ماذا لو أنّ النّقابات حصرت مطالبها في ثلاث .. ألن يكون ذلك أجدى ؟!!

[الحـ)حسام(ــقّ]

تمنيت لو أنّ النقابات اكتفت بثلاث مطالب فقط - سأتطرق إليها لاحقا - والتي أعتبرها شخصيا مرضية و كافيه في الوقت الراهن و أحسبها مقنعة لجميع الأساتذة و من شأنها منح ضمان قوي لنجاح الإضراب ..عكس الأرمادة الحالية من المطالب الموضوعة على طاولة الوزيرة والتي حسب رأيي المتواضع يستحيل تلبية ولو خمسين بالمائة منها .. ناهيك عن أن تلبّى جميعها ... هذا إن أردنا أن نكون موضوعيين طبعا ..ولست هنا بصدد لوم القيادات النقابية على هذا الحشو المفرط في لائحة المطالب لعلمي أنها تسعى من وراء ذلك لكسب أكبر عدد من المناضلين و المتعاطفين لصالحها ولو بإغراءات و مطالب تعجيزية يصحّ وصف بعضها بالشعبوية تماما مثلما يفعل الطامحون السياسيون في حملاتهم الانتخابية أين يتعهدون للناخبين بتحقيق جميع مطالبهم الإجتماعية إن هم صوتوا لصالحهم.. هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى سعيها ( النقابات) من وراء ذلك لتمطيط عمرها وتمديده من خلال تعزيز وتجديد مبرّرات كينونتها ووجودها وتحيينها دوريا -وهو ما يعتبر في نظرها أمرا مشروعا - من خلال تمطيط لوائحها المطلبية بنقاط لا نهاية لها .. ولكن ما أردت الإشارة إليه هو أمر غفلت عنه النقابات يتمثل في الموقف السلبي وحاله التذمر التي أصبحت سائدة وسط الرأي العام المراقب للوضع والمعني به وهذا نتيجة كثرة المطالب و تشعبها .. هذا الرأي العام الذي بمجرد اطلاعه على الزخم الهائل من المطالب و عدم فهمه لكثير منها وتيهانه في تفاصيلها حتى تسلّل إليه اليأس و انتابه الشعور باستحالة الوصول إلى حلول تنهي الازمة في المدى القصير أو حتى المتوسط واقتناعه بالتالي بضياع حق ابنائه المتمدرسين الذي كفله لهم الدستور .
أورد لكم المطالب الثلاث التي تمنيت لو أن النقابات اكتفت بها وحذفت بقية المطالب وأجّلتها لوقت لاحق وقد رتّبتها حسب أهمّيتها :
1- تخفيض سن التقاعد دون شرط السن إلى 25 سنة لمن أتمها حتى و إن لم يبلغ المعني سن الـ50 سنة .
2- الترقية الآلية في الرتب بتثمين الخبرة المهنية للجميع دون استثناء ممّن استوفى الأقدمية المشروطة (10 سنوات للرئيسي و 20 سنة للمكون في الطور الابتدائي كمثال...) يصحبها (كل ترقية) تكوين متخصّص .
3- إدماج جميع من استوفى الأقدمية المطلوبة في الرتب المستحدثة سواء من تكوّنوا قبل أو بعد واستفادتهم جميعا من الأثر المالي الرّجعي المترتّب عنه .
مارأيكم في هاته المطالب من حيث أهمّيتها؟ وهل ترونها كافية و مرضية في الوقت الرّاهن أم لا ؟ وهل تعتقدون مثلي أنّه بالإمكان إجبار الحكومة على تلبيتها ؟
وإقناع الراي العام بواقعيتها و مشروعيتها و بالتالي كسب تأييده