قطوف أخرى من كرّاستي ( 02 ) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قطوف أخرى من كرّاستي ( 02 )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-28, 09:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو تقي الدّين
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية أبو تقي الدّين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قطوف أخرى من كرّاستي ( 02 )

قطوف أخرى من كرّاستي ( 02 )



أمّا البصرة فتعني الحجارة البيض فهذه فائدة جديدة، كنت استفدتها من الكتاب ونسيتها فذكرتني بها الكرّاسة، ولعلّ البصرة سميت كذلك لكثرة الحجارة البيض بها..
وفي الكرّاسة أيضا نفائس لغويّة كثيرة لا أدري عندما أقرأها أشعر بنشوة كبيرة، لاسيما ما كان منها من نوادر اللغة وعجيب الشروح لآي القرآن أو الحديث أو عيون الشعر العربيّ.. ومن ذلك ما كتبته بخطّ ( الريشة ) وكنت أحبّ الكتابة بالريشة كثيرا، ولقد كتبت بها أزيد من عشرين سنة حتى حسن خطّي وصار مقبولا، وأذكر أنّني عندما دخلت إلى امتحان شهادة البكالوريا وأنهيت الإجابة على أحد الامتحانات، ذهبت لتقديم ورقتي، حيث وضعتها على المكتب وهممت بالخروج فناداني الأستاذ المشرف وسألني عن هذا الخطّ الذي كتبت به.. فقلت إنّه خطّي فقال: بم كتبته فقلت بالريشة، فقال أين هي ؟ فأشرت بها إليه قائلا: هي ذي فعلّق قائلا:
- كأنّه خطّ مطبوع.. !!
قلت ووجدت في الكراسة بخطّ الريشة:
" قرأ الأصمعيّ على أبي عمرو بن العلاء شعرَ الحطيئة، فقرأ قوله:
وغررتني وزعمتَ أنّـ * * ك لابن بالصيف تامر
أي كثير اللّبن والتمر فقرأها : لا تَنِي بالضّيف تامر ..
يريد لا تتوانى بتعجيل القرى إليه، فقال له أبو عمرو: أنت والله في تصحيفك هذا أشعر من الحطيئة "
وبطبيعة الحال القصّة واضحة ومفهومة لدى أرباب اللغة والملابسين للأدب والشعر، يتنفّسون هواءه صباح مساء، ولكن لا بأس من أن نزيدها شيئا من الوضوح:
يقصد الحطيئة في شعره أنّ المخاطَب يكثر اللّبن عنده والتمر بالصيف، وهذا وصف بكثرة المال والخير، وفيه إشارة خفيّة وقد تكون مقصودة أو غير مقصودة بأنّه كريم سخيّ..
فقرأ الأصمعيّ البيت مصحّفا، أيّ أنّه حرّف في قراءة كلماته فبدّل وغيّر فتغيّر المعنى، ومعنى التصحيف في اللغة أن يقدّم حروف كلمة بعضها على بعض أو يشكلها على غير وجهها الصحيح، فلمّا صحّف الأصمعي في كلمتين صار معنى البيتين؛ أنّك تكثر إطعام التمر لضيوفك بالصيف وهو نادر في ذلك الوقت ( الصيف )..
وذلك يدلّ على كثرة الكرم والجود وعظم السّخاء، والمعنى بالتصحيف أقوى من المعنى الأصلي، لذلك قال له عمرو بن العلاء، أنت والله في تصحيفك هذا أشعر من الحطيئة.. !
ودوّنت أيضا هذا البيت الرّائع والمدهش من ذلك الكتاب القيم (المزهر في اللغة ):
" كذا قضى الله للأقلام إذ بُرِيت* * أنّ السيوف لها مذ أرهفت خدم
وذكر أيضا – وله علاقة به – قول المأمون:
لله درّ القلم كيف يحوك وشيَ المملكة ! "
المأمون رجل يعرف للكلمة تأثيرها وللعلم أثره، ..رغم أنّه صاحب فتنة خلق القرآن، ذلك زمن عندما كان للقلم فيه صولة ودولة فعزّ المسلمون وسادوا..
ووجدت أيضا مخطّطا مبسّطا لتصنيف علماء اللغة من البصرة و الكوفة:
فكتبت تحت مدرسة البصرة:
- الخليل بن أحمد
- سيبويه
- الأصمعي
- أبو عبيدة.. وغيرهم.
وكتبت تحت مدرسة الكوفة:
- الكسائي
- الفرّاء
- المفضّل الصبيّ
- حمّاد الرّاوية.. وغيرهم.
وفي مدرسة البصرة أبو عمرو بن العلاء وفي مدرسة الكوفة أبو عمرو الشيباني، كما يوجد الأخفش في كلتا المدرستين،في البصرة الأخفش المجاشعي، وفي الكوفة الأخفش الكوفي..
وإذا قرأنا مثل هذه الأسماء اليوم على شبابنا لا نكاد نجد أحدا منهم يعرفهم، أو حتى يسمع بهم، حاشا بعض طلاّب الأدب وقد لا يعرفون منهم سوى الخليل بن أحمد أو سبيويه، لكن إذا حدّثتهم عن أشهر لاعبي كرة القدم وأشهر مغنيي ( الرّاب ) و( الهيب هوب )، فإنّه يأتيك بقائمة مفصّلة ومدققة عن حياتهم، وأغانيهم أو مقابلاتهم وأنديتهم الرّياضيّة..
ووجدت بخطّ الريشة أيضا:
" حمّاد الرّاوية غير ثقة عند البصريين.. والشعر أكثر وأجمع منه بالبصرة، ولكنّ أكثره مصنوع ومنسوب إلى غير قائليه..كلام أبو الطيّب اللغوي.."
وهذه التدوينة ترجع بنا إلى ما كتبته في مقالة سابقة عن طه حسين وطعنه في التراث العربي بسبب فكرة ( النحل في الشعر ).. فنرى كيف أنّ علماء اللغة كانوا على دراية بمنحول الشعر وصحيحه، ولم يغفلوا ذلك بل كانوا يعرفون من ينحل الشعر لغيره، فقالوا عن حمّاد الراوية بسبب ذلك أنّه غير ثقة..
ومما قرأته عن مدرسة البصرة والكوفة في مصدر آخر، هو أنّ الكوفة تعتبر مدرسة الرواية والسماع ولا تعتمد القياس، بينما مدرسة البصرة تعتمد العقل والمنطق ولذلك توسّعَت في القياس وقلّت لدى رجالها الرواية، وكان ذلك سببا أيضا لكثرة الشعر عند الكوفيين واحتجاجهم به، وقلّته عند البصريين وعدم التوسّع في الاحتجاج به، إلا بورود الرواية الثابتة على وجه القطع واليقين، وهما في ذلك يشبهان إلى حدّ بعيد مدرستي الفقه والحديث بالنسبة لعلماء الدّين..








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-12-28, 10:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
mitrochka
عضو محترف
 
الصورة الرمزية mitrochka
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أدري, قطوف, كرّاستي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc