العز بن عبدالسلام فهو عند بعض الحزبين والتكفريين مقدس عندهم غاية التقديس ويعتبرونه قدوة ويقتدون به ويقيمون الندوات والمحاضرات من أجله بل ويضيعون الأعمار في الكتابة عن جهوده، بل ويعتبرونه من طراز الإمام مالك والامام أحمد ، وما ذلك إلا لأنه – بزعمهم واجه الحكام- فمن واجه الحكام عندهم فهو الإمام المقدس الذي لا يجوز التكلم عليه ، وذلك لأنه يوافقهم على منهجهم التكفيري.
و عند الصوفية له كرامات كثيرة وصاحب طريقة
اذ كان العز ابن عبدالسلام مفتونا بالرقص والوجد على طريقة الصوفية ، وله مصنفات في تأييد التصوف والرقص والسماع، بل قد لبس الخرقة على طريقة المتصوفة على يد الصوفي الكبير السهروردي.
قال الإمام الذهبي رحمه الله : (( قال قطب الدين : كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر والأشعار. يحضر السماع ويرقص)) . العبر (3/299).
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في ترجمة العز :
(( له كرامات كثيرة ولبس خرقة التصوف من الشهاب السهروردي.
وكان يحضر عند الشيخ أبي الحسن الشاذلي ، ويسمع كلامه في الحقيقة ويعظمه)). [حسن المحاضرة (1/273) دار الكتب العلمية]
وأن ما يذكر من صولته على الحكام والحراج عليهم في الأسواق لا يبعد أن يكون من أساطير وأكاذيب الصوفية ، فهم قد ملأوا كتبهم بالأكاذيب والترهات.
أما عن موقفه تجاه الحكام في عصره فأكثره أولا يحتاج إلى إثبات عنه ،و يستشف من تأليبه للحكام على أهل السنة الحنابلة - رحمهم الله - أن هناك علاقة وطيدة بينه وبين الحكام ،
بل ان العز بن عبد السلام يدعوا السلطان إلى تعزير أهل السنة وتبديعهم فيقول: ((الذي نعتقده في السلطان أنه إذا ظهر له الحق يرجع إليه وانه يعاقب من موّه الباطل عليه وهو أولى الناس بموافقة والده السلطان الملك العادل تغمده الله برحمته ورضوانه فإنه عزر جماعة من أعيان الحنابلة المبتدعة تعزيراً بليغاً رادعاً وبدّع بهم وأهانهم)) الطبقات (8/230)
بتصرف