بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشرف خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين أما بعد سوف نتحدث عن ماذا يعلمنا شهر رمضان شهر العبادة و الصيام :
أول أهم شيء يعلمنا شهر رمضان هو التفكير في الجياع وليس التفكير في بطوننا أو التفنن في تنويع الأطعمة أثناء الفطور كما يفعل الكثير من المسلمين الذين ينفقون في شهر رمضان على بطونهم أكثر من بقية الشهور ولا يدركون الحقائق الخفية و الكنوز الثمينة من خلال تشريع صوم شهر رمضان كركن من أركان الإسلام .
علينا أن نتعلم من شهر رمضان كيفية محاربة الجوع لأن الملايين من الأطفال يموتون بسبب أنهم لا يجدون ما يسد رمقهم أو لا يجدون رعاية صحية مناسبة لأن الأدوية غير متوفرة أو لأن ليس لديهم مال لشراء أدوية يعالجون بها الأوبئة التي تصيب أجسامهم الهزيلة وشهر رمضان المبارك مناسبة إسلامية تفتح عيوننا على معاناة الجياع في العالم لذا علينا السعي لمساعدة الجمعيات الإسلامية العالمية لإغاثة المحتاجين و الجياع في العالم لتكون رسالة الإسلام أنه دين الحياة و ليس دين القتل و إرهاب كما يريد أن يروج له أعداء الإسلام ولهذا علينا إطعام الجياع لنعطي نظرة جيدة عن الإسلام و لنقول أنه دين الرحمة و الأخوة وليس دين الغلظة و التشدد كما يحب أعدائنا الإشهار به في وسائل الإعلام .
وعلينا أن نتعلم من شهر رمضان عدم الإفراط في الأكل بل الزهد لأن في دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية يرمى القمح في المحيط من أجل المحافظة على سعره في البورصة أو لغرض آخر و لكن لا يمنح للجياع في العالم لهذا فرمضان لا يجب أن يكون فقط للأكل بل التفكير في الجياع و فرصة لإطعام الصائمين وعابري السبيل والغرباء الذين لا يجدون من يطبخ لهم .
علينا أن نتعلم من شهر رمضان حتى لو كنا من الذين يشبعون و يأكلون و يشربون علينا أن نفكر في شهر رمضان وطوال كل الشهور على أن نتصدق بالطعام والشراب على العطشى و الجياع بقدر ما نستطيع وأنا أرى في مدينتي قالمة أن أطفال الأفارقة أصبحوا لا يتسولون من أجل الحصول على النقود بل يطلبون الماء و قد رأٍيت طفلة إفريقية تطلب الماء وليس الدنانير و رمضان مناسبة عظيمة للصدقة و أخلاق الكرم و الجود و البحث عن الجياع في مدينتنا أو في بلاد أخرى إسلامية كانت أو غير إسلامية المهمة أن تكون دولة أهلها فقراء و محتاجين ولكي نبين أننا ديننا ليس دين تعصب أو أننا كمسلمين نفكر إلا في أنفسنا بل نحن أمة تحب الإنتشار في كوكب الأرض من أجل الجياع و الفقراء و المحرومين كانوا من ديننا الإسلام أومن ديانات أخرى وهذا لا يعني أننا نغفل على الجياع الذين هم بقربنا أو أقاربنا فهم أولى و نحن نضمن وصول الطعام إليهم وإذا كانوا من الأقارب فالصدقة بالطعام تكون فيها أجر صلة الرحم حسب ديننا الحنيف الإسلام .
لهذا علينا أن ننتبه على ضرورة إطعام المساكين و الفقراء الجياع و الذين
لا يستطيعون ضمان لقمة العيش ولو ليوم واحد فما بالك بشهر أو سنة أو عمرهم كلهم وهم من الشيوخ و العجزة و الأيتام و الأرامل و المرضى العاجزين عن العمل لهذا في القرآن الكريم يؤكد أن الذي يكذب بالدين أي بحكم الله و بيوم الحساب فهو الذي لا يطعم المسكين بل أشد من ذلك لا يدعو إلى إعانة المحتاج و يعمل على إيقاف مساعدة الآخرين لهذا يقول الله عز وجل في محكم تنزيله أي القرآن الكريم في سورة الماعون من الآية 1 إلى الآية 3 : "أرأيت الذي يكذب بالدين (1)فذلك الذي يدع اليتيم (2)و لا يحض على طعام المسكين (3) " .فمن خلال هذه الآيات فإننا ندرك بأن علينا الإنتباه و التفكير في الجياع و المساكين و الأيتام و مساعدتهم و الحث على مساعدتهم إن كنا من أهل الإيمان و الإسلام و إن كنا نصدق بحكم الله عز وجل و باليوم الآخر أي يوم القيامة و يوم الحساب وإذا كنا نخشى العقاب من الله يوم القيامة علينا أن لا نقهر اليتيم و أن لا نحرم الجائع من الطعام خاصة في شهر الصيام و نحن صائمون لأن رمضان شهر علينا أن نتعلم فيه إطعام الجياع من كل نوع إذا كنا نريد أن يدخلنا الله الجنة وأن يكون ذلك لوجه الله وليس رياء حيث يقول الله في القرآن الكريم في سورة الإنسان من الآية 5 إلى الآية 12 :
"إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا (5) عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا (6)يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا(7)
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا (8) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا (9) إنا نحاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا(10) فوقاهم الله شر ذلك اليوم و لقاهم نضرة وسروا (11) وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا (12) "
فمن خلال آيات القرآن أن أهل الجنة في عقيدتنا كمسلمين هم من يفكرون في الجياع ويطعمونهم لوجه الله سواء كانوا مساكين أو يتامى أو أسرى وهذا هو الإسلام و عظمة الإسلام دين يفتح أبواب الكرم للجميع سواء كانوا من أهلنا أو أسرى للأعداء .
هذا ما وفقني الله لكتابه إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ونسأل الله الهداية و التوفيق و أطلب تصحيح أي خطأ في الفكرة أو الحديث أو الإملاء أو الأسلوب و تنبيهي ولكم الأجر و جزاكم الله خيرا مسبقا وأختم فأقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا إجتنابه وإلى اللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة من سلسلة "علمني شهر رمضان " والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2017-05-27, 18:23
علمني شهر رمضان التفكير في الجياع
العرض العادي
