أرجو أن تنتال إعجابكم مع تحياتي
https://arabsh.com/files/0935424265/ك...تمام-و-إن.html
و لمن أراد قراءتها مباشرة هاهي:
كثيرا ما كانت تسمع عبارات الإطراء من الناس لكنها لا تهتم بها و لا تقيم لها معنى ليس لعدم اهتمام و إنما لاحتقار لنفسها، هذا الاحتقار تولد لديها منذ الصغر ، منذ نعومة أظفارها حيث لم تعش طفولة كباقي الأطفال لم تصرخ عند الألم أو البكاء خوفا من العقاب، لم تجرب نشوة التمرغ بالتراب بالرغم من أن الأطفال يهوون ذلك، لم تتعرف على العالم الخارجي بل بقيت في قوقعة مظلمة تعيش مع ذاتها و تتعامل مع ذاتها مما ولد لديها خوفا من الآخر ،كانت تفتقد لصيغة التعامل مع الآخر.
مرت الأيام و السنين و حان وقت تجربة جديدة إنها المدرسة. كانت فرحة ليس لأنها ستدخل للمدرسة بل لأنها ستتعرف إلى عالم جديد ، ستخرج من القوقعة التي بداخلها، لطالما شبهت نفسها بالحلزون لأنه يحمل بيته معه أينما يذهب ، هي كذلك أيضا تأخذ عقدة الخوف من الآخر أينما تذهب،مرت الأيام لكن هذا العالم لم يعجبها فقد أحست بهوة عميقة بينها و بين أقرانها في المدرسة،كانت انطوائية و قليلة الكلام،أنتم لا تعلمون لماذا لانها تخاف، نعم لانها تخاف من الآخر ، تخاف من ردة فعله تخاف من المعاملة السيئة خاصة من أصحاب النفوس القوية و المسيطرة،لكن المعلمة(هاهاها) كانت تستلطفها لأنها مؤدبة لكن الطفلة كانت تتألم و لم يشعر بها أحد.
كبرت الفتاة و اصبحت شابة ماذا هل تخلصت يا ترى من عقدة الخوف لديها؟، هيهات كيف ستتخلص منها و قد نشات في بيئة تغرس في نفسها الخوف و تزعزع الثقة بالنفس، حينما تنظر في مرآتها ترى وجها قويا و مشرقا بالامل و الطّموح، لكن هذا الوجه يتغير بمجرد ملاقاة شخص ما ، هي تتمنى أن تكون لها شخصية قوية فتبدي برأيها و تتكلم بدون خوف أو قلق،لكنها تستسلم و تطرق رأسها لتغرق في بحر لا متناه من الخوف و الضياع. ليس باليد حيلة هذه هي الحياة..
حينما يولد الانسان تسطر حياته في لوح محفوظ فهو إما شقي أو سعيد ، فما اصعب الشقاء في وقت يستغل فيه الشقي بلا رحمة أو شفقة فينظر إليه انه مسكين و مهزوز الشخصية،كتبت هذه الأسطر ووضعت القلم ثم صنعت من الورقة طائرة وقذفتها من النافذة فحملتها الرياح بعيدا إلى حيث توجد الحرية و الامل،سبيلها في التعبير عن مكنوناتها " الكتابة" فهي صديقتها و مؤنستها في الليل الحالك،يقال عن الظلام أنه مخيف لسواده،لكن بالنسبة لها فهو مجال للتعبير عما يختلج في نفسها إنه النور الذي يفتح لها ابواب الحياة من جديد لتصبح إنسانة جديدة ، إنها زهرة بيضاء تتفتح من برعم الظلام فتعطي كلماتها المضيئة دفئا في قلبها و يملؤها عزما على أن تصنع لنفسها مكانا في هذا العالم،فكان لها ذلك.
ذات يوم أفاقت سعيدة قرصت نفسها لأنها ظنت نفسها في حلم، صرخت لأن القرصة كانت مؤلمة ، كان قلبها ينبض بسرعة لا لم يكن حلما ،ظنت بان تعبيرها عن رايها و مناقشتها لآراء زملائها حلما ، لكنه لم يكن حلما يا للعجب ، لقد أصبح رأيها محل اهتمام من طرف غيرها لم يستوعب ذهنها هذا التغير فبحثت في نفسها عن سر هذا التغير و بينما هي مستغرقة في التفكير فإذا بيد تجذبها و تنادي باسمها ، فقال إنها صديقتي هي منقذتي من بحر الخوف احتضنتها بقوة و هي تبكي لم تفهم الصديقة ماذا يحدث لكنها كانت سعيدة لأن صديقتها كانت سعيدة.
فلا شيء أغلى من الصداقة الحقيقية بشرط أن تكون نافعة ، فأخلصوا للصديق لأن الصديق نعمة من عند الله تعالى.
أرجو الردود
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2012-04-03, 05:52
قصة مع الضياع
العرض العادي
