اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المانجيكيو
نتمنى أن يصلح الله الأحوال و أن تنظر الأنظمة القضائية و السياسية بعين الرحمة للضعفاء و الأبرياء و أن لا تصنع مزيدا من الهموم و الأثقال و الذنوب و الأعباء التي تسجل في تاريخها .. و أعتقد أن الوضع سيتحسن و يتطور و هناك كثير من الشباب أصبحوا على وعي و بصيرة بأمور دينهم ... و إنما مشكلتنا كلها في تغييب دور العلوم النافعة للأمة و تغييب دور المدرسة في التربية و توجيه الأطفال بشكل سليم .. و كذلك ترشيد و تنظيم النسل بما يتماشى مع موارد الأرض .. و السعي إلى بناء عدالة و علاقة طيبة بين الطبيعة و البشر لأن الأرض و الطبيعة لها حق عظيم علينا كذلك فهي مصدر رزقنا بما في ذلك الحماية من الصيد غير المرخص به و حرائق الغابات و الحماية من تبذير و اهدار المياه و من التلويث .. الخ ، أعتقد أننا سنكون بخير إذا كانت أرضنا و طبيعتنا بخير .. و إذا لم يجد الإنسان ما ينصفه بين بني نوعه فإن الله ينثر رزقه في الطبيعة و سيعيش و يتمازج مع الحيوانات .. فإن الرزق موجود في كل مكان و لا ينبغي اليأس و اللجوء إلى ما حرم الله .. طالما أن الإنسان بصحة و عافية و يتنفس فإن رزقه لا ينقطع ... و لو سعى إليه بقلب صادق صبور و لسان طيب و سعي محمود لا ضرر فيه و لا خبث و لا خداع .. فإنه سيناله برضى الصالحين و مباركتهم و بمباركة الله و الأنبياء و العلماء الأتقياء ..
و لكن بما أن هناك من يسعى إلى تغليب المصالح الضيقة الخاصة بالقوة و القهر فإنه سينتصر في الدنيا نعم و لكنه سيخسر مع الله ..
لكن الخبث و الاعتداء و السرقة و التغفيل و الانتهاز و المكائد كلها أساليب محرمة شرعا و يكشفها الله لعباده الصالحين .. و هي من الأسباب التي جعلت نبي الأمة صلى الله عليه و سلم الطاهر الصفي الأمين يعادي و يكره اليهود الظالمين و ليس الأبرياء ( فعلى ما أظن أن هناك رواية تقول أنه كان للنبي جار يهودي غير مسلم كان يعوده النبي في مرضه و يرجو له أن يسلم و يموت على الحق حتى يلقى الله على الفطرة ) .. فهو النبي الذي لم يحب و لم يكره من هوى نفسه .. بل إنه كره الظلم و الفساد و انتهاك الحدود ... و علينا أن نستن بسنته و نقتدي به ... لم يترك لنا الحبيب المصطفى شيئا من مكارم و فضائل الأخلاق إلا و بينه و قد وضح بمن سيسلكون طريقه و بمن سيزيغون ... الخ
و قد بين لنا علماء الإسلام السابقون أن الدين سيكون مستهدفا و سيتم انتحاله و تشويهه .. و بالفعل رأينا أن هناك من انتحله و استغله في الاستدراج و الخداع و في تبرير القتل و الاعتداء و في ما لا يرضي الله ... رأينا كذلك من يستغله في تحقيق مطامع سياسية .. رأينا من استغله في السيطرة على الوعي الجمعي و اضعاف التعليم .. و كل طائف يستغل و يبرر لنفسه لتحقيق مكاسب دنيوية .. و هؤلاء لا يمثلون الإسلام و لا ينظر إليهم الناظرون حتى لو لبسوا عباءة و طربوش الدين .. فالإسلام الذي نعرفه مخصص للصادقين و هو ( تصديق سليم بالقلب + قول + عمل + إلتزام ) .. و ما عدا هذا فهو مجرد عادات متوارثة .. لأن حصر الإسلام في الشعائر التعبدية فقط هو إفراغ من معناه و من روحه .. فالإسلام هو تطبيق و إثبات للأخلاق و للفضيلة على أرض الواقع و ليس مجرد تلاوات و حلقات و أذكار مسجلة تردد بلا تدبر و بلا معنى .... فإذا لم يظهر أثر الإسلام على المسلم من حيث تحسن أخلاقه و من حيث حرصه على حقوق الناس و حقوق الله .. فعلى الارجح سيكون هناك مشكلة و لكنها لا تخرج عن نطاق و إطار الإسلام النظري الطقوسي الخالي من الأثر الواقعي و من النتيجة المرجوة في تحسين و ترقية أخلاق المجتمع ...
و العلمانية لم تظهر سوى كحل مؤقت لتطهير الفساد الذي جلبه السياسيون الإسلاميون للإسلام ... و حين يتطهر الإسلام و تعاد الحقوق لأصحابها ستختفي العلمانية .. و سيحكم بالإسلام رجال صالحون عادلون و هم الممثلون الوحيدون الذين يعترف بهم العالم بأسره .. سيظهرهم الله و ينصرهم و يمكن لهم و يعطي لهم النصرة و التأييد الشعبي كما أعطى لمن قبلهم ... لذلك الإسلاميون المزيفون السابقون و ما شابه خبثهم و ثعلبتهم و مكرهم لقد انتهوا إلى مزبلة التاريخ ... و التعويل الآن سيكون على مسلمين جدد فضلاء نزهاء طيبون معتدلون يرون الحق بوضوح و جلاء تام أكثر مما سبق ...
|
الدعوة إلى الله على بصيرة هي الأصل
أما العلمانية فلم تكن يوما وليدة المجتمعات الإسلامية بل هي عقيدة أجنبية جاء بها الغزو الكافر لبلدان الإسلام.