موضوع مميز لقد كانت الغيرة تولد مع القوم وكأنهم رضعوها فعلاً مع لبان الأمهات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لقد كانت الغيرة تولد مع القوم وكأنهم رضعوها فعلاً مع لبان الأمهات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-15, 15:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عثمان الجزائري.
مؤهّل منتدى الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية عثمان الجزائري.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي لقد كانت الغيرة تولد مع القوم وكأنهم رضعوها فعلاً مع لبان الأمهات

إن آخر حصن ومعقل لحفظ العرض وصيانة الكرامة وحراسة الفضيلة، ما أودعه الله تعالى في نفس كل آدمي من غيرته على الأعراض؛ غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن، وغيرة أوليائهن عليهن، وغيرة المؤمنين على أن تنال الحرمات أو تُخدش بما يجرح كرامتها وعفّتها.
غيرة العرب في الجاهلية:

لم تكن غيرة أحدهم قاصرة على عرضه فحسب، بل إنه يغار على عرض جيرانه وقرابته وقبيلته، يقول عنترة:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مثواها
و قال الأعشى في المرأة تمر من بيت جارتها في سكينة تتحفظ بها من إثارة أعين الناظرين إليها:
كأن مرورها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل

وما أجمل قول عروة ابن الورد:
وإن جارتي ألوت رياح ببيتها تغافلت حتى يستر البيت جانبه
ومن نخوة العرب وغيرتهم أنهم يكنون عن حرائر النساء بالبيض وقد جاء القرآن الكريم بذلك فقال سبحانه: كأنهن بيض مكنون وقال امرؤ القيس: (وبيضة خدر لا يرام خباؤها) ويكنون عنها بالنخلة:
ألا يا نخلة في ذات عرق عليك ورحمة الله السلام

ومن نخوة العرب وغيرتهم أنه كان من عادتهم إذا وردوا المياه أن يتقدم الرجال، والرعاء ثم النساء إذا صدرت كل الفرق المتقدمة، حيث يغسلن أنفسهن وثيابهن ويتطهرن آمنات، ممن يزعجهن، فمن تأخر عن الماء حتى تصدر النساء فهو الغاية في الذل.
وكان من مظاهر الغيرة عند العرب ستر النساء ومنعهن من الظهور أمام الرجال، يقول الأفوه الأودي:
نقاتل أقوماً فنسبي نساءهم ولم ير ذو عز لنسوتنا حجلا


غيرة النبي صلى الله عليه و سلم:

ويوم أن جاء الإسلام أقرَّ هذه الغيرة وهذّبها وطهّرها ونقّاها مما خرج بها عن حدها واعتدالها، و ميّز النبي صلى الله عليه وسلم ما يحمد من الغيرة وما يذم، حيث قال: " إن من الغيرة ما يحب الله عز وجل، ومنها ما يبغض الله عز وجل، فأما الغيرة التي يحب الله عز وجل: فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل: فالغيرة في غير ريبة"
وأشد الناس غيرة على الأعراض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.. عن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - قال: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أتعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن."
غيرة الصحابة:

غيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص: ((أن نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق، وهي تحته يومئذ، فرآهم، فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لم أر إلا خيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: لا يدخلن رجل، بعد يومي هذا، على مغيبة، إلا ومعه رجل أو اثنان))روآه مسلم
غيرة الزبير بن العوام رضي الله عنه:

وها هو الزبير زوج أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - يضرب لنا أروع الأمثلة على غيرة الزوج على زوجته، فتقول أسماء - رضي الله عنها -: (تزوجني الزبير وما له من الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضج وغير فرسه فكنت أعلف فرسه واستقي الماء وأخر زغربة وأعجن ولم أكن أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأسي، وهي مبني على ثلثي فرسخ فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال: أخ أخ ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني قد استحييت فمضى فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب فاستحييت منه وعرفت غيرتك فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إلى أبي بكر بعد ذلك بخادم يكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني
غيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أعظم الصحابة غيرة على النساء، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم غيرته في الرؤيا التي رأى فيها قصر عمر بن الخطاب في الجنة والمرأة التي كانت بجانب القصر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرته، فوليت مدبرًا . فبكى عمر، وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟!))روآه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري
وعن ابن عمر قال: ((كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد، فقيل لها: لم تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت: وما يمنعه أن ينهاني؟ قال: يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله))روآه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري
وقد أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يحجب نساءه، ثم نزل القرآن موافقًا له، فعن أنس رضي الله عنه قال: (قال عمر وافقت ربي في ثلاث ، فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة: 125] وآية الحجاب قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن ، فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغَيْرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية) روآه البخاري
غيرة عائشة رضي الله عنها:

- فعن عائشة- رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا. قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع. فقال: ((ما لك؟ يا عائشة! أغرت؟. فقلت: ومالي لا يغار مثلي على مثلك؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقد جاءك شيطانك؟. قالت: يا رسول الله! أو معي شيطان؟. قال: نعم. قلت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم. قلت: ومعك؟ يا رسول الله! قال: نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم))روآه مسلم
وعنها أيضًا رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة على عائشة وحفصة فخرجنا معه جميعا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الليل سار مع عائشة يتحدث معها فقالت حفصة لعائشة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك فتنظرين، وأنظر قلت: بلى فركبت حفصة على بعير عائشة وركبت عائشة على بعير حفصة فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم، ثم سار معها حتى نزلوا، فافتقدته عائشة فغارت فلما نزلت جعلت تجعل رجليها بين الإذخر وتقول يا رب سلط علي عقربًا أو حية تلدغني، رسولك ولا أستطيع أقول له شيئًا)) روآه البخاري ومسلم واللفظ له
غيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

دخل سيدنا علي أبن ابي طالب رضي الله عنه على زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين فوجدها تستاك اي تستعمل السواك فقال ممازحا وكأن السواك رجل يخاطبه
ظفرت ياعود الأراك بثغرها ما خفت ياعود الأراك أراكا
لو كنت من أهل القتال قتلتك مافاز مني ياسواك سواكا


و إلى كل رجل وامرأة أسوق هذه القصة التي رواها الحافظ بن كثير في كتابة المنتظم قال : تقدمت امرأة إلى قاض فادّعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار، فأنكر، فجاءت بمن يشهد لها بالصداق، فقال القاضي: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم هل هي الزوجة أم لا. فقال الزوج : لا تفعلوا، هي صادقه فيما تدعيه . قال ذلك حتى يصون زوجته من أن ينظر إليها غير ذي محرم فقالت المرأة حين عرفت أنه أقرّ ليصون وجهها:"هو في حل من صداقي في الدنيا والآخرة"








 


آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-12-15 في 16:06.
رد مع اقتباس
قديم 2015-12-15, 16:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الفاضل
عثمان الجزائري
و بارك فيك
وشكرا على الموضوع المهم
نفعنا الله به.










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-15, 16:57   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
smail400
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور اخي على الموضوع جزاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-15, 17:05   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

أذكر قصة ذكرها أحد المشايخ ممن كنت احضر لهم ,قال:
كان لدى النّاس في عصر الجاهلية أخلاق وآداب وهذا مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) الحديث
روي أنّ رجل مرة بزوجته وهي متسترة فنظر القوم إلى أهله ,فطلقها فلاموه الناس على ذلك فقال


تركت حبها من غير بغض *** وذاك لكثرة الشركاء فيه .

إذا وقع الذباب على طعام *** رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء *** إذا كان الكلاب ولغن فيه
إذا شرب الأسد وراء كلب
*** فذاك الأسد لا خير فيه

^__^










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-16, 09:20   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ادرة مكنونة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ادرة مكنونة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إن هزائم الأمم وانتكاسات الشعوب لا ترجع إلى الضعف في قواها المادية ولا إلى الضعف في معداتها الحربية، من يظن هذا الظن ففكره قاصر ونظره سقيم، إن الأمم لا تعلو - بإذن الله - إلا بضمانات الأخلاق الصلبة في سير الرجال. بل إن رسالات الله ما جاءت إلا بالأخلاق وإتمام الأخلاق بعد توحيد الله وعبادته، { إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق }، الأخلاق الفاضلة يضعف أمامها العدو، وينهار بها أهل الشهوات.
حينما يكون المجتمع صارماً في نظام أخلاقه وضوابط سلوكه، غيوراً على كرامة فرده وأمته، مؤثراً رضا الله على نوازع شهواته، حينئذ يستقيم مساره في طريق الحق والصمود والرفعة والإصلاح.
والأخلاق - أيها الأخوة - ليست شيئاً يكتسب بالقراءة والكتابة، ولا بالمواعظ والخطابة، ولكنها درجة بل درجات لا تنال - بعد توفيق الله ورحمته - إلا بالتربية والتهذيب، والصرامة والحزم، وقوة الإرادة والعزم.
أخي الفاضل: وبين يديك في هذه النشرة حديث عن مقياس دقيق من مقاييس الأخلاق، ومعيار جلي من معايير ضبط السلوك..
إنه حديث الغيرة، الغيرة يا أخي رعاك الله. الغيرة، الغيرة على الأعراض، وحماية حمى الحرمات.
يا أيها الغيور: كل امرئ عاقل بل كل شهم فاضل لا يرضى إلا أن يكون عرضه محل إلغاء والتمجيد، ويسعى ثم يسعى ليبقى عرضه حرماً مصوناً لا يرتع فيه اللامزون ولا يجوس حماه العابثون.
إن كريم العرض ليبذل الغالي والنفيس للدفاع عن شرفه، وإن ذا المروءة الشهم يقدم ثروته ليسد أفواهاً تتطاول عليه بألسنتها أو تناله ببذيء ألفاظها. نعم إن الشهم ليصون عرضه بالمال فلا بارك بمال لا يصون عرضاً، بل لا يقف الحد عند هذا فإن صاحب الغيرة ليخاطر بحياته ويبذل مهجته ويعرض نفسه لسهام المنايا عندما يرجم بشتيمة تلوث كرامته. يهون على الكرام أن تصاب الأجسام وتسيل الدماء،؟ لتسلم العقول وتحفظ الأعراض. وقد بلغ ديننا في ذلك الغاية حين أعلن نبينا محمد : { من مات دون عرضه فهو شهيد }.
أخي حماك الله: بصيانة العرض وكرامته يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية، وبتدنسه وهوانه ينزل الإنسان إلى أرذل الحيوانات البهيمية.
يقول ابن القيم رحمه الله: ( إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبة بل ترحل الدين كله ).
ولقد كان أصحاب رسول الله من أشد الناس غيرةً على أعراضهم. روي عن رسول الله أنه، يوماً قال لأصحابه: { إن دخل أحدكم على أهله ووجد ما يريبه أشهد أربعاً }، فقام سعد بن معاذ متأثراً فقال: يا رسول الله: أأدخل على أهلي فأجد ما يريبني، أنتظر حتى أشهد أربعاً لا والذي بعثك بالحق!! إن رأيت ما يريبني في أهلي لأطيحن بالرأس عن الجسد ولأضربن بالسيف غير مصفح وليفعل الله بي بعد ذلك ما يشاء، فقال!! { أتعجبون من غيرة سعد!! والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن } الحديث وأصله في الصحيحين.
من حرم الغيرة حرم طهر الحياة، ومن حرم طهر الحياة فهو أحط من بهيمة الأنعام، ولا يمتدح بالغيرة إلا كرام الرجال وكرائم النساء.
إن الحياة الطاهرة تحتاج إلى، عزائم الأخيار، وأما عيشة الدعارة فطريقها سهل الانحدار والانهيار، وبالمكاره حفت الجنة، وبالشهوات حفت النار.
أخي المسلم: إن الأسف كل الأسف والأسى كل الأسى فيما جلبته مدنية هذا العصر من ذبح صارخ للأعراض ووأد كريه للغيرة.. تعرض تفاصيل الفحشاء من خلال وسائل نشر كثيرة، بل إنه ليرى الرجل والمرأة يأتيان الفاحشة وبواعثها ومثيراتها، يشاهدان وهما يعانقان الرذيلة غير مستورين عن أعين المشاهدين والنظارة، لقد انقلب الحال عند كثير من الأقوام بل الأفراد والأسر حتى صار الساقطون الماجنون يمثلون الأسوة والقدوة ويجعلون من فكرهم وسلوكهم وحركاتهم وسام افتخار وعنون رجولة، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
تصوروا - رعاكم الله وحماكم - خبيثاً وخبيثة يقفان على قارعة الطريق ليمارسا الفاحشة علانيةً كما تفعل البهائم من الحمير والخنازير - أعز الله مقامكم ونزه أسماعكم -. هل غارت من النفوس الغيرة؟ وهل غاض ماؤها؟ وهل انطفأ بهاؤها؟ هل في الناس دياثة؟ هل فيهم من يقر الخبث في أهله ألا يدري الغيور من يخاطب ! ! هل يخاطب الزواني والبغايا وإلا فأين الكرام والحرائر؟!
إعلان للفحشاء بوقاحة، وإغراق في المجون بتبجح.
أغان ساقطة، وأفلام آثمة، وسهرات فاضحة، وقصص داعرة، وملابس خالعة، وعبارات مثيرة، وحركات فاجرة، ما بين مسموع ومقروء ومشاهد في صور وأوضاع يندى لها الجبين في كثير من البلاد والأصقاع إلا من رحم الله. على الشواطئ والمنتزهات، وفي الأسواق والطرقات. ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
حسبنا الله من أناس يهشون للمنكر، يودون لو نبت الجيل كله في حماة الرذيلة، وحسبنا الله من فئات تود لو انهال التراب على الفطرة المستقيمة والحشمة الرفيعة.
ما هذا البلاء؟ كيف يستسيغ ذو الشهامة من الرجال والعفة من النساء لأنفسهم ولأطفالهم ولفتيانهم ولفتياتهم هذا الغثاء المدمر من ابتكارات البث المباشر وقنوات الفضاء الواسع؟
أين ذهب الحياء؟ وأين ضاعت المروءة؟ أين الغيرة من بيوت هيأت للناشئة أجواء الفتنة، وجرتها إلى مستنقعات التفسخ جراً وجلبت لها محرضات المنكر تدفعها إلى الإثم دفعا، وتدعها إلى الفحشاء دعا؟
اطلعت امرأة شريفة على الخمر ثم سألت: هل تشرب هذا نساؤكم؟ قالوا: نعم. قالت: زنين ورب الكعبة.
أيها الإخوة: إن طريق السلامة لمن يريد السلامة - بعد الإيمان بالله ورحمته وعصمته - ينبع من البيت والبيئة. فهناك بيئتان: واحدة تنبت الذل وأخرى تنبت العز. وثمت بيوتات تظللها العفة والحشمة، وأخرى ملؤها الفحشاء والمنكر. لا تحفظ المروءة ولا يسلم العرض إلا حين يعيش الفتى وتعيش الفتاة في بيت محتشم محفوظ بتعاليم الإسلام وآداب القرآن ملتزم بالستر والحياء، تختفي فيه المثيرات وآلات اللهو والمنكر، ويتطهر من الاختلاط المحرم. الغيرة الغيرة يا مسلمون، فالحمو الموت، واحذروا السائق والخادم وصديق العائلة وابن الجيران، ناهيك بالطبيب المريب، والممرض المريض،وإياكم واحذروا الخلوة بالبائع والمدرس في البيت، حذاري أن يظهر هؤلاء وأشباههم على عورات النساء. فذلكم اختلاط يتسع فيه الخرق على الراقع، وتصبح فيه الديار من الأخلاق بلاقع. هل تأملتم - وفقكم الله - لماذا توصف المحصنات بالغافلات.
الغافلات: وصف لطيف محمود، وصف يجسد المجتمع البرئ والبيت الطاهر الذي تشب فتياته زهرات ناصعات لا يعرفن الإثم. إنهن غافلات عن لوثات الطباع السافلة.
وإذا كان الأمر كذلك فتأملوا كيف تتعاون الأقلام الساقطة، والأفلام الهابطة، لتمزق حجاب العفة، هذا، ثم تتسابق وتتنافس في شرح المعاصي وفضح الأسرار وهتك الأستار وفتح عيون الصغار قبل الكبار، ألا ساء ما يزرون.
أخي المسلم أختي المسلمة: الغيرة الغيرة، إن لم تغاروا فاعلموا أن ربكم يغار: فلا أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش.
يا أمة محمد: ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته. وربكم يمهل ولا يهمل. وإذا ضيع أمر الله فكيف تستنكر الخيانات البيتية، والشذوذات الجنسية، وحالات الاغتصاب، وجرائم القتل وألوان الاعتداء؟
إذا ضيع أمر الله طفح المجتمع بنوازع الشر، وامتلأ بدوافع الأثرة، وتولدت فيها مشاعر الحسد والبغضاء، ومن ثم، قل ما ينجو من فساد وفوضى وسفك دماء، فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:22-24].
يا صاحب الغيرة: كم للفضيلة من حصن امتنع به أولاد النخوة فكانوا بذلك محسنين، وكم للرذيلة من صرعى أوردتهم المهالك فكانوا هم الخاسرين.
في ظلال الفضيلة عفة وأمان، وفي مهاوي الرذيلة ذلة وهوان، والرجل هو صاحب القوامة في الأسرة، وإذا ضعف القوام فسد الأقوام؟ وإذا فسد الأقوام خسروا الفضيلة وفقدوا العفة وتاجروا بالأعراض وأصبحوا كالمياه في المفازات يلغ فيها كل كلب ويكدر ماءها كل وارد.
جاء شاب إلى النبي فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنا، فاقبل عليه الناس يزجرونه، وأدنى رسول الله مجلسه ثم قال له: { أتحبه لأمك؟ } قال لا والله، جعلني الله فداك، قال رسول الله : { ولا الناس يحبونه لأمهاتهم } قال: { أتحبه لأبنتك؟ } قال: لا، قال: { ولا الناس يحبونه لبناتهم }، ولم يزل النبي يقول للفتى أتحبه لأختك، أتحبه لعمتك، أتحبه لخالتك، كل ذلك والفتى يقول: لا والله، جعلني الله فداك. فوضع النبي يده عليه وقال: { اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه }، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. [أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه].
أيها الغيورون أيتها الغيورات: هذه هي الغيرة وهذا هو حال الكثير، ألم يأن لأهل الإسلام أن يراجعوا أنفسهم، ويخشوا ربهم، ويعوا مسئولياتهم بنيناً وبنات نساءً ورجالاً؟. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وأصلح أحوالنا، وجمع كلمة المسلمين على الحق وهدانا ووفقنا إلى الحق والطريق المستقيم.




منقول










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-16, 11:57   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
walae80
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي



جزاك الله خيرا أخي عثمان على ما تدرج من درر.

إذا ذهبت الغيرة فماذا يبقى ؟؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-16, 15:12   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الربيع ب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الربيع ب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ذكرتنا مجدا فقدناه ، ودينا ضيعناه
وأخلاقا دمرناها وتخلينا عنها ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا عثمان لقد أدمعت عيني وربي
أهكذا نكون في ذا الزمن الذي انقلبت في هالموازين .. ؟!!!
أهكذا يكون اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وحبه .. ؟!!!
أهكذا تداس الكرامات ، وتدنس الأعراض ، وتنتهك الحرمات .. ؟!!!
أهكذا ... أهكذا ... ؟!!!
بعد إذ بعث الله إلينا نبيا منا - صلى الله عليه وسلم - ليتمم ما كانت عليه العرب في جاهليتها
فيحمد من أخلاقها الكثير ، ومن غيرتها معظمها وجلها
فماذا عنا ، وقد جعلنا من خير الأمم ، بل خير أمة أخرجت للناس على الإطلاق
كيف وقد أرسل خير الرسل وأفضلهم وسيد ولد آدم أجمعين
كيف وقد أنزل إلينا أفضل الكتب ، وحث فيه على محامد الأخلاق ، وصان المرأة وجعل لها مكانة مرموقة في صلاح المجتمع ، ولبنة من أكمل اللبنات في بناء صرح الأمة الإسلامية ...

أواه أواه مما آلت إليه حالنا ، وبلغناه من تردٍ في الأخلاق ، وبعد عن التشريع ، وترك للمحامد ، وانجرار وانجراف وراء المغريات وخلف الغرب المتفسخ والشرق الملحد ..
" وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ "

بارك الله فيك أخي الفاضل عثمان الجزائري وجزاك الله عنا كل خير
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ويصون أعراضهم ويحفظ نساءهم ويصلحهم جميعا .










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-16, 15:34   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عثمان الجزائري.
مؤهّل منتدى الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية عثمان الجزائري.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الربيع ب مشاهدة المشاركة
ذكرتنا مجدا فقدناه ، ودينا ضيعناه
وأخلاقا دمرناها وتخلينا عنها ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا عثمان لقد أدمعت عيني وربي
أهكذا نكون في ذا الزمن الذي انقلبت في هالموازين .. ؟!!!
أهكذا يكون اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وحبه .. ؟!!!
أهكذا تداس الكرامات ، وتدنس الأعراض ، وتنتهك الحرمات .. ؟!!!
أهكذا ... أهكذا ... ؟!!!
بعد إذ بعث الله إلينا نبيا منا - صلى الله عليه وسلم - ليتمم ما كانت عليه العرب في جاهليتها
فيحمد من أخلاقها الكثير ، ومن غيرتها معظمها وجلها
فماذا عنا ، وقد جعلنا من خير الأمم ، بل خير أمة أخرجت للناس على الإطلاق
كيف وقد أرسل خير الرسل وأفضلهم وسيد ولد آدم أجمعين
كيف وقد أنزل إلينا أفضل الكتب ، وحث فيه على محامد الأخلاق ، وصان المرأة وجعل لها مكانة مرموقة في صلاح المجتمع ، ولبنة من أكمل اللبنات في بناء صرح الأمة الإسلامية ...

أواه أواه مما آلت إليه حالنا ، وبلغناه من تردٍ في الأخلاق ، وبعد عن التشريع ، وترك للمحامد ، وانجرار وانجراف وراء المغريات وخلف الغرب المتفسخ والشرق الملحد ..
" وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ "

بارك الله فيك أخي الفاضل عثمان الجزائري وجزاك الله عنا كل خير
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ويصون أعراضهم ويحفظ نساءهم ويصلحهم جميعا .

مَالي وللنَّجْم يرعاني وأرعاهُ ! ... أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جَفْنَاهُ
ليِ فيكَ يا ليلُ آهاتٌ أُردِّدُها ... أَوَّاهُ لو أجْدَت المحزونَ أوّاه
لا تحْسبَنِّي محبًّا يشتكي وَصَبًا ... أَهوِنْ بما في سبيل الحب ألقاه
إِنّي تذكِّرْتُ - والذكرى مُؤَرِّقةٌ - ... مجدًا تليدًا بأيدينا أضَعْنَاه
أَنَّي اتجهتَ إلى الإسلام في بلدٍ ... تجدْه كالطير مقصوصًا جَناحاه
وَيحَ العرُوبة كان الكونُ مسرحَها ... فأصبحت تتوارى في زواياه
كم صرَّفَتْنَا يدٌ كنا نصرِّفُها ... وبات يملكنا شعبٌ مَلَكْناه
كم بالعراق وكم بالهند ذو شَجَنٍ ... شكا فردَّدتِ الأهرامُ شكواه
بني العمومةِ إنَّ القُرْحَ مَسَّكمُ ... ومسَّنا، نحن في الآلام أشباه
يا أهلَ يثْربَ أدْمتْ مقلتيَّ يدٌ ... بدرِيَّةٌ تسألُ المصريَّ جدواه
الدِّينُ والضادُ من مغناكم انبعثا ... فطبَّقا الشرق أقصاهُ وأدناه
لسنا نمدُّ لكم أَيماننا صِلَةً ... لكنما هو دَينٌ ما قضيناه
-------------------------------

كنت دائما مما يعجبي كلامه لذا لم أنساك في كلمات كتبتها في بعض الأعضاء: https://www.djelfa.info/vb/showthread...post3994833347









رد مع اقتباس
قديم 2017-12-07, 19:34   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نضال من الجزائر
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم ارزقنا الغيرة، الكلام وتعيير الناس سهل، لكن الغيرة والله خلق لا يكون إلا في نفوس الشرفاء من الرجال، كما قال بعضهم: الغيور لا يزني.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الغيرة, كانت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc