لمّا قست قلوبنا ، قست علينا الحياة!؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية

قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في فــنّ كتابة الرّسائـل والمقالات الأدبـيّــة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لمّا قست قلوبنا ، قست علينا الحياة!؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-18, 18:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الهادي عبادلية
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الهادي عبادلية
 

 

 
إحصائية العضو










Mh01 لمّا قست قلوبنا ، قست علينا الحياة!؟

السّلام عليكم ورحمة الله ،
..ونودّعُ أمّهاتنا وآباءنا واحدا تلو الآخر!، بعدما آنسونا صغارا ، وصاحبونا شبابا ، ثمّ بقوا على العهد يراقبوننا كبارا وكهولا ، إلى أن توفّى أكثرهم الأجل ،
لقد كانوا بجنبنا صباحا ومساء ، في اللّيالي الحالكات ، وحين الأهوال الهالكات ، في الأفراح وعند الأقراح ، في المنازل والشّوارع ، في المدارس والمساجد ، وفجأة لم نجد منهم الكثير ، ولم يبق منهم إلاّ القليل، ونحن بدونهم ربّما لا نقدر على فعل شيء!؟،
ثمّ به يأتي الدّور علينا، فيصبح ذاك الصّغير فينا كبيرا ، والشّاب كهلا ، وهذا الكهل عجوزا ،*..منهم من يردّ إلى أرذل العمر..*،
كم هي الحياة جميلة حينما نتّبع ما أنزل الله ، وما أمر به ، ولكن ما أفسدها إلاّ تلك الضّنون السّيّءة ، التي قتلت روعة جمالها في قلوبنا ، فقتلنا كلّ شيء جميل ، وربّما كلّ فرصة للجميل الآتي!؟، عموما..
مهما قلت عنها وتكلّمت !؟، فلن أفيها ما فيها من خصال المرأة الصّالحة ، الصّابرة المحتسبة ، مهما قدّمت من تبريرات عن أخطاء أوإعتذارات ، فلن أوتي لها حقّها ، ولو أحصيت ذلك في كتاب أو مجلّدات!،
..سبعة عشر عاما ، وبضع سنين أخرى قبلها ، بقيت تأمل فيها كباقي النّساء وتنتظر!، لعلّ الله يفتح عليها من ظلم زوج لا يعي ما يقول ، ولا يدرك ما يفعل!؟،
لقد إنهمكت منذ زواجها ببناء أسرتها، وتشييد منزلها، وعملها الذي يأخذ منها عشرون ونيف من السّاعات في الأسبوع، دأبت على تربيّة ولديها ، فحرمت نفسها متاع الحياة بألوانها وأشكالها ، من أجل إصلاح أسرة بدت لها على مشارف التّشتّت !، فأصلح الله لها فيهما ، بينما كنت ذلك الزّوج الذي لا يرى فيها سوى النّقص ، والكمال في غيرها رغم الفرق الكبير!؟،
لقد تغاضيت البصر عن نعمة أنعمها الله عليّ ، وأصلح لي فيها ، ولم أرى مثلها نعمة قطّ بعد الإسلام ، لكنّني لم أقدّر الله حقّ قدره فيها ، بينما هي ساكتة صامتة ، محتسبة أمرها إلى الله من جور ما ترى، ولا تعلم عن نفسها شيئا سوى أنّ ثقتها بالله تزداد، فتكثر من قولها: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، وسبحان الله حين تتعجّب!، وبعض التّنهيدات من حين إلى آخر خارج إرادتها!؟،
وها أنا ذا اليوم ، أبكي بدل الدّموع دما ، وليت للعمر بقيّة ، وليت للسّنون أن تعود ، وليت كلّ ما مضى يُمحى ويُتجاوز عنه ، وكلّ ذلك عندي!،
..لقد دأبتُ في كتابة مذكّرات لحياتي طيلة عشر سنين، وفي نهايتها ..أو بالأحرى عند آخر كلماتها:،وقفت على حقيقة واحدة هي : ليس كلّ ما يُكتب من مذكّرات يُتحرّى فيها الصّدق!، وليس كلّ ما يُدوّن فيها واقع، وجدت أنّني أخفي الكثير ، وأكثر ممّا تصوّرتُه وعملته يداي!؟،
..في النّهاية تلك: وجدت أنّ هذه الكلمات التي سأختم بها، هي زبدة محورها الحقيقيّة ،
وجدت أنّ الواقع فيها ليس الواقع!، والحقائق ليست هي الحقائق ، ولا الأحداث نفسها هي الأحداث!؟،
..وجدت أنّني لم أقدّر فيها حقّ المرأة المسلمة ، والزّوجة الصّالحة ، لم أقدّر فيها حقّ الولد والبنت ، لم أقدّر فيها حقّ إخوتي وأخواتي ممّن يكنّون لي أكبر الإحترام ، وأرفع الدّرجات والتّقدير ، بينما كنت تائه أعيش كأنّني على ضلالة!؟،
أتتبّع خطوات بعض ممّن يريدون لي الإساءة ولأ هل بيتي ، وثلّة من أصحابي الميامين!، تلك هي النّهاية الحتميّة التي وصلت إليها ، وتلك هي بداية النّدم الذي لا بعده ندم ، وتلك هي: عاقبة " يا مكثّر أصحابو يا متلّف خيارهم"!؟؟،
..واليوم : ماذا اليوم؟، لا أظنّ أن يصلح العطّار ما أفسده الدّهر!، غير أنّ الحقّ يبقى صامدا مهما كثرت من حوله الأقوال ، وتكاثرت عليه الأهوال ، *..فأمّا الزّبد فيذهب جفاء وأمّا ما ينفع النّاس فيمكث في الأرض..*،
..فنعم ما عرفت من الطّالبات ، نعم ما عرفت من السيّدات ، ، نعم الأمّهات ، ونعم ربّات البيوت ، ونعم الأستاذات المؤمنات ، ونعم الصّابرات المحتسبات ، هي هي ، كما هي ، وكما عهدي بها ، لم تتغيّر، ولم يحرّكها ولم يزعزعها من متاع الدّنيا شيء ، سوى ما ترضي به ربّها من رسالة أُمرت بها ، فأدّتها كاملة ، أو ما ترضي به ولديها وأسرتها أو تزيد شيئا في منزلها ، في إنتظار أن ينتهي دورها كباقي ممّن مرّوا علينا بالأمس القريب..،
كانت تأمل دائما أن يصلح الله لها في ولديها ، وزوج تنتظر صحوته من غفلته عن قريب ، أو من عليهم فضل من رسالتها التّعليميّة ، بعدما تخرّجت على أيدي أساتذة أبرار ، وعلى يديها تخرّج أساتذة آخرون وإطارات كثيرون، ، عملت معهم بكدّ وإخلاص ، وتعلم في ذلك أنّ الله هو الذي يراقبها في كلّ شيء ، يراقبها في عملها وفي أولاد المسلمين ، في بيتها وفي زوجها وولديها ، يراقبها في أهلها ومواليها منّي ومنها ،
لقد أهنتها كثيرا بيني وبينها ، وبين ولديها والأقربين والبعيدين ، وطبعها دائم كطبع تلك المرأة المسلمة الصّالحة ، لا تتكلّم كثيرا ، ولا تعرف من زيغ اللّسان ما يبرّرها ، لأنّها لا تبالي بما حولها ، ولا تبدي له هتماما أكثر من حجمه ، "..حوراء من الجنّة نزلت على الأرض!؟،
ها أنا اليوم أعيش حياة مثل من*..يحسبون كلّ صيحة عليهم..*، وكانوا*..يحسبون أنفسهم أنّهم يحسنون صنعا..*، بسبب ما فرّطت في جنب الله ، وما فرّطت في جنب تلك المرأة الصّالحة ، والتي لم أكن أحلم بها يوما ، لأنّني لم أجد مثلها وقتها ، ولن أجد مثلها بعدها ، ولو درت ما درت بحثا عن مثيلاتها ، بينما تبقى هي كعادتها ساكتة صامتة تنظر وتنتظر..!؟،
قال لها الدّكتور يوما من سنة 1996 لمّا ظهر عليها مرضا فجأة: أنّ هذا المرض يبدأ تأثيره عليك في سنّ الخمسين إن أطال الله في عمرك ، وإن عشت إلى تلك السّنّ ، فقد عشت بما فيه الكقاية وشبعت من الدّنيا وضحك!؟، وها هي اليوم أتمّت الأربع والخمسين عاما ، أسأل الله أن يطيل في عمرها، ويمدّها الصّحة والعافية من أجل على الأقلّ إبنتنا الوحيدة.
ورغم أنّني كنت أحاول ما بين الحين والآخر أن أفرّج عنها بعضا من كرباتها، فقد كانت تبدو لها محاولاتي تلك لعلى غير الطريقة التي تنتظرها وتهواها ، وكان ذلك من حقّها ، ليعلم أهل مدينتي أنّني أعترف: بأنّني أوّل من ظلمها وأهانها وقلّ من شأنها ، وسأبقى آخر من يفعل ذلك ، رغم كبرها في عيون جميع من يعرفها ولا فخر،
واليوم أحيلت على التقاعد ، لتجد نفسها مرّة أخرى ملزمة بتربية حفيدتها ، ومراعاة شؤون إبنتها التي تزاول دراستها بالجامعة، والحياة لا تنتهي لها بإنتهاء المهمّات، وتبقى مستمرّة...،
أمّا أنا فيعلم الله إلى أين سأمضي ، وإلى أين سأتّجه، بعدما قرّرت الخروج على التقاعد أيضا ، حاملا معي بقيّة عمري ، ولست أدري هل يغنيني عمّا فات منه وما مضى ، وما قد إنتهى ولن يعود ، وما لا زال لم يبدأ بعد ،أو ينتهي ، قبل أن تحلّ الكارثة أو بعد أن تحلّ ، وهل هناك أعظم من إنتقام الله وسخطه!،
..لا يوجد لديّ المال للتكفير ، والكلمة الطّيبة في وقتنا هذا تجاوزها الزّمن!؟، والهدية لا تغني من الأمر شيئا ، سوى هذا الإعتراف منّي إليها بخطّ يدي لعلّ وعسى أن يغفر الله لي ، مهما يكن :
*..التوفيق ليس بيتا نسكنه ، ولا شخصا نعاشره ، ولا ثوبا نرتديه ، التوفيق غيث إن أمر الله به في حياتك ما شقيت ، فاستمطروه بالصلاة والدّعاء ، وحسن الظنّ بالناس ، وحتى تتيقن أن المسألة هي: مسألة توفيق ، أنظر إلى الذّكر ، فهو أسهل الطّاعات ، ولكن لا يوفّق إليه إلا القليل ..*ابن عثيمين ،
..هذا جزاء ما جنيته على نفسي في آخر عمري ، فما أقسى الحياة علينا، قست قلوبنا فقست علينا ، سترنا الله وإيّاكم ،
هذا آخر ما سأكتب ، فقط لنعتبر ونتذكّر ، وفقط لتدعو لي..وصلّى الله على نبيّنا محمّد.








 


آخر تعديل أمير جزائري حر 2018-03-19 في 19:34.
رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 19:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تحية طيبة أخي الهادي

=====================================

التوفيق ليس بيتا نسكنه ، ولا شخصا نعاشره ، ولا ثوبا نرتديه ، التوفيق غيث إن أمر الله به في حياتك ما شقيت ، فاستمطروه بالصلاة والدّعاء ، وحسن الظنّ بالناس
=====================================

جميل ما سطرته هنا واحسسنا بالصدق يسري في كلماته ..

وفيه الكثير من العزاء

وفقك الله لما تحبه ويحبه سبحانه

دام نبض قلمك /











رد مع اقتباس
قديم 2018-03-21, 21:02   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الهادي عبادلية
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الهادي عبادلية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

..لا حرمنا الله منك أيّها الأمير ،
جزاك الله خيرا ،
الله المستعان.










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc