الباب الثالث : العلاج

[عبد الله2023]

الباب الثالث : العلاج

لفت انتباه للقارئ الكريم
اذكر سؤالك او رئيك او انتقادك
او معلومتك التي يمكن ان نستفيد منها
في التعليقات اسفله فيكون بذلك تفاعل بين
القراء الكرام و منفعة لنا جميعا
وربما يكون لك به او بها صدقة جارية

أولاً : المبادئ العامة
1. القرآن الكريم، طب نبوي وتجربة
مادة العلاج الأساسية هي القرآن الكريم. القرآن
يبطل السحر والعين ويحرق الجن الكفار والظالمين.
بقي أن نعرف أي آيات وكيف نستعملها. هذا نجد أكثره
في سنة نبينا المصطفى صلى الله عيه وسلم. نمسك الإنسان
ونكون في اتجاهه ونقرأ عليه القرآن ، نقرأ في الماء
مع وضع الإناء مفتوحاً أمامنا وننفث فيه في آخر القراءة.
ثم يشرب المريض ويغتسل بهذا الماء عدة أيام.
عدد من السور والآيات واردة في السنة،
تكرر عدة مرات.
السدر مندوب في علاج السحر.
أعشاب أخرى مثل الحبة السوداء والسنا
مذكورة في الطب النبوي. جاء في الحديث:
"الحبة السوداء شفاء من كل داء"،
و"عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء".
سنحتاج كذلك إلى الحجامة وفيها أربعون حديثاً
ينص أحدهم أن الحجامة علاج من السحر.

تطبيق وترتيب هذه الأدوات ناتج عن التجربة،
فهذا الميدان غير محدود. يمكن دائماً إكتشاف
حالات جديدة يجب أن نجد لها حلولاً خاصة
أو أن نحسّن حلولاً موجودة، فكما أن السحرة
خترعون طرقاً جديدة لتقوية شرهم. أقصد أنه يستحيل
تقريباً الإلمام بهذا الموضوع كما أنه في الطب لا يمكن
إنهاء الموضوع. ولهذا لا نتعجب أن الرقاة في هذا
الميدان لهم طرق مختلفة وإن كانت متحدة في الأصول.
وإن كنت تعرف راقياً شرعياً فإنه:
- لا يخبرك عن المستقبل،
- ولا يعمل السحر، يستعمل القرآن الكريم،
-ولا يقول و يقرا كلاماً غير مفهوم ولا يدعو غير الله،
- ولا يكتب حروزا فيها طلاسيم وأسماء الجن،
بل يوصيك بالدعاء و بالقيام الفرائض و السنن مثل صلاة وغيرها.
فإذا ذهبت للعلاج وكان عندك شك فقم بصلاة الإستخارة واطلب من الله أن يوجهك
توجيهاً صحيحاً.

2. مشاركة المريض
كلما كان الإنسان قوي الشخصية قوي الإيمان
قل تأثير الجن والسحر فيه وسهل العلاج. وعلى
عكس ذلك إن كان أحد عاقبه الله بذنوبه لا يمكن
علاجه ولا ينفعه القرآن. فأوصوا المرضى بالتوبة
والمحافظة على الصلوات وترك المحرمات حتى
يقبل الله دعاءهم وييسر شفاءهم. ولكن لا يكون
مقصد التوبة حصول العلاج فقط، ولكن لعبادة الله
ورضاه والفوز في الآخرة إلا أنه يمكن أن يكون
الابتلاء بالجن والسحر سببا للتوبة. لا تجعلوا علاقة يقينية:
"إن تبت شفيت وإلا لا يمكن"، ولا تجعلوا التوبة
شرطاً في العلاج. شجعوا المريض على التوبة وعالجوه
على كل حال. قد يكون السحر والجن هما الذان يجعلان
القيام بالعبادات صعباً جداً. يمكن أن تطالبوا بالشروط التي
تجعلكم تعملون في مناخ مناسب من وضوء وستر النساء
وغير ذلك بدون تنفير المرضى.
والشيء المهم جدا أن لا يعمل المريض الشرك: ألا يذهب إلى الكهان والسحرة ولا يرتدي
أي تميمة أو خاتماً إتخذ للحفاظة أو الحظ. على كل حال فإن
العلاج الذي أصف لكم ينفع مع غير القائمين بالدين وغير المسلمين.
الحالة الوحيدة التي لا ينفع فيها هي من عاقبه الله: فكلام الله
لن يخالف إرادة الله. ومن الناس من يعود عليه المرض دائماً
لأنه مستمر في المعاصي.

ولكن الفرق واضح مع من كان قوي الإيمان. قد يرى في منامه
مكان السحر أو كيف عُمل أو يرى النبي ص يرقيه أو أي منام
يعين على العلاج أو يشفيه مباشرة. ويمكن أن يزول بعض مرضه
بالدعاء فقط.
- لهذا نوصي المرضى وأهليهم إضافة إلى التوبة أن
يزيدو في تقواهم لله تعالة و علاقتهم الروحية مع الله
بقراءة القرآن والذكر والدعاء والنوافل
- اُطلبوا منهم أن يتوكلوا على الله لا عليكم. إن كانوا يقرؤون القرآن ولهم نصيب
من الإلتزام
- علموهم قواعد الرقية.

إن كان أحد يريد تفاصيل عمن عمل له السحر قولوا له أن يطلب من
الله قبل نومه بصلاة الحاجة. إن كان في ذلك خيراً فسيكشف له إن
شاء الله.
أخيراً لا تنس الجانب الجسماني للمريض. الصحة وقوة
الجسم لهما كذلك دور في العلاج. الجن يمتص قوى المريض ويضعفه
. فإن كان ضعف جسمه وقوته فأوصوه بالفيتامينات والأملاح
المعدنية مدة العلاج. وإذا كان متاثر من الجانب العطفي كالخوف أو الذعر
أو الغضب أو اليأس أو الإنكماش فأوصوه يوميا بأعشاب طبيعية مهدئة.

3. المريض والجن

مشاركة المريض مهمة جداً بالقيام بافعال تضعف الجن عليه أن
يحرمه من كل ما يريد: معاصي، أكل حرام، كل عمل
يخالف الدين، ويهاجمه بإستمرار بذكر الله والقرآن والنوافل
. يصعب اخراج الجن من مريض كلما كان
غير ملتزم بالنواهي الدينية. علموا المرضى كذلك كيف
يدافعون عن أنفسهم في المنام (الباب السابق الفقرة 2).
الحرب المعنوية مهمة جداً للتغلب على الجن.
مهما كان سبب وجود الجن عند الانسان وهما كان نوع عمله
فانه يمرر إلى المريض أفكاره ومشاعره. ذلك أمر طبيعي لأنهم في نفس الجسم
. يفكر الجن في رأس المريض وهذا الأخير قد يعتقد أنه
هو الذي يفكر هذا أو لا يدري ما هذه الأفكار. وكذلك يشعر
الإنسان بكل ما يشعر به الجن: يبغض ما يبغضه، يحب ما يحبه،
يغضب لغضبه، يخاف لخوفه، لا يتحمل ما لا يتحمله.
قد يشعر الإنسان برغبات لواطية إذا كان فيه جن
من الجنس الآخر يشتهي من لقيه من جنسه.
تظهر عواطف الجن خاصة في حالة إنسان متزوج له جن عاشق:
من المنتظر أنه لن يتحمل زوجه. وكذلك الجن الكافر
أو الفاسق قد يجعله ينفر من الدين أو ينجذب إلى دين آخر.
فالبعض ينقص في العبادة أو يتركها لصعوبتها.
أما الأفكار فقد تصل إلى الهلوسة.
فإذا التقى شخصان لكل منهما جن:
كل التفاعلات بين الانس و الجن وبين الجن و الجن ممكنة ولكنها غالبا سلبية لأن الجن غالباً
يتضايقون من أمثالهم كأنهم مزاحمين، وقد يصل الأمر
إلى معركة بين الجن من خلال المصابين من الانس.

والإكتشاف المهم أنه سلاح ذو حدين: كما يمرر الجن عواطفه
وأفكاره للإنسان يستطيع الإنسان أن يفعل نفس الشيء.
عليه أولا أن ينتبه كلما جاءه طائف أو شعور من الجن وذلك باستعمال
العقل والمنطق فيعرف أنه من الجن. إذا علم أن الجن يوسوس له
فليخالفه بالتفكر فيما هو حق ويجتهد أن يشعر بالمشاعر الصحيحة.
مثلا في حالة إمرأة متزوجة لها جن عاشق، يجب على المراة ان تقول : "لا، هو
زوجي، وأحبه، ومحسن إلي، وأنا سعيدة جداً معه، ولا أريد أن
أتركه لأي أحد، إلخ" فلا تترك الجن يؤثر عليها بكلمة من خلال الوسوسة. هذا يضعف
الجن جداَ ويقوي الإنسان؛ و يكون المصاب قد تخلص
من أحد الآثار المتعبة للبس الجن له و المتمثلة في الوساوس والمشاعر الدخيلة.

ثم نشن الهجوم المعاكس: لا ننتظر أن يؤثر فينا بأفكاره ومشاعره بل
نحن نرسل إليه أفكارنا. أولا عند قراءة القرآن نجتهد أن ننغمس فيه
بأفكارنا ومشاعرنا حتى نفرضها عليه، باللغوص في بيئة دينية قدر
المستطاع نجعله يغوص معنا.
ثم انه من المفيد جداً أن يخصص المريض وقتا لدعوة
الجن. و الوقت المناسب هو قبل النوم لأن الجن يقظ والحال هادئ.
طريقة الحوارمفصلة في الباب المقبل.
- إبدأ بالحديث عن الله تعالى حتى تشعر أن
عليك أن تحبه وتشكره وتثق به وتسلم أمرك له بدون حد.
- تمعن في هذا حتى يقتنع به ويقبله مثلك.
- ثم تكلم عن الإسلام وفكر بوضوح أنه لا ريب ولا شك ممكن
أن الإسلام هو دين الحق.
- ثم تفكر أن مصلحة كل إنسان وجن هو في إتباع الإسلام
بأقصى جهده، و كل مصلحة متعارضة مع الإسلام هي غرور
لا فائدة فيها.
- تفكر في ذلك بالتفصيل حتى
تلغي كل عذر للجن في عدم إتباع الإسلام.
- ثم تفكر بقوة أن الجن
يرتكب خطأ في بقائه فيك.
- تفكر للجن ان لنجاح حياته لا بد أن يتركك
- وألغ في فكره كل رغبة في البقاء معك.
- ثم تفكر بقوة أن عليه أن يتركك في الحين.
- خذ القرار في مكانه ولا تترك له أي خيار.

هذه الطريقة قوية جداً ومؤثرة، إلا أنها متوقفة عليك! إذا كنت
تشك في هذا الكلام، إذا كنت لا تطبقه، فالفِيلم الذي صنعت
لن يؤِثر في الجن.
ثم إن إقتناعك بهذا الكلام أهم من إقناع الجن
وحتى من شفاءك.
وإذا كان مرضك تسبب لك في الاقتناع
بهذا أو زيادة الاقتناع به فهذا خير عظيم.