اللهجة الجيجلية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > منتدى اللهجة الجزائرية

منتدى اللهجة الجزائرية دردشة بالعامية، للتعريف بها، لوضع قاموس لها، هنا اللهجة الدزيرية، القبايلية، الشاوية، الميزابية، النايلية، الشرقية و الغربية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اللهجة الجيجلية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-02-14, 14:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
morgaz
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B18 اللهجة الجيجلية

هل تعلم يا اخي ان اللهجة الجيجلية هي الاقرب الى اللغة العربية بدليل لان سكان جيجل هم عرب اندلسيون ابناء عمومة سكان تلمسان لدلك نجد الكثير من التشابه بين اللهجتين ومن العبارات الدالة على ان سكان جيجل هم عرب اندلسيون هو ان سكان جيجل يقول لك *ديش* وقد كان سكان الاندلس يقولون دا اي شيئ كدالك *بيش*معناها با اي شيئ كدالك*ليش* معناها لاي شيئ كدالك......الخ ليكن في علمك يا اخي ان هناك قبائل في الخليج العربي لها تقريبا نفس اللهجة الجيجلية و التلمسانية .









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-02-14, 17:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
~~ أغيلاس ~~
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ~~ أغيلاس ~~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجواجلة ليسوا عربا أقحاح ، و عند وفود الأندلسيين لم يجدوا الأرض بدون شعب ، كانت جيجل و ضواحيها ( أجزاء من سطيف سكيكدة و ميلة و حتى قسنطينة ) يسكنها الأمازيغ ، و هكذا اختلط الأندلسيون بالأمازيغ و اسهموا في تعريب أعداد كبيرة منهم ، و شكلوا لهجات أخرى ، و لا زال الكثير من سكان تلك المناطق خاصة في القرى يستعملون أعداد هائلة من الكلمات الأمازيغية و لا يعلمون أنها أمازيغية .

أما سكان الأندلس فكانوا يتكلمون العربية غير أنهم لم يكونوا كلها عربا من الجزيرة العربية ، كانوا خليطا من الأمازيغ و عرب الشام و عرب الجزيرة و السكان الأصليين للأندلس ( لا أذكر مذا كان يُطلق عليهم ربما القوطيون ) و يُعد سكان الأندلس الأصليين هم أغلبية شعب الأندلس ، بل حتى الأمراء العرب بالأندلس كانوا يتزوجون منهم ، انصهرت كل هاته المكونات مشكلة شعب الأندلس الذي كان يتكلم اللغة العربية بلهجة لا تختلف عن لهجات المغرب العربي و بها الكثير من الكلمات الأعجمية ، و الأندلس كانت محسوبة على بلاد المغرب العربي و سكانها أقرب لسكان المغرب العربي من حيث اللهجة و العادات و الثقافة و ما إلى ذلك .

و أوصاف أهل الأندلس (من حيث الشكل ) لا تختلف عن أوصاف سكان الولايات الجزائرية كبجاية ، جيجل ، ميلة ، قسنطينة و غيرها .

كتاب : حياة طارق ابن زياد فاتح الأندلس ، للدكتور محمود شلبي ، فيه معلومات كثيرة ، و مفيد جدا ، بإمكانك أخي تحميله من النت .










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-14, 19:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ماجد90
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

يعني انت اعتمدت على بيش وليش وديش لتثبت اصول سكان جيجل. ونسيت ان كما هائلا من الكلمات الامازيغية في اللهجة الجيجلية .










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-16, 09:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
morgaz
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل الموحد مشاهدة المشاركة
الجواجلة ليسوا عربا أقحاح ، و عند وفود الأندلسيين لم يجدوا الأرض بدون شعب ، كانت جيجل و ضواحيها ( أجزاء من سطيف سكيكدة و ميلة و حتى قسنطينة ) يسكنها الأمازيغ ، و هكذا اختلط الأندلسيون بالأمازيغ و اسهموا في تعريب أعداد كبيرة منهم ، و شكلوا لهجات أخرى ، و لا زال الكثير من سكان تلك المناطق خاصة في القرى يستعملون أعداد هائلة من الكلمات الأمازيغية و لا يعلمون أنها أمازيغية .

أما سكان الأندلس فكانوا يتكلمون العربية غير أنهم لم يكونوا كلها عربا من الجزيرة العربية ، كانوا خليطا من الأمازيغ و عرب الشام و عرب الجزيرة و السكان الأصليين للأندلس ( لا أذكر مذا كان يُطلق عليهم ربما القوطيون ) و يُعد سكان الأندلس الأصليين هم أغلبية شعب الأندلس ، بل حتى الأمراء العرب بالأندلس كانوا يتزوجون منهم ، انصهرت كل هاته المكونات مشكلة شعب الأندلس الذي كان يتكلم اللغة العربية بلهجة لا تختلف عن لهجات المغرب العربي و بها الكثير من الكلمات الأعجمية ، و الأندلس كانت محسوبة على بلاد المغرب العربي و سكانها أقرب لسكان المغرب العربي من حيث اللهجة و العادات و الثقافة و ما إلى ذلك .

و أوصاف أهل الأندلس (من حيث الشكل ) لا تختلف عن أوصاف سكان الولايات الجزائرية كبجاية ، جيجل ، ميلة ، قسنطينة و غيرها .

كتاب : حياة طارق ابن زياد فاتح الأندلس ، للدكتور محمود شلبي ، فيه معلومات كثيرة ، و مفيد جدا ، بإمكانك أخي تحميله من النت .
السلام عليكم
كل ما قلته يا اخي صحيح لكن هدا لا ينفي ان بعض سكان الاندلس استقروا في تلمسان و جيجل.









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-16, 09:08   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
morgaz
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد90 مشاهدة المشاركة
يعني انت اعتمدت على بيش وليش وديش لتثبت اصول سكان جيجل. ونسيت ان كما هائلا من الكلمات الامازيغية في اللهجة الجيجلية .
السلام عليكم
لست انا من قال هدا لاني اخدت هده المعلومات من رسالة دكتورة هده الرسالة موجودة في المتحف ا لوطني لسيرتا قسنطينة.









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-16, 15:14   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
~~ أغيلاس ~~
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ~~ أغيلاس ~~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة morgaz مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
كل ما قلته يا اخي صحيح لكن هدا لا ينفي ان بعض سكان الاندلس استقروا في تلمسان و جيجل.
حياك الله أخي الكريم .

لم أقل في مشاركتي أن بعض سكان الأندلس لم يستقروا في تلمسان و جيجل ، بل قلت أن الأندلسيين المهجرين لما استقروا بها لم تكن الأرض بدون شعب ، فالأندلسيون بجيجل و تلمسان اختلطوا مع الأمازيغ السكان الاصليين و أسهموا في تعريب كثير منهم ، و الأندلسيون لم يُهجروا إلى جيجل و تلمسان فقط ، بل إلى كل الشريط الساحلي الجزائري ، بجاية ، سكيكدة ، وهران إضافة إلى ميلة قسنطينة ، العاصمة ، القليعة ، البليدة ، شرشال ، و غيرها .

بالمناسبة ، أنا من ميلة ( فرجيوة بالتحديد ) و جد جدي رحل من دوار بني خطاب بتاكسانة من جيجل ، و دوارنا في فرجيوة يحنل نفس الاسم ، فأنا أصلي جيجلي ، و الذي ألاحظة أن لكل قرية لهجة خاصة بل لهجة قرى ولاية ميلة لا تختلف كثيرا عن لهجة قرى ولاية جيجل ( ليس جيجل المركز ، بل سكان الجبال ) و نستعمل أيضا بيش و ديش و غيرها .









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-17, 10:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
morgaz
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل الموحد مشاهدة المشاركة
حياك الله أخي الكريم .

لم أقل في مشاركتي أن بعض سكان الأندلس لم يستقروا في تلمسان و جيجل ، بل قلت أن الأندلسيين المهجرين لما استقروا بها لم تكن الأرض بدون شعب ، فالأندلسيون بجيجل و تلمسان اختلطوا مع الأمازيغ السكان الاصليين و أسهموا في تعريب كثير منهم ، و الأندلسيون لم يُهجروا إلى جيجل و تلمسان فقط ، بل إلى كل الشريط الساحلي الجزائري ، بجاية ، سكيكدة ، وهران إضافة إلى ميلة قسنطينة ، العاصمة ، القليعة ، البليدة ، شرشال ، و غيرها .

بالمناسبة ، أنا من ميلة ( فرجيوة بالتحديد ) و جد جدي رحل من دوار بني خطاب بتاكسانة من جيجل ، و دوارنا في فرجيوة يحنل نفس الاسم ، فأنا أصلي جيجلي ، و الذي ألاحظة أن لكل قرية لهجة خاصة بل لهجة قرى ولاية ميلة لا تختلف كثيرا عن لهجة قرى ولاية جيجل ( ليس جيجل المركز ، بل سكان الجبال ) و نستعمل أيضا بيش و ديش و غيرها .
السلام عليكم
با المناسبة انا كدالك انتمي الى قبيلة بني خطاب ولقبي هو عيرج لكن لست من دوار تاكسنة لان قبيلة بني خطاب تتكون من دوار تابلوط وهو تاكسنة وهناك دوار اخر يسمى بدوار تازية وهو بلدية الامير عبد القادر او كما كانت تسمى ب.la commune de strasbourg ابان الحقبة الاستعمارية ادا سمحت ما هو لقبك وشكرا.









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-17, 12:01   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
~~ أغيلاس ~~
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ~~ أغيلاس ~~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قراءة في تاريخ جيجل



بقلم: أرزقي فراد
صدر كتاب تاريخي للأستاذ علي خنوف بعنوان (تاريخ منطقة جيجل قديما وحديثا ) عن منشورات الأنيس في غضون هذه السنة(2007م) ، وهو كتاب عام موجه للجمهور العريض بالدرجة الأولى ، غير أنه لا يخلو من فوائد جمة حتى بالنسبة للباحثين والدارسين المتخصصين . ولعل أهمية الكتاب تكمن في كونه أول لبنة في كتابة تاريخ منطقة جيجل كتابة شاملة (من العهود القديمة إلى القرن التاسع عشر الميلادي ) .
وما من شك أن نزول الفينيقيين بها للتجارة ، يؤكد أنها كانت آهلة بالسكان الأصليين (الأمازيغ ) منذ زمن بعيد كغيرها من المناطق الساحلية ، ثم ترك أهلها بصماتهم في التاريخ بقوة حينما ارتبط قيام الدولة الفاطمية الشيعية بقبيلة كتامة الأمازيغية في القرن العاشر الميلادي . كما كانت منطقة جيجل حاضرة في أهم منعرج تاريخي في مطلع التاريخ الحديث ، ألا وهو نزول الأتراك العثمانيين بأرض الجزائر عقب نكبة احتلال الاسبان لمدينة بجاية سنة 1510م ، وكانت بلدة جيجل أول موطئ قدم لهؤلاء الأتراك المسلمين الذين لبوا نداء النجدة الموجه لهم من طرف أعيان بجاية، وفي مقدمتهم أبو العباس أحمد بن القاضي الزواوي مثلما ذكر المؤرخ بن عسكر في كتابه دوحة الناشر .
ومن هنا فان المفارقة العجيبة أنه رغم الأدوار البارزة التي لعبتها هذه المنطقة عبرا لتاريخ ، فان مآثرها وأمجادها مسكوت عنها ، وهو الأمر الذي يثير عدة تساؤلات .
فبماذا نفسر عزوف أهلها والكتاب العرب عن تدوين تاريخها تدوينا مفصلا ؟ ولئن كان المؤلف قد حاول في مقدمة الكتاب تفسير ذلك بغياب سلطة سياسية قوية في المنطقة تجلب اهتمام المؤرخين ، فان ذلك لا يعفينا من طرح أسئلة عديدة ، هل حدث أن كتب أهلها لكن مدوناتهم تعرضت للتخريب والضياع ؟ هل يفسر ذلك برحيل نخبة جيجل مع السلطان المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر ؟ أم يعود ذلك إلى وقوع جيجل في ظل حاضرتين مزدهرتين من حيث المعارف والعلوم وهما بجاية وقسنطينة ، وبالتالي دأبتا على استقطاب علمائها ؟
مصادر ومراجع الكتاب
ومهما يكن من أمر فان تاريخ جيجل لا يزال مبثوثا في المصادر والمراجع الأجنبية ، خاصة الايطالية والاسبانية والفرنسية تنتظر جهود الدارسين ، والحق أن بعض الباحثين الجزائريين قد بذلوا جهودا معتبرة لتسليط الأضواء على جوانب معينة من تاريخ جيجل ضمن دراساتهم الأكاديمية ، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور موسى لقبال الذي كتب حول تاريخ قبيلة كتامة ، والدكتور نصر الدين السعيدوني الذي أدرج مدينة جيجل ضمن مشروعه العلمي الكبير الموسوم ب [ مدونة المدن الجزائرية] الذي لا يزال مخطوطا ينتظر من يتكفل بنشره ،وكذا أعمال الدكتورة عائشة غطاس والدكتور صالح بن قربة والدكتور عبد العزيز لعرج .
واعتبارا لتشتت المادة التاريخية لمنطقة جيجل بين طيات مصادر ومراجع عديدة ، فقد تطلب جمعها وغربلتها وتحليلها من المؤلف سبع سنوات ، ورغم أنه لم يدخر أي جهد للوصول إليها ، فان الحظ لم يحالفه – كما أخبرنا حين تقديم كتابه بالمكتبة الوطنية بالحامة – في الوصول إليها جميعا ، بالإضافة إلى عدم امتلاكه لناصية اللغات الأجنبية الضرورية لدراسة الفترة الجنوية ( الايطالية ) في تاريخ جيجل التي ليست بالقصيرة (حوالي 250 سنة) .غير أن ذلك لا يقلل من أهمية هذا الكتاب الذي يعد - حسب الكثير من المثقفين – بمثابة اللبنة الأولى في كتابة التاريخ العام لمنطقة جيجل .
وإذا كانت المصادر التاريخية العربية شحيحة – في نظر المؤلف - في تغطية العهود السابقة للاحتلال الفرنسي ، فان مراجع الكتاب متنوعة وثرية. أما بالنسبة لفترة الاستعمار الفرنسي فان المؤلف قد وجد مادة تاريخية غزيرة ، جراء توفر الكتب والتقارير المختلفة ، ولعل أهمها كتاب (شارل فيرو Charles Féraud) الموسوم ب ( تاريخ جيجل Histoire de Djidjelli ) .
وبالنظر إلى معضلة شح المصادر ، فقد ركز المؤلف في كتابه على أواخر الفترة العثمانية والاحتلال الفرنسي ، خلافا لعنوان الكتاب الشامل للعهود القديمة والحديثة ( نهاية القرن التاسع عشر )، لذلك نبه المؤلف في مقدمة الكتاب إلى هذا الخلل حين قال : ( ... وبناء عليه لا ينتظر مني القارئ الكريم الكثير من المعلومات في الفصول الأولى من الكتاب ، إذ أنها مجرد توطئة للموضوع الرئيسي الذي يدور حوله . ولذلك سأكتفي في تلك الفصول بالمعلومات العامة والاستنتاجات والتفسيرات المشتقة من الإشارات التي وجدتها في أمهات الكتب التي ألفها المؤرخون العرب والإسلاميون – ص3-) .
موقع منطقة جيجل وأصول سكانها
ذكر المؤلف أن منطقة جيجل ذات شكل مستطيل، يغلب على تضاريسها الطابع الجبلي ذو الغطاء النباتي الكثيف ، يحدها البحر المتوسط شمالا ، أما من الجنوب فتحدها جبال البابور وجبال سيدي إدريس شمال القرارم ، ويحدها غربا وادي بوغريون الذي يفصلها عن بجاية ، في حين يحدها شرقا وادي الرمال الذي يفصلها عن منطقة القل . ونظرا لطابعها الجبلي فهناك شبكة واسعة من الأنهار التي تخترقها مثل أنهار زياما منصورية ، وكليلي ، وتازة ، وكسير (غرب مدينة جيجل ) ، وأنهار جنجن ، والنيل ، وسيدي عبد العزيز ، والرمال ، ووادي زهور (شرق مدينة جيجل ) .
وبالنسبة لأصول سكانها فهي متعددة- برأي المؤلف - وفي مقدمتها العنصر الأمازيغي الأصيل الذي تدعم بالعنصر العربي ( خاصة أهل الأندلس وأشراف المغرب ) ، ثم العنصر التركي العثماني ، وقال المؤلف في هذا السياق : (... بناء على هذا كله نستطيع أن نكون فكرة عن أصول سكان المنطقة الممتدة من بجاية الى سكيكدة شمالا ، ومن قمم جبال بابور الى قمم جبال سيدي إدريس جنوبا ونلخصها في أربعة عناصر أساسية : أمازيغ ، أندلسيون، عرب ، أتراك – ص 27 - ) . هذا ومن أهم القبائل الأمازيغية المستقرة فيها، كتامة (جنوب جيجل ) المذكورة في رواية ابن خلدون ، وقد لعبت- حسب رأي الدكتور موسى لقبال - بعض بطونها(جيملة ، ووجانة ) دورا بارزا في تأسيس الدولة الفاطمية في القرن التاسع الميلادي ، وقبيلة زواغة ( بلدية فج مزالة ) التي عدها ابن خلدون فرعا من كتامة ، وقبيلة بني خطاب المتاخمة لزواغة ، وقبيلة بني يدر (بلدية الطاهير شرق مدينة جيجل ) وقبيلة توفوت (أقصى شرق مدينة جيجل )التي لا يستبعد المؤلف أن تكون فرعا من القبيلة الأمازيغية الكبيرة (آيت دومر ) التي اشار اليها ابن خلدون ، وقبيلة لعوانة ، وقبيلة بني فوغال ، وقبيلة بني فولكاي ( غرب مدينة جيجل ) .
إن ما تجدر الإشارة إليه في سياق حديث المؤلف عن سكان المنطقة، هو سكوت المؤرخين عن ذكر القبائل الأمازيغية وأنسابها وبطونها الخاصة بمنطقة جيجل ، ودعم- في تفسيره لهذا السكوت- رأي المؤرخ مبارك الميلي الذي فسر ذلك بعاملين اثنين : قلة إحاطة ابن خلدون بتاريخ المنطقة ، وقلة شأن سكان المنطقة الذين لم يؤسسوا حواضر تستقطب اهتمام المؤرخين . ولعل الشفيع لهذه المعضلة التاريخية، إمكانية الاستعانة بعلم أسماء الأماكن (la toponymie ) لمعرفة التواجد الأمازيغي أكثر في هذه المنطقة ، وفي هذا السياق توجد سلاسل جبلية وأراض تحمل أسماء أمازيغية ، ذكر بعضها المؤلف منها : تاكسانة ، اراقن ، تابابورث ، تازة ، تامزقيدة ، تامظلمت ، تافرطاست وغيرها(ص 8) . هذا ورغم أن المؤلف قد أقر الرأي المرجح للأصل الفينيقي لمدينة جيجل ، فانه لا يستبعد أن تكون الكلمة الأصلية ( ايجيجلي ) أمازيغية ( ص34 ) .
وبالنسبة للعنصر العربي الوافد الى منطقة جيجل ، فان المؤلف لم يتعمق في دراسته ، إذ اكتفى بالإشارة الى أصوله الأندلسية، والمغربية ( أشراف مدينة فاس ) ، والصحراوية ( الساقية الحمراء) . ولعل ما زاد في أمر صعوبة تحديد العنصر العربي ، هو تعريب العنصرالأمازيغي ، وتخلي سكانه عن نسبهم الأصلي، وادعاء النسب المغربي ، الذي يبدو أن المؤلف غير مقتنع به ، حين قال : ( ... وهذه الادعاءات مازالت بقاياها الى اليوم متوارثة ، فمثلا قبيلة لعوانة غرب مدينة جيجل جاء جدها الأول من المغرب ، وبني يدر وبني حبيبي هما كذلك جاء جدهما الأول من المغرب ، وأقلية منهم جاء جدهم من مناطق الجزائر ، ولا نجد قبيلة واحدة تدعي بأنها عريقة في المنطقة – ص26 - ) . ومن جهة أخرى فان المؤلف لم يستبعد تعمير منطقة جيجل بالعناصر العربية المغضوب عليها في إطار الصراع من أجل السلطة بين أطراف متعددة ، خاصة في عهد العباسيين الذين كثر خصومهم في المشرق ، وكذا المغرب الإسلامي الذي التجأ إليه أنصار الفكر الخارجي(ص 38 /39) . أما العنصر التركي فقد اكتفى المؤلف بالإشارة إليه أشارة خفيفة ، تجعل القارئ يستنتج أنه كان ضئيلا أن لم يكن معدما . والحق أن انصهار هذه العناصر في بوتقة الحضارة العربية الإسلامية ، قد جعل التمييز بينها أمرا صعبا.
العهود التاريخية الكبرى في منطقة جيجل
تتميز منطقة جيجل بعراقة تاريخها الضارب بجذوره في أعماق عصور ما قبل التاريخ ، وفي هذا السياق أشار المؤلف إلى مغارة ( تازة) التي اكتشفها الفرنسيون سنة 1926م ، الذين أطلقوا عليها اسم مغارة لا مادلين - الموجودة بفرنسا - لتشابه الأدوات الحجرية التي عثروا عليها فيهما ، وكذا هضبة بني قايد المطلة على مدينة جيجل ، التي اكتشفها الفرنسيون ما بين (1952-1954م ) . ثم استعرض العهود التاريخية الكبرى التي تعاقبت عليها ، من فينيقيين ورومان ومسلمين وأتراك عثمانيين ، وصولا إلى الاحتلال الفرنسي . وتميز التواجد الفينيقي بانحصاره في الثغور البحرية ، ولعل ما يؤكد ذلك- في نظر المؤلف – وجود بقايا قبور تشبه أطلال المدن الفينيقية الساحلية في شمال افريقيا . أما العهد الروماني والوندالي والبيزنطي ، فقد حدد المؤلف فترته ما بين(146ق.م – 670 م ) ، وكان دور المنطقة ثانويا ينحصر في إسكان جنود الرومان المسرحين ، لذلك فان المواقع الآثارية التي اكتشفها الفرنسيون تتميز بالبساطة ، وليس بها أطلال مسارح وحمامات .
وبالنسبة للعهد الإسلامي فان منطقة جيجل لم تكن – برأي المؤلف- ضمن محور الطريق الذي سلكه الفاتحون الأوائل الذين تغلغلوا في شمال افريقيا عبر الهضاب العليا البعيدة عن البحر. هذا وباستثناء الدور البارز الذي لعبته هذه المنطقة في تأسيس الدولة الفاطمية ، فقد ظلت جيجل بلدة من الدرجة الثانية تسير في فلك بجاية ، أيام الحماديين والموحدين والحفصيين(ص46) . هذا وتجدر الإشارة إلى خضوع مدينة جيجل للاحتلال الجنوي (الايطالي ) لمدة تزيد عن قرنين ( 1260م- 1513م ) ، ورغم طول هذه المدة فان المؤلف لم يسلط عليها أضواء الدراسة وهذا لعدم تمكنه من المصادر الايطالية. ولم تتحرر جيجل من هذا النفوذ الأوروبي إلا بفضل جهود الأخوين عروج وخير الدين العثمانيين .
أما عن بداية العهد العثماني في جيجل فانه مرتبط بسقوط بجاية بين أيدي الاسبان سنة 1510م ، ويرجح المؤلف أن يكون دخول الأتراك بقيادة الأخوين عروج وخير الدين إليها سنة 1514م ، وجعلوها قاعدة انطلقوا منها لتحرير بجاية ، واستفادوا من سواعد أهلها في الجهاد البحري ضد الخطر الاسباني الذي كان يلاحق مسلمي الأندلس ، ويهدد سواحل المغرب الكبير ، كما استفادوا أيضا من غاباتها لبناء السفن و لتجديد مدينة جزائر بني مزغنة، التي جعلوها عاصمة لهم بعد إلحاق القطر الجزائري بالدولة العثمانية . ومما يؤكد أهمية مدينة جيجل بالنسبة للوجود العثماني في الجزائر ، هو انكفاء خير الدين اليها بعد أن استولى أحمد بن القاضي – أمير إمارة كوكو بجرجرة – على مدينة الجزائر لمدة خمس سنوات ( 1520م -1525م ) . ومن الأحداث المستحقة للذكر خلال العهد العثماني تعرض مدينة جيجل للهجوم الفرنسي سنة 1664م ، لكن انتصار الفرنسيين لم يلبث أن تحول إلى هزيمة نكراء بفضل تضافر جهود الجزائريين ، فخسر العدو جنوده وعدته ، فغنم أهل بني يعلى –الذين شاركوا في هذه المعارك - مدافع حديثة .
هذا وقد تمكن الأتراك العثمانيون من بسط نفوذهم على جيجل بفضل قبائل المخزن التي وضعت نفسها في خدمتهم مقابل حصولها على عدة امتيازات، ذكر المؤلف بعض قادتها ، منهم ابن فرحات في عرش بني ميمون ، وابن حبيلس في عرش بني فوغال ، وابن عرعور في جبال البابور (ص90) . واعتمدوا أيضا على بعض رؤساء القبائل والمرابطين الذين شكلوا شبه إمارات مستقلة ، ذكر منهم المؤلف ابن عاشور في فرجيوة ، وابن عز الدين في زواغة والحاج أحمد المكي أمقران في مدينة جيجل .
ثورة ابن الأحرش (1801-1805م)
تعتبر ثورة ابن الأحرش من أخطر الثورات التي عصفت بنفوذ الأتراك العثمانيين في منطقة جيجل في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي ، ولعل ما ميزحياة زعيمها هو الغموض الذي أحاط بها فظلت تفاصيلها مجهولة ، فالمعروف منها يختزل في كونه شريفا قدم من المغرب ، واستغل سذاجة الريفيين – الذين كانوا يصدقون كل قادم إليهم يدعي النسب الشريف- من أجل أن يشيع في أوساطهم بأنه (مول الساعة ) أي الرجل الذي سيجعله الله مفتاحا للفرج ، يخرج الناس من البؤس والعذاب إلى حياة السعادة ورغد العيش. ولا شك أن استبداد الحكام ووطأة جورهم وتعسف عمالهم في جمع الضرائب ، قد جعل الأوضاع الاجتماعية مرشحة للانفجار في أي وقت . هذا ومن جهة أخرى، ذكر المؤلف أن ابن الأحرش قد تلقى الدعم من الانجليز الذين كانوا في صراع مع الفرنسيين. ومهما يكن من أمر فقد كانت هذه الثورة على قدر كبيرمن القوة ، مكنتها من الاستمرار لمدة خمس سنوات أذاقت خلالها للأتراك العثمانيين الأمرين ، وأرغمتهم على سحب حاميتهم من المدينة وألحقت بصفوفهم خسائر بشرية معتبرة ، وفي مقدمتها قتل الباي عصمان سنة 1804م اثر خروجه من عاصمته قسنطينة متوجها إلى جيجل لتأديب ابن الاحرش وأتباعه . وبعد جهد جهيد نجحوا في الضغط عليه ، فاضطر إلى الانسحاب من جيجل وتوجه إلى الغرب الجزائري، لينضم إلى صفوف الزاوية الدرقاوية أثناء دخولها في صراع مع الأتراك العثمانيين .
الاحتلال الفرنسي لجيجل سنة 1839م
شارك أبناء جيجل في مقاومة الفرنسيين ما بين (1830-1838م) في مدن الجزائر وقسنطينة وسكيكدة ، قبل أن تقع مدينتهم في أيديهم سنة 1839م ، ورغم تمكنهم من إقامة حامية بالمدينة ، فقد ظلت المنطقة خارج نفوذ الفرنسيين بفعل ضراوة المقاومة الشعبية لعشرية كاملة ، لذلك قرر الجيش الفرنسي شن حملات الإبادة التي استهدفت السكان العزل بالدرجة الأولى، لترويعهم وحملهم على الاستسلام . وجاءت في هذا السياق حملات الضباط : سانت أرنو سنة1851م ، وماكماهون سنة 1852م ، وراندون سنة 1853م ، ارتكبت القوات الفرنسية أثناءها من أهوال التقتيل والإبادة والتخريب والحرق والتدمير، ما جعلها تصنف ضمن الجرائم الكبرى في التاريخ . ورغم ذلك كله فان أهلها لم يستكينوا ، إذ لم تكن ثوراتهم تهدأ إلا لتنطلق من جديد، مثلما حدث في عرش زواغة الذي ثار سنة 1864م بقيادة الشيخ محمد مقدم الطريقة الرحمانية ، بدعم من الأسرتين العريقتين : بن عاشور في فرجيوة ، وبن عز الدين في ميلة، وقد أوكل الفرنسيون أمر القضاء عليها- بعد اضعافها- لحليفهم بلقاسم بن حبيلس الذي نجح في إلقاء القبض على الشيخ محمد وتسليمه للفرنسيين .
كما ثار عرش أولاد عيدون في الميلية في مطلع سنة 1871م، وهاجموا المواقع الفرنسية هناك، لذلك فمن الطبيعي أن يحتضن أهل جيجل ثورة الشيخ الحداد والمقراني المندلعة في ربيع سنة 1871م، من خلال استجابة أعيان وشيوخ تابابورت وبني قايد وتاكسانة وبني عمران وبني خطاب والعوانة وغيرهم ، لنداء سي عزيز بن الحداد ، وبرأي المؤلف فان جهود هؤلاء قد لعبت دورا أساسيا في امتداد هذه الثورة إلى كل أعماق جيجل (ص151)، فتحررت كل المناطق الممتدة من بجاية إلى مدينة جيجل التي صارت قاب قوسين أو أدنى من السقوط . ولعل أهم استنتاج للمؤلف من غمار المعارك التي دارت رحاها في الجبال الغربية والجنوبية ، هو نجاح فرنسا في جزأرة المعارك ، إذ لم تشارك فيها بجنودها ، بل بواسطة أعوانها المحليين (ص153) . كما ذكر أيضا بجرائم الجنرال ( دى لاكروا) الذي أباد المدنيين العزل في مناطق كثيرة كزواغة وبني خطاب وغيرها ، خاصة في شهر أ وت من سنة 1871م .
وقد انتهت هذه الثورة - كما هو معلوم – بانهزام الجزائريين لأسباب عديدة ، كسوء التنظيم وقلة العدة وضعف التسليح ، واستسلام القيادة المركزية بعد استشهاد الشيخ المقراني. وكانت نتائج الحرب وخيمة على السكان ،إذ تعرضوا لعقوبات فردية وجماعية رهيبة ، كالسجن والنفي وفرض الغرامات الباهظة ومصادرة أملاكهم وأرزاقهم ، وفي مقدمتها الأراضي السهلية ، التي وزعت على المستوطنين الفرنسيين، وتفاقمت أوضاع الأهالي بانتشار الفقر المدقع ، فاضطر العديد من أهالي القرى إلى الهجرة نحو المدن، كسطيف وقسنطينة وسكيكدة.
هذا وتجدر الإشارة في الخير إلى أهمية الوثائق المنشورة في قسم الملاحق ، تتعلق بمصادرة أملاك المواطنين في مراحل تاريخية مختلفة ، كان آخرها ثورة 1871م .
والخلاصة أن هذا الكتاب جدير بالقراءة ، باعتباره جهدا محمودا ولبنة جديدة في بناء صرح المكتبة التاريخية الجزائرية بأقلام الجزائريين ،الذين يعيدون قراءة ما كتبه الآخرون عنا، قراءة موضوعية ، ذات مسحة وطنية ، من أجل تخليص ماضينا من إسقاطاتهم الإيديولوجية المختلفة التي كانت لها تداعيات خطيرة على الناشئة .










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-19, 10:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
morgaz
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل الموحد مشاهدة المشاركة
قراءة في تاريخ جيجل



بقلم: أرزقي فراد
صدر كتاب تاريخي للأستاذ علي خنوف بعنوان (تاريخ منطقة جيجل قديما وحديثا ) عن منشورات الأنيس في غضون هذه السنة(2007م) ، وهو كتاب عام موجه للجمهور العريض بالدرجة الأولى ، غير أنه لا يخلو من فوائد جمة حتى بالنسبة للباحثين والدارسين المتخصصين . ولعل أهمية الكتاب تكمن في كونه أول لبنة في كتابة تاريخ منطقة جيجل كتابة شاملة (من العهود القديمة إلى القرن التاسع عشر الميلادي ) .
وما من شك أن نزول الفينيقيين بها للتجارة ، يؤكد أنها كانت آهلة بالسكان الأصليين (الأمازيغ ) منذ زمن بعيد كغيرها من المناطق الساحلية ، ثم ترك أهلها بصماتهم في التاريخ بقوة حينما ارتبط قيام الدولة الفاطمية الشيعية بقبيلة كتامة الأمازيغية في القرن العاشر الميلادي . كما كانت منطقة جيجل حاضرة في أهم منعرج تاريخي في مطلع التاريخ الحديث ، ألا وهو نزول الأتراك العثمانيين بأرض الجزائر عقب نكبة احتلال الاسبان لمدينة بجاية سنة 1510م ، وكانت بلدة جيجل أول موطئ قدم لهؤلاء الأتراك المسلمين الذين لبوا نداء النجدة الموجه لهم من طرف أعيان بجاية، وفي مقدمتهم أبو العباس أحمد بن القاضي الزواوي مثلما ذكر المؤرخ بن عسكر في كتابه دوحة الناشر .
ومن هنا فان المفارقة العجيبة أنه رغم الأدوار البارزة التي لعبتها هذه المنطقة عبرا لتاريخ ، فان مآثرها وأمجادها مسكوت عنها ، وهو الأمر الذي يثير عدة تساؤلات .
فبماذا نفسر عزوف أهلها والكتاب العرب عن تدوين تاريخها تدوينا مفصلا ؟ ولئن كان المؤلف قد حاول في مقدمة الكتاب تفسير ذلك بغياب سلطة سياسية قوية في المنطقة تجلب اهتمام المؤرخين ، فان ذلك لا يعفينا من طرح أسئلة عديدة ، هل حدث أن كتب أهلها لكن مدوناتهم تعرضت للتخريب والضياع ؟ هل يفسر ذلك برحيل نخبة جيجل مع السلطان المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر ؟ أم يعود ذلك إلى وقوع جيجل في ظل حاضرتين مزدهرتين من حيث المعارف والعلوم وهما بجاية وقسنطينة ، وبالتالي دأبتا على استقطاب علمائها ؟
مصادر ومراجع الكتاب
ومهما يكن من أمر فان تاريخ جيجل لا يزال مبثوثا في المصادر والمراجع الأجنبية ، خاصة الايطالية والاسبانية والفرنسية تنتظر جهود الدارسين ، والحق أن بعض الباحثين الجزائريين قد بذلوا جهودا معتبرة لتسليط الأضواء على جوانب معينة من تاريخ جيجل ضمن دراساتهم الأكاديمية ، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور موسى لقبال الذي كتب حول تاريخ قبيلة كتامة ، والدكتور نصر الدين السعيدوني الذي أدرج مدينة جيجل ضمن مشروعه العلمي الكبير الموسوم ب [ مدونة المدن الجزائرية] الذي لا يزال مخطوطا ينتظر من يتكفل بنشره ،وكذا أعمال الدكتورة عائشة غطاس والدكتور صالح بن قربة والدكتور عبد العزيز لعرج .
واعتبارا لتشتت المادة التاريخية لمنطقة جيجل بين طيات مصادر ومراجع عديدة ، فقد تطلب جمعها وغربلتها وتحليلها من المؤلف سبع سنوات ، ورغم أنه لم يدخر أي جهد للوصول إليها ، فان الحظ لم يحالفه – كما أخبرنا حين تقديم كتابه بالمكتبة الوطنية بالحامة – في الوصول إليها جميعا ، بالإضافة إلى عدم امتلاكه لناصية اللغات الأجنبية الضرورية لدراسة الفترة الجنوية ( الايطالية ) في تاريخ جيجل التي ليست بالقصيرة (حوالي 250 سنة) .غير أن ذلك لا يقلل من أهمية هذا الكتاب الذي يعد - حسب الكثير من المثقفين – بمثابة اللبنة الأولى في كتابة التاريخ العام لمنطقة جيجل .
وإذا كانت المصادر التاريخية العربية شحيحة – في نظر المؤلف - في تغطية العهود السابقة للاحتلال الفرنسي ، فان مراجع الكتاب متنوعة وثرية. أما بالنسبة لفترة الاستعمار الفرنسي فان المؤلف قد وجد مادة تاريخية غزيرة ، جراء توفر الكتب والتقارير المختلفة ، ولعل أهمها كتاب (شارل فيرو charles féraud) الموسوم ب ( تاريخ جيجل histoire de djidjelli ) .
وبالنظر إلى معضلة شح المصادر ، فقد ركز المؤلف في كتابه على أواخر الفترة العثمانية والاحتلال الفرنسي ، خلافا لعنوان الكتاب الشامل للعهود القديمة والحديثة ( نهاية القرن التاسع عشر )، لذلك نبه المؤلف في مقدمة الكتاب إلى هذا الخلل حين قال : ( ... وبناء عليه لا ينتظر مني القارئ الكريم الكثير من المعلومات في الفصول الأولى من الكتاب ، إذ أنها مجرد توطئة للموضوع الرئيسي الذي يدور حوله . ولذلك سأكتفي في تلك الفصول بالمعلومات العامة والاستنتاجات والتفسيرات المشتقة من الإشارات التي وجدتها في أمهات الكتب التي ألفها المؤرخون العرب والإسلاميون – ص3-) .
موقع منطقة جيجل وأصول سكانها
ذكر المؤلف أن منطقة جيجل ذات شكل مستطيل، يغلب على تضاريسها الطابع الجبلي ذو الغطاء النباتي الكثيف ، يحدها البحر المتوسط شمالا ، أما من الجنوب فتحدها جبال البابور وجبال سيدي إدريس شمال القرارم ، ويحدها غربا وادي بوغريون الذي يفصلها عن بجاية ، في حين يحدها شرقا وادي الرمال الذي يفصلها عن منطقة القل . ونظرا لطابعها الجبلي فهناك شبكة واسعة من الأنهار التي تخترقها مثل أنهار زياما منصورية ، وكليلي ، وتازة ، وكسير (غرب مدينة جيجل ) ، وأنهار جنجن ، والنيل ، وسيدي عبد العزيز ، والرمال ، ووادي زهور (شرق مدينة جيجل ) .
وبالنسبة لأصول سكانها فهي متعددة- برأي المؤلف - وفي مقدمتها العنصر الأمازيغي الأصيل الذي تدعم بالعنصر العربي ( خاصة أهل الأندلس وأشراف المغرب ) ، ثم العنصر التركي العثماني ، وقال المؤلف في هذا السياق : (... بناء على هذا كله نستطيع أن نكون فكرة عن أصول سكان المنطقة الممتدة من بجاية الى سكيكدة شمالا ، ومن قمم جبال بابور الى قمم جبال سيدي إدريس جنوبا ونلخصها في أربعة عناصر أساسية : أمازيغ ، أندلسيون، عرب ، أتراك – ص 27 - ) . هذا ومن أهم القبائل الأمازيغية المستقرة فيها، كتامة (جنوب جيجل ) المذكورة في رواية ابن خلدون ، وقد لعبت- حسب رأي الدكتور موسى لقبال - بعض بطونها(جيملة ، ووجانة ) دورا بارزا في تأسيس الدولة الفاطمية في القرن التاسع الميلادي ، وقبيلة زواغة ( بلدية فج مزالة ) التي عدها ابن خلدون فرعا من كتامة ، وقبيلة بني خطاب المتاخمة لزواغة ، وقبيلة بني يدر (بلدية الطاهير شرق مدينة جيجل ) وقبيلة توفوت (أقصى شرق مدينة جيجل )التي لا يستبعد المؤلف أن تكون فرعا من القبيلة الأمازيغية الكبيرة (آيت دومر ) التي اشار اليها ابن خلدون ، وقبيلة لعوانة ، وقبيلة بني فوغال ، وقبيلة بني فولكاي ( غرب مدينة جيجل ) .
إن ما تجدر الإشارة إليه في سياق حديث المؤلف عن سكان المنطقة، هو سكوت المؤرخين عن ذكر القبائل الأمازيغية وأنسابها وبطونها الخاصة بمنطقة جيجل ، ودعم- في تفسيره لهذا السكوت- رأي المؤرخ مبارك الميلي الذي فسر ذلك بعاملين اثنين : قلة إحاطة ابن خلدون بتاريخ المنطقة ، وقلة شأن سكان المنطقة الذين لم يؤسسوا حواضر تستقطب اهتمام المؤرخين . ولعل الشفيع لهذه المعضلة التاريخية، إمكانية الاستعانة بعلم أسماء الأماكن (la toponymie ) لمعرفة التواجد الأمازيغي أكثر في هذه المنطقة ، وفي هذا السياق توجد سلاسل جبلية وأراض تحمل أسماء أمازيغية ، ذكر بعضها المؤلف منها : تاكسانة ، اراقن ، تابابورث ، تازة ، تامزقيدة ، تامظلمت ، تافرطاست وغيرها(ص 8) . هذا ورغم أن المؤلف قد أقر الرأي المرجح للأصل الفينيقي لمدينة جيجل ، فانه لا يستبعد أن تكون الكلمة الأصلية ( ايجيجلي ) أمازيغية ( ص34 ) .
وبالنسبة للعنصر العربي الوافد الى منطقة جيجل ، فان المؤلف لم يتعمق في دراسته ، إذ اكتفى بالإشارة الى أصوله الأندلسية، والمغربية ( أشراف مدينة فاس ) ، والصحراوية ( الساقية الحمراء) . ولعل ما زاد في أمر صعوبة تحديد العنصر العربي ، هو تعريب العنصرالأمازيغي ، وتخلي سكانه عن نسبهم الأصلي، وادعاء النسب المغربي ، الذي يبدو أن المؤلف غير مقتنع به ، حين قال : ( ... وهذه الادعاءات مازالت بقاياها الى اليوم متوارثة ، فمثلا قبيلة لعوانة غرب مدينة جيجل جاء جدها الأول من المغرب ، وبني يدر وبني حبيبي هما كذلك جاء جدهما الأول من المغرب ، وأقلية منهم جاء جدهم من مناطق الجزائر ، ولا نجد قبيلة واحدة تدعي بأنها عريقة في المنطقة – ص26 - ) . ومن جهة أخرى فان المؤلف لم يستبعد تعمير منطقة جيجل بالعناصر العربية المغضوب عليها في إطار الصراع من أجل السلطة بين أطراف متعددة ، خاصة في عهد العباسيين الذين كثر خصومهم في المشرق ، وكذا المغرب الإسلامي الذي التجأ إليه أنصار الفكر الخارجي(ص 38 /39) . أما العنصر التركي فقد اكتفى المؤلف بالإشارة إليه أشارة خفيفة ، تجعل القارئ يستنتج أنه كان ضئيلا أن لم يكن معدما . والحق أن انصهار هذه العناصر في بوتقة الحضارة العربية الإسلامية ، قد جعل التمييز بينها أمرا صعبا.
العهود التاريخية الكبرى في منطقة جيجل
تتميز منطقة جيجل بعراقة تاريخها الضارب بجذوره في أعماق عصور ما قبل التاريخ ، وفي هذا السياق أشار المؤلف إلى مغارة ( تازة) التي اكتشفها الفرنسيون سنة 1926م ، الذين أطلقوا عليها اسم مغارة لا مادلين - الموجودة بفرنسا - لتشابه الأدوات الحجرية التي عثروا عليها فيهما ، وكذا هضبة بني قايد المطلة على مدينة جيجل ، التي اكتشفها الفرنسيون ما بين (1952-1954م ) . ثم استعرض العهود التاريخية الكبرى التي تعاقبت عليها ، من فينيقيين ورومان ومسلمين وأتراك عثمانيين ، وصولا إلى الاحتلال الفرنسي . وتميز التواجد الفينيقي بانحصاره في الثغور البحرية ، ولعل ما يؤكد ذلك- في نظر المؤلف – وجود بقايا قبور تشبه أطلال المدن الفينيقية الساحلية في شمال افريقيا . أما العهد الروماني والوندالي والبيزنطي ، فقد حدد المؤلف فترته ما بين(146ق.م – 670 م ) ، وكان دور المنطقة ثانويا ينحصر في إسكان جنود الرومان المسرحين ، لذلك فان المواقع الآثارية التي اكتشفها الفرنسيون تتميز بالبساطة ، وليس بها أطلال مسارح وحمامات .
وبالنسبة للعهد الإسلامي فان منطقة جيجل لم تكن – برأي المؤلف- ضمن محور الطريق الذي سلكه الفاتحون الأوائل الذين تغلغلوا في شمال افريقيا عبر الهضاب العليا البعيدة عن البحر. هذا وباستثناء الدور البارز الذي لعبته هذه المنطقة في تأسيس الدولة الفاطمية ، فقد ظلت جيجل بلدة من الدرجة الثانية تسير في فلك بجاية ، أيام الحماديين والموحدين والحفصيين(ص46) . هذا وتجدر الإشارة إلى خضوع مدينة جيجل للاحتلال الجنوي (الايطالي ) لمدة تزيد عن قرنين ( 1260م- 1513م ) ، ورغم طول هذه المدة فان المؤلف لم يسلط عليها أضواء الدراسة وهذا لعدم تمكنه من المصادر الايطالية. ولم تتحرر جيجل من هذا النفوذ الأوروبي إلا بفضل جهود الأخوين عروج وخير الدين العثمانيين .
أما عن بداية العهد العثماني في جيجل فانه مرتبط بسقوط بجاية بين أيدي الاسبان سنة 1510م ، ويرجح المؤلف أن يكون دخول الأتراك بقيادة الأخوين عروج وخير الدين إليها سنة 1514م ، وجعلوها قاعدة انطلقوا منها لتحرير بجاية ، واستفادوا من سواعد أهلها في الجهاد البحري ضد الخطر الاسباني الذي كان يلاحق مسلمي الأندلس ، ويهدد سواحل المغرب الكبير ، كما استفادوا أيضا من غاباتها لبناء السفن و لتجديد مدينة جزائر بني مزغنة، التي جعلوها عاصمة لهم بعد إلحاق القطر الجزائري بالدولة العثمانية . ومما يؤكد أهمية مدينة جيجل بالنسبة للوجود العثماني في الجزائر ، هو انكفاء خير الدين اليها بعد أن استولى أحمد بن القاضي – أمير إمارة كوكو بجرجرة – على مدينة الجزائر لمدة خمس سنوات ( 1520م -1525م ) . ومن الأحداث المستحقة للذكر خلال العهد العثماني تعرض مدينة جيجل للهجوم الفرنسي سنة 1664م ، لكن انتصار الفرنسيين لم يلبث أن تحول إلى هزيمة نكراء بفضل تضافر جهود الجزائريين ، فخسر العدو جنوده وعدته ، فغنم أهل بني يعلى –الذين شاركوا في هذه المعارك - مدافع حديثة .
هذا وقد تمكن الأتراك العثمانيون من بسط نفوذهم على جيجل بفضل قبائل المخزن التي وضعت نفسها في خدمتهم مقابل حصولها على عدة امتيازات، ذكر المؤلف بعض قادتها ، منهم ابن فرحات في عرش بني ميمون ، وابن حبيلس في عرش بني فوغال ، وابن عرعور في جبال البابور (ص90) . واعتمدوا أيضا على بعض رؤساء القبائل والمرابطين الذين شكلوا شبه إمارات مستقلة ، ذكر منهم المؤلف ابن عاشور في فرجيوة ، وابن عز الدين في زواغة والحاج أحمد المكي أمقران في مدينة جيجل .
ثورة ابن الأحرش (1801-1805م)
تعتبر ثورة ابن الأحرش من أخطر الثورات التي عصفت بنفوذ الأتراك العثمانيين في منطقة جيجل في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي ، ولعل ما ميزحياة زعيمها هو الغموض الذي أحاط بها فظلت تفاصيلها مجهولة ، فالمعروف منها يختزل في كونه شريفا قدم من المغرب ، واستغل سذاجة الريفيين – الذين كانوا يصدقون كل قادم إليهم يدعي النسب الشريف- من أجل أن يشيع في أوساطهم بأنه (مول الساعة ) أي الرجل الذي سيجعله الله مفتاحا للفرج ، يخرج الناس من البؤس والعذاب إلى حياة السعادة ورغد العيش. ولا شك أن استبداد الحكام ووطأة جورهم وتعسف عمالهم في جمع الضرائب ، قد جعل الأوضاع الاجتماعية مرشحة للانفجار في أي وقت . هذا ومن جهة أخرى، ذكر المؤلف أن ابن الأحرش قد تلقى الدعم من الانجليز الذين كانوا في صراع مع الفرنسيين. ومهما يكن من أمر فقد كانت هذه الثورة على قدر كبيرمن القوة ، مكنتها من الاستمرار لمدة خمس سنوات أذاقت خلالها للأتراك العثمانيين الأمرين ، وأرغمتهم على سحب حاميتهم من المدينة وألحقت بصفوفهم خسائر بشرية معتبرة ، وفي مقدمتها قتل الباي عصمان سنة 1804م اثر خروجه من عاصمته قسنطينة متوجها إلى جيجل لتأديب ابن الاحرش وأتباعه . وبعد جهد جهيد نجحوا في الضغط عليه ، فاضطر إلى الانسحاب من جيجل وتوجه إلى الغرب الجزائري، لينضم إلى صفوف الزاوية الدرقاوية أثناء دخولها في صراع مع الأتراك العثمانيين .
الاحتلال الفرنسي لجيجل سنة 1839م
شارك أبناء جيجل في مقاومة الفرنسيين ما بين (1830-1838م) في مدن الجزائر وقسنطينة وسكيكدة ، قبل أن تقع مدينتهم في أيديهم سنة 1839م ، ورغم تمكنهم من إقامة حامية بالمدينة ، فقد ظلت المنطقة خارج نفوذ الفرنسيين بفعل ضراوة المقاومة الشعبية لعشرية كاملة ، لذلك قرر الجيش الفرنسي شن حملات الإبادة التي استهدفت السكان العزل بالدرجة الأولى، لترويعهم وحملهم على الاستسلام . وجاءت في هذا السياق حملات الضباط : سانت أرنو سنة1851م ، وماكماهون سنة 1852م ، وراندون سنة 1853م ، ارتكبت القوات الفرنسية أثناءها من أهوال التقتيل والإبادة والتخريب والحرق والتدمير، ما جعلها تصنف ضمن الجرائم الكبرى في التاريخ . ورغم ذلك كله فان أهلها لم يستكينوا ، إذ لم تكن ثوراتهم تهدأ إلا لتنطلق من جديد، مثلما حدث في عرش زواغة الذي ثار سنة 1864م بقيادة الشيخ محمد مقدم الطريقة الرحمانية ، بدعم من الأسرتين العريقتين : بن عاشور في فرجيوة ، وبن عز الدين في ميلة، وقد أوكل الفرنسيون أمر القضاء عليها- بعد اضعافها- لحليفهم بلقاسم بن حبيلس الذي نجح في إلقاء القبض على الشيخ محمد وتسليمه للفرنسيين .
كما ثار عرش أولاد عيدون في الميلية في مطلع سنة 1871م، وهاجموا المواقع الفرنسية هناك، لذلك فمن الطبيعي أن يحتضن أهل جيجل ثورة الشيخ الحداد والمقراني المندلعة في ربيع سنة 1871م، من خلال استجابة أعيان وشيوخ تابابورت وبني قايد وتاكسانة وبني عمران وبني خطاب والعوانة وغيرهم ، لنداء سي عزيز بن الحداد ، وبرأي المؤلف فان جهود هؤلاء قد لعبت دورا أساسيا في امتداد هذه الثورة إلى كل أعماق جيجل (ص151)، فتحررت كل المناطق الممتدة من بجاية إلى مدينة جيجل التي صارت قاب قوسين أو أدنى من السقوط . ولعل أهم استنتاج للمؤلف من غمار المعارك التي دارت رحاها في الجبال الغربية والجنوبية ، هو نجاح فرنسا في جزأرة المعارك ، إذ لم تشارك فيها بجنودها ، بل بواسطة أعوانها المحليين (ص153) . كما ذكر أيضا بجرائم الجنرال ( دى لاكروا) الذي أباد المدنيين العزل في مناطق كثيرة كزواغة وبني خطاب وغيرها ، خاصة في شهر أ وت من سنة 1871م .
وقد انتهت هذه الثورة - كما هو معلوم – بانهزام الجزائريين لأسباب عديدة ، كسوء التنظيم وقلة العدة وضعف التسليح ، واستسلام القيادة المركزية بعد استشهاد الشيخ المقراني. وكانت نتائج الحرب وخيمة على السكان ،إذ تعرضوا لعقوبات فردية وجماعية رهيبة ، كالسجن والنفي وفرض الغرامات الباهظة ومصادرة أملاكهم وأرزاقهم ، وفي مقدمتها الأراضي السهلية ، التي وزعت على المستوطنين الفرنسيين، وتفاقمت أوضاع الأهالي بانتشار الفقر المدقع ، فاضطر العديد من أهالي القرى إلى الهجرة نحو المدن، كسطيف وقسنطينة وسكيكدة.
هذا وتجدر الإشارة في الخير إلى أهمية الوثائق المنشورة في قسم الملاحق ، تتعلق بمصادرة أملاك المواطنين في مراحل تاريخية مختلفة ، كان آخرها ثورة 1871م .
والخلاصة أن هذا الكتاب جدير بالقراءة ، باعتباره جهدا محمودا ولبنة جديدة في بناء صرح المكتبة التاريخية الجزائرية بأقلام الجزائريين ،الذين يعيدون قراءة ما كتبه الآخرون عنا، قراءة موضوعية ، ذات مسحة وطنية ، من أجل تخليص ماضينا من إسقاطاتهم الإيديولوجية المختلفة التي كانت لها تداعيات خطيرة على الناشئة .
السلام عليكم
باين عليك قراي التاريخ ممكن تساعدني في الحصول على الكتاب الدي دكرته للمؤرخ فيرو تاريخ جيجلي لان تخصصي ليس تاريخ و انما انا اشتغل مقتصد ممكن ان تتصل بي على الرقم 0771812724 وشكرا









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-19, 13:08   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
~~ أغيلاس ~~
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ~~ أغيلاس ~~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة morgaz مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
باين عليك قراي التاريخ ممكن تساعدني في الحصول على الكتاب الدي دكرته للمؤرخ فيرو تاريخ جيجلي لان تخصصي ليس تاريخ و انما انا اشتغل مقتصد ممكن ان تتصل بي على الرقم 0771812724 وشكرا
يا أخي لست متخصصا في التاريخ ، و مثل هذه المقالات مبثوثة في بعض المواقع الإلكترونية في الشبكة العنكبوتية ، بحثت عن الكتاب الذي اقتُبس منه هذا الكلام غير أني لم أجده ، و حتى في كتب تاريخ المغرب العربي و الأندلس لا تجدهم يتكلمون عن أنساب و أصول السكان ، يتحدثون فقط عن الفتوحات و من تولى الخلافة و ما إلى ذلك .









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-19, 13:09   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
~~ أغيلاس ~~
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ~~ أغيلاس ~~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

باسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, والسلام عليكم, أما بعد فقد دعاني للكتابة في أصول أهل جيجل ما رأيته من الخلط والخبط واللغط في هذه المسألة, فنقول :
• أن أصول أهل جيجل – على العموم – تنتهي إلى قبيلة كتامة من الأمازيغ وقد صرح بذلك ابن خلدون في كتاب العبر حيث ذكر – في معرض الحديث عن كتامة, في المجلد المخصص للأمازيغ الذين يسميهم البربر - :
o أن جيجل من مواطن كتامة, حيث يجعل مواطن كتامة "من حدود جبل أوراس إلى سيف البحر ما بين بجاية وبونة".
o ثم عندما تحدث عن كتامة في زمانه – نهاية القرن 8هـ/14م - ذكر بأن منهم أهل "جبال جيجل".
o وقد ذكر من فروع كتامة أسماء لا تزال متداولة حتى اليوم كبني زنداي - الذين يسميهم ببني زلدوي -, وبني تليلان, وجيملة, وبني معاذ, وإرجانة – وهي عند ابن خلدون إجانة -. وعن مقابلة الأسماء القديمة والحديثة للقبائل ارجع إلى الأستاذ موسى لقبال في كتابه "دور كتامة في تاريخ الخلافة الفاطمية", والأستاذ الدراجي بوزياني في كتابه "القبائل الأمازيغية" المطبوع حديثا.
o ولم يعرف عن المنطقة أي هجرة كبيرة منها أو إليها منذ زمان ابن خلدون مما قد غير ما أقره.
• ولا بد أن هناك نسبة من ذوي أصول العربية, رغم صمت المصادر التاريخية عن أي استيطان, وذلك بدليل لغة المنطقة العربية إجمالا. وهذه اللغة – أو اللهجة – تنتمي إلى ما يسميه ابن خلدون باللسان الحضري – المقدمة, الفصل الخامس والأربعون من الباب السادس -, أي اللغات التي تشكلت مباشرة بعد الفتح الإسلامي - ارجع إلى
"Philippe MARÇAIS, Le parler Arabe de Djidjelli"
-, ما يلزم منه أن المنطقة بقت بعيدة عن التغريبة الهلالية.
• كما أن هناك بعض ذوي الأصول التركية وهذا معروف ومشهور بين الناس, وقد يكون بين هؤلاء من هم من أصول أوروبية, لما عرف من سياسة العثمانيين في إسناد المناصب لمن يسلم من الأوروبيين. ولكن نسبتهم – أي الأتراك ومن اندرج فيهم – ضئيلة ولا دليل على استيطان عثماني كبير.
• هناك بعض الروايات التي كانت تتوارثها قبائل المنطقة بأن نسبهم ينتهي إلى فلان وأنه جاء من المغرب الأقصى أو من المشرق, و هذه الروايات لا يعول عليها لإثبات حقائق تاريخية, وذلك لكونها غير محصورة لا زمانيا ولا مكانيا, بالإضافة إلى الاضطراب في سرد الأحداث, والتركيز على الخوارق, وفي أحسن الأحوال قد تعبر عن هجرات فردية صارت قصص أصحابها من قبيل الأساطير المؤسسة للعشائر المحلية بعد اندراس الأنساب بعضها في بعض, مثال ذلك انتساب بني أحمد إلى المرابط موسى وذلك لا يفسر كون اسمهم "بني أحمد" فهو دليل على اندراج نسبين في بعضهما, نفس الشيء يقال عن بني عافر الذين ينتسبون إلى يخلف ابن حسن, وبني يدر إلى مولى الشقفة, وعن اضطراب سرد الأحداث نشير مثالا إلى ادعاء بني عافر وبني فوغال أن كلا منهما هرب جده إلى المنطقة بعد أن ذبح كتيبة من الأتراك, فهل هما حادثتان منفصلتان وهذا مستبعد, أم هو نزاع حول "شرف ذبح الأتراك". ومن الخوارق نزول المرابط موسى في موقع الزاوية الحالية ببشارة من بغلته.
ومما يؤيد ضعف هته الروايات, ويؤكد ما ذهبنا إليه, ما ذكره ابن خلدون من ادعاء أكثر الكتاميين في زمانه غير نسبهم, تجنبا لتبعات دعمهم التاريخي للعبيديين الشيعة.
وبعد الاحتلال الفرنسي دونت هذه الأساطير وأعطيت أهمية كبيرة, نذكر مثلا سلسلة كتب شارل فيروه
"Charles FERAUD"
الذي كان مترجما للجيش الفرنسي في عمالة قسنطينة ما بين 1854م-1872م – المعنونة "تاريخ مدن عمالة قسنطينة"
" Histoire des villes de la province de Constantine ",
وقد خصص أحدها لجيجل ما حولها.
وحديثا, نشر الأستاذ بوجمعه هيشور بعض هته الأساطير في مقالات عن أنساب المنطقة في يومية المجاهد الصادرة ما بين 3 و10 ماي 1998م – وهو مصدرنا في هذا -, وفصل في عشائر اندرجت في قبائل المنطقة وفي أنساب بعض أسر, واعتمد في ذلك على الروايات المحلية ومحاضر تطبيق قانون مجلس الشيوخ الفرنسي ل22 أبريل 1863م
"sénatus-consulte",
ولكنه لم يشر إلى أي رابط بين القبائل الحالية والتاريخية رغم أنه عنون مقالاته ب"أنساب أمة, جيجل أو المجال القبلي الكتامي"
"Généalogie d’une nation, Jijel ou l’espace tribal kétamien".
واجتهد الأستاذ علي خنوف في كتابه "تاريخ منطقة جيجل قديما وحديثا" في البحث عن سند تاريخي لهته الأساطير, حيث يقول أن المقصود بالذين جاءوا من المغرب الأقصى بعض أمراء الموحدين ومن بعدهم الحفصيين – وكلاهما من قبيلة مصمودة الأمازيغية - الذين كانوا يلجؤون إلى المنطقة بعد فشل تمرداتهم, فهو يجعل قبائل جيجل من هؤلاء, ولم يناقش ما أوردناه عن ابن خلدون ويشير بشكل عام إلى هجرة أغلب كتامة مع العبيديين إلى مصر – القرن 4هـ/10م -.

بقلم : شيخ الروادحة .










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-19, 13:17   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
~~ أغيلاس ~~
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ~~ أغيلاس ~~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ابن خلدون الذي فصل في هجرة القبائل العربية إلى ما يُسمى بالمغرب الأوسط ( الجزائر حاليا ) لم يذكر في كتابه وفود قبائل عربية إلى منطقة جيجل و ضواحيها ، بل ذكر أن سكان المنطقة ينتمون إلى قبيلة كتامة الأمازيغية ، و عليه فإن السكان في زمن ابن خلدون كانوا يتكلمون الأمازيغية ( في القرن الرابع عشر ) ، لكن حاليا أغلب سكان المنطقة يتكلمون العربية ، و معلوم أنه من القرن الخامس عشر إلى القرن السادس عشر هاجر آلاف الاندلسيين إلى المنطقة ، و بناء على ذلك فالأندلسيون هم السبب الرئيسي في التعريب ، و سكان المنطقة يتشكلون أساسا من العنصر الأمازيغي و العنصر الاندلسي .










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-21, 19:57   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
khalido-dz
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لي عودة للموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-25, 21:16   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
mmoussa
عضو جديد
 
الصورة الرمزية mmoussa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

;ولاكن يا أخ بعض الكلمات تتكلمون بها غير صحيحة مثلا حرف القاف ...........ينطق عندكم بالكاف اي في كل البلديات الا بلديتين هما جيملة وبنياجيس وشكرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 14:29   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
morgaz
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mmoussa مشاهدة المشاركة
;ولاكن يا أخ بعض الكلمات تتكلمون بها غير صحيحة مثلا حرف القاف ...........ينطق عندكم بالكاف اي في كل البلديات الا بلديتين هما جيملة وبنياجيس وشكرا
واش ايحب ايقول ما انتم الا من قبيلتين بعيدتين عن ولاية جيجل هما بني فوغال وبني عافر.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اللهجة, الجيجلية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc