النمو اللغوي للطفل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > قسم تربية الابناء وما يخص الطفل المسلم

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

النمو اللغوي للطفل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-08-09, 23:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
adel dodo
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية adel dodo
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي النمو اللغوي للطفل

النمو اللغوي للطفل

النمو اللغوي وتطوره في مراحل الطفولة المبكرة
يتمكن الطفل ، بعد الولادة ، من التأثير في وسطه الاجتماعي ومن التواصل مع الآخرين ابحث في نمو قدرات الطفل على التواصل مع الآخرين ، منذ الولادة وحتى اكتساب اللغة . كيف يتمكن من التأثير في الآخرين ؟وما هي وسائله في هذا التواصل ؟ و ما أهمية هذه المرحلة في النمو الغوي . اشرح بالتفصيل مستشهدا بأمثلة واقعية .

يتمكن الطفل ، بعد ولادة ، من التأثير في وسطه الاجتماعي ومن التواصل مع الآخرين عن طريق اللغه ولكي نتوصل إلى نمو قدرات الطفل على التواصل مع الآخرين ، منذ الولادة ، وحتى اكتساب اللغة ، واللغة هي وسيلة أساسية من وسائل الاتصال الاجتماعي، وخاصة في التعبير عن الذات وفهم الآخرين ووسيلة مهمة من وسائل النمو العقلي والمعرفي والانفعالي.
و سوف أقوم بتتبع مراحل النمو اللغوي عند الطفل وأبين في كل مرحلة من هذه المراحل وسائل التواصل وكيف يتمكن الطفل من التأثير في الآخرين وأهمية كل مرحلة من هذه المراحل في النمو اللغوي .

1. مرحلة ما قبل اللغة عند الطفل:
مرحلة الصراخ:
تبدأ هذه المرحلة مع صرخة الطفل ، أي عندما يولد الطفل وتتبع هذه الصرخة صرخات متبوعة ممثلة بالبكاء ، الذي يؤدي وظيفة لغوية للاتصال والتواصل بأبسط صورها وقد يخرج الطفل في هذه المرحلة أربعة أنواع من الأصوات هي :

1. أصوات وجدانية غير إرادية: للتعبير عن الفرح والشبع أو عند الألم الجسمي أو الجوع.
2. أصوات وجدانية إرادية: الصراخ المتعمد ابتغاء مطلب ما.
3.أصوات إثارة سمعية: وهي أصوات فطرية غير إرادية غير تقليدية تصدر من الطفل في شهوره الأولى حينما يسمع بعض الأصوات.
4.أصوات تمرينات نطقية: في الشهر الخامس يبدأ الطفل يميل فطريا إلى اللعب بالأصوات وتمرين أعضاء نطقه، ويقتضي وقتا طويلا في إخراجها، وقد عرف هذا النوع بالتمرينات النطقية أو اللعب اللفظي.
ومما يلاحظ أن ثرثرة الطفل ومناغاته ، واللعب قد يزداد في الشهر السادس من عمر الطفل ، وقد تعرف بمرحلة الزقزقة حيث يكون عنده القدرة على إدراك اللغة اللفظية ، ويشعر بلذة التمرين على الأصوات وإصدارها ، لأنه ينتبه بالأصوات المحيطة به ، ويكون عنده القدرة على الاستمتاع بصوته ويسمع ذاته .

مرحلة المناغاة
هذه المرحلة امتداد للمرحلة الأولى التي تبدأ عادة من الأسبوع الثالث حتى السنة الأولى من عمر الطفل ويحاول الطفل إخراج أصوات إيقاعية نتيجة نموه العضلي للفم ، وان أصوات الراحة هي أصوات تعبيرية تتحول لاحقا إلى مناغاة ، أي أنها أصوات تخرج لمجرد السرور والارتياح، والاستجابات لابتسامات ودغدغات الم ومداعبتها فترة الرضاعة .

- مناغاة ما هي إلا أصوات عشوائية، وتمرينات نطقية، أو لعب لفظي لتساعده على تمرين أعضاء النطق، فالمناغاة تتكون من من أصوات لينة ( حروف مد )، ثم تكثر فيها بعد ذلك الأصوات ذات المقاطع ( الحروف الساكنة )، وتخرج على شكل مقاطع صوتية.

- تتبع مرحلة المناغاة العشوائية ، مرحلة تجريبية يقوم الطفل فيها بادراك تنوع الأصوات ،ومصادرها وكيفية إخراجها ، والربط بينها وبين طرق إخراجها ، ثم سماعها ، وتحريك أجهزته النطقية بأشكال مختلفة ، وذلك في نهاية الشهر الخامس من عمره .

- في هذه المرحلة يستجيب الطفل بانشراح بلغة أمه وحديثها، ومحاوراتها، وابتساماتها، ويتفاعل معها نفسيا واجتماعيا مستخدما إصدار أصوات ومناغاة تحبها أمه، وقد يكررها، بخاصة بعد استمتاعه لسماع صوته أو إدراكه الأصوات والمناغاة التي يصدرها.

مرحلة الثغثغة
في هذه المرحلة يحاول الطفل تحويل المناغاة إلى " تلفظات " وأصوات وكلمات ثم القيام بتقليد الأصوات ، وبخاصة في بداية الشهر التاسع من العمر ، وان كان هذا التقليد غير منظم ومحكم في البداية إلا انه يكون مفهوما ، وذلك بالتكرار والممارسة وان هذه الممارسة في النطق قد تحدث تغييرا وتطورا في لغة الطفل ، أو تقترب تدريجيا إلى لغة الكبار ، بحيث تستعمل بعض الكلمات المألوفة بوضوح تام مثل : داد ... ماما .... بابا . ، وان الطفل لاكتسب الألفاظ الجديدة في هذه المرحلة عن طريق اللعب اللفظي ، وإنما نتيجة عوامل النمو والنضج الطارئة على أجهزته النطقية .

- ونتيجة الدراسات التي قام بها العلماء استنتج إن عملية الثغثغة تمر بثلاث مراحل وهي :
1. مرحلة التقليد المبدئي الساذج :
وذلك بين الشهرين الثالث والرابع من عمر الطفل، حيث تكون فيها استجابة الطفل لنطق الآخرين بإصدار أصوات لا معنى لها.

2. مرحلة توقف الاستجابات الصوتية بيت الشهرين الخامس والسادس :
وفي هذه المرحلة يحدث نقص وتوقف الاستجابات الصوتية عن المرحلة السابقة وذلك نتيجة ملاحظات الطفل وكثرة استخدامات هذه الأصوات .

3. مرحلة التقليد المركز ذلك في الشهر التاسع :
حيث يكون التقليد مقصورا ، وتغلب عليه صفة التركيز ، إلا إن استجابات الطفل تكون بعيدة عما يسمعه سواء في التنغيم ، أو في الصورة الصوتية ، وان هذه المرحلة بحد ذاتها خطوة نحو تعلم الطفل اللغة ، إذ في هذه المرحلة يبدأ الطفل في تمرين جهازه الصوتي والسمعي على سماع الأصوات ، وعلى النطق بها ، ولذلك فقد اعتبرت هذه المرحلة الخطوة الأولى نحو تعلم لغة الأمهات والآباء .
مرحلة التقليد
تعد مرحلة التقليد من أهم المراحل في بناء أساس تعلم اللغة للطفل، حيث إنها تحول المناغاة ( اللعب بالأصوات ) إلى كلمات ذات معنى وتناسق صوتي، ومرحلة تعد الطفل إلى تعلم الأم من محيطه، وذلك بتقليد بعض الكلمات وتكرارها. الطفل الذي تكون رغبته في التواصل مع الآخرين قوية يزداد لديه الدافع لتعلم اللغة بقدر أكبر مما يحدث لدى الطفل الذي لا تتوفر لديه رغبة في التواصل.
ولقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت حول تطور لغة الطفل خلال هذه المرحلة ، إن التقليد وتكرار بعض الكلمات في البداية غير محكم وغير دقيق ، إلا أنها تشعر الطفل بالزهو في انه يتكلم كما يتكلم البالغون ، وكذلك أوضحت بأن نطق الطفل خلال هذه الفترة المبكرة من التقليد كثيرا ما يكون غير مفهوم إلا في نطاق ضيق من المحيطين به .


مرحلة الإيماءات
هي مرحلة تسبق مرحلة النطق بالكلمات ، أي مرحلة الكلام الحقيقي ، وتظهر مرحلة الإيماءات بوضوح قبيل بلوغ الطفل عامه الأول ، حيث يحاول الالتجاء إلى الإيماءات بالرضا أو بالرفض ، فمثلا يحاول الطفل الرضيع تحويل فمه عن ثدي أمه أو زجاجة الرضاعة تعبيرا أو إيماء عن شعوره بالشبع ، وكذلك ابتسامته ومد ذراعيه نحو أمه أو احد البالغين القريب منه ، هي إيماءات للتعبير عن رغبة الطفل في إن تحمله الأم ... وارساله الصراخ وضرب يديه ، أو رجليه أثناء الاستحمام إيماءات على رفضه الاستحمام .

2. مرحلة النطق والتكلم:
بعد اجتياز الطفل مرحلة الثغثغة يحاول نطق بعض الكلمات مثل ( بابا..ماما ... داد) وذلك في العام الأول ، ويبدأ الأطفال في هذه المرحلة بتنظيم كلامهم بشكل تعبيري كأداة اتصال بالبالغين ، وفي هذه المرحلة يكون كلام الطفل مفهوما من قبل الوالدين ، وتختفي عنده الألفاظ الغير مفهومة بعد إن يتلقى التعزيز والتدعيم من قبل الوالدين عند نطق كلمات جديدة ، إلا انه يظل في استعمال لغة وعبارات ركيكة وضعيفة ، قد يصعب فهمها إلا من خلال إشاراته ، وفي بداية السنة الثانية يحاول الطفل إن يكتشف بنفسه إن كل شيء ممكن قوله .
إن كثرة استخدام الكلام ونطق الأسماء والكلمات يجعل الطفل يتخلص تدريجيا من مرحلة التمتمة وتقوى عنده القدرة على التعبير والإدراك والوعي، واتخاذ اللغة وسيلة تعبيرية من احل التعامل مع البالغين.
وعندما يصل الطفل إلى نهاية السنة الثالثة يكون قادرا على استخدام بعض الضمائر مثل ( أنا... لي .. هذا لي ) وان الطفل في مرحلة نموه اللغوي وقدرته على الكلام يكون متكلما بلغة خاصة به وذلك بالتوافق مع نموه اللغوي ، وتأثره بالمحيط اللغوي الذي يخلقه الوالدان في الأسرة والمربية في الحضانة وفي بداية قدرته على التكلم يبدأ بالتدريج إلى استخدام تنظيم لغوي خاص ، وعلى الرغم من محدودية الحصيلة اللغوية فان الطفل يحاول إنتاج جمل جديدة بتنظيم لغوي بسيط مثل : أنا اشرب ... أنا العب ... أنا أدق الجرس .

إن اكتساب الطفل اللغة في هذه المرحلة لايتم عن طريق التعليم فقط ، وإنما يكتسبها عن طريق سمعه ، وبتفاعل داخلي في دماغه يتم إخراجها للتعبير عن حاجته ، ولذلك فلا يتعلم اللغة إلا في المجال اللغوي الدائر في محيطه .

3. مرحلة الاستقرار اللغوي عند الطفل
تبدأ هذه المرحلة عندما يصل الطفل إلى عمر ست سنوات أو سبع سنوات حيث يأخذ الطفل كفايته من التقليد والمحاكاة، وفي هذه المرحلة يستقر الطفل لغويا وتتأسس بينته اللغوية حيث يبدأ الطفل بالكلام.
وفي هذه المرحلة يكون قد أسس لغته، بحيث تكون مطابقة للغة مجتمعه وقومه، ويتأثر الطفل بالنظم والتقاليد التي يسير عليها مجتمعه وخاصة أسرته.
وفي هذه المرحلة يكون التواصل من خلال تفاعله مع المجتمع وبخاصته مجتمع المدرسة من خلال اللعب كوسيلة من وسائل التواصل .
4. مرحلة الطفل وتعابيره وتطوره اللغوي :
إن نمو مفردات يكون بطيئا في المرحلة الأولى من حياته ثم يبدأ بالتدرج في سرعة تكوين لغته ، وان الطفل بين سن الرابعة والخامسة من العمر يكون مزود بذخيرة لغوية ضخمة تمكنه من التواصل والتعبير عن حاجاته بجمل قصيرة .
وهناك مراحل الجمل لدى الطفل في السنوات الست الأولى وهي:
1. مرحلة الكلمة القائمة :
تبدأ هذه المرحلة من السنة الأولى إلى السنة الثانية ، مثال : إن يقول الطفل ( ماما) وهذا يعني تعالي إلي ياماما .
ولكي نفهم ما يري الطفل قوله في هذه المرحلة ، يجب الانتباه إلى طريقة الطفل في لفظ الكلمة . ومعظم هذه الكلمات التي يستخدمها الطفل هي عبارة عن أسماء، مثل ( سيارة، قطه، حليب..... ) كما يستخدم صفات وكلمات اجتماعية ، مثل : شكرا ... وستخدم أيضا كلمات بصيغة الأمر.

2. مرحلة الجملة المؤلفة من كلمتين ( البرقي ) :
تبدأ هذه المرحلة من السنة الثانية إلى الرابعة ، وتكون الجملة في هذه المرحلة عبارة عن جمل ناقصه مؤلفة من كلمتين اثنتين ، موضوعة بعضها بجانب بعض من غير إن ينتج عنها جملة تامة ، وفي هذه المرحلة يتشكل لدى الطفل تقدما واضحا في قدرته التعبيرية ولكنها لا تشكل مرحلة جديدة في تفكيره .

3. مرحلة الجملة التامة :
تبدأ هذه المرحلة من العام الرابع من عمر الطفل، حيث يحاول التخلص من الجمل البسيطة الناقصة، والانتقال إلى استخدام الجمل التامة المعقدة.
وفي هذه المرحلة يكون الطفل مالكا تنظيما لغويتا خاصا به ، ويحاول إن يستعمل المعطيات اللغوية المحدودة ، وينتج جملا جديدة عبر تنظيم لغوي بسيط ، والطفل في هذه المرحلة يبني لغته بصورة إبداعية وبالتوافق مع قدراته الداخلية ، فالطفل يكتسب طبيعة لغة البيئة التي يترعرع فيها .
و أول كلمات تبدو عند معظم الأطفال هي أسماء الذوات ، وتظهر بعدها الأفعال ، ثم الصفات ، ثم الضمائر ، ولا تظهر الحروف وما يشابهها من الظروف ، ويسير الطفل في ارتقائه اللغوي وفقا لارتقاء فهمه ، ونموه الفكري فهو يدرك الكلمات الدالة على أمور حين يمكن إن يشاراليها .









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-08-09, 23:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
adel dodo
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية adel dodo
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

البيئة الثقافية الاجتماعية وتأثيرها في نمو الطفل وتطوره

إن عملية التثقيف للطفل تعتبر عملية تربوية تسعى إلى توجيه الفرد والإشراف على سلوكه وتلقينه لغة الجماعة التي ينتمي إليها ، وبالتالي هي عملية تعود الإنسان أو تصقله ضمن العادات والتقاليد والأعراف وسنن الحياة المتبعة استجابة للمؤثرات الخارجية ، وتطبعه بها بما يناسب مجتمعه وتراثه الذي ينتمي إليه .

إن النمو الاجتماعي يتطلب استجابات واضحة بواسطة حافز اجتماعي يكون فيه الفرد عنصرا متمما للشخص الآخر. فحين ينمو الطفل وينضج تزداد قدراته على التمييز بين المصادر الحافزة الاجتماعية وغير الاجتماعية ، وتزداد استجابات الطفل المختلفة بازدياد نموه الفيسلوجي أو الجسماني ، وهذه المشاركة الجديدة بين الاستجابات ونماذجها وبين الحافز الاجتماعي هي التي تشكل النمو الاجتماعي المبكر عند الطفل .

يختلف التفاعل الاجتماعي بمعناه العام عن التفاعل العائلي في أن هذا النوع الأخير من العلاقات الاجتماعية، يمتاز بخصائص معينة تقوم على أسس من الود والإخاء والحرية والصراحة مع الاستمرار والدوام.
ويهتم علماء الاجتماع بموضوع الذات باعتبارها أحد الأعمدة الأساسية ، والذات تعني التكامل النفسي والاجتماعي للسلوك عند الكائن الإنساني الذي تعبر عنه عادات الفعل والشعور والاتجاهات والآراء ، فكما تشمل الذات على القيم تشمل أيضا على كل نواحي السلوك ، ويمكن الجانب الاجتماعي الهام للذات في إن تنمو في المواقف الاجتماعية ، وتعبر عن نفسها من خلال التفاعل مع الآخرين .

وان مكونات الذات الاجتماعية تتأثر بعاملي الوراثة والبيئة معا ولكن بدرجات متفاوتة ، و أن أثر الوراثة يكون أكثر وضوحا في النواحي الجسمية كطول القامة ولون البشرة وكذلك النواحي العقلية الثابتة نسبيا مثل كمية الذكاء والاستعدادات العقلية المعروفة ، والتكوين المزاجي للشخص وقوة طاقته الغريزية تعتمد كثيرا على تكوينه الطبيعي الوراثي ، أما أثر البيئة فيظهر بوضوح في التكوين الخلقي والصفات النفسية والدوافع التي يكتسبها الفرد بالتعلم والخبرة ، وما يحصله من ضروب المعرفة والمهارات العملية وأنواع الثقافة .

ولبيئة الأسرة تأثير كبير في نمو الطفل الثقافي والاجتماعي حيث إنَّ الأسرة هي المؤسسة الأولى والأساسية من بين المؤسسات الاجتماعية المتعددة المسؤولة عن إعداد الطفل للدخول في الحياة الاجتماعية، ليكون عنصراً صالحاً فعّالاً في إدامتها على أساس الصلاح والخير والبناء الفعّال. والأسرة نقطة البدء التي تزاول إنشاء وتنشئة العنصر الإنساني، فهي نقطة البدء المؤثرة في كلِّ مراحل الحياة إيجابا و سلبا.

فالعلاقات الأُسرية لها دورٌ كبير في توثيق بناء الأسرة وتقوية التماسك بين أعضائها ولها تأثيراتها على نمو الطفل وتنشئته، وإيصاله إلى مرحلة التكامل والاستقلال؛ وذلك باعتبار أنّ الأجواء الفكرية والنفسية والعاطفية التي تخلقها الأسرة للطفل تمنحه القدرة على التكيّف الجدّي مع نفسه ومع أسرته ومع مجتمعه.
ولا تتم تلك التنشئة إلا عن طريق التفاعل الدائم مع البيئة الاجتماعية التي يتواجد فيها؛ ألا وهي الأسرة التي تحدد له أهم المواقف الاجتماعية التي يقابلها إبان سنوات طفولته، ومدى تفاعله مع هذه المواقف ومعايير توافقه فيها.
وتترتب علاقة الطفل في داخل الأسرة على عوامل كثيرة، من أهمها: الحاجات البيولوجية في المراحل الأولى من حياته، وكلما تقدم في السن ظهرت أهمية حاجات أخرى مرتبطة بهذه الحاجات البيولوجية مثل: الاعتماد على النفس، وامتلاكه لطريقة التعامل مع الآخرين.
إن الطفل في هذا الجو العائلي يتعلم كيف يعيش، وفيه ينمو، وتتكون شخصيته وعاداته، واتجاهاته، وميوله. ولكي ينمو الطفل نموا صحيحا يجب أن تتوفر في هذا الجو الأمور الآتية:
1. أن يشعر الطفل انه مرغوب فيه، محبوب، وتحقيق هذه الحاجات النفسية عن طريق الوالدين والإخوة.
2. تعتبر الأسرة المسرح الأول الذي ينمي فيه الطفل قدراته. ويكون ذلك عن طريق اللعب .
والطفل في السنوات الأولى يميل إلى إن نشعره بذاتيته، وبأنه فرد يستطيع إن يقوم بأعمال، ولذلك نواه كثيرا ما يلفت نظر من حوله ليشاهدوا ما يقوم به من أعمال.
3. يستطيع الطفل في محيط الأسرة إن يتعلم كيف لا يكون أناني ، بمعنى أنه يتعلم كيف يحترم حقوق الغير وكيف يتلاءم مع غيره من أفراد الأسرة ، من الوالدين وإخوة وأقارب .
4. يتعلم الطفل في الأسرة المبادئ الأولى التي يسير عليها في التعامل مع الغير ويكون ذلك عن طريق ملاحظة لسلوكهم واستجاباتهم في المواقف المختلفة.

وتعد المدرسة هي البيئة الثانية التي يواصل الطفل فيها نموه وإعداده للحياة المستقبلية ،والتي تتعهد القالب الذي صيغت فيه شخصية الطفل بالتهذيب والتعديل بما تهيئه له من نواحي النشاط لمرحلة التي هو فيها ، ويمكن اعتبار المدرسة مجتمعا مصغرا من حيث إنها تتضمن مجموعة من التنظيمات الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية ، والمدرسة كمؤسسة اجتماعية لها أهداف محددة ومعايير وأساليب لحفظ النظام فيها تحقق درجة من الاستقرار والتنظيم تمكنها من قيامها بوظائفها .

وهناك بيئة ثالثة تؤدي دورها ولها تأثيرها الكبير في عملية نمو الطفل اجتماعيا وثقافيا ، إلا وهي جماعة الرفاق ( جماعة اللعب ) ويتمثل دورها في مساعد الطفل في النمو المتكامل جسميا عن طريق إتاحة فرصة ممارسة النشاط الرياضي ، وعقليا عن طريق ممارسة الهوايات ، واجتماعيا عن طريق أوجه النشاط الاجتماعي وتكوين الصداقات . وتنمية اتجاهات نفسية جديدة نحو الكثير من موضوعات البيئة الاجتماعية ، وتتولى متابعة التغيرات والتجديدات والمستحدثات وآخر التيارات والاتجاهات الأدبية والفنية والثقافية ، مما يتيح لأعضائها فرصا لتوسيع آفاقهم الاجتماعية وإنماء خبراتهم في جو بعيد عن سيطرة الكبار والراشدين .

ونأخذ بعين الاعتبار تعرض الطفل للتأثيرات السلبية مما يتلقاه من عادت لبيئات ثقافية متخلفة حضاريا وذلك من خلال تطفل هذه الحضارات ودخولها القصري لحياة الطفل العامة ، فالتخلف الحضاري يولد ظروفا غير صالحة لتطوير الأداء ، وتخلف الأداء يكرس التخلف الحضاري. فإن الطفل الذي ينشأ في بيئة لا تستجيب له ، ولا تقدم له ما يكفي من المعلومات، فإن نموه العقلي والفكري يكون في أغلب الاحتمالات ضعيفا، فالطفل لا يستطيع التعرف على الأماكن والأشياء والناس حتى يتعامل معها. وكلما كانت البيئة الطبيعية أكثر استجابة له، كلما ازدادت خبرته بها. وكلما كانت البيئة الاجتماعية أكثر استجابة له كلما كان الطفل أكثر قدرة على فهم تصرفات الناس وأفكارهم ومشاعرهم.

و تتباين البيئات في مدى تعقيد التنبيهات التي تقدمها للطفل وتنوعها، وعندما تقدم البيئة للطفل تنبيهات مناسبة في تعقيدها وتنوعها ، فإنه يستلم تلك التنبيهات وينظفها.
وبما أن المجتمعات البشرية والمناطق الجغرافية تختلف فيما بينها من حيث مدى الإثارة التنبيهية التي تقدمها للطفل خلال نومه ، فإنها تتباين في مدى إقفرارها أو ثرائها ، ونرى أن البيئات المقفرة تتوزع عشوائيا في الثقافات المختلفة بل تنتظم ضمن ثلاث محاور أو أبعاد رئيسية هي:
1- التخلف الحضاري - التقدم الحضاري:
نستطيع القول أن المجتمعات التي حظيت بالتقدم الحضاري تقدم بيئة أكثر ثراء، وعلى العكس كلما ازداد التخلف الحضاري كانت البيئة المقدمة للأطفال أكثر اقفرارا.

2- المستوى الاقتصادي والاجتماعي للعائلة ضمن الإطار الثقافي العام:
أن المستوى الاقتصادي والاجتماعي الفقير يقدم بيئة مقفرة، على العكس من المستوى الاقتصادي المرفه. ولابد من الاستدراك بأن العوامل التي تقع على الحدود بين الطبقات الاجتماعية، تقدم بيئة أثرى نوعا ما من البيئات التي تقدمها العائلات الأدنى أو حتى الأعلى منها ولذلك علاقة وثيقة بمسألة التسلق الطبقي.

3- البادية – والمدينة:
تقدم المدينة بتنوع مؤسساتها كالمتاحف والمنتهزات ، وحدائق الحيوان، والمعارض والمكتبات، ودور السينما، والمسارح... ) بيئة أكثر ثراء من البادية. وإذا رسمنا خارطة المؤسسات التربوية والخيرية ، فعلينا إن لا نكتفي بدراسة توزيع المدارس ، بل كافة المؤسسات التي تسهم في التطوير الثقافي للطفل حتى المؤسسات التي تبيع ألعاب الأطفال.
ولابد لنا من الإشارة أيضا إلى إن هذه الأبعاد ليست أبعادا منعزلة يؤثر كل منها بمعزل عن البعدين الآخرين . إذ يتضاعف اقفرار البيئة أو ثراؤها بوقوعها في مكان معين، على كل من الأبعاد الثلاثة أنفة الذكر.
فعائلة فقيرة في بادية بلد متخلف تقدم بيئة مدقعة مقفرة على عكس من عائلة ثرية في مدينة في بلد متقدم .

4. الحرمان الثقافي والنمو اللغوي:
الأطفال الذين نشأوا في مؤسسات الأيتام والخيريات وما يشابهها ، أن هؤلاء الأطفال غالبا ما يعانون من تأخر شديد في النمو اللغوي سواء في حجم الذخيرة اللفظية أو في مدى تعقيد الجمل التي يستعملونها أو يفهمونها أو في مدى قدرتهم على التجريد واستيعابه










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-09, 23:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
minou_2040
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع جميل بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-10, 23:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
adel dodo
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية adel dodo
 

 

 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة minou_2040 مشاهدة المشاركة
موضوع جميل بارك الله فيك
شكرا لك على المرور الكريم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للطفل, المغني, النمو


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc