السّيدّة المحجّبة .. التّاريخ المعجزة (الحلقة الأولى) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > المنتدى الإسلامي للنّساء > نساء صالحات

نساء صالحات أقوال السّلف في المرأة.. صفات المرأة الصّالحة ونماذج لنِساء السّلف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السّيدّة المحجّبة .. التّاريخ المعجزة (الحلقة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-20, 13:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بنت الرّحّل
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بنت الرّحّل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي السّيدّة المحجّبة .. التّاريخ المعجزة (الحلقة الأولى)

الأربعاء : 9 ربيع الثّاني 1437 من الهجرة النبوية



السّيّدة المحجّبة [1] .. التّاريخ المعجزة (!)

( الحلقة الأولى )

قيل أنّ الفجر قد طلع على المرأة اليوم ؛ ولكنّه فجر كاذب -كما قال البشير الإبراهيميّ - بعد أن تزعزت قيمها وقناعاتها بل وتسرّب الشّك إليها حتى فيما تتميّزت به من خلقة الله لها ، وبما خصّها من أحكام شرعيّـة أكرمتها وصانتها .
فهي - بعد بزوغ هذا الفجر- مخلوق مثير للشفقة بصورة مختلفة عما سبق إذ كانت : "" ... الأمّـة اليونانيّة تنظر إليها بأنها من سقط المتاع ، ولم يكن لها أيّ حقوق أهليّة وكانت تباع وتشترى في الأسواق ...كان للرّجل السّيادة المطلقة وله الحقوق الكاملة على أهله فله أن يحكم على زوجته بالقتل لأدنى تهمة
، وله أن يقتل أولاده أو يعذ ّبهم دون أيّ مسئوليّة .
وهي عند الهنود في غاية الهوان والذل وإذا مات زوجها فعليها أن تحرق جسدها على مقربة من جسده . وقد تفرح بهذا المصير تخلّصا من الاضطهاد والهوان الذي تلقاه ....أما الإسلام فقد انتشل المرأة من وهدتها وبدّد عنها كوابيس الظّـلم والظّــلام والإذلال والاستعباد
، وأنزلها منزلا كريــما ومكانة لا نظير لها عند الأمم سواء كانت أمّا أو بنتا أو زوجا أو أختا ""[2]

واليوم ! أبت هذه المرأة الكرامـة وحين حلّت بها الملامة استنكرتها وتحجّجت بكونها لا تريد أن تكون تبعا لأحد ، متبنّيّـة للتّعاليم الغربيّة التي تتلى ليل ونهار في وسائل الإعلام ، وتسنّ لها القوانين من أجل تحريرها من كرامة الإسلام !

وهي لا تدري أنها بذلك لم تؤكّد تبعيّتها فحسب ؛ وإنّما هي تساق كما تساق الشّاة إلى مذبحها، لم تختلف عنها سوى في كونها محتفيـة بـ(السّائق) و
(الحادي) و(الجزّار) فسلّمتهم عقلها وفؤادها وزادت - لطفا وكرما- قِــطعا من اللّحم العاري على بركة من الشيطان "" وما كرم الشّاة الضّعيفة إلّـا لــذّة لحمها ""[3]

من أجل هــذا...
أريد لهذا المخلوق ""طبيعة جدّيـة صارمة ينظر من خلالها إلى الحياة فيستشعر ذاته التّاريخيّة المجيدة فيعمل في الحياة بقوانينها
"" [4]
أريد لــه....
أن يتحرّر من ربقة الأوهام وأن يفرّق بين الفجر الكاذب الذي طلع على المرأة الأوروبّـيّة وبين الفجر الصادق الذي بزغ على المرأة المسلمة بدين الله سبحانه وتعالى !

أريد له ....
أن يعلم أنه دائما تبعٌ لأحد أينما ولّى وجهه وكيفما كان ، فالأجدر به أن يتبع داعي الحـقّ إلى الفلاح في الدارين كما أجابت تلك الذّات التّاريخية في عهد النّبوة !

تلك الذّات التي كانت المعجزة فيها أنها تاريخ ما زال متكلّما عن مكانة المرأة الحقيقيّة .
تاريخ متكلّم عن حسن فهم المرأة وجهادها وثباتها.
تاريخ متكلّم عن امتلاك المرأة عقيدة لا تتزعزع مهما كانت الظّروف
تاريخ يتكلّم : أيّتها المرأة المسلمة هكذا كنتُ فكوني ...!
فالذي صنع الماضي يصنع المستقبل ، ولا يصلح آخر هذه الأمّـة إلا بما صلح أولّها [5]

أمّ حبيبة ...
تختار نسب الإسلام


نشأت رملة رضي الله عنها - في بيت عزّ ونسب ومكانة رفيعة؛ فهي بنت شيخ بني أميّة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.
وأسلمت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسديّ (ابن عمّة الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم -) في وقت
"" اشتد البلاء من قريشعلى المسلمين وسطت بهم عشائرهم ولقوا منهم أذًى شديدا، فأذن لهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الخروج إلى أرض الحبشة مرة ثانية ، وكان خروجهم الثّاني أشقّ عليهم وأصعب ، ولقوا من قريش تعنيفا شديدا ونالوهم بالأذى""[6]
هاجرت أمّ حبيبة - رضي الله عنها - مع زوجها والفئة المستضعة أنذاك فارّين بدينهم وأنفسهم .. وكانت حاملا ببنتها حبيبة وأنجبتها في الحبشة وكنّيت بها.
لقد هاجرت من أرض كان لها فيها المكانة والغنى إلى أرض غرباء فيها لا يملكون سوى نسب الإسلام وغنى العبودية لله !

أمّ حبيبة...تاريخ يتكلّم الآن عن عقل لم يخف سطوة الكفر، و لم يهب عدوان قومها عليها،
ولم تغره كثرتهم ولا قوّتهم ، وهي على تلك المكانة الرّفيعة والحياة الرّغيدة اختارت أن تنتسب للإسلام، وأن تكون مع المؤمنين القلّة في الضّراء قبل السّراء وفي الشّدّة قبل الرّخاء.
فكيف هي المرأة المسلمة اليوم ؟!
تخاف من أهلها فلا ترتدي الجلباب
، وقد لا تصلي ، ولا تمتنع عن سماع الأغاني ومشاهدة التّلفاز ، وهم ليسوا بسطوة أبي رملة في ذاك الوقت ولا بقوته ؟!
من النّساء اليوم بعد أن يمنّ
الله عليها بزوج لا تلبث مليّا حتّى تجاري أهله في المعاصي ، بدل أن تكون مؤثِّرة ، تتأثّر بهم وتتخلّى عن صلاحها !
ومنهنّ من تريد
أن يكون زوجها ذا مكانة اجتماعيّة فتسومه ألوانا من العذاب من تكليفه ما لا يطيق ، وتجبره على مجاراة الأغنياء في لبسهم ومأكلهم وفي هداياهم وعطاياهم .

سبحان الله
! كليمات يسيرة من تاريخ أمّ حبيبة رضي الله عنها- تنطق بالكثير لنساء اليوم وعن لهثهن وراء الدّنيا وزيفها، وتمنّيهنّ العيش في بلاد الكفر من أجل المال والحياة الرّغيدة .
لقد هاجرت أمّ حبيبة من بلد العـزّ والغنى ، وكابدت مشقّـة السّفر وهي حامل فكان رأس مالها الإيمان "" فأشبع جوعها وأدفأ قرّها وأغنى فقرها وسلّى حزنها وقوّى ضعفها وجعل لها من وحشتها أنسا ...
"" [7]

أمّ حبيبة
تختار دين الله للمرّة الثّانية !

وبعد عناء السّفر، ومرارة البعد عن قومها، والجفاء الحاصل بينها وبين أهلها، رُزأت في زوجها الذي ارتدّ عن الإسلام واعتنق النّصرانية وعاقر الخمر حتى مات
[8]
ها هو التّاريخ يتكلّم عن المرأة التي اعتقدت فثبتت ولم تتغيّر ، ولم يتسرّب الشّكّ إلى قلبها ، ولا اضطربت نفسها بعد ردّة زوجها الشّخص الوحيد الذي بقي بجانبها بعد الهجرة .
أخبريني أخيّتي ألا يمكنك أن تعرفي بسهولة مدى حمق تلك الكذبة السوداء المنتنة إن كان للكذب لونا وريحا - التي يروّجها العلمانيّون وأذنابهم هنا وهنا عن تبعية المرأة المسلمة لزوجها بل عن تبعيتها للرّجل في الإسلام وأنها لا تفعل ما تفعل : من حجاب وطاعة ووإقرار بالقوامة سواء كان أبا أو أخا أو زوجا؛ عن قناعة ذاتيّة بل عن خنوع له وذلّ وجبروت منه .ألا ساء ما يفترون!
لا أتمنى من اللّيبراليّين والعلمانيّين أن يتوقّفوا عن نشر الأكاذيب و الاتّهامات الباطلة وترويج الشّائعات المبتذلة عن مكانة المرأة في الإسلام بل أتمنّى أن تدرك المسلمة الحقّ والحقيقة وتعمل بهما.

أختي المسلمة
!
لا يلهينك عن نداء هذا التّاريخ بما (( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا )) من أمثال هؤلاء الذين يكذبون الكذبة ويسمّونها حجة وبرهانا، يلتّون ويعجنون ليملؤوا عقلك بالتّرّهات حتى إذا أصابتك التّخمة اعترتك سمادير تُــخيّل إليك أنّ ما كان من هذا التّاريخ محض حقبة مضت وانتهت ..

لا تذهبّن بك يا هذه ...سمادير التّحرر والتّفـوّق على الرّجل إلى سوء تصوّر للماضي وبتره عن الحاضر، فإنّ ما يبغونه أن تعيشي عيش المرأة الغربيّة فتصبحي ممّن قال فيهم خالقك سبحانه وتعالى: ((وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ))
فهل تعرفين من يميل إلى ذلك الكلام المزخرف؟
إنّها ((أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ ))
"".....لأنّ عدم إيمانهم باليوم الآخر وعدم عقولهم النافعة، يحملهم على ذلك،
((وَلِيَرْضَوْهُ )) بعد أن يصغوا إليه، فيصغون إليه أولًّـا فإذا مالوا إليه ورأوا تلك العبارات المستحسنة، رضوه، وزيـّن في قلوبهم، وصار عقيدة راسخة، وصفة لازمة، ثم ينتج من ذلك أن يقترفوا من الأعمال والأقوال ((مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ))
أي: يأتون من الكذب بالقول والفعل، ما هو من لوازم تلك العقائد القبيحة، فهذه حال المغترّين بشياطين الإنس والجنّ، المستجيبين لدعوتهم،وأمّا أهل الإيمان بالآخرة، وأولو العقول الوافية والألباب الرّزينة، فإنّهم لا يغترّون بتلك العبارات، ولا تخلبهم تلك التّمويهات.... ""[9]


فإذا أرعت سمعك لهذا التّاريخ العظيم علمت أنّ مثل هؤلاء الدّاعين إلى تحرّر المرأة -زعموا - وأذنابهم من الكتّاب الحداثيّين والمتأثّرين بهم إنّما ""هي طبل فارغ وزقّ منفوخ ملؤه هواء ....ولا يغررك زخرف الأقوال الوسيمة المتلألئة "" [10]


*************************
[1]- سير أعلام النّبلاء للإمام الذّهبيّ في ترجمة أم المؤمنين رملة رضي الله عنها .

[2]- لحقوق والواجبات على الرجال والنساء في الإسلام للشّيخ الدّكتور ربيع بن هادي عمير المدخلي
[3] [4]-وحي القلم الأستاذ مصطفى صادق الرّافعيّ
[5]- الإمام مالك ذكره الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في أحكام الجنائز
[6]- زاد المعاد الإمام ابن القيّم الهجرة الثانية إلى الحبشة
[7] -كلام مقتبس من مقال للأستاذ علي الطّنطاوي
[8] - البداية والنّهاية للإمام ابن كثير
[9]-
تفسير الشّيخ عبد الرّحمن السّعدي
[10]رسالة في الطريق إلى ثقافتنا الأستاذ محمود شاكر


يُتبع بإذن الله ...
مع تحيّة بنت الرّحّل










 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc