أخي الكريم
ربّما أتوافق مع أغلب مداخلات الأعضاء ، فلا شيء يُضاف على كلامهم .....و هم مشكورين
إنّما أردت أن أنقل قصة مذكورة في القرآن الكريم تحمل طابع التفاخر بالأموال لنستفيد ، و
هذا لا يعني مطابقتها على الوالد الكريم .....و ربّما له أسباب أخرى لم يُفصح عليها ........و
القصّة للإفادة و فقط
افتخر بعض الكافرين بأموالهم وأنصارهم على فقراء المسلمين، فضرب الله سبحانه ذلك المثل يبيّن فيه أنه لا اعتبار بالغنى المؤقت وأنه سوف يذهب سدى، أما الذي يجب المفاخرة به فهو تسليم الإنسان لربه وإطاعته لمولاه. وحقيقة ذلك التمثيل أن رجلين أخوين مات أبوهما وترك مالا وافراً فأخذ أحدهما حقه منه وهو المؤمن منهما فتقرب إلى الله بالإحسان والصدقة، وأخذ الآخر حقه فتملك به ضياعا بين الجنتين فافتخر الأخ الغني على الفقير، وقال: ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾، وما هذا إلا لأنه كان يملك جنتين من أعناب ونخل محيط بهما، وبين الجنتين زرع وافر، وقد تعلقت مشيئته بأن تأتي الجنتان أكلها ولم تنقص شيئا وقد تخللها نهر غزير الماء وراح صاحب الجنتين المثمرتين يفتخر على صاحبه بكثرة المال والخدمة. وكان كلما يدخل جنته يقول: ما أظن أن تفنى هذه الجنة وهذه الثمار أي أنّها تبقى أبداً وأخذ يكذّب بالساعة، ويقول: ما أحسب القيامة آتية، ولو افترض صحة ما يقوله الموحدون من وجود القيامة، فلئن بعثت يومذاك، لآتاني ربي خيرا من هذه الجنة، بشهادة إعطائي الجنة في هذه الدنيا دونكم، وهذا دليل على كرامتي عليه. هذا ما كان يتفوه به وهو يمشي في جنته مختالا، وعند ذاك يواجهه أخوه بالحكمة والموعظة الحسنة. ويقول: كيف كفرت بالله سبحانه مع أنك كنت ترابا فصرت نطفة، ثم رجلا سويا، فمن نقلك من حال إلى حال وجعلك سويا معتدل الخلقة ؟ ورغم أنه ليس في عبارته إنكار للصانع صراحة، بل إنكار للمعاد، إلا أن إنكار المعاد يلازم إنكار الرب. فإن افتخرت أنت بالمال، فأنا أفتخر بأني عبد من عباد الله لا أشرك به أحدا. ثم ذكره بسوء العاقبة، وأنك لماذا لم تقل حين دخولك البستان ما شاء الله، فإن الجنتين نعمة من نعم الله سبحانه، فلو بذلت جهدا في عمارتها فإنما هو بقدرة الله تبارك وتعالى. ثم أشار إلى نفسه، وقال: أنا وإن كنت أقل منك مالاً وولداً، ولكن أرجو أن يجزيني ربي في الآخرة خيراً من جنتك، كما أترقب أن يرسل عذاباً من السماء على جنتك فتصبح أرضا صلبة لا ينبت فيها شيء، أو يجعل ماءها غائرا ذاهبا في باطن الأرض على وجه لا تستطيع أن تستحصله. قالها أخوه وهو يندد به ويحذره من مغبة تماديه في كفره وغيه ويتكهن له بمستقبل مظلم. فعندما جاء العذاب وأحاط بثمره، ففي ذلك الوقت استيقظ الأخ الكافر من رقدته، فأخذ يقلب كفيه تأسفا وتحسرا على ما أنفق من الأموال في عمارة جنتيه، وأخذ يندم على شركه.