درس هل مصدر الحكم الإرادة الفردية أم الإرادة الجماعية؟

[kimjia]

مقدمة:
كان الإنسان في القديم يعيش حياة بدائية خالية من كل تنظيم يحكمها قانون الغاب حيث البقاء الأقوى إلا أن هذا أدى إلى الكثير من الصدامات الأمر الذي أدى إلى البحث عن الدولة وإذا تأملنا الدولة المعاصرة نجد أنها تطبق أنواع مختلفة من الحكم فهناك من يعتمد على السلطة الفردية وهناك من يعتمد على سلطة الشعب وهو ما يفسر اختلاف الفلاسفة و المفكرين ورجال السياسة حول النظام السياسي الأفضل لتسير شؤون الدولة فهناك من يرى أن النظام الأفضل هو الحكم الفردي وهناك من يرى الحكم الجماعي ومن هنا نطرح التساؤل التالي هل مصدر السلطة الإرادة الفردية أم الإرادة الجماعية
الموقف الأول : مصدر السلطة الحكم الفردي
يرى دعاة هذا الموقف أن أفضل نظام هو الحكم الفردي المطلق الذي يعتبر أول مظهر من مظاهر الحكم ويعود ظهوره إلى العهد اليوناني ومن صور هذا النظام الاستبداد والحكم الملكي و البيروقراطي
إذ يعتبر هوبز وميكيافلي من أهم المدافعين عن الحكم الفردي وخاصة الاستبدادي إذا نطلق هوبز من منظور فلسفي إذا يرى أن البشرية مرت بمرحلتين مرحلة المجتمع الطبيعي الذي كان فيه الإنسان يكيد بعضهم لبعض انطلاق من مسلمة سيكولوجية مفادها الطبيعة الشريرة الإنسان ومنه النظام الاستبدادي هو أفضل الأنظمة الملائمة لطبيعة البشرية وفي هذا يقول ميكيافليي إن ميل الإنسان لشر أكثر من ميله للخير ومن مميزات هذا النظام هو أن مصدر السلطة فيه هو القوة والغلبة فالحاكم لا يؤمن بأي سلطة ولا قانون ولا بتعدد الأحزاب ولا بحق الأغلبية في مناقشة الحكم فهو يمثل جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفي هذا يقول لويس الرابع عشر الدولة هي أنا وقدم ميكيافلي في كتابه الأمير الحاكم المستبد لأنه حقق أهدافه السياسية دون اللجوء إلى القيم الأخلاقية تحت مبرر الغابة تبرر الوسيلة وكذا ماكس فيبر إذ تعد القوة الوسيلة المثلى لقيام الدولة ومن خلال ذالك تكون إرادة الحاكم مطلقة لا تخضع لمراقبة أو متابعة فالدولة عند هوبز هي كل شئ وان المواطنين ليس سوى أداة لخدمة الدولة التي هي فوق الجميع ومن أشهر الأنظمة الحديثة نجد الفاشية الايطالية موسيليني النازية الألمانية هتلر والشيوعية الروسية ستالين أما قبل ذالك نجدها عند فرعون مصر الذي كان يدعى الالوهية وقد حدثنا القران الكريم قال الله تعالى'' يا أيها الملا ما علمت لكم من اله غيري" القصص 38
النظام الملكي مبني على السلطة المطلقة التي تعتمد على الوراثة يتصرف فيها الملك تصرفات كاملة دون قيد النظام الملكي الدستوري مقيد هذا مذهب إليه جون لوك إذ يؤكد أن التعاقد بين الحاكم والرعية من جهة على أساس ن يتنازل الأفراد عن بعض حقوقهم للملك والباقي يحتفظون به لأنفسهم ولا يجوز للملك المساس بها ويجب عليه احترامه
أما الحكم البيروقراطي إي الديني الذي يعتقد فيه الشعب أن الحاكم مفوض من عند الله مثال رجال الكنيسة الذين يبيعون صكوك الغفران
نقد
من عيوب الحكم الفردي انه يسيطر عليه الظلم والقهر وعلاقة الحاكم برعيته مبنية على أسس غير أخلاقية كما انه نظام أناني وعدواني وسقوط الأنظمة واندثارها خير دليل على فشلها

الموقف الثاني مصدر الحكم السلطة الجماعية
يرى دعاة هذا الموقف أن خير نظام هو النظام الديمقراطي الذي بواسطته يقرر الشعب مصيره ويحكم نفسه بنفسه ويقوم هذا النظام على مبدأ المساواة والحرية ومنه الحاكم الديمقراطي يمجد ويقدس الفرد ويسمح له بحرية الفكر والتعبير يقول هيجل إن الدولة الحقيقية هي التي تصل فيها الدولة إلى أعلى مراتبها أما المساواة فيقصد بها عدم التميز بين الأفراد سواء باللغة أو الجنس آو اللون وحتى الدين ليكون الشعب هو الحاكم وصاحب القرار فله الأحقية في تعين من يرغب وإزالة من يرغب يقول روسو الذين توكل لهم السلطة التنفيذية ليسو أسياد الشعب إنما موكلوه وبوسع الشعب رفعهم أو خلعهم عندما يرغب في ذالك وكل ذالك يتم بواسطة الانتخابات المباشرة التي يشارك فيها الشعب في اتخاذ القرارات وتحديد السياسة العامة لدولة دون وجود نواب أو ممثلين وهذا ما حدث في اليونان قديما أو ما يسمى بالدولة المدينة حيث كان الشعب يلتقي في الساحات العامة ويتخذون القرارات
أما الديمقراطية الغير المباشرة أو السياسية فالشعب ينتخب نوابا يمارسون سلطة لمدة معينة مهمتهم تلبية حاجيات الشعب وكل قانون لا يوافق الشعب يعد باطلا يقول جون جاك روسو كل واحد منا مسؤول سواء حاكم أو محكوم يحقق حريته بخضوعه للقانون ومن صور الديمقراطية نجد الليبرالية والاشتراكية
فالليبرالية تهدف إلى تحقيق حرية الفرد في المجتمع وتمنحه الكثير من الحرية للتعبير عن معتقداته فهو حر في امتلاك ما يشاء من لثورة ومن أشهر الدول التي تطبق هذا النظام نجد اروبا الغربية والو م ا
الديمقراطية الاشتراكية فهو نظام سياسي ذو أبعاد اجتماعية تسعى إلى تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية عن طريق مبدأ تكافؤ الفرص وإزالة الفقر والبؤس عن طريق الطبقة العاملة أما الحرية فهي شكلية لان هذا النظام يمارس ضغوطات غير مباشرة على الحريات كحرية الصحافة
ومن الناحية التاريخية تعتبر الثورة الفرنسية 1789 أكثر الثورات التي حملت لواء الديمقراطية الحديثة خاصة ودفاعها عن حرية السياسية وعليه تكون الدولة الاشتراكية مسؤولة ي توجيه الحياة الاقتصادية وتكون إطار ملائم للتعبير عن إرادة الجماهير
نقد
لقد عرفت هذه الديمقراطية الكثير من الانتقادات لأنها منافية ويصعب تجسيدها على ارض الواقع والواقع يؤكد لنا انه لاوجود لديمقراطية حقيقة في العصر المعاصر
التركيب
إن النظام المناسب لتسير شؤون الدولة هو الحكم الشورى الإسلامي ويقوم على مبدأ الشورى لقوله تعالى" وأمرهم شورى بينهم" كما أن الحاكم يتم اختياره عن طريق المبايعة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم مبنية على أسس الاحترام والثقة بالنفس
الرأي الشخصي
إلا أن اصح الآراء هو الرأي القائل بان النظام المناسب لتسير الدولة هو النظام الإسلامي بمبادئه
الخاتمة
إن النظام السياسي الأمثل هو الذي يحقق العدالة الاجتماعية ورعاية المصالح الاقتصادية وإعطاء كل ذي حق حقه ويبقى العدل شرط أساسي للحكم
اعتذر على الخط لانني جديدة في المنتدى ولازلت اتعلم المرة الجاية نحطلكم مقالة الاخلاق

[doudou2001]

شكراااااااااااا

[kim jia 2]

@doudou2001
العفو