موضوع مميز ミ★ミ .ܨܓܨ๘彡 فوائد رجال الإصلاح (متجدد) ミ★ミ .ܨܓܨ๘彡 - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ミ★ミ .ܨܓܨ๘彡 فوائد رجال الإصلاح (متجدد) ミ★ミ .ܨܓܨ๘彡

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-27, 15:54   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي








الهدى والرُّشد أساس صلاح العبد





  • حسن أيت علجت




لقَدْ خَلَقَ اللهُ تعالى الإنْسَانَ في أحْسَنِ تَقْوِيم، وحَبَاهُ بالتَّشْرِيفِ والتَّكْرِيم، كما قال سبحانه: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم[التين:4]، وقال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا[الإسراء:70].
ومِنْ تَمامِ تَكْرِيمِ اللهِ عزوجل للنَّوْعِ الإنْسَانِيِّ أنْ أرْسَلَ إلَيْهِمُ الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ، وأنْزَل مَعَهُم الكتابَ بالحقِّ المُبِينِ، كما قالَ تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ الله النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى الله الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَالله يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم[البقرة:213]، وختمَهُم بِنَبِيِّه المصطفى، ورسُولِه المُجْتَبَى: محمَّدِ بْنِ عبد الله الهاشمي القُرَشِيِّ المكِّيِّ ثمَّ المدَنيِّ ﷺ، الَّذي أرْسَلَه بالهُدَى وهو: العِلْمُ النَّافِعُ، ودِينِ الحَقِّ وهو: العمَلُ الصَّالح(1)؛ كما قال سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِالله شَهِيدًا[الفتح:28].
ثُمَّ إنَّ اللهَ تعالى أوْدَعَ في هذا الإنْسَانِ قُوَّتَيْنِ: قوَّةً عِلْمِيَّةً، وقُوَّةً عمَلِيَّةً(2)؛ فالقُوَّةُ العِلْمِيَّةُ: هي قوَّةُ العِلْمِ والإدْرَاكِ والتَّمْييز؛ والقُوَّةُ العَمَلِيَّة: هي قوَّةُ العَمَلِ والإِرَادَةِ؛ وهاتان القُوَّتَانِ مِنَ الأمُورِ الَّتي تُدْرَكُ بالحِسِّ، ويجَدِهُمُاَ كُلُّ أحَدٍ في نَفْسِهِ ضَرُورَةً.
وكَماَلُ الإنْسَانِ، وصَلاَحُهُ، يَكونُ باسْتِعْمَالِ هاتَيْنِ القوَّتَيْن فِيمَا يَنْفَعُهُ: فيسْتَعْمِلُ قوَّةَ العِلْمِ والإدْرَاكِ في مَعْرِفَةِ الحَقِّ؛ وقوَّةَ العَمَلِ والإرَادَةِ في اتِّباعِهِ، والعَمَلِ به، وإيثَارِهِ على الباطل؛ فإذا فسَدَتْ إحْدَى القوَّتَيْنِ أوْ كِلْتَاهمُاَ، كان فسادُه بحَسَبِ ذلك؛ فَفَسَادُ القُوَّةِ العِلْمِيَّة يَنْجُمُ عَنْهُ: عَدَمُ مَعْرِفَةِ الحقِّ وإدْرَاكِه، أوْ عَدَمُ التَّمْييزِ بيْنَه وبيْنَ الباطِلِ؛ وفسادُ القُوَّةِ العمليَّةِ ينْجُمُ عنْهُ: الإعْرَاضُ عَنِ الحقِّ، وتَرْكُ اتِّبَاعِهِ والعَمَلِ به(3).
وسَبَقَ بيانُ أنَّ الرسولَ ﷺ أرْسَلَهُ الله عزوجل بالعِلْمِ النَّافع الَّذي تكْمُلُ بِهِ قوَّةُ الإنسانِ العِلْمِيَّةُ، والعَمَلِ الصَّالِح الَّذي تَكْمُلُ به قوَّةُ الإنسانِ العمليَّةُ؛ وعَلَيْهِ، فإنَّ كمالَ الإنسان يَكُونُ بمعْرِفَةِ ما جاءَ بِهِ الرسولُ ﷺ واتِّبَاعِه.
وقد وصَفَ اللهُ جلَّ وعَلاَ طائِفَةً من أنْبِيَائِهِ ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ بكَماَلِ قُوَّتَيْهِمْ العِلْمِيَّةِ والعَمَليَّةِ، فقال: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَار[ص:45].
«فالأيْدِي: القوَّةُ في أمْرِ الله، والأبْصَارُ: البصائِرُ في دِينِ اللهِ عزوجل؛ فبالبَصَائِرِ: يُدْرَكُ الحقُّ ويُعْرَفُ؛ وبالقُوَّةِ: يُتَمَكَّنُ مِنْ تَبْليغِهِ، وتَنْفِيذِهِ، والدَّعْوَةِ إليه»(4).
هذا؛ وقدْ جاءَ في كِتَابِ اللهِ عزوجل وسُنَّةِ نبيِّهِ ﷺ التَّعبيرُ عَنْ مَعْرِفَةِ الحَقِّ بلفْظِ: «الهُدَى»، وعن العَمَلِ به واتِّبَاعِهِ بلفظ: «الرُّشْد»؛ وكذلك جاء فيهما ذِكْرُ ضِدِّ هَذَيْنِ الأمْرَيْن وهما: «الضَّلاَلُ» وهو: عَدَمُ معرفة الحقِّ، و«الغيُّ» وهو عَدَمُ اتِّباعِ الحقِّ والعَمَلِ به(5).
والهُدَى والرُّشْدُ يَشْتَرِكَان في معنًى، ويفْتَرِقَانِ في معنًى آخر؛ فبينهما عُمُومٌ وخُصُوصٌ من وجْهٍ؛ وكلاهما مَعْنَاهُ: الاسْتِقَامَةُ على الحقِّ؛ والهُدَى يَكُونُ بالعِلْمِ بِهِ، والرُّشْدُ بالعَمَلِ بِهِ.
وكذلك الضَّلاَلُ والغيُّ يَشْتَرِكَانِ في مَعْنَى الانْحِرَافِ عَنِ الحَقِّ، والضَّلالُ يختصُّ بِعَدَمِ العِلْمِ به، فهو يَعُودُ إلى فَسَادٍ في الفَهْمِ؛ والغيُّ بِعَدَمِ العَمَلِ به، فهو يعودُ إلى فسادٍ في القَصْدِ.
وإذا أمْعَنَّا النَّظَرَ في كِتَابِ اللهِ عزوجل، وَجَدْنَا أنَّ اللهَ عزوجل كثيرًا ما يُقَابِلُ بَيْنَ الهُدَى والضَّلاَلِ، وبَيْنَ الرُّشْدِ والغَيّ، وذلك في مِثلِ قوْلِه عزوجل: ﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِين[البقرة:16]، وقوْلِهِ عزوجل: ﴿فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء[الأنعام:125]، وقوْلِه: ﴿مَن يَهْدِ الله فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون[الأعراف:178]؛ وفي مثل ِقوْلِه تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ[البقرة:256]، وقوْلِه: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِين[الأعراف:146].
كما أنَّ اللهَ عزوجل نَزَّهَ نبيَّهُ ﷺ عن الضَّلالِ والغَيِّ، فقال: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى[النجم:4].
هذا في الكتَابِ؛ أمَّا في السُّنَّةِ فَقَدْ وَصَفَ النَّبيُّ ﷺ خُلَفَاءَهُ رضي الله عنهم بالهُدَى والرُّشْدِ اللَّذَيْنِ يسْتَلْزِمَانِ معْرِفَةَ الحقِّ، والعمَلَ به، فَعن الْعِرْبَاضِ بن سارية رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ المَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ»(6).
فتَبيَّنَ حينَئِذٍ أنَّ الضَّلالَ: فَسَادٌ في قُوَّةِ الإنْسَانِ العِلْمِيَّةِ، والغيَّ: فسادٌ في قُوَّتِه العَمَلِيَّةِ؛ وبهَذَا وذَاكَ يكونُ فسادُ دينِهِ؛ لهذا كان أصْلُهُما من الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، فقد قال تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين* وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيم* وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُون[يس:62]، وقال أيضًا مُخَاطِبًا إبْليسَ: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِين[الحِجر:42].
كما أنَّ فَسَادَ إحْدَى هاتَيْن القُوَّتَيْنِ في الإنْسَانِ، هو خروجٌ عن الصِّراطِ المستقيمِ الَّذي هو صراطُ المْـُنْعَمِ عَلَيْهِم، والمُغَايِرِ لصراطِ الضَّالِّينَ وهُمُ النَّصَارَى، الَّذين قال الله عزوجل فيهم: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيل[المائدة:77]، وصراطِ المغضوبِ عَلَيْهِم وهُمُ اليهودُ الغَاوون، الَّذين قال الله عزوجل فيهم: ﴿وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً[الأعراف:146]، ومِصْدَاقُ ذلك في حَدِيثِ عديِّ ابنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ رضي الله عنه مرفوعًا: «اليَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ»(7)، فمَنْ ضَلَّ عَنِ الحقِّ: فَفِيه شَبَهٌ مِنَ النَّصارَى، ومَنْ عَرَفَ الحقَّ ولَمْ يتَّبِعْهُ: فَفِيه شَبَهٌ مِنَ اليهود.


إذا تقرَّرَ هذا، فإنَّ سَبَبَ الضَّلالِ والغَيِّ أمران:
أوَّلُهُما: ما خُلِقَ عليه الإنْسَانُ من الجَهْلِ والظُّلْمِ، إذْ قال اللهُ عزوجل: ﴿وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً[الأحزاب:72]، فالجَهْلُ مانِعٌ له مِنْ مَعْرِفَةِ الحَقِّ، والظُّلْمُ مانِعٌ له مِنِ اتِّبَاعِهِ؛ لهذا قال الله عزوجل عَنْ فِرْعَوْنَ وقوْمِهِ: ﴿فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين* وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِين[النمل:14].


مِنْ أجْلِ ذلك أنْزَلَ اللهُ عزوجل مَعَ رُسُلِهِ ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ الكُتُبَ الَّتِي فيها العِلْمُ دَوَاءً لِلْجَهْلِ، والميزَانَ الذي فِيهِ العَدْلُ دَوَاءً للظُّلْمِ، فقال سبحانه: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ[الحديد:25]، وقال: ﴿الله الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ[الشورى:17]؛ فالعَمَلُ بالشَّريعَةِ كَفِيلٌ بِعِلاَجِ هَذَيْنِ الدَّاءَيْنِ.
الأمْرُ الثاني: تعرُّضُ الإنْسَانِ لفِتْنَتَيْنِ عظيمتَيْنِ، هما مَدْخَلُ الشَّيْطان لإفْسَادِ قُلُوبِ بني آدم(8):
فالضَّلالُ: سبَبُه فِتْنَةُ الشُّبُهات، وهي: البِدَعُ والأهْواءُ؛ لهذا قال النَّبيُّ ﷺ في حديث العرباض المذْكُورِ آنِفًا: «وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» أي: مُوقِعَةٌ لمُقْتَرِفِها في الضَّلاَلِ.
والبِدْعَةُ مَقْرونَةٌ بالهَوَى، لأَجْلِ كَوْنِ اتِّبَاعِ الهَوَى مُضِلاًّ لِصَاحِبِهِ أيْضًا، فَقَدْ وَصَمَ اللهُ عزوجل بالضَّلالِ مَنِ اتَّبعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ فقال: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ[الأنعام:119]، وقُرِئَ: ﴿لَّيُضِلُّونَ بالفَتْحِ؛ وقال عزوجل: ﴿بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ الله[الروم:29]، وقال: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله[ص:26].
واسْتِنَادًا إلى هذه الآيات وأمْثَالهِاَ قالَ شيخُ الإسلام ابْنُ تيميَّةَ كَمَا في «المجموع» (28 /133): «وَلِهَذَا كَانَ مَنْ خَرَجَ عَنْ مُوجِبِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالْعُبَّادِ، يُجْعَلُ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ؛ كَمَا كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَهُمْ أَهْلَ الأَهْوَاءِ، وَذَلِكَ أنَّ كُلَّ مَنْ لَمْ يَتَّبِعِ الْعِلْمَ، فَقَدْ اتَّبَعَ هَوَاهُ؛ وَالْعِلْمُ بِالدِّينِ لا يَكُونُ إلاَّ بِهُدَى اللهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ رَسُولَهُ».
ومِنْ هُنَا نَفْهَمُ لماذَا جَعَلَ اللهُ عزوجل اتِّبَاعَ الهَوَى، بإزَاءِ الاسْتِجَابة للرَّسُولِ ﷺ ومَا جَاءَ بِهِ مِنَ العِلْمِ والهُدَى، فقالَ عزوجل: ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ الله[القصص:50]، وقال أيضًا: ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى[النجم:23].
أمَّا الغيُّ: فسبَبُهُ فتنةُ الشَّهَوَاتِ وهي: المعَاصِي وفِسْقُ الأعْمَالِ، لهذا قالَ اللهُ تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[مريم:59]، وقال أيضًا: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين* وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ[الأعراف:176]؛ وهذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ عزوجل لِمَنْ آتَاهُ اللهُ عِلْمًا، ولكنَّه يَعْمَلُ بِخِلافِه، فهو يَعْرِفُ الحَقَّ ولكن يصُدُّهُ عن العمَلِ بِهِ اتِّباعُهُ لِهَوَاهُ وشَهَوَاتِه.
ومِنْ ذلك أيضًا أنَّ الخَمْرَ ـ وهي من كبائر الذُّنوب ـ مُوجِبَةٌ للغَيِّ؛ ففي «الصَّحِيحَيْنِ» عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أنَّ النَّبِيَّ أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ؛ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَأَخَذَ اللَّبَنَ؛ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ؛ لَوْ أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ».
من أجْلِ ذلك كُلِّهِ حَذَّر النبيُّ ﷺ أُمَّتَه مِنْ هاتَيْنِ الفِتْنَتَيْن العَظِيمَتَيْنِ، فعن أبي بَرزَةَ الأسْلَمِي رضي الله عنه مرفوعًا: «إنَّمَا أخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الغَيِّ في بُطُونِكُمْ وفُرُوجِكُمْ، ومُضِلَّات الهَوَى»(9).
وقد جمَعَ َالله عزوجل بَيْنَ هاتَيْنِ الفِتْنَتَيْنِ في قوله: ﴿كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ[التوبة:69]؛ فقوله عزوجل: ﴿فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ أي: تمتَّعُوا بنصِيبِهِمْ مِنَ الدُّنيا وشَهَواتِها ـ والخَلاَقُ هو: النَّصِيبُ المُقَدَّرُ ـ وهذه هي فِتْنَةُ الشَّهَوَاتِ؛ ثمَّ قال عزوجل: ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ[التوبة:69] فهذا الخوْضُ بالباطل هو: فتنة الشُّبُهَات(10).
أمَّا درْءُ هاتَيْنِ الفتْنَتَيْن ودَفْعُهُما فيكون بأمْرَيْن اثنَيْنِ وهما: الصَّبْرُ واليَقِينُ؛ فباليَقِينِ الَّذي هو ثَمرَةُ العِلْمِ النَّافع: تُدْفَعُ فتْنَةُ الشُّبُهات؛ وبالصَّبْرِ: تُدْفَعُ فِتْنَةُ الشَّهَوَات؛ لهذا قال اللهُ عزوجل في وصْفِ عِبَادِهِ المؤمنين الصَّالحين: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر[العصر:3]، فتوَاصَوْا بالحَقِّ الَّذي يَدْفَعُ الشُّبُهَاتِ، والصَّبْرِ الَّذي يَكُفُّ عَنِ الشَّهَواتِ؛ كما جَعَلَ سبحانه الإمَامَةَ في الدِّينِ مَنُوطَةً بِهَذَيْن الأَمْرَيْنِ فقال: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون[السجدة:24]، وأمَرَ الله عزوجل نبيَّهُ ﷺ بهاتيْن الخَصْلَتَيْنِ العظيمَتَيْنِ فقال: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُون[الروم:60](11).
وآخِرُ دَعْوَانا أنِ الحمْدُ للهِ ربِّ العالمَين.

(1) كما قال الإمام ابن كثير في «تفسيره» (4 /1748، ط: دار الفكر).

(2) انظر: «فتاوى ابن تيمية» (9 /136)، «الفوائد» لابن قيم الجوزية (ص29، ط: دار النفائس).

(3) انظر: «إغاثة اللَّهفان من مصايد الشَّيطان» لابن القيم (1 /24 ـ 25، ط: دار الفكر).

(4) قاله الإمام ابن القيِّم في «الوابل الصَّيِّب» (ص136، ط: دار الفوائد).

(5) انظر: «فتاوى ابن تيمية» (10 /40 و568)، «إغاثة اللَّهفان» لابن القيِّم (1 /15).

(6) صحيح: رواه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه، انظر: «الصَّحيحة» (937 و2735).

(7) صحيح: رواه أحمد والتِّرمذي وابن حِبَّان، انظر: «الصَّحيحة» (3263).

(8) انظر: «فتاوى ابن تيمية» (28 /143)، «مفتاح دار السَّعادة» لابن القيِّم (1 /40 ـ ط: دار الفكر).

(9) صحيح: رواه أحمد وغيره، انظر: «صحيح التَّرغيب» (52).

(10) انظر: «اقتضاء الصِّراط المستقيم» لشيخ الإسلام ابن تيمية (1 /117 ـ 121، ط: العقل).

(11) انظر: «إغاثة اللَّهفان» لابن القيِّم (2 /167).



* منقول من مجلة الإصلاح «العدد 7»











 


رد مع اقتباس
قديم 2015-12-28, 22:43   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ الحمد لله عظيم الشان ...
رزقنا منبرا لنشر الخير واصلاح بني الإنسان.
☆ فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله
إنَّ المتَتَبِّعَ للمواضع التي ذُكِر فيها الإصلاحُ في القرآن يظهر له بوضوح ـ لا يدع مجالاً للشكِّ ـ أنَّ هذه الكلمة وما يتفرَّع منها من ألفاظ واشتقاقات، وما يُستوحى منها من معانٍ ومدلولات، قد تبوّأت مكانًا عليًّا في هذا الكتاب، إذْ عُدَّتْ من جملة أخلاقه وفضائله التي دعا إليها وحثَّ على التزامها والتَّحلِّي بها، ويكفي للدِّلالة على أهميَّتها وبروزها أنْ ذُكِرت أكثرَ من مائةٍ وسبعين مرَّة بأساليبَ متنوِّعةٍ وسياقاتٍ مختلفةٍومدلولات تَخْلُصُ إلى أنَّ كلَّ ما يؤدِّي إلى الكفِّ عن المعاصي ومجانبة الفساد، أو إلى فعلِ الطَّاعات واتِّباع الرَّشاد فهو إصلاح.
فالإصلاح ـ ومنه الصَّلاح ـ كما يقولُ أهل اللُّغة والبيانِ : نقيضُ الإفساد، وهما مختصَّان في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقُوبِلَ في القرآن تارةً بالفساد، وتارةً بالسَّيِّئَةِ.
فمِنَ الأوَّلِ قولُه تعالى: ﴿وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾[الأعراف:56]، ومِنَ الثَّاني قوله تعالى: ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا﴾[التوبة:102].
وممَّا يُشَرِّفُ الإصلاحَ ويجعله آيةَ الصَّلاح ودليلَ الفلاحِ أنَّ اللهَ تولاَّه بنفسه استحقاقًا وفضلاً، ونسبَه إلى نفسِه الكريمةِ صفةً وفعلاً، وحملَ عليه هذا الإنسانَ حثًّا وترغيبًا ليكون لرسالته أهلاً، فكان إصلاحُه له تارةً بخَلْقِه إيَّاهُ صالحًا، وتارةً بإزالةِ ما فيهِ منْ فسادٍ بعد وُجودِه، وتارةً بالحكم له بالصَّلاح كما قال تعالى :﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾[محمد:2]، ﴿وَأَصْلِحْ لِي ذُرِّيَّتِي﴾[الأحقاف:15]، ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾[الأحزاب:71]، ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾[يونس:81].
[الإصلاح في القرآن -مفهومُه وميادينه ومسالكُه- (راية الإصلاح)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-31, 21:33   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ فَوَائِد بَهِيَّة يَجتَنِيهَا دَارِسُ سِيرَة خير البَرِيَّة (1)
☆ الشيخ توفيق عمروني حفظه الله
1- تحقِّقُ له معرفةَ نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - معرفةً تفصيليَّةً، فيعرف مولدَه ونسبَه وأسماءَه ونشأته ووفاته، وسيقف على أحوالِه وأوصافِه وشمائلِه وخصائصه ودلائل نبوتِه ومعجزاتِه وسياستِه وتدبيرِه وجميعِ غزواتِه وسراياه؛ ولابدَّ أن تورِّثَ هذه المعرفة في النُّفوس حبَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإجلالَه وتوقيرَه وتعظيمَه، ثمَّ إنَّ هذه المحبَّة ستدفعُ بالعبد إلى متابعته في هديه والاقتداء به في سيرته؛ وهذه المحبة وهذا الاقتداء والمتابعة هو أجلُّ ما يجتنى من دراسة سيرة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -؛ لأنَّ فيه تحقيقَ الإيمان الذي يوجبُ تقديمَ حبِّ الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على جميع المحبوبات، وتحقيقَ مقصودِ الرسالة النَّبوية بالاقتداء والاتساء به - صلَّى الله عليه وسلَّم -، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ﴾ [الأحزاب: 21]، وبذلك يسعَدُ العبد في الدنيا والآخرة، قال ابن القيِّم في «زاد المعاد» (1/69): «وإذا كانت سعادةُ العبدِ في الدَّارين مُعلَّقةً بهدْي النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -، فيجِب على كلِّ من نَصح نفسَهُ، وأحبَّ نجاتَها وسعادتَها، أن يعرفَ من هَديِه وسِيرتِه وشأنِه مَا يَخْرُجُ به عن الجاهلين بهِ، ويدخلُ به في عِداد أتباعِه وشِيعته وحِزبه، والنَّاس في هذا بين مُستقِلٍّ، ومُستكثِرٍ، ومحرومٍ، والفضلُ بيد الله يُؤتيه من يشاء، والله ذو الفَضل العَظيم».
ــــــــــــــــــــــــــــ
[أهمية دراسة السيرة النبوية (راية الإصلاح)]










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-31, 21:38   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ فَوَائِد بَهِيَّة يَجتَنِيهَا دَارِسُ سِيرَة خير البَرِيَّة (2)
☆ الشيخ توفيق عمروني حفظه الله
2- تزيد في قوَّة الإيمان واليقين والثَّبات على الدِّين، فإذا طالع المرء ما قاساه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في دعوته لقومه وما عانى من عنادهم واستهتارهم وتسفيههم له ومحاولة التخلص منه وإخماد دعوته بجميع ما تمكنوا منه من وسائل، وما أصاب الصَّحابة الأوائل الذين اتبعوه في ساعة العسرة من شدَّة المناوءة والمعارضة، ومن التعذيب والاضطهاد وأصناف الأذى والظلم، وأنواع الشَّتم والسِّباب من القريب والبعيد، ثمَّ لم يزدهم هذا كلُّه إلَّا تمسُّكا بدينهم وثباتا على عقيدتهم، سيجد بذلك المطالع لأحداث السيرة قوة إيمان، وزيادة يقين من أنَّ الإسلام حقٌّ، وأنَّ رسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - حقٌّ، وأنَّ الصحابة - رضي الله عنهم - هم أشرف هذه الأمَّة.
قال ابن حزم في كتابه «الفِصل في الملل والنحل» (2/ 73): «فإنَّ سيرةَ محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمن تدَبَّرها تقتَضي تَصدِيقَه ضَرورةً؛ وتَشهَدُ له بأنَّه رسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حقًّا؛ فلَو لم تكنْ لَه مُعجزةٌ غيرَ سيرتِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لكَفَى».
ــــــــــــــــــــــــــــ
[أهمية دراسة السيرة النبوية (راية الإصلاح)]










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 19:18   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ واسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ (1)
☆ سماحة الوالد العلامة محمد علي فركوس حفظه الله
ولا يخفى ما في حفظِ القرآن الكريم مِنْ أهمِّيَّةٍ بالغةٍ لطالبِ العلم وللمتفقِّه؛ فالقرآنُ مصدرُ الأدلَّة يستظهرها الفقيهُ -عند الحاجة- في أحكامه وفتاويه، فمَنْ قَدَرَ على حفظه فهو مِنْ أجلِّ الطاعات والقُرُبات -كما تقدَّم-.
ومِنَ العوامل المساعدة على تثبيت الحفظ وعدم ذهاب العلم ما يلي:
❁1- شكرُ الله تعالى على نعمة الحفظ، واستعمالُ هذه النعمة في إتمام الحكمة التي شُرِعَتْ مِن أجلها في طاعة الله تعالى، ليكون القرآنُ حجَّةً له لا عليه. قال الله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: ٧].
ــــــــــــــــــــــــــــ
[في العوامل المساعدة على تثبيت القرآن وعدم نسيانه]










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 22:50   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
زهرة أمل
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية زهرة أمل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزى الله مشايخ السنة بالجزائر
وبورك فيكم على الفوائد الطيبة










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-10, 08:55   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزائر سنِّيَّة لا شـيعيَّة
للشيخ توفيق عمروني الجزائري -حفظه الله-
لقد ساءنا ـ كمَا ساء كلَّ جزائريٍّ ـ ما نطق به المدعو (صادق سلايمية) على إحدى القنوات الموجَّهة للجزائريِّين من طعنٍ وسبٍّ لأصحَاب رسُول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصَّة أمّ المؤمنين عائشة، وكاتب الوحي معاوية بن أبي سُفيان رضي الله عنه وقال في حقِّه كلمةً لم يطاوعني القلمُ على كتابتها، وإنَّ هذا المتنكِّر لعَقيدة أمَّته السُّنيَّة الصَّافية، قَد غدا عدوًّا يريد أن يشكِّكَ الأمَّةَ في مسلَّمات دينها ويشوِّهَ رموزَها ومقَدَّسَاتها، ويُعلنُ ضَلالاته بكلِّ وقاحَة، وصَلافَة وجه عَبْر وسائل الإعلام المختلفَة.

إنَّ معاويةَ كغَيره منَ الصَّحابة رضي الله عنه لا يحلُّ لأحدٍ أن يتكَّلم فيهم بمَا لا يليق؛ لأنَّ درجَةَ مَن صَحِبَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أفضَلُ ممَّن لم يصْحَبْه مُطلقًا؛ فلا يُساوَى أبدًا بينَ الصَّحابي وغيره، فكيفَ بتفضيله عليه! ولهذا تركها كلمةً باقيةً سيِّدُ المسلمين في زمانه عبدُ الله بن المبارك رحمه الله لمَّا سُئل: معَاوِيَةُ خَيْرٌ أَو عُمَرُ بنُ عَبدِ العزيزِ؟ فقَال: «تُرَابٌ دَخَلَ في أَنْفِ مُعَاويَةَ رضي الله عنه مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرٌ أو أفضَلُ مِن عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ». [الشريعة (5591)].

إنَّ شرارات التَّشيُّع الَّتي تتطاير مرَّةً بعد مرَّةٍ في وسائل الإعلام المختلفة، يُراد من ورائها تعويد إسماعِنا بوجودهم إرهاصًا لخروجهم إلى العَلَن، ونحنُ نُبشِّرهُم أنَّ مساعيهم خائبةٌ بإذن الله؛ لأنَّ هذه الأرض طيِّبةٌ زُرعَت فيها شجرةُ السُّنَّة مِن أوَّل يوم، فلا يُمكنُ أن يخرُجَ فيها نبتُ الشِّيعَة أبدًا، ولهذا لمَّا حاولَ أسلافُهم منَ العُبَيْديِّين الفاطميِّين قبلَ حوالي عشرة قرون خلَت أن يغرسُوا هذا المذهب الرَّديَّ في هذا الوطن العزيز بقوة الحديد والنَّار، استعصى عليهم الأمر ولم يُفلحوا رغم تقتيلهم وتعذيبهم لكلِّ مَن رفَض التَّشيُّع وسَبَّ الأصحَاب رضي الله عنهم، وانتهت أيَّامُهم وأخرجَهُم أجدادُنا من هذه الدِّيار مدحورين تحت قيادة المعز ابن باديس رحمه الله سنة (435هـ)، فطُهِّرت منهم البلاد، واستَراح منهم العباد، ولم يعد يُسمَع بوجود الشيعة في ربوع هذا الوطن من ذلك الزَّمن الغابر؛ إلى هذه الأيَّام الَّتي أطلَّ فيها هذا المتشيِّعُ المتزلِّفُ وأمثالُه محاولةً منهم لرفع عقيرتهم والجهر بنحلتهم الزَّائغة طمعًا في إيجاد مكانٍ لهم تحتَ سماء الجزائر.

ولنا أن نقولَ لهم: إنَّ جزائرَنَا أرضٌ سُنيَّةٌ لا مكانَ للشيعَة فيها، قَد سُقيت بدماء رجال أشاوس حرَّروها من براثن المستَعمر الغاشم الذي لم يستطع مسخ هويتها، فلا إخال أنَّ شُرفاءَ الجزائر اليومَ تسمحُ نفُوسُهم الأبيَّة أن يُسَبَّ فوق أرضِهم صحابةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الشَّريفَ كريمٌ يَرعَى حُرمَة سَلفِه وآبائه، وأسيادَ أمَّته، ولا يتنكَّر لجميلهم وفضلِهم أبدًا؛ لذا نلتَمسُ ممَّن بيدهم الأمرُ أن يتفطَّنوا لإصدار مرسُوم يُجرِّمُ مَن يتعرَّض لأحدٍ منَ الصَّحابَة رضي الله عنهم بالسُّوء، صونًا لوحدتنا وأمننا، وحفظًا لمرجعيَّتنَا وعقيدتِنا، وردعًا لهؤلاء اللُّؤمَاء التُّعسَاء، الَّذين ما حلُّوا ببلد إلا ولحقَت بأهله النَّكبات وثارت فيهم النَّعرات، وما أمر العراق وسُوريا ولُبنان واليَمن عنَّا ببعيد؛ فاللَّهمَّ سلِّم. اهـ.

ــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمة الشهريةمجلة راية الإصلاح الجزائرية










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-17, 23:24   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ ...
☆ فضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله
وعلى هذا، فمن أراد سعادةَ العيْش وراحةَ البال فليجعلْ نُصبَ عينيه إرضاءَ ربِّه وإخلاصَ الدِّين له، ولْيَضْرِبْ برضا النَّاس وسخطِهم عُرضَ الحائط؛ فإنَّهم لن ينفعوه ولن يضرُّوه مثقالَ ذرَّةٍ، ومن آثر ربَّه ورضاه كفاه خلقَه وصرف عنه سخطَهم، وعاد ذامُّه مادحًا والسَّاخطُ عليه راضيًا.
قال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (3/ 233): «المؤمنُ لا تكون فكرتُهُ وقصدُه إلا رضا ربِّه واجْتنابَ سخطِه، والعاقبةُ له، ولا حوْلَ ولا قوَّةَ إلاَّ بالله».
وهذا ـ وايْمُ الله ـ من أعزِّ الأشياء وجودًا ـ وبخاصَّةٍ في باب العلم والدَّعوة ـ وأصعبِها نيْلاً وأقلِّها تحقيقًا، فقد يعمل الإنسان أو يتكلَّم أو يسكت إرضاءً لبعض النَّاس، وموافقةً لهم وتزلُّفًا إليهم وطلبًا لتزكيتهم، وحذرًا من أن يسقط من أعيُنِهم واجتنابًا لذمِّهم وطَعنِهم، حتَّى ولو كان يَعتَقِدُ خطأَهم وجوْرَهم عن قصْدِ السَّبيل ونأيَهم عن الحجَّةِ والدَّليل، فيكون مرادُه حينئذٍ حفظَ جاهِه ومنزلتِه لا تعظيمَ ربِّه وإعلاءَ كلمته والذَّبَّ عن دينه.
قال ابنُ تيمية في «منهاج السُّنَّة» (5/ 254 ـ 255): «فإنَّ الإنسانَ عليه أوَّلاً أن يكونَ أمرُه لله، وقصدُه طاعةَ الله فيما أمرَهُ به... فإن فعل ذلك لطلَبِ الرِّياسةِ لنفسِه ولطائفتِه، وتنقيصِ غيرِه كان ذلك حميَّةً لا يقبلُه الله، وكذلِك إذا فعل ذلك لطلَبِ السُّمعةِ والرِّياءِ كان عملُه حابِطًا... وهكذا يصيبُ أصحابُ المقالاتِ المختلفةِ... لا يقصدون أن تكونَ كلمةُ الله هي العليا، وأن يكونَ الدِّينُ كلُّهُ لله، بل يغضبون على مَنْ خالفهم، وإن كانَ مُجتهِدًا معذُورًا لا يغضَبُ اللهُ عليه، ويرْضَوْنَ عمَّن يوافقُهم، وإنْ كان جاهِلاً سيِّئَ القصدِ، ليس له علْمٌ ولا حُسنُ قصدٍ، فيفضِي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمدْه اللهُ ورسولُه ويذمُّوا من لم يذمَّه اللهُ ورسولُه وتصيرُ موالاتُهم ومعاداتُهم على أهواءِ أنفُسِهم لا على دين الله ورسولِه».


ــــــــــــــــــــــــــــ

[إرضاء الله وإرضاء الخلق (راية الإصلاح)]














رد مع اقتباس
قديم 2016-01-19, 21:42   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ أَهَمِّيَّةُ إِصْلاَحِ النُّفُوسِ
☆ فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله
فلا سبيل لوقف جرائم الغادرين، ولا سلاح يرد كيد المعتدين إلا بمعالجة الأسباب التي أوصلتنا إلى الضعف والانتكاسة، والعمل على إزالتها وتعويضها بالأسباب الجالبة للنصر والتمكين، فإن القضايا العادلة والحقوق المشروعة لا تنال بالهوينا والضعف، ولا تنال بالأقلام والأفلام، والإعلام والأحلام، وإنما تنال بتغيير ما بالنفوس من اعوجاج وانحراف، وإصلاح العقول والقلوب قبل خوض المعارك والخطوب.



ــــــــــــــــــــــــــــ
[فلسطين.. الحقُّ المضاع (راية الإصلاح)]










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-19, 22:06   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا اخي الفاضل و بارك فيك
واصل و صلك الله بفصله ورحمته في الدنيا والآخرة
و حفظ الله جميع مشايخ الاصلاح .










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 22:38   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ وَعَجِبْنَا مِنْ حَالِ امْرِىءٍ لاَ يَرعَوِي إِلاَّ إِذَا مَا زُلزِلَتْ زِلْزَالَهَا (1)
☆ فضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله
قال الشيخ حفظه الله:
وسأذَكِّر إخواني القرَّاء في هذه المقالة بأهمِّ حكم الزِّلزال وفوائده، علَّها تكون موعظةً للمؤمنين وتنبيهًا للغافلين وتحذيرًا للمجرمين، والله الهادي إلى الحقِّ المبين.
فمن ذلك:
1ـ بيانُ عظمةِ الله ـ عز وجل ـ وقدرته وأنَّه على كلِّ شيء قدير وفعَّال لما يريد، ولواسع علمه وكمال قدرته لا يمتنع عليه أمرٌ ولا يعجزه شيءٌ، ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون﴾[يس:82]، ﴿وَمَا كَانَ الله لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾[فاطر:44]، وروى البخاري (4628) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ﴾[الأنعام:65] قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: أَعُوذُ بِوَجْهِكَ، قَالَ ﴿أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾[الأنعام:65] قَالَ: أَعُوذُ بِوَجْهِكَ، ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ﴾[الأنعام:65] قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم «هَذَا أَهْوَنُ أَوْ هَذَا أَيْسَرُ».
وله ـ في خلقه وحكمه وقضائه وبلائه الحكمةُ البالغةُ والحجَّةُ الدَّامغةُ، ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ الله وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون﴾[القصص:68]، وكلُّ ذلك دليلٌ «على أنَّه هو وحده الفعَّالُ لِمَا يريد المدَبِّرُ لخلقه كيف يشاء، وأنَّ كلَّ ما في المملكة الإلهيَّةِ طوْعُ قدرته وتحت مشيئته، وأنَّه ليس شيءٌ يستَقِّل وحده بالفعل إلاَّ الله» (1).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «مفتاح دار السعادة» لابن القيِّم (2/1280).
[الزلزال حكم وفوائد (راية الإصلاح)]










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-07, 22:22   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ نُصْحٌ مُنَافٍ لِلْغُبْنِ وصِدْقٌ مُنَافٍ لِلْغِشِّ
☆ فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله
روى ابن حبَّان (4616) بإسناد صحيح أنَّ جريرًا ـ رضي الله عنه ـ «كان إذا اشترى شيئًا أو باعه يقول لصاحبه: اعلم أنَّ ما أخذنا منك أحبُّ إلينا ممَّا أعطيناكه؛ فاختر».
وروى الطَّبراني في «الكبير» (2/235) في ترجمته أنَّ غلامه اشترى له فرسًا بثلاثمائة درهم، فلمَّا رآه جاء إلى صاحبه فقال: إنَّ فرسك خير من ثلاثمائة، فلم يزل يزيده حتَّى أعطاه سبعمائة درهم أو ثمانمائة».
فهذا هو النُّصح المنافي للغبن، والصِّدق المنافي للغشِّ، فأين هذا من غدر بعض الباعة بزبائنهم، يكتمون عنهم عيوب السِّلع ثمَّ يتحدَّثون بعد ذلك فخرًا وسخريَّة أنَّهم استغفلوهم وغرَّرُوا بهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
[فقه النصيحة عند الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ (راية الإصلاح)]










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-17, 21:56   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ السَّلَفي عاَقِل ولا يَتَهوَّر خُصوصاً عِندَ الفِتَن
☆ فضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله
إنَّ الرَّجل العاقل البطل في نظر الشَّرع الحنيف ليس هو المتهوِّر العنيف الَّذي يستشرف للفتنة ويخوض مع الخائضين، وإنَّما هو الَّذي يوَحِّد ربَّه ويَصْدُقه ويطيعه ويَفي بعهده ويثبُت على دينه، ويجتنب معصيته ويحذر يوم لقائه، ويقهر نفسه وينتصر على هواه، ويتمسَّك بغَرز العلماء الرَّبَّانيِّين - وخاصَّة في أيَّام الفتنة - ليدلُّوه على سبيل النَّجاة وطريق السَّلامة، ولا يتَّبع كلَّ ناعق ولا يميل مع كلِّ ريح، ويبذُل نفسَه وماله نصرةً لدين الله وإعلاءً لكلمته، ويكون عنده سدادُ الرَّأي ورَجاحة العقل وحسن الخلق وشرَف النَّفس، وعنايةٌ بمعالي الأمور وابتعادٌ عن سَفْسَافها، ويكون مفتاحا للخير مغلاقا للشَّرِّ.
قال الله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ [الأحزاب]، وقال: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37)﴾ [النور]، وقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَالمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في طَاعَةِ اللهِ»[9]، وقال: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ»[10]، فالَّذي يملك نفسه وينتصر عليها في حالة الغضب - فضلاً عن حالة الرِّضا - أحقُّ بالشِّدَّة والقوَّة وأهلُها.
أنشد بعضهم[11]:
ليس الشُّجاعُ الَّذي يحمي كَتِيبتَه *** يوم النِّزال ونارُ الحرب تشتعلُ
لكن فتًى غضَّ طَرْفًا أو ثنى بصَرا *** عن الحرامِ فذاكَ الفارسُ البطلُ
فما أحوجَ أمَّتنا إلى أمثال هؤلاء الرِّجال العقلاء، الَّذين هم مناط الإصلاح ومِعْوَل النَّصر، الَّذين يعيدون لها مجدَها المسلوب وعزَّها المفقود، والله المستعان وعليه التُّكلان.
﴿رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8].
وصلِّ اللَّهمَّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمَّد وعلى جميع الآل والأصحاب، وعلى التَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الحساب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[9] حديث صحيح، أخرجه أحمد (23958)، انظر: «الصَّحيحة» للألباني (549).
[10] أخرجه البخاري (6114), ومسلم (2609).
[11] انظر: «كشف المشكل» لابن الجوزي (3/336).
[هل يكون المنتحر بطلا؟ (راية الإصلاح)]










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-04, 07:34   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ هل تعرفون من هو المبارك من الناس؟
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
وإن المبارك من الناس أينما كان هو الذي ينتفع به حيث حل أو ارتحل، ويستفاد منه إذا قال شيئا أو عمل، فهذا الصنف من الناس هم الأكابر من ذوي العلم والفضل، وهم الذين تنفع العبد مجالستهم، وتفيده مساءلتهم، وتهديه متابعتهم، وتحميه مسايرتهم، ويسعد ولا يشقى من اقتدى بهم، وهم الذين جاءت الإشادة والتنويه بفضائلهم وخصائصهم، وثبتت الإشارة والتوجيه بلزوم غرزهم ـ بالرجوع إليهم والصدور عنهم وعدم العدول بهم إلى غيرهم ـ فقد جاء بذلك التوجيه النَّبويُّ كما في رواية ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البركة مع أكابركم»(2)، هم الأكابر حسًّا ومعنى، قدرًا وأثرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (559)، والحاكم في «المستدرك» (1 /62)، وقال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري»، ووافقه الذهبي، وقال الألباني: «وهو كما قالا»، [«الصحيحة» (1778)].
[متَى تقَع الفتنَة! (راية الإصلاح)]










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-06, 21:55   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

■ أصبح كل من هب ودب طالب علم!
☆ فضيلة الشيخ توفيق عمروني حفظه الله
فعلى طالب العلم النَّبيه أن يكون على صلةٍ وثيقةٍ بأهل العلم، لينتَظمَ في سِلكهم ويَلحقَ برَبْعِهم، وليَرفع الجهلَ والجهالةَ عن نفسه، فبالعلم يزولُ الجهلُ عنه، وبقُربه من أهل العلم ترتَفع جهالةُ عينِه وحالِه، فيَشتَهر عندَهُم بالطَّلب وتثبُت عدالتُه واستقامتُه؛ فممَّا كانَ مقرَّرًا عند المحدِّثين قديمًا أنَّهم لا يقبلُون حديثَ الرَّاوي حتَّى تُعلَم عينُه بأن يرويَ عنه على الأقلِّ اثنان من الرُّواة الثِّقات المشهورين، وتَنكشفَ حالُه من حيثُ العدالةُ والتَّجريحُ؛ لهذا كانَ من المستَهجن القَبيح أن ينصِّبَ الرَّجلُ نفسَه معلِّمًا، وهو مجهول النَّسب العلمي، ولا يَعرفُ عنه أهلُ العلم من أهل بلده القريبين منه ـ فضلاً عن غيرهم ـ شيئًا، لا عينَه وصورتَه، ولا حالَه وعدالتَه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[النسب العلمي (راية الإصلاح)]










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلفي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc