بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير قولـــــــــــــــــــــــه تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾
[سورة التوبة]
قال السدي : الأحبار من اليهود ، والرهبان من النصارى .
وهو كما قال ، فإن الأحبار هم علماء اليهود ،
كما قال تعالى :
( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت )
[ المائدة : 63 ] [ ص: 138 ]
والرهبان : عباد النصارى ، والقسيسون : علماؤهم ،
كما قال تعالى : ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون )
[ المائدة : 82 ] .
----------------------------------------
والمقصود :
_التحذير من علماء السوء وعباد الضلال
كما قال سفيان بن عيينة :
من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى .
وفي الحديث الصحيح : لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة . قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ . وفي رواية : فارس والروم ؟ قال : ومن الناس إلا هؤلاء ؟ .
والحاصل :
التحذير من التشبه بهم في أحوالهم وأقوالهم ؛
ولهذا قال تعالى : ( ليأكلون أموال الناس بالباطل )
_وذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين
_ ومناصبهم ورياستهم في الناس ، يأكلون أموالهم بذلك ،
_ كما كان لأحبار اليهود على أهل الجاهلية شرف ، ولهم عندهم خرج وهدايا وضرائب تجيء إليهم ،
_فلما بعث الله رسوله - صلوات الله وسلامه عليه - استمروا على ضلالهم وكفرهم وعنادهم ، طمعا منهم أن تبقى لهم تلك الرياسات ، فأطفأها الله بنور النبوة ، وسلبهم إياها ، وعوضهم بالذلة والمسكنة ، وباءوا بغضب من الله .
وقوله تعالى : ( ويصدون عن سبيل الله )
_ أي : وهم مع أكلهم الحرام يصدون الناس عن اتباع الحق ، ويلبسون الحق بالباطل ، ويظهرون لمن اتبعهم من الجهلة أنهم يدعون إلى الخير ، وليسوا كما يزعمون ، بل هم دعاة إلى النار ، ويوم القيامة لا ينصرون
====================
المراجع
موقع الإسلام ويب
تحيات أخوكـــــم في الله : حســــــــام