سنة تركها كثير من الناس وهجرها حتى من هم على الطريق الصحيح وعلى الصراط المستقيم

أبو همام الجزائري · 2015-07-31, 12:02

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ:
فهذا بيان لسنة تركها كثير من الناس وهجرها حتى من هم على الطريق الصحيح وعلى الصراط المستقيم، وأحياء لما أندرس من السنن، استللتها من بحث لي بعنوان ((الناس في قراءة الركعة الأخيرة من صلاة الوتر على أربعة أقسام))، ليكون تذكيرًا للناسي وتنبهًا للساهي وإرشادًا وتعليمًا لمن جهل ودلالة لمن أرد الخير وكان حريصًا على تطبيق السنة، هذه السنة التي تركها كثير من الناس.
فقد جاء في السنة قراءة سورة الإخلاص في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر وأحيانًا يضاف إليها المعوذتين – سورة الفلق وسورة الناس- ([1]) وهذا ما عليه كثير من الناس، وإن كان هناك خلط بين ما يقرأ أحيانًا وما كان يداوم عليه.
أما قراءة مئة آية من سورة النساء أحيانًا في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر، فهذا يخفي على كثير من طلاب العلم فضلًا عن عامة الناس.
عن أبي مجلز قال: صلى أبو موسى رضي الله عنه بأصحابه وهو مرتحل من مكة إلى المدينة، فصلى العشاء ركعتين وسلم، ثم قام فقرأ مائة آية من سورة النساء في ركعة، فأنكر ذلك عليه.
فقال: ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قدمه، وأن أصنع مثل ما صنع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أخرجه أحمد في ((المسند)) واللفظ له ومن طريقه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) والنسائي في ((المجتبي)) وفي ((السنن الكبرى)) والطيالسي في ((المسند)) وابن المنذر في ((الأوسط)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) ومن طريقه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)).
قال الإمام الألباني رحمه الله في ((أصل صفة الصلاة)) (2/544): ((أخرجه النسائي (1/251) من طريق حماد بن سلمة عن عاصم الأحول عنه.
وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (4/419) من طريق ثابت: ثنا عاصم به نحوه.
وسنده صحيح أيضا على شرط الشيخين)) اهـ.
فلنحرص على تطبيق هذه السنة التي غاب العلم بها عند كثير من الناس فضلًا عن العمل بها ولو أن تقرأ من المصحف لمن لا يستطيع قرأتها من حِفظه، هذا والله أعلم وبالله التوفيق وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الاثنين 11 شوال 1436هـ
الموافق لـ: 27 يوليو سنة 2015 م

([1]) انظر: صفة الصلاة (ص 122) للإمام الألباني رحمه الله.