هل كل من يقول: "لا إله إلا الله" على عقيدة صحيحة؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل كل من يقول: "لا إله إلا الله" على عقيدة صحيحة؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-27, 02:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










Post هل كل من يقول: "لا إله إلا الله" على عقيدة صحيحة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل كل من يقول: "لا إله إلا الله" على عقيدة صحيحة؟
نقول: لا، الذي يقول: "لا إله إلا الله" يكون على عقيدة صحيحة إذا كان المقصود بـ"لا إله إلا الله": لا معبود بحق إلا الله ، فالذي على هذه العقيدة هو على منهج الصحابة والتابعين ، على منهج السلف الصالح خير القرون ، لأن التوحيد المطلوب هو توحيد العبادة ، فالله تعالى يقول: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً ) (التوبة:31) فالمقصود بالتوحيد هنا هو توحيد العبادة ، لا معبود بحق إلا الله ، والمعبود هو الذي يُصدَّق في خبره وهو الذي يُطاع في أمره ، فالذي يقول " لا إله إلا الله" تنفعه إذا كان على هذا المعنى ، فيقول: يا رب ، أنا على استعداد إن أخبرتني صدَّقت ، وإن أمرتني نفذت ، قال تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) (طه:14) ، وقال سبحانه وتعالى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) (الأنبياء: 25)،وقال: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص: 88)، وقال تعالى : (هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (غافر: 65)، وقال تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) (المزمل: 9)
ومما ورد في سنة رسول الله في بيان معنى لا إله إلا الله وأنه لا معبود بحق سواه حديث بعث معاذ إلى اليمن برواياته المختلفة ، فقد قال لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: " إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى" ، وفي رواية أخرى قال : "إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله" ، فالتوحيد المقصود هو توحيد العبادة ، والذي جعلنا نعرف أن توحيد العبادة هو "لا إله إلا الله" الرواية الثالثة ، وفيها يقول : " إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة ألا إله إلا الله" ، إذاً شهادة ألا إله إلا الله معناها: لا معبود بحق إلا الله ، أو توحيد العبادة لله .
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "لا إله إلا أنت فيه إثبات انفراده بالإلهية، والإلهية تتضمن كمال علمه وقدرته ورحمته وحكمته ففيها إثبات إحسانه إلى العباد، فإن الإله هو المألوه والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزمك أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع، والعبادة تتضمن غاية الحب بغاية الذل" .
معنى "لا إله إلا الله" عند المتكلمين:
نحن نقول ذلك ، لأن هناك من فسَّر "لا إله إلا الله" بمعانٍ أخرى ، فالمتكلمون لما فسروا "لا إله إلا الله" فسروها بمعنى الخالقية وقالوا: "لا خالق إلا الله" ، فيقولون في كتبهم: الكلام على مباحث الألوهية ، وإذا نظرت إلى الألوهية التي يتكلمون عنها لا تجدهم يتكلمون عن توحيد العبادة ، وإنما يتكلمون عن إثبات وجود الخالق ، وأن الخالق يمتنع أن يكون إلهين، وأن هناك خالقاً واحداً للكون ، وكيفية إثبات سبع صفات وتعطيل الباقي ، وأن التوحيد معناه نفي الصفات لأن إثبات الصفات تشبيه...........إلى آخره، فهذه هي مباحث الألوهية ، فهل هذا هو معنى الألوهية؟
نقول: لا ، توحيد الألوهية معناه : لا معبود بحق إلا الله ، وأما إقرار الناس بوجود خالق للكون أمر فطري لا يحتاج إلى دليل، ولذلك روى البخاري من حديث أبي سفيان لما سأله هرقل ملك الروم عن النبي قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
وأما إثبات الخالقية لله تعالى فهو أمر فطري في النفوس ، حتى عند المشركين ، قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) (الزمر:38) فكانوا يؤمنون بأن الله هو الخالق المدبر، وكانوا يتخذون الآلهة الأخرى وسائط وشفعاء ، قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) (الزمر:3) ، وأما ساعة الشدة فلا يلجأون إلا إلى الله ، ولذلك لما دخل النبي مكة أمَّن الناس جميعاً إلا أربعة نفر وامرأتين ، وكان منهم عكرمة بن أبي جهل ، فهرب عكرمة وركب البحر ، فأصابت السفينة عاصفة شديدة، فقال أصحاب السفينة لركابها: "أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً ها هنا " ، أي توجهوا إلى ربكم وحده ولا تشركوا به ، فلما سمع عكرمة هذا الكلام قال: "والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ، لا ينجني في البر غيره " ثم قال: "اللهم إن لك عليَّ عهداً ، إن أنت عافيتني مما أنا فيه ، أن آتي محمداً فلأجدنه عفواً كريماً" ، وبالفعل نجاه الله تعالى ، وجاء إلى النبي وأسلم ، وأصبح أحد المجاهدين الذين فتحوا الفتوحات .
فكانوا يشركون بالله وقت الرخاء ، ووقت الشدة يوحدون ، ولذلك فإن من وحَّد الله في العبادة أثبت أنه الخالق ، لكن من أثبت أن الله هو الخالق يمكن ألا يوحد الله في العبادة ، فتجد من يؤمن بأن الله هو الخالق الرازق ولكن إذا قيل له : قم إلى الصلاة ، يأبى ، فهو عنده توحيد ربوبية ، وليس عنده توحيد ألوهية ولا توحيد عبادة .
فالمفروض أن تستجيب الأمة لتوحيد العبادة ، وليس أن يُدرَّس للطلاب توحيد الألوهية على أن الله تعالى هو الخالق، فما من أحد إلا ويعلم أن الله هو الخالق ، قال تعالى: (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (إبراهيم:10) ، وقال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (العنكبوت:61) ، حتى فرعون قال له موسى عليه السلام : (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً ) (الإسراء:102) ، وقال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) (النمل: 14) ، فالناس تعرف بقلوبها أن هناك خالقاً للكون ، فإذا قلت: "لا إله إلا الله" بمعنى أنه لا خالق إلا الله ، فليس هذا هو المعنى السلفي.
فالسلف يقولون بأن "لا إله إلا الله " معناها : لا معبود بحق إلا الله ، والخلف يقولون بأن معناها: لا خالق إلا الله .
معنى "لا إله إلا الله" عند الصوفية:
وأما الصوفية فيقولون بأن معنى "لا إله إلا الله" : لا موجود إلا الله ، وهؤلاء هم غلاة الصوفية كابن عربي ، وأما عوام الصوفية فتراهم يأخذون من هنا ومن هناك ، وأما أوائل الصوفية فكانوا في العقيدة وفي باب الصفات على عقيدة الإمام أحمد بن حنبل ، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كان يدافع عنهم .
الإمام القشيري (صاحب الرسالة القشيرية) حاول أن ينسب أوائل الصوفية إلى المذهب الأشعري ، وهؤلاء وقفوا مع الإمام أحمد ضد المعتزلة ، وكتبوا كلاماً رائعاً في نصرة المذهب السلفي ، فألف ابن تيمية رحمه الله تعالى كتاب "الاستقامة" في مجلدين ليرد على القشيري ، ويبين أن المشايخ (أي أوائل الصوفية ، فقد كانوا يسمون بالمشايخ) عقيدتهم عقيدة سلفية ، ونصرهم نصراً مؤزراً ، فصحيح أنه رحمه الله تعالى يُخالف الصوفية وحدثت إشكالات كثيرة بينه وبينهم ومناظرات ، لكن لم يمنعه ذلك أن يقول كلمة الحق في هؤلاء .
فأبو طالب المكي كان صوفياً ، وسهل بن عبد الله التستري كان صوفياً ، ونحن نذكر كلاماً لهم.
وكذلك أبو عبد الله بن خفيف الشيرازي له كتاب في العقيدة رائع ، وإن كان له ابتداعات في باب العبادات ، فنحن نقول: الحق يؤخذ والباطل يُرد ، وهذا هو منهج الوسطية ، فكان الصوفية الأوائل على منهج السلف الصالح .

فغلاة الصوفية يقولون: لا موجود إلا الله ، ما معنى هذا؟

يقولون بأن العالم الذي نعيش فيه هو الله ، ويضربون مثالاً لذلك ، وهو مَثَل المرآة ، فالشخص إذا وقف أمام المرآة يعرف نفسه أكثر ، ويرى أوصافاً في نفسه لم يكن يراها إلا من خلال المرآة ، فغلاة الصوفية يقولون: هذه المخلوقات هي المرآة ، وربنا يرى نفسه ومتجلٍ في هذه الكثرة التي تظهر في المرآة، فإن أراد أن يرى نفسه جباراً منتقماً يظهر في صورة فرعون ، وإن أراد أن يرى نفسه رحيماً يتجلى في صورة محمد ، وإن أراد أن يرى نفسه جميلاً يتجلى في صورة المرأة، فيقولون: المرأة هي أكمل تجلي لله ، لأن فيها الجمال كله(تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً).
فيقولون بأن الله هو السماء بما فيها من شمس وقمر ونجوم، وهو السحاب الذي نراه بين السماء والأرض عند الصفاء والغيوم لا فرق بين الأنداد والأضداد، ولا فرق بين الرب والعباد، فالعابد عندهم هو المعبود والذاكر هو المذكور، كما يقول ابن عربي: "ما في الوجود مثل ، ما في الوجود ضد ، فإن الوجود حقيقة واحدة والشيء لا يضاد نفس"
فالله عندهم يظهر في صورة شخص منتقم ، في صورة عالم ، في صورة بوذي ، في صورة صنم..........ويقولون بأن هذه صور وتجليات يظهر فيها الحق .
ولذلك يقول ابن عربي:
لقد كنت قبل اليوم أُنكر صاحبي إذا لم يكن دينه إلى ديني دان
لقد صار قلبي اليوم قابلاً كل شرعةٍ فمرعىً لغزلان ، ودير لرهبان
وبيت لأوثان ، وكعبة طائفٍ وألواح توراة ، ومصحف قرآن

أدين بدين الحب أنَّى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني
فصحح ابن عربي دين اليهود ودين النصارى ودين البوذيين ودين المجوس ..........، ولذلك هذا الرجل يحبه أعداء الإسلام ، ولذلك وقفوا بجانب المستشرقين لما طبعوا كتب الصوفية حتى يوزعونها مجاناً على العالم الإسلامي.
وكان يقول أيضا:
فإنا أعبدٌ حقا وإن الله مولانا وإنا عينه فاعلم إذا ما قلت إنسانا
أي أن الإنسان هو الله، وهو المعبود بحق ،لأن الله تعالى تجلى فيه
فلا تحجب بإنسان فقد أعطاك برهانا فكن حقا وكن خلقا تكن بالله رحمانا
فكن حقاً: أي إلهاً ، وكن خلقاً: أي الصورة التي تجلى فيها.
فهذا هدم للدين تحت مسمى " لا إله إلا الله".والعياذ بالله ..
الدكتور محمود عبد الرازق الرضوانىحفظه الله


يتبع









 


آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-08-27 في 02:45.
قديم 2011-08-27, 02:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










B11 علم التوحيد وانواعه

معنى "لا إله إلا الله" عند الفلاسفة:
وأما الفلاسفة فيقولون بأن "لا إله إلا الله" معناها: لا علة إلا الله ، فيقولون بأن الله تعالى هو العلة الأولى وليس بمعلول، فما معنى العلة والمعلول؟
هذا في الأصل يُطلق على السبب والنتيجة ، فالإنسان يضع البذرة في الأرض ، وهذه البذرة تسمى سبباً ، فتُخرج نبتة، وهذه النبتة يسمونها نتيجة سببها البذرة ، فالبذرة علة أو سبب والنبتة معلول أو نتيجة ، فالعلة تؤدي إلى معلول ، أو السبب يؤدي إلى نتيجة ، ثم إن النبتة نفسها تنقلب وتصبح علة لظهور الثمرة ، فالثمرة نتيجة والنبتة سبب ، ثم إن الثمرة أصبحت علة ، وذلك لوجود البذرة بداخلها ، فكل معلول قبله علة ، وكل علة كانت معلولاً لعلة ، فهذه كلها أسباب، ولذلك يقال: خذ بالأسباب، لأنها تؤدي إلى النتائج ، لأنك لن تصل إلى النتيجة إلا إذا أخذت بالأسباب .
والله تعالى هو الذي خلق البذرة وهو الذي خلق النبتة ، ولكن الله تعالى لن يخلق لك النبتة إلا إذا أخذت بالأسباب ووضعت البذرة التي خلقها الله تعالى ، فخالق العلل والأسباب هو الله تعالى ، لكن هل الله تعالى سبب أدى إلى نتيجة؟
لا ، هو خالق السبب والنتيجة ، وأما الفلاسفة فيريدون أن يجعلوا الله تعالى هو العلة الأولى كالبذرة التي أخرجت النبتة ، فيقولون بأن الله تعالى هو العلة الأولى التي صدرت عنها العلل كلها.
نقول لهم: الله تعالى ليس بعلة ، وإنما هو خلق الأشياء وخلق الأسباب من فوق عرشه ، ولا يخضع لنظام التولد الذي تسير عليه الحياة ، فالله تعالى قال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ )، أي أنه لا يخضع للأسباب والعلل ، فليس بمولود لأنه ليس له والد ، فالوالد علة والمولود معلول ، فالأب سبب في وجود الولد ، فلا يوجد ولد أتى بلا أب ، ولكن لو شاء الله أوجده بلا أب ، حتى يبين لنا سبحانه أنه ليس بعلة من العلل كما يقول الفلاسفة ، فالله سبحانه وتعالى هو خالق العلل.
ومن ثم ، فإن الله تعالى صانع كل شيء بقدرته، وعلة كل شيء صُنْعُه، ولا علة لصنعه، وهو سبحانه وتعالى واحد أحد، وتر صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وليس الإله علة وجود الأشياء وإنما العلة صفاته الفاعلة.
معنى "علة كل شئ صنعه": أي أنه بصناعته للأشياء صنع العلل ، ولكن هو نفسه ليس بعلة .
إذاً ، ليس كل من يقول : "لا إله إلا الله " معناها : لا معبود بحق إلا الله ، فالسلف فقط هم الذين عبروا عن منهج أهل السنة والجماعة الذي ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله وأن التوحيد معناه توحيد العبادة .
• تصنيف التوحيد إلى نوعين والمصطلحات التي أطلقت على كل نوع .
التوحيد يُصنَّف إلى نوعين أو ثلاثة من باب بيان ما في الكتاب والسنة .
التوحيد نوعان: النوع الأول له عدة مصطلحات أطلقت في الشرع ، فالتوحيد الذي أطلق في باب الأمر له عدة مصطلحات وهي:
1. توحيد العبادة
2. توحيد الألوهية
3. توحيد الغاية
4. توحيد القصد والطلب
5. توحيد الإرادة
6. توحيد الشرع والقدر
وهذه المصطلحات جمعتها من تراث أهل العلم الذين تكلموا في معتقد السلف الصالح على مدار التاريخ ، فيستخدمون هذه المصطلحات للتعبير عن النوع الأول من أنواع التوحيد والذي هو توحيد العبادة.
ما سبب هذه التسميات؟
- سُمي بتوحيد الغاية على اعتبار أن هذا هو الغاية من خلق الإنسان ، قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (الذاريات:56) ، ولذلك سمي توحيد العبادة .
- وسمي توحيد القصد والطلب لأنه يتعلق بنية الإنسان في الحياة ، فالرسول يقول: "إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" ، إذاً ، هو متعلق بقصدك وطلبك في الحياة أو ما يُطلب منك شرعاً ، هل ستنفذه أم لا.
لأن الرسول إذا جاء للناس وقال لهم :صدقوني في خبر الله ، فصدقوه ولم يكلفهم بأوامر الله وتشريعاته وتركهم على ما هم عليه يعبدون الأوثان والأصنام ، هل كانت ستتغير مكة وينتشر الإسلام ؟!!!
إذاً ، ليس الإيمان مجرد تصديق القلب وقول اللسان ، بل لا بد من عمل الجوارح والأركان ، لأن بعض الناس يقولون: المطلوب أن يصدِّق العبد بقلبه ويقول: "لا إله إلا الله".
نقول: إذا كان الرسول طلب من الناس ذلك ، وقالوا كلهم "لا إله إلا الله" ، ولم يستجب أحد لرسول الله بالعمل، هل كان سيهاجر أحد إلى المدينة؟ ، وهل كان أحد سيدخل في الإسلام ويقاتل في سبيل الله ويفتح الدنيا؟؟!! بل إن مكة كانت ستظل على ما هي عليه ، فليس هذا دين التوحيد ، إنما التوحيد في الاستجابة والعبادة والعمل ، فالإيمان تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان .
- وسُمِّي أيضاً بتوحيد الألوهية لأنه معنى قول العبد: لا إله إلا الله ، فقد تقدم أن الإله هو المألوه المعبود بالمحبة والخشية والإجلال والتعظيم وجميع أنواع العبادة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "توحيد العبادة هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، أن يقصد الله بالعبادة ويريده بذلك دون ما سواه وهذا هو الإسلام، فإن الإسلام يتضمن أصلين: أحدهما: الاستسلام لله، والثاني: أن يكون ذلك له سالما، فلا يشركه أحد في الإسلام له وهذا هو الاستسلام لله دون ما سوا" .
- وسمِّي أيضاً توحيد الإرادة لأن من وحَّد الله في العبادة تطابقت إرادته مع إرادة الله الشرعية مع إرادة الله الكونية ، وإرادة الله الشرعية هي الأوامر والأحكام التكليفية ، فإرادة العبد انطبقت مع إرادة الله الشرعية ، وتنطبق تلقائياً مع إرادة الله الكونية والتي هي مشيئته سبحانه وتعالى .
فيحدث هنا توافق بين الإرادات ، إرادة العبد مع الإرادة الشرعية مع الإرادة الكونية ، فلما تتوافق الإرادات يظهر مصطلح التوفيق ، فيوفق الله عبده لطاعته.
جار رجل إلى سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى ( ت:293) وقال له: ما تقول فيمن قال: "أنا كالباب لا أتحرك إلا أن يحركني "؟ ، أي أنه يسير وفق مراد الله ، لا يخالف إرادة الله سبحانه وتعالى
قال سهل رحمه الله تعالى: "لا يقول هذا إلا صديق أو زنديق"
فالصدِّيق هو الذي وافقت إرادته إرادة الله الشرعية ، وتوافق مع إرادة الله الكونية ، لأن كل ما قدَّره الله يقع ، فهو لا يتحرك إلا على مراد الله الشرعي ، وهو ما ذكره الله تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إليَّ عبدي بشئ أحب إليَّ مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به" فيوفقه الله في سمعه فلا يسمع إلا ما يُرضي الله ، وهذه هي قمة الطاعة والإيمان .
وأما الزنديق فإنه يخالف شرع الله ، ويقول: أنا أفعل ما شاءه الله ، فيسرق ويقتل وينهب ويقول: هذه مشيئة ربنا ، كالسارق الذي جاء إلى عمر بن الخطاب وأراد عمر أن يقطع يده ، فقال: سرقت بمشيئة الله ، قال عمر: وأنا أقطع يدك بمشيئة الله وإرادته.
وقد ظهر هذا المذهب الجبري في نهاية عصر الصحابة رضي الله عنهم ،وقد كان ابن عباس يدعو الناس إلى التوحيد، وحدثت واقعة أن رجلاً من أصحاب هذا المذهب دخل على أهله فجأة فوجد رجلاً مع امرأته ، فهمَّ أن يأخذ بالسيف ليقتله ، فقالت له امرأته : أتركت التوحيد وذهبت خلف مذهب ابن عباس؟ ألا تعلم أن كل شئ بقضاء وقدر؟ ، فقال: تبت إلى الله .
أهذا هو التوحيد؟؟!!
إذاً ، سُمي هذا التوحيد بتوحيد الإرادة لتوافق إرادة العبد مع إرادة الله الشرعية ، وأما إرادة الله الكونية فستقع لا محالة، سواء اختار العبد الطاعة أو اختار المعصية.
- وسمي هذا التوحيد بتوحيد الشرع والقدر لأن العبد لا يَسلم إلا إذا آمن بقدر الله وعمل بشرع الله ، فيؤمن بأن كل شئ سيقع وفق ما قدَّر رب العزة والجلال ، ولا يجوز أن يقول: سأعمل بالشرع ولا أؤمن بالقدر ، فمن قال سآخذ بالأسباب ، ولكن ليس هناك قدر ، فهذا يتبع مذهب المعتزلة القدرية ، وأما من يقول : أنا أؤمن بالقدر ولا أعمل بالشرع فهو على مذهب الجبرية ، وأما مذهب السلف فمذهب وسطية ، أن تؤمن بقدر الله وتعمل بشرع الله ،فتأخذ بالأسباب وتتوكل على الله ، فالتوكل على الله بدايته في الاعتماد على الله تعالى الذي بيده المقادير ، ثم الأخذ بالأسباب ، ثم الرضا بالنتائج.
وأما النوع الثاني من التوحيد الذي يتعلق بباب الخبر له أيضاً عدة مصطلحات أطلقت في الشرع وهي:
1. توحيد الوسيلة.
2. توحيد الربوبية والأسماء والصفات .
3. توحيد المعرفة والإثبات.
4. توحيد العلم والخبر.
ما سبب هذه التسميات؟
- سُمِّي بتوحيد الوسيلة لأن المعرفة بهذا التوحيد حجة لأن يُنفذ العبد الغاية من خلقه ، ولا يكفي إثباته لدخول الجنة، فلو قال أحد: أنا أؤمن بأن الله خالق وأن له الأسماء وله الصفات ، ولم يعبد الله تعالى ولم يوحد الله في العبادة لا يدخل الجنة، فعند البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" فالحصول على الجنة سببه الطاعة والعبادة ، فالنبي قال : "من أطاعني دخل الجنة" ، ولم يقل: من آمن بأن الله هو الخالق وآمن بالأسماء والصفات.
إذاً ، فالإيمان بالربوبية وبالأسماء والصفات سُمي بتوحيد الوسيلة على اعتبار أن العبد إذا وحَّد الله في هذا النوع من التوحيد يجب عليه أن يُنفِّذ النوع الآخر وهو توحيد الغاية أو توحيد الألوهية.
أما من يجعل غايته من التوحيد البحث عن وجود الله والتعرف على أوصافه بقوانين العقل أو الذوق، كما هو الحال عند الجهمية والصوفية وأحفادهم من المعتزلة والأشعرية والماتريدية أو حتى بالرجوع إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فهذا كله عند السلف وسيلة لتحقيق العبادة من خلال معرفة المعبود، فتوحيد العبادة يدل على توحيد الربوبية والأسماء والصفات بالتضمن، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأما توحيد الربوبية الذي أقر به المسلم والكافر وقرره أهل الكلام في كتبهم فلا يكفي وحده، بل هو الحجة عليهم كما بين ذلك سبحانه في كتابه الكريم في عدة مواضع، ولهذا كان حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا"
- وسُمي بتوحيد العلم والخبر لأن إثبات هذا النوع من التوحيد غير مبني على العقل وتقديم العقل على النقل ، ولكنه مبني على العلم بالأخبار التي جاءتنا عن الله تعالى ، فيأتينا الخبر فنصدقه ، فباب المعرفة بهذا النوع من التوحيد هو النقل، فمعرفة أسماء الله وأوصافه والقضاء والقدر يكون عن طريق النقل ، وسُمي توحيد المعرفة والإثبات على هذا الأساس.
وهذه الاصطلاحات ظهرت كرد فعل على كلام المعتزلة الذين قالوا أننا نعرف التوحيد عن طريق العقل ، فنقول لهم: لا، التوحيد ومعرفة الأسماء والصفات عن طريق النقل ، فلا بد من تصديق الخبر، فطريق المعرفة هو أن تُثبت ما أثبته الله لنفسه، فسمي بتوحيد المعرفة والإثبات ، أي توحيد الله تعالى عن طريق إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، وهذا ما سنعرفه بعد ذلك.
وسُمي بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات لأنه مبني على أن تُثبت ربوبية الله لخلقه ، بأنه الخالق الذي دبَّر الأشياء بتدبيره الكوني والشرعي ، لأن معنى الربوبية يقوم على هذين الركنين ، وكذلك توحيد الأسماء والصفات بسبب أنه ليس هناك آية من الآيات إلا وستجد فيها إما دعوة إلى توحيد العبادة أو توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء والصفات .










قديم 2011-08-27, 02:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هناك عدة أقوال في أصل كلمة التصوف:
1. قالوا بأنها نسبة إلى الصوف
والصوف لم يكن أحب الثياب إلى النبي ، وإنما كان أحب الثياب إلى النبي الحبرة ، وهي بردة مصنوعة من القطن أو الكتان.
2. قالوا بأنها نسبة إلى الصف الأول
مع أن الصوفية يقولون بأنه من آدابهم أنهم لا يحبون الصلاة في جماعة ولا الصلاة في الصف الأول ، وهذا هو نص كلامهم في كتاب اللمع للسراج الطوسي ، فلماذا لا يحبون الصلاة في الصف الأول؟
يقولون لأن الناس تزدحم للصلاة في الصف الأول طلباً للأجر والعوض ، وهم يعبدون الله لا طمعاً في جنته ولا خوفاً من ناره.
3. قالوا بأنها نسبة إلى الصفاء والنقاء
نقول: لو كانت كذلك لكانت النسبة : "صافيّ" وليس "صوفي".
4. قالوا بأنها نسبة إلى أهل الصفة
نقول: لو كانت كذلك لكانت النسبة : "صُفِّي" وليس "صوفي".
فالعلم الوحيد الذي ليس له مستند شرعي هو علم التصوف ، فلو قالوا: هو علم الأخلاق ، نقول: لماذا قلنا إذاً بأنه علم التصوف ولم نقل بأنه علم الأخلاق ، ولو قالوا: الصوفية هم أهل الإحسان ، نقول: الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، وأهل الإحسان الذين وصلوا للدرجات العليا لم يسمهم النبي صوفية.
ومن أراد المزيد حول هذا الموضوع فليرجع إلى كتاب: "التصوف، هل له أصل في الكتاب والسنة؟"، ففيه بسط وشرح لهذا الموضوع .
ما هي أبرز المصطلحات التي أطلقت على علم التوحيد؟
1










قديم 2011-08-27, 02:52   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كتاب أصول السنة لأحمد بن حنبل (ت:241)
• الإمام الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم الشيباني
(ت:287)

كتب في الرد على المعتزلة كتاباً سماه: (السنة) حيث جاءت مسائله عن الإيمان بالقدر ورؤية الله تعالى في الآخرة ومسائل أخرى في صفات الله تعالى يقف منها أهل الاعتزال موقف التعطيل .
• كتاب (صريح السنة) لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت:310) قال فيه: "فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا، القرآن كلام الله وتنزيله إذ كان من معاني توحيده، فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ .. فمن قال غير ذلك أو ادعي أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه، أو أضمره في نفسه، أو قاله بلسانه دائنا به فهو بالله كافر حلال الدم بريء من الله والله منه بريء" .
فانظر كيف كانوا أشداء في الحق ، مع أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى لم يُكفر المعتزلة ، وكذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى لم يكفر الطوائف الأخرى ، وبذلك نعلم خطأ من يقول بأن ابن تيمية كان يُكفر الناس ، فابن تيمية رحمه الله تعالى لم يثبت عنه أنه كفَّر طائفة من الطوائف ولا تكفير شخص معين ، ولكنه في كلامه يرد على هذه الطوائف ، فنحن جئنا لنأخذ بأيدي الناس إلى الحق ، لا لنذبح الناس .
• كتاب (السنة) لأبي عبد الله بن نصر المروزي (ت:294).
• كتاب (السنة) لأبي بكر الخلال (ت:311).
• كتاب (شرح السنة) لأبي محمد الحسن بن على بن خلف البربهاري (ت:329).
كل هؤلاء كانوا يتحدثون عن السنة كاصطلاح يرادف معنى التوحيد والعقيدة










قديم 2011-08-27, 02:54   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشريعة:
فنجد كتاب الشريعة للآجري ، ومن المعلوم أن الشريعة المقصود بها تنفيذ الأوامر، ولكن الآجري رحمه الله تعالى جعل الشريعة علماً على العقيدة على اعتبار أن الشريعة لن تُقبل من العبد إلا إذا كان على عقيدة سليمة في باب الخبر، ولذلك يقول رحمه الله تعالى في هذا الكتاب: " كتاب الإيمان والتصديق بأن الله عز وجل كلم موسى عليه السلام، الحمد لله المحمود على كل حال، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وسلم أما بعد فإنه من ادعى أنه مسلم ثم زعم أن الله عز وجل لم يكلم موسى فقد كفر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل فإن قال قائل: لم ؟ قيل: لأنه رد القرآن وجحده، ورد السنة، وخالف جميع علماء المسلمين، وزاغ عن الحق، وكان ممن قال الله عز وجل: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ) (النساء:115) ، وأما الحجة عليهم من القرآن: فإن الله جل وعز قال في سورة النساء: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164) وقال عز وجل في سورة الأعراف: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) (الأعراف:143) ، وقال عز وجل: (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي ) (الأعراف:144)
وقال في نهاية الكتاب: "وبهذا وبجميع ما رسمته في كتابنا هذا وهو كتاب الشريعة ثلاثة وعشرون جزءا ندين الله عز وجل، وننصح إخواننا من أهل السنة والجماعة، من أهل القرآن وأهل الحديث وأهل الفقه وجميع المستورين في ذلك ؛ فمن قبل فحظه من الخير إن شاء الله، ومن رغب عنه أو عن شيء منه فنعوذ بالله منه، وأقول له كما قال نبي من أنبياء الله عز وجل لقومه لما نصحهم فقال: ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر:44) .
8. علم الكلام:
يتبين من الاسم أن هذا المصطلح ليس على منهج السلف، فلماذا سموه بعلم الكلام؟ ، لسببين:
السبب الأول: نسبة إلى ما اشتهر من الجدل حول مسألة كلام الله .
السبب الثاني: لأنهم أخذوا كلام اليونان وترجموه إلى اللغة العربية ، ثم أخذوا هذه الأصول العقلية وبدأوا ينظرون بها إلى كتاب الله ، كما حدث مع الجهم بن صفوان والجعد بن درهم وواصل بن عطاء وعمرو بن عبيد .
فلما ترجموا هذه الفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية ، فتنت المعتزلة وأخذوها كأصول ، ثم ظهرت الأصول الخمسة وبدأوا يذكرون الكلام في نظام سفسطة لا تؤدي إلى شئ ، ولذلك وقف لهم أهل السنة وقفة شديدة .
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "وقد تنوعت أحوال المتكلمين وأفضى الكلام بأكثرهم إلى الشكوك وببعضهم إلى الإلحاد، ولم تسكت القدماء من فقهاء هذه الأمة عن الكلام عجزا ولكنهم رأوا أنه لا يشفي غليلا ثم يرد الصحيح عليلا، فأمسكوا عنه ونهوا عن الخوض فيه، حتى قال الشافعي رحمه الله: لأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك خير له من أن ينظر في الكلام ... وقال: حكمي في علماء الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام، وقال أحمد بن حنبل: لا يفلح صاحب كلام أبدا ، علماء الكلام زنادقة"
ولأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى كتاباً اسمه "الرد على الزنادقة والجهمية" ، ويقصد بالزنادقة علماء الكلام ، فكانوا يسمونهم زنادقة على اعتبار أنهم كانوا يتكلمون كلاماً يؤدي إلى هدم السنة ، كما ابتدعوا في التوحيد معنىً غير المعنى المعروف ، وقد حذر أتباع السلف الصالح من علم الكلام وألفوا كتباً في ذمه وتقبيحه ، ومن ذلك:
• كتاب (تحريم النظر في كتب الكلام) لأبي محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة .
ولذلك قالوا: "من أخذ العلم بالكلام تزندق ، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس" ، فقد كان قديماً يأتي بعض الناس بماء الذهب ، ويخدعون عامة الناس بطلاء المعدن بماء الذهب ويبيعونه على أنه ذهب ، وعندما يُكشف أمرهم ، يُذهب بهم إلى السجن ، فيُفلسون ، فهذا هو المقصود بالكيمياء.
وفي المقابل تجد من كَتب ليحذر من صعوبة علم الكلام وأنه للخواص ، كما فعل أبو حامد الغزالي في كتابه: (إلجام العوام عن علم الكلام)
وقد ألفت كتب كثيرة من قبل المتكلمين في هذا العلم معتبرين إياه علم التوحيد الأمثل ، فمن ذلك :
• كتاب (نهاية الإقدام في علم الكلام) لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت:548).
• كتاب (الداعي إلى الإسلام في أصول علم الكلام)، لأبي البركات بن محمد الدفع (ت:577)
• كتاب (مطية النقل وعطية العقل في علم الكلام) لمحمد بن إبراهيم الصوفي (ت:622).
• كتاب (غاية المرام في علم الكلام) لسيف الدين أبي الحسن الآمدي (631).
• كتاب (زبدة الكلام في علم الكلام) لصفي الدين الهندي (ت:715).
• كتاب (المواقف في علم الكلام) للعلامة عضد الدين الإيجي (ت:756)
• كتاب (علم الكرام في علم الكلام) للشيخ زين الدين المالطي (ت:788).
فكل هؤلاء تكلموا في علم الكلام ، والمقصود بذلك نصرة المذهب الأشعري على مذهب السنة ، على اعتبار أن هذا هو أصول الدين ، وهذا هو المذهب الحق.
فهذه هي المصطلحات التي أُطلقت على علم التوحيد ، وقد ذكرناها في كتاب: "المختصر المفيد في علة تصنيف التوحيد".
• مفهوم الألوهية بين السلف ومخالفيهم .
نحن نذكر هذه التقسيمات حتى إذا بدأنا في بيان معتقد أهل السنة والجماعة تكون عند طالب العلم الخلفية الكافية التي يستطيع أن يستوعب بها ما سيأتي.










قديم 2011-08-27, 02:54   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*(بحر ثاااائر)*
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية *(بحر ثاااائر)*
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 2014 المشرف المميز لسنة 2013 وسام أحسن إشراف 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
موضوع قيم
يحتاج لوقفة، بل لوقفات وجلسات.
بارك الله فيك، لي عودة إن شاء الله.










قديم 2011-08-27, 03:15   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


موضوع المحاضرة:

علم التوحيد وأنواعه وتصنيفاته

عناصر المحاضرة:

• مقدمة.
• المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحا.
• المصطلحات التي تدل على علم التوحيد .
• مفهوم الألوهية بين السلف ومخالفيهم .
• تصنيف التوحيد إلى نوعين والمصطلحات التي أطلقت على كل نوع .

البحث المطلوب:

تحديد شواهد أنواع التوحيد في جزء تبارك

• مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين ، أما بعد:
نواصل في المحاضرة السادسة الحديث عن علم التوحيد وأنواعه وتصنيفاته ، سنتحدث بإذن الله تعالى عن:
• المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحا.
• المصطلحات التي تدل على علم التوحيد .
• مفهوم الألوهية بين السلف ومخالفيهم .
• تصنيف التوحيد إلى نوعين والمصطلحات التي أطلقت على كل نوع .
بداية من هذه المحاضرة – بإذن الله تعالى – سيكون الكلام أكثر صبغة علمية ، والمحاضرات الماضية كانت ضرورية لضبط المنطق والفطرة العقلية والفطرة الإيمانية ، ثم نبدأ بعد ذلك الحديث عن المنهج العلمي .
• المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحاً.
التوحيد لغة: مصدر وَحَّدَ يوحد أي أفرد الشيء يفرده ، فالتوحيد في أصله معناه الإفراد ، إفراد شئ بشئ عن شئ ، فمثلاً: نُفرد إنساناً عن باقي الإنسانية بشئ يتميز به ، بوصف ينفرد به .
فالمتوحد هو المنفرد بوصفه ، المباين لغيره ، فهو متميز عن الآخرين ومنفرد عنهم .
والمقصود بتوحيد الصحابة رضي الله عنهم لربهم أنهم أفردوا الله عن غيره بما أثبته لنفسه من أنواع الكمال في العبودية والربوبية والأسماء والصفات، فهو وحده رب العالمين المستحق للعبادة ، فلا يوجد أحد يحق له أن يُعبد من دون الله ، فهذا الاستحقاق خاص برب العزة والجلال، قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) ، وربنا سبحانه وتعالى أيضاً هو المنفرد بأسمائه وأوصافه كما قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11) ، وهو أيضاً المنفرد بالخلق والملك والتدبير والتقدير كما قال سبحانه وتعالى : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (الأعراف:54) ، (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه:50) ، (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) (الزمر:62) ، هذا وصف ربنا تبارك وتعالى ، ولن تجد هذا الوصف في سواه .
أما علم التوحيد اصطلاحاً: "هو علم يُعرف به طريقة الصحابة والتابعين في توحيد الله بالعبودية وإثبات العقائد الإيمانية بأدلتها النقلية والعقلية، والرد على المتبدعين في العبادات والمخالفين في الاعتقادات بالأدلة النقلية والعقلية".
شرح التعريف:
"علم يعرف به طريقة الصحابة والتابعين": فهؤلاء هم خير القرون ، وقد خصصنا الصحابة بالذكر على أساس أن تكون العقيدة صافية نقية كما كان عليها أصحاب محمد بن عبد الله .
"في توحيد الله بالعبودية": لأن هذا هو التوحيد الذي من أجله نزلت الكتب وأرسلت الرسل .
"وإثبات العقائد الإيمانية ": المقصود بالعقائد الإيمانية هو ما يعتقده الشخص في باب الغيبيات ، في كل ما جاءنا عن رب العزة والجلال من أخبار .
"بأدلتها النقلية والعقلية ": فالأدلة النقلية أولاً ، ثم الأدلة العقلية ، فنحن نقدم النقل على العقل ، ولا نلغي العقل في أن يُثبت هذه العقائد ، ولكن ليؤيد النقل لا ليعارضه ، فالشخص يستخدم عقله لخدمة كتاب الله ، لا ليعارض كتاب الله ويجعل كتاب الله على ما يراه هو بعقله فيقول: نأخذ هذا ونرد هذا ، كما رأينا في قصة الجهم بن صفوان والمعتزلة .
"والرد على المتبدعين في العبادات": أي المبتدعين في باب الأوامر ، فإذا قدَّم أحد عقله على كتاب الله في باب الأوامر التكليفية فسيبتدع في دين الله.
"والمخالفين في الاعتقادات بالأدلة النقلية والعقلية "
وقد اخترت هذا التعريف من مجموع تعريفات كثيرة جداً تحدث عنها المتكلمون وكثير ممن خاضوا في علم الكلام ، ولكننا أردنا التعريف المعبِّر فعلاً ويتطابق صدقاً مع واقع الحال الذي كان عليه أصحاب النبي .
• المصطلحات التي تدل على علم التوحيد .
نتحدث الآن عن المصطلحات التي أُطلقت على علم التوحيد عبر التاريخ الإسلامي ، بحيث أنك لو قرأت في كتاب أو سمعت هذا الاصطلاح تعلم أن المقصود هو علم التوحيد.
هل علم التوحيد كان معروفاً كعلمٍ في أيام الصحابة والتابعين؟ ، إنك تجد من يقول: هذه العلوم كعلم الحديث وعلم الفقه وأصول الفقه وعلم التفسير وعلم القراءات لم تكن معروفة على أيام النبي ، فلماذا نحتاج لها؟
نقول: جميع العلوم جاءت بعد عصر النبي ، لكن لها أصول دعا إليها رسول الله ، فلا بد لكل علم من العلوم أن نرى مستنده الشرعي ، فهل هناك مستند ورد في الوحي يدعونا إلى أن ننشئ علماً كاملاً ونقوم على خدمته تحت مسمى علم التوحيد أو علم الفقه أو علم الحديث ؟ فمن المهم أن نعرف أصل هذه العلوم ، وهل هناك مستندٌ شرعي يُجوِّز لنا أن نقوم في الدين بهذا العلم ونُنشئه؟ فتجد من يقول : "هذه العلوم التي تتحدثون فيها مستحدثة ، فمن الذي قال بأن التوحيد نوعان أو ثلاثة؟ لم يكن الصحابة يعرفون هذا".
ولذلك فإننا سنبحث في الشرع عن المستند الشرعي الذي يُخولنا في أن ننشئ علماً كاملاً نخدم به كتاب الله عز وجل ، فقد بحثت في كل العلوم فوجدت بأن لها أصلاً في الشرع كما سنرى ، فما هو مستند علم التوحيد ؟
النبي لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له : "إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى".
فمعاذ سيذهب ليدعوهم إلى علم التوحيد ، فيجب أن يكون معاذ مؤهلاً وعلى قمة العلم الذي يستطيع أن يدعو به هؤلاء ، خصوصاً أنه سيذهب إلى قوم من أهل الكتاب ،إذاً ، هو خبير في علم التوحيد ، وإلا لما أرسله رسول الله ، والنص هنا على علم التوحيد بالاسم ، والمقصود هنا بالتوحيد توحيد العبادة ، ففي رواية قال : "فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى" ، وفي رواية أخرى: " فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله " ، فنفهم من مجموع الروايتين أن المقصود هنا توحيد العبادة ، ويتبين من ذلك أن مصطلح توحيد العبادة كان معروفاً على عهد النبي .
فمصطلح توحيد العبادة لم يُنشئه محمد بن عبد الوهاب أو ابن تيمية كما يقولون، وإنما هو نص نبوي، فمن قال بأن توحيد العبادة لم يكن معروفاً عند السلف الصالح فقد أخطأ ، فالإمام البخاري رحمه الله تعالى أفرد باباً في الصحيح في كتاب التوحيد قال فيه: (باب ما جاء في دعاء النبي أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى) ، فلو قام أناس خدموا علم التوحيد وتوحيد العبادة وتحدثوا عنه بكل ما استطاعوا ، فالذي دعاهم إلى ذلك هو رسول الله .
وأما علم الحديث والجرح والتعديل والحفاظ على سنة النبي والتثبت من نقلها برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة ، هل له مستند شرعي؟
نقول: علم الحديث أنشأوه اسماً ورَسماً عملاً بقول النبي : " حدثوا عني ولا حرج" ، فلما يقوم العلماء بوضع علم لنقل الحديث عن رسول الله وضبطه فلهم مستند شرعي ، فالذي جوَّز لهم هذا هو رسول الله .
وأما علم الفقه فموجود مستنده في الدين ، فقد قال النبي : "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" ، فالفقه في الدين له مستند شرعي ، والله سبحانه وتعالى يقول: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (التوبة:122) فعلم الفقه وأصول الفقه علم شرعي وله مستند شرعي موجود في الشرع.
وأما بالنسبة لعلم اللغة فالله تعالى يقول: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ) (يوسف:2) فيجب أن نتعلم اللغة العربية التي نفهم بها كلام الله عز وجل .
الدورة العلمية في العقيدة الإسلامية
للدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني
حفظه الله تعالى
مسجد الصحابة – عين شمس
المحاضرة السادسة
الإثنين 7 جماد الأول 1429
12 مايو 2008
سنقدمها على مراحل ان شاء الله










قديم 2011-08-27, 10:37   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جويرية بنت أبي العاص الفاروق
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جويرية بنت أبي العاص الفاروق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع جميل
بوركت اختي
جزاك الله كل خير
محبة القسام










قديم 2011-08-27, 13:44   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










B1 لا اله الاالله محمد رسول الله

بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. ولمسلم زيادة إنما قالها خوفا من السلاح قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.

رواه البخاري (4021، 6478) ومسلم (96) عن أسامة بن زيد، وزيادة: "أفلا شققت عن قلبه" عند مسلم (96)، وأبي داود (2634).









قديم 2011-09-01, 10:39   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سالكة نهج النبي
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية سالكة نهج النبي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا
موضوع قيم










قديم 2013-06-26, 15:44   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
hassene96
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

......السلام عليكم .......
..........موضوع رائع...........
........بارك الله فيك و جزاك خيرا........










قديم 2013-06-28, 00:10   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك موضوع في القمة










قديم 2013-07-07, 09:19   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










قديم 2013-07-07, 09:58   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سبيل النّجاة ولزوم الصّراط المستقيم



قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى :


الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:

فإن الله –تبارك وتعالى- بعث محمدًا بالهدى والحق ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

وأمر هذه الأمة بطاعة هذا الرّسول واتّباعه والتّمسّك بما جاء به من العلم والهدى, فإذا قلنا للناس أحرصوا على المنهج السّلفي فإنما نأمرهم بالتّمسّك بكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما كان عليه رسول الله وأصحابه.

هذا هو المنهج السّلفي التّمسّك بكتاب الله وبسنّة رسول الله وبما كان عليه رسول الله وصحابته الكرام,

المنهج السّلفي يتميّز بأنه الحقّ وأنه الهدى, ويتميّز أهله أنّهم يتمسّكون بهذا الحقّ والهدى الذي كان عليه رسول الله وصحابته.

ولهذا لما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الأمة ستتفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((مَن كَان على مَا أَنَا عَلَيهِ وَأصحَابِي))

هذا هو الميزان الذي يفرّق بين الحقّ والباطل والهدى والضّلال, وبين أهل الهدى وأهل الضّلال,

فاثنتان وسبعون فرقة حادت عن هذا المنهج, فكان مآلهم النار والعياذ بالله, ولهذا قال رسول الله: ((كلّها في النار إلا واحدة)), وبينها –عليه الصلاة والسلام- في قوله: ((مَن كَان على مَا أَنَا عَلَيهِ وَأصحَابِي))


الطّرق التي يسلكها أهل الضّلال إذن غيرُ الطّريق الذي كان عليه رسول الله وأصحابه وهم السّلف, غيَّروا السّبيل الذي كان عليه رسول الله وصحابته ومن اتبعهم بإحسان.

ولهذا لمّا قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله –تبارك وتعالى-: ﴿ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام:١٥٣] فَخَطَّ خَطًّا مُستَقِيمًا وقال: ((هذا سبيل الله)), ثُمَّ خَطَّ عن يَسَارِه وَعَن يَمِينِهِ خُطُوطًا وَقَالَ: ((هَذِهِ سُبُل على كُلِّ سَبِيلٍ مِنهَا شَيطَانٌ يَدعُو إِلِيهَا)) ([1])


و الدّاعي إليه رسول الله هو كتاب الله والدّاعي إليه من تابعه بإحسان إلى يوم الدين,

والطّرق الأخرى الدعاة إليها ﴿شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾[الأنعام: ١١٢]

فليحمد الله من وُفَّق لفهم المنهج السّلفي والإلتزام به,

فإن هذه من أعظم نعم الله -تبارك وتعالى-, ولهذا كان السّلف يحمدون الله –تبارك وتعالى- على ما أنعم عليهم من اتّباع السّنّة بعد الإسلام,

فاتّباع السُّنّة أمر عظيم فيه النّجاة من الهلاك الماحق الذي ينزل بمن يشذّ من أهل الضّلال عن هذا الصراط المستقيم ويسلك سبل الضّلال.

لهذا نحن نحثّ الشّباب في كلّ مكان أن يحرصوا على دراسة المنهج السّلفي وأخذ العلوم من هذا المنبع الأصيل الذي هو منبع المنهج السلفي كتاب الله وسنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


وأن يحذروا كلّ الحذر من سبل الضّلال التي تؤدي بأهلها إلى النار,

المناهج كلّها نسمّيها الآن مناهج نارية تؤدي بأهلها إلى النار, مناهج الضّلال والضّياع تؤدي إلى الخسران والعياذ بالله, والمنهج هذا الذي هو صراط الله –تبارك وتعالى- المستقيم هو سبيل النّجاة المفضي إلى الجنة ولا طريق إلى الجنّة سواه,

فالطّرق كلّها إلى النّار ولو كثرت, ولهذا صرّح الرّسول بأنّها ثلاث وسبعين فرقة فهي الخطوط التي أشار إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

فليحرص المؤمن الذي يريد النّجاة لنفسه أن يسلك هذا الطريق, وسلوك هذا الطريق إنّما هو بتعلّم كتاب الله وسنّة رسول الله, حفظ نصوصهما والتّفقّه فيهما كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن يُرد اللهُ بِهِ خَيرًا يُفَقِّههُ في الدِّين)) ([2])

فاتّباع المنهاج السّلفي يقتضي منا أن نتفقّه في الدّين, وهذا التّفقّه علامة بارزة واضحة على أنّ الله أراد بهذا المسلم خيرًا.

الذي يتفقّه في دين الله في عقائده ومناهجه وأحكامه هو من يأخذها من كتاب الله ومن سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, العقيدة والمنهج والعمل الشامل الذي هدى إليه كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلّها تؤخذ من الكتاب والسّنّة,

والرّسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((احرِص عَلَى مَا يَنفَعُكَ واستَعِن بِاللهِ وَلَا تَعجَز)) ([3])

الحرص على الأمر النّافع أمر يحمده الإسلام ويحثّ عليه,

ومن هنا ذكر الرّسول –عليه الصلاة والسلام- في حديث العرباض بن سارية أن من يعش فسيرى اختلافًا كثيرًا, كما قال –عليه الصلاة والسلام-: ((فَإِنَّهُ مَن يِعِش مِنكُمِ بَعدِي فَسَيَرَى اختِلَافًا كَثِيرًا, فَعَلَيكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهدِيِّيِنَ, تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَليهَا بِالنَّوَاجِذِ, وَإِيَّاكُم وَمُحدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ وَكُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ)) ([4])

قال هذا بعد الأمر بتقوى الله, والطاعة لمن ولاّه الله أمر المسلمين, حذرهم وأخبرهم أن ,هذه الأمة ستفترق وستكثر الاختلافات بينهم ودَّلهم على طريق النّجاة الذي يسلم به من الضّياع والضّلال.

فدلّهم على ما كان –عليه الصلاة والسلام- من سنّته وما كان عليه صحابته الكرام الذين يقودهم الخلفاء الرّاشدون وكلّهم في طريق واحد,

فهذا طريق النّجاة وهذا هو الحلّ من الضّياع والحيرة والبلبلة التي تحدثها الفتن التي تنشأ عن هذه الاختلافات والصّراعات, ((فَعَلَيكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّشِدِينَ المَهدِيِّيِنَ)).


هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي هداه ربّه ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ١٦١]

فالله هداه إلى الصّراط المستقيم, فجاء بالهدى ودين الحق فشهد لخلفائه بأنهم راشدون,

الخلفاء الرّاشدون معروفون والصحابة الكرام كلّهم راشدون إن شاء الله ومهديّون, لهذا لا يُعرف لأحد منهم بدعة ولا يُعرف عن أحد منهم كذبة, وهذا نهاية السّداد والرّشاد.

وكما قال الله –تبارك وتعالى-: ﴿لَـٰكِنَّ اللَّـهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَـٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات: ٧]

وصفهم الله بأنّهم راشدون, لأن الله حبّب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم وكرّه إليهم ما يضادّه أو يضادّ كماله من الكفر والفسوق والعصيان, ثم شهد لهم بأنّهم راشدون, فالخلفاء على رأسهم.

وفي الحديث نص على الخلفاء الرّاشدين المهدييّن وصفهم بالرشاد ووصفهم بالاهتداء –رضوان الله عليهم-, فمن أراد النجاة بنفسه من مصير أهل الضلال الذين تفرقت بهم السبل عن سبيل الله فعليه بالتمسك بهدي رسول الله وخلفائه الراشدين, هذا هو المنهج الذي هو طريق النجاة وطريق السلامة من المعارك والمعاطب في الدنيا والآخرة.

والله يقول: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥]

انظروا كيف تتّفق النّصوص القرآنية والنّصوص النّبويّة; لأن الجميع من مشكاة واحدة هو الوحي من ربّ العالمين,

فما أجمل هذا الطريق وما أعظمه وما أفضله, فعليكم به وعضوا عليه بالنّواجذ كما قال رسول الله –عليه الصلاة والسلام-: ((فَعَلَيكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّشِدِينَ المَهدِيِّيِنَ, تَمَسَّكوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيهَا بِالنَّوَاجِذِ)) ([5]); لأن الشيء الثّمين الغالي عند العقلاء يمسكه العاقل بيديه, وإن ضعفت يداه ساعدهما بأن يعضّ على ذلك الشّيء الثّمين بالنّواجذ.

وهذا حثٌّ على الحرص الشّديد على الحقّ والهدى الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-, وإن فيه العصمة من الهلاك الذي يواجه هؤلاء المتشتّتين المختلفين; لأنهم لم يتّبعوا الرّشاد والهدى وإنّما اتّبعوا الغيّ والضّلال, وضد الرّشد الغي وضدّ الهدى هو الضّلال.

فالذي يتمسّك بسنّة الرّسول –عليه الصلاة والسلام- وسنّة الخلفاء الرّاشدين تمسك بالرّشد والهدى, ومن حاد عنهما وقع في ميادين الضلال والغي والعياذ بالله, وهي البدع وقد يكون كفرًا وقد يكون نفاقًا.

الذي يحيد عن منهج الله لا يسلم من النفاق ولا يسلم من الغي والضلال والعياذ بالله لأنه تابع لدعوات الشياطين التي قال عنها رسول الله: ((عَلى كُلِّ سَبِيلٍ مِنهَا شَيطَانٌ)) ([6]).

وقال في حديث آخر يصف هؤلاء بأنهم ((دُعَاةٌ على أَبوَابِ جَهَنَّمَ مَن أَجَابَهُم إِلَيها قَذَفُوه فِيهَا)) ([7]).

فالذي ينخدع بهؤلاء والعياذ بالله هذا مصيره أن يقذف في النار, لأنه آثر الباطل على الحق وآثر اتباع الشياطين على اتباع الصراط المستقيم الذي جاء محمد -صلى الله عليه وسلم-.

فعلى الدّعاة أو البقية الباقية من دعاة المنهج السّلفي أن يحرصوا أشدّ الحرص, ويحافظوا أشدّ الحفاظ على ما منحهم الله –تبارك وتعالى- من هذه النعمة العظيمة وأن يسعوا جادّين في هداية الناس إلى الصراط المستقيم, فإن هذه الطرق طريق الذل والهوان في الدنيا والآخرة.

ولهذا أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((يُوشِكُ أَن تَدَاعَى عَلَيكُم الأُمَمُ مِن كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الأكَلَةُ عَلَى قَصعَتِهَا)) قَالَ: قُلنَا: يَا رَسُول اللهِ, أَمِن قِلَّةٍ بِنَا يَومَئِذٍ؟ قَالَ: ((أَنتُم يَومَئِذٍ كَثيِرٌ وَلَكِن تَكُونُون غُثَاء كَغُثَاءِ السَّيلِ)) ([8])

فغالبية الأمّة صارت غثاء; لأنها اتّبعت سبل الشياطين واتّبعت دعاة الضّلال الذين يهتفون بالناس إلى اتّباع هذه الطرق, ثم يقذفون بهم في النار والعياذ بالله.

فعلى السّلفي أن يثبت على سبيل النّجاة ويهتف بالناس أن يشاركوه بهذا الأمر العظيم, وأن يسيروا معه في طريق النجاة.

ولهذا قال بعض السلف: ((نحن أرحم بأهل البدع منهم بأنفسهم)),

إي والله الذي يدعو إلى النجاة فإنه يدعو إلى الرحمة وهو رحيم, والذي يدعو إلى الهلاك مهما لان منطقه جلده كلين جلد الأفعى, فإنه والله غشاش وغير ناصح وإنه لعدوّ لنفسه وعدوّ لهؤلاء الجهلة الأغبياء الذين ينقادون له فيقذفهم في النار.


-وتعلّموا العلم الشرعي, والتفُّوا حول العلماء يا شباب المنهج السّلفي على العلماء النّاصحين الصّادقين المخلصين الذين يريدون لكم الخير ويريدون لهذه الأمة المخدوعة من أهل الضلال يريدون لهم الخير.

كذلك يتمّ بالرّجوع إلى دين الله الحقّ الذي حثَّنا الرّجوع إليه الرسول –عليه الصلاة والسلام- فقال –عليه الصلاة والسلام-: ((إِذَا تَبَايَعتُم بِالعِينَةِ, وَأخَذتُم أَذنَابَ اَلبَقَرِ, وَرَضِيتُم بِالزَّرعِ, وَتَركتُم اَلجِهَادَ, سَلَّطَ اَللهُ عَلَيكُم ذُلاًّ لَا يَنزِعُهُ حَتَّى تَرجِعُوا إِلَى دِينِكُم)) ([9]).

فالذُّلّ والهوان الذي نزل بهذه الأمّة الآن بسبب أنها اتّبعت طرق الضلال وتابعت شياطين الجن والإنس فزهد الكثير منهم وزّهَّدوا غيرهم في طريق النجاة, فلابد من العودة إلى طريق النجاة ((حَتَّى تَرجِعُوا إِلَى دِينِكُم)).

بيّن رسول الله البيان الكافي الشّافي أنه لا مخرج لهم أبدًا من هذا الذُّلّ والهوان إلا بأن يعودوا إلى الله وإلى دينه الحق, فإذا أصرّوا على باطلهم فليس لهم عند الله إلا أن يسلّط عليهم الأعداء, ((سلّط الله عليكم ذُلًّا)). إذا استمرّ هذا التّفرّق إلى أن نسعى في طريق النّجاة ونسكلها فعلاً وهو الرّجوع إلى دين الله الحقّ.

هأنتم ترون دعاة الضلال كيف يبتعدون بالناس عن هذا المنهج الحق, وكيف يحاربونه ويحاربون أهله ودعاته, وهم الآن حزب يتكالبون على دعاة السّنة وحملة راية المنهج السّلفي, يتكالبون عليهم من كلّ حدب وصوب وهذا من علامات الخزي والهوان, وإنهم مصمّمون على سلوك طريق الباطل والضلال وطريق الذل والهوان.

ووالله لا نجاة لنا من النّار ولا من الخزي والذّلّ والهوان في هذه الحياة الدنيا وتسلّط الأعداء علينا إلاّ بالعودة الصّادقة الجادّة إلى صراط الله المستقيم الذي هو كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-, وما كان عليه الصحابة الكرام من عقائد صحيحة ومناهج صحيحة أخذوها من سنّة رسول الله –عليه الصلاة والسلام- ومن كتاب الله –تبارك وتعالى-.


فنسأل الله أن يثبّتنا وإيّاكم على هذا الصّراط المستقيم, وأن يجنّبنا وإيّاكم سُبل الضّلال ، إن ربّنا لسميع الدّعاء, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



المصدر:

اللّباب من مجموع نصائح وتوجيهات الشيخ ربيع للشّباب ص [174 – 181].
-----------------------------------------------------

([1]) أخرجه أحمد (4131) من حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-, وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (166).

([2])أخرجه البخاري (71), ومسلم (1037) من حديث معاوية -رضي الله عنه-.

([3])أخرجه مسلم (2664) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

([4]) أخرجه أبو داود (4607) من حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه-, وصححه الألباني في صحيح الجامع (2549)

([5]) تقدم تخريجه.

([6]) أخرجه أحمد (4131) من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-, وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (166).

([7]) أخرجه البخاري (3606), ومسلم (1847) من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-.

([8]) أخرجه أبو داود (4297) من حديث ثوبان -رضي الله عنه-, وصححه الألباني في المشكاة (5369).

([9]) أخرجه أبو داود (3462) من حديث ابن عمر -رضي الله عنه-, وصححه الألباني في صحيح الجامع (423).



ميراث الأنبياء










قديم 2013-07-08, 14:23   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قول الشيخ مقبل الوادعي :-
الله سبحانه وتعالى سمانا مسلمين : " ملة أبيكم إبراهيم هم سماكم المسلمين " ، فسمانا الله على لسان إبراهيم مسلمين : " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين " ، فالأسماء التي حدثت في عهد السلف ، ورضي بها السلف ، وأقرها السلف مثل : أهل السنة أو السلفيين - ويكون سلفياً على الحقيقة ، فلا يكون سلفياً ويدعو إلى الانتخابات ، فهذا ليس بسلفي بل هو فلسفي - ، أو من أهل الحديث - ويكون محدثاً ملتزماً بطريقة السلف ، وإلا فرب محدث وهو صوفي منحرف - ، فإذا كان من هذه الأسماء التي أقرها علماؤنا كما في ( عقيدة السلف ) للصابوني رحمه الله تعالى ، فإنه تارة يذكر أهل الحديث ، وأخرى يذكر السلفيين ، وأخرى يذكر أهل السنة ، وهو يعني شيئاً واحداً : المتمسكين بكتاب الله ، وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على فهم السلف الصالح .

وأما التسميات الجديدة فهي حزبيات مغلفة ، والإخوان المفلسون ، رحبوا في بلدنا بكل شر : تنسيق مع البعثيين ، ميثاق الشرف مع عشرة أحزاب ألا يكفر بعضهم بعضاً ، وألا يتكلم بعضهم في بعض ، ومظاهرات صدامية كأنهم أنعام سائبة في السكك : نفديك يا صدام بالروح والدم ، وبعد هذا مجلس النواب الطاغوتي ، والانتخابات والتصويتات الطاغوتية ، والجمعيات التي تحتها حزبية مغلفة لا يعرفها إلا البصير ، وستتضح الحقيقة ، وقد اتضحت .










 

الكلمات الدلالية (Tags)
"لا, الله", يقول:, سيحدث؟, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc