تلبيس إبليس على الناس بطول الأمل .

[ابو اكرام فتحون]

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تلبيس إبليس على الناس بطول الأمل
من كتاب تلبيس إبليس
لجمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي
رحمه الله تعالى (المتوفى: 597هـ)

قال المصنف رحمه الله: كم قد خطر على قلب يهودي ونصراني حب الإسلام فلا يزال إبليس يثبطه ويقول لا تعجل وتمهل في النظر فيسوفه
حتى يموت على كفره وكذلك يسوف العاصي بالتوبة فيجعل له غرضه من الشهوات ويمنيه الإنابة كما قال الشاعر:
لا تعجل الذنب لما تشتهي ... وتأمل التوبة ما قابل

وكم من عازم على الجد سوفه وكم ساع إلى فضيلة ثبطه فلربما عزم الفقيه على إعاده درسه فقال استرح ساعة أو انتبه العابد في الليل يصلي
فقال له عليك وقت ولا يزال يحبب الكسل ويسوف العمل ويسند الأمر إلى طول الأمل

فينبغي للحازم أن يعمل على الحزم والحزم تدارك الوقت وترك التسوف والاعراض عن الأمل فإن المخوف لا يؤمن والفوات لا يبعث
وسبب كل تقصير في خير أو ميل أن شر طول الأمل فان الإنسان لا يزال يحدث نفسه بالنزوع عن الشر والاقبال على الخير إلا أنا يعد
نفسه بذلك ولا ريب أنه من الأمل أن يمشي بالنهار سار سيرا فاترا ومن أمل أن يصبح عمل في الليل عملا ضعيفا ومن صور الموت عاجلا
جد وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صل صلاة مودع".

وقال بعض السلف أنذركم سوف فإنها أكبر جنود إبليس ومثل العامل على الحزم والساكن لطول الأمل كمل قوم في سفر فدخلوا قرية
فمضى الحازم فاشترى ما يصلح لتمام سفره وجلس متأهبا للرحيل وقال المفرط سأتأهب فربما أقمنا شهرا فضرب بون الرحيل في الحال
فاغتبط المحترز واغتبط الآسف المفرط .

فهذا مثل الناس في الدنيا منهم المستعد المستيقظ فإذا جاء ملك الموت لم يندم ومنهم المغرور المسوف يتجرع مرير الندم وقت الرحلة
فإذا كان في الطبع حب التواني وطول الأمل ثم جاء إبليس يحث على العمل بمقتضى ما في الطبع صعبت المجاهدة إلا أنه من أنتبه لنفسه
علم أنه في صف حرب وأن عدوه لا يفتر عنه فإن افتر في الظاهر بطن له مكيدة وأقام له كمينا ونحن نسأل الله عز وجل السلامة من كيد
العدو وفتن الشيطان وشر النفوس والدنيا انه قريب مجيب جعلنا الله من أولئك المؤمنين.
تم والحمد لله أولا وآخرا
من كتاب تلبيس ابليس (1/ 156)

[عبد القادر الطالب]

أخي فتحون جازاك الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء إن شاء الله
وبارك الله لك على المواضيع المفيدة المهمة التي تطرحها
أما في ما يخص هذا الموضوع فإن سمحت لي أن أضيف عليه بعض مما عندي
بعنوان سبب طول الأمل وعلاجه
هذا الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أمته .الاسترسال مع الآمال الملهية عن طاعة رب العباد ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله علية وسلم يقول : (لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنين : في حب الدنيا ، وطول الأمل )أو كما قال صلى الله عليه وسلم
وطول الأمل له سببان، أحدهما: الجهل، والآخر: حب الدنيا.
فالإنسان إذا ركن إلى الدنيا وشهواتها ولذاتها ثقل على قلبه وداعها ونسي سبب مفارقتها والذي هو هادم الذات ومفرق الجماعات طبعا:
أما الجهل فيغتر الإنسان بشبابه وقوته وصحته فيستبعد الموت ولا يدري أن ما حسبه بعيدا عند الله قريب ولا يذكر أن المرض قد يأتي فجأة والمريض حينها يكون قريبا من الموت
فالعلاج من الجهل: هو حضور القلب وصفاء السريرة وسماع الموعظة وتقبل النصح من المرشدين والدعاة لدين الله
أما حب الدنيا فعلاجها صعب :فهو الداء العضال الذي أعي الأولين والآخرين والعلاج في إخراجه من القلب هو الإيمان بما ينتظرك بعد الموت من عقاب وثواب وجنة ونار
فإذا احتقرنا الدنيا وذكرنا الآخرة وحرصنا على النجاة من هول القيامة استنكفت قلوبنا عن الدنيا كلها حتى ولو عرض علينا ملك الأرض وأعطونا خزائنها
ولكي يستقر ذكر الموت في قلوبنا علينا بالتفكر والنضر في من ما توا على اختلاف أنواعهم وطبقاتهم وأن الموت لم يستشر أحدا منهم بل جاء هم في غير سابق إنذار
فإذا أردنا الفوز والنجاة فلنستعد لما بعد المنية ولا نغتر بطول الأمل فقد نندم يوم لاينفع الندم ,وشكرا

[samira-ebook]

استغفروا الله

[محب السلف الصالح]

بارك الله فيك فتحون

[loubna-lolo]

استغفروا الله

[ابو اكرام فتحون]

و فيكم بارك الله إخوتي
و جزاكم خيرا
و أعاننا جميعا وإياكم
على ذكره وشكره وحسن عبادته