محاضرات علم اجتماع البيئة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم علم الاجتماع

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

محاضرات علم اجتماع البيئة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-06-11, 11:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي محاضرات علم اجتماع البيئة

المحاضرة الاولى
علم اجتماع البيئة وبعض المفاهيم البيئية
العناصر الاساسية :
أولا : التعريف بعلم اجتماع البيئة
ثانيا : بعض المفاهيم البيئية
أولا : التعريف بعلم اجتماع البيئة
يعرف علم البيئة بأنه « العلم الذي يدرس الأنظمة والطرائق والأدوات التـي تساعـد على رصـد المشكـلات البيئيـة وتحليلهـا ، وتقصّي تبعاتهـا الاجتماعيـة والصحيـة والجماليـة والاقتصاديـة والاستـراتيجيـة وغيـرهـا ، ومـن ثــم إيجـاد الحلـول المنـاسبـة لمواجهتها » .
وقد ظهر علم البيئة كحاجة موضوعية ليبحث في أحوال البيئة الطبيعية ومجموعات النباتات أو الحيوانات التي تعيش فيها، وطبيعة العلاقة بينها وبين الكائنات الحية الموجـودة فيها ، كما أن علم البيئة يبحث في الأفـراد والجماعـات والمجتمعـات والأنظمـة البيئية، لذلك ظهرت الحاجة لظهور علم اجتماع البيئة لإكمال تلك العلاقات .
ويمكن تعريف علم اجتماع البيئةبأنه «أحد فروع علم الاجتماع الذى يهتم بدراسة العلاقة بين المجتمع والبيئة المحيطة به ، وتأثير كل منها في الآخر» .
وقـد تأثـر علـم الاجتمـاع البيئـي بعلـم الإيـكولوجيا البشرية ، والـذي هيمـن بأفكـاره علـى علـم الاجتمـاع في الـولايات المتحـدة الأمـريكيـة خـلال الفتـرة بيـن عامي 1945 و1990. فقـد بـرز مفهـوم البيئـة ومـدرسة الـدفـاع عنهـا فـي الفكـر الـوضعـي خلال الخمسينـات مـن القـرن العشـريـن لتـدور رؤيتها حول الحاجة إلى فهــم الطبيعـة والاهتمـام بـدراستهـا ورعـايتهـا ، والحـاجـة لفهــم الحياة الإنسانية ومسارها من خلال الحياة الطبيعية .
ثانيا : بعض المفاهيم البيئية
أ – التنمية البيئية
يمكن تعريف التنمية بأنها «تلك العمليات المخططة والموجهة التي يتـم عـن طريقهـا أحـداث تغيـر اجتماعي مقصـود ومـرغـوب في بناء المجتمع ووظيفته وفي اتجاهات الأفـراد والجماعـات نحـو انفسهم ونحو مجتمعهم » .
وتسعي التنمية البيئية الى تحقيق عدة أهداف وهي :
أولا : الأهداف المعنوية
وتتمثل فيما يلي :
1- مساعدة الأفراد والجماعات على اكتساب المعرفة بالبيئة وفهم واضح بأن الإنسان جزء لا يتجزأ مـن نظـام يتكون مـن الإنسـان والثقافة والعناصر البيولوجية ، وأن الإنسان له القدرة على تغيير العلاقات في هذا المجال .
2- مساعدة الأفراد والجماعات على فهم واسع للبيئة البيولوجية والطبيعة ودورها في المجتمع المعاصر مما يمكن الإنسان من استغلال موارده الطبيعية بشكل أفضل .
3- مساعدة الأفراد والجماعات على فهم عميق وشامل للمشكلات البيئيـة التي تواجـه الجنس البشــري في الـوقـت الحاضـر وكيفية المساهمة في حلها .
4- تكوين الاتجاهات البيئية المناسبة إزاء البيئة والتي تشجع الأفراد والجماعات على المشاركة في حل المشكلات البيئية والمساهمة في الإبقاء على البيئة نظيفة وحمايتها من الأخطار التي تهددها .
5- تعميق مفهوم المشاركة البيئية لدى الأفراد والجماعات وتنمية الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية .

ثانيا : الأهداف المادية
1- المساهمة في زيادة موارد البيئة سواء كانت باكتشاف موارد جديدة أو بإيجاد توليفات جديدة من عناصر قائمة .
2- الاستخدام الراشد للموارد البيئية وعدم إهدار أي موارد ، وصيانة الموارد البيئية المختلفة .
3- حماية الموارد البيئية من التلوث عن طريق التخطيط العلمي السليم .
4- الإبقاء على البيئة نظيفة والمحافظة على صحة البيئة وتخطيط وتنفيذ بعض المشروعات والبرامج التي تستهدف المحافظة على جمال البيئة كمشروعات النظافة والتشجير وإنشاء الحدائق وتجميل المدينة .
5- المساهمة في معالجة المشكلات البيئية كمشكلة نقص الغذاء في العالم ومشكلة التخلص من القمامة ومشكلة عدم الوعي البيئي ومشكلة التلوث ومشكلة الانفجار السكاني .
ب – مفهوم الوعي البيئي
يعرف الوعي بأنه «عملية عقلية معرفية تنظيمية نستطيع بها معرفة الأشياء في وضعها الحقيقي» .
ويتوقف اختلاف الوعي بين الأشخاص - بالنسبة للمتغيرات البيئية - على عدة عوامل أهمها : العمر الزمني والنوع ومستوى الذكاء والخبرات السابقة .
ويشير علماء الاجتماع إلى الوعي البيئيبأنه «عملية مزدوجة تشمل كل من الإدراك الفردي والمجتمعي لأهمية المحافظة علـى البيئـة وحمـايتهـا والتعايش معهـا والعمـل على تطويـرهـا لتحقيـق غايـات الإنسـان» .
كمـا يعـرف الوعي البيئيبأنه «الإحسـاس بالمسئـوليـة الخاصة والعامة نحو الإنسان والبيئة» .
ويمكن تعريف الوعي البيئيبأنه «عملية منظمة يقوم بها الإنسان لمواجهة مشكلات البيئة ، مستخدما في ذلك جهازه الحسي والعصبي والاجتماعي بشكل متكامل ، لتحسيـن أحـوال البيئة ، في إطار شعوره بالمسئولية تجاه المجتمع وأفراده ومؤسساته» .
وهناك عدة عوامل تؤثر على الوعي البيئي وهي :
1 - عمليات التنشئة الاجتماعية
2 - مهنة الوالدين ومستواهم التعليمي
3 - وسائل الإعلام
4 - الخبرات السابقة
5 - القدوة من أفراد المجتمع
6 - المناهج التعليمية
7 - المناخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بوجه عام .
ويرجع وجود الوعي البيئي في المجتمع الى ما يلي :
1- إدراك الفرد للمخاطر المتعلقة بتلوث البيئة المحيطة به .
2- الحفاظ على البيئة من مخاطر التلوث باتباع المنظومة التي لا تؤدي الى التلوث .
3- حماية الفرد نفسه من المخاطر الصحية الناتجة عن تلوث البيئة .
4- السرعة في إقناع كل من يساهم في تلوث البيئة بضرورة التخلي عن الممارسات التي تؤدي للتلوث.
5 - السرعة في إبلاغ المسئولين عن ممارسات التلوث التي تضر بالبيئة لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو مكافحتها .
6- التعاون مع المحيطين في الحفاظ على نظافة البيئة التي يعيش فيها الفرد .
7- الاستفادة من الخدمات الصحية والوقائية التي تعالج سلبيات التلوث أو تقي الفرد من التلوث .
ج – المحاسبة البيئية
يشير مفهوم المحاسبةالبيئية إلى مجموعة الوسائل والأساليب التي تستخـدم لإعطـاء بيانـات دقيقـة ودورية عن الموارد الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بعناصر البيئة المختلفة .
كما يشير مفهوم المحاسبةالبيئية أيضا إلى دراسة المشاكل المتعلقة بالحفاظ على البيئة والبحث عن الوسائل والأساليب التي تحقق ما يسمى بالتنمية المستدامة .
ويقصد بالمحاسبة البيئية ما يلي :
1- مجموعة المقاييس المستخدمة للتعرف على العوامل المؤثرة سلبا أو إيجابا على البيئة.
2- التنظيم الدوري والمستمر لتأثير العوامل الطبيعية والاجتماعية والثقافية على المجتمع.
3- إعطاء تقرير لصانعي القرار يوضح كيفية مواجهة مشكلات البيئة.
4- المتابعة المستمرة للجهود المبذولة لمواجهة مشكلات البيئة.
5- ترجمة الخطط للمشروعات والبرامج المتصلة بالبيئة إلى بيانات رقمية توضح كمية الإنجاز ومدى توافقه مع الأهداف الموضوعة لمواجهة مشكلات البيئة.
6- تحقيق التنمية المتواصلة ومواكبة التطورات الحديثة في مجال البيئة، سواء داخل المجتمع أو خارجه.








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي


المحاضرة الثانية
ماهية البيئة
العناصر الاساسية
أولا : تعريف البيئة
ثانيا : عناصر البيئة
ثالثا : خصائص البيئة
رابعا : أنواع البيئات
خامسا : مشكلات البيئة

أولا : تعريف البيئة
يقصد بالبيئةالمكان أو الحالة التي عليها الكائن الحي و الناجمة عن الظروف التي تحيط به .
ويرجع الأصل اللغوي لكلمة البيئة الى الكلمة اليونانية الأصل ( اويكوس )والتي تعني البيت أو المنزل .
ولقد أصبح مصطلح البيئة شائع الاستخدام في الأوساط العلمية ، كما أخذ استخدامه يتزايد عند عامة الناس يوماً بعد اَخر .
وفي ضوء ذلك نجد للبيئة تعاريف عديدة ومختلفة ، باختلاف علاقة الإنسان بالبيئة . فالمدرسة بيئة ، والجامعة بيئة ، والمصنع بيئة ، والمؤسسة بيئة ، والمجتمع بيئة ، والـوطـن بيئـة ، والعـالـم كله بيئة.
ويمكـن النظـر إلى البيئـة مـن خـلال النشاطـات البشـريـة المختلفة ، كأن نقول ، البيئة الزراعية ، أو الصناعية ، أو الثقافية أو الصحية ، أو الاجتماعية ، أو السياسية ، أو الروحية .
ولقد تعددت وجهات النظر في تناول مفهوم البيئة ، ويمكن عـرض مجموعـة مـن التعـريفـات المختلفـة لمصطلـح البيئـة علـى النحو التالي :
1 - البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ، ويحصل منه على مقـومـات حياتـه مـن غـذاء وكسـاء ودواء ومأوى ، ويمارس فيـه نشاطاته وعلاقاته مع أقرانه من بني البشر .
2 - تعرف البيئة على أنها مجمـوع الظـروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية التي تؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها .
3 – البيئـة هـي ذلك الـرصيد مـن المـوارد المـادية والاجتمـاعية المـوجـودة في وقـت مـا وفي مكـان ما لإشبـاع حاجـات الإنسـان وتطلعاته .
4 – يشيـر مفهـوم البيئة إلى الطبيعة بمكوناتهـا جميعـاً : الإنسـان والكائنـات الحيـة الأخـرى ، الحيوانيـة والنباتيـة ، وكـل مـا يحيـط بنـا في الطبيعـة وما نـراه مـن حولنـا ومـا يقـع فـي المجال الحيوي للأرض، من هواء وماء وتراب وكائنات حيه .
ثانيا : عناصر البيئة
يمكن النظر للبيئة على أنها مكونة من نظامين أساسيين هما : النظام الطبيعي ، والنظام المشيد ، وبين النظامين تفاعل وعلاقات متبادلة بينهما .
أ – النظام الطبيعي ( البيئة الطبيعية )
ويتكون من أربعة مجموعات من العناصر وهي :
1 - مجموعة العناصر غير الحية
وتشمل الماء والهـواء بغازاته المختلفـة ، وضوء الشمس ، وحرارتها ، والتربة والصخور والمعادن المختلفة ، ويطلق عليها اسم مجموعة الثوابت أو مجموعة الأساس لأنها مقومـات الحيـاة الأساسية .
2 - مجموعة العناصر الحية المنتجة
وتتمثل في الكائنات الحية النباتية ، ويطلق عليها مجموعة المنتجين
لأنها تصنع أو تنتج غذاءها بنفسها من عناصر المجموعة الأولى .
3 - مجموعة العناصر الحية المستهلكة
وهي تتضمن الكائنات الحية الحيوانية التي تعتمـد في غذائها على غيرهـا ، ومـن ثـم يطلـق عليهـا اسـم مجمـوعـة المستهلكين ، وتشمـل هـذه المجمـوعة كلا مـن الحيـوانـات العشبية والحيوانات اللاحمة ، إضافة إلى الإنسان الذي يعد عنصرا مهمـا داخـل هـذه المجموعة لما يتمتع به من قدرات تأثيرية هائلة تتباين بين الهـدم والبناء .
4 - مجموعة العناصر الحية المحللة
وتتضمن كائنات مجهرية تتمثل في الفطريات والبكتيريا ، وتقـوم هـذه المجمـوعة بعملية تكسير أو تحليل المواد العضوية ، ولهذا يطلق على هذه المجموعة اسم المحللات .
ب - النظام المشيد( البيئة المشيدة ) :
وهـو النظـام الذي أوجـده الإنسان في الوسط الطبيعي مثل النظم الحضارية والريفية والمباني والشوارع والطرق والمصانـع والمشـروعـات الزراعيـة والصناعيـة والتكنولـوجيـا والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية وغيرها من الأنشطة التي ترمي
الي إشبـاع حاجـات الإنسـان ، وكذلك وسائـل معالجـة المشكـلات الناتجـة مـن خلال علاقاتـه مـع الوسط الطبيعي ومـدى استجابتـه وتوافقه مع تلك المشكلات .
ويتكون النظام المشيد من عدد من النظم الفرعية وهي :
أ - البيئة الاجتماعية
وهي ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد استمرار حياة الجماعات والمجتمعات التي ينظمها الإنسان وما تتألف منها من أنظمة اجتماعية ، فهي تشتمل على التفاعـل بين النـاس وطبيعـة العـلاقـات و السلـوكيات المتنـوعـة بينهـم وبيـن بعضهـم البعض وبينهم وبين بيئاتهم .
ب - البيئة السياسية
فالنظم السياسية سواء في المجتمعات النامية أو المجتمعات المتقـدمة تلعـب دورا هـامـا في التنميـة البيئيـة واستغلال المـوارد الطبيعيـة ، فالقـرارات الخاصـة بالتنميـة يتخذهـا النظـام السيـاسي بمختلف مـؤسساتـه ، فالنظـام السياسي يمثل السلطة في المجتمع ،
ويختلف تأثير القرارات السياسية في عملية التنمية من مجتمع لآخر تبعا لمـدى تدخـل الإدارة والهيئـات الحكومية في تخطيط المشاريع التنمـوية وتنفيـذهـا ومـدى مشاركـة المـواطنيـن فـي عمليـة اتخـاذ
اتخاذ القرارات ، ومدى وعي السكان البيئي والتنموي .
ج - البيئة الثقافية
وهي ما استحدثه الإنسان من مفردات معينة أضيفت إلى مفردات بيئته الاجتماعية والطبيعية وهي تتكون من عنصرين
- كم ثقافي مادي : مثل إنشاء المساكن وتطوير وسائل المواصلات
- كم ثقافي غير مادي : مثل العادات والتقاليد والقيم والتعليم .
د - البيئة الاقتصادية
وتحتوي على كل النظم والقوانين الاقتصادية بالمجتمع وكل ما يرتبط بالعمل والإنتاج من (بطالة ، ومستوى الدخل ، والطبيعة الاقتصادية للمنطقة وغيرها ) ، بالإضافة الى تكاليف حماية البيئـةوالمنشآت الصناعية والإسكان والنقل والمواصلات والمرافق العامة .فالنظام الاقتصادي في أي مجتمع ، يحدد طبيعة حركة المواردالطبيعيـة ونـوعيـة المـوارد المتحـركـة ومـا ينتـج عنـه مـن نتائـجاقتصاديـة واجتماعيـة كارتفاع مستـوى المعيشـة والإخلال بالوسط البيئي وتغيير نوعية البيئة .
هـ - البيئة التكنولوجية
تعني التكنولوجيا في العصر الراهـن استخدام المعرفة في التطبيق العملي لاستثمار الموارد البيئية مـن جهة وحل المشكـلات البيئيـة والتصـدي للأخطـار مـن جهـة أخـرى وهـو مـا يطلق عليه «الإصحاح البيئي » .
ويقصد بالإصحاح البيئي«الأساسيات التي تؤدي إلى اكتمال صحة الإنسان بدنيا وعقليا ونفسيا واجتماعيا » .
ولقد أسهم تطور وسائل النقل و الاتصال في الـوقت الحالـي في نقل التكنولوجيا وانتشارها في أنحاء العالم المختلفة ، فالمناطق الريفية والبدوية التي كانت في شبه عزلة عـن مجريات الحيـاة في المـدن ، أصبحـت متصلـة بشتى صـور الحيـاة مـن خـلال انتشـار مـعطيـات التكنـولـوجيـا مـن وسائـل الاتصـال كـالهـاتف والتلفـاز ووسائل المواصلات .
يمكن القول أنه يصعب الفصل بين النظام الطبيعي والنظام المشيد للبيئة ، فقد استطـاع الإنسان أن يؤثر في معظـم الطبيعـة مـن خلال تفاعلـه معهـا وتعديل بعضها ، وبالمقابـل فإن الإنسـان هـو مخلـوق عضـوي يعتمـد على المـــوارد البيئيــة المختلفـة في تلبية حاجاته .





تمت بحمد الله












رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:54   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة الثالثة
تابع ماهية البيئة
ثالثا : خصائص البيئة
تتميز البيئة بمجموعة من السمات والخصائص وهي كالتالي:
1- تفاعل مكونات البيئة الطبيعية
تتكـون البيئـة الطبيعيـة من ظواهر وأشياء فيزيقية كالطقس والضغـط الـجــوي والـهـواء والمـاء وظـواهــر وأشيـاء عضـويـة كالنباتات والحيوانات ، وهذه الظواهر تتسم بصورة عامة بالتفاعل الديناميكي بينها .
2 - التوازن
أهـم مـا يميـز البيئـة الطبيعيـة هـو ذلك التـوازن القائم بين عناصـرها المختلفة ( فلكـل شـيء عمـل ووظيفـة ) وهـذا التـوازن بين العناصر البيئية شيء قائم فعلا ، إذ أن كل عنصر من عناصر البيئـة يعتمـد على الآخـر .
مثال :
تمتص النباتات غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي ، لتستخدمه في صنع احتياجاتها الغذائية ، وينطلق من هذا التفاعل غاز الأكسجين .
3 - الاستمرارية
وتعني قدرة البيئة الطبيعية على المحافظة على وجودها وتوفير فرص استمراريتها .
مثال :
الأمطار التي تسقط من السماء تؤدي وظيفة وقائية إلى جانب إحياء الأرض فهي تزيل المواد الملوثة العالقة في الهواء .
ومما يكفـل للبيئـة الطبيعية استمراريتها أيضا قدرتها على التخلص مـن جثث الكائنـات الحيـة بعـد دفنهـا ، فتحللهـا بـواسطـة بكتيريا إلى مواد أولية وأسمدة ، وهـذه الاستمـرارية ستظل قائمـة إذا لم يخل الإنسان بالتوازن القائم فيزيد التلوث بشكل يفوق القدرةالاستيعابية للبيئة .

رابعا : أنواع البيئات
تتعــدد أنــواع البيئـات وفقـا للعـوامـل الطبيعيـة والعـوامـل الاجتماعية والعوامل الثقافية وعلى هذا فهناك البيئات الصحراوية والبيئات الريفية والبيئات الحضرية علاوة على التقسيمات الفرعية في كـل نـوع مـن هـذه البيئـات ويمكـن الإشـارة الى أبـرز البيئات التالية :
1- البيئة الصحراوية ( البدوية ) : - وهي التي تقع بين خطي عرض 15 – 30 درجة شمالا وجنوبا غرب القارات ، ففي قارة أفريقيا توجد الصحراء الكبرى التي تمتد غربا مـن المحيط الأطلنطي الى البحـر الأحمـر شرقـا ، وفي قـارة آسيا توجد شبه الجزيرة العربية 0 وتقـل كميـة الأمطـار فيهـا عـن 15 بوصة في السنة ، علاوة على ارتفاع درجة الحرارة بمعدل لا نظيـر لـه في البيئـات الأخـرى . وتنتشــر فيهـا بعـض الأعشـاب والشجيـرات القصيـرة والنباتـات الشـوكية سميكـة الأوراق لتتحمل الجفاف الشديد وبالتالي يسود فيها الرعي كرعي الأبل والأغنام .
2- البيئة الريفية : - وهـي التي تتـركـز في وديـان الأنهـار والسهـول والمنـاطـق الخصبة ذا ت التربة الفيضية أو البركانية أو السهلية والساحلية أو تربة الحشائش ولعل وادي النيل ودلتاه ودجلة والفرات أمثلة على هذه البيئات التي تعتمد على الزراعة .
وتزداد معدلات الكثافة السكانية في تلك القرى المكونة للبيئة الريفية ، وترتفع قيمة الأرض الـزراعيـة كمـا تتنـوع المحـاصيـل الـزراعيـة مـا بيـن المحـاصيـل المعيشية ( كالقمح والأرز والذرة والفواكه والخضروات وغيرها) والمحاصيل النقدية ( كالقطن وقصب السكر )
وتشهد هذه البيئة الريفية تدخلا من الإنسان فقد سيطر عليها مـن خلال حفـر الترع والمصارف وإقامة السدود والجسور وزيادة خصـوبة التـربة وبالتالـي أقيـم عليهـا أقـدم الحضـارات في العالم ، ويغلب التوازن بالتالي على علاقة الإنسان بالبيئة الريفية .
3- البيئة الحضرية : وهي أكثر تعقيدا من البيئة الريفية نظرا لطبيعتها الاجتماعية والثقافية الخاصة فخصائص سكـان الحضـر تختلف عما يتسـم بـه سكان البيئتيـن البدويـة والريفيـة فهـم جماعـات يغلب عليها التباين الاجتماعي والثقافي والسلالي في بعـض الأحيان اذ تتنوع المهن ، ويسود تقسيم العمل ، وتتسم العلاقات الاجتماعية بالنفعية والتنافس والمصـالـح الشخصيـة وغيـرهـا 0 ولعـل ذلك كلـه ينعكـس علـى تفاعلهم مع البيئة الحضرية .
كما تعد البيئة الحضرية بيئة جاذبة يأتي اليها المهاجرون من البادية والريف سعيا وراء الرزق ، وبالتالي تزداد معدلات الهجرة إليها ، فترتفع كثافتها السكانية ويزداد قصور المرافق والخدمات ، وتتسع الأحيـاء المتخلفـة ، ويتدنـى المستـوى الصحـي في الجيوب الحضـرية بيـن المهاجـريـن ، وتظهـر أنمـاط عـديـدة مـن التفكـك الأسـري والسلـوك الإجـرامـي ، ويـرتفـع فـي النهايـة معـدل تلوث البيئـة فإذا أضفنـا الى كل ذلك تـركـز الصناعات في المدن أدركنا على الفور حجـم التلـوث بالمخلفـات الصلبـة والغازية والسائلة في الماء والهواء والأرض .
خامسا : مشكلات البيئة
ترتبط علاقة الإنسان بالبيئة الطبيعية بعديد من المشكلات التـي ترجـع الـى متغيـرات متنـوعـة مثـل أنــواع المـوارد التـي سيحتاجهـا الإنسـان في المستقبـل وإمكانيـة إيجـاد بدائـل للموارد النادرة والتكنـولـوجيات الأكثر كفاءة لاستخراج واكتشاف موارد جديدة 0 وعلـى هـذا ينبغـي أن يركـز الإنسـان على الانتقال الى مصادر أخرى للطاقة خلاف البترول والغاز .
ونجد أن لكل بيئة نوعا التي تميزها عن غيرها 0 فالبيئات الحارة لها مشكلات تختلف عن مشكلات البيئات الباردة والبيئات المعتدلة والجافـة ، وتنعكس هذه المشكلات بالتالي على تفاعلات الإنسان مع البيئـة 0 ونحـاول فيمـا يلـي إلقـاء الضـوء علـى أهـم المشكـلات الطبيعيـة وغيـر الطبيعية لنماذج من البيئات كالغابات والبيئات الصحراوية والريفية والحضرية .
1- بيئة الغابات : -وهي تعاني من الرطوبة المرتفعة والأمطار الغزيرة علاوة على ارتفاع درجات الحرارة مما يـؤدي الى غـزارة النمـو النباتـي وبالتالي كثافة الغابات ممـا يمثـل عائقـا للنشاط ومعوقا للاستغـلال الأمثل لموارد البيئة الطبيعية 0 ونظرا لغزارة الأمطار فإن المواد الغذائية في التـربة تـذوب وتتسـرب لأسفـل باطـن الأرض وتبقـى المواد الخشنة غيـر القابلة للذوبان مثل : أكاسيد الحديد والألومنيوم فوق السطح وبالتالي يغلب الفقر على هذه التربة ولا تفيد الإنسان إلا اذا زرع المحاصيل الشجرية كالبن والكاكاو والمطاط
كذلك تعاني هذه البيئات من تذبذب الأمطار وكثرة الأمراض والـحشـرات والأوبئــة التـي تصيـب النبـات والحيـوان والإنســان وبالتالي لا يتفاعل الإنسان مع تلك البيئات بسلاسة نظرا للمعوقات البيئية .
ومـن ناحيـة أخـرى فـإن الإنسان يزيل الآن مساحات من الغابات في البيئات الاستـوائية تقـدر بمعـدل عشـرة ملاييـن هكتـار سنويا نتيجة لفتح المجال لزراعة الأراضي وقطع الأخشاب للوقود وللتصدير وبالتالي فقد تجني الإنسان على البيئة فتناقصت مساحتها واختفت أنواع نباتية وحيوانية مما أثر على البيئة .
2- البيئة الصحراوية ( البدوية ) : -وأهم المشكلات التي تعاني منها هو الجفاف حيث لا تلائم كميـة الأمطـار قيـام النشـاط الـزراعي وبالتالـي فهـي تعتمـد علـى الأنهار– كنهر النيل ودجلة والفرات – والآبار الجوفية – كما هو الحال في الواحات المصرية – وعـن طـريق تحليـة مياه البحر كما هو شأن مجتمعات الخليج العربية الآن .
كذلك تتعرض البيئات الصحراوية لمشكلة الكثبان الرملية التي تتحرك مع اتجاه الرياح فتطمس عيون الماء والمساكن والأراضي الزراعية ، مما ينعكس علـى تفاعـل الإنسان مع البيئة إلا أن نشاط الإنسـان فـي هـذه البيئـات الصحـراوية قــد اتسـع بفعـل اكتشـاف الثروات الطبيعية كالبترول والفحم والحديد والنحاس والمنجنيز .
3- البيئة الريفية : - تعتمد البيئة الريفية على الزراعة بالدرجة الأولى ولذلك نجد أن معظم المشكلات التي تعاني منها ترتبط بالعمل الزراعي والأنهار والترع والمصارف ومقومات الزراعة علاوة على التدخل المباشر من الإنسان في تخصيب التربة ، ومقاومة الآفات ، وتغيير تركيب المحاصيل ، ومخلفات الصرف الصحي في البيئات الريفية .
وتتعرض البيئة الريفية للمشكلات التالية :
أ- الأسمدة الكيماويةالتي تلوث مياه الري والمصرف والترع مما يؤدي الى كثافة نمو الطحالب فتعوق ضوء الشمس فيختل التوازن المائي وتتدهور الحياة المائية .
ب- إلقاء مياه الصرف الصحي في القنوات والترع والمصارففتنشط عمليات البكتريا النهرية التي تستهلك الأوكسجين المذاب في الماء فتتعرض الأحياء المائية للموت أو الهجرة علاوة على أنها تنقل الأمراض والأوبئة لسكان الريف .
ج- يؤدي استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة الى تلوث البيئة الريفية
والواقع نجد أن هناك اتجاهين حول هذه المشكلة
الأول : يراها مصدرا للتلوث يجب اجتثاثه
الثاني : يذهب الى أنها ضرورية للقضـاء على الآفـات الزراعية والحشراتكالذباب والبعوض والفئران وبالتالي لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والصحية لسكان الريف .
4- البيئة الحضرية : - تذهب الدراسات البيئية الى أن ارتفاع معدلات التحضر والنمو الحضري يؤديان الى تدهور البيئة الحضرية ويسببان المشكلات التالية :
أ- تدهور البيئة الطبيعية .
ب- انخفاض موارد الأرض ونصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة .
ج- تدهور نوعية الهواء والماء .
د- ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض العصبية وأمراض القلب .
هـ- هدم التضاريس والخريطة الطبيعية للأرض .
و- ارتفاع مستوى الضوضاء .
ز- ارتفاع معدل الكثافة السكانية .
ح- انخفاض الدخل الحقيقي للسكان بسبب ارتفاع نسبة البطالة .

تمت بحمد الله









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:55   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة الرابعة
النظام البيئي ( التوازن والاختلال )
v العناصر الأساسية
أولا : مفهوم النظام البيئي وخصائصه
ثانيا : التوازن البيئي
ثالثا : الإنسان والمحافظة على التوازن البيئي
رابعا : اختلال التوازن البيئي ( الأزمة البيئية )
أولا : مفهوم النظام البيئي وخصائصه
أ – مفهوم النظام البيئي: يقصد بالنظام البيئي ذلك النظام الذي يضم مجموعة من المكونات الحية والغير حية في منطقة معينة تؤثر في بعضها البعض ويتأثر بعضها ببعض ، وتحكـم هـذه المكـونات ، في تأثيرها وتأثرها قوانين بالغة الدقة والاحكام بما يجعلها وحدة واحدة أو منظـومة كلية تتميـز بالتعقيد والترابط والديناميكية والاستمرارية ، وهو يمثل وحدة بيئية متكاملة يعتبر الإنسان دائما أهم عناصرها .
ومن أمثلة النظم البيئية
ý الغابة : بما تحويه من كائنات حية وغير حية كالأشجار والصخور وغيرهم
ý البحر : ويعتبر أيضا نظام بيئي بما يتضمنه من كائنات حية وأسماك وطيور ونباتات وغيرها .
وتكون مكونات النظام البيئي – حية وغير حية –في حالة تفاعـل دائـم ومستمـر مـع بعضهـا البعض ومـع الظروف البيئية المحيطة بحيث تكون كيان يتسم بالتوازن والاستقرار في النهاية .

ب – خصائص النظام البيئي
1 - تعدد مكونات النظام البيئي : حيث يضم مجموعة الكائنات الحية والمواد غير الحية وهي المواد الأساسية وغير العضوية والعضوية في البيئة .
2 - تعقد النظام البيئي:يتسم أي نظام بيئي بالتعقيد وذلك لما يتضمنه من كائنات حية متنوعة وعلاقات متبادلة فيما بين الكائنات من جهة وبينها وبين الظروف البيئية من جهة أخرى وهذا التعقيد هو أحد العوامل الأساسية في سلامة كل نظام بيئي ، إذ أنه يحد من أثر التغيرات البيئية، أما اذا تتابعت التغيرات البيئية فإنها تحدث خلل في توازن النظام البيئي واستقراره .
3- توازن النظام البيئي:تتجه النظم البيئية الى الاستقرار وكلما ازداد النظام البيئي تعقيدا كلما ازداد ميلا نحو الاستقرار ذلك أن تعدد الأنواع المكونة للنظام البيئي يزيد من علاقتها المتبادلة وبالتالي يزيد من استقرار النظام البيئي.

4 - استعمال الفضلات : مـن خصائص النظـام البيئي أنه يستخـدم فضلاته ، فـاذا أخـذنـا النظـام البيئي البحري مثـلافإننـا نجـد أن الأسمـاك تخـرج فضلات عضوية تقوم البكتريا بتحويلها الى مركبات غير عضوية تستعمل في تغـذيـة الطحالـب التي تتغـذى عليهـا الأسمـاك وهكـذا لا تبقـى الفضلات في ماء البحر الذي يظل نظيفا محتفظا بصفاته .

ثانيا : التوازن البيئي: يعني التوازن البيئي « حالة من الانسجام والتلازم بين مكونات البيئيـة بحيث إذا حـدث تغيـر في أي مـن مكـونات البيئة أو غيرها فذلك يتطلب تغير مقابل في العناصر الأخرى » .ولعل أهم ما يميز النظام البيئي هو التوازن القائم بين عناصره المختلفة.
مثال : إذا دمرت النار جزءا من إحدى الغابات فإن الأرض تعود بعد بضـع سنـوات الـى طبيعتهـا الأولـى فتنمـو الحشـائش والأعشـاب وسرعان ما تكسوها الأشجار الباسقة مرة أخرى 0 فالتوازن حقيقة قائمة بين عناصر النظام البيئي حيث يعتمد كل عنصر على الآخر ويساهم في الحفاظ على تكامل العناصر الأخرى 0

وتعمل الأنشطة البيئية وفقا لقانون التوازن الذي يعني أن حالة التوازن تتضمن التعايش والمحافظة على الكائنات الحية في البيئةويشير قانون الاتزان إلى حالة من التنظيم الذاتي الداخلي الذي يتضمن ديناميات التغذية العكسية ، وفي هذا التنظيم تتفاعل عناصـر النظـام البيئي داخـل حـدود سويـة منظمـة بفضـل قانون الاتزان .

وهناك أنواع من التوازن منها :
- التوازن الطبيعي : وهو التوازن الذي تحدثه عوامل البيئة الطبيعيـة وعناصـرها التي تتمثـل في الغـذاء والمـاء والشمس والعناصر المعدنية وغيرها .

- التوازن البيولوجي : وذلك عندما تقوم الكائنات آكلة اللحوم بدور فعال في حفظ التـوازن بيـن الكائنات فعنـدما يـزداد عدد جماعة ما من الكائنات فهناك أنواع أخرى من الكائنات تستخدم هذه الكائنات كغذاء لها .

ثالثا : الإنسان والمحافظة على التوازن البيئي

إن مشكلة المحافظة على استقرار التوازن البيئي واستقرار النظـم البيئيـة مـن أهـم المشكلات التي تواجه إنسان العصر الحالي وذلك على اعتبار أن الإنسان نفسه يعتبر أحد العوامل الأساسية في حدوث عدم استقرار النظم البيئية .
ويمكن للإنسان أن يكون له دور في المحافظة على التوازن البيئي وسلامة النظم البيئية وذلك عن طريق ما يلي:

1- عـدم قطع نباتات وأشجـار الغابات نهائيا ، وعليه يجب أن يكافـح حـرائقها وأن يقضي على آفاتهـا ، هـذا مع وضع نظام إداري لاستغلال المراعي الاستغلال السليم .
2- الحفاظ على خصوبة الأرض الزراعية وتوازنها البيولوجي وعدم تجريفها أو البناء عليها .
3- تنظيم المحافظة الكيمائية للآفات باستخدام المبيدات الحشرية .
4- المحافظة على البيئة من التلوث ومكافحته ووضع التشريعات اللازمة لمكافحة التلوث وتشجيع البحوث المتعلقة بمكافحته .
5- تنمية الوعي بأهمية المحافظة على البيئة وكيفية التعامل معها واستخدامها لإيجاد أفضل نظام ممكن لعلاقة الإنسان ببيئته .

رابعا : اختلال التوازن البيئي ( الأزمة البيئية )

تعمل الأنظمة المختلفة للبيئة للمحافظة على توازن البيئة والمحافظة على الغذاء والإقلال من إهدار الطاقة والزيادة في المحافظة على الكائنات الحية في البيئة .
وتنبع الأزمة البيئية من أشكال التلوث المختلفة نتيجة إخلال الإنسان بقوانين الاتزان واصبح ذلك يمثل الموضوع الرئيسي لعلم الإيكولوجيا المرضية .


- ونشير فيما يلي الى بعض مسببات اختلال التوازن البيئي :

1- تغير الظروف الطبيعية : في كل مرة تتغير فيها الظروف الطبيعية يختل التوازن البيئي ثم بعد فترة قد تطول أو تقصر يحدث توازن جديدة في إطار الظروف الجـديـدة المحـدودة له مثـال ذلك فعنـدما تصـاب مناطـق معينة بالجفاف فإن بيئاتهـا تختل نتيجـة للدمار الذي لحـق بالكسـاء الأخضـر الـذي يغطي هـذه المساحـات ومـا يستتبـع ذلك مـن آثـار ضارة على حيوانات البيئة ، سرعان ما ترجع هذه المناطق الى طبيعتها بعد تغير الظروف

2- إدخال كائن حي في بيئة جديدة :إن إدخال كائن جديد في بيئة تتوفر فيها ظروف حياته وتقل أعداؤه الطبيعية يؤدي الى اختلال توازن هذه البيئة .

مثال :

ما قام به أحد سكان جزيرة هاواي فقد استحضر عدة أزواج من الأرانب فلما وجدت غذاء كافيا ومناخا ملائما وقلة من الأعداء الطبيعييـن تـوالـدت بكثـرة وتحـول بعـض منهـا الى أرانب بـريـة توالدت وانتشرت وأصبحت تتلف النباتات بسرعة تفوق كثيرا نمو نباتات جديدة وكان نتيجة ذلك اختلال توازن البيئة .
3- القضاء على بعض أحياء البيئة: يسبب القضاء على بعض كائنات البيئة اختلال توازنها فقـد تكـون بعض هـذه الكائنـات صاحبـة دور رئيسـي في بعض التفاعلات البيئية التي تتناول الأجسام غير الحية .

مثال :عندما اشتكى سكان أحدى الولايات الأمريكية من أن الصقور تخطف أفراخهم فتم التخلص من 1254 ألف طائر وقد أحدث ذلك اختلال في توازن البيئة اذا انتشرت الفئران انتشارا كبيرا .

4- تدخل الإنسان المباشر : يؤدي تدخل الإنسان في البيئة إلى اختلال توازنها فتجفيف البحيرات واقتلاع الغابات وردم البرك والمستنقعات كل هذا يؤدي الى اخلال التـوازن البيئـي الذي يستمر أثـره الى أن تستعيد البيئة اتزانها مرة أخرى في ضوء الظروف الجديدة .
تمت بحمد الله









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:55   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة الخامسة
البيئة والسلوك الإنساني
v العناصر الأساسية
أولا : الهدف من دراسة السلوك والبيئة
ثانيا : العوامل المؤثرة علي السلوك والبيئة
ثالثا : المتغيرات الاجتماعية والثقافية وعلاقتها بسلوك الإنسان المرتبط بالبيئة

أولا : الهدف من دراسة السلوك والبيئة
1 - ادراك المجتمع العالمي للخطـر الـذى يهـدد البيئة من خلال علاقة الانسان بالبيئة تلك العلاقة التي اتسمت بالخلل من جانب الانسان بسبب تعامله غير الواعي واستغلالها بصورة سيئةمما ادى الى كارثة تهدد العالم .
2 - ادراك المجتمع العالمي بأن أي خطر يهدد البيئة في مجتمع ما يؤثر على مجتمعات اخرى
3 - ان مسئولية المحافظة على البيئة وصياغتها لا تقع اعبائها على دولة بعينهاكما لا تستطيع اي دولة أن تقـوم بمفـردها بذلك الأمر بل يتطلب ذلك تعاون الدول مع بعضها البعض مع تكامل الجهود الدولية والجهود المحلية مـن أجـل مـواجهة اخطـار التي تهدد البيئة .
4 - ان الكثير من الموارد البيئيةلا تعتبر ملكية خاصة لدولة بعينهابل هي ملكية عامة لجميع الدولكالهواء مثلا كما هناك ملكيات مشتركة لمجموعة من الدول كمياه الانهار والبحار.
5 - ظهور العديد مـن المشكلات التي تهـدد البيئة العالمية كلها أو تهدد مجموعة من الدول معـاوالذى يؤدى الى ضـرورة الاهتمـام العالمي والاقليمي والمحلى بهـا ومـن أمثلتهـا مشكلـة نقص الغذاء واستنزاف الموارد والتلوث بأنواعه وغيرها مما تؤدى في النهاية الى ضياع البيئة والإنسان معا .
6 - عقد الكثير من المؤتمرات الدولية والاقليمية والمحلية لدراسة موضوع من موضوعات البيئة يؤثر بشكل واضح في تنمية البيئة وحمايتها .
7 - اهتمام المنظمات الدولية والاقليمية والمحلية المتخصصة في حماية البيئة بالمشكلات البيئية وتوجيه الاهتمام العالمي والمحلى نحو البيئة .
ثانيا : العوامل المؤثرة علي السلوك والبيئة
1 - العلاقات الاجتماعية
تؤثر الظروف البيئية في دائرة العلاقات الاجتماعية وكثافتها ودرجة قوتهـا داخـل المجتمع المحلى ، كمـا أنها تؤثر على اتساع هذه الدائرة وامتدادها الى خارج حدود الاقليمية ومن الأمثلة التي تكشف عـن تأثيـر البيئـة الطبيعيـة فـي العلاقـات الاجتماعيـة بين الأفراد والجماعات الشكل الذى يتخذه المجتمع والشكل المعروف بالقرية المنتشرة.
2 - المعتقدات والقيم الاجتماعية
لا يفصل الإنسان البيئة الطبيعية كمجموعة أشياء عن البيئة الاجتماعيـة ونسـق القيـم والمعتقـدات على وجـه الخصوص ، ففي المجتمعـات البسيطـة والتقليديـة الكثيـر مـن المعاني والـرموز التي تشير الى ذلك والتي تعكس التفاعل بين الانسان والطبيعة وينعكس ذلك على مختلف نواحي نشاطه وعلاقته الاجتماعية ، فعلى سبيل المثال : يعتقد الكثير في بعض القبائل الافريقية أن انقطاع المطر يرجع الى غضب الآلهة والأرواح على البشر لخروجهم عن القيم الخلقية المتوارثة وعلى تقاليد المجتمع .
3 - البيئة الاجتماعية
يقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك الجزء من البيئة الذى يتكون من الأفراد والجماعات في تفاعلهم وكذلك التوقعات الاجتماعية وأنماط التنظيم الاجتماعي وجميع مظاهر المجتمع الأخرى .
وبوجه عام تتضمن البيئة الاجتماعية أنماط العلاقات الاجتماعية القائمة بين الأفـراد والجماعـات في المجتمع ، وتـؤلف تلك الأنماط في مجملها النظم الاجتماعية .
ويمكن التمييز بين جانبين من الثقافة هما :
-الثقافة اللامادية : وتشمل كافة مظاهر السلوك التي تتمثل في العادات والتقاليد والقيم والافكار والمعتقدات .
-الثقافة المادية : وتتمثل في الأدوات التي يستخدمها الإنسان والتي تعتبر عاملا وسيطا بين الانسان والبيئة الطبيعية .
ثالثا : المتغيرات الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالبيئة وعلاقتها بسلوك الإنسان
1- التنشئة الاجتماعية
يقصد بعملية التنشئة الاجتماعية " العملية التي يكتسب الفـرد مـن خلالهـا أنماط محددة من الخبرات والسلوك الاجتماعي أثناء تفاعله مع الآخرين " .
ويعرف «سميث»التنشئة الاجتماعية بأنها « العملية التي يتم من خلالها تعلـم الأفـراد للثقافة ، ويصبحون بمقتضاها مشاركين بشكل فعال في المجتمع » .
وتسهم عملية التنشئة الاجتماعية بشكل كبير في عملية المحافظة على البيئة وذلك مـن خـلال تعليـم الأبنـاء الطـرق والأساليب التي تساعد في الحفاظ على البيئة ، بالإضافة الى تعليم الأبناء العادات والتقاليد التي من شأنها المحافظة على البيئة أو تدميرها .
2 – الخدمات
يعتبر عنصر الخدمات من العناصر التي تلعب دوراً مباشراً علي سلوكيات وتصرفات أفراد المجتمع فدرجة وجود الخدمة مـن عدمها يرتبط بمدى الاحتياج لها ، فان الحاجة لا تشبع لأن الانسان دائما في حالة من التغيير ، لذلك يتطلب الأمر توافر قدر كبير من الخدمـات سـواء كانت تلك الخـدمـات اجتماعيـة مـن خلال الأنديـة الاجتماعيـة والثقافيـة أو الصحيـة مـن خلال المـدارس أو خدمـات قطاعية مرتبطة بقطاعات المجتمع مثل الأطفال والشباب والمسنين .
3 – القيم
وهي عبارة عن التصورات والمفاهيم الدينامية الصريحة أو الضمنيـة التي تميـز الفـرد أو الجماعـة وتحـدد مـا هو مرغوب فيه اجتمـاعيـا ، كمـا تؤثـر فـي اختيـار الطـرق والأسـاليب والوسـائـل والأهداف الخاصة بالفعل ، وتتجسد مظاهرها في اتجاهات الأفراد والجماعات وأنماطهم السلوكية ومعتقداتهم والمعايير الاجتماعية .
وعلى ذلك فإن القيم البيئيةهي مجمـوعـة من الاتجاهـات المركزيـة التي تعبـر عـن اهتمام الفرد وميلة الايجابي نحو حماية البيئة وتحسينها والمحافظة عليها ويتم اكتساب تلك القيم من خلال تربية بيئية واعية .
ويتم اكتساب القيم من مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل ( الأسرة والجيران ووسائل الاعلام وجماعة الأقران ) ، وقد تكون هذه القيم المكتسبة تسعي نحو المحافظة على البيئة أو هدمها .
4 - العادات والتقاليد
العـادات والتقاليـد الاجتماعية هي أنمـاط سلـوكيـة تخص جماعة ما ، حيث يتم تعلمها شفهياً من الجماعـة مثـل تقليد تصرف معيـن . وقـد تصبـح بعض العــادات في مجتمـع معيـن جـزءاً مـن القانون الـرسمي ، مثـل عـادة الجهة التي يجب على المـركبات أن تسير عليها من الشـارع . وفى الغالب لا تكـون العـادات مكتـوبة . والفرق بين العادات والتقاليد أن التقاليد تنشأ مـن تقليد جيـل لجيـل سبقه في شتى المجالات ، أما العادات فلا يشترط.
وتلعب العادات والتقاليد دورا كبيرا في التأثير على البيئة وكذلك صحـة الإنسـان فقـد يتـوارث الأفـراد بعض السلـوكيات الضارة بصحته وبالمجتمـع مثـل تنـاول بعض أنـواع الأطعمـة الضارة في احتفالات معينـة ، أو التعامل مع المصارف المائية بشكل غير حضاري بإلقاء المخلفات فيها ، هذا الي جانب القاء النفايات في الشوارع والإسراف في استخدام المبيدات وغيرها .
تمت بحمد الله









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:55   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة السادسة
التربية البيئية
العناصر الاساسية :
أولا : مفهوم التربية البيئية
ثانيا : أهمية التربية البيئية
ثالثا : أهداف التربية البيئية
رابعا : خصائص التربية البيئية
خامسا : مبادئ التربية البيئية
سادسا : عناصر التربية البيئية
سابعا : مستويات التربية البيئية

أولا : مفهوم التربية البيئية
يمكن تعريف التربية البيئيةبأنها « نمط من التربية يهدف الى معـرفة القيـم وتوضيح المفاهيم وتنمية المهارات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات التي تربط بين الإنسان وثقافته وبيئته الفيزيقية» .
كما أنها تعني « التمرس على اتخاذ القرارات ووضع قانون للسلوك بشأن المسائل المتعلقة بنوعية البيئة » .
ويعرفها القانون العام للولايات المتحدةبأنها « عملية تعليميـة تهتـم بالعلاقـات بين الإنسـان والطبيعـة ، وتشمل علاقة السكـان والتلـوث ، وتعـدد السكـان والتلـوث ، وتـوزيع الموارد واستنفـاذهـا والمحـافظـة عليهـا ، والنقـــل ، والتكنــولـوجيــا ، والتخطيـط الحضري والريفي مع البيئة البشرية الكلية » .
كما عرفت بأنها « عملية تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركـات اللازمـة لفهـم وتقديـر العلاقـات المعقـدة التـي تربط الإنسان بالبيئة والعمل على الحفاظ عليها » .
وتعرف التربية البيئيةبأنها « تلك العملية التي تهدف إلى توعية سكـان العالـم بالبيئـة الكليـة ، وزيادة اهتمامهم بالمشكلات المتصلة بها ، وتـزويـدهم بالمعلومات والاتجاهات والدوافع والمهارات التي تساعـدهـم فـرادى وجماعـات للعمـل علـى حـل المشكـلات البيئيـة الحالية ، ومنع ظهور مشكلات جديدة ».
كمـا تعـرف التـربيـة البيئيـةبأنهـا « مجمـوعة الجهود والأنشطة التي تبذل لمساعدة أفراد المجتمع على استخدام قدراتهم الطبيعية بتبصر وحكمة ووفق منهج علمي يحدد أسلوب تأثيرهم في البيئة وتأثرهم بها » .
وبالإضافة الي التعريفات السابقة يمكن عرض عدة مفاهيم للتربية البيئية على النحو التالي :
1- أن التربية البيئية هي عملية تعليم المجتمع كيفية حماية نفسه من الأمراض والمشاكل البيئية .
2- أن التربية البيئية هي عملية تغيير أفكار وأحاسيس وسلوك الناس فيما يتعلق بصحتهم وبيئتهم .
3- أن التربية البيئية هي عملية ترجمة الحقائق البيئية المعروفة الى أنماط سلوكية بيئية سليمة على مستوى الفرد والمجتمع وذلك باستخدام الأساليب التربوية الحديثة .
4- أن التربية البيئية هي عملية تزويد أفراد المجتمع بالخبرات اللازمة بهدف التأثير في معلوماتهم واتجاهاتهم وممارساتهم فيما يتعلق بالبيئة .
5- أن التربية البيئية هي تزويد الفرد بالمعلومات والخبرات البيئية التي يتحقق عن طريقها اشراكه في حل مشاكل البيئة .
ثانيا : أهمية التربية البيئية
يرجع الاهتمام بالتربية البيئية لمجموعة من المبررات يمكن عرضها على النحو التالي :
1 - تزايد المشكلات البيئية وتفاقمها وتعقدها بصورة شديدة بمرور الزمن ، وما تبع ذلك من ضرورة الاهتمام بالتربية البيئية .
2 - الثورة العلمية والتكنولوجية التي تعـد سلاحاً ذا حـدين ، فقـد استفاد منها الإنسان من ناحية ولكن كانت لها آثارها المدمـرة مـن ناحيـة أخـرى ، مما أوجـد مشكـلات بيئيـة غايـة في الخطــورة ، فالإنسان هـو صاحب الابتكارات العلمية والتكنـولـوجية التي أدت إلى زيادة مشكلة استنزاف موارد البيئة ، وتكشف هذه المشكلات أن الإنســـان هـو « مشكـلـة البيئـة الأولـى » ، لـذا أصبـح مـن الضروري أن يتجه الجهد إلى تربية الإنسان تربية بيئية
3 - تدارك الوضع البيئي الراهن واتخاذ التدابير اللازمة لتنمية العلاقات الإيجابية بين الإنسان وأقرانه وبينه وبين عناصر البيئة المحيطة .
4 - ان الناس بحـاجـة إلى تـربيـة بيئيـة لكي يفهمـوا مـن خلالهـا الوظائف الأساسية وصولا إلى إنتاج الغذاء ، والعثور على الماء ، وحماية أنفسهـم من تقلبات الجـو ، والحقيقة أن المجتمع والطبيعـة يتفاعلان ، بعضهما مع بعض ، ويؤثر كل منهما في الآخر .
ثالثا : أهداف التربية البيئية
تسعى التربية البيئية الى تحقيق الأهداف التالية :
1- إتاحة الفرصة لكل فـرد في المجتمـع لاكتسـاب المعـرفة والقيـم والاتجاهات الأساسية لحماية البيئة .
2- تقرير وتنمية الوعي البيئي والاهتمام بالتعرف على كافة العوامل المرتبطـة بالمشكلات الاقتصاديـة والاجتماعيـة والسياسيـة والبيئية في المناطق الحضرية والريفية والبدوية والساحلية .
3- تكـويـن أنمـاط جديـدة مـن السلـوك تجـاه البيئـة لـدى الأفـراد والجماعات والمجتمع ككل وتعديل أنماط السلوك المضاد للبيئة .
4- دراسة وتحليل القضايا البيئية الكبرى من منظور محلي وقومي وإقليمي ودولي لاكتسـاب المعـارف المتصـلة به ومحاولـة تطبيقها في الواقع الفعلي .
5- تمكين الدارسين والممارسين لأنشطة البيئة من تطبيق أفكارهم وتجاربهم التعليمية ، وإعطائهم الفرصة المناسبة لاتخاذ القرارات وتقبل النتائج المترتبة عليها .
6- التأكيد على أن المشكلات البيئية ليست بسيطة . ومن ثم ، تنمية الفكـر النقـدي والمهـارات المتعلقـة بتحليـل ومـواجهـة المشكـلات والتوصل إلى أنسب الحلول لها.
7- توضيح الأخطار التي يمكن أن تنجم عن الاستخدام السيئ لموارد البيئة ومصادرها ، وخطورة ذلك على العنصر البشري بالمجتمع على المدى الطويل .
ويحدد البرنامج الدولي للتربية البيئية الذى ترعاه اليونسكو بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة خمسة أهداف للتربية البيئية وهي :
1- تشجيع تبادل الأفكار والمعلومات والخبرات المتصلة بالتربية البيئية بين دول العالم وأقاليمه المختلفة .
2- تشجيع تطوير نشاطات البحوث المؤدية الى فهم أفضل لأهداف التربية البيئية ومادتها وأساليبها ، وتنسيق هذه النشاطات .
3- تشجيع تطوير مناهج تعليمية وبرامج في حقل التربية البيئية وتقويمها .
4- تشجيـع وتدريب القادة المسؤولين عن التربية البيئية ، مثل المخططين والباحثين والإداريين والتربويين .
5- توفير المعونة الفنية للدول الأعضاء لتطوير برامج في التربية البيئية .
وقد حدد مؤتمر «تبليس» عام 1977م الأهداف التالية للتربية البيئية:
1- الوعي :مساعدة الأفراد والجماعات على اكتساب الوعي والحس المرهف للبيئة بجميع جوانبها وبالمشكلات المقترنة بها ، وكذلك الوعي بالمؤسسات أو الهيئات التي يمكن أن تواجه هذه المشكلات.
2 - المساعدة: معاونة الأفراد والجماعات على اكتساب مجموعة من القيم التي تتصل بالحفاظ على البيئة والمشاركة الإيجابية في تحسينها وحمايتها .
3- المعرفة: معاونة الأفراد والجماعات ومؤسسات المجتمع على اكتساب خبرات متنوعة والتزود بالقواعد العلمية لتحليل المشكلات المرتبطة بالبيئة وكيفية توظيف المعارف في أماكنها الصحيحة.
4- المهارات: وتنصب على معاونة الأفراد والجماعات ومؤسسات المجتمع على اكتساب المهارات اللازمة لتحديد المشكلات البيئية وحلها مثل مهارة المقابلة والتسجيل والإقناع وغيرها .
5- المشاركة: إتاحة الفرصة للأفراد والجماعات ومؤسسات المجتمع للمشاركة بشكل فعال مع كافة المستويات في العمل على حل المشكلات البيئية .
ثالثا : خصائص التربية البيئية
للتربية البيئية عدة خصائص يمكن عرضها على النحو التالي :
1- التربية البيئية تتجه عادة الى حل مشكلات محدودة للبيئة البشرية عن طريق مساعدة الناس على إدراك هذه المشكلات .
2- التربية البيئية تسعى لتوضيح المشكلات البيئية المعقدة وتؤمن تضافر أنواع المعرفة اللازمة لتفسيرها .
3 - التربية البيئية تأخذ بمنهج جامع لعدة فروع علمية في تناول مشكلات البيئة .
4 - التربية البيئية تحرص على أن تنفتح على المجتمع المحلي إيمانـاً منهـا بأن الأفـراد لا يـولـون اهتمامهـم لنـوعيـة البيئة ولا يتحـركـون لصيانتهـا أو لتحسينهـا بجدية وإصـرار إلا في إطار الحياة اليومية لمجتمعهم .
5 – التـربية البيئيـة تسعى بحكـم طبيعتهـا ووظيفتهـا لتوجـه شتى قطاعات المجتمع الى بذل جهـودها بما تملك من وسائل لفهم البيئة وترشيد إدارتها وتحسينها ، وهي بذلك تأخذ بفكـرة التربية الشاملة المستديمة والمتاحة لجميع فئات الناس .
6 - التربية البيئية تتميز بطابع الاستمرارية والتطلع الى المستقبل .


تمت بحمد الله










رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:56   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة السابعة
تابع التربية البيئية
خامسا : مبادئ التربية البيئية
تستند التربية البيئية إلى مجموعة من المبادئ التي تميزها عن أنواع التربية الأخرى نذكر منها :
1- دراسة البيئة ككل : أي دراسة البيئة من كافة جوانبها الفيزيقية والبيولوجية والأيكولوجية ، والسياسية والاقتصادية ، والتكنولوجية
والاجتماعية ، والثقافية ، والجمالية ، والتشريعية .
2 - استمرارها مدى الحياة : أي يجب الاهتمام بالتربية البيئية ابتداء من مستوى ما قبل المدرسة ومرورا بجميع مراحل التعليم .
3 - الوحدة والشمول : بمعنى أن توظف المحتوى الخاص بكل علم أو مجال دراسي في تكوين نظرة كلية ومتوازنة للبيئة .
4 – المشاركة : بمعنى تأكيـد المشاركـة الفعالـة بين المـواطنين و المسؤولين لصيانة البيئة والمحافظة عليها .
5 - حق اتخاذ القرار : تمكين المعلمين من أن يكون لهم دور في التخطيط من خلال خبراتهم التعليمية وإتاحة الفرصة لهم في صنع القرارات وتحمل نتائجها .
6 - الاستفادة من الخبرات السابقة : ويتم ذلك من خلال الاستفادة من الخبرات المباشرة وتكنولوجيا التعليم في إكساب الأفراد والجماعات جوانب التعليم البيئية المرجوة.
7 - التعاون الدولي : بمعنى معالجة القضايا البيئية على المستويات المحليـة والقوميـة والعالمية حتى يتسنى الإلمام بالأحوال البيئية في المجتمعات الأخرى .
8 - الوقاية خير من العلاج : وذلك بالتركيز على حل المشكلات البيئية القائمة وتجنب أي مشكلات أخرى محتملة .
9 - تدعيم الروابط والعلاقات بين الناس وبيئاتهم : بمعنى أن تكون هذه العلاقات والروابط بين الناس وبيئاتهم إيجابية
10 - التقدم مع الحفاظ على البيئة : بمعنى ضرورة أخذ النواحي البيئية في الاعتبار في كل خطة للتنمية .
11 - حتمية الوعي البيئي : وذلك من خلال الربط بين تعميق الإحساس بالبيئـة والمعـارف وحـل المشكلات وتنميـة القيـم في مختلف المراحل التعليمية وخاصة في السنوات الأولى .
12- إدراك سمات العصر : إذ لابد من إدراك سمات العصر الذي يتم منه التخطيط للتربية البيئية .
13 - التكامل بين المؤسسات ومهن المجتمع : بمعنى ضرورة وجـود تعـاون وتنسيق بين المـؤسسات المنـوطة بعمليـة التنشئـة الاجتماعية وتسهم معها كل وسائط التنشئة والتربية في المجتمع بدءا من الأسرة وحتى الإعلام مرورا بالمؤسسات الاجتماعية والدينية .
سادسا : عناصر التربية البيئية
1 - التجريبية : أي ملاحظة وقياس و تسجيل وتفسير ومناقشة الظواهر البيئية بموضوعية .
2 - الفهم : إدراك متزايد لكيفية عمل النظم البيئية .
3 - الإدارة : معرفة كيفية العمل في مجموعات وصولا إلى إحداث أمور معينة وكيفية تقدير الموارد وحشدها وكيفية التنفيذ .
3 - الأخلاقيات : القدرة على اتخاذ خيارات أخلاقية واعية إزاء التنمية الاجتماعية في تفاعلها مع البيئة ، وكيفية اتخاذ خيار يتلاءم مع أهداف المرء وقيمه ، ويحترم في الوقت نفسه أهداف الآخرين وقيمهم .
4 - الجماليات : تقدير البيئة لذاتها ، واستخدام البيئة للترويح والجمال والفن والإلهام وتحقيق المرء لأهدافه القصوى
5 – الالتـزام : تنميـة الشعـور بالاهتمـام الشخصي والمسئولية إزاء رفاهيـة المجتمـع الإنساني والبيئـة معـاً ، والاستعـداد للمشاركة في عملية حل المشكلات من البداية للنهاية ، المرة تلو المرة ، بالرغم من صعوبتها وما يقابلها من تثبيط للهمم .
6 - الشمولية : الوعي بالطبيعة المتداخلة وضرورة التعرف عليها بقضاياها المتبادلة بشكل شامل .
سابعا : مستويات التربية البيئية
يمكن تمييز خمسة مستويات للتربية البيئية والتي ينبغي لبرامج التربية البيئية أن تعمل علي تحقيقها وهي علي النحو التالي :
1 - مستوي الوعي بالقضايا والمشكلات البيئية
ويتضمن تنمية الوعي بالموضوعات التالية :
أ - مدى تأثير الانشطة الانسانية علي حالة البيئة بصورة ايجابية أو سلبية.
ب – مـدى تـأثيـر السلـوك الـفـردي للإنسان ( مثـل حـــــرق المخلفات/التدخين/ قطع الأشجار/ استنزاف الماء ) علي الاتزان الطبيعي في البيئة .
ج - أهمية تضافر الجهود الفردية والمحلية والدولية لحل المشكلات البيئية .
د - ارتباط المشكلات البيئية المحلية مع المشكلات البيئية الإقليمية والعالمية وضرورة التعاون بين الشعوب لحل هذه المشكلات .
2 - مستوى المعرفة البيئية بالقضايا والمشكلات البيئية
ويتضمن مساعدة الأفراد علي اكتساب الآتي :
أ - تحليل المعلومات والمعارف اللازمة للتعرف علي أبعاد المشكلات البيئية التي تؤثر علي الانسان والبيئة .
ب - ربط المعلومات التي يحصل عليها الأبناء من مجالات المعرفة المختلفة بمجال دراسة المشكلات البيئية .
ج - فهم نتائج الاستعمال السيئ للموارد الطبيعية وتأثيره علي استنزاف هذه الموارد ونفادها .
د - التعرف علي الخلفية التاريخية التي تقف وراء المشكلات البيئية الراهنة .
هـ - التعرف علي الجهود المحلية و الإقليمية و الدولية لحماية البيئة و المحافظة عليها .
3 - مستوى الميول والاتجاهات والقيم البيئية
ويتضمن تزويد أفراد المجتمع بالفرص المناسبة التي تساعدهم علي الآتي :
أ - تنمية الميول الايجابية المناسبة لتحسين البيئة والحفاظ عليها.
ب - تكوين الاتجاهات المناسبة نحو مناهضة مشكلات البيئة والحفاظ علي مواردها وحمايتها مما يهددها من أخطار بيئية .
ج - تنمية الإحساس بالمسئـولية الفـردية والجماعيـة في حمايـة البيئة من خلال العمل بروح الفريق والمشاركة الجماعية في حل المشكلات البيئية .
د - بناء الأخلاق والقيم البيئية الهادفة مثل احترام حق الاستمرار لكل البيئات واحترام الملكيات الخاصة والعامة بشكل يوجه سلوك الأفراد نحو الالتزام بمسئوليتهم البيئة.
4 - مستوى المهارات البيئية
ويتضمن مساعدة الأفراد علي تنمية المهارات البيئية التالية :
أ - جمع البيانات والمعلومات البيئية من المصادر البحثية والتجارب والعمـل الميـداني والـرصد البيئـي والملاحظـة والتجريب والاستقصاء.
ب - تنظيم البيانات وتصنيفها وتمثيلها وتحليلها واستعمال الوسائل المختلفة للبحث والاستقصاء والعرض.
ج - وضع خطة عمل لحل المشكلات البيئية أو صيانة وتنمية الموارد الطبيعية ، أو ترشيد استهلاكها وحمايتها من الاستنزاف والاستهلاك ، بحيث تتضمن هذه الخطة إجراءات العمل ونوعيتها مع جدولته زمنيا ومكانيا .
د - استقراء الحقائق من دراسة المشكلات البيئية ثم صياغة نماذج أو تعميمات أو قوانين حولها .
هـ - تنظيم دراسات في الرصد البيئي والتجارب البيئية وبناء مشاريع تنموية بناء علي نتائج هذا الرصد .
5 - مستوى المشاركة في الأنشطة البيئية
ويتضمن إتاحة الفرص المناسبة للأفراد للمساهمة في الآتي :
أ - المشاركة في الاستقصاء والمراجعة والدراسات البيئية من أجل اقتراح الحلول المناسبة لمشكلات البيئة .
ب - تنظيم أنشطة حماية البيئة وصيانة وتنمية مواردها سواء علي المستوى الفردي أم علي مستوى المجموعة .
ج - تقويم البرامج والقرارات والإجراءات البيئية من حيث درجة تأثيـرهـا علـي مستـوى التـوازن بيـن متطلبـات الحيـاة الانسانيـة ومتطلبات الحفاظ علي البيئة .
د - المشاركة في الأنشطة والمشاريع والحملات البيئية الوطنية والإقليمية والعالمية .
وبالإضافة الي المستويات السابقة يمكن التمييز بين ثلاثة مستويات أخرى للتربية البيئية وهي كالتالي :
1 - المستوى التنفيذي
ويشمل كافة أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم التعليمية والاجتمـاعيـة والاقتصـاديـة ، وكافـة نـواحـي المجتمـع ومـؤسساته التعليمية الرسمية والخاصة ، لتكون أداة فعالة في المجتمع .
2 - مستوى متخذي القرار
ويشمل الأفراد الذين لهم تأثير كبير في البيئة والإسهام في اتخــاذ القــرارات المتصلـة بهــا . ومـن أمثلتهـم المهنـدسـون وخبــراء تخطيط المدن ، والمسئولون عـن تخطيـط المناطــق الصناعيــة ويقـدم لهـم برنامـج متميز ومتخصص في التربية البيئية .
3 - مستوى المتخصصين والقائمين بالبحث والتطوير
وهؤلاء لابد من إكسابهم الوعي والقدرة والخبرات في مجال استخـدام المـوارد وتقنيـات مـراقبـة تلـوث البيئـة وتقنيـات القيـاس المختلفة .

تمت بحمد الله









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:56   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة الثامنة
التنشئة البيئية وتنمية الوعي البيئي للطفل
العناصر الاساسية :
أولا : تعريف التنشئة البيئية
ثانيا : أهداف التنشئة البيئية للطفل
ثالثا : المؤسسات المشاركة في التنشئة البيئية للطفل
رابعا : أسباب عزوف الأطفال عن الحفاظ على البيئة
خامسا : الطرق اللازمة لتنمية الوعي البيئي للطفل
أولا : تعريف التنشئة البيئية
تعرف التنشئة البيئيةبأنها « عملية تعليـم المشاعـر الطيبة للطفـل تجـاه بيئتـه ، وإمـداده بالمعلـومات التي تساعده على الفهم وتعرف حدود البيئة وعناصـرها ، إلى جانب غرس قيـم وإكساب اتجاهات وأنماط سلوكية إيجابية وتدريبه عليها ، وعلى الضوابـط ونظـم الجـزاء ، حتى يصبح إنسانـا ناضجـا وواعيا ومحافظا على بيئتـه » . وتعـرف جميع هـذه العمليـات الـداخلـة في هـذا السيـاق بالتثقيف أو التنشئة البيئية .
ثانيا : أهداف التنشئة البيئية للطفل
1 - الأهداف المعرفية :
يقصد بها محاولة تزويد الطفل والقائمين على تربيته بالمفاهيم البيئية الأساسية ، بعد ترجمتها وتبسيطها ، وهي كما يلي :
- ماهية البيئة - النظام البيئي
- التوازن البيئي - الملاءمة البيئية
- الأخلاق البيئية
2- الأهداف الوجدانية

ويتـم ذلك مـن خـلال تعليمـه كيف يلاحظ عناصـر البيئـة الطبيعيـة المحيطـة والتـي أوجـدهـا الخـالـق سبحانـه وتعالـى لنـا . وتعديـل الاتجاهـات مـن أهـم الأهداف التي يجب أن نحرص على تحقيقها في البرامج التثقيفية والتعليمية الجيدة . فالتثقيف البيئي هـو تعليـم وتعـديـل لاتجـاهـات الطفـل ، بحيـث يتخـذ منحى الاحتـرام لبيئتـه ، ويتـدرب علـى التفـاعـل بسلـوك سـوي وإيجابـي ، قـائـم على التعاطف والمحبة وتقديره لما في بيئته من عناصر ومكونات حية وغير حية .

ويتم ذلك بالاستعانة بالصور أو الأفلام التسجيلية لتجسيد أشكال البيئات المختلفة وصور التلوث مع مراعاة القائم بعرض الأفلام أن يتعمـد نقـل الإحساس بالأذى والضيق لدى الطفل عند رؤية الدخان المتصاعد من مداخن المصانع أو الناتج عن حرق القمامة في الشوارع .
ومن الضروري تنمية اتجاه الطفل نحو القيم الجمالية في البيئة المحيطة به ، وذلك من خلال تقديم صور تجسد هذه القيمة ، أو القيام بزيارات ميدانية للحدائق والمتنزهات والمزارع .
3- الأهداف المـهاريـة
تعليم الطفل بعض المهارات اليدوية التي تمكنه من التعامل مع الموارد الطبيعية في بيئته بإيجابية وتعاطف وحكمة.
مثال ذلك :
- تعليم الطفل مهارة زراعة بعض النباتات في منزله ، أو تربية الطيور المنزلية .
- تعليم الطفل مهارة المشاركة في تنظيف البيئة المحيطة به .
ثالثا : المؤسسات المشاركة في التنشئة البيئية للطفل
1- الأسرة :
تمثل الأسرة أحد أهم المؤسسات التي تضطلع بوظيفة التنشئة البيئيـة للطفـل . وعلينا ألا نترك مهمة التنشئة البيئية للوالدين للقيام بها بمفردهمـا ، فهناك تفاوت في قـدرات وإمكانيـات الأسـر داخـل المجتمع . ومن المهـم وضع برامج مبتكرة وغير تقليدية في مجال الإعلام ، موجهة للأم خاصة ، ترتكز على غـرس أو تعليم عادات خاصة بالآداب والسلوك البيئي والصحة البيئية على النحو التالي :
أ - تـدريب الأم كيف تكـون قـدوة في سلوكهـا تجاه البيئـة المنزليـة خصوصـا أمـام أطفالهـا . ويتمثـل ذلك فـي المحافظـة على نظافـة المنزل داخليا والبيئة المحيطة من الخارج ، بعدم إلقاء القمامة أمام المنزل أو من النافـذة ، والحرص على وضع القمامة في أكياس أو صناديق مغلقـة إلى حيـن يتـم التخلص منهـا بصورة لا تتسبب فـي إحداث أي أذى للآخرين من الجيران أو ساكني الحي .
ب - تلقن الأم عدم رفع صوت التليفزيون أو أي أجهزة أخرى ، حتى لا يتسبب في إحداث ضوضاء لأعضاء الأسرة أو الجيران .
ج - يلقن الأب عدم استخدام آلة التنبيه بالسيارة إلا عند الضرورة.
د - تتدرب الأم كيف تتحدث أو تتناقش أو تتفاهم مع الآخرين بصوت منخفض.
هـ - يتم توعية الأم بضرورة المحافظة وعدم الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه.
ح - التأكيد على الأمهات بضرورة التقليل من استخدام الأطعمة الجاهزة والمحفوظـة والتشجيـع على استخـدام الأطعمـة الطازجـة من فاكهـة وخضروات .
ط - تلقـن الأم بعض العـادات الخاصـة بالصحـة البيئيـة مثـل : مراعاة التهوية اليومية للمنزل لتجديد الهواء ، وزراعة بعض نباتات الزينـة في المنزل للمحافظة على تنقية هوائه ، والتقليل من استخدام المبيدات الحشـرية داخـل المنـزل حفـاظـا على عـدم تلـوث الهـواء والأدوات المنزلية.
ي - تلقن الأم ضرورة عزل المريض من أعضاء الأسرة عن بقية أفرادها في النوم وأدوات الطعام ، بأن تخصص له أدوات خاصة عند الإصابة بالأمراض المعدية ، وغلي ملابسه في حالة الإصابة بالأمراض الجلدية.
ك - يلقـن الأب ضـرورة الإقـلاع عـن عـادة التدخين داخل أو خارج المنزل حرصا على عدم تلوث هواء المنزل وحرصا على صحته والمحيطين به من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
ل - تلقن الأم مراعاة التدريب على عادات النظافة الشخصية ، المتمثلة في مراعـاة غسـل الأيدي بعد قضاء الحاجة أو عند القيام بالطهي ، والمـداومـة على الاستحماـم صيفـا وشتـاء ، ومراعـاة عـدم تـربيـة الحيوانـات كالقطـط والكـلاب في المنزل حتى لا تتسبب في إصابة الأطفال بأمراض الحساسية.
2- دور الحضانة :
إذا كانت الأسـرة هي أولى المؤسسات التي تقـوم بتنشئـة الطفل وتحـويلـه مـن كائـن بيولوجي إلى كائن اجتماعي ثقافي على دراية نسبيـة بتقاليـد وعادات وثقافـة مجتمعـه ، فقـد أصبحت هناك مـــؤسسـات تشـارك الأســرة فـي دورهــا ومسئـوليتهــا منهـا دور الحضانة.
وتركز الحضانة على رعاية الأطفال اجتماعيـا وصحيـا وتنميـة مواهبهـم وقدراتهـم وتهيئتهـم بدنيـا وثقافيـا ونفسيا لمرحلة التعليم الأساسي بما يتفق مع أهداف المجتمع العربي وقيمه الدينية بالإضافة إلى نشر التوعية بين أسر الأطفال لتنشئتهم تنشئة سليمة.
وتسهم الحضانة في تعليم الأطفال المبادئ والقيم التي تدعم المحافظة على البيئة وذلك من خلال استخدام الصور والأفلام الخاصة بذلك ، كما أنها تسهم بشكل كبير في للأطفال . تنمية الوعي البيئي
3- وسائل الاتصال الجماهيري
يمكن أن تسهم وسائل الاتصال الجماهيري بدور كبير وجـوهـري في التثقيف البيئـي للطفـل وللقائميـن على تنشئته ، خصـوصا بعـد ثـورة المعلـومـات التي شهدها العالم . ويرجع ذلك إلى تنوع وسائل الاتصال وسهولة استخدامها .
ويمكن استغلال برامج الأطفال لعرض الأناشيد والأغاني المعـدة خصيصا لتعـريف الطفل بعناصر بيئته ووظيفته وفائدته بالنسبة إلى الإنسان والنظام البيئي .
4- المتاحف
تمثل المتاحف أحد الأجهـزة الثقافية المهمـة كما تعـد مـن الـوسائل التـربـوية لنشـر المعـرفة أو الـوعي . ويمكـن استغلال خصائص ومقـومات ووظيفة المتاحف في نقـل وتبسيـط الثقافـة البيئية حيث إن الـرمــوز والقيـم المجسدة التي يراها الطفـل عنـد زيارته للمتاحف والتي تعد خصيصا للبيئات المختلفـة سـوف تظل في مخيلته من خلال ما يشاهده من مجسمات فنية ملونة تعبر عن الخصائص والمقومات الأساسية للبيئات المختلفة إلى جانب إبراز علاقة الإنسان بالبيئة بشكل فني .
رابعا : أسباب عزوف الأطفال عن الحفاظ على البيئة
و يرجع السبب في عزوف الطفولة عن الحفاظ على البيئة لعدة أمور منها :
- عدم شعورنا نحن بالمسؤولية تجاه البيئة و حمايتها
- عدم تبسيط فكرة الحفاظ على البيئة للأطفال .
- التهاون في غرس ما يحث عليه ديننا من أهمية النظافة في نفوسهم - عدم تركيز برامج إعلامية لنشر الوعي الصحي بين الأطفال
خامسا : الطرق اللازمة لتنمية الوعي البيئي للطفل
هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها تنمية الوعي البيئي لدى الأطفال ومنها ما يلي :
1 - أن يكون الأبوان و الكبار عامة قدوة للصغار بتعاملهم بإيجابية مع البيئة فلا يسرفوا و لا يلوثوا . حيث يتعلم الأولاد من خلال القدوة .
2- أن يغرسوا في نفوسهم قيمة النظافة في كل شيء ( الماء – الهواء – الشارع – المنزل – المدرسة ) .
4- أن نزرع معه بعض المزروعات حتى يحس بقيمة النبات و يفضل أن يكون من النبات المفيد مثل البندورة و غيرها من الخضار التي يستطيع أن يأكلها عندما تنضج .
5- أن يتعرف على الأساليب الحديثة للري مثل الري بالتنقيط حتى يعرف معنى عدم هدر الماء .
6- نقوم معه برحلة في الهواء الطلق النقي و رحلة إلى المدينة ليشعر بالفرق بين الهواء النقي و غيره .
7- نجعله يتخيل يوماً بدون ماء أو كهرباء كيف سيكون .
8- نجعله يرى أفلاماً عن بعض البلدان المحرومة من المياه.
9- أن تعزز رياض الأطفال و المدارس النشاطات البيئية فتقوم بحملات نظافة يشترك فيها الجميع .
10- أن نقوم بغرس بعض الأشجار و نرعاها أمامه طوال العام .
11- إقامة معـارض للصـور الفوتوغرافية المصورة أو المرسومة التي تعكس ممـارسـات الإنسـان مع البيئة سـواء الإيجابية منها أو السلبية و الفرق بينهما .

تمت بحمد الله












رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:56   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة التاسعة
المداخل النظرية في دراسة البيئة
العناصر الاساسية :
أولا : المدخل الإيكولوجي
ثانيا : المدخل السلوكي
ثالثا : المدخل التفاعلي
رابعا : المدخل الديموجرافي
خامسا : المدخل الجغرافي
سادسا : المدخل الطبي
سابعا : المدخل الاجتماعي
ثامنا : المدخل الثقافي

أولا : المدخل الإيكولوجي
يعد المدخل الإيكولوجيأحد المداخل الهامة و الأساسية في دراسة البيئة .
وتعني الإيكولوجيا الدراسةالبيولوجية للعلاقة بين مكونات المجتمـع الحيـوي حيث يتضمـن هـذا المجتمـع النبات والحيـوان والظواهر الطبيعية مثل المناخ والتضاريس والكوارث الطبيعية .
أ – الأسس العلمية للمدخل الإيكولوجي
يسعى المدخل الإيكولوجي الى فهم العلاقات التبادلية بين الكائنات الحية والبيئات التي تعيش فيها وكيف تحافظ الأنواع على نفسها باستخدام البيئة وتشكلها طبقا لاحتياجاتها .
كما يري أن الاحتياجات الانسانية والبشرية والمشاكل تنمو نتيجة لتفاعل الناس مع بيئاتهم .
يقدم المدخل الايكولوجي وجهة نظر ديناميكية تكيفية من خلال علاقة تبادلية مستمرة بين الانسان وجميع عناصر البيئة فالناس يغيرون بيئاتهم الطبيعية والاجتماعية وتغيرهم بيئاتهم من خلال عمليات تكيف متبادلة ومستمرة .
كما يرى أن التكيف المتبادل يدعم نمو وتطور الناس مما يعزز ويدعم الحياة بدورها .
ويشير المدخل الإيكولوجي الى أنه عندما يتداعى التكيف فإن البيئة الاجتماعية والطبيعية تتلوث بإساءة استخدام الانسان للموارد البيولوجيـة والتكنولوجيـة ممـا يؤدى الى تلـوث البيئـة الاجتماعيـة بالفقر والمرض وغيرها من المشكلات الاجتماعية
ومن هنا تكون المشكلة نتاج لعمليات التفاعل بين الانساق الاجتمـاعيـة والثقافيـة مما يـؤدى الى تلف النظـم الاجتمـاعية والبيئيـة ، بـالإضـافـة الـى التأثيــر السلبـى علـى الإنســـان والأسـرة والمـؤسسـات الاجتماعية المختلفة .
ويرى المدخل الإيكولوجي أن الناس يغيرون بيئاتهم لكى تتجانس مع احتياجاتهم النفسية والطبيعية ، كمـا يجب عليهـم بعـد ذلك أن يتكيفوا مع التغيرات التي احدثوها ، فأخترع الطائرة مثلا خلق كثيـر مـن المتغيـرات الثقافيـة والاجتماعيـة التي تتطلب مـن الانسان أن يتكيف معها وفى كثير من الاحيان يغير الناس أنفسهم لكي يتجانسـوا مـع الأوضاع البيئيـة ليشبعـوا حاجاتهم ، بينما في أوقات أخـرى قـد يسعى الناس نحـو تغيير بيئاتهـم ليحدثوا تكييف أفضل في حياتهم كما يبدو في حالات الهجرة من مكان لآخر .
ويضع هذا المدخل في اعتباره أيضا أن الأهداف والاحتياجات الانسانية تتغيـر عبـر الزمـان والمكـان والثقافات والبيئات المختلفة أيضا ، كما تتغير وفقا للتغيرات الطبيعية والفيزيقية مثل التغير في الأحوال الجوية والزلازل وغيرها .
ب – المفاهيم الأساسية للمدخل الإيكولوجي
1 - تحولات الحياة
عندما يتعامل الانسان مع بيئته غالبا ما يحدث اضطرابات بين الاحتياجـات والقـدرات الفـردية مـن ناحيـة والمتطلبـات والصفـات البيئية من ناحية أخرى ، وهـذه الاضطـرابـات في التعامـل تحـدث مشاكل في الحياة الاجتماعية .
مثال
تمر الأسرة بمراحل تطور تحاول فيها القيام بمهام تكيفية مع البيئـة الماديـة والاجتماعيـة ، واثنـاء ذلك فـان مرحلة التطور التي تمـر بها قـد لا تتفـق مـع متطلبات الحياة فقد لا تكون لـدى الاسـرة الامكانيات العقلية والعاطفية والاجتماعية التي تمكنها مـن مواجهـة هـذه المتطلبـات ، وربما يؤثـر هذا تأثير سلبي على مرحلة التطور أو النمـو كما يحـدث عندمـا تتـزوج فتـاة صغيـرة مراهقـة فيحـدث نـوعــان مـن التعـارض بيـن احتيـاجـات الـمـرحـلة التـي تعيشهــا ومتطلبات الدور الجديد لها .
2 - التكيف والمسايرة
يشير التكيف الى القدرة على التوافق مع الظروف البيئية المحيطـة وهــذا يتطلـب التغييـر ، فـإن الشخـص يجب أن يتكيـف ويتغير بما يتوافق مع الظروف والأوضاع الجديدة لكي يستمر في اداء دورة بطريقة مؤثرة ، واذا كان الناس يتغيرون بما يلائم البيئة فإنهـم أيضـا مطالبـون أن يغيـروا البيئـة بمـا يلائمهـم ، فـربما يجد الشخص صعوبة في أن يعيش في فصل الشتاء دون تدفئة المكان ، فالتكيف على هذا النحو يكون عملية مزدوجة تتضمن الفرد والبيئة .
أما المحاكاة أو المسايرة فهي تعد شكلا من أشكال التكيف البشرى وتتطلب النضال من أجل التغلب على المشاكـل ، كمـا أن التكيــف يتضمـن استجابـات لظـروف جديـدة قـد تكــون سالبـة أو موجبة ، ونجد أن المسايرة تشير الى الطريقة التي نتعامل بها مع المشكلات فالإنسان مثلا يجب أن يساير الموت المفاجئ لشخص عزيز علية .
3 - التفاعل البيئي
يركز المدخل الإيكولوجي على الانسان في البيئة ويعتبر التفاعلات أو التعاملات بين الأفراد والأنظمة والبيئة ، جانب هام جدا من خلال وجهة النظر هذه ، ويـرى أن الإنسان متفاعل دائما وبشكـل ثابت مـع النظـم الاجتماعيـة المختلفـة في البيئـة كالنظـام الأسـرى والدينـي ونظـام العمـل والخـدمـات الاجتماعيـة والسياسة والسلع والخدمات ، أي أن الإنسان على صلـة ديناميكيـة مع هـذه الشبكـة ، وعلى ذلك فإن ممارسـة العمـل الاجتماعي يتـم توجيهـه نحو التعاملات بين الانسان والأنظمة الأخرى المختلفة أي لابد من الموائمة بين الانسان والبيئة بمعناها العريض والشامل .
4 - البيئة الاجتماعية
تشمل البيئة الاجتماعية كل الاوضاع والتعاملات والظروف المختلفـة التـي تحيـط بالإنسـان ، و يعتمـد الإنسـان على التفاعلات الإيجابيـة لكـي يبقـى على قيـد الحيـاة وينمـو بشكـل سليـم ، فالبيئـة الاجتماعيـة تـحتـوى علـى نـوع الـبيـت الـذى يعيـش فيـه الانســان والعمـل الـذى يقـوم بـه والقـوانين والنظـم الاجتماعيـة التـي تحكـم الحياة التي يعيش فيها ، كما تحتوى أيضا على الهيئات والجماعات والأفراد التي يتعامل معها .
5 - الشبكات الاجتماعية
وتعد جانب هام من جوانب البيئة وتتمثل في نظم العلاقات التي تشكل الروابط بين الأعضاء وتؤثر في السلوك وهذه الشبكات تكون طبيعية كالأسرة أو تكون عارضة كالجيران والأصدقاء .
ويرتبط بمفهوم الشبكات مفهوم المساعدون الطبيعيون الذين يلجأ اليهم الفرد في المحيط البيئي طلبا للمساعدة والارشاد وللحصول على التأييد ، كذلك جماعات المساعدة الذاتية والتي تتكون من الأشخاص المشتركين في هدف أو حاجة .
وبصفة عامة فإن الشبكات الاجتماعية تقدم وظائف هامة ومؤثرة فهي تساعـد في تبـادل الموارد والإمداد بالمعلومات وتعلم المهارات ، كما أنها يمكن أن تقوم بإشباع عاطفي وتساهم في تقدير الذات والشعور بالكفاءة .
وعندما تقوم الشبكات الاجتماعية بهذه الوظائف يمكن أن نطلق عليها البيئات الطبيعية المغذية لإشباع الهوية وتوجيه الذات والكفاءة والاتصال الانساني ، ورغم ذلك فإن بعض الشبكـات قـد تـؤدى الى نتائـج سلبيـة تهـدم تقديـر الـذات وتعـوق نمـو الأفـراد وتطورهم مثل شلة اصدقاء من المدمنين .
6 – الطـاقـة
الطاقة هي القوة الطبيعية للتفاعل بين الناس وبيئاتهم ويمكن أن تأخذ الطاقة شكل مدخلات ومخرجات وتعتبـر المدخلات شكل مـن أشكـال الطاقـة تدخـل في حيـاة الشخص فتضيـف اليهـا ، مثلا قـد يحتـاج الإنسـان الكبيـر في السـن الـى مسـاعـدة طبيـة واهتمـام عاطفي حتى يستمـر في القيـام بالأعمـال اليومية الضرورية لحياته ومن الجهة الأخرى فإن المخرجات هي نوع من أنواع الطاقة التي تخرج من حياة الشخص فمثلا قـد يتطـوع الشخص بالوقت والجهد والمال للقيام بعمل ما .
ثانيا : المدخل السلوكي
يؤكد هذا المدخل السلوكي على أن الفرد يتعرض في حياتـه اليوميـة لمـواقف متعــددة وعليـه أن يـواجـه تلك المـواقف ويسلك سلوكـا يتـوافـق معها وعلى هذا فكل عناصر البيئة تعكس الحالة النفسية والسلوكية لأبنائهـا وذلك مـن خـلال المـواقف التـي تجمعهمـا ممـا يـؤدي الى التوافق مع البيئة أو الإحباط منها .
وتشير بعض دراسات المـدخل السلوكي الى أن السلوك يرتبط بكثافة السكـان الى حـد كبيـر ومن ناحية أخـرى فالسلـوك يتنـوع ويتغير في ضـوء حجـم السكـان وكثافتهـم وتنـوع فئاتهـم المهنيـة والتعليميـة والطبقيـة والثقافيـة 0 وفـي
وينظر المدخل السلوكي الى العوامل الاجتماعية كبيئة اجتماعية تحكم السلوك فالظروف الاجتماعية والبيت بما يضمه مـن عنـاصـر مـاديـة ومعنـويـة وصــور التفـاعـل بيـن الأفــراد والجماعـات والنظــم الاجتماعيـة المختلفـة والثقافة السائـدة هـذه كلها تسهم في تشكيل السلوك وتشكيل الإنسان .
كذلك يؤكد هذا المدخل على أن السلوك هو جزء من الثقافة التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا في المجتمع وبالتالي يتأثر بالبيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية .
إن الإنسان يتعامل مع البيئة بالتعلم وكلما زادت فرص التفاعل كلمـا زاد نمـو الشخصيـة وتحـددت القيـم والاتجـاهـات التي تحكـم سلوكها وتفاعلها مع البيئة بمعناها الواسع .









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:56   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة العاشرة
تابع المداخل النظرية في دراسة البيئة
ثالثا : المدخل التفاعلي
يركز هذا المدخل على التفاعل بين الأفراد أو السكان وبين البيئة مـن الناحيتين السلبيـة والإيجابيـة وتعد التفاعلات الإيجابية أكثر أهمية في النظام البيئي
ويبدو من المنطقي أن نفترض أن العلاقات الإيجابية و السلبية بين السكان والبيئة تميل نحو التوازن لو أن النظام البيئي يتسم بنوع من الاستقرار أو يسعى لتحقيقه .
وتتخذ التفاعلات الإيجابية التي تحدث بين السكان ثلاثة أشكال وهي :
1- المعايشة : وهي نمط بسيط من التفاعل الإيجابي الذي تستفيد خلاله إحدى الجماعات بينما لا تتأثر الجماعات الأخرى بهذه الاستفادة بشكل أو بآخر 0 إن هذه العلاقة التفاعلية تنتشر بصفة خاصة بين الجماعات المتفاوتة 0
2- اذا كانت المجموعتان تستفيد كل منهما من الأخرى ولكن الاستفادة ليست ضرورية أو جوهرية لبقاء كليهما فإن العلاقة التفاعلية تسمى في هذه الحالة التعاون متعدد المجالات .
3- اذا كانت المساعدة ضرورية وأساسية لبقاء كلا المجموعتين فإن هذه العلاقة التفاعلية تسمى بالعلاقة التبادلية . ويركز المدخل التفاعلي على التفاعلات السلوكية التي تؤثر على السكان في بيئة معينة وتتخذ شكلا أو أكثر مما يلي : -
1- البقاء والتكاثر في البيئة .
2- تكريس الأطفال لينخرطوا في صفوف الكبار من السكان وتزويد المجتمع بالراشدين الجدد .
3- انسحاب البعض عن البيئة سواء بالهجرة أو بالوفاة ولعل هذه الصور هي التي تحافظ على الانتظام السلوكي وتدل الدراسات المعاصرة على أن السلوك يرتبط في الغالب بكثافة السكان .
رابعا : المدخل الديموجرافي
يذهب هذا المدخل الى أن السكان لهم علاقة تفاعلية مع البيئة سواء بزيادة عددهم أو بنقصانه أو بنوعيتهم .
ويرى أنصار هذا المدخل أن سكان العالم يتزايدون بمعدل يزيد على 1.8 % سنويا في حين يصل هذا المعدل في المجتمعات النامية الى 3 % بحيث يتضاعف عدد السكان خلال ربع قرن أو أكثر، بينما يمكن أن يتضاعف سكان العالم المتقدم خلال 70 عاما أو اكثر ، وفي نفس الوقت نجد بعض المجتمعات الأوروبية تصل معدل الزيادة فيها الى صفر .
ويذهب علماء الاجتماع والاقتصاد الى أن التحول الديموجرافي يتجـه نحو الانخفاض كلما قل الاعتماد على عمالة الأطفال وزادت كفاءة الآباء وقـدرتهـم على العمـل ولذلك يتجهـون نحو الإقلال من معدل الإنجاب ويوظفون دخلهم وطاقتهم لتحسين نوعية حياتهم .
وطبقا لهذه النظرة فإن السكان حينما يزداد عددهم فإنهم يمثلون مشكلة اقتصادية في تفاعلهم مع البيئة .
خامسا : المدخل الجغرافي
يهتم هذا المدخل بدراسة أشكال الأرض والمناخ والمجتمعات أو التجمعات الحيـوية التي تشكـل المحيط الحيـوي أو الغلاف الحيوي وهي مجموعة من التكوينات الأيكولوجية التي تحدد ملامح وأنماط النظام الأيكولوجي وتبرز الاختلافات الجغرافية والبيولوجية التي تؤكد التباين والتنوع على سطح الأرض .
وتبدأ اهتمامات هـذا المدخل بإبراز العلاقة التفاعلية بين الإنسان وعناصر النظام البيئي كالمحيطات وامتداداتها المائية التي تشكل 70 % تقريبا مـن مساحـة سطـح الكـرة الأرضية ومصبات الأنهار وشواطئ البحـار التي تعيش بالقـرب منهـا آلاف الكائنـات والأنواع الحية التي لا تعيش في عمق البحر أو الأرض أو الماء العذب .
وهناك أربعة أنواع من النظم البيئية الشاطئية وهي : -
الشواطئ الصخرية ، والشواطئ الرملية ، والشواطئ الطميية ، والشواطئ الملحية .
وتدخل الجداول والأنهار ضمن عناصر النظام البيئي التي يهتم بها المدخـل الجغـرافـي باعتبارها أكثـر العناصـر البيئيـة الطبيعيـة التي استخدمها الإنسان واعتمد عليها منذ العصور القديمة وعلاوة على البرك والبحيرات وسيول المياه العذبة الناجمة عن الأمطار .
وقد استخدم الجغرافيون المفهوم الأول منذ مطلع القرن الحالي حينما اعتبروا أن الجغرافيا هي علم الإيكولوجيا البشرية 0 واستندوا في ذلك الى التغيرات المختلفة التي يحدثها الإنسان في خصائص البيئة البشرية وغيرها مما يعكس تباين الثقافات الإنسانية 0 أما المفهوم الثاني : فيستخدمه المعاصرون في نظرتهم للبيئة كنظام من العلاقات المتداخلة بين القوى البشرية والطبيعية والتفاعلات القائمة بينهما .
سادسا : المدخل الطبي
يعتمد هذا المدخل على النماذج التصويرية والنظريات الطبية حول الأمراض التي تصيب الإنسان وتحدد علاقة البيئة بالمرض . ومن تلك النماذج :
نموذج العائـل البيئـي المسبـب : الـذي يعـزو المـرض الى مسبـب يوجد في البيئة وأن البيئة تزيده حيوية وانتشاراً أو تقلل فاعليته في إحداث المرض فيكون عـن طريـق تعـرض مضيف قابـل للعـدوى الى مسبب العدوى وذلك من خلال ما يلي :
أ - الانتقال أو المخالطة المباشرة
- كاللمس والتقبيل والاحتكاك
- أو بقذف مباشر بقطيرات الرذاذ على الملتحمة أو الأغشية المخاطية للأنف أو الفم أثناء العطس أو السعال أو البصق
- أو الكلام لمسافة متر أو أقل
- وقد يكون الانتقال أيضا بتعرض الأنسجة القابلة للعدوى لمسبب في تربة أو سماد طبيعي أو خضروات متحللة أو غيرها .
ب – الانتقال غير المباشر
فقد يكون بوسيط كالدمى والمناديل والملابس والمفارش وأدوات الطهي والأكل والمـاء والطعام واللبن ، وقد يكون محمولا بناقل آلي بواسطة حشرة زاحفة أو طائرة ذات أرجل أو خرطوم ملوث
كذلك قد يكون المرض منقولا بالهواء نتيجة لانتشار الميكروبات في صـورة ذرات عالقـة فـي الهـواء تتألـف جزئيـا أو كليـا مـن كائنـات حيـة دقيقـة وتدخـل عـادة الجهـاز التنفسـي الى الرئتين خلال الشهيق وقد يخرج بعضها مع الزفير
ويذهب هذا المدخل أيضا الى أن البيئة التي تضم الحيوان الى جانب الإنسان تنتقل الأمـراض حيوانية المصـدر الى الإنسـان وهي أمراض معدية أو عـدوى يمكن أن تكون متوطنة أو وبائية 0 ومن تلك الأمراض البـروسييـلا أي الحمى المالطية أو حمى البحر المتوسط أو الحمى المتموجـة وهو مرض يبـدأ فجـأة أو تدريجيـا ومن أعراضه حمى وصـداع وضعـف وعـرق غـزير وقشعـريرة وألم في المفاصل ويصيب الأشخاص الذين يعملون مع الحيوانات المصابة حيـة أو مـذبوحـة سـواء عمـال المزارع أو البيطريون أو عمال المجازر 0
سابعا : المدخل الاجتماعي
ينظر هذا المدخل الى البيئة باعتبارها ليست مجرد إنسان ونشـاط وسيطـرة على العمـران فقط ، ولكنهـا عبارة عن النظم الاجتماعية التي تعطي للمكـان خصائصـه وتضفي عليه طابعـه الخاص وبالتالي فإن هذه النظم هي التي توجه الإنسان ونشاطه وتفاعلاته مع البيئة التي يعيش فيها .
ويهتم المدخل الاجتماعي بتفاعل الإنسان والنظم الاجتماعية المختلفـة مـع البيئـة وآثـار ونتائـج هـذا التفاعـل على مستوى البيئة الـريـفيـة والبـدويـة والحضريـة والصناعيـة 0 فـيهتـم مثـلا بتـأثيـر الإنسان على البيئة وسيطرته عليها في تشييد مسكنه وإنتاج غذائه وكسائه وإشباع حاجاته الإنسانية من زواج وترويح ودفاع وضبط وتدين
كذلك يهتم هذا المدخل بمدى تأثير البيئة – بأنواعها المختلفة – على النشاط الاقتصادي والاجتماعي للإنسان وتجمعاته العمرانية في البوادي والقرى والمدن وتشكيلاته وفئاته الاجتماعية المختلفة
ثامنا : المدخل الثقافي
وهو مدخل يبرز دور الثقافة في التعامل مع البيئة والسيطرة عليها وكذلك دور البيئة في تشكيل الثقافة وتحديد السلوك الثقافي في المآكل والمشرب والمسكن والدواء ( الوقاية والعلاج ) والملبس والعمل والعادات والمعتقد الشعبي 0
وكذلك يحرص المدخل الثقافي على إبراز العلاقة التفاعلية بين الثقافة والبيئة ، كمـا يهتـم هـذا المـدخل بإظهار طبيعة العلاقة بين الصحة والمرض والثقافة من ناحية و يفيدنا في فهم دور البيئة في تنميط الأمراض وتفسيرها وعلاجها من ناحية ثانية كما أنه يلقي الضوء على العلاقة بين الثقافة والبيئة من ناحية ثالثة .











رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:56   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة الحادية عشر
الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع البيئة
v العناصر الاساسية
مقدمة
أولا : النمط المحافظ
ثانيا : النمط الليبرالي
ثالثا : النمط الراديكالي
رابعا : النموذج البيئي الجديد

مقدمة
نشأت الحاجة إلى البحث العلمي في علم الاجتماع البيئي ارتباطا بطبيعـة التغيـرات التكنـولـوجية والاجتماعيـة والمشكلات البيئية الملحة في عالم اليوم ، وبضرورة العمل على إقرار علاقة متوازنة بين الإنسان والبيئة. ورغم أن هذا الميدان قد يبدو جديدا على البحث الاجتماعي إلا أن علـم الاجتمـاع يتضمن منـذ نشأتـه المحددات البيئية للسلوك فقد بحث ابن خـلدون في أهميـة العلاقـة بين التنظيم الاجتماعي وأشكالـه مـن جهة وظـروف المعيشـة من جهة أخرى .
وقد اهتم المتخصصون في علم الاجتماع الريفي بدراسة وفهم استخدامات الأرض والنشاطـات وبمـوضوعات أخرى لها علاقة بعلم الاجتماع البيئـي فهـم أول مـن استجـاب للمشكـلات البيئية من وجهة نظر اجتماعية.
كما استفاد علماء الاجتماع البيئي المحدثين من كتابات «إميل دوركايم» الـذي ربـط بين درجة تعقيـد البنـاء الاجتماعـي والكثافـة السكانية ونـدرة المـوارد والعمليات الاجتماعية فالـزيادة السكانية ضمن موارد محدودة أو نادرة تؤدي إلى عمليات التنافس والصراع مما قد يؤدي إلى استنزاف للموارد وتعاظم المشكلات الاجتماعية.
وقد قام العلماء الذين تأثروا بكتابات دوركايم «روبرت بارك وإرنست برجس وآخرون» بتطوير علم الإيكولوجيا البشرية في جامعة شيكاغو.وقد ركز علماء الإيكولوجيا البشرية في أبحاثهم على:
1- التماثل الموجود بين التنظيم في المجتمعات الإنسانية والتنظيم في المجتمعات غير الإنسانية.
2- التوزيع المكاني للسكان ومكان السكن والحركة اليومية للسكان بالإضافة إلى التغير في التنظيم السكاني للمجتمعات المحلية وارتباط هذه الجوانب بالناحية الاقتصادية والتكنولوجية وتطورها.
وعلى الرغـم مـن أن علماء الإيكولـوجيا البشرية قد اعترفوا بأهميـة علاقة البيئـة بتنظيم الحياة الاجتماعية إلا أنهم لم يدرسوها بالتفصيل . وهـذه الحقيقـة المقتـرنة بإهمـال الثقافـة والقيـم جعلـت الاستفادة مـن الإيكـولوجيا البشرية في مجال علم الاجتماع البيئي محدودة .
وقـد بدأت تبـرز اتجاهات نظريـة أخرى منافسة كالنظرية الوظيفية التي لـم تستطع بحكـم طبيعتهـا المحافظـة أن تقـدم تفسيرا لأسباب المشكلات الاجتماعيـة بما فيهـا المشكلات البيئيـة مما أدى إلى قيام محاولات مختلفة للتوصل إلى نماذج نظرية تصلح لدراسة النسـق البيئـي بمضمـونه الاجتماعـي بالاعتمـاد على كتابات بعض أهـم رواد علـم الاجتماع مـثل «إميل دوركايم» و «ماكس فيبر» و «كارل ماركس» .
ويمكن عرض هذه الاتجاهات فيما يلي :
أولا : النمط المحافظ
وهو امتداد لفكر «إميل دوركايم» وينطلق من اعتباران القيم وتغيرها هي العامل الأساسي في توجيه المجتمعات نحو الانحدار البيئي . وينقسم أصحاب هذا الاتجاه إلى فئتين :
1- من يـرون أن ظهـور المشاكل البيئيـة في المجتمعات الغـربية ارتبط بتغير نسـق القيـم الذي أدى إلى ظهور قيم الفردية والعالمية والإنجاز في المجتمعات الصناعية وأن الرخاء والوفرة تعتبر قيما إيجابية وظيفية مقبولة ترتبط بالنمو الاقتصادي مما أدى إلى إغفال بحث نتائج هذا النمو وجعل السيطرة عليه أمرا صعبا.
2- أمـا الفئـة الثانيـة فيهتـم أصحابهـا بطبيعـة المجتمـع الصناعـي وبالتصنيع حيث يرون أن المجتمعات الصناعية تستخدم تكنولوجيا تؤدي إلى تلوث بيئي وذلك بإلقائها الفضلات الصناعية التي تلوث الماء والهواء . وبما أن تغير القيم يؤدي إلى تقسيم معقد في العمل تتصف به المجتمعات الصناعية فإن هذه العناصر الثقافية لابد أن تعتبر السبب الرئيسي في انحدار البيئة الناتج عن الصناعة . وقـد ربطوا بين النمو الاقتصادي ومستوى المعيشة وبناء عليه فهـم لا يقـدمـون حلـولا بيئية مـن شأنها أن تؤثر على القاعـدة الصناعية للمجتمعات الغربية .
ومما تقدم نجد أن تحليل المحافظين انطلق من الجوانب الثقافية للمجتمعات فقـد قـدموا تفسيـرات لظواهر اجتماعية معينة مثل تكيف الناس مـع التلـوث والسلـوك والاتجاهـات إلا أنهـم لـم يقـدمـوا تحليلات لطبيعة بناء المجتمـع ولا بيانا لـديناميكية التغير الاجتماعي وهـم ببساطة لـم يقبلـوا حـل المشكـلات البيئيـة مقابل التضحيـة بالنمـو الاقتصـادي بمعنى أنهــم يـرفضـون زعـزعـة الافتـراض القائل بـوجـود علاقـة حميمـة بين التصنيـع ومستوى المعيشة لذا كانوا دائما مترددين في اتخـاذ قرارات ومـواقف قـد تؤدي إلى تقليص القاعدة الصناعية لمجتمعاتهم .
ثانيا : النمط الليبرالي
يركز هذا الاتجاه المستمد من فكر «ماكس فيبر» على القوة والهيمنة لتوضيح المشاكل البيئية. وهناك وجهتا نظر أساسيتان في هذا الاتجاه :
1- من يرون أن الحكومة والنسق القانوني تهيمن عليها جماعات ليس لديها اهتمـام بالبيئـة وليس لها من هم سوى زيادة أرباحها والمنافع التي تؤدي إلى اتساع مجالات قوتها ونفوذها.
ويركزون على الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية الضخمـة حيث تنظـر هـذه الشـركات إلـى البيئـة على أنهـا وسيلـة لـزيادة أرباحهـا وتوسعهـا وهـي لذلك تقـاوم إعـادة التشكيل البيئي وهذا الرفض يزيد من تفاقم المشكلات البيئية .
2- يـري أصحـاب هـذا الاتجـاه في تحليلهـم للمشكلات البيئية أن المستفيدين من الانحدار والاستنزاف البيئـي يستخـدمون وسائــل الإقنـاع الجمعي (الإعـلام) في إعطـاء صفـة الشرعية لأهدافهـم وأعمالهـم كما يقـومـون بإقنـاع الناس بـواسطـة الإعـلام بـزيـادة الاستهـلاك وبـأن الاقتصـاد الـدائـم النمــو أفضــل وسيلـة لـرفــع مستـوى المعيشة . وهكـذا فإن استغلال الـرمـوز الثقافية لإعطـاء صفة شرعية للتنظيمات الاقتصادية في المجتمع يؤدي إلى تطـور المشكلات البيئية وتفاقمها . ويكمـن الحـل الوحيـد بوجوب تضافـر جهود المهتمين بالبيئة لإزاحة القوة السياسية والهيمنة التي تمتلكها الشركات.
وبالرغم من أن النمط الليبرالي قدم تفسيرا لأسباب ظهور المشكلات البيئيـة وربطـه بالقـوة والهيمنـة ومصالـح الشركـات الكبـرى داعيا أنصار البيئة لتولي عملية تقليص أو نزع هذه القوة والهيمنة إلا أن هناك العديد من أوجه النقد التي توجه إلى هذا الاتجاه منها :
1- أن المشكلة تكمن في النظام الرأسمالي ومن الصعب تغيير ميزان القوة وأخـذه مـن الشركات المهيمنـة ذات المصالـح ذلك أن التوسع الاقتصادي هـو اللبنة الأساسيـة في النظام الرأسمالي والذي يتطلب استنزافا هائلا لمصادر الطاقة والموارد لتحقيق النمو الاقتصادي.
2- أن الشركات لن تقبل التغيير لأنه يعني دمارا للرأسماليين.
ثالثا : النمط الراديكالي
يقدم النمط الراديكالي المستمد مـن فكـر «كارل ماركس» تحليلا لأسباب استنـزاف البيئـة فيـرى أصحاب هـذا الاتجاه أن المشاكل البيئية ظهـرت نتيجـة اللاعقلانية المتـوارثـة فـي نمـاذج الإنتـاج الرأسمالية وأن مـن المتعارف عليـه أن التـوسـع الاقتصـادي هـو القنـاة التي حلـت مـن خلالهـا المجتمعـات الرأسمالية أزمتها مثـل فترة الركود الاقتصادي الكبير ومن هنا يصبح النمـو الاقتصـادي ضروريا ومهما جدا لزيادة الأجور وتحسين أوضاع العمال وهذا يسمح بالتالي للطبقة الرأسمالية وحلفائها بالمحافظة على أرباحها وممتلكاتهاعن طريق شراء القوى العاملة.
وبما أن النظام الرأسمالي يـركـز على الملكية الفردية وليس المجتمعية فإن الاستهلاك يوجه نحـو العائلة النووية كامتـلاك أكـثر من سيارة للعائلة الواحدة يفـرض هـذا النمـط الاستهلاكـي الخاص استنزاف المصادر الطبيعية وعـدم المحافظة على توفيـر مستـوى معين من الموارد والاستهلاك وبالتالي المزيد من الانحدار البيئي.
ومن هنا فإن المنظرين الراديكاليين يرون أن النظام الرأسمالي نظام توسعي وفي الفترة التي لا يتسع فيها تصيبه حالة من الركود وبما أنه نظام مسرف فإنه يـؤدي إلى نتيجة واحـدة هي الاستعمـال المنهك لمصادر البيئة الطبيعية.
رابعا : النموذج البيئي الجديد
انطلقت النماذج النظرية البيئية الاجتماعية السابقة من أفكار النظـريــات الاجتمـاعيــة الكـلاسيـكيـة ومـن ظــروف المجتمعـات الصناعية وبيئتها . وقد أدت المشكلات المنهجية والتطبيقية للنماذج النظـريـة السابقـة إلى الاستمـرار في محـاولات بحث جديدة تهدف إلى إيجاد نماذج نظرية سوسيولوجية لتناول القضايا البيئية . ونتيجــة لهــذا ظهـــر النمــوذج البيئــي الجديد الذي طوره كلا من (كاتـون) و (دانلـوب) الذي بني على نظـرية الفهم العالمي الشامل للبيئة.
قدم «كاتون ودانلوب» نموذجا جديد لدراسة البيئة مقابل نموذج التميز الإنساني الذي ساد التفسيرات الاجتماعية السابقة. واعتمدت حجتهمــا علـى أن معظـم الأنمـاط الاجتماعيـة تنظـــر للمجتمعـات الإنسانيـة على أنهـا محــور العالـم الطبيعي ومركزه بكل ما يرافق هـذه النظـرة مـن استخدامـات للبيئة والسيطرة عليها وحل مشاكلها بالإنسان ومنجـزاته وبغـرض خدمة الإنسان دون اعتبار أو اهتمام للعناصـر البيئيـة الأخـرى بما يـؤدي إلى تقليـل قـدرة الأرض على استيعاب التلـوث وامتصاصـه وبحـق الكائنات الأخـرى بالعيش في جو خال من التلوث.
وهناك أربع سمات أساسية اشتمل عليها نموذج التميز الإنساني هي :
1- يمتلك الإنسان تراثا ثقافيا بالإضافة إلى الوراثة الجينية لذا فهو يختلف عن باقي الكائنات الحية الأخرى .
2- إن العوامل الثقافية والاجتماعية بما في ذلك التكنولوجيا هي العوامل الرئيسية التي تحدد نوع العلاقات الإنسانية .
3- تعتبر كل من البيئة الاجتماعية والثقافية إطار العلاقات الإنسانية أما البيئة الطبيعية فهي غير متصلة بالموضوع إلى حد بعيد .
4- إن الثقافة عبارة عـن تراكمـات وبمـا أن التقدم التكنولوجي والاجتماعي عمليتان مستمرتان إلى ما لا نهاية فإن ذلك يجعل كل المشاكل الاجتماعية قابلة للحل.
5- نتيجة لذلك طورا نموذجا جديدا منافسا في مجال علم الاجتماع البيئي أطلقا عليه النموذج البيئي الجديد ضمناه أربعة مبادئ أساسية هي :
1- على الرغم من اتصاف الإنسان بصفات خاصة ومميزة كالثقافة والقيم والتكنولوجيا إلا أنه واحد من أنواع كثيرة لا تعد ولا تحصى تعتمد على بعضها في النسق البيئي الكبير.
2- إن العلاقات الإنسانية لا تتأثر بعوامل اجتماعية وثقافية فقط ولكن تتأثر كذلك بعلاقات متشابكة من الأسباب والنتائج وما يترتب على ذلك من ردود أفعال في نسيج البيئة الطبيعية.
3- يعيش الناس ويعتمدون على بيئة فيزيقية محدودة تفرض قيودا حيوية وفيزيائية على العلاقات الإنسانية.
4- رغم أن كثيرا من قدرة الإنسان على الاختراع والقوة المستوحاة مـن عـدة اختراعـات قـد تبـدو للـوهلة الأولى أنها تحمل في طياتها قدرة فائقة إلا أنه لا يمكن إلغاء القوانين الإيكولوجية أو تجاوزها.
والخلاصة أنه مهما تعددت الآراء في علم الاجتماع البيئي إلا أن هناك حقيقة مؤكدة هي ضرورة فهم ودراسـة المجتمعات الإنسانيـة ضمن إطار النسـق البيئـي العـام وأن دراسة القضايا البيئية تـوجب الاهتمام بالجانب الاجتماعـي والبيئـي معا ضمن نسق من العلاقات هو النسق البيئي. ومن الصعب تبني نموذج واحد عند دراسة البيئة بسبب اتساع مفهوم البيئة ذاته وتشعب وتعدد المشكلات المصاحبة لاستخدامهـا وضـرورة الاعتمـاد على أكثـر مـن نمـوذج في تناول القضايا البيئية .


تمت بحمد الله











رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:57   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة الثانية عشر
المشكلات البيئية
التلوث البيئي
v عناصر المحاضرة
أولا : تعريف المشكلة البيئية
ثانيا : الأسباب التي تؤدي إلي حدوث المشكلات البيئية
ثالثا : تعريف التلوث البيئي
رابعا : التصنيفات المختلفة لأشكال التلوث البيئي وأنواعه
خامسا : طرق مواجهة التلوث البيئي

أولا : تعريف المشكلة البيئية
تعد المشكلات البيئية من أخطر المشكلات التي تهدد المجتمعولقد بـدأ الاهتمـام بمشكلة البيئـة علي مستـوي العالـم بانعقـاد مؤتمـرالأمم المتحدة للبيئة البشرية في استوكهلـم بالسويـد عام 1972، ثمتلي ذلك العديد من المؤتمـرات التي اهتمت بالمشكـلات البيئيـة علي كافة المستويات .

وتعرف المشكلة البيئية بأنها « كل تغير كمي وكيفي يحدث لأحـد المـوارد الطبيعيـة فـي البيئـة بفعـل الإنسـان ، أو بفعـل أحـد العوامل الفيزيقية فينقصه أو يغير من صفاته ، أو يخل من توازنهبدرجة تؤثـر تأثيـراً سلبياً علي الأحيـاء التي تعيش في هـذه البيئـةوفي مقدمتها الإنسان» .
ثانيا : الأسباب التي تؤدي إلي حدوث المشكلات البيئية
1- الانفجار السكانيوما يترتب عليه من اتساع نمو المدنويترتب علي ذلك وجود مشكلات في الخدمات ، وصعوبة
توفيـر الضـرورات للسكـان ، وزيـادة معـدلات استهـلاك الغـذاء والطاقة ، واجهاد التربة الزراعية لتوفير الغذاء ، مما يهدد البيئةواختلال توازنها .
1- نقص المعرفة عن البيئةوهو الأمر الذي يترتب عليه عدم فهم المشكلات البيئية التييـزداد اتساعهـا يوما بعد يوم . ويصبح من الصعـب إيجاد حلوللهذه المشكلة نظرا لعـدم وضوح العلاقـة المتداولـة بين الإنسـان والبيئة .
3- الاستغلال غير الرشيد للتكنولوجيا في البيئةويترتب عليه الإخلال بتوازن البيئة عن طريق استنزاف مزيد
من الموارد الطبيعية في الصناعة ، وما يرتبط بها من تلوث الهواءوالماء والتربة والغذاء .
4- اختلال القيم والاتجاهاتيعتبر اختلال القيم والاتجاهات انعكاس لمشكلات البيئة ،كما أن القيم والاتجاهات تكتسب الصفـة الاجتماعيـة من سلوك الناس تجاه بيئتهم .
5 - إساءة استخدام الموارد والثروات الطبيعيةالثروات الطبيعية هي جزء من الطبيعة يستغله الإنسان في
عملية الإنتاج ، ونجد أن بعض ممـارسـات الإنسـان الخاطئة قدتؤدي إلي نفاذ الثروات الطبيعية والتي تمثل أحد مشكلات البيئة .
ثالثا : تعريف التلوث البيئي
يقصد بالتلوث البيئي « كافة الطرق التي من خلالها يتسببالإنسان في إلحاق الضرر بالبيئة الطبيعية»
وقد يكون التلوث منظوراً كالنفايات ، أو بصورة دخان اسودينبعث من أحد المصانع ، وقد يكون غير منظور ومن غير رائحة او طعم .

ونجد أن هناك بعض أنواع من التلوث قد لا تتسبب في تلوث اليابسة والماء والهواء ، ولكنها كفيلة بإضعاف متعة الحياة عندالناس والكائنات الحية الأخرى .
مثال
الضجيج المنبعث من حركة المرور أو الآلات يمكن اعتبارهشكلاً من أشكال التلوث التي تفسد متعة الحياة في المجتمعات .

وقد يعرف التلوث بأنه « الحالة القائمة في البيئة والناتجة عنالتغيرات المستحدثة فيها والتي تسبب للإنسان الإزعاج أو الأمراضأو الوفاة بطريقة مباشرة أو عن طريق الإخلال بالأنظمة البيئية»

ويطلق علي مسببات التلوث اسم الملوثات ، وتعرفالملوثات بأنها المواد أو الميكروبات التي تلحق الضرر بالإنسان
كما يمكن تعريف التلوث البيئي بأنه « إفساد المكونات البيئية»حيث تتحول هذه المكونات من عناصر مفيدة إلي عناصر ضارةمما يفقد الكثير من دورها في صنع الحياة .

مثال
ثاني أكسيد الكربون يعتبر عنصراً هاماً من عناصر الهواء ،ولكنه يتحول إلي ملوث إذا زاد أو نقص عن معدله الطبيعي .

رابعا : التصنيفات المختلفة لأشكال التلوث وأنواعه
1- تصنيف التلوث حسب الاهتمامات الدولية
النوع الأول: ويطلق عليه اسم « التلوث عبر الحدود» وينتقلعبر المياه أو الهواء ويحتاج إلي تعاون دولي
النوع الثاني: وهـو الـذي يضـر بالمناطـق المعـروفة باسـم « المال العام» وهي التي تقع في وراء حدود الولاية الإقليميةللدولة وتعتبر ملكيتها شائعة بين الدول مثل مناطق أعالي البحاروالقضب الجنوبي للكرة الأرضية .
النوع الثالث : وهو ما يطلق عليه التلوث الضار «بالتراث الثقافيوالطبيعي العالمي» ويتمثـل في الأضـرار التي تلحـق بالآثـارالتي لها شهرة عالمية ، وقد تتدخل منظمات دولية مثل اليونسكولحماية تلك الآثار من التلف أو الضرر .
2- تصنيف التلوث حسب درجته
أ - التلوث المقبول : وهو درجة من درجات التلوث التي لا يتأثربها توازن النظام الإيكولوجي ، ولا يكون مصحوباً بأية أخطار أومشاكل بيئية رئيسية .
ب - التلوث الخطر : وتعاني منه العديد من الدول الصناعية لأنه
ينتج مـن النشاط الصناعي وزيادة النشـاط التعديني ،ويكـون لكمية ونـوعية الملوثـات تأثيـر سلبـي علـي العناصـر البيئيـة الطبيعيـة والبشرية
ج - التلوث المدمر : ويمثل هذا النوع المرحلة التي ينهار فيها النظام الإيكولوجي ويصبح غيـر قـادر علي العطـاء نظـراًلاختلال مستـوي التـوازن البيئـي بشكـل جـذري .

مثال
حادثة تشر نوبل التي وقعت في المفاعلات النووية في أوكرانيا

3 - تصنيف التلوث حسب مصادره
أ - التلوث الطبيعي : وينتج عن الملوثات النابعة من البيئة ذاتها مثل : الزلازل والبراكين وزحف الكثبان الرملية عليالمزارع والأمطار الغزيرة التي تجرف التربة وغيرها .
ب - التلوث بسبب التلوث البشري :وينقسم إلي نوعين :
الأول : تلوث مادي مثل تلوث الماء والهواء والتربة .
الثاني : تلوث غير مادي مثل الضوضاء والإشعاعات المختلفة والتلوث الثقافي والإعلامي والأخلاقي وتلوث الآثار .
« أهم أشكال التلوث الناتج عن النشاط البشري»
1- تلوث المياه
يقصد بالتلوث المائي « إحداث خلل وتلف في نوعية المياه بحيث تصبح غير صالحة لاستخداماتها الأساسية وغير قادرةعلي احتواء الكائنات الدقيقة في نظامها الإيكولوجي»وينتج تلوث المياه عن الصرف الصحي في الأنهار، والصرف الصناعي، وصرف وسائل النقل البحري ، بالإضافة إلي حوادث النقل البحري التي تتسبب في تسرب المواد البترولية إلي المياه
2 - تلوث الهواء
يحدث تلوث الهواء عندما يختلط بمواد معينة مثل ثاني أكسيدالكبريت وأول أكسيد الكربون وعوادم السيارات والدخان والشوائبالمختلفة وغيرها .
وتتمثل مصـادر تلـوث الهـواء في وسائـل النقل المختلفة التي تستخدم طاقة حركية من البنزين والسولار ، محطات توليد الكهرباءالتقليدية ، والأنشطة الصناعية ، والأنشطة المنزلية .
3 - تلوث التربة
يمكن تعريف تلوث التربة بأنه « التدمير الذي يصيب طبقةالتربة الرقيقة الصحية المنتجة حيث ينمو الغذاء» .
ومن أهـم الممـارسات البشريـة التي تسهـم في تدمير التربة الإفراط في استخدام المبيدات والأسمدة ، عـدم وجـود نظام صرف جيد للأراضي الزراعية ، عمليات التعدين ، الحروب الكبرى ، دفنالنفايات في الأراضي ،الزحف العمراني علي الأراضي الزراعية .
4 - التلوث بالضجيج (السمعي)
يمكن تعريف الضجيج بأنه « أي نوع من الأصوات التي تزعج الإنسان أو تضر به» .
وتتمثل مصادر الضجيج في وجود المصانع وسط الأحياءالسكنية ، وسائل النقل من مركبات وقطارات وطائرات ، مكبراتالصوت التي تستخدم في المناسبات ، بالإضافة إلي أجهزة التكييف .

خامسا : طرق مواجهة التلوث البيئي
1- الاهتمام بالوعي البيئي ضمن برامج التعليم في المدارسوالجامعات ووسائل الإعلام .
2 - إعداد الفنيين الأكفاء في مجالات علوم البيئة
3 - سن القوانين والتشريعات الخاصة بحماية البيئة من التلوث
4 - تخطيط القطاع الصناعي بصورة أفضل
5 - الإدارة السليمة والملائمة للنفايات بكافة أنواعها
6 - تخطيط المدن بصورة أفضل ومراقبة نموها السكاني
7 - التوسع في إقامة المحميات الطبيعية
8 - تهجير الصناعات الملوثة للبيئة بعيداً عن أماكن تجمع البشر
9 - التشجيع علي استخدام الطاقة النظيفة غير الملوثة للبيئة
10- الاهتمام بعملية التشجير علي نطاق واسع للتخلص من ملوثاتالهواء وامتصاصها .



تمت بحمد الله



.













رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:57   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة الثالثة عشر
مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية
العناصر الاساسية
أولا : الموارد الطبيعية والثروة البيئية
ثانيا : مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية ( المفهوم والأسباب )
ثالثا : وسائل مواجهة مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية
مقدمة
تعد مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية وسوء استخدامها من أهم المشكلات التي تواجه إنسان هذا العصر فالإنسان بدأ يستخدم هذه الموارد بصورة مبالغ فيها وبطريقة لا تضع في اعتبارها حاجات الأجيال القادمة من ناحية ومحدودية الموارد البيئية من ناحية أخرى .
وقبل أن نتناول بالعرض لمشكلة استنزاف الموارد البيئية وسوء استخدامها سوف نبدأ بتحديد ما هي الموارد الطبيعية والثروة البيئية .
أولا : الموارد الطبيعية والثروة البيئية
الموارد الطبيعية هي المخزون الطبيعي غير المستخدم الذي تستفيـد منه البشريـة وتتمثل في ما وهبة الله لنـا مـن هواء وشمس وتربة ونباتات طبيعية وحيوانات برية وغيرها ، وهي بمعنى آخر تتضمـن كل مـن الـغـلاف الـصخـري والغـلاف المـائي والغـلاف الهوائي .
ويمكن تقسيم مصادر الثروة البيئية الى ما يلي :
1) المصادر الدائمة : -
ويقصد بها المصادر التي تكون متوافرة ومتواجدة في البيئة مثل الهواء والشمس والماء .فالهواء يشتمل على العناصر الأساسية للحياة مثل النيتروجين والأكسجين وأول وثاني أكسيد الكربون بينما الشمس تتضمن كل المواد التي تتكون منها الأرض بالإضافة الى الاستخدام العلمي للإشعاعات الصادرة عنها والتي تستخدم في مجالات عديدة طبيعية وصناعية
أما الماء فتعتمد عليه كل المصادر الثروة البيئية الأخرى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ويمكن تقدير أهمية الماء من جهتين :
الأولى : من حيث اعتبار البيئة المائية بمثابة الوسط الذي خلقت منه الحياة .
الثانية : أن الماء ضروري لممارسة كل مناشط الحياة .
2) المصادر المتجددة : -
تتميز هذه المصادر بالتجدد و استمرارها اللانهائي وتتمثل في الثروة النباتية ، والثروة الحيوانية ، كما تعتبر التربة مصـدرا متجـددا لأنـواع عديـدة مـن الثروات البيئية ويطلـق البعض أحيانـا على هذه المصادر الموارد الجارية .
3) المصادر غير المتجددة : -
وهي مصادر مؤقتة بمعنى أن تواجدها لا يستمر لمدة طويلة بل ستختفي عاجلا أو أجلا فهي غير متجدده كما أنها ذات مخـزون محـدد وتتعـرض لقانـون النفاذ ومـن أمثلتهـا البتـرول ، والفحم ، والغاز الطبيعي ، والمعادن .
ويمكن تقسيم الموارد البيئية من حيث الملكية الى ما يلي :
1- موارد شائعة الملكية : -
وهي موارد لا تخضع لملكية دولة مـا مثـل مصـايـد الأسمـاك خارج المياه الإقليمية والمياه الجارية والحيوانات البرية التي تنتقل من مكان لأخر .
2- موارد محددة الملكية : -
وهي الموارد الثابتة والتي تخضع لسيطرة دولة ما .
ثانيا : مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية ( المفهوم والأسباب )
أ – مفهوم المشكلة
يعني استنزاف الموارد بصفة عامة تقليل قيمة المورد أو اختفائه عـن أداء دوره في النظام البيئي بما يـؤدي الى الاخلال بالتوازن البيئي ويهدد البشرية بإخطار بالغة الخطورة .
ب – أسباب مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية
تعددت الأسباب والعوامل التي أدت الى حدوث استنزاف موارد البيئة ومن هذه الأسباب ما يلي : -
1) الانفجار السكاني : -
يـؤدي زيـادة عـدد السكـان مـع استمرار نموهم اقتصاديا الى زيادة سرعة معدلات الاستهلاك بالنسبة للفـرد مما يؤثـر على رصيد الموارد ووجودها في الطبيعة خاصة اذا كانت الموارد غير متجددة فزيادة عدد السكان معناها :
أ- زيادة استهلاك موارد البيئة لإشباع حاجات الإنسان .
ب- سوء استخدام موارد البيئة .
ج- تلوث موارد البيئة .
ويرى الكثير من العلماء أن التزايد السكاني هو السبب لمعظم كوارث البيئة نتيجة لزيادة في استهلاك الموارد الطبيعية والضغط عليها بشدة .
2) سوء استخدام الموارد : -
كثيرا ما يؤدي عدم الوعي البيئي وجهل السكان وتخلفهم ثقافيا الى تلف المـوارد وتبديدهـا بشكل واضح مما يزيد من تفاقـم المشكلة فاستخدام الطرق البدائية أو المتخلفة تكنولوجيا – وخاصة في دول العالم الثالث – يؤدي الى ضياع وفقد نسبة كبيرة من هذه الموارد دون الانتفاع بها .
مثال : تجريف الأرض الزراعية فإنه يضعف من خصوبتها ويقلل من انتاجها .
3) الافتقار الى سياسة التنظيم وتخطيط استخدام الموارد : -
يعتبـر وجـود سيـاسـة التنظيـم وتخطيـط استخـدام المـوارد واستغلالهـا بأفضل طريقـة ممكنة هـو الأسلـوب الأمثل الذي يكفل حسن استخدامها والوقاية من خطر استنزافها وهذا يتطلب الدراسة العلمية لأي مشروع من المشروعات التي تستهدف استغلال موارد البيئة لمعرفة ايجابياته وسلبياته وتأثيره على موارد البيئة .
4) التلوث : -
يتسبب التلوث في تدمير كثير من موارد البيئة ويحولها من موارد منتجة الى موارد غير منتجة وغير مفيدة بل وأحيانا الى موارد ضارة ومن هنا يصبح التلوث سببا من أسباب استنزاف موارد البيئة .
5) التحضر والنمو العمراني : -
أدى اتساع النمو العمراني والنمو الحضري وشق الكثير من الطرق وإقامة العديد من المصانع الى زحف السكان على مساحات كبيرة من أجود الأراضي الزراعية واستخدام مصادر مختلفة للطاقة وازدياد معدل التلوث مما كان له أكبر الأثر على استنزاف موارد البيئة وسوء استخدامها .
ويمكن تحديد أهم مشكلات التحضر والنمو العمراني التي تؤثر على البيئة فيما يلي : -
أ- مع النمو العمراني يتزايد السكان وتنشأ مشكلات نتيجة عدم النمو المتوازن في المرافق الحيوية فنشأ مشكلات الصرف الصحي وما ينتج عنه من عوامل تؤدي الى تلوث البيئة وتؤثر على صحة الإنسان .
ب- يؤدى النمو العمراني وزحف السكان الي القضاء على بعض الموارد الطبيعية وسوء استخدامها مثل الأراضي الزراعية الجيدة واتلاف الغابات ( لبناء مساكن ومصانع بدلا منها ) .
6) أسباب طبيعية : -
وهـي الأسباب التي لا دخل للإنسـان فيها وتـرجع للطبيعة وتتمثل في تذبذب الظروف المناخية كعدم هطـول الأمطـار وعـدم انتظام هطولها مما يؤدي الى الجفاف وزيادة ملـوحة الأرض ومن ثم تصحرها وبالتالي عـدم الاستفـادة منها كأرض زراعـة منتجة ، كما أثر عدم هطول الأمطار على المراعي كما تؤدي الفيضانات والأعاصير الى اتلاف الكثير من الموارد البيئية .
ثالثا : وسائل مواجهة مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية
1- ضبط النظام الاجتماعي والاقتصادي بطريقة ما تحافظ على عناصر النظام الأيكولوجي للبيئة .
2- تحقيق الكفاية للسكان دون إحداث خلل بعناصر البيئة ومواردها حاليا ومستقبلا .
3- حماية البيئة من خطر التلوث
ينبغي اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البيئة من خطر التلوث بجميع أنواعه ( سواء كان تلوث للهواء أو تلوث للمواد أو التلوث عن طريق الاشعاع أو عن طريق الضوضاء ) .
كما يجب اتخاذ مختلف الوسائل الكفيلة بالمحافظة على هذه الموارد من التلـوث بما يساعـد على عـدم استنفاذها بـل وعـدم تحويلها الى موارد ضارة بالإنسان .
4- صيانة وحماية النباتات الطبيعية والحيوانات البرية
ينبغي أن تضع الدول والحكومات الخطط والضوابط وتسن القوانين للمحافظة على هذه الموارد كاتباع أسلوب إنشاء الغابات المحمية والحدائق القومية واستزراع الغابات وصيانة الحيوانات البرية وتنظيم صيدها .



تمت بحمد الله









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-11, 11:57   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

المحاضرة الرابعة عشر
مشكلة نقص الغذاء في العالم
العناصر الاساسية

أولا : المواد الغذائية
ثانيا : التغيرات التي طرأت على اقتصاد الغذاء العالمي
ثالثا : أسباب مشكلة الغذاء في العالم
رابعا : تأثير مشكلة الغذاء علي البيئة
خامسا : الحلول المقترحة لمشكلة نقص الغذاء

أولا : المواد الغذائية
تعد الطاقة الحرارية التي يتناولها الإنسان في وجباته الغذائية هـي الأسـاس في استمـرار وجـوده ككائـن حـي فضـلا عـن إمـداده بالجهـد الــلازم لأداء أعمـالـه المختلفـة وتعينـه علـى أن يغيـر مـن صور الأشيـاء وينظمهـا ويـرتبهـا ومـن احتياجـاتـه
وتنقسـم المـواد الغذائية الى :
1- الأغذية المولدة للطاقة الحرارية :
وهي الأغذية النشوية التي تحتوي على نسبة عالية من الزيوت وكذلك المواد البروتينية .
2- الأغذية الواقية :
وهي التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمواد المعدنية كالخضر والفاكهة . ومعظم سكان العالم يعتمدون على المواد المولدة للطاقة نظرا لرخص ثمنها .

وتشير الإحصاءات الى أن العالم بدأ يعاني من مشكلة نقص الغـذاء بشكـل واضـح و يتضـح ذلك اذا علمنـا أن مـا بين 60 مليـون يمـوتـون جـوعـا كـل سنة وأن أكثـر من نصف سكـان العالم يعانون من سوء التغذية كما أن انتشار كثيـر مـن الأمـراض المرتبطة بالجوع في الكثير من دول العالم النامي يعتبر دليلا حيـا على وجود المشكلة وانتشارها في كثير من دول العالم 0 وبالرغم من الجهـود المبـذولـة لـزيادة الإنتـاج الغـذائي للتغلب على مشكـلة الجـوع إلا أنه بسبب الزيـادة السكانية المضطردة في سكان العالم سيكون هناك صعوبة كبيرة في مواجهة هذه المشكلة .
ثانيا : التغيرات التي طرأت على اقتصاد الغذاء العالمي
ويتمثل أهم ما طرأ من تغير على سمات اقتصاد الغذاء العالمي في ظاهرتين رئيسيتين :
* الأولى :
ثبات إنتاج الغذاء بالنسبة للفرد منذ عام 1973 بعد ربع قرن من التقدم المضطرد 0
* الثانية :
التفاوت بين القارات والبلدان الكبرى في إنتاج الغذاء ففي بعض المناطق ما زال إنتاج الغذاء يمضي بخطى واسعة بينما يهبط باطراد في مناطق أخرى .
ويرى أحد المهتمين بالمشكلة أن بعض الأمم أصبحت حقيقة على حافة مجـاعـة لأن نموها السكاني أكثر بكثير من إنتاجها الغذائي فإن الاتجـاه نحـو المأسـاة أصبـح كبيرا ومن المحتمل أن نعجز عن إيقافها في الوقت المناسب إذ لـم نبادر فورا بوضع الحلول الجذرية موضع التنفيذ .
وتتفاقم المشكلة في أفريقيا التي بدأ سوء التغذية والجوع يزيدان فيها من عام الى عام كما أن المشكلة تزداد حدة في بلدان العالم الثالث والذي بدأ ينتشر فيها مشكلة انخفاض حجم السعرات الحرارية للفرد الواحد عن المعدل المطلوب .
ثالثا : أسباب مشكلة الغذاء في العالم
1- التزايد السكاني المضطرد وسوء توزيع الكثافة السكانية : -
يعتبر التزايد السكاني السريع في العالـم من أهـم مسببات مشكلة الجوع ونقص الغذاء في العالم حيث أن تـزايد السكـان أخـل بالعلاقة بين عدد السكان من ناحية وإنتاج الغـذاء من ناحية أخـرى بالإضافة الي أن تزايد السكان قلل مـن نصيب الفـرد مـن الغـذاء ، كما أن تزايد السكان أيضا يؤدي الى استقطاع الكثير من الأراضي الزراعية وتحويلها الى مساكن أو أماكن للعمل كما أدى الى تدمير الغطاء النباتي ( كالغابات ) في سبيل إشباع حاجات السكان.
كما أدى تزايد السكان وخاصة في الدول النامية الى تفاقم حدة مشكلـة الغـذاء فبعـد أن كان عـدد كبيـر من الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية حتى الحرب العالميـة الثانية كانت دولا مصدرة للحبوب الغذائية ولكن منتصف الستينـات أصبحت نفسها دول مستوردة للحبوب الغذائية .
2- تناقص الأراضي الزراعية المنتجة للغذاء : -
حيث يؤدي تناقص الأراضي الزراعية المنتجة للغذاء الى نقص الإنتاج الغذائي العالمي وبخاصة الحبوب حيث يوجد الآن حوالي ثلث سكان العالم يعيشون في بلدان تتقلص فيها الأراضي الزراعية وذلك بسبب التوسع في مشروعات إقامة المستوطنات لسكني البشـر أو مشـروعـات الـري والصـرف وإزالـة الغابـات لإشبـاع حاجـات الإنسـان وتنـاقص الأرض الـزراعيـة لأسبـاب كثيـرة منهـا استعمالهـا في أغـراض غيـر زراعية مثل التصنيع أو إقامة المدن الجديدة أو بسبب عوامل التصحر .
3- العادات والتقاليد الغذائية السيئة :
تلعب العادات والتقاليد الغذائية المختلفة لدى السكان – وخاصة في الدول النامية – دورا هاما في مشكلة نقص الغذاء بالإضافة الي ما يسميه البعض بالأمية الغذائية ، ففي آسيا تنتشر زراعة الحبوب الغذائية وخاصة الأرز مما أثر علي زراعـة المحاصيل الأخرى ، كمـا تنتشـر فـي أفـريقيـا زراعـة بعـض المحـاصيـل الـفقيـرة فـي المـواد البروتينية كمـا أن هنـاك مصـادر غذائيـة ثمينة وهامة جدا وهـي تكمـن فـي الأغـذيـة الـوقائيـة قـد أهملت نتيجـة لهذه التقاليد الغذائية .
4- أسباب اقتصادية :
بعض الدول النامية التي تعاني من سوء التغذية تلجأ الى تصدير الجانب الأكبر من إنتاجها من البروتين الحيواني – والذي يمكـن اذا استخـدم محليـا أن يسهـم فـي القضـاء علـى مشاكـل سوء التغذية – والسبب في ذلك يرجع الى عوامل اقتصادية كالحاجة الى زيـادة حجـم الصـادرات أو عـجـز السكـان مـاليـا عـن شـراء هـذه المنتجات .
5- تلوث الغذاء وخطر الآفات الزراعية وسوء التخزين : -
يعتبر تلوث الغذاء من الأسباب التي تجعل منه عديم القيمة بل خطر على صحة الإنسان وبالتالي سببا في نقصه ويتلوث الغذاء من مصادر عديدة ومن أهم مصادر تلوث الغذاء ما يلي : -
1- تلوث الغذاء بالميكروبات والطفيليات 0
2- تلوث الغذاء بالمواد المشعة 0
1- تلوث الغذاء بالمواد الكيماوية
كما يؤدي انتشار الآفات الزراعية الى استنزاف كميات كبيرة مـن الـمـواد الـغذائيـة المنتجـة لا يستهلكهـا الإنسـان كمـا أن سـوء التخزين يؤدي الى ضيـاع كميات كبيـرة مـن المـواد الغذائية حيث يفقد حوالي 50 % منها بسبب سوء التخزين والحشرات الزراعية في أفريقيا .
6- ضعف إنتاجية الأرض الزراعية : -
ومن العوامل الأخرى لنقص الغذاء في العالم ضعف إنتاجية الأرض الزراعية وبخاصة الأراضي الـزراعيـة الجـديـدة التي لا يعطي إنتاجها في الحجم والنوع ما يوازي إنتاج الأراضي القديمة
7- الظروف المناخية : -
تلعب الظروف المناخية دوراً كبيراً في إنتاج الغذاء فهي تتحكـم فيـه بدرجـة كبيـرة ، فالظـروف المناخيـة التي تتسـم بعـدم الاستقرار والانتظام تؤدي الى نقص إنتاج الغذاء . ونجد أن تكرار ظاهرة الجفاف ، وانحباس الأمطار من سنة الى أخرى ، وظاهرة الصقيع وخطـره القاتل على المحاصيـل ، ومشاكل جفاف التربة ، تؤدي الى قلة المحاصيل مما يزيد من حدة المشكلة .
8- ضغط المحاصيل التجارية على الأرض : -
تحتل المحاصيل التجارية في بعض الدول وخاصة النامية مساحات كبيرة من الأرض الزراعية في وقت هي في أمس الحاجة لزيادة الإنتاج الغذائي .
مثال
يحتل القطن في مصر ثلث المساحة الزراعية بينما إنتاجها القمح لا يكفي أكثـر مـن ثلث حجـم السكـان وتصـر الدولـة على الإبقاء على مساحات القطن لاعتبارات اقتصادية معينة وفي السنغال يحتل الفول السوداني حوالي 52 % من الأراضي الزراعية
رابعا : تأثير مشكلة الغذاء علي البيئة
1- عالم جائع :
أننا نعيش في عالم جائع إذ تلتهم الزيادة السكانية ثمار كل مشروع غذائي حيث أننا لا نشعر بأي تحسن في مستوى الغذاء وكفايته .ومما يثير القلق فيما يختص بإمدادات العالم من الغذاء أن الانخفاض الإنتاج الغذائي بدأ يصيب بعض الدول المتقدمة التي تمثل المصدر الرئيسي لتجارة الغذاء في الوقت الحاضر ، ففي الاتحاد السوفيتي بدأ الإنتاج مع بداية الستينات يعاني من هبوط مطرد بل أن الاتحاد السوفيتي أصبح من الدول المستوردة للقمح .
2- تأثير المشكلة على البيئة من الناحية الصحية : -
تؤثر مشكلة نقص الغذاء على الإنسان من الناحية الصحية فتجعله ينمو بشكل غير مكتمل الصحة وتجعله عرضـة للإصابة بكثـير مـن الأمـراض مثل : سـوء التغـذية ، ومـرض الأنيميا ، واعتلال صحـة الإنسان . وتـؤثـر هـذه الأمـراض على النـواحي الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للإنسان ، فالإنسان غير السليم صحيا يكـون غيـر قـادر على الإنتـاج أو على التعليم مما ينعكس أخيرا بالسلب على البيئة التي يعيش فيها 0
3- تأثير المشكلة على البيئة من الناحية الاقتصادية : -
قد تؤدي مشكلة نقص الغذاء الى عدم حصول الإنسان على دخـل منـاسب أو على الأقـل الحـد الأدنـى في الدخـل الذي يكفل له حياة كريمة ، كما أن إصابته بأمراض سوء التغذية تنهكه اقتصاديا لعلاج هذه الأمراض هذا على المستوى الفردي .
أما على مستوى الدولة فإنها قد تؤدي الى وقوع الدول المستوردة للغـذاء تحت التبعيـة الاقتصادية للبلاد المتقدمة مما يعرضها للعديد من المشاكل الأخرى .
4- تأثير المشكلة على البيئة من الناحية الثقافية : -
قد تحول مشكلة نقص الغذاء دون تمتع الإنسان بحقه في التعليم الذي يكفل للفرد الحد الأدنى من المعرفة والقيم للمشاركة في التـراث النظامي وذلك نتيجة للفـقر والعـزلة وضعف الـدول الاقتصادية وسوء الحالة الاجتماعية 0
كما أن نقص التعليم والمعرفة يؤدي بالإنسان لأن يكون غير واعيـا بيئيـا وبالتالي لا يدرك العلاقة بين سلوكه الفـردي وتلوث البيئة ، كما قد تتكون لديه اتجاهات سلبية نحو البيئة 0
خامسا : الحلول المقترحة لمشكلة نقص الغذاء
1) إحداث التوازن بين النمو السكاني المضطرد وإنتاج الغذاء بعد محاولة تنظيم النسل وتثبيت عدد السكان .
2) زيادة الاهتمام بالبحوث الزراعية والتكنولوجية الزراعية كذلك الحال بالنسبة لأبحاث الثروة الحيوانية 0
3) استهداف الإدارة الحكومية للأراضي الزراعية الحصول على أفضل عائد كما وكيفيا وذلك عن طريق ما يلي :
أ- تعدد المحاصيل في دورة زراعية متوازنة 0
ب- تخصيب الأرض الزراعية 0
ج- مكافحة تجريف التربة 0
د- تنظيم المكافحة الكيماوية للآفات وتشجيع المكافحة البيولوجية 0
4) تنميــة الــوعي البيئــي حيـث يحتـاج المجتمـع الـى أخـلاق اجتماعيـة عصرية ترتبط باحترام البيئة ولا يمكن أن نصل الى هذه الأخلاق إلا بعد توعية حيوية توضح للإنسان مدى ارتباطه بالبيئـة وتعلمـه أن حقـوقـه في البيئـة يقابلهـا دائمـا واجبات نحو البيئة فليست هناك حقوق دون واجبات .

تمت بحمد الله













رد مع اقتباس
قديم 2016-06-25, 02:48   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
billal 1993
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc