هام : مقالة موسعة حول هل الحقيقة مطلقة أم أنها نسبية ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هام : مقالة موسعة حول هل الحقيقة مطلقة أم أنها نسبية ؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-04-11, 00:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
saber zeghbib
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي هام : مقالة موسعة حول هل الحقيقة مطلقة أم أنها نسبية ؟

السؤال : هل تقاس الحقيقة اعتبارا من الوضوح ؟

طرح المشكلة :

من أبرز القضايا التي أثارنها الفلسفة قديما وحديثا مشكلة الحقيقة التي ترتبط أساسا بنظرية المعرفة ومصدرها ولقد تعددت الانساق الفلسفية واختلفت فيما بينها حول أصناف الحقيقة فاذا كانت لدى المناطقة تعني مطابقة النتائج للمقدمات فانها لدى العلماء تعني مطابقة التصور أو الحكم للواقع كماتدل من ناحية أخرى على جوهر الشيئ وماهيته وهذا ما أدى الى تنوع مقايسسها فمن الفلاسفة من يعتبر أن مقياس الانسب لطرق باب الحقيقة هو الوضوح القائم أساسا على العقل لكن وعلى النقيض من ذلك هناك من يقيسها بالواقع العملي للانسان من خلال معيار المنفعة والنجاح .
فكيف يمكن تهذيب هذا التناقض ؟ وهل صدق الافكار وصحتها يعتمد على معيار الوضوح والبداهة أم أن المنفعة العملية هي معيار الحقائق لها ؟

محاولة حل المشكلة :
الموقف الأول:
يرى أنصار الفلسفة العقلانية أن الحكم الصادق يعتمد على مقياس الوضوح والبداهة فالمعرفة الحقة تتمثل في مدى مطابقتها للمبادئ العقلانية وهي حقائق لا تحتمل الشك كونها يقينية وثابتة وكلية ويتجلى هذا الوضوح خاصة في البدهيات فهي أفكار متميزة لاتحتاج الى اثبات أو برهان على صحتها مثال ذلك : البدهيات الرياضية كقولنا الكل أكبر من الجزء أو المساويان لثالث متساويان ... أو البدهيات المنطقية مثل : مبدأ الهوية ( أهوأ) أو مبدأ عدم التناقض
ولقد دافع عن هذا الاتجاه أبو الفلسفة الحديثة "روني ديكارت " حيث أكد أن الحقيقة لاتوجد خارج أفكارنا ولقد وضع منهجا أساسه : أنه لا يقبل شيئ على أنه حق الا بعد ظهور البداهة ويجب تجنب التسرع ولا تأخذ الاحكام الا المعتمدة على العقل والبعيد عن الشك
وفي هذا الصدد يقول :" أنا لا أقبل شيئا على الاطلاق على أنه حق مالم يتحقق بالبداهة أنه كذلك أعني تجنب التسرع والحكم بآراء سابقة وألا آخذ من أحكامي الا مايقابله عقلي بوضوح تام ..."
ومن الحقائق التي تصمد أمام قوة الشك وتتجلى في العقل بل وضوح أنه يشك وبالتلي يفكر وهذا يعني أنه موجود قال "ديكارت" في هذا الصدد : " أنا أفكر اذن أنا موجود " وقال أيضا :" لاحظت أنه لاشيئ في قولي أنا أفكر اذن أنا موجود يضمن لي أني أقول الحقيقة الا كوني أرى بكثير من الوضوح أن الوجود واجب التفكير فحكمت بأنني أستطيع اتخاذ الاشياء التي نتصورها تصورا بالغ الوضوح والتميز صحيحة كلها " وقال في موضع آحر :"اني أشك ولكن ما أستطيع الشك فيه هو أنني أفكر أثناء عملية الشك "
ومن الفلاسفة الذين ساروا ركب "روني ديكارت " نجد " ليبنتز" الذي ينظر الى مبادئ العقل على أنها ضرورية التكفير كما أثبتت صحتها ووضوحها بالنسبة للعقل حيث قال :" انها ضرورية للتكفير كضرورة العضلات والأوتار العصبية للمشي".
كما أكد بدوره "سبينوزا " أنه ليس هنا معيار للحقيقة خارج عن الحقيقة ذاتها قال في هذا الصدد : " هل يمكن أن يكون هناك شيئ أكثر وضوحا ويقينا من الفكرة الصادقة يصلح أن يكون معيارا للحقيقة " وقال أيضا : "ان الأشياء الواضحة فوق كل شيئ..."

نقد :
ان البداهة والوضوح معياران ذاتيان لايمكن الوثوق بهما ولهذا انتقد الفيلسوف "بايي" ونفى أن يكونا معيارا للحقيقة حيث قال:" ان الأفكار الواضحة البالغة الوضوح هي في الغالب أفكار ميتتة "
فالقدرات الادراكية للأفراد متفاوتة , فما يبدو لشخص ما واضحا , قد يبدو لغيره صعبا وغامضا , ولهذا فهذا القياس بعيد عن الموضوعية , كما أن تاريخ العلم شاهد على ذلك فالكثير من الأفكار التي كانت صحيحة وواضحة في فترة من الزمن أصبحت باطلة في زمن آخر ومثال ذلك : الاعتقاد الذي ساد حول الأرض على أنها مركز الكون ومسطحة وكروية الشكل , ولكن "غاليلي" أبطل هذه الفكرة واستبدها بغيرها .

الموقف الثاني:
[size="5"]يعتقد أنصار النزعة البراغماتية أن الحقيقة لاتمكن فيما يقدمه العقل بل فيما يتحقق من منافع أو التي تكمن في الأرض , فالمنفعة مقياس الفكرة الصحيحة , أما ماعداها من الأفكار فلا قيمة لها ولا يمكن وصفها بالصحة أو الخطأ طالما نحن لم نجربها في الواقع العملي لذلك فالحقيقة في الواقع العملي ذات علاقة وطيدة بالتجربة الانسانية والمعرفة ماهي الا وسيلة للعمل والنشاط , قال "تشارلز بيرس" : " ان الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج , أي أن الفكرة خطة للعمل المنتج , أي أن الفكرة خطة أو مشروع له وليست حقيقة في ذاتها "
ولقد رفضت الفلسفة البراغماتية الفلسفات التقليدية المجردة التي ليست في خدمة الحياة فلقد انشغلت بالترف الفكري والتأمل المجرد الذي لا صلة له بالواقع الانساني , ولقد قيل في هذا الصدد :" اذا رأيت اثنان يتناقشان في موضوع ولا يفهم أحدهما الآخر فاعلم أنهما يتناقشان في المتافزيقا ". فهذا النوع من المعرفة غير قابل للتقدم وغير يقيني وهذا مايجعل الفلاسفة يقعون في التناقض حيث يقول " وليام جيمس " : " علينا أن نتخلى عن هشيم الأفكار المجردة في سبيل البذرة الحية التي تكمن في الأفعال والنتائج " وقال في موضع آخر :" ان التفكير أولا وآخرا ودائما من أجل العمل "
واذا كان المهم هو الواقع ومتطلباته الآنية وما تتمخض عنه من منافع فان العلاقات بين الأشياء ليست صادقة ولا كاذبة , انما هي أشياء موجودة ونحن الذين نكشف قيمتها من خلال منافعها , فنصفها بالصدق أو الكذب ولذلك الحقيقة مرتبطة بالعمل والتطبيق فلا تكون الفكرة صادقة الا اذا أثبتت فاعليتها وقدرتها على تحقيق نتائج طيبة , قال "جيمس" : " ان كل ما يؤدي الى النجاح فهو حقيقي , وان كل ما يعطينا أكبر قسط من الراحة وما هو صالح لأفكارنا ومفيد لنا بأي حال الأحوال فهو حقيقي " . وقال أيضا :" ان آية الحق النجاح وآية الباطل الاخفاق , والفكرة الصادقة هي التي تؤدي بنا الى النجاح في الحياة ".
ان مشاكلنا اليومية التي تعيشها الانسانية سواء كانت أخلاقية أو ثقافية أو اقتصادية أو سياسية ,,, وهلم جرا , تؤكد على ضرورة ارتباط التفكير بالسلوك والعمل من أجل فهم الأوضاع المحيطة بالانسان , وللاتخاذ المواقف اللازمة والناجحة في الحياته , ولذلك يعتقد "جون ديوي" أن الحياة كلها تكمن في ذلك التوافق بين الفرد وبيئته والوسيلة لتحقيق ذلك هو العمل المنتج والنافع قال في هذا الصدد :"هي النظرية التي ترى عمليات المعرفة , انما تتحدد في حدود الاعتبارات العملية أوالغرضية , فلا مجال للقول بأن المعرفة تتحدد في حدود الاعتبارات النظرية التأملية أو الفكرية المجردة " وبناءا على هذا الاعتبار تنفي الفلسفة البراغماتية وجود حقيقة مطلقة فهي لا تزيد عن كونها وسيلة لتحقيق أهداف عملية ناجحة وفي هذا السياق يورد " وليام جيمس " مثالا يؤكد به ذلك حيث قال : "... اذا قُدِّر لي أن أضل عن طريقي في الغابة وأتضور جوعا ، ثم وجدت مايشبه طريقا معبدا للبقر ، فانه لأمر بالغ الأهمية أن يتعين علي الاعتقاد بوجود مقام أو مأوى انساني في نهايته ، لأني اذا فعلت ذلك ومضيت في أثره فسأنقذ حياتي ، ان الفكرة الصحيحة هاهنا نافعة ، لأن المقام أو المأوى الذي هو هدفها أو موضوعها نافع ..."
لذلك فأساس تقييم الأفكار الصادقة هو الواقع العملي قال :" وليام جيمس " :" ان الأفكار الصحيحة هي التي يمكننا أن نستسغيها والتي يمكننا أن نتحقق منها والأفكار التي لايمكننا أن نفعل ذلك بالنسبة الى امتلاك الأفكار الصحيحة وهذا اذن ما يجب أن يقصد بالحقيقة ..." [
/size]

نقد :
التصور البراغماتي مردود عليه ، لأن معيار المنفعة ذاتي وهذا مايتنافى مع شروط الحقيقة لاسيما الموضوعية والشمولية ، فالفكرة التي قد تحقق لي المنفعة قد تضر بغيري ، كما أن الأخذ بالأفكار النافعة يجعل الناس تقع في تصادم بسبب تضارب المصالح أو المنافع وليست بالضرورة كل فكرة ليست لها آثار عملية خاطئة ، لأن الرياضيات كعلم صوري ، بالرغم من أنها تمثل انطباق الفكر مع نفسه ، فان هذا لايمنع من أن تكون علما يقينيا نتائجه دقيقة ومضبوطة
التركيب :
ان المعاني والأفكار لاقيمة لها الا اذا كانت تقاس بمعيار الوضوح والبداهة من جهة والمنفعة من جهة ثانية ، لأن المعرفة الصحيحة والحقيقية تكمن في التكامل القائم بين الأساس النظري المجرد القائم عل العقل والأساس التطبيقي القائم أساسا على العمل المنتج والنافع
الا أن الرأي الصحيح هو الذي يرى بأنه لا يمكن حصر معيار الحقيقة في الميدان المحدود الذي يدعوا الىه أنصار الوضوح والنجاح ، فكلاهما معيار ذاتي فكيف اذن أن نقيس الحقيقة بمعيار نسبي أو قابل للتغير في حين أنه يشترط في الحقيقة " الموضوعية والمطلقية والعالمية والثبات "

حل المشكلة :

نستنتج مما سبق أن الحقيقة تقاس بمدى وضوحها وبما تحققه من منافع ونتائج في نفس الوقت نفسه لأن الأفكار المجردة والواضحة التي مصدرها العقل تحتاج الى تجسيد واقعي حتى لا تبقى مجرد طرح نظري وتأمل فكري .


"انتهى بحمد الله ، فرغه صابر زغبيب <من ثانوية حميمي سعدي بوشقرون >"








 


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc