كلمة صادقة عن الانتخابات.
---------------------------
تقبلوا مني - ياأبناء وطني - هذه الكلمة التي أرجو أن تفيدنا في الدنيا والآخرة ، وأن تنفع البلاد والعباد:
أولا : الآن وقد قُضي الأمر وانتهت الانتخابات، فلا يخرج الناس في بلادي عن أحد ثلاثة أصناف:
١- صنف نجح في الوصول إلى مقام المسؤولية ، فليعلم أنه تورط في أمر عظيم ، ولن ينجو من مغبته إلا إذا اجتهد في خدمة البلاد والعباد قدر استطاعته بنية حسنة ، وليعلم بأن الله سيكون معه - إن فعل ذلك - وستحسن عاقبته ، إن شاء الله .
أما إذا قصّر وضيّع واستغل المنصب لجيبه ولقبيلته ، فيا ويله مما ينتظره من لعنات الأجيال وغضب الكبير المتعال.
٢- صنف لم ينجح ، فهؤلاء سيجازون على نياتهم وما كانوا عازمين عليه ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
وواجب الأمة أن تواسيهم جميعا وأن تجتنب معهم جاهلية التشفي والاستهزاء ونحو ذلك.
وواجبهم هم التوبة من الذنوب الظاهرة والباطنة، وخاصة من كان عنده سوء قصد ونية خبيثة .
وعلى الصادقين منهم في خدمة الوطن والأمة أن يستمروا في ذلك بما يتاح لهم من وسائل وفرص . ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا .
٣- الصنف الثالث المنتخِبون : فهؤلاء سيسألهم الله عن الفعل والنوايا والدوافع ، فليحضّر كل واحد منهم الجواب لربه ، وأُذكّر من تورط منهم في انتخاب من ليس أهلا وهو يعلم بحاله ، بالأثر القائل" من استعمل رجلًا على عِصابةٍ وفيهم من هو أرضَى لله منه فقد خان اللهَ ورسولَه والمؤمنين " .
وأنصح من قصر في التحري أو كان دافعه عصبيا أو مصلحيا، أن يستغفر الله الليل والنهار ، لأن كل جريمة سيفعلها من أعطاه صوته سيشاركه في وزرها والعياذ بالله .
أما من اجتهد وبذل ما يستطيع وكانت نيته حسنة ، فلا تثريب عليه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
مع التنبيه على أن النوايا لا يعلمها إلا الله ، فلا يجوز اتهام أحد في نيته .
- أخيرا : أرجو من كل من وقف على هذا الكلام أن يأخذ منه ما ينفعه ، وأن يجتنب النقد لغير فائدة ، وأن يحاسب نفسه قبل غيره ، ويستعد لإجابة ربه ، ولا يغفل عن المصير الذي ينتظرنا واحدا واحدا ، وأن يعزم على التعاون مع الجميع لمصلحة هذا الوطن العظيم وهذه الأمة المسكينة .
والله الموفق وهو يهدي السبيل.