اكتواء الأكباد باختطاف الأولاد . (الظاهرة الفاجرة) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اكتواء الأكباد باختطاف الأولاد . (الظاهرة الفاجرة)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-06-04, 17:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










B10 اكتواء الأكباد باختطاف الأولاد . (الظاهرة الفاجرة)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي حرّم الظّلم على نفسه ، و جعله بين عباده محرّما و قال : « فلا تظالموا » . و صلّى الله و سلّم على نبيّنا محمد ï·؛ القائل : « المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه » . و على آله و صحابته الكرام الطّيّبين ، و التّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين .
و بعد :
... إنّ المرء منذ أن يَطِرّ شاربه ، و يشبّ عن الطّوق ، و هو يضرب في الأرض طولا عرضا ، يبتغي من فضل الله ، ما يؤسّس به بيتا و يُقيم به أسرة . فيتزوّج ما شاء الله له أن يتزوّج ، و يصيران زوجا يُقيمان بنيانا ، و كلّهما شوق و أملٌ أن يرزقهما الله ـــ من فضله ـــ نسماتٍ طيّبة من صُلبهما ، و يدعوان الله و يتضرّعان إليه . و يسكن الرّجل إلى امرأته ابتغاء الحرث و النّسل ، و هو يقول ـــ كما علّمه نبيّه ï·؛ ـــ : « اللّهمّ جنّبنا الشّيطان و جنّب الشّيطان ما رزقتنا » . فيستجيبُ الله لهما ، فيهبُهما غُلَيِّمًا أو غُليِّمةً ، تستنير به ـــ أو بها ـــ حياتهما ، و تقِرُّ به ـــ أو بها ـــ أعينُهما . و تتلّخص كلُّ الملذّات في سماع ضحكاته أو مشاهدة دبيبه أو سقطاته . و لو بُذلَ لهم فيه من العِوَض أمثال الجبال الشّم و الشّواهق الصُّم ـــ لا قيمة النّظير أو المثل فحسب ـــ لبادروا الجواب بالنّفي ، و أتبعوه بالتّهمة و النّهي ، و رموا باذله بالخبل و اللّمم . كيف لا و هو جَنَّتهم في الدّنيا ، و بهجتهم السّامية العُليا . ألا ترى أنّ الغنيّ الذي يفتقد الولد ، يودُّ لو يستبدل مُلكَه كلَّه بولدٍ واحدٍ ، حتّى و لو لم يكن من صُلبه . و قد تجد الوالدَ عادم المال ضيّق الحال ، قصير اليد ، لكنّه قرير العين ، رضيّ البال ، حاضر البِشر و افر السّعادة به ، لا يُبدله بوِقْرِ الأودية ذهبا ، لو بُذل له فيه .
فقبلُ ، يرجُونَ أن يهَبهم الله جنينا ، ثمّ يرجونه رضيعا ، ثمّ يرجونه صبيّا ، ثمّ غلاما ... و ذاك ديدنهم في الرّجاء دائما ، لا يرونه على حال ، إلّا تمنّوا له أن يكون في أرفع منها . فإذا بلغ مبلغ الغلمان ، و صار من روّاد المدرسة ، و جُلّاب الحاجات . فتوقظه أمّه حين الفجر ـــ و قد كانت قبلُ نؤوم الضّحى من غير خادم ـــ و تُطعمه و تسقيه ، و تُلبِسه و تُدفيه ، و تُقبِّله عند الباب و تُدنيه ، ثمّ تُسلمه إلى غيابات الشّارع ، و هي كما قال الشّاعر :
و ما عن رضى كانت سُليمى بَدِيلة **** و لكـــــــــنّها للضّــــــــــرورات أحــــــكام
و تعمَد إلى أقرب نافذة إلى الشّارع ، ترفع سترها ، و تتبع ببصرِها وَلدَها ، إلى أن يُغيِّبَه عن ناظرها ، ركنٌ من الأركان أو زاوية من الزّوايا . و ليت شعري إن غاب عن ناظرها فما غاب عن فكرها . و دعواتها له بالحفظ و الصّون تلاحقه و تطارده .
ثمّ تدخل سجنها ، ذاك الذي لا تخرج منه إلا إذا سمعت خربشات قدميه ، بعتبة الباب . و تبدأ في عدّ الدّقائق و الثّواني ، لكّنها تمرُّ السّاعات و العشِيّات ، و يؤوب الغلمان إلى أحضان الحَظِيّات ، و لا أثر لخياله في الجنبات . فتطيش الأحلام و تستأسد الأوهام ، و يكثر القيل و القال ، و الأخذ و الرّد في المقال . ... كان مع فلان و رؤي مع فلان . و المسكينة تجري من دار إلى دار ، بلا جلباب و لا خمار . و تعود إلى بيتها ، و تُقبّل حذاءه و نعليه و تشمُّ ثوبه و جوربيه . و تبيت بشرّ ليلة بات بها بشر . و لا يبقى من رسمه في حيّه و مدرسته ، غير صورته مذيلة برقم أو رقمين للهاتف موشّحة بكلمة ((مفقود)) بخط عريض ، على متون الجدران و الأعمدة و المساجد و المحطّات .
فإذا سمعَتْ بعدُ خشخشةً عند الباب ، ظنّت أنّ أحدَ قارِظَيْ عنزة قد آب* . و إذا رأت امرأة تُقبّل ابنها ، فكأنّ فكّ ضبُعٍ يلوكُ قلبها . و الله عزّ و جلّ يكونُ لهُ و لها .
هذا حال كثيرٍ من الأمهّات ، شاع في هذه السُّنَيَّات ، في كثير من البلدات . ألا فليتّق الله امرؤ اجترحت يداه هذا الفعل الشنيع ، و الجرم الفظيع . كَوْيُ أكباد المسلمات ، و قتلُهنّ من غير مَوات ، و سُقياهنّ السّكراتِ في الحياة .
فهذا اختفى في مستشفى ، و الآخر ذهب إلى مدرسة و لم يرجع ، و ثالث خرج إلى الزّقاق و لم يعد . و هذه سُرق منها رضيعا ، و تلك فتى ، و أخرى غلاما . يُتَخطّفون من كلّ مكان و بكلّ سبيل . و لا تشفع لهم أعمارهم و لا براءاتُهم . و الله المستعان .
أليس في قلب هذا البهيم الآدمي و الإنسان الحيواني ، رحمة ؟!! أليس فيه إيمان ؟!! أليس هذا أبا لأحد ؟!! ألم يكن يوما ابنا لأحد؟!! أيرضى أن يفعل ذلك به ، أو أنّه كان قد فُعل بأمّه ؟!! ألا يخشى الله عزّ وجلّ ؟!! ألا يعلم أنّ أمامه وفاة و رمسا ؟!! و لكنّ أمامه يوما يرجع فيه إلى الله ، يوم توفّى كلّ نفس ما كسبت و هم لا يُظلمون ؟!!
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنَّا مع رسول الله ï·؛ في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حُمّرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمّرةُ فجعلت تفرِش، فجاء النَّبي صلى ï·؛ فقال: « من فجع هذه بولدها ؟ ردُّوا ولدها إليها » رواه أبو داود (2675) و النّووي في الرياض (455) و صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود
فإذا كان هذا في الحيوان البهيم ، طيرٌ من أضعف خلق الله عزّ وجلّ ، تفرش : ترفرف بجناحيها و تقترب من الأرض ، كأنما تستعطف و تستدرّ الرّحمة من القلوب على فرخيها .
و ها هي النّوق تذرف الدّمع إذا ضُرب بينها و بين ولدها ، و لربّما جَيَّفت إذا نُحرَ أمام ناظرها ، و لربّما مرّت بالمحلِّ الذي قضى فيه ، فتدور عليه و تشمّه و تبكي عليه .
كيف لا ؟!! و النبيّ ï·؛ يقول : « جعل الله الرّحمة مائة جزء ، فأمسَك عنده تسعة وتسعين ، وأنزل في الأرض جزءا واحدا ، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق ، حتى ترفع الدّابة حافرها عن ولدها ، خشية أن تصيبه » رواه مسلم عن أبي هريرة (2752) .
أفليس في قلب هذا المجرم الفاجر ، بعضٌ ممّا في قلبِ الدّابة من الرّحمة . فإذا كان الأمر قد ورد بردّ الفرخين ، فما بالك لو كانت الحُمّرة امرأة أُخذ ولدها ، كيف كان سيكون ردّ النبيّ ï·؛ .
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قُدِم رسول الله ï·؛ بسبيٍ، فإذا امرأة من السّبي تسعى، إذْ وَجدت صبيًّا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله ï·؛ : « أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟ » قلنا : لا و الله ، فقال: « الله أرحم بعباده من هذه بولدها » متفق عليه .
فانظر إلى هذه الرّحمة و تذكّر حديث النبيّ ï·؛ المسلسل بالأوّلية ، قال : « الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا مَن فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَن فِي السَّمَاءِ » صحّحه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 630 ) . و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ï·؛ : « قال بينا رجلٌ يمشِي ، فاشتدَّ عليه العطش ، فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج ، فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي ، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي ، فسقى الكلبَ ، فشكر الله له فغفر له . قالوا يا رسول الله : وإنّ لنا في البهائم أجرا قال في كل كبد رطبة أجر » (البخاري 2234)
و في رواية لمسلم (2245) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ï·؛ : « بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا، فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ، فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ » (متفق عليه)
فيا سبحان الله بغيٌّ من بني تأخذها الرأفة على كلب !! فتُغيثه ، فتجازى عليه مغفرة و إحسانا . و المسلم يُفجع أكباد القوارير ، و قد رقّ النّبي لهن من حقحقة السير على ظهور الإبل ، فقال ï·؛ : « يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير » عند حداءه ، و تسارع الإبل لذلك (مسلم 2323) . فإذا رُحموا لمثل هذا ، فما يفوقه من باب الأولى .
و قد قال الله عز وجل : ï´؟ (( لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ))ï´¾ [البقرة 233] . قال السّعدي في تفسيره : [ أي: لا يحل أن تضار الوالدة بسبب ولدها، إما أن تمنع من إرضاعه، أو لا تعطى ما يجب لها من النفقة، والكسوة أو الأجرة، ولا مولود له بولده بأن تمتنع من إرضاعه على وجه المضارة له، أو تطلب زيادة عن الواجب، ونحو ذلك من أنواع الضرر. ] (ص 88)
و جاء في تفسير ابن كثير : [ وقوله : ( لا تضار والدة بولدها ) أي : لا تدفعه عنها لتضر أباه بتربيته ، ولكن ليس لها دفعه إذا ولدته حتى تسقيه اللبأ الذي لا يعيش بدون تناوله غالبا ، ثم بعد هذا لها رفعه عنها إذا شاءت ، ولكن إن كانت مضارة لأبيه فلا يحل لها ذلك ، كما لا يحل له انتزاعه منها لمجرد الضرار لها . ولهذا قال : ( ولا مولود له بولده ) أي : بأن يريد أن ينتزع الولد منها إضرارا بها ، قاله مجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والزهري ، والسدي ، والثوري ، وابن زيد ، وغيرهم .](ص 419) .
فإذا كان منعُها أو امتناعها عن أرضاع ولدها مضارّة لا يحلّ و هو عندها و تحت ناظريها . أو أن ينتزعه منها أبوه إضرارا بها . لا يَحِلّ ، و هو عند أبيه ، و أبوه حافظه و حاميه . فما بالك بأن يختطف مُهجته فحلٌ شرود ، و فاتك حقود . فلا تعلمُ أمّه أو أبوه أتُكنِّه دار ، أو يُجِنّه غار . أهو موثق في الحبس ، أم رهين الظّلمة و الرّمس . فإن كان عند أمّه و أبيه ، لا يَحِلُّ ، و سمّاه الله إضرارًا . فماذا يُسمّى هذا ؟!! و ما حكم مُجتنيه ؟!!
بل إنّ الشّريعة أمَرت بالولدِ للأمِّ عند الفراق و الطّلاق ، و ذاك هو عين الحكمة و الفطرة ، و لعدم صبر أمه عليه ، و لأنها أشفق عليه و أقرب إليه ، و لأنّ فؤادها يذوب كمدا بالبعدِ عنه . و لهذا قضى أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعاصم بن عمر ابن الخطاب لأمه أم عاصم وقال لعمر : ريحها و شمّها و لطفها خير له منك . ضّعفه الألباني في إرواء الغليل (2188) ثم ساق له طريقين آخرين ، ثمّ قال : وقد قال ابن البر كما في ( زاد المعاد ) : ( هذا حديث مشهور من وجوه منقطعة ومتصلة تلقاه أهل العلم بالقبول والعمل ) .
و عن عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه: أنَّ امرَأةً قالت: يا رَسولَ الله، إنَّ ابْنِي هذا كان بَطْنِي له وِعاءً، وثَدْيِي له سِقاءً، وحِجْرِي له حِواءً، وإنَّ أباهُ طَلَّقَنِي وأرادَ أَنْ يَنْتَزِعَه منِّي، فقال لها رسولُ اللهِ ï·؛ : « أنْتِ أحَقُّ به ما لم تَنْكِحِي » رواه أبو داود و حسّنه الألباني في الإرواء (2187)
و ذكر القرطبي في تفسيره الإجماع على ذلك فقال : [ قال ابن المنذر : أجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم على أن الزوجين إذا افترقا ولهما ولد أن الأم أحق به ما لم تنكح . وكذا قال أبو عمر : لا أعلم خلافا بين السلف من العلماء في المرأة المطلقة إذا لم تتزوج أنها أحق بولدها من أبيه ما دام طفلا صغيرا لا يميز شيئا إذا كان عندها في حرز وكفاية ولم يثبت فيها فسق ولا تبرج ] (3/164)
و كذلك منع من التّفرقة بين الأمة و ولدها في السّبي و قسمة المغانم و في البيع ، و عُدّ من بيوع الضّرار . فعن أبي عبدالرحمن الْحُبُلِيُّ قال: "كنَّا في البَحْرِ وعَلَيْنا عبدُاللهِ بن قَيْسٍ الفزاري، ومعنا أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ، فمَرَّ بصاحبِ المَقاسِمِ وقد أقامَ السبي، فإذا امْرَأَةٌ تَبكي، فقال: ما شَأْنُ هذه؟ قالوا: فرَّقُوا بيْنها وبيْن ولَدِها، قال: فأَخَذَ بِيَدِ ولدِها حتى وضَعَه في يدِها، فانْطَلَقَ صاحِبُ المَقاسِمِ إلى عبدِاللهِ بن قيْسٍ فأخْبَرَه، فأَرْسَلَ إلى أبي أَيُّوبَ، فقال: ما حمَلَكَ على ما صَنَعْتَ؟ قال: سمعتُ رَسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: « مَن فَرَّقَ بيْن والِدَةٍ وولدِها فَرَّقَ اللهُ بيْنَه وبيْنَ الأحِبَّةِ يومَ القيامَة » رواه الترمذي و حسنه الألباني في " مشكاة المصابيح"(3361) . و قال الترمذي : " و العَمَلُ على هذا عندَ أهْلِ العِلْم مِن أصْحابِ النبيِّ ï·؛ وغيْرِهِم ، كَرِهوا التَّفْريقَ بين السَّبْي بين الوالِدَةِ ووَلدِها "
وقال ابنُ قُدامةَ : " أجْمَع أهلُ العِلم على أنَّ التفريقَ بين الأم وولدِها الطفلِ غيرُ جائز " المغني (ج 21 / ص 55) .
هذا حكم الشّريعة في الطّلاق و بيع الرّقيق . و بينه و بين التّرويع و الاختطاف ، أو الظّلم و الاعتساف ، كما بين المشرق و المغرب ، بل جاء في شريعتنا النّهي عمّا هو أهون من هذا و أحقر
فعن عَبْد اللهِ بْنِ السَّائِبِ بنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ï·؛ : « لا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ [و في رواية :عَصَا] أَخِيهِ لاعِبًا أَوْ جَادًّا ، فَمَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ ، فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ » . رواه أبو داود (5003) و الترمذي (2160) و حسّنه الألباني في صحيح الجامع (7578) . . ألا فمن أخذ فلذة كبدِ امرئ مسلم بغير وجه حقّ فليرُدّه . و لا يُروّع عنه أباه و أمّه .
و عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نـبْلٍ مَعَهُ ، فَأَخَذَهَا ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ : مَا يُضْحِكُكُمْ ؟ ، فَقَالُوا : لا ، إلا أَنَّا أَخَذْنَا نـبْلَ هَذَا فَفَزِعَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا » . رواه أحمد و اللّفظ له (5/362) و أبو داود (4351) و صحّحه الألباني في صحيح الجامع (7658)
فإذا كان هذا هو الشّأن مع آخِذ العصا أو النّبل مازحا ، و أنّه لا يحلّ جِدّا و لا هزلا . فما هو الشأن في فاجعِ الأكباد و ظالمِ الأسياد ، خاطف البنين و البنات ، و سارقِ السّرور و الملذّات .
... هذا و قد أصبح الحال مخوفا ، لا يأمن المرء على نفسه و ولده ، من أيادي الشّر و أجنحة المكر ، فهذا اختطف للفدية و المال ، و هذا للاغتصاب و النّكال ، و ذاك لداء الحسد الأكّال ، و الرابع للشعوذة و السّحر و الأهوال ، و آخَر نكاية في أمّه و أبيه و الآل ، و سادسهم بقروا بطنه في الحال ، و أخذوا كلّ شيء إلا الطّحال . و الله المستعان و هو شديد المِحال . فروّعوا الآمنين و أقلقوا المؤمنين ، و ركبت النّاس الوساوس و الظنّون . و لسان الحال ينطق و يقول : فإذا خرج بؤبؤ العين و شغف الفؤاد و فلذة الكبد ... هل سيعود ؟!!و ربّما أضرّ الفقد و الافتقاد ، ضررًا لا يُرجى البرء منه ، بل ربّما لحق الفاقد بالمفقود ، و إن كان الثّكلُ أليما ، فإن عَدَم معرفة المفقود ، أحيٌّ فيرتجى ، أم مَيتٌ فيُيأس منه ، آلمُ وأشدُّ . و لا يُعرف له جدثٌ فيُزار ، و لا جسدٌ في وِجار .
و هذا بكر بن حماد التّاهرتي المحدّث * (200 /296 هـ) قتل ابنه بكر أمامه و هو ينظر في عام 295 هـ ، فأكله الكمد عاما كاملا و مزّق أحشاءه ثم توفي ـــ رحمه الله ـــ و قد رثاه بقصيدة تُعدُّ من عيون الشّعر ، منها :
بكيت على الأحبة إذ تولوا ... و لو أني هلكت بكوا عليَّا
فيا نسلي بقاؤك كان ذخرا ... وفقدك قد كوى الأكباد كيَّا
كفى حزنا بأنني منك خلو ... و أنك ميت وبقيت حيَّا
دعوتك بابنيَّ فلم تجبـني ... فكانت دعوتي يأسًا عليَّا
ولم أكُ آيسًا فيئست لمَّـا ... رميت الترب فوقك من يديَّا
فليت الخلق إذ خلقوا أطالوا ... و ليتك لم تكُ يا بكر شيَّا
تسرُّ بأشـــهرٍ تمــــر سراعًـا ... و تطـــوي في لياليـــهنّ طـــيَّا
فلا تفرح بدنيا ليس تبقـى ... و لا تأسف عليها يا بنيَّا
فقد قطع البقاء غروب شمس ... و مطلعها عليَّ يا أخيَّا
وليـــس الهـــم يجلـــوه نهــــار ... تـــدور له الفـــراقـــد و الثـــريَّا

فإليك يا هذا الرّجل الغادر الجبان ، المختطف للفلذات و الصّبيان ، أقول ، تذكّر ضجعتك في قبرك ، و لا مؤنس إلّا عملك . تذكّر جوازك على الصّراط . تذكّر بأيّ يديك ستأخذ كتابك . تذكّر أنّ جريمتك ستكون في كتابك . تذكّر أن كلّ كبدٍ قد اكتوت بفعالك ستتعلقّ بك وتقول : ياربّ سل هذا فيما أحرق كبدي . تذكّر وقوفك بين يدي خالقك ، و بأي وجه ستقابله . الله الله في نفسك ، تداركها السّاعة و باب التّوبة مفتوح ، و موجبات العفو و المغفرة تبدو و تلوح .
و اللهَ تعالى أسأل أن يُفرّج كربَ كلّ كبدٍ حرّى شوقا لعَوْدِ المفقود ، و أن يُسلّيَ كلّ نفسٍ فُجعت بفعلةِ غادر لئيم ، و فَجْرَتِ سادرٍ سقيم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هما رجلان من عنزة كلا خرجا يجتنيان القرظ ، فلم يُعد منهما أحد بعد ذلك ، و لم يخرجا جميعا ، بل كلٌّ في زمن . و القَرَظُ : شجر يُدْبَغُ به ، وقيل : هو ورَقُ السِّلَم يُدْبَغُ به الأَدَمُ ، ومنه أَدِيمٌ مَقْروظ (لسان العرب)
* و هو الذي ردّ على عمران بن حطّان في ثناءه على ابن ملجم بأبيات ذائعة مطلعها :
قل لابن ملجم والأقدار غالبةٌ ... هدمت ويحك للإسلام أركانا
. و قد روى عن كثير من شيوخ البخاري رحمه الله


أبو عاصم مصطفى بن محمد
السُّـــلمي
تبلبــــالة الجمعة 07 رمضان 1438 هـ









 


رد مع اقتباس
قديم 2017-06-11, 11:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

جاء في إحصائيات منظّمة اليونسكو أن الجزائر احتلّت المرتبة الأو لى عربيا ، في اختطاف الأطفال .
صُفّدت شياطين الجن فأمن الناس شرّها ، لكنّ شياطين الإنس لا قيد لهم ، حتّى في شهر الصّوم لا تزال هذه الظاهرة الخبيثة مستشرية شائعة ، فالله المستعان









رد مع اقتباس
قديم 2017-06-11, 13:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طاعة زوجي ..
عضو متألق
 
الصورة الرمزية طاعة زوجي ..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[SIZE="5"][FONT="Arial Black"]السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع ذو شجون. بكيت وأنا أقرأ وصفك للأم التي فجعت في فلذة كبدها. هي ظاهرة تفشت وانتشرت. وكما ذكرت لم نعد ندري أهم من صنف البشر أم خليط بين الحيوانية والشيطانية والعياذ بالله.
في زمننا كانوا أمهاتنا وجداتنا يوصوننا ويحذروننا فقط من السيارات المسرعة. أما الآن فحدث ولا حرج. ابني يوسف لم يذهب إلى المدرسة بمفرده إلا وهو في الصف الثالث. رغم أن المدرسة لا تبعد إلا خمس دقائق أو أقل.

نسأل الله العفو والعافية وأن لا يفجعنا في احبتنا وأن يجنبنا الظلم والظالمين. إنه ولي ذلك والقادر عليه

بارك الله فيك وفي قلمك.موضوع قيم فكرة وأسلوبا
رمضان كريم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال [ ONT]










رد مع اقتباس
قديم 2017-06-11, 15:34   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
kacimo.samy
مراقب منتديات التوظيف، أجهزة الإستقبال و الترفيه
 
الصورة الرمزية kacimo.samy
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع

لكن الحقيقة تقال توجد بعض العائلات غير مهتمة بأولادهم
تنجب و ترمي في شارع ؟؟ شارع يربيهه؟؟
حتى انهم لا يحرصون عليه
وفي اخير ؟ يسرق او يضيع يحملون الدولة و شعب ..حتى انتم طرف منها
ولد اخي يُأخذ للمدرسة و يُعاد يوميا حتى خروج لشارع لازم بوجود احد الكبار ناهيك اني اسكن بجنب الشرطة و الدرك الوطني

المهم ربي يجيب الخير










رد مع اقتباس
قديم 2017-07-04, 19:04   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم









رد مع اقتباس
قديم 2017-10-13, 15:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

قال أحدهم : إنّها و الله لظاهرة فاجرة عامل الله من باء بإثمها بعدله و هو الحكم العدل
و صبّر الله المسلمين و المسلمات على ما يصيبهم من شديد البلاء و الله المستعان









رد مع اقتباس
قديم 2017-10-21, 22:58   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

والله المستعان

أخي بارك الله فيك وأحسن إليك










آخر تعديل جَمِيلَة 2017-10-21 في 23:27.
رد مع اقتباس
قديم 2017-10-21, 23:26   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
بناتي نور العين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بناتي نور العين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

والله انا خائفة من هاد الزمان كيف سنربي ابناءنا كيف ؟ ياربي اني استودعك ابنتي فاحفظها يارب

اللهم احفظ ابناءنا من كل سوء










رد مع اقتباس
قديم 2017-10-22, 00:08   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
خالد عنابي
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

هي ظاهرة اجتماعية ناجمة عن ترسبات وتراكمات وتستدعي تحليل المختصين









رد مع اقتباس
قديم 2017-10-22, 08:19   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
زيان.
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية زيان.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك و ألهمك حفظ المرسلين وفهم النّبيئين ..
ما عسانا إلا قول نسأل الله العفو والعافية وهو المستعان في كل أمر
ونسأل الله أن يردنا إلى الحق ردا جميلا ، فمعاصينا بلغت عنان السماء وما ندري أعقاب يعترينا عن معاصينا
أم غير ذلك .. لاحول ولا قوة الا بالله









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-10, 08:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الرحمن، جزاك الله خيرا على المرور









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-10, 09:25   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أولا بارك الله فيكم أخي أبو عاصم على الموضوع المهم ... وبعد :
سأتناول هذه الظاهرة من وجهتين هما :
الأولى : الأسرة : التي هي أساس التربية ومنطلق التكوين للأبناء
فعندما يكون إهتمام الوالدين بفلاذات أكبادهم على قدر عال ومتابعة دقيقة لكل شاردة و واردة تخصهم تكون هذه الإنطلاقة وهذا البناء ذا ثمار غالية وقطوف دانية ، خاصة ما تعلق بالأخلاق والآداب والمعاملات وغيرها مما له صلة بالتربية السوية التامة على أسس الدين والأعراف ... فقلّة الإهتمام بالأبناء تربية وتأديبا تؤدي بالضرورة إلى هذه الظواهر ومن السبيلين أي سواء كان المعني خاطفا أو مخطوفا ... فالمخطوف نظرا لعدم إهتمام الأباء ومتابعتهم وتركه هكذا على عواهنه، ليكون ما يكون يفعل ما يفعل دون حسيب ولا رقيب على حركاته وسكناته، فيصبح فريسة سهلة لكل منحرف وكل خاطف وكل طماع آثم وكذا الوقوع في شتى الإنحرافات وغيرها... أليس هذا سبب مباشر لذلك؟
ثم في الجانب الآخر لهذه الطفرة في الأسرة وهو ترك هذا الطفل معرضا لكل الآفات والإنحرافات يجعله بجدارة "مشروع خاطف مستقبلي " بإمتياز وهكذا تتكرر الدائرة وتُكسر الجرّة كلّ مرّة ... أليس هذا سبب مباشر في ذلك؟
الثانية : المدرسة : والمناهج التعليمية البعيدة كل البعد عن الوازع الديني والأخلاق القويمة، وكذا التنشئة على أعراف وتقاليد تكون مستمدة من واقع المجتمع وعمقه لا تلك المُجتلبة والمستوردة من هنا أو هناك ، وفي هذه العالم أصبح قرية صغيرة حقا وفي هذه النقطة الحديث ذو شجون ولا يتسع المجال للحديث وبالمناسبة
لي لموضوع على صلة بما ورد هنا على الرابط التالي :
هَل أَصْبَحَت التَرْبِيَة عِبئًا عَلى الآبَاء؟؟؟










آخر تعديل طاهر القلب 2018-09-10 في 09:56.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc