[] القلــوب المـســافرة [] - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

[] القلــوب المـســافرة []

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-09-09, 09:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي [] القلــوب المـســافرة []


قلوب مسافرة ../


في بيداء قاحلة .. لمحت هناك قافلة ...
قافلة القلوب المسافرة ..
تسير في تناغم كأنها تطير ...
على موجات الأثير ...
مثل الطيور المهاجرة ..

لكن ! .. إلى أين هي سائرة .. ؟
في هذه الفيافي المقفرة .. !

اقتربت منها لأرى عن كثبْ ...
فإذا حاديها طيف ..

يغني لها لتسير ..
وتحث المسير ...

أحسست أنها مفعمة بالأمل ..
يعتصرها الألم ..

يسوقها الوَجْدُ والشوق ..
وتساءلت إلى أين هي راحلة ...؟
ما وجهتها المقبلة ... ؟
تبعت الحادي ..
منشدا ينادي :

من واحة لواحة نسير ...
من دوحة لدوحة نطير ..

نحل .. نرتحل .. وكلنا أمل ...

أننا عما قريب .. سنلتقي الحبيب ..

لقيا بها القلب يطيب .. بها العيون تكتحل ..

من واحة لواحة نسير ...

من دوحة لدوحة نطير ..
نحل .. نرتحل .. وكلنا أمل ...

...

إقتربت من الطيف ..
فقال مرحبا بالضيف ...
نظرت إليه ... فإذا جماله مُبهِرْ ..
يعبق بالطيب .. كانه مسك أَذْفَرْ
على رأسه تاج من ورد أحمر ..
وفي يده صولجان ذهب اصفر ..

قلت مرحبا أيها الحادي ...
معذرة ... يا طيب الإنشادِ ...
إلى أين المسير في هذا الوادي .. !

فأجابني بحداء عذب ينادي:


****

من واحة لواحة نسير ...

من دوحة لدوحة نطير ..

نحل .. نرتحل .. وكلنا أمل ...

أننا عما قريب .. سنلتقي الحبيب ..

لقيا بها القلب يطيب .. بها العيون تكتحل ..

من واحة لواحة نسير ...

من دوحة لدوحة نطير ..

نحل .. نرتحل .. وكلنا أمل ...


*****

ثم التفت إلي الطيف ...
وقال أما عرفتني أيها الضيف ...؟
أجبتُ أَنَّ خَافِقِي ..
قدْ سَاقنِي إلى هُنَا ..

...

أخالُ أني قدْ أُجنْ ..
قلبِي بِكَ قَدِ افْتُتِنْ !
مالِي أرى بأنهُ لكَ يحنْ؟
لك أَسِيرٌ .. مرتهنْ !
معذرةً .. أَنْ أَجْهَلَكْ ..
بِرَبِّكَ ... أين أنَا ..؟
فقالَ لِي الخيرُ لكْ ..
قد قدمتَ إلى الهنَا ..

...

قلتُ لهُ أنتَ مَلِكْ .. !
أو رُبمَا أنتَ مَلَكْ ..!
اشفِي غليلِي .. الفضلُ لكْ ..

...


أجاب في ثباتِ ..

هَذِي لَكَ بعضُ صِفَاتِي ..
مِنْ بَعدِهَا مُسَمَّيَاتِي ..

...


ليَ القلوبُ تستكينْ ..
يَهُدُّهَا لِيَ الحنينْ ...
أُسَبِّبُ الجُنونَ و الحَزَنْ.. !
وَلَوْعَةَ الألمْ ...
واللاَّعِجَ الشَّديدَ و الكَمَدْ !
ولهفةَ اللقاءِ ...
والشوقَ .. و السَّهَدْ
وغيرهَا كثيرةٌ...
صِفاتِي لا تُعَدْ

...

أُسمَّى بالهوى و الوَجدِ و الشَّغَفْ
كذلك الهُيَامْ ..
أسمى بالجَوَى والعِشْقِ و الدَّنَفْ ..
كذلكَ الغَرَامْ ..
أسمى بالخَبَلْ أو صَبْوَةٍ صَبَابَةٍ كَلِفْ ..
كذَا تَتَيُّمٌ وَلَعْ .... و مُقَّةٌ لِمَنْ عَرَفْ ..
والشَّجْوَ والشَّجَنْ .. و الوُدَّ و الوَلَهْ ..
و الشَّوقَ و الوَهَلْ ..
وغيرهَا كثيرةٌ .. لِمنْ عَقلْ ..


...

لَكِنَّ لِي مُسَمًى .. أعظمَا ..
قدْ حوَى .. لِكُلِّ ما تقدمَا ..
أدخُلُ على القلوبِ ..
دونَ أنْ أُسَلِّمَا ..
لا أطرقُ الأبوابَ ..
لستُ مُرْغَمَا ..
الكلُّ دانَ لي ..
طائعًا و مُسَلِّمَا ..
الأحرارُ و العبيدُ و الإِمَا ..
كلهمْ بلمستِي .. مُتَرَنِّمَا ..
سكرانَ منْ سُقْيَايَ .. فكأنمَا ..
يطفُو مع السحابِ ..
أو يُدانِي الأَنْجُمَا ..

...

فكِّرْ على مَهَلْ ..
هل عرفتَ منْ أكونُ يا بطلْ ..
أجبته : الحبُّ أنت ... سيدي ..
خذ بيدي ...

وفاضت أدمعي ..

...

قال لي لا تجزعِ ...
أنت في بلادي ...
في هذه البوادي ...
أنا للأرواح حادي ...
للحبِّ و الِّلقَا ...

و الوصلِ.. و الوِدَادِ ...
و أنشد وهو يسير ...
وخلفه القلوب ..
تجد في المسير ..

من واحة لواحة نسير ...
من دوحة لدوحة نطير ..

نحل .. نرتحل .. وكلنا أمل ...

أننا عما قريب .. سنلتقي الحبيب ..

لقيا بها القلب يطيب .. بها العيون تكتحل ..

من واحة لواحة نسير ...

من دوحة لدوحة نطير ..
نحل .. نرتحل .. وكلنا أمل ...

...

وبعدَ مدةٍ منَ السَّفَرْ ..

أعلنَ الحادِي الخَبرْ ..
قدً بَلغنَا واحةً فَاسْتبشِرُوا ..
بِهَا قلوبٌ تنتظرْ ..
قُدومَكمْ وتَصْطَبِرْ..
فانطلقُوا إلى تلكَ الجِنَانْ ..
مُوَفَّقِينَ .. فامضُوا في أمانْ ..
فَحَلَّقَتْ كُلُّ القلوبِ في المكانْ ..
فكانَ منهَا مَنْ تعارفتْ ..
تلكَ قلوبٌ وُفِّقَتْ ..
تآلفتْ .. تَعانقتْ ..
فألقتِ الزهورُ عِطرهَا ..
وزغردتْ لهَا الطُّيُورْ ..
الكُلُّ في سعادةٍ ..
الكلُّ في حُبُورْ ..


...

لكن بعضهَا ..
لمْ تلفِ حظهَا هُناكْ ..
فغادرتْ كَسِيرَةَ الجَناحْ ..
وفاضَ حُزنهَا .. كَأنَّمَا ..
هَلاكُهَا .. مُؤَكَّدٌ وَشيكْ ..
فأنشدَ الحادِي المَليكْ :

أيتهَا القُلوووبُ أقبلِي ..

لا تعجلِي ..
هِيَ مَحَطَّةٌ على الطريييقْ ..

واسترسل ...
من واحة لواحة نسييير ...
من دوحة لدوحة نطييير ..
نحل .. نرتحل .. وكلنااا أمل ...
أننا عما قريب .. سنلتقي الحبيييب ..
لقيا بها القلب يطيييب .. بها العيون تكتحل ..
من واحة لواحة نسير ...
من دوحة لدوحة نطير ..
نحل .. نرتحل .. وكلنا أمل ...

...

سارت مع مليكها .. القلوبْ ..
من حَرِّ حزنها ..
تكاد أن تذوبْ ..

...

سألته عن المصير ..
إلى متى نتابع المسير ..
أجابني ..
من واحة لواحة نسير
لوجهة جديده ..
لواحة بعيدة ..
من كان حظه ..
في هذه الدنيا سعيد ..
سيلتقي بِحِبِّهِ .. وعنه لا يحيد ..
لكن بعضكم .. يفوته اللِّقَا ..
مع الحبيبْ ..
وعند ربكم يكون الملتقى ..
عما قريبْ ..
فهل وعيتَ أيها الغريب !
هذي الفيافي عمركم ..
والحب واحة في قفركم ..

...

ومضى المليكُ منشدا
على الطريق ..
يردد ..
من واحة لواحة نسير ..
من دوحة لدوحة نطير ..



يتبع ... ( الجزء الأخير .. ) ..


بقلم أمير ...













 


آخر تعديل أمير جزائري حر 2018-03-25 في 23:52.
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المسافرة, القلوب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc