عشر ذي الحجة وشيء من فضائلها وأحكامها وآدابها - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عشر ذي الحجة وشيء من فضائلها وأحكامها وآدابها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-09-04, 17:51   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

التَّكبير المطلَق والتَّكبير المقيَّد:

ذهب بعضُ أهل العلم إلى أنَّ التكبيرَ ينقسم إلى قسمين: مطلق ومقيَّد؛ فيكون مطلقًا منذ دخول العشر إلى نهاية أيَّام التشريق، وأمَّا التَّكبير المقيَّد فيبدأ من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر يوم من أيَّام التَّشريق؛ وذلك بعد أدبار الصَّلوات الخمس.


قال القاضي أبو يعلى: (التَّكبيرُ في الأضحى مطلقٌ ومقيَّدٌ؛ فالمقيَّدُ عقيبَ الصَّلوات، والمطلقُ في كلِّ حال في الأسواق وفي كلِّ زمان). اهـ ([1]).


وهذا لغير الحاجِّ؛ قال الإمامُ أحمد عن هذا: في حقِّ أهل الأمصار؛ فأمَّا أهل الموسم فإنَّهم يكبِّرون من صلاة الظُّهر يوم النَّحر؛ لأنَّهم قبل ذلك مشتغلون بالتَّلبية، وحكاه عن سفيان بن عيينة واستحسنه، فقال: (ما أحسن ما قال سفيان)([2]).


ودليلُهم في ذلك هو ما نقل عن جمع من الصَّحابة أنَّهم كانوا يكبِّرون من بعد صلاة الصُّبح يوم عرفة؛ مع أنَّ التَّكبيرَ يبدأ منذ دخول العشر، فلذا حملوا هذا على التَّكبير المقيَّد، وحملوا ما جاء عن بعض الصَّحابة من التَّكبير في أوَّل العشر- حملوه على المطلق.


وقد نقل الإمامُ أحمد الإجماعَ على التَّكبير المقيَّد الذي يكون بعد صلاة الصُّبح من يوم عرفة؛ فقد حكاه عن عمر وعليّ وابن مسعود وابن عبَّاس. قيل له: فابن عبَّاس اختلف عنه؟ فقال: هذا هو الصَّحيح عنه، وغيرُه لا يصحُّ عنه. نقله الحسنُ بن ثواب عن أحمد. اهـ من «فتح الباري» لابن رجب (9/22)([3]).


قلت: فأمَّا الرِّواية عن عمر ففيها ضعفٌ، أخرجها ابنُ أبي شيبة (2/167)، وابنُ المنذر في «الأوسط» (2200) و (2207)، والبيهقي (3/314) من طرق عن حجَّاج بن أرطاة قال: سمعتُ عطاء يحدِّث عن عبيد بن عمير قال: كان عمر... فذكره.


قال البيهقيُّ: (كذا رواه الحجَّاجُ عن عطاء، وكان يحيى بن سعيد القطَّان يُنْكرُه، قال أبو عبيد القاسم بن سلَّام: ذاكرت به يحيى بن سعيد فأنكره وقال: هذا وهمٌ من الحجَّاج؛ وإنَّما الإسنادُ عن عمر؛ أنَّه كان يُكَبِّرُ في قبَّته بمنى.


قال الشيخ– أي البيهقيّ: والمشهورُ عن عطاء بن أبي رباح أنَّه كان يُكبِّر من صلاة الظهر يوم النَّحر إلى صلاة العصر من آخر أيَّام التَّشريق، ولو كان عند عطاء عن عمر هذا الذي رواه عنه الحجَّاج لما استجاز لنفسه خلاف عمر، والله أعلم.


وقد روي عن أبي إسحاق السّبيعيّ أنَّه حكاه عن عمر وعليّ؛ وهو مرسَل). اهـ.


قلتُ: ثمَّ رواه من طريق عليّ بن مسلم الطّوسيّ، ثنا أبو يوسف– يعني القاضي– ثنا مطرف بن طريف عن أبي إسحاق قال: اجتمع عمر وعليّ وابنُ مسعود رضوان الله عليهم على التَّكبير في دبر صلاة الغداة من يوم عرفة؛ فأمَّا أصحاب ابن مسعود فإلى صلاة العصر من يوم النَّحر، وأما عمر وعليّ فإلى صلاة العصر من آخر أيَّام التَّشريق ([4]).
قلت: هذا منقطع. كما قال البيهقيّ.


وأمَّا التَّكبير في أيَّام منى– وهي أيام التَّشريق– فهذا ثابتٌ عن عمر رضي الله عنه عن البخاريِّ معلَّقا مجزوماً به، كما سبق.


وأما ما جاء عن عليّ فهو ثابت عنه؛ قال ابنُ أبي شيبة (2/165): ثنا حسين بن عليّ عن زائدة عن عاصم عن شقيق عن عليّ، وعن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن عليّ.


وأخرجه ابنُ المنذر في الأوسط (2203)، وينظر: (2201).
قلتُ: الإسنادُ الأوَّلُ حسن من أجل عاصم؛ وأمَّا الثَّاني ففيه ضعف من أجل عبد الأعلى؛ وهو ابن عامر الثَّعلبيّ.


وجاء طريق ثالث رواه ابنُ المنذر (2209): ثنا عليّ بن عبد العزيز ثنا حجّاج ثنا حمّاد عن الحجّاج عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عليّ أنَّه كان كبَّر يوم عرفة صلاةَ الفجر إلى العصر من آخر أيَّام التَّشريق يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


وروى ابنُ أبي شيبة (2/168): ثنا يزيد بن هارون ثنا شريك قال: قلت لأبي إسحاق: كيف كان يكبِّر عليٌّ وعبدُ الله؟ قال: كانا يقولان: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


قال البيهقيُّ في «الكبرى» (3/314) بعد أن رواه من طريق حسين بن عليّ عن زائدة به: (وكذلك رواه أبو جناب عن عمير بن سعيد عن عليّ). اهـ.


وأما عبدُ الله بن مسعود فقد ثبت عنه بإسناد صحيح من طريق أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله به.


أخرجه ابن أبي شيبة (2/167-168) وابنُ المنذر في «الأوسط» (2240).


أخرج ابنُ أبي شيبة في «المصنَّف» (2/167) عن وكيع عن حسن بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أنَّه كان يكبِّر أيَّام التَّشريق.


قلت: والأوَّلُ أصحُّ.


وأمَّا ابنُ عبَّاس فهو صحيح عنه أيضاً رواه ابنُ أبي شيبة (2/167): ثنا يحيى بن سعيد القطَّان عن أبي بكَّار عن عكرمة عن ابن عبَّاس أنَّه كان يكبِّر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيَّام التَّشريق لا يكبِّر في المغرب، يقول: الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر ولله الحمد.


وأخرجه البيهقيُّ في «الكبرى» (3/134، 315)، ولفظه: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر على ما هدانا.


وأخرجه ابنُ المنذر (2202) من طريق ابن أبي شيبة ولفظه كما عند ابن أبي شيبة.


قلت: وما نقل عن هؤلاء الصَّحابة رضوان الله عليهم أجمعين في بداية التَّكبير وأنَّه يبدأ من صلاة الصُّبح من يوم عرفة يحتمل عدة احتمالات:

([1]) ينظر: (المغني) (3/256).

([2]) ينظر: (الأوسط) لابن المنذر (4/303)، و (فتح الباري) لابن رجب (9/23).

([3]) ينظر: (المغني) (3/289).

([4]) (سنن البيهقي) (3/314).








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-09-04, 17:54   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الأول: أنَّ هذا التَّكبيرَ إنَّما هو المفيد الذي يكون أدبارَ الصَّلوات المكتوبة كما ذهب إلى هذا الإمام أحمد.


الثاني: أنَّ التَّكبيرَ يتأكَّد من يوم عرفة وإن كان هو مشروعاً منذ بداية العشر، ولا يخفى أنَّ آكدَ التَّكبير في هذه الأيَّام إنَّما يكون في يوم العيد الذي هو يوم النَّحر، ولذا تقدَّم ما نقل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه كان يكبِّر إلى صلاة العصر من يوم النَّحر.


ولا يخفى أنَّ هذا الوقت هو آكدُ أوقات التَّكبير في هذه الأيَّام.


الثَّالث: أنَّ هؤلاء الصَّحابةَ كانوا يبدؤون بالتَّكبير من يوم عرفة بغضِّ النَّظر عن كونه مطلقاً أو مقيَّداً؛ وخاصَّةً أنَّ الذين نقل عنهم هذا الشَّيء لم ينقل عنهم أنَّهم كانوا يكبِّرون من أوَّل أيَّام العشر.


نعم؛ سبق عن ابن عمر وأبي هريرة أنَّهما كانا يخرجان إلى السُّوق في أيَّام العشر يكبِّران ويكبِّر النَّاس بتكبيرهما.


وجاء عن ابن عمر أيضًا أنَّه كان يكبِّر من صلاة الظُّهر يوم النَّحر إلى صلاة الفجر من آخر أيَّام التَّشريق؛ ولكن في إسناده عبدُ الله العمريّ وفيه ضعف. أخرجه ابن المنذر (2205)، ورواه أيضاً البيهقيُّ في «الكبرى» (3313).


وسبق ما رواه عنه مسلم أنَّه قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة، فمنَّا المكبِّر ومنا المهلِّل؛ فأمَّا نحن فنكبِّر.


وثبت عنه من طريق ابن جريج قال: أخبرني نافع أنَّ ابنَ عمر كان يكبِّر بمنى تلك الأيَّام خلف الصَّلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، وفي ممشاه. رواه ابن المنذر في «الأوسط» (22) وعلَّقه البخاريُّ في «صحيحه»([1]) مجزوماً به.


والذي أميلُ إليه أنَّ ما جاء عن عليّ وغيره أنَّ هذا من باب تأكيد التَّكبير، وأنَّه يتأكَّد في يوم عرفة وما بعده، وبالذَّات في يوم النَّحر؛ وذلك لأمرين:


الأمر الأول: حديث محمَّد بن أبي بكر الثَّقَفيّ السَّابق؛ أنَّه سأل أنس بن مالك وهما غاديان من منى إلى عرفة: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يهل المهلُّ منَّا فلا ينكر عليه، ويكبِّر المكبِّر منَّا فلا ينكر عليه.


وفي رواية لمسلم: فمنَّا المكبِّر ومنَّا المهلِّل، ولا يعيب أحدُنا على صاحبه.


ففي هذا الحديث لم يقيِّد التَّكبير بصلاة؛ بل أطلقه في اليوم كلِّه.
بل في حديث ابن عمر– السَّابق– عند مسلم (1284): غَدَوْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات؛ منَّا الملبِّي ومنَّا المكبِّر.


وفي لفظ: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة، فمنَّا المكبِّرُ ومنَّا المهلِّلُ؛ فأمَّا نحن فنكبِّر. قال: قلت: والله لعجبًا منكم! كيف لم تقولوا له: ماذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟!


ففي هذا الخبر أنَّ ابنَ عمر أطلق التَّكبيرَ منذ الصَّباح لم يقيِّده بصلاة، وقال: (فأمَّا نحن فنكبِّر)، وأما استثناء بعض أهل العلم الحاجة من التَّكبير المفيد فهذا فيه بعضُ النَّظَر لما تقدَّم في هذين الحديثين؛ وبالذَّات في قول ابن عمر: «وأما نحن فنكبِّر»، وقد كانا– أي أنس وابن عمر– حاجَّين.


الأمر الثَّاني: أنَّ اللهَ- عزَّ وجلَّ- قال: }وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ{، والأيَّام المعلومة هي الأيامُ العشر، وقال- عزَّ وجلَّ: }وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ{؛ وهي: أيَّامُ التَّشريق؛ فهذا يفيد العموم، وأنَّ التَّكبيرَ سواء كان قبل الصَّلاة أو بعدها أو في الصَّباح أو في المساء، فكلُّ هذا مشروع؛ ولكن يتأكَّدُ التَّكبيرُ في يوم عرفة وما بعده؛ وبالذَّات في يوم النَّحر، والأمر في ذلك واسع، والله تعالى أعلم.

([1]) في كتاب العيدين/ باب التكبير أيام منى، وإذا غدا إلى عرفة.










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-04, 17:57   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

صفة التَّكبير:


لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم صفةٌ معيَّنةٌ في التَّكبير؛ وإنَّما ثبت عن صحابته رضوان الله عليهم أجمعين في ذلك عدَّةُ صفات:


الصِّفةُ الأولى (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً):


روى البيهقيُّ في «الكبرى» (3/316) وفي «فضائل الأعمال» (227) من طريق عبد الرزَّاق عن معمر عن عاصم عن أبي عثمان النّهديّ عن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه أنَّه كان يكبِّر فيقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً.


وهذا إسنادٌ صحيحٌ، وصحَّح سندَه الحافظُ ابن حجر في «الفتح» (2/462).


الصِّفةُ الثَّانية (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد):


روى ابنُ أبي شيبة في كتابه «المصنّف» (5633) عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن الأسود عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّه كان يكبِّر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النَّحر، يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
وهذا إسنادٌ صحيح.


الصِّفة الثَّالثة: (الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر ولله الحمد):


روى ابنُ أبي شيبة في «المصنّف» (5646) عن يحيى بن سعيد القطّان عن أبي بكَّار عن عكرمة عن ابن عبَّاس أنَّه كان يكبِّر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيَّام التَّشريق، لا يكبِّر في المغرب: الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر ولله الحمد.
وهذا إسناد صحيح.


هذا ما وقفتُ عليه ممَّا ثَبَتَ عن الصَّحابة رضوان الله عليهم أجمعين في هذه المسألة.
فينبغي للإنسان في هذه العشر أن يُكْثر من التَّكبير، وإذا التزم بهذه الصِّفات التي ثبتت عن الصَّحابة فهذا أحسن وأكمل؛ لأنَّ الذي يغلب على الظَّنِّ أنَّ الصَّحابةَ قد أخذوا هذا عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم.










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-04, 18:00   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

وأما القسم الثاني- وهو العبادات المشروعة في هذه الأيام وفي غيرها من صلاة وصيام وسائر العبادات والطَّاعات غير ما تقدم– فهذه يتأكَّدُ الإكثارُ منها في هذه الأيَّام؛ لعموم حديث ابن عبَّاس السَّابق: «ما من أيام العمل الصالح فيهن...» فيشمل كلَّ الأعمال الصَّالحة.


ومن الأعمال الصَّالحة التي تشرَّع في هذه الأيام عبادةُ الصِّيام؛ فيُسْتَحَبّ للشَّخص أن يصومها؛ وخاصَّةً يوم عرفة، ودليل ذلك ما جاء في «صحيح مسلم» (1162) وغيره من حديث غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزَّمانيّ عن أبي قتادة الأنصاريّ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «... صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفِّرَ السَّنَةَ التي قبلَه والسَّنَةَ التي بعدَه».


والدَّليل على بقيَّة التِّسعة: ما جاء في حديث ابن عبَّاس السَّابق: «ما من أيام العمل الصالح فيهنَّ أحبّ إلى الله- عزَّ وجلَّ- من هذه العشر».


وأما ما جاء في «صحيح مسلم» (1176) من حديث الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قطّ. فهذا لا يمنع من استحباب صومها؛ بدليل أنَّها داخلةٌ ضمنَ الأعمال الصَّالحة، والرسول صلى الله عليه وسلم حثَّ على العمل الصَّالح مطلقاً، ومعلومٌ أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم قد يترك العمل لأسباب ولحكم؛ فيكفي قولُه صلى الله عليه وسلم في الحثِّ على ذلك.


وقد جاء من حديث هنيدة عن حفصة أنَّها قالت: أربع لم يكن يَدَعُهُنَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كلِّ شهر، وركعتين قبل الغداة.
أخرجه النَّسائيُّ (4/220) وأحمد (6/287) وغيرهما.


ولكنَّ هذا الحديثَ لا يصحُّ، وهو معلول إسناداً ومتناً؛ فقد وقع اضطرابٌ في إسناده ومَتْنه، وبيَّن ذلك النَّسائيُّ في «سننه» وساق روايته؛ فلم يصحَّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يصوم العشر، ولكن هذا لا يمنع استحبابَ صيام هذه العشر– كما سبق؛ لأنَّ كلَّ الأعمال الصَّالحة هي مستحبَّةٌ في هذه العشر.


هذا وبالله التَّوفيق، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

الكتاب لفضيلة الشيخ
عبد الله بن عبد الرحمن السعد










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-06, 18:16   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
اونصيان مجاهد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خير على هذا الموضوع










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحدث, فضائلها, وآدابها, وأحكامها, نسيم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc