يقول الله عز و جل:
"إنما المومنون إخوة... الآية" سورة الحجرات 10
وفي الحديث المتفق عليه عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً } .
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة } متفق عليه.
غير خاف على كل واحد منا ما للأخوة من أهمية وقيمة ومكانة وحقوق وواجبات.
تتسع رقعة الأخوة ومداها لتنطلق من قرابة دموية ورحم قريبة عائلية إلى أخوة أو سع في الدين ثم إلى أوسع أخوة في الإنسانية.. ومن رحم ضيقة من الأم فالأقارب إلى رحم الإسلام الواصلة الموصلة كما يوصي بذلك الله ورسوله. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
وتبقى الحقوق هي الحقوق والواجبات هي الواجبات مادامت آصرة الأخوة يحكمها نفس المبدأ, إنما تتسع الدائرة فقط.
في الحديث الشريف ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم... رغم أن الحديث مختلف في صحته إلا أن معناه يبقى صحيحا
هذا تنبيه لمن لا يحمل هم أخيه المسلم ولا يهتم لمصيره .. لسلامته .. لحياته .. لسعادته والقائمة تطول...
وفي الحديثعن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري و مسلم
فيه نفي كمال وتمام الإيمان إن لم نتشدد ونقول نفي للإيمان إن لم نحب لإخوتنا ما نحب لأنفسنا فالمعادلة تقضي سوية النفس بالأخوة
ثم يدعونا داعي الانتماء البشري من رب العالمين والمبعوث رحمة للعالمين لنوسع أفق الفكر والتفكير والاهتمام ليطال برحمته الأخوة الإنسانية عامة تحت شعار كلكم من آدم وآدم من تراب فنحن بنو آدم مهما اختلفنا.
كل هذا تذكير للابسان للخروج من قوقعة الأنانية وشرنقة التمركز والانغلاق المتوحش حول الذات ودعوة لفتح العين الآخر حتى يهتم بإخوته ومن أجل إخوته.
تمر الأمة الإسلامية في هذه الأيام بأوقات عصيبة , ومتى لم تمر بها ؟, فتتحرك بدواخلنا أحاسيس مختلفة وردود فعل تعكس ما بدواخلنا وما تحمله قلوبنا:
_ طيبة و مروءة وشجاعة وأخلاق وإنسانية ورحمة...
_ أو لا مبالاة وشماتة وعدم اهتمام وتملص ...
تونس و مصر وجدة والسودان وقبل هذا ودائما غزة وفلسطين وغيرها...
فهل نحتاج للتذكير بان كل أولئك إخوة لنا؟؟؟
لا أعتقد إذ إن الأمر من البديهيات والمسلمات التي لا تحتاج برهنة ولا برهانا ولا منطقا للتبرير وحل المعادلة.
فما الذي قدمناه لإخوتنا هؤلاء؟؟
يخطئ من يعتقد منا أن الأمر مادي محض وملموس محسوس محض...
نستطيع أن نقدم صدقنا معهم إحساسنا بهم وتهممنا لأمورهم و تألمنا لمصابهم وقلقنا على مصيرهم...
كل منا يستطيع أن يقدم هذا وأكثر... من استطاع تقديم العون نفسا ومالا فليقدم وليفعل ومن لم يجد فالنية والإحساس والشعور وتحرك القلب والقلم تفي بالغرض مادام مانع الاستطاعة قائما.
وفوق ه\ا يحضرنا فعل بسيط في وسع كل منا تقديمه إنه
الدعاء في كل وقت وحين وعلى كل حال.
فلنهتم بإخوتنا ولنتهمم بأمورهم وليكن لهم من الدعاء الصادق والخالص أن يفرج عنهم ويجبر كسرهم ويعوضهم عما فقدوه خيرا وأن يبرم لهم إبرام رشد... ولنت\كر دائما ونحن ندعو أن على رؤوسنا ملائكة تؤمن وتقول ولك بالمثل
إخوتي و أحبتي
هذا نداء الإخوة والأخوة يناديكم فهل من مجيب؟؟
ثم لنتصور أنفسنا في ذات الموقف فكم سيكون فرحنا وسعادتنا بمشاركة إخوة لا نعرفهم سوى أنهم مسلمون مثلنا آلامنا ودعاءهم لنا
وبالمقابل كم ستكون خيبتنا وصدمتنا وإحباطنا كبيرة إن أحسسنا في صدورنا تخليهم عنا ونكرانهم ولا مبالاتهم نحونا...
الصورة واضحة أمامكم
والكرة, عذرا على التعبير , في أيديكم.
حياكم الله واستجاب دعواتكم لاخوانكم