السلام عليكم ورحمة الله
كثير هي المبررات التي يقدمها الانسان كهدية يكافيء بها نفسه عما أقترفه من أعمال مشينة، عندما يخرج العبد عن الطريق ويتبع مايملي عليه
هواه يبدأ بالبحث عن أعذار واهية لعله ينجو بجلده من تبعيات أقوال الناس وردة فعلهم فيجد سبيل له بان الإنسان يخطيء والكمال لله .
فلو تعمقنا بهذا العذر الذي يهز إيقاع النفس ويحرك هوى الناس ، نجد انها من اكبر المنابع لجعل الانسان جريء بالوقوع في المعاصي
وهذا ماأصبح المجتمع عليه ، يقول المراهق عندما اكبر اتوب تحت غطاءالصغر ،ويقول العازب والعازبة عندما اتزوج اتوب تحت
غطاء طيش الشباب ويقول السارق عندما اصبح ثري اتوب بمسمى الاغراء .فواحش ومعاصي مثناثرة هنا وهناك تحت مسميات عديدة
كلها أعذاردون مبرر .
واكبر هفوة يقع فيه الاولياء اتجاه ابنائهم مبدأ- مزال صغير يعيش حياتو – هذا التماطل قد فتح أعين الابرياء الى ان يصبح ناضج حينها
سيخرج عن الطاعة و بذلك قد فقد هوية الصلاح وذهبت الاخلاق في مهب الريح،فاين من علموهم على سبع واضربوهم على عشر .هذه
الانزلقات التي آذت بالمسلم أن يؤذي الصلاة و يحفظ القران في سن متاخرة فلايعرف طعم المسؤولية في حياته ولايتحمل نتائج تصرفاته .
من المنطق ان الوقوع في الخطأ يخص الاشياء المجهولة بان يقوم العبد بفعل شيء لاول مرة كتجربة فينتج إحتملان ان يخطيء او
يصيب فتكون النتيجة تعلم درس، اما ان تفعل شيء معروف بانه غير صواب ومصبه في السراب ثم تنتسب انه خطأ يقع فيه اي انسان
فهذا باب من فصول الفساد قد فتح على مصرعيه .
كثيرا ماتخرج من افواه المتمردين على حدودهم كلمة الله غالب كنت مجبرا .فكيف لك ان تكون مجبرا وقد خلقت مخيرا .
عندما تترك يدك في النار وتنتظر ان تخرج ذهب او تلقي بنفسك من اعلى العلو وتنتظر ان تحلق كمن ينتظر من زهرة الصبار ان تثمر
له تفاح هل هذه أخطاء ام استغباء ام اتباع الهوى .
من ينقصه الحكمة والتدبر يرى ان الوقوع في الذنوب هي من العيوب فمنذ متى كانت المعاصي والجرائم الاخلاقية هي من بلاء الخالق .
الشخص الدنيء هو من يتخد له ملاذ لجانبه السيء للتمسك بفكرة نعيش حياتي وبعدها أتوب فهذا ملجأ يتخده المغرومين بأهواء الدنيا
و المستسلمين لانفسهم و من هانت عليهم كرامتهم وتجمدت ضمائهم يتناسون تاريخ الماضي و يتجاهلون حقيقتهم المريرة ،لكن هيهات
مانحن عليه الان هو الطريق التي سلكناها سابقا فمن يريد التبرؤ في شطر من حياته فقط خاب ظنه لان جزاء الدارين يقترن بالعمر كله.
الشيء الأكيد أن لاتوجد مثالية في الدنيا لكي يصنع الانسان عالم كله رائع، لكن يمكنه ان يتفادى الكثير من المساوئ والمشاكل التي
في غنى عنها بنعمة العقل والعقيدة الإسلامية ويصنع كل فرد عالم لنفسه يليق بمقام وجدانه.
حينا يذق ناقوس الخطر ويغرق المجتمع في بحر الفساد ندرك ان الجميع وجد لنسفه ملاذ يختبيء فيه لكي يبرر خطيئته .
انطلاقا من الفرد وصولا الى المجتمعات ، عندما يعيشون الناس بمبدأ لابد على الانسان أن يخطيء لأنها سنة من الحياة ويتعمدون ذلك
فكيف سيكون حال العالم .