السّلام عليكم ورحمة الله ،
استهوتني بداية الثّمانينات لعبة " الدّومينو !" طبعا بعد " الفوتبول" ، وممّا زادني تعلّقا بها ليست اللعبة بحدّ ذاتها ، ولكن طريقة تحريك "الحجرات" ، وكيف ينقضّ بعدها اللاّعبون كلّ على "حجراته" السّبع دفعة واحدة ، ثمّ يرفعها دون أن يزيد أو ينقص منها ، وممّا أثار دهشتي أنّهم حين يمارسون لعبتهم المفضّلة آنذاك ، كانوا يتحادثون ويتغامزون ، ويتلاعبون بتلك "الحجيرات" التي تحملها أياديهم، الى الأعلى ثمّ الى الأسفل، يمينا وشمالا وبسرعة فائقة وخفّة خارقة!؟،
وبينما كنت أتابعهم أحيانا ، كان بعضهم دائما يهمز لأحدهم " البوزه ليك يا سي فلان!" ، وتوالت هذه الاشارة حتّى ظننت أنّ هناك فائز واحد لا اثنين!!؟، عموما لا يهمّنا هذا ،
لكن الذي يهمّنا الآن ، وككلّ نهاية عهدة المجلس الشّعبي البلدي لمنطقتنا ، الاّ ويكثر الحديث عن موضوع واحد لا ثاني له ، منذ أكثر من عشريّة ونصف العشرية : هل سيعيد سي فلان التّرشّح من جديد للعهدة التي بعدها؟، وبينما الرّئيس تراه" متربّعا "في داره ينتظر ردود أفعال تلك " الغواشي" ، تنهض ثلّة منهم معروف عنهم حنكتهم في هذا المجال دون غيره ، لتنثر على رؤوس الأشهاد باقات الأزهار الورديّة في قلوب النّائمين من أصحاب الكهوف !، وتفرش لهم الطريق وردا أحمرا كصورة رئيس بلديّتنا ، ثمّ بتلك الكلمات أو بالأحرى " الكاسيتات" تنشر وتلوح بها في أذانهم وأذهانهم : بأنّ كلّ العروش قد اتّصلت بسي فلان وأصرّت عليه بالتّرشّح رغم رفضه شخصيّا لهذه الفكرة !؟، وبالتالي نفهم ثمّ نتيقّن حتّى نقتنع اقتناعا لا يدع مجالا للشّكّ ،ولا تشوبه شائبة ظنّ، أنّ جموع تلك " الأعراش" بما فيها البدو الرّحّل من هنا أو هناك ، قد اتّصلوا بسي فلان ، وعاهدوه على السّمع والطّاعة !،
هكذا كان أداء "الكاسيتة" طول تلك المدّة ، يعلمها الصّغير قبل الكبير بما فيها الجنس الآخر ، ناهيك عن الثّالث والعياذ بالله!؟ ، حتّى من قبل أن يبلغوا الحلم ، الاّ أنّ أولئك الذين زرعوا في قلوبهم تلك البذرة الخبيثة، يبدو أنّهم قد ساروا على هدي " السّامريّ" حتى يرجع اليهم " موسى" !،
لكن موسى أظنّ أنّه لن يرجع ، لأنّنا للآن لم نجد من يشبه موسى ، وربّما لن نجده طيلة العشريّة القادمة!!، وبالتالي فلا ضير ان أكمل سي فلان ..الآتية، والحقيقة التي يجب أن تقال : لما بعض الأحزاب العريقة الأخرى ، والتي تدّعي " الفهامة" بملئ فيها ، سواء في الشّارع أو المقاهي أو في المساجد لا تملك مثل هذه النّوعية من النّاس ، رغم بساطتهم وبساطة مراكزهم ان لم نقل معدومة تماما؟ أم أنّ من بينهم خادعون ووشاة ، يخفون ما لا يظهرون لمن ائتمنهم على تسيير شؤون توجّهاتهم السيّاسيّة و الحزبيّة!، على العموم الآن اهتديت للحقيقة أنّ " بوزة سي فلان كانت في محلّها ، وكانت تثبت مرارا فوزه وانتصاره في لعبة "الدّومينو" ، وليس كما كان يتخيّل لي أنّها تسهيلات البقيّة من اللأعبين أو حتّى المتفرّجين!!؟
على كلّ حال ، وفي جميع الأحوال ، ان عاد الرّئيس وترشّح، ومرّ وانتصر ، وحكم وأمر ، فسأرفع له القبّعة ليس احتراما له ، ولا حتّى تقليلا من شأنه معاذ الله ، ولكن احتراما للمقولة الشّهيرة التي : ولو أنّ واش باليمامة داره وداري ** بأعلى حضرموت اهتدى ليا .. !؟ ، ذلك لأنّه أثبت أنّه هو الأقوى ، وسيبقى هو الأقوى، ما دام يمتلك تلك اللّجهة السّحريّة التي يفتقدها معظم مترشّحونا ، وحتّى اذا لم يوفّق" مبني للمجهول" ، فالنّيّابة تكفيه لأن يكون الرّئيس ، بل ويكفيه أدنى من ذلك ..ليتصدّر قائمة التّسعة عشر ...، الله المستعان ، نقطة النّهاية لواقعنا المعاش والمرّ
وصلّى الله على نبيّنا محمّد ما صام الصّائمون ، وقام القائمون.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2017-08-11, 22:56
من الواقع المرّ!؟
العرض العادي
