تصحيح المفاهيم: مشيئة الرب ومشيئة العبد وما يلزمنا من هذا ! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تصحيح المفاهيم: مشيئة الرب ومشيئة العبد وما يلزمنا من هذا !

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-06, 08:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
AyOuB0587
بائع مسجل (أ)
 
الصورة الرمزية AyOuB0587
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي تصحيح المفاهيم: مشيئة الرب ومشيئة العبد وما يلزمنا من هذا !

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

فموضوع المشيئة وحرية الاختيار أو جبرية الأفعال؛ من أكثر المواضيع صعوبة في الفهم لمن خالط فهمه بعض المؤثرات الخارجية، كالأفكار الفاسدة من لدن بعض الفرق، أو ممن أصيب بوسواس الشيطان بعد إصابته في الدنيا بشيء يكرهه، فهنا الإشكال الحاصل لدى كل الناس، فهم ما بين المغالي في إنكار مشيئته وقدرته عز وجل، وما بين المقرر بجبريتها، وإنما هو مسير تسييرا مطلقا لا إرادة له فيها.

لعل الذي ذكر هو إشكال وقع منذ زمن سلفنا الصالح وامتد حتى عصرنا الحالي، أما الذي نود الإشارة إليه في هذا الموضوع؛ هو إشكال آخر نقع فيه جميعا، وله علاقة بمشيئة الرحمن تبارك وتعالى، وما يحصل للعبد في الدنيا من خير وشر، وقد يكون هذا الأمر قد جال في فكر كثير من المتفكرين، أو عايشه، وقد كان مثار كتابة هذا هو سماعي أحد النصارى يقول: إنها مشيئة الرب -بعد شر أصيبوا به-، فقال له آخر: لماذا لا نتذكر مشيئة الرب إلا عندما تخفق مشيئتنا؟ -بحيث عند النجاح ينسبونه لأنفسهم دون مشيئة الرب تبارك وتعالى-.

وهذا حق وإن تقرر لنا ضلال النصارى، واضطرابهم في تحديد من هو الرب المعبود عندهم -الأقانيم الثلاثة- على اختلاف فرقهم، لكن الذي له علاقة بنا كمسلمين؛ هو حالة الكثيرين منا ممن لا يذكر قدرة الله عز وجل ومشيئته إلا إذا أصابه شر، فيقول: قدّر -قَدَرُ- الله وما شاء فعل، أو عندما يخفق في تحقيق مطلوب ونيله، فينسب هذا الفشل -الشر عند الكثيرين- إلى تقدير الله عز وجل ومشيئته، طبعا ليس قبل أن يتذمر ويتأفف ويشكوا إلى الخلق، وإن قال مباشرة ونسب كل فشله بقوله: قدّر الله وما شاء فعل فسيكون هذا على الأقل خير من الأولى..

نعم؛ فالرحمن عز وجل لا يخرج شيء في الدنيا ولا يحدث حدث ولا تتحرك ذرة بحركة إلا بإذنه وقدرته تبارك وتعالى، ولا يخرج شيء عن مشيئته وإرادته، سواء كان خيرا أم شرا، وهذا ما يقرره المسلمون -السالمون منهم-، مع الأخذ بما قرره الفضلاء أن الإرادة الإلهية نوعين: إرادة كونية وإرادة شرعية:

1- أما الإرادة الكونية: فيدخل فيها كل شيء مما يريده ويقدره الله عز وجل، سواء خيرا كان أو شرا -بفعل الناس- فالشر ليس إلى الرب تبارك وتعالى، باختصار كل ما في الكون داخل في إرادة ومشيئة الله سبحانه وتعالى، وتكون وفق حكمته عز وجل - فكل شيء بحكمة مطلقة-.

2- الإرادة الشرعية: فهي مرتبطة بما يحبه الله عز وجل ويرضاه للخلق من عبادته عز وجل واتباع أوامره، وما يفعلون من كل خير.

أما إذا كفر الناس وفعلوا شرا وخلاف ما يرضي الرحمن، فهذا يدخل في النوع الأول من الإرادة، ولا تنفك الإرادة الشرعية عن الإرادة الكونية؛ فهي داخلة متضَمَّنَةٌ فيها، باعتبار أن الإرادة الكونية يدخل فيها مراد الله عز وجل من خير وشر.

بعد التفريق بين هذين النوعين من الإرادة وفهمها، سيكون سهلا على المؤمن ضبط حاله في الدنيا، فلا ينسب الفشل -الشر بنظره القاصر- الحاصل له إلا لنفسه، ثم لا يستأثر بادّعاء النجاح والتوفيق كله بما أحسن من عمله، وإنما كل داخل في قدرة الله عز وجل.

الأصل هنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان: كذا وكذا؛ ولكن قل قَدَرُ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" صحيح البخاري 4794.

فإن في الحديث حث على اتباع الأسباب المؤدية إلى النفع، مع الحرص عليها ثم الاستعانة بالله عز وجل، ويضاده العجز، لكن في حال انتهت النتائج وآلت إلى مصاب سيء لك، فلا تقل لو أني فعلت كذا لحصل كذا، فقد فات الأمر وانقضى، ولا تجزم أنك إن فعلت كذا حصل كذا، فلا فائدة في هذا سوى الهم والحزن واليأس..وهذا هو عمل الشيطان المذكور؛ ثم ما يليه من الكفر بالقدر والوسوسة الحاصلة، وعلاجه قول: قَدَرُ الله وما شاء فعل.

أما ما هو مقرر من قول عامة إخواننا عند عجزهم: "مكتوب ربي" أو "كاتبة" فهذا من العجز الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن عامتنا لا يسعون في العمل وتحقيق المطلوب، أو قد يتكاسلون عن الأخذ بالأسباب مع إهمال الاستعانة بالله عز وجل، ثم لما لا يتحقق لهم المرد، ينسبون ذلك إلى ما أراده الله عز وجل، بل منهم من يسبق الغيب فيقرر أنه مكتوب من الرحمن فشله في ذلك الأمر، وأن هذا محقق مقرر، أو قد يكون غير مريد له، وهو له خير فينسب ذلك لقضاء الله وقدره.

والخطأ الآخر الحاصل، أننا جميعا -عامتنا وخاصتنا- إلا من حفظه الله عند نجاحه في أمر، فإنه لا ينسب هذا إلى إرادة الله عز وجل، وإنما يستأثر بها لما عمله هو وقدّر وقرّر ثم نجح وأفلح، أما إذا ما فشل فإن العذر: قدَرُ الله وما شاء فعل.

ملخص القول: القاعدة عند المسلمين: ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون، وللحصول على الخير والمراد لا يكون إلا باتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم كالتالي:

- الحرص على ما ينفعك دينا ودنيا.

- الاستعانة بالله عز وجل وحسن التوكل عليه.

- الأخذ بالأسباب والوقائع وحسن تصورها وربطها ببعض، وتصور النتائج.

- في حال وقع عكس ما كنت تريد، فقل: قدَرُ الله وما شاء فعل، فكل شيء بحكمة، فإن الأمر قد فات؛ وما دام توكلت عليه سبحانه؛ فلن يحصل لك إلا خير.

- لا تقل لو أني فعلت كذا وكذا؛ لحصل كذا وكذا، فإن هذا من مداخل الشيطان عليك ليبدأ عمله، وهو إدخالك في يأس وقنوط، ثم يدخلك في متاهات القدر والقضاء.

- أخيرا احرص على أن تنسب النجاح في أمورك كلها إلى توفيق الله عز وجل لك، واحذر مكره تعالى، وحاول تصحيح ما حصل لك من شر بمعرفة أسبابه ومعالجتها وحسن الظن بالله تبارك وتعالى.
ولعلّ يكون في هذا من التوضيح لهذا الموضوع، ما يعينك على السير والعيش في الدنيا براحة بال، والإطمئنان إلى ما يقدره عليك الرحمن عز وجل، فما دمت مؤمنا فلن يصيبك إلا خير -اذا اتبعت طريق الصواب-، وليكن سراجك القرآن ثم سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وفضلاء هذه الأمة، وخذ هذا الحديث واحفظه: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلاّ للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له." صحيح مسلم: 5295.

ونسأل الله لنا ولكم حسن الحال في الدنيا، وحسن العاقبة والمآل في الآخرة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.








 


قديم 2014-03-06, 14:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
hamada1991
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اشهد ان لا اله الا الله واهد ان محمد رسول الله










قديم 2014-03-06, 14:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hamada1991
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.










 

الكلمات الدلالية (Tags)
مزينة, المفاهيم:, الرب, الغبي, تصحيح, يلزمنا, ومشيئة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc