موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم - الصفحة 390 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-13, 23:07   رقم المشاركة : 5836
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ : (مَا مِنْ عَبْدٍ يُصْرَعُ صَرْعَةً مِنْ مَرِضٍ إِلا بَعَثَهُ اللَّهُ مِنْهَا طَاهِرًا) رواه الطبراني









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-08-13, 23:08   رقم المشاركة : 5837
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ - لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ - ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى) رواه أبو داود










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-26, 11:31   رقم المشاركة : 5838
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 السّعي لحُسن الخاتمة غاية الصّالحين--الشيخ عبد المالك واضح إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي ـ براقي

ربّنا سبحانه غنيّ عن خلقه. فلا تضرّه معصية من عصاه، كما لا تنفعه طاعة من أطاعه: «يا عبادي، إنّكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني»، {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ، إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا الله شَيْئًا، يُرِيدُ الله أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

الأعمال الصّالحات سبب كلّ خير في الدّنيا والآخرة، وأعظم الأعمال وأفضلها: أعمال القلوب، كالإخلاص، والتوكّل، والخوف، والرّجاء، والرّغبة، والرّهبة، وحبّ ما يحبّ الله، وبغض ما يبغض الله، وتعلّق القلب بالله وحده في جلب كلّ نفع ودفع كلّ ضرّ: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

وأعمال الجوارح الصّالحة تابعة لأعمال القلوب: «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى». والأعمال السيّئة الشّريرة سبب لكلّ شرّ في الدّنيا والآخرة: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}. والعبد مأمور بالطّاعات، ومنهيّ عن المحرّمات في جميع الأوقات. ولكنّه يتأكّد الأمر بالعمل الصّالح في آخر العمر وفي آخر ساعة من الأجل. ويتأكّد النهيّ عن الذّنوب في كلّ وقت من الأوقات، ولكنّه يتأكّد أكثر في آخر العمر وفي آخر ساعة من الأجل، كما ورد في الصّحيح: «إنّما الأعمال بالخواتيم». فمن وفّقه الله للعمل الصّالح في آخر عمره، وفي آخر ساعة من الأجل، فقد كتب الله له حسن الخاتمة. ومن خذله الله فختم ساعة أجله بعمل شرّ، وذنب يُغضب الربّ، فقد ختم له بخاتمة سوء. وقد حثّنا الله تعالى وأمرنا بالحرص على نيل الخاتمة الحسنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

والسّعي لحسن الخاتمة غاية الصّالحين، وهمّة العباد المتّقين، ورجاء الأبرار الخائفين: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. فالصّالحون تعظم عنايتهم بالأعمال الصّالحة السّوابق للخاتمة. كما أنّهم يجتهدون في طلب الخاتمة الحسنة فيحسنون الأعمال، ويحسنون الرّجاء والظنّ بالله تعالى، ويسيئون الظنّ بأنفسهم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله، أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ الله}. ومن صدق الله في نيته وعمل بسُنّة رسول الله، واتّبع هدي أصحابه، فقد جرت سنّة الله تعالى أن يختم له بخير، وأن يجعل عواقب أموره إلى خير: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}.

وأسباب الخاتمة الحسنة كثيرة، منها: المحافظة على الصّلوات جماعة: «من صلّى البردَيْن (الفجر والعصر) دخل الجنّة». ومن الأسباب كذلك الإيمان والإصلاح: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. ومنها تقوى الله في السر والعلن، بامتثال أمره واجتناب نهيه، والدّوام على ذلك: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. واجتناب الكبائر وعظائم الذّنوب: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}. ولزوم هدي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم واتّباع طريق المهاجرين والأنصار والتّابعين رضي الله عنهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ}. والبُعد عن ظلم النّاس وعدم البغيّ والعدوان عليهم في نفس أو مال أو عرض: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما حرم الله»، «واتّق دعوة المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب»، «ما من ذنب أسرع من أن يعجِّل الله عقوبته من البغي وقطيعة الرحم». والإحسان إلى الخلق: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، «صنائع المعروف تقِي مصارِعَ السوء». والدّعاء: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وفي الحديث: «لا يُنجِي حذَرٌ من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل». ودعاء المسلم لأخيه المسلم بحسن الخاتمة مستجاب: «ما من مسلم يدعو لأخيه بالغيب إلا قال الملك: آمين، ولك بمثلِه».

ومن هنا فلنسع إلى تحصيل أسباب حسن الخاتمة ليوفّقنا الله إلى ذلك. ولنحذر أسباب سوء الخاتمة، فإنّ الخاتمة السيّئة هي المصيبة العظمى، والدّاهية الكبرى، والكسر الّذي لا ينجبر، والخسران المبين. قال ابن أبي مُلَيْكة: أدركتُ ثلاثين من الصّحابة كلّهم يخاف النّفاق على نفسه. ويقول ابن رجب: كان سفيان الثوري يشتدّ قلقه من السّوابق والخواتم، فكان يبكي ويقول: أخاف أن أكون في أمّ الكتاب شقيًا. وقد ورد: إنّ قلوب الأبرار معلّقة بالخواتيم يقولون: ماذا يختم لنا، وقلوب المقرّبين معلّقة بالسّوابق يقولون: ماذا سبق لنا. والله وليّ التّوفيق.









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-26, 11:32   رقم المشاركة : 5839
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9

هل تصح التوبة من كلّ الذنوب حتّى الصغيرة منها وكيف يكون ذلك؟

من نِعَم الله عزّ وجلّ على المؤمنين ومن رحمته بهم أن جعل التوبة مكفّرة للذنوب في الدنيا قبل الموت، وهي واجبة على الفور قال صلّى الله عليه وسلّم: “كلّ ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التّوابُون” أخرجه الترمذي وابن ماجة وغيرهما وهو حديث حسن.

وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم” رواه مسلم. ولكن المشكلة في الإصرار على الذنب وتأخير التوبة، قال الله تعالى: {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} النساء: 17.

كما أنّ التوبة تصح من كلّ الذنوب وهي ممكنة حتّى تطلع الشّمس من مغربها، أو تغرغر الروح في سكرات الموت. وجزاء التائب إن كان صادقًا في توبته أن تبدّل سيئاته حسنات إن كثرت وإن كبرت، فلا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار.

قال تعالى: {والَّذينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إلاّ مَنْ تَابَ وآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * ومَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا} الفرقان: 68-71. -









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-26, 11:33   رقم المشاركة : 5840
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 فتاوي الشيخ عبدالسلام

زوج يَطلُب الإرشاد والتّوجيه لحلّ خلاف وقع مع زوجته بسبب رفضها المشاركة في مصاريف البيت اليومية، وهي عاملة تتقاضى أُجرَة لا بأس بها، والزّوج يقول إنّه لم يُجبرها على الإنفاق لكن يرجو لو تعينه في المصاريف حتّى يواجها الغلاء الّذي تشهده المعيشة اليوم. مع العلم أنّ لديهما ثلاثة أبناء؟

النّفقة واجبة على الزّوج. وهي ما ينفقه على زوجته وأولاده من طعام وكسوة وسكنى ونحو ذلك. وعمل المرأة خارج المنزل عملاً مُباحًا ولو برضى الزّوج فإنّه لا يُسقِط حقّها في النّفقة.
لكن العِشرة الزّوجية القائمة على المودّة والرّحمة تقتضي تعاون أفراد الأسرة فيما فيه صلاح الأسرة واستقامتها وسعادتها، ولا حرج إن أعانَت الزّوجة زوجَها في النّفقة إن أعسر، قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}. والله أعلَم. -









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-26, 11:34   رقم المشاركة : 5841
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 فتاوي الشيخ عبدالسلام

امرأة متزوّجة منذ عشر سنوات من رجل زوجته متوفاة وله أطفال راشدون، تشتكي من سوء معاملته، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الضّرب والشّتم إذا لم تستجب لطلباته المُخلّة بالحياء والآداب الإسلامية في الفراش. مع العِلم أنّها تبلغ من العمر ثلاثًا وخمسين سنة؟

إنّ الحياة الزّوجية أخذ ٌ وعطاء في ظِلّ المودّة والرّحمة. فلكلّ واحدٍ من الزّوجين حقوق واجبات. فالزّوجة الصّالحة تقوم بواجباتها نحو زوجها وتدعو الله أن يُصلِح زوجَها، وتصبِر على أذاهُ وتقصيره وتفريطه ما لم يكُن أذًى مُؤدِّيًا إلى الظلم وإلحاق الضّرر.

فعليكِ أيّتُها السّائلة أن تستجيبي لطلبات زوجكِ ما لم يكُن حرامًا كالوطء في الدُّبُر والوطء في الحيض. أمّا ما كان حلالاً ولو كان مُخِلاًّ بالحياء كما تقولين فمِن الواجب عليكِ تحصينُ زوجكِ من الوقوع في الحرام. والله أعلَم. -









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-26, 11:36   رقم المشاركة : 5842
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 اسلاميات عبادة الله في السِّرّ --الجزائر: عبد الحكيم ڤماز -

خلق الله الإنس والجنّ ليَعبدوه، قال سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات: 56. فأرسل إليهم الرّسل ليُبيّنوا لهم طريق الهُدى، ويحجزوهم عن طريق الرّدَى، قال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَن اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ} النّحل: 36.

وعبادة الله سبحانه وتعالى في السِّرّ وطاعة عزّ وجلّ في الخفاء، عبادة مَن اعتادها طهّر قلبه وهذّب نفسه وعوّدها الإخلاص. وهي أن تعبُد الله عزّ وجلّ حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد غير الله سبحانه وتعالى. ونبيُّنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ينصحنا: “مَن استطاع منكم أن يكون له خبء مِن عَمَل صالح، فليفعل”.

والخبيئة من العمل الصّالح هو العمل الصّالح المُخْتَبِئ، يعني المختفي. روي عن سيّدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه قوله: “اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصّالح كما أنّ لكم خبيئة من العمل السَّيِّئ”. في حين يُنبِّهنا الصّحابي الجليل الزبير رضي الله عنه إلى أمر غفل عنه الكثير من النّاس وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛ فلكلّ إنسان عمل سيِّئ يفعله في السِّرّ، فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السِّرّ أيضًا لعلّه أن يغفر له الآخر.

وتتمثّل عبادة السِّرّ في: عبادة القلب، وهي الإيمان بالله جلّ في علاه، وهو سرّ بين العبد وربّه، تترجمه الأقوال الصّادرة، والأفعال الظّاهرة، والعلم، وأعظمه معرفة الله تعالى، وقراءة القرآن، وذِكْرُ الله عزّ جلّ، وصلاة النّوافل في الخلوات، والدّعاء. قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}. والصّيام، ذكر الذهبي في السير، قال الفلاس: سمعتُ ابن أبي عليّ يقول: (صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازًا يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطّريق). والصّدقات، قال تعالى: {إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّر عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة: 271. والبُكاء في الخلوات، وخدمة الضعفاء، وقضاء الدُّيون وغيرها.

وأعمال السِّرّ لا يثبت عليها إلاّ الصّادقون العارفون بالله تعالى، فهي زينة الخَلَوَات بين العبد وبين ربِّه. وليعلَم كلّ إنسان أنّ الشّيطان لا يرضى ولا يقرّ إذا رأى مِن العبد عَمَل سرّ أبداً. وإنّه لَن يتركه حتّى يجعله في العلانية؛ ذلك لأنّ أعمال السِّرّ هي أشدّ الأعمال على الشّيطان، وأبعد الأعمال عن مخالطة الرِّيَاء والعُجْبِ والشُّهْرَة. وإذا انتشرت أعمال السِّرّ بين المسلمين، ظَهَرت البركة وعَمّ الخير بينهم.

قال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: “اكْتُم حسناتك أشَدَّ ممّا تكتُم سيِّئاتك”. وقال أيوب السختياني: “لأن يَسْتُرَ الرجل الزُّهْد خيرٌ له مِن أن يُظْهِرَه”. وعن محمد بن زياد قال: “رأيتُ أبَا أُمَامَةَ أَتَى على رجلٍ في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده، ويدعو ربَّه، فقال له أبو أمامة: أنتَ أنتَ لَوْ كان هذا في بيتك”.

وقال الحارث المحاسبي رحمه الله: الصّادِق هو الّذي لا يُبالي لو خَرَج كلّ قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه، ولا يُحبّ اطلاع النّاس على مثاقيل الذر من حسن عمله. وقال بشر بن الحارث: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبّ أن يعرفه النّاس.
وإنّ من العوامل المُعِينَة على الخبيئة الصّالحة:
تدبُّر معاني الإخلاص: فالتربية على الإخلاص لله سبحانه وتعالى وتذكير النّفس به دائماً هي الدافع الأول على عمل السِّرّ، ذلك إن الباعث على عمل السِّرّ هو أن يكون العمل لله وحده وأن يكون بعيداً عن رؤية النّاس.

استواء ذم النّاس ومدحهم: وهو معنى لو تربَّى عليه المرء لأعانه على عمل السِّرّ، إذ إنّه لا تمثل عنده رؤية النّاس شيئاً، سواء مدحوه لفِعله أو ذمُّوه له.
صدقة السِّرّ: قال الله سبحانه تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} البقرة: 271. فهي طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السِّرّ عملياً. فبالإكثار من صدقة السِّرّ يُعَوِّد الإنسان نفسه على أعمال السِّرّ ويتشرّبُها قلبه وتركن إليها نفسه.









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-26, 11:37   رقم المشاركة : 5843
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 خواطر ايمانية--- متناقضات قاتلة -- الشّيخ محمّــد الغــــزالي

لقد بات إبعاد الإسلام عن قضية فلسطين جريمة بشعة، وظهر ألاّ نتيجة لذلك إلاّ القضاء على الأمّة العربية كلّها... أفما آن الأوان لإيقاظ الجهاد الإسلامي، وترك المسلمين يعودون إلى قواعده وتعاليمه..؟
عرف هذه الحقيقة سياسي عربي كبير هو الملك فيصل بن عبد العزيز، فقرّر أنّ إنقاذ فلسطين مسؤولية العالم الإسلامي أجمع، وأنّ هذه المسؤولية قضائية شاملة تعني الولاء للإسلام وإقرار أخوّته ورفع رايته، وتعني قبل ذلك وبعده تصحيح الانتماء إليه والعمل به..
وقد أناط بالمؤتمر الإسلامي هذه الأعباء الجسام، وقبل أن تكون الجامعة العربية –المحترمة للإسلام- شريكًا ينهض بواجبه وليست المالك المحتكر لقضية فلسطين..
وخير لنا أن نعود لسياسة فيصل، وأن نعترف بالطّابع الدّيني للمعركة، فليس معقولاً أن يهاجم اليهود بدِين، وأن يدافع العرب مُلحدين منحلّين.
وعندما نُعلِن إسلامنا فيجب سدّ أبواب الغزو الثقافي كلّها، وفسح الطّريق أمام حقائق الإسلام وحدها لتزهر وتثمر.









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-27, 07:10   رقم المشاركة : 5844
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9

وأعمال السِّرّ لا يثبت عليها إلاّ الصّادقون العارفون بالله تعالى، فهي زينة الخَلَوَات بين العبد وبين ربِّه. وليعلَم كلّ إنسان أنّ الشّيطان لا يرضى ولا يقرّ إذا رأى مِن العبد عَمَل سرّ أبداً. وإنّه لَن يتركه حتّى يجعله في العلانية؛ ذلك لأنّ أعمال السِّرّ هي أشدّ الأعمال على الشّيطان، وأبعد الأعمال عن مخالطة الرِّيَاء والعُجْبِ والشُّهْرَة. وإذا انتشرت أعمال السِّرّ بين المسلمين، ظَهَرت البركة وعَمّ الخير بينهم.










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-27, 07:12   رقم المشاركة : 5845
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9

قال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: “اكْتُم حسناتك أشَدَّ ممّا تكتُم سيِّئاتك”. وقال أيوب السختياني: “لأن يَسْتُرَ الرجل الزُّهْد خيرٌ له مِن أن يُظْهِرَه”. وعن محمد بن زياد قال: “رأيتُ أبَا أُمَامَةَ أَتَى على رجلٍ في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده، ويدعو ربَّه، فقال له أبو أمامة: أنتَ أنتَ لَوْ كان هذا في بيتك”.









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-27, 07:13   رقم المشاركة : 5846
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9

عبادة الله سبحانه وتعالى في السِّرّ وطاعة عزّ وجلّ في الخفاء، عبادة مَن اعتادها طهّر قلبه وهذّب نفسه وعوّدها الإخلاص. وهي أن تعبُد الله عزّ وجلّ حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد غير الله سبحانه وتعالى. ونبيُّنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ينصحنا: “مَن استطاع منكم أن يكون له خبء مِن عَمَل صالح، فليفعل”.









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-27, 07:14   رقم المشاركة : 5847
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9

تتمثّل عبادة السِّرّ في: عبادة القلب، وهي الإيمان بالله جلّ في علاه، وهو سرّ بين العبد وربّه، تترجمه الأقوال الصّادرة، والأفعال الظّاهرة، والعلم، وأعظمه معرفة الله تعالى، وقراءة القرآن، وذِكْرُ الله عزّ جلّ، وصلاة النّوافل في الخلوات، والدّعاء. قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}. والصّيام، ذكر الذهبي في السير، قال الفلاس: سمعتُ ابن أبي عليّ يقول: (صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازًا يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطّريق). والصّدقات، قال تعالى: {إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّر عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة: 271. والبُكاء في الخلوات، وخدمة الضعفاء، وقضاء الدُّيون وغيرها.









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-27, 07:15   رقم المشاركة : 5848
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9

صدقة السِّرّ: قال الله سبحانه تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} البقرة: 271. فهي طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السِّرّ عملياً. فبالإكثار من صدقة السِّرّ يُعَوِّد الإنسان نفسه على أعمال السِّرّ ويتشرّبُها قلبه وتركن إليها نفسه.









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-28, 11:32   رقم المشاركة : 5849
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 رسالة الإسلام كما عرضها جعفر بن أبي طالب بين يدي النجاشي (ملك الحبشة)- محمد صلاح الدين المستاوي -


مهما كانت طاقة التحمل للأذى الذي سلطه كفار قريش على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة فإنها تبقى دائما محدودة ولا بد من البحث لهؤلاء المضطهدين عن مخرج ولن يكون المفكر فيه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يؤلمه شديد الألم ما يرى عليه أصحابه. وكيف لا تكون مشاعره عليه الصلاة والسلام كذلك وهو الموصوف في القرآن الكريم بالرأفة والرحمة بالمؤمنين حيث قال جل من قائل (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم وبالمؤمنين رؤوف رحيم).

وكان لا بد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من التخطيط وإحكام اختيار المكان الذي سيهاجر إليه أصحابه حتى يجعلهم في مأمن من أذى قريش وملاحقتها.

* قال ابن إسحاق: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ومن عمه وانه لا يقدر أن يمنعهم من البلاء قال لهم “لو خرجتم إلى الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده احد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما انتم فيه”.

والذي يستوقفنا في هذا النص أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلك يختلف عن أصحابه في الصبر والتحمل وفي المكانة من المجتمع. فقريش مهما تطاولت ومهما حاولت إلحاق الأذى برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها لن تصل إلى مرادها وذلك باعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعصمه من الناس ربه سبحانه وتعالى (والله يعصمك من الناس) ثم إن في قريش بقية من عرف وتقاليد تمنعها “وأبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد من سادة قريش موجود” من أن تصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولكن هذه الحماية والرعاية لا تتجاوزانه عليه الصلاة والسلام إلى المؤمنين به وهذا ما وقع فعلا فقد آذتهم قريش وعذبتهم وهذا ما رآه الخاص والعام وما لا يمكن أن يتحمل استمراره رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هنا جاء قوله عليه الصلاة والسلام لأصحابه “لو خرجتم إلى الحبشة...” فقد اختار لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم المكان الذي سيهاجرون إليه ألا هو الحبشة من أرض إفريقيا. وبذلك حصل الوصل المبكر بين أرض الجزيرة مهبط الوحي وأرض إفريقيا وبلاد الحبشة بالخصوص وعلل رسول الله صلى الله عليه وسلم للإقناع وحصول الاطمئنان لدى أصحابه لهذا الاختيار بان (في بلاد الحبشة ملكا لا يظلم عنده احد) وهي شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ملك من ملوك زمانه وقد كانوا كثرا على اليمين وعلى الشمال ولكن الذي استحق من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الشهادة والتزكية إنما هو ملك الحبشة فقط دون سواه من الملوك.

* فلملك الحبشة خصلة ألا وهي رفضه للظلم وهو بهذه الخصلة يلتقي مع الإسلام الذي اعتبر الظلم ظلمات يوم القيامة وهو درجات. وسنتبين فيما يأتي أن هذا الملك كان حقيقة عند حسن ظن رسول الله به.

* ثم أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم تزكية أخرى تجاوزت شخص هذا الملك العادل إلى بلاده الحبشة ومن ورائها إفريقيا حيث قال عليه الصلاة والسلام (وهي أرض صدق).

* وهذه الشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ارض الحبشة من إفريقيا هي بمثابة التوصية التي لا مبرر لتقييدها بزمانه هو عليه الصلاة والسلام ما دام لم يرد ما يوجب تقييدها.

* فالتواصل ينبغي أن يظل قائما بين إتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأهل إفريقيا وقارتهم إذ المسلمون أهل صدق وأفريقيا (الحبشة) أرض صدق.


* قال موسى بن عقبة: وخرج جعفر بن أبي طالب وأصحابه فرارا بدينهم إلى الحبشة فبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بن المغيرة وأمرتهما أن يسرعا ففعلا واهديا للنجاشي (ملك الحبشة) فرسا وجبة ديباج وأهديا لعظماء الحبشة هدايا، فقبل النجاشي واجلس عمرو على سريره فقال: إن بأرضك رجالا منا سفهاء ليسوا على دينك ولا ديننا فادفعهم إلينا.

فقال (النجاشي) حتى أكلمهم وأعلم على أي شيء هم.

فقال عمرو: هم أصحاب الرجل الذي خرج فينا وإنهم لا يشهدون أن عيسى ابن الله ولا يسجدون لك إذا دخلوا.

فأرسل النجاشي إلى جعفر وأصحابه فلم يسجد له جعفر ولا أصحابه وحيوه بالسلام.

قال عمرو: ألم نخبرك بخبر القوم.

فقال النجاشي : حدثوني أيها الرهط ما لكم لا تحيونني كما يحييني من أتاني من قومكم واخبروني ما تقولون في عيسى وما دينكم؟

* أنصارى انتم؟

قالوا: لا

قال: أفيهود انتم؟

قالوا: لا

قال: فعلى دين قومكم؟

قالوا: لا

قال: فما دينكم؟

قالوا: الإسلام

قال: وما الإسلام؟

قالوا: نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا

قال: ومن جاءكم بهذا؟

قالوا: جاءنا به رجل منا قد عرفنا وجهه ونسبه، بعثه الله كما بعث الرسل إلى من كان قبلنا فامرنا بالبر والصدقة والوفاء والأمانة ونهانا أن نعبد الأوثان وأمرنا أن نعبد الله فصدقناه وعرفنا كلام الله فعادانا قومنا وعادوه وكذبوه وارادونا على عبادة الأصنام ففررنا إليك بديننا ودمائنا من قومنا.

قال النجاشي: والله إن خرج هذا الأمر إلا من المشكاة التي خرج منها أمر عيسى.

قالوا: وأما التحية فرسولنا اخبرنا أن تحية أهل الجنة السلام فحييناك بها وأما عيسى فهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم روح منه وابن العذراء البتول.

خفض النجاشي يده إلى الأرض وأخذ عودا فقال: والله ما حاد ابن مريم عن هذا وزن هذا العود.

فقال عظماء الحبشة: والله لئن سمعت هذا الحبشة لتخلعنك.

فقال: والله لا أقول في عيسى غير هذا أبدا، وما أطاع الله الناس في حين رد إلى ملكي فأنا أطيع الناس في دين الله! معاذ الله من ذلك!

وفي رواية أخرى قال النجاشي: وهل معك مما جاء به من عند الله من شيء؟

قال جعفر: نعم وقرأ عليه صدرا من “كهيعص” فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم.

ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما ولا يكاد.

وقد أوردت هنا النص الذي توجد له روايات أخرى نظرا لما يحتويه من معان وقيم ودروس وعبر نذكر منها:

* أن الذي اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أميرا على المهاجرين إلى الحبشة هو جعفر بن أبي طالب الملقب بجعفر الطيار وهو رجل من خيرة أبناء أبي طالب: شجاعة واقداما وفدائية وعمق إيمان كما انه أحد فرسان البلاغة والخطابة مما يتناسب مع ما يمكن أن يعترض سبيل هذه الهجرة من صعوبات وعراقيل.

وهذا ما وقع فعلا إذ أرسلت قريش ممن يرد هؤلاء (الهاربين) واختارت لهذه المهمة عمرو ابن العاص وهو من هو دهاء وقدرة على المناورة. وقد بدأت المناورة فعلا بالهدايا التي قدمت للنجاشي وحاشيته حتى بلغ بذلك إلى درجة أن قربه النجاشي وأجلسه على سريره. وبدأ عمرو بإيغار صدر النجاشي فقال في هؤلاء المهاجرين بأنهم سفهاء وأنهم ليسوا على دين النجاشي ولا على دين قومهم ولكن النجاشي هذا الملك الذي لا يظلم عنده أحد أبى إلا أن يسمع منهم ومع ذلك فإن عمرو أوغل في الإيغار، فقال: إن هؤلاء الفارين لا يؤمنون بأن عيسى هو ابن الله ولا يسجدون لك إذا دخلوا.

وفعلا فإن إتباع محمد صلى الله عليه وسلم يعتقدون أن عيسى هو عبد الله ورسوله وأنهم لا يسجدون إلا لله.

ودخل جعفر وصحبه على النجاشي وكان أول ما سألهم عنه هو لماذا لم يسجدوا مثلما يفعل الداخلون عليه وماذا يقولون في عيسى وما هو دينهم؟

فأجاب جعفر وأحسن الجواب بدون تلكؤ أو تردد أو تلعثم ودون زيادة أو نقصان وعرض معالم الدين الذي آمن به هو وأصحابه فأحسن العرض ثم تلا للنجاشي من القرآن الكريم حول عيسى وأمه عليهما السلام مما جعل النجاشي يعلن التطابق الكامل بين ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام وما جاء به عيسى وأن ما اخبر به محمد عليه الصلاة والسلام هو الحق الذي به يؤمن النجاشي ويلاقي عليه ربه غير آبه بتحذير من حوله مؤثرا الحق ورضا الله عن رضا الناس.

ثم رد النجاشي مبعوثي قريش بيد فارغة واخرى لا شيء فيها وأحسن وفادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واكرمهم أحسن إكرام.

* وبذلك يكون النجاشي كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ملكا عادلا لا يظلم عنده أحد وتكون الحبشة من إفريقيا أرض صدق إلى يوم القيامة.

* وتتجلى مرة أخرى مدى حكمة وحنكة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدرته على التخطيط والاختيار للرجال والمواقع سنده في ذلك طبيعة الحال عظمة الدين الذي بعثه به الله تبارك وتعالى للناس أجمعين: دين عدل وإنسانية مع الحق والخير والأخيار مهما نأت بهم الديار.









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-28, 22:21   رقم المشاركة : 5850
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 فتاوي الشيخ عبدالسلام

شاب يسأل عن حكم صنع الأجسام للإنسان وغيره بزعم المحافظة على التقاليد والتراث التقليدي؟

إن التصوير وصنع التماثيل باليد حرام بالكتاب والسُنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: “ومَن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة” أخرجه البخاري ومسلم.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون” أخرجه البخاري ومسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يُقال لهم أحيوا ما خلقتم” أخرجه البخاري ومسلم. وعن أبي جحيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: “نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي، ولعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة، والمصور” أخرجه البخاري.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مَن صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيه الروح وليس بنافخ” أخرجه البخاري ومسلم. وعن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: ادنُ مني، فدنا منه، ثم قال: ادنُ مني، فدنا منه، حتى وضع يده على رأسه فقال: أنبئُك بما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعتُ رسول الله عليه وسلم يقول: “كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً تعذبه في جهنم” وقال: “إن كنتَ لابد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له” أخرجه البخاري ومسلم.
وعليه فحكم التصوير باليد وصنع الأجسام ذوات الأرواح كالإنسان والحيوان هو التحريم للأحاديث السابقة.

أما التصوير بالآلة وما يُسمى بالتصوير الفوتوغرافي فهو محَل خلاف بين الفقهاء، فمنهم مَن ألحقه بالتصوير باليد، ومنهم مَن لم يعتبره تصويراً، بل حبساً للظل فأجازه بشروط وضوابط منها: عدم أخذها للذكرى، وعدم تعليقها من أجل التعظيم، وعدم أخذ صور للنساء وهن غير مرتديات لباسهن الشرعي، أو وهن مختلطات بالرجال، وغير ذلك من المجالات الإشهارية غير الشرعية للصور والتصوير. والله أعلم....









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc