن الحجة لا تقام عليه إلا بوجود الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن كلامه سيكون – حينئذٍ – لغواً لا قيمة له .

الثاني

: أن يكون القائل قصد أنه يمكن أن تصلنا رسالة الإسلام من غير شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبلغنا إياها ، بل نحن نعرفها من غير واسطة

أو تهتدي إليها فطرُنا وعقولُنا دون الحاجة لإرسال رسول : فيكون القول حينئذٍ جهلاً وكذباً

لأن الله تعالى لم يُبلِّغ الخلق رسالاته إلا عن طريق رسله

وقد أرسلهم عز وجل مبشرين ومنذرين ليقيم الحجة بهم على خلقه

قال تعالى ( رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء/ 165

ولا أدري كيف سيكون هذا القائل الجاهل مسلماً من غير أن يشهد أن محمَّداً رسول الله ؟!

وكيف سيأمر الله تعالى الخلق بأن يشهدوا على كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو رسوله إلى الناس وهو غير مبعوث بل ولا موجود ؟! .

وعليه : فينبغي نهي قائل تلك الكلمة القبيحة ، وتبيين خطئه وضلاله فيها ، وأنها تتنافي مع الإيمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتهدم شطر الشهادة الذي لا يصح إسلامه إلا به : ( وأشهد أن محمدا رسول الله )

وينبغي هجره وتعزيره وتأديبه حتى ينتهي عن ذلك .

الثالث

: أن تكون الكلمة قد قيلت في سياق لأجل الانتقاص من قدر النبي صلى الله عليه وسلم ، أو الحط من منزلته

أو للتهوين من التعلق بشطر الشهادة الثاني : ( أشهد أن محمدا رسول الله ) لأجل جمع الناس على ( الإله ) الواحد ، دون اعتبار لتغاير الملل ، واختلاف الشرائع

وهذا كفر أكبر لا شك فيه ، وقائلها في مثل هذا السياق : مرتد ، خارج من ملة الإسلام ، وقد أجمع العلماء على أن انتقاص النبي صلى الله عليه وسلم وسبَّه كفر مخرج من الملة .

فقد تبين أنه لا يصح الجزم بحكم قائل تلك الكلمة هكذا على وجه الإجمال ؛ لاختلاف أحوال قائليها

ومن ثم اختلاف أحكامهم ، فقد تحتمل معنى صحيحاً ، وتحتمل أيضا معنى باطلاً ، ولا نرى لآحاد الناس أن يتعجل بالحكم على مثل ذلك ، بل يتوقف حتى يعرض الأمر على أهل العلم في بلده ، أو بعض من يفهم ذلك من طلاب العلم .

فإذا تبين أن قائل ذلك ، كان يقصد معنى باطلا ، أو مرادا كفريا ، ثم تاب منه توبة صادقة : فلا وجه لهجرانه أو تعزيره أو تأديبه بعد التوبة ، فمن تاب تاب الله عليه ، ولو كان من السجود للصنم ، والكفر الصريح بالله عز وجل .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 16:39   رقم المشاركة : 144
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم نداء المدرس بلفظة : "سيدي"

السؤال :

عندنا بعض المدرسين وغالباً ما نناديهم بكلمة (سير) باللغة الإنجليزية

وهذه الكلمة تعني (سيدي) بالعربية . فهل هذا يجوز؟


الجواب :

الحمد لله

"إذا كان معناها يا سيدي فينبغي تركها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له : أنت سيدنا . قال : (السيد الله تبارك وتعالى) ؛ ولأن لفظة "سيدي" قد تسبب عظمة في نفسه وكبرياء ، وتجره إلى كبرياء وغلو وتكبر ونحو ذلك .

فالحاصل : أن من الأولى عدم نداء الأستاذ أو الأخ بسيدي أو ما يدل على معناها ، ولكن يقول : يا أبا فلان ، يا فلان ؛ بالأسماء أو الألقاب الأخرى التي يرتضيها وليس فيها غلو ، أو بكنيته أو باسمه المعروف" انتهى .

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (1/472 ، 473) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 16:47   رقم المشاركة : 145
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حكم قول بعض الناس " الزمن غدَّار "

السؤال :

هل يجوز قول ( الزمن غدار) .. فإن كان الزمن هو جزء من الدهر

وحسب الحديث (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) جزاكم الله خيرا .


الجواب :

الحمد لله

لا يجوز قول : (الزمن غدار) وذلك لأن الزمن لا تصريف له للأمور ، وإنما الذي يصرفه ، ويصرف كل الكون ويدبر أمره هو الله وحده لا شريك له ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر

لأن هذا السب سيعود في حقيقته إلى الله ، تعالى الله عن ذلك

وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن هذه العبارات : " هذا زمان أقشر " ، أو " الزمن غدار " ، أو " يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه " ؟

فأجاب :

"هذه العبارات التي ذكرت في السؤال تقع على وجهين :

الوجه الأول : أن تكون سبا وقدحا في الزمن : فهذا حرام ولا يجوز ؛ لأن ما حصل في الزمن فهو من الله عز وجل ، فمن سبه فقد سب الله ، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي : (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) .

والوجه الثاني : أن يقولها على سبيل الإخبار : فهذا لا بأس به ، ومنه قوله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام : (وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) أي شديد ، وكل الناس يقولون : هذا يوم شديد . وهذا يوم فيه كذا وكذا من الأمور ، وليس فيه شيء .

وأما قول : "هذا الزمن غدار" فهذا سب ؛ لأن الغدر صفة ذم ولا يجوز .

وقول : "يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه" إذا قصد يا خيبتي أنا ، فهذا لا بأس فيه ، وليس سبا للدهر ، وإن قصد الزمن أو اليوم فهذا سب فلا يجوز" انتهى .

"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (1/198) .

والله أعلم .


...........

ما معنى لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

السؤال :

هل الحديث لا تسبوا الوقت فإن الله هو الوقت يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟

وإذا كان صحيحا, فكيف تفسره؟ فقد أشكل علي هذا الموضوع.


الجواب :


الحمد لله

الحديث ليس بهذا اللفظ " لا تسبوا الوقت فإن الله هو الوقت " ، وإنما هو بلفظ " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " ( وقد يكون اللفظ المذكور جاء بسبب طريقة ترجمة السؤال )

وقد رواه مسلم عن أبي هريرة ( 5827 ) ، وفي لفظ آخر: " لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر " ، وفي لفظ آخر : " لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر " ،

وفي لفظ : " قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن يا خيبة الدهر فأنا الدهر أقلب الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما " .

و أما معنى الحديث فقد قال النووي :

قالوا: هو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر

" ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي : لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها ، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى .

ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي : فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم .

" شرح مسلم " ( 15 / 3 ) .

وينبغي أن يعلم أنه ليس من أسماء الله اسم " الدهر " وإنما نسبته إلى الله تعالى نسبة خلق وتدبير

أي : أنه خالق الدهر

بدليل وجود بعض الألفاظ في نفس الحديث تدل على هذا مثل قوله تعالى : " بيدي الأمر أقلِّب ليلَه ونهارَه " فلا يمكن أن يكون في هذا الحديث المقلِّب - بكسر اللام - والمقلَّب - بفتح اللام - واحداً ، وإنما يوجد مقلِّب - بكسر اللام - وهو الله ، ومقلَّب - بفتح اللام - وهو الدهر ، الذي يتصرف الله فيه كيف شاء ومتى شاء .

انظر " فتاوى العقيدة " للشيخ ابن عثيمين ( 1 / 163 ) .

قال الحافظ ابن كثير -

عند قول الله تعالى : { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر } [ الجاثية / 24 ] - :

قال الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا : " يا خيبة الدهر " فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر

ويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبوا الله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال .

وهذا أحسن ما قيل في تفسيره ، وهو المراد . والله أعلم

" تفسير ابن كثير " ( 4 / 152 ) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر :

فأجاب قائلا:

سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .

القسم الأول :

أن يقصد الخبر المحض دون اللوم : فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر .

القسم الثاني

: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .

القسم الثالث

: أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً .

" فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ) .

ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني ( مما يكرهه ) ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟

إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن ، فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر . والله المستعان .

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 17:49   رقم المشاركة : 146
معلومات العضو
meriemkay
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية meriemkay
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-19, 15:37   رقم المشاركة : 147
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meriemkay مشاهدة المشاركة
جزاكم الله كل خير
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
اسعدك الله بكل ما تحبي

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عني كل خير

و في انتظار مرورك العطر دائما









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-19, 22:27   رقم المشاركة : 148
معلومات العضو
فشوقي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك اخي موضوع جميل










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-21, 03:35   رقم المشاركة : 149
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فشوقي مشاهدة المشاركة
شكرا لك اخي موضوع جميل

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
اسعدك الله بكل ما تحب

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير

و في انتظار مرورك العطر دائما









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-21, 16:27   رقم المشاركة : 150
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




هل يقول : أنا فاطر ، إذا لم يكن صائما ؟!

السؤال :

لقد قرأت في أحد الرسائل التي جاءتني أنه لا يجوز قول فاطر لان فاطر بمعنى خالق وقد ذكرت في القران (فاطر السماوات والأرض) وبقول أنا فاطر

أي أنا خالق وانه الأفضل قول أنا مفطر أو مفطرة

أريد أن تفيدوني بمصداقية هذا الكلام وجزاكم الله خيرا..


الجواب :

الحمد لله :

إذا أخبر الإنسان عن نفسه بأنه غير صائم فالصواب أن يقول : " أنا مفطر " ؛ لأن " مُفطر " اسم فاعل من أفطر ، والاسم منه : الفِطر [ بكسر الفاء ] ، الذي هو نقيض الصوم .

قال الجوهري:

" أفْطَرَ الصائمُ ، والاسمُ : الفِطْرُ ... ورجلٌ مُفْطِرٌ ، وقومٌ مفاطيرُ ، ورجل فِطْرٌ ، وقومٌ فِطْرٌ، أي مفطِرونَ ".

انتهى " الصحاح في اللغة" (2/47).

وأما " فاطر " فهي اسم فاعل من فَطَر ، والاسم منه : الفَطْر [ بفتح الفاء ] ، الذي هو الابتداء والاختراع .

قال الزبيدي: " وفَطَرَ الشَّيْءَ : بَدَأَه ، وقال ابنُ عَبّاس : ما كُنْتُ أَدْرِي ما ( فاطِر السَّمواتِ والأَرْضِ ) حتى أَتانِي أَعْرَابِيّانِ يَخْتَصِمَانِ في بِئْر ، فقال أَحَدُهُمَا : أَنا فَطَرْتُها ، أَي أَنا ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا .

وذَكَرَ أَبو العَبّاسِ أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأَعرابيّ يقولُ : أَنا أَوَّل من فَطَرَ هذا ، أَي : ابتَدَأَه " .

انتهى "تاج العروس " (1/3347) .

فدل ذلك على أن الفعل ( فطر ) ، وهكذا اسم الفاعل منه ( فاطر ) : ليس هو من الألفاظ المختصة بجانب الله تعالى ، بل قد تطلق في حق غيره ، وإن كان ذلك قليلا غير مألوف الاستعمال ، حتى في حق من أنشأ شيئا جديدا : أن يقال فيه : فاطر .

لكن الخطأ هو من حيث اللغة ؛ فإذا كان هذا من لغة القائل الدارجة : أنهم يعتادون قول ( فاطر) في حق من ليس صائما ، فلا يظهر فيه حرج أيضا من هذا الوجه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله الاداب الاسلاميه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc