بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم.كان فيه إستفتاء بخصوص هل ما زالت تفضل الفتاة الزواج من الرجل المتدين بطبيعة الحال الأغلبية تجيب بنعم.لكن حسب رأيي أن الإستفتاء كان يجب أن يكون حول المعيار الذي تحدد به المرأة تدين الرجل. فالأغلبية الساحقة بمجرد ما تسمع التدين تتجه إلى الحرص على الأركان 5 لكن حسب نظري فالمتدين أو الملتزم سواء كان رجل أو إمرأة لاينحصر إلتزامه بذلك. فالدين عبادة ومعاملة وإذا تخلى عن أحدهما تخلى عن نصف دينه لا بل العبادة وقراءة القرآن أو القيام...من واجباتنا وإلا فلما سميت فروض فبالنسبة لي المتدين هو الذي يتقن فن المعاملة خاصة وسط ظروفنا الآنية.فكثيرا ما أرى ملتزمين إلا أنهم يتصرفون تصرفات لا تمت للدين بصلة ولا حتى للعربي كعربي أصيل فالعرب قديما كانت بهم صفات مستحبة كالشهامة والكرم والوفاء والإخلاص...فإذا كنت قد طرحت الإشكال سأكون أول من أطرح رأيي به فمعياري هو الحياء(لكل دين خلقه وخلق الإسلام الحياء) وليس عيبا أن يكون الرجل صاحب حياء هذه الصفة لا تقتصر على الفتاة لا والحياء لا ينفرد به العبد فقط بمعنى حتى الحياء من الله فكل من إستحي منه تجنب المنكرات وبالنسبة لي لو كان الرجل يفتقر للأخلاق أو يتظاهر بها فقط لكسب المودة أو لايتقن فن المعاملة ولا أقصد بذلك التعامل بطيبة مع كافة الناس وإنما أقصد أن يكون صارم وجدي يعطي لكل ذي حق حقه ويتعامل مع مختلف الفئات بحسب عقلياتهم بمعنى المتخلق يعامله بإحترام وغير المتخلق يوقفه عند حده ولا يغوص معه بنقاشات خارج إطار العمل أو الدراسة أو حتى كان متشبت بفرائضه جدا إلا أنه يجهل التعامل أو أنه يتعصب بمعنى تقتصر معاملاته على الملتزمين ويعامل غيرهم كأنهم كفار فكثيرا ما نرى ذلك بعضهم يتحاشى حتى إلقاء السلام على شخص يعمل معه مثلا غير ملتزم ...فهذا بالنسبة لي ناقص من الناحية الدينية ولا أستلطفه أبدا. ونفس الشئ بالنسبة للرجل يرى المرأة المتدينة هي المرأة المحجبة فقط ولا داعي للغوص في ذلك.والزوج أو الزوجة أو الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت أو الإبن أو الإبنة المتدينة نعمة من الله فالعبد مخطئ ويحتاج إلى من يوجهه أحيانا ويّذكره أحيانا أخرى فليس هناك أفضل من ذلك وكل شئ فان فسعادته فانية.
اللهم أرزقني وأرزق عائلتي وكل من أحببته لوجه الله وأرزق أمة محمد أجمعين صحة الدين وصلاح الدنيا.