اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amghar
العقاب بشتى أنواعه أسلوب و طريقة من طرق التعلم لكن على المعلم أن يدرك متى ؟ وكيف ؟ ومن ؟ وبما يعاقب؟.
|
يا اخوانى ليس كل الطلاب يستحقون العقاب و ليس كل الطلاب مقصرون بل و ليست العقوبات هل الحل الأمثل للطلاب المقصرين . إن جعل مثل هذه القضايا الوسيلة الأساسية للتعليم و العمل بمبدأ علقوا السوط و اضربوا أدت إلى المستوى الردئ الذي و صلت إليه حالة التعليم في بلادنا .
يجب على المعلم أولا أن يدرك انه يتعامل مع كيان بشري غير معصوم من الخطأ و أن هذا الكيان البشري له أحاسيس و مشاعر و انه يتأثر سلبا و إيجابا بما يحيطه من عوامل و مؤثرات و إن مثل التأثر ينعكس أيضا سلبا و إيجابا على شخصيته و نفسيته. ا
الطالب الذي يكره التعليم لم يخلق هكذا يكره التعليم و الأحاديث النبوية الشريفة خير دليل على هذا الأمر و الفطرة الإلهية الكونية هي من أكدت نفى مثل هذا القول فكل مولود يولد على الفطرة و يكتسب من البيئة المحيطة الاتجاه السلبي و الايجابي و لذا وجب علينا كمربين و معلمين أن ندرك دورنا الأساسي فنحن لسنا سلال متحركة ممتلئة بالمعلومات و المعارف ننقلها و ننثرها للطلاب في كل الحصص الدراسية بل نحن معلمين و مربين و موجهين و مرشدين و معالجين نهتم بهذا الكيان الإنساني و نعالج وضعة للخروج به ليحقق لنا الهدف الأسمى و هو استعمار و استخلاف الأرض وفق المنهج الرباني . و استغرب اشد الغرابة عندما أتحدث مع بعض المعلمين حول هذا الموضوع و أجده يتحدث عن الدور التعليمي فقط و اجزم قائلا أن معاهد التربية و التعليم التي أنشئت مثل هذا المعلم لم تغرس فيه حب المهنة بل ولم توضح له الدور الأساسي لعمله و ما هو الهدف الرئيس من كونه مدرسا . فلو أن المعلم عرف دوره بوضوح لاستطاع أن يلج إلى قلب كل طالب و لاستطاع أن يأخذ كل ما يريد و هو مبتسم وبل و لما احتاج أن يصطحب عصاه المصونة مختفية تحت كتبه و في حقيبته ليستخدمه على حين غرة و في غفلة من أعين الرقباء .
يا أخي المعلم إن تترك صفة تحمد عليها في غيابك لهو اكبر انجاز و اكبر هدف حققته في حياتك و أتحداكم معاشر المعلمين الأفاضل أن تنفوا جازمين انه لا توجد لكم ذكريات مؤلمة أو سعيدة مع معلم أو معلمين أثناء دراستكم . و أتحداكم أيضا أن تنفوا وجود تجارب مؤلمة في حياتكم الدراسية . إذن إذا كنا نحن المعلمين لا نجد القدرة الكافية لنفي مثل هذه التساؤلات فلماذا لا نطبق مثل هذه الخبرات مع طلابنا و إن نغرس لديهم الايجابيات حتى عبر الخبرات السعيدة و الابتعاد قدر الإمكان عن الخبرات المؤلمة لان ما لا ترضاه لنفسك يجب ان لا ترضاه لغيرك و إن كان هذا الغير هو تلميذك.
إنا واثق تماما من أن الطلاب المشاكسين و المزعجين و أصحاب المشكلات التعليمية ليسوا كذلك بل نحن من أوصلناهم إلى هذا المستوى و ربما قد نصنع منهم أشخاص يكرهون التعليم و المجتمع و قد نؤدي الدور المعكوس فبدلا من أن نبني نهدم . إنا متأكد تماما أن لكل شخص مدخل يستطيع الإنسان الولوج من خلاله إلى سبر غور شخصيته الإنسانية و أن لكل قفل مفتاح و أن لكل شخص أيضا مفتاح و ما على المربي و المعلم سوى التفكير العميق في كيفية اكتشاف هذه الشخصية و التقرب منها و كسر الحاجز النفسي القائم بين المعلم و طلابه. فخير للمعلم أن يجعل طلابه يحبونه بإرادتهم من أن يحبونه مجبرين ففي الأولى سيبذل المحب كل ما يستطيع لإرضاء من يحب و في الثانية سيفكر الطالب كيف يتخلص من القناع الذي يرتديه بل و سينتظر الفرصة السانحة ليخرج كل ما يشعر به من اتجاهات سلبية نحو هذا الشخص الذي يبغضه.
إن التدريس متعة لا يجدها إلا من يحب التعليم و التدريس و سوف يجد كل المنغصات و المشكلات و العوائق لكنها تتحول في إطار هذا الحب إلى ورود و رياحين و بلسم تمسح كل الآلام و التعب بل و قد يجد نتاج ذلك الحب بسمة يطلقها طالب صغير عندما يلاقيه فيشعر أنها نابعة من قلبه و غير مصطنعة أو عبارة يكتبها طالب أخر يرسلها بطريقة غير مباشرة أو هديه يضعها في درجه دون علمه . كل هذه الشارات تدلك عل انك في الطريق الصحيح و على النقيض من ذلك قد تجد الألفاظ و العبارات الكريهة و التي قد لا يصرح بها الطلاب بل قد يتهامسون بها بينهم و يكتبونها خفية في دفاترهم أو تجدها قسمات كره و ملل بادية على وجوههم .
فكن أخي المعلم حذرا و كن واثقا أن دورك صعب و أن مهمتك شاقة و لكن التمس الأجر و الثواب من الله و انظر إلى انجازاتك فهى خير علاج لما تلاقيه من متاعب .