وللكلمات سمو و رفعة اذ تصفنا بصدق , حروفنا تعبر عنا أكثر منا , فقد صرنا لأنفسنا جهلة أو بالأحرى متجاهلين .
حروفنا أشجان تخطها أناملنا بفزع و خوف بالفؤاد دفين و ما تدخُّل الأنامل هاهنا الا لرغبتها في التخفيف عن القلب الجريح , آزرت كلماتنا بصدق نية آلامنا أملا منها في اخراج ما يسكن الأوراح من أسى و يعذبها , و أنا أكتب لحظة حزن تنوب كلماتي عن دموعي و عن صراخي و عن بوحي للخلق بأوجاعي ...فشكرا للحروف اذ تعيننا و تمدنا بصبر و قوة للبدء من جديد .
****************************
قلت الرحيل فأبيتُ أن أغادر دون أن أُبدي رأيي بموضوع يشُّدني :
الرحيل يا أخي أنواعُ فمنها رحيلٌ راقي من فراغ و كآبة لمواطن الفرح و اللقاء و من الرحيل ما يُولد الشوق و يضاعف في القلب الود و لكل رحيل سبب و الله موجد الأسباب .
و من الرحيل ما يُخجل , ما يلغي وجود البعض فينا , بعض الرحيل هروب ,بل فرار , رحيل بعوضة تخشى أن تُصرع , رحيل جبان تخلى عن واقعه و رحل لدنيا بنتها أحلامه و هي في الحقيقة سراب في سراب ...و كلنا راحلون و أرجو ان يكون رحيلنا عن الدنيا كمجيئنا اليها , و كما وُلدنا طاهرين آمل أن نموت غير مذنبين , أن نموت و ربنا راض عنا ...تقبل مروري.