النظام السياسي الجزائري - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

النظام السياسي الجزائري

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-05-14, 16:11   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فؤاد20091984
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية فؤاد20091984
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي النظام السياسي الجزائري

مقـــــدمــــــــــــــــــة
يحتل موضوع النظام السياسي الجزائري مكانا هاما في الفكريين السياسي والقانوني كما أن أي تحليل علمي لطبيعة أي نظام سياسي يعني أن لا يخرج عن الإطار التاريخي والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها ويؤثر ويتأثر بها ، والنظام السياسي الجزائري يعتبر حصيلة تفاعل مجموعة من العوامل والمؤثرات التاريخية والثقافية والحضارية والاقتصادية التي سادت في الجزار عبر تاريخها الطويل وتأثرت بها النخبة المثقفة وقادة الحركة الوطنية قبل الاستقلال وما صاحب ذلك من احتكار للسلطة وممارستها بعد الاستقلال من قبل نخبة سياسية – عسكرية في ظل غياب المشاركة السياسية ضمن إطار شرعي مؤسسي ولذلك أصبحت الحاجة إلى التغيير في طبيعة النظام السياسي الجزائري ضرورية من الأحادية إلى التعددية من أجل الإبقاء على النظام واستمراره ولقد تبنت الجزائر التعددية الحزبية كإحدى آليات التحول الديمقراطي ،فظهرت على الحياة السياسية مجموعة من الأحزاب شاركت في العملية الانتخابية وأصبحت ممثلة في مؤسسات النظام السياسي ومن هنا تتبلور الإشكالية في بحثنا هذا والتي تتمثل في :
- ماهي طبيعة النظام السياسي الجزائري ؟
- ماهي العوامل التي دفعت النظام السياسي الجزائري لتبني التعددية السياسية والحزبية ؟
- فيما تتمثل مظاهر هذا التحول ؟
الفصل الأول : نظام الحزب الواحد في الجزائر
المبحث الأول : الصيغة التاريخية والسياسية لحزب جبهة التحرير الوطني
يتناول هذا المبحث ظروف نشأة حزب جبهة التحرير الوطني في ظل مؤثرات البيئة السياسية والعسكرية والبيئة الداخلية والخارجية الدولية والبيئة الإقليمية والصراعات السياسية لأحزاب الحركة الوطنية
تكمن الجذور البعيدة لحزب جبهة التحرير الوطني في بداية القرن العشرين حيث اتخذت أشكالا متعددة أهمها حركة الانتصار للحريات الديمقراطية سنة 1946 على يد مصالي الحاج بعد حل حزب الشعب الجزائري والذي سبقه حزب نجم شمال إفريقيا سنة 1926
وقد ساعدت جملة من المؤثرات البيئية الخارجية منها على الصعيد الدولي حيث خرجت فرنسا ضعيفة من الحرب العالمية الثانية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وبروز منظمات دولية عمات على مساندة الحركات التحررية أما المؤثرات الداخلية فتتمثل في فشل المقاومة السياسية في تحقيق أهدافها الوطنية اظافة إلى الصراعات التي كانت بين تياراتها وقادتها
أما السبب المباشر الذي أدى إلى تأسيس جبهة التحرير الوطني فيكمن في الصراع العنيف الذي أشهدته حركة انتصار الحريات الديمقراطية وقد انجر عن هذه الأزمة انقسام حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية إلى ثلاث تيارات هي : المصاليون والمركزيين ( اللجنة المركزية ) وتيار ثالث يمثلون اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 23 مارس 1954
ما يلاحظ على مجموعة أعضاء اللجنة الثورية أنها كانت ضد سياسية مصالي وفي الوقت نفسه ضد سياسية المركزيين
وفي النصف الثاني من شهر جوان 1954 اجتمع اثنان وعشرون شخصية سياسية جميعهم كانوا مناضلين قدامى في المنظمة الخاصة وبحثوا إمكانية الشروع في الكفاح المسلح وقد انبثقت منها لجنة مكونة من ستة أعضاء قرروا تحديد تاريخ إعلان الثورة في الأول من شهر نوفمبر 1954 حيث يعتبر اجتماع الـ22 النواة الأولى لجبهة التحرير الوطني حيث تم الاتفاق على الشروع في الثورة المسلحة وإعطاء اسم جديد للتنظيم يتضمن مصطلح جبهة لان جميع الجزائريين مهما كان انتمائهم السياسي يستطيعون الانضمام إليها ، وان الأحزاب الأخرى يجب أن تحل نفسها .
ما يلاحظ على مؤسسي جبهة التحرير الوطني تكوينهم العسكري بحكم انتمائهم إلى المنظمة السرية ، وميلاد الجبهة كان نتيجة لصراع حصل في حزبها الأم فجاءت لتوحيد الجميع في سبيل حرب التحرير






المبحث الثاني : الصيغة السياسية والتنظيمية لحزب جبهة التحير الوطني
انعقد أول مؤتمر لجبهة التحرير الوطني في 20 أوت 1956 في وادي الصومام من اجل إعادة تنظيم قيادة الثورة وتقييم تجربتها ، وقد تبنى المؤتمر أربعة مبادئ أساسية وهي كما يلي :
01 – مبدأ المركزية الديمقراطية : ونعني بالمركزية التدرج من القاعدة إلى القمة ، أي مركزية القرارات والديمقراطية تعني حرية النقاش وانتخاب الهيئات العليا من الهيئات السفلى ، كذلك تعني خضوع الأقلية للأغلبية ، غير أن هذا المبدأ لم يطبق بشكل ملحوظ.
02 – مبدأ القيادة الجماعية : ويعني حفظ جبهة التحرير الوطني من الديكتاتورية والسلطة الشخصية والتسلط ورفض القيادة الكاريزمية وتقديس الأشخاص .
03 – أولوية الداخل على الخارج : أي أولوية اتخاذ القرارات السياسية للقادة الموجودين قي الداخل على القادة الموجودين في الخارج وكان هذا القرار بداية الصراع بين لجنة التنسيق والتنفيذ وأعضاء الوفد الخارجي ، هذا المبدأ المقصود به الحد من صلاحيات الوفد الخارجي المتكون من "احمد بن بلة " و " محمد بوضياف "
04 – أولوية السياسي على العسكري : ويعتبر هذا المبدأ من اخطر القرارات التي اتخذت في المؤتمر وأكثرها دلالة سياسية.
تكمن أهمية مؤتمر الصومام على الصعيد التنظيمي في انه أعطى للثورة مؤسستين وهما المجلس الوطني للثورة الجزائرية ولجنة التنسيق والتنفيذ
كذلك كان الهدف هو تجهيز جبهة التحرير الوطني بحكومة وبرلمان
أ – المجلس الوطني للثورة الجزائرية : يعكس تكوين الطابع المفتوح للأفلان
ب – الجهاز التنفيذي للمجلس
تعتبر لجنة التنسيق والتنفيذ كمجلس حربي حقيقي فهي التي تقود وتوجه جميع فروع الثورة سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا
ج – من لجنة التنسيق والتنفيذ إلى الحكومة المؤقتة : كانت الحكومة المؤقتة تضم كل الأحزاب والتيارات السياسية التي انصهرت في حزب جبهة التحرير الوطني
يعتبر مؤتمر الصومام انتقال الثورة من مرحلة المبادرة الفردية إلى مرحلة التنظيمات الفعلية ومن مرحلة الأشخاص إلى مرحلة النظام وقد اوجد المؤتمر مؤسسات وأجهزة السلطة










المبحث الثالث : عناصر النظام السياسي الجزائري
من أهم عناصر النظام السياسي الجزائري والمتمثلة في الحزب ومؤسسة الرئاسة والجيش أو المؤسسة العسكرية
أ – الرئاسة : تعتبر من أقوى المؤسسات في النظام السياسي الجزائري فمن الناحية النظرية فان دستور 1963 خول الرئيس سلطات واسعة منها على الخصوص تحديد سياسة الحكومة وتسيير وتنسيق السياسة الخارجية للبلاد كذلك تنفيذ القوانين ويعين في المناصب المدنية والعسكرية وممارسة السلطة التشريعية عن طريق الأوامر
وكما هو الحال بالنسبة لدستور 1976 ، حيث يمكن ملاحظة الصلاحيات والسلطات الواسعة التي يتمتع بها الرئيس ابتدءا من رئاسة مجلس الوزراء وقيادة الجيش ورئاسة الحزب
ومنذ تسلم "هواري بومدين" السلطة وحتى اختيار الشاذلي بن جديد من قبل المؤسسة العسكرية لرئاسة الجمهورية لعب الرئيس دورا مركزيا ومتعاظما في الحياة السياسية الجزائرية
ب – الجيش : إن دراسة طبيعة النظام السياسي الجزائري وخاصة التوازنات القوى داخله تظهر لنا أن الجيش هو المحور الأساسي للحكم باعتباره القوة الأساسية للحكم وقد اكتسب شرعيته انطلاقا من دوره المحوري في تحرير الوطن من الاحتلال وبعد الاستقلال ساهم في البناء والتنمية
ان قوة المؤسسة العسكرية جعلها مركز قوة النظام ومحور التوازن السياسي .كذلك القرار السياسي أصبح مرهونا بموافقة المؤسسة العسكرية ، بل إن اختيار رئيس الدولة لا يمكن أن يتم إلا من خلال المؤسسة العسكرية .
ج – الحزب : تبنى النظام السياسي الجزائري نظام الحزب الواحد الذي احتكر العمل منذ الاستقلال وحتى صدور دستور 1989 واستند حزب جبهة التحرير الوطني إلى شرعية تاريخية ارتكزت بدورها على المقاومة الوطنية وقد هيأت له الأسبقية عما سواه من التنظيمات السياسية ولم ينازعه فيها سوى الجيش
إلا أن دور الحزب ظل محدودا في الواقع بما يقرره رئيس الجمهورية فظلا عن عدم قدرته عمليا على التحول إلى حزب طلائعي كما لم يخلق فرصا لتحقيق المشاركة السياسية حقيقية بل كرس جهودا لتحقيق تعبئة شاملة وقد شهد زمن الرئيسان "احمد بن بلة "و "هواري بومدين " تفوقا لدور الدولة على حساب الحزب
لكن بعد مجيء نظام الرئيس بن جديد عادت الحياة إلى أجهزة الحزب بعد فترة من التهميش خصوصا بعد ظهور المادة 120 التي أصبح بموجبها مسيرو الدولة اعظاء في اللجنة المركزية للحزب







الفصل الثاني : التحول نحو التعددية في الجزائر
المبحث الأول : العوامل المؤثرة في عملية التحول نحو التعددية
01 - أزمة الحزب الواحد : استند حزب جبهة التحرير الوطني في ممارسة السلطة على شرعية تاريخية ثورية وقد أكدت جميع النصوص القانونية والمواثيق على أولوية الحزب ، حيث ارس دورا تعبويا مانعا لظهور أي قوة سياسية منافسة
وانطلقت سيطرة الحزب على الصعيدين مختلفين مؤسسات الدولة والحكومة كما احكم سيطرته على النقابات والمنظمات الجماهيرية والحركة الاجتماعية بشكل عام
خلا ل هذا الظرف كان المجتمع يتطلع إلى المزيد من التغيير مما أدى إلى انتشار التذمر والرفض ضمن الفئات الاجتماعية الواسعة والى توسيع الهوة بين المجتمع والهياكل الرسمية للدولة والتشكيك في شرعية النظام وفقدان الثقة في حزب جبهة التحرير الوطني ونتيجة الأخطاء التي وقعت فيها والمتمثلة في عدد من الممارسات أهمها :
- تحول الحزب إلى مجرد جهاز سياسي يفتقر إلى الشرعية بعد الاعتماد الجيش منذ عام 1965 بصفته القوة الوحيدة لمنظمة للبلاد .
- فقدان ثقة الجماهير في المشروع السياسي للحزب نتيجة الفساد والبيروقراطية داخله
- أدت الإصلاحات التعددية التي قام بها الرئيس الشاذلي بن جديد إلى صراعات وتناقضات داخل جبهة التحرير الوطني
- فشل الجبهة في إعادة هيكلة الحزب وكوادره
- ومن هنا عجزت الجبهة عن إجراء عملية التوازن المطلوبة بين القوى السياسية كافة .
عانت الجزائر من الأزمات المحورية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتي لعبت دورا هاما في إعادة تشكيل النظام السياسي الجزائري من جديد ومن أبرز هذه التطورات على النظام السياسي الجزائري هو التحول من نظام الحزب الواحد إلى التعددية السياسية ويمكننا رصد مجموعة من هذه الأزمات
أزمات النظام السياسي الجزائري :
أزمة الشرعية : استمدت الجزائر كدولة شرعيتها من الشرعية التاريخية لجبهة التحرير الوطني وترتب على هذه الشرعية تداخل بين الدولة وحزب الآفلان . أزمة الشرعية تعود في نشأتها إلى الأيام الأولى للاستقلال حيث لم تعترف قيادة الأركان ( الجيش ) بالحكومة المؤقتة وتحالفت مع فريق من المدنيين وشكلت المكتب السياسي
وبعد إعلان هواري بومدين عن بناء جهاز دولة ومؤسسات تستجيب لمطالب الشعب فانه يكون بذلك قد طرح مصدرا جديدا للشرعية هي الشرعية الدستورية وهذا يعني أن الرئيس بومدين وضع حدا للدستورية التاريخية الثورية
على الرغم من كل هذا فان الرئيس هواري بومدين حرص على أن تبقى له السيطرة والأولوية على الحزب وفي عهد الشاذلي بن جديد شهدت عهدته بوادر التغيير الإيديولوجي والسياسي والاقتصادي وإبعاد بعض رموز النظام السابق وهذا بغية استعادة جديدة للنظام
أزمة المشاركة السياسية : إن أزمة المشاركة السياسية في الجزائر قد تمثلت من خلال عجز المؤسسات السياسية عن استيعاب القوى السياسية والاجتماعية فقد رافق حكم الحزب الواحد إقصاء للحريات الفردية والجماعية واقتصرت رؤية الحزب للمشاركة بمعنى التعبئة السياسية التي أخذت شكل التأييد والمساندة دون الإسهام الحقيقي في صنع القرار أدى ذلك إلى افتقاد وجود قنوات شرعية لتلبية مختلف المصالح ومطالب القوى الأخرى لذلك انفتح الباب أمام العنف لتوصيل المطالب وإعلان الاحتجاج
إن سيطرة مؤسسة الرئاسة على مقدرات الحياة السياسية في البلاد ( السيطرة على الحزب والجيش و التشريع ووسائل الإعلام )
وبعد أحداث 1988 لم يعد النظام قادرا على استيعاب القوى السياسية التي ظهرت الأمر الذي خلق نوعا من التصادم بين ما اعتاد عليه النظام والأوضاع الجديدة
أزمة الهوية : تشير أزمة الهوية إلى غياب فكرة المواطنة بن أفراد الجماعات البشرية المشكلة للمجتمع بما يعنيه ذلك من انتقاء الولاء السياسي الموحد بحيث يكون ولاء الفرد لجماعته العرقية
وترجع جذور أزمة الهوية في الجزائر إلى مرحلة الاحتلال الذي ساهم في القضاء على مقومات الشخصية الجزائرية من دين ولغة وتاريخ وأصبح المجتمع الجزائري مقسما بين عدة اتجاهات متعددة
العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإقليمية والدولية
اجتماعيا : انتشرت البطالة بمؤشرات كبيرة في الجزائر حيث وصلت نسبة القوى النشيطة فيما بين 1985 و1993 إلى ما يقارب 1980000 إما مناصب الشغل ألت يتم توفيرها فقد وصلت إلى 800000 أي نسبة البطالة 1.16 مليون شخص بالاظافة إلى مظهر أخر يتجلى فيه البعد الاجتماعي للأزمة يتمثل في اتساع فجوة التفاوت بين الفئات الاجتماعية المختلفة
ثقافيا : تمثلت في ازدواجية الشخصية الوطنية والصراع الثقافي أي بين أنصار التعريب ودعاة الفرنسية والمحافظين عليها وانتقل هذا الصراع إلى جبهة التحرير الوطني التي لم تستطع الجمع بين أضداد من اسلامى إلى لائكي ومن دعاة التعريب إلى دعاة المحافظين على الفرنسية
اقتصاديا : حينما بدأت أسعار النفط في الانخفاض ض النسبي بداية من عام 1983 بدأت المشاكل الاقتصادية في الظهور بالجزائر فقد ركد الإنتاج في المؤسسات العامة ومزاع الدولة اظافة إلى تخلف مشاريع الدولة بشدة سنة 1985 إلى 54.3 بالمائة من الصادرات
كل هذه الأوضاع الاقتصادية وسياسة التقشف ورفع الأسعار ، التضخم وتخلي الدولة عن دعم الأسعار للمواد الاستهلاكية وتجميد الأجور كل هذه الأوضاع أدت إلى فقدان الثقة بالسلطة ورموزها وبوجود حالة من اليأس والحرمان أدت إلى أفعال عنيفة تطالب بالتغيير والإصلاح تجسدت في إحداث أكتوبر 1988 والتي تعتبر نقطة التحول في تاريخ الجزائر السياسي
أما المتغيرات الخارجية وعلى المستوى الدولي فقد لعبت مؤسسات التمويل الدولية والمنظمات المختلفة دورها في ممارسة الضغوط للإسراع في عملية الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي من خلال المساعدات والمعونات المالية والتسهيلات التجارية ونقل التكنولوجيا كما لعبت وسائل الإعلام الخارجية دورا في زعزعة الحكم التسلطي كما اضطرت ظاهرة التحول الديمقراطي في أروبا الشرقية كثيرا من الدول إلى تبني ذلك الخيار
وعلى الصعيد الاقليمى تأثرت الجزائر بتجارب الدول الإسلامية لا سميا تلك التي سبقتها في الانفتاح باتجاه إفساح المجال للقوى الإسلامية وتصاعد الدور السياسي الاجتماعي للتنظيمات الإسلامية من الدول العربية والإسلامية .



المبحث الثاني : مظاهر التحول نحو التعددية
استلزم التحول نحو التعددية في الجزائر مجموعة من الإجراءات وتبني إصلاحات سياسية واقتصادية وإدارية لان خيار التعددية يعني ضرورة التغيير في البني والهياكل والمؤسسات
بدأت الإصلاحات الدستورية بالتعديل الجزئي لدستور 1976 في 03 نوفمبر 1988 وقد تمثلت التعديلات الجزئية باختصار في :
أولا : خلق منصب رئيس الحكومة بهدف إبعاد رئيس الجمهورية عن المواجهة
ثانيا : تعديل المادة الخامسة من الدستور 1976 حيث عزز الرئيس الجمهورية علاقته بالشعب مثل حق الاستفتاء
ثالثا : تعديل المادة 111 من دستور 1976 والتي تهدف إلى إبعاد الحزب تدريجيا من مراكز القيادة ومنح صلاحيات أخرى للرئيس الجمهورية للقيام بالإصلاحات التي وعد بها
رابعا : إفساح الحرية وعدم التدخل في المنظمات الجماهيرية والتنظيمات المهنية وإبعادها عن وصاية وسيطرة الحزب
والملاحظ أن هذه التعديلات لم تشر إطلاقا إلى التعددية الحزبية حيث رفض المؤتمر السادس للحزب رفضا قاطعا التعددية الحزبية واعتبر أن وقتها لم يحن بعد إلا إن إرادة الرئيس ومؤيديه كانت أقوى وتمت صياغة دستور جديد تمثل في دستور 1988 ويمكن القول أن الشرعية الدستورية حلت محل الشرعية التاريخية الثورية
والقراءة المتأنية لدستور 23 فيفري 1989 تسمح بالملاحظات التالية :
- إلغاء مصطلح الاشتراكية وأصبحت المادة الأولى من الدستور تشير إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
- - إن دستور 1989 يقوم على مبادئ الديمقراطية الليبرالية ( فصل السلطات والتعدد الحزبي والملكية الخاصة )
- أن دستور 1989 أبعد الجيش عن الحياة السياسية حيث اقتصر دوره فقط في حماية وحدة البلاد والمحافظة على الاستقلال وضمان الأمن الوطني
إما الإصلاحات على المستوى السياسي فتمت على مستويين هما :
الإصلاحات على مستوى الحزب أي حزب جبهة التحرير الوطني وثانيا الاعتراف بالتعددية الحزبية والسياسية
فالإصلاحات على المستوى الحزب فقد تم فصل الحزب عن الدولة وإلغاء القاعدة التي تقضي بان رئيس الجمهورية يجسد وحدة القيادة السياسية للحزب والدولة
إما الاعتراف بالتعددية السياسية والحزبية فقد نصت المادة 40 من الدستور على حق إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي معترف به
كما تم الاعتراف بحرية التعبير والإعلام فأنشئت الصحف الخاصة والحزبية
إما الإصلاحات الإدارية فتعتبر اللامركزية ومبدأ الانتخاب لتمثيل الإرادة الشعبية من أهم التعديلات التي جاء بها دستور 1989 حيث جاء بها في المادة 14 من الدستور المجلس المنتخب هو الإطار الذي يعبر فيه الشعب عن إرادته ويراقب عمل السلطات العمومية
فيما يخص الإدارة المركزية وحسب دستور 1989 فهي تتألف من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والمؤسسات الاستشارية
كما مس الإصلاح المجالس المحلية كالبلدية فهي مؤسسة تهدف إلى تكريس مبدأ اختيار الشعب كما أصبحت البلدية تتمتع بالشخصية المعنوية وبالاستقلال المالي والمعبرة عن الديمقراطية
إما الإصلاحات على المستوى الولائي فتم التقليل من الوصاية والنظام المركزي وتدعيم التمثيل الشعبي الذي يمارسه المجلس الشعبي الولائية وتوسيع صلاحياته المحلية
إما الإصلاحات الاقتصادية حيث كانت الإصلاحات الاقتصادية صيغة جديدة نحو الانتقال إلى الليبرالية واقتصاد السوق فحدد دستور 1989 علاقة الدولة بالاقتصاد من خلال :
01 – حصر الملكية العامة في الثروات الطبيعية والمرافق العمومية
02 – اقر دستور 1989 الملكية الخاصة دون اي قيد
03 – تخلي الدولة عن احتكار التجارة الخارجية
04 – معاملة المؤسسات العمومية ومؤسسات القطاع الخاص على قدم المساواة ولإنجاح مسعى الإصلاح الاقتصادي وضعت مجموعة نت الآليات لذلك وكذا الحد من التنظيم المركزي للاقتصاد











الخاتمــــــــــــــــة
يمكن القول إن عملية التحول الديمقراطي والانتقال نحو التعددية في الجزائر كانت نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية . وكان من مظاهر هذا التحول إحداث مجموعة من الإصلاحات الدستورية والسياسية والإدارية والاقتصادية التي اقرها دستور 1989 كالفصل بين السلطات وفصل الحزب عن الدولة وإحلال الشرعية الدستورية محل الشرعية الثورية وظهور قوى سياسية وحزبية معارضة تطالب بالتغيير والقضاء على احتكار السلطة
وبما أن عملية التحول الديمقراطي عملية مستمرة ومرحلية يمكن اعتبار المرحلة الانتقالية في الجزائر من أطول لمراحل وأصعبها وأكثرها خطورة والتي تمخض عنها عدم الاستقرار السياسي والأمني إلى درجة العنف السياسي والذي بدأ باغتيال الرئيس محمد بوضياف ولا تزال بقاياه إلى حد الساعة
إما تأثيرات الأحزاب السياسية في النظام السياسي الجزائري فكان ولا يزال ضئيلا ولم يرقى إلى مستوى المساهمة في صنع القرار ورسم السياسة العامة للدولة نتيجة القيود والضوابط التنظيمية والقانونية من جهة وطغيان العقلية الحزبية من جهة أخرى عل المصلحة العامة .
تم بحمد الله









 


قديم 2009-05-14, 16:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أمجد الجلفـة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أمجد الجلفـة
 

 

 
الأوسمة
وسام أحسن سيرة 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2009-05-14, 22:14   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ohamza28
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يعطيك الصحة يا فؤاد










قديم 2009-05-16, 00:22   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أمجد الجلفـة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أمجد الجلفـة
 

 

 
الأوسمة
وسام أحسن سيرة 
إحصائية العضو










M001 ف/ي النظام السياسي في الجزائر

دائما عودتنا اخي فؤاد بمواضيع مهمة ,الانتقال الذي شهده النظام السياسي في الجزائر من الحزب الواحد الى التعددية الحزبية انا ارى انه كان غير سلس ولم بكن مقصود بل كان عشوائيا و قهريا لظروف وعوامل داخلية وخارجية في نهاية الثمانيات وبداية التسعينات عند بداية تلك الفترة
وتعتبر هاته الفترة الجديدة من افرازات الازمة السياسية ومن بين افرازاتها ظهور مصطلحات جديدة في الجزائر مثل حقوق الانسان .التداول على السلطة .الاحزاب .المنظمات والنقابات . وسائل الاعلام المكتوبة الخاصة ...الخ

اشكرك اخي فؤاد لأهمية ما ذكرت انت...










قديم 2009-05-16, 00:32   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أمجد الجلفـة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أمجد الجلفـة
 

 

 
الأوسمة
وسام أحسن سيرة 
إحصائية العضو










افتراضي

أرض المسيلة لو عاد الزمان بها
إلى القديم ، فَاِنَّ المَجْدَ َبانِيْهَا
من أرضها تصنع الأجيال منهلها
حضارة الأمس .. قاصيها ودانيها
روض ومملكة في الأمس خالدة
إمارة لـ( بني حمدون) راعيها
هنا (ابن هاني) يقول الشعر ممتدحا
(علي) و(جعفر) والأشعار يحكيها
والعالم (ابن رشيق) نحن نعرفه
كذا (أبو الفضل)نحويها و داعيها
ويستحيل علينا ذكر نخبتها
من خلدوا ..شق أن تحصى ونحصيها
هنا بقايا من الأطلال صامدة
تحكي العلوم التي بالمجد تحكيها
في روضة لـ(أبي جملين) سيدها
فأين نحن من الأمس الذي فيها؟
أبكيك يا قلعة ما زلت أقطنها
أبكي ضياعا يلف اليوم أهليها
شاد(ابن بولكين) فيها قلعة بَقِيَّتْ
تصارع الدهر من أيام بانيها
فأنجبت علماء الأمس والتحمت
بالشرق والغرب والآيات ترويها
يا رب هبني أقول الشعر مرتجلا
عن الحضارة في أسمى معانيها
كالطير يشدو على الأغصان نغمته
فيبدع اللحن في شدو يغنيها
كالنحل يلثم من أزهار جنتها
ذاك المصفى لكل الناس شافيها
كالورد يسحر من ألوان بهجته
من هام بالورد في عشق لماضيها
كالنهر يسري مسيلا في جوانبها
يداعب الوصف في إمتاع واديها
كالشعر عن حبها أتلوه ملحمة
وأحسن الشعر حرف من قوافيها
أرض توارثها الأجيال من زمن
فهل سأمدحها ، أم هل سأبكيها
لله در الذي بالأمس أسسها
من بعدما دمرت من غزو غازيها
نستلهم اليوم من عمران نهضتها
ما جاد أجدادنا في عز ماضيها
وتطرب الآلة الصماء من نغم
ترتاح من أجله الدنيا وما فيها
...










آخر تعديل أمجد الجلفـة 2009-05-16 في 00:35.
قديم 2009-05-16, 19:20   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فؤاد20091984
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية فؤاد20091984
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم اخي حكيم اشكرك على مرورك
كذلك اقول بان فترة الانتقال نحو التعددية قد طالت جدا بل انها من اطول المراحل ، كذلك نجد تأثير الاحزاب الذي ينعدم او يكادولم يرقى الى المستوى المطلوب من القوة والنفوذ والمساهمة في صنع القرارورسم السياسة العامة .
وعجز النظام عن معالجة الازمات التى مرت بها الجزائر ومن بينها ازمة منطقة القبائل










قديم 2009-05-19, 21:25   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
امير الجود
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية امير الجود
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أفضل تنسيق للملف الشخصي عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك بارك الله فيك على الافادة










قديم 2009-05-20, 13:15   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أمجد الجلفـة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أمجد الجلفـة
 

 

 
الأوسمة
وسام أحسن سيرة 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يوجد تفسير لمراحل التطور السياسي في الجزائر وبالذات 1989










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc