مهدي الشيعة ومسيح اليهود المنتظر
ولعل من أكثر الفرق والأديان الباطلة استغلالا للنبوءات والغيبيات, واستثمارا لتلك المشاعر الدينية الباطلة لإشعال الفتن والحروب في العالم, وجعلها مطية للوصول إلى أطماعهم التوسعية هم اليهود والشيعة, فكما استغل اليهود أسطورة رؤيا دانيال و المسيح المنتظر لإشعال الحروب واحتلال البلدان, استغل الشيعة كذلك أسطورة المهدي المنتظر, لتنفيذ أجندتهم التوسعية, واستباحوا باسم المهدي كل الموبقات والمحرمات, وعاثوا في الأرض فسادا وإفسادا.
كثيرة هي نقاط التوافق والاتفاق بين الفرق والمذاهب الباطلة من جهة, والأديان السماوية المحرفة كاليهودية والنصرانية من جهة أخرى, فالكل يقتبس وينقل من بعضه البعض, ليصطبغ الباطل كله بصبغة واحدة, وإن اختلفت صيغه وألوانه وأشكاله, مما يؤكد المقولة الشائعة المشهورة: ملة الكفر واحدة, فالحق كما يقولون لا يتعدد, ولكن الباطل هو الذي يتلون ويتعدد.
والعلامة الفارقة والجامعة بين معظم هذه المذاهب والفرق والأديان المحرفة الباطلة, هو الاعتماد على الخرافات والأساطير والنبوءات, كوسيلة لجذب الناس إليهم, واستغلال طاقاتهم ومواهبهم, وإشغالهم عن إعمال عقولهم وأفكارهم في باطل عقائدهم وأساطيرهم, معتمدين على حب الإنسان وتعلقه بالغيبيات والنبوءات.
ولعل من أكثر الفرق والأديان الباطلة استغلالا للنبوءات والغيبيات, واستثمارا لتلك المشاعر الدينية الباطلة لإشعال الفتن والحروب في العالم, وجعلها مطية للوصول إلى أطماعهم التوسعية هم اليهود والشيعة, فكما استغل اليهود أسطورة رؤيا دانيال و المسيح المنتظر لإشعال الحروب واحتلال البلدان, استغل الشيعة كذلك أسطورة المهدي المنتظر, لتنفيذ أجندتهم التوسعية, واستباحوا باسم المهدي كل الموبقات والمحرمات, وعاثوا في الأرض فسادا وإفسادا.
ولا غرابة في ذلك التقارب بين اليهود والشيعة ولا عجب, فالتوافق بين معتقداتهم الغيبية, والتطابق بين أساطيرهم الوهمية, المسطورة في كتبهم ومراجعهم الدينية, لا تدع مجالا للشك بوحدة أفكارهم ومعتقداتهم, التي قد لا يعلمها كثير من المسلمين اليوم.
إن فتح سجلات التاريخ, والقراءة في صفحاته وبين سطوره كفيلة بالوصول إلى ملامح ذلك التقارب والتوافق بين اليهود والشيعة, فكلاهما استخدم أسلوب النفاق بدخول الإسلام ظاهرا والكيد والبغض والعمل ضده باطنا, فأبو لؤلؤة المجوسي الفارسي تظاهر بالإسلام وقتل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه, وعبد الله بن سبأ كان يهوديا, وتظاهر بالإسلام ليبث سمومه و أفكاره الباطلة المنحرفة بين المسلمين, والتي وصلت إلى حد القول برجعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم, و تأليه علي في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنهما, ولا نبالغ إذا وصفنا ابن سبأ هذا بأنه جد اليهود والشيعة معا, ومنبع الأفكار الضالة التي تبناها الشيعة فيما بعد.
وفي هذا المقال نسلط الضوء على نقاط التوافق والتطابق الاعتقادية بين اليهود والشيعة, والتي تعد بحق من أخطر نقاط التوافق والتطابق بينهما, نظرا لما لها من آثار ونتائج كارثية, سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل, ألا وهي عقيدة الغائب المنتظر, المسيح المنتظر عند اليهود, والمهدي المنتظر عند الشيعة.
ولا بد قبل بيان نقاط التوافق والتطابق بين منتظر اليهود والشيعة, من بيان من هو المسيح المنتظر عند اليهود, ومن هو المهدي المنتظر عند الشيعة.
المسيح المنتظر عند اليهود
ويسميه اليهود الماشيح, وهي كلمة عبرية تعني المسيح المخلص, وهي كلمة تشير إلى شخص مُرسَل من الإله يتمتع بقداسة خاصة، إنسان سماوي وكائن معجز خلقه الإله قبل الدهور, يبقى في السماء حتى تحين ساعة إرساله.
و يُسمَّى هذا المنتظر عند اليهود (ابن الإنسان), لأنه سيظهر في صورة الإنسان وإن كانت طبيعته تجمع بين الإله والإنسان، فهو تَجسُّد الإله في التاريخ، وهو نقطة الحلول الإلهي المكثف الكامل في إنسان فرد.
وهو ملك من نسل داود كما يقولون، سيأتي بعد ظهور النبي إليا ليعدل مسار التاريخ اليهودي، بل البشري، فينهي عذاب اليهود ويأتيهم بالخلاص, ويجمع شتات المنفيين ويعود بهم إلى صهيون, ويحطم أعداء جماعة يسرائيل، ويتخذ أورشليم (القدس) عاصمة له، ويعيد بناء الهيكل، ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية, ويعيد كل مؤسسات اليهود القديمة مثل السنهدرين، ثم يبدأ الفردوس الأرضي الذي سيدوم ألف عام، ومن هنا كانت تسمية (الأحلام الألفية) و(العقيدة الاسترجاعية).
لقد كان اليهود ينتظرون المسيح المخلص الذي يخلصهم من العبودية بعد تشتتهم ويعيد إليهم ملكهم الدنيوي، فلما ظهر نبي الله (عيسى بن مريم عليه السلام) وحاول تخليصهم روحيا وخلقيا من شرورهم، ولم يظهر في صورة ملك يعيد إليهم سلطانهم الدنيوي، أنكروه واضطهدوه، وحتى الآن، واليهود ينتظرون المسيح المخلص في صورة ملك من نسل داود، يخلصهم من الاستعباد والتشتت.
لقد سيطرت فكرة المسيح المنتظر على العقيدة اليهودية فى جميع مراحلها التاريخية, فأطلق هذا اللقب على قورش ملك بلاد فارس رغم وثنيته لا لشئ إلا أنه كان قد حرر اليهود من سبيهم, وفى عصرنا الحديث نرى من اليهود من حاول أن يفسر كل ظاهرة سياسية أو اجتماعية أو دينية, أو حتى علمية كاكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية والراديو بأنه دليل مادى محسوس على قرب قدوم المسيح المخلص, لأن الأرض بهذه المكتشفات أصبحت تمتلئ باسم (يهوه) إله اليهود.
ويزعم اليهود أنه بقدوم المنتظر وظهوره ستظهر كثير من الخوارق, فسيعم السلام العالم, و سيزول الفقر، وستُحول الشعوب أدوات خرابها إلى أدوات بناء، وسيصبح الناس كلهم أحباء متمسكين بالفضيلة، وستكون صهيون بطبيعة الحال مركز هذه العدالة الشاملة.
كما ستقوم كل الأمم على خدمة الماشيَّح, وستسود صهيون الجميع وستحطم أعداءها, وعلى مستوى الطبيعة نجد أن الأرض ستُخصب وتطرح فطيرا، وملابس من الصوف، وقمحا حجم الحبة منه كحجم الثور الكبير، ويصير الخمر موفورا, إلى آخر الأساطير التي يزعمون ظهورها بظهور مسيحهم المنتظر.
المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية
يعتقد الشيعة الاثني عشرية بأن الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الدين, لا يتم الإيمان إلا بالإعتقاد به, ومن لم يذهب مذهبهم في الإمامة فهو غير مؤمن.
ويعتقدون أن الإمام كالنبي تماما في عصمته وصفاته وعلمه, وأنه معصوم من الوقوع في الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن, من سن الطفولة إلى الموت, عمدا أو سهوا, كما يعتقدون بوجوب وجود هذا الإمام في كل عصر, يخلف النبي في وظائفه بهداية البشر وإرشادهم لما فيه الصلاح والسعادة في الدارين, وله ما للنبي من الولاية العامة على الناس في تدبير أمورهم وإقامة العدل بينهم, ورفع الظلم والعدوان من بينهم, فالإمامة استمرار للنبوة.
وما دامت الإمامة كالنبوة فلا يمكن أن تكون إلا بنص من الله تعالى, وذلك على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, أو على لسان الإمام المنصوب بالنص إن أراد أن ينص على الإمام من بعده.
ويعتقدون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد نص على خليفته من بعده, وقد عين ابن عمه علي بن أبي طالب أمينا للوحي وإماما للخلق من بعده في عدة مواطن, ونصبه إماما على المسلمين وأخذ له البيعة بذلك يوم غدير خم, كما أنه صلى الله عليه وسلم نص على الأئمة الاثني عشر من بعده, وهم كما يزعمون: علي بن أبي طالب (المرتضى) ثم الحسن بن علي (الزكي) ثم الحسين بن علي (الشهيد) ثم علي بن الحسين (زين العابدين) ثم محمد بن علي (الباقر) ثم جعفر بن محمد (الصادق) ثم موسى بن جعفر (الكاظم) ثم علي بن موسى (الرضا) ثم محمد بن علي (الجواد) ثم علي بن محمد (الهادي) ثم الحسن بن علي (العسكري) ثم محمد بن الحسن العسكري (المهدي المنتظر عند الشيعة) فهو الحجة في هذا العصر الغائب كما يقولون, وأنه سيرجع ليملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.
والعجيب الغريب في أمر الإمامة هذا أنه لا يستند إلى أي دليل علمي أو تاريخي معتبر, بل هو أمر ابتدعه الشيعة وألزموا به أنفسهم, مما اضطرهم لتنصيب طفل صغير لم يتجاوز السابعة من عمره, وهو محمد بن علي (الجواد), الأمر الذي جعل الشيعة ينقسمون على أنفسهم إثر ذلك, بين معترف بإمامته وغير معترف بها نظرا لصغر سنه وعدم جواز أن يكون الإمام غير بالغ, إذ لو جاز أن يأمر الله تعالى بطاعة غير بالغ, لجاز أن يكلف غير بالغ, فإنه كما لا يعقل أن يحتمل التكليف لغير البالغ, فمن باب أولى أن لا يعقل إمامة غير البالغ.
والأعجب من ذلك والأغرب قولهم بإمامة محمد بن الحسن العسكري (المهدي المنتظر) رغم أن الحسن بن علي (العسكري) لم يكن له خلف, فقد توفي ولم يعرف له ولد ظاهر, فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه, ومع ذلك اخترع وابتدع الاثني عشرية له ولدا وإماما حيا لا يموت إلى يوم القيامة, وادعوا أنه دخل سرداب خفي, وأنه غائب فيه, يحج كل عام, يرانا ولا نراه, وزعموا أنه ولد سنة 256هجرية, وأنه غاب غيبة صغرى عام 260هجرية, ثم غاب غيبة كبرى عام 329هجرية, وأنه سيرجع في آخر الزمان.
ثم كانت خاتمة الغرائب والعجائب في هذا الشأن, ما أعلنه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الإيرانى اللواء محمد حسن نامي, في 26 من مايو من هذا العام 2013م, ببث صوت وصورة (المهدى المنتظر) الذى يبشرون به وينتظرون خروجه، ومن ثم تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة شخص طويل ضخم مغطى الرأس على أنه المهدى المنتظر.
أوجه الاتفاق بين مهدي الشيعة ومسيح اليهود المنتظر
إن المدقق في أوصاف مهدي الشيعة ومسيح اليهود المنتظر, وتفاصيل ما يتمتع به من خوارق وعجائب, إضافة لتفاصيل ما سيفعله كل منهما حين يخرج ويظهر, يكتشف توافقا يصل إلى حد التطابق والتماثل, مما يوحي بوحدة أهم وأخطر عقيدة عند كل من اليهود والشيعة الاثني عشرية.
ومن أهم نقاط الاتفاق والتوافق بين مهدي الشيعة ومسيح اليهود المنتظر ما يلي:
1- تقول الرواية اليهودية: إن المسيح المزعوم بعد أن يظهر يقوم بجمع مشتتي اليهود من كل أنحاء الأرض، ويكونّ منهم جيشاً عظيماً، ويكون مكان اجتماعهم جبال أورشليم في القدس.
جاء في سفر أشعيا (ويحضرون كل إخوانكم من كل الأمم تَـقْدمة للرب على خيل، وبمركبات وبهوادج، وبغال وهجن إلى جبل قدسي أورشليم). (1)
وكذلك عندما يخرج مهدي الشيعة يجتمع إليه الشيعة من كل مكان, ويكون مكان اجتماعهم المدينة المقدسة عند الشيعة وهي مدينة الكوفة, فقد ورد في بحار الأنوار للمجلسي عن أحد موالي الحسن عليه السلام قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: (أين ما تكونوا يأتي بكم الله جميعاً), قال: وذلك والله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان. (2)
2- يزعم اليهود أنه عند خروج مسيحهم المنتظر يحيي الأموات من اليهود, ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى جيش المسيح, كما جاء في سفر حزقيال الإصحاح 37.
وكذلك يزعم الشيعة أنه حين يظهر مهديهم المنتظر, فإنه يحيي الأموات من أتباعه الشيعة, ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى جيش ومعسكر المهدي.
3- عندما يأتي مسيح اليهود المنتظر يحاكم كل من ظلم اليهود ويقتص منهم, فيخرج جثث العصاة ليشاهد اليهود تعذيبهم, في مشهد لا يمكن أن يقوم به به إلا سفاح أو مجرم, فكيف ينسب ذلك للمخلص المرسل من الله كما يزعمون, فقد ورد في الإصحاح الثالث من سفر حزقيال: أن المسيح المنتظر يجمع الأمم الأخرى التي ظلمت اليهود ويحاكمهم ويقتص منهم على ما فعلوه باليهود.
وكذلك الحال عندما يأتي ويخرج مهدي الشيعة المنتظر, فإنه يُخرج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قبورهم فيعذبهم, وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة الصديقة رضي الله عنهم أجمعين, فقد ورد في بحار الأنوار للمجلسي عن بشير النبال عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (هل تدري أول ما يبدأ به القائم عليه السلام, قلت: لا. قال: يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد) ويقصد هنا بهذين هما صاحبي رسول الله أبا بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين.
4- يقتل مسيح اليهود المنتظر حين يخرج ثلثي العالم, ليبقي على اليهود ومن والاهم أو تبعهم, في صورة دموية قاتمة, لا تمت للدين والأخلاق بأي صلة, كما ورد في سفر زكريا في الإصحاح 13.
وكذلك يفعل مهدي الشيعة المنتظر, فقد روى إمامهم الإحسائي في كتاب الرجعة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس فقيل له: فإذا ذهب ثلث الناس فما يبقى؟ قال عليه السلام: أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي. (3)
ومن أوائل من يبدأ بقتلهم مهدي الشيعة المنتظر العرب من قريش, فقد روى المجلسي في بحار الأنوار عن أبي عبدالله أنه قال: (إذا خرج القائم أي مهدي الشيعة لم يكن بينه وبين العرب وقريش الا السيف) (4)
5- عندما يخرج مسيح اليهود المنتظر تتغير أجسام اليهود, فتبلغ قامة الرجل منهم مائتي ذراع, وكذلك تطول أعمارهم, فقد جاء في التلمود عند اليهود ما نصه: إن حياة الناس حينئذٍ ستطول قرونا, والطفل يموت في سن المئة وقامة الرجل ستكون مائتي ذراع.
وكذلك عندما يخرج مهدي الشيعة المنتظر تتغير أجسام الشيعة, فتصير للرجل منهم قوة أربعين رجلا و يطأ الناس بقدميه كما يزعمون, وكذلك يمد الله لهم في أسماعهم وأبصارهم كما يدعون, جاء في كتاب الكافي للكليني, عن أبي الربيع الشامي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: "إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه". (5)
6- في عهد مسيح اليهود المنتظر تكثر الخيرات عند اليهود, فتنبع الجبال لبنا وعسلا, وتطرح الأرض فطيرا وملابس من الصوف, كما جاء ذلك في سفر يوئيل الإصحاح الثالث ما نصه: ويكون في ذلك اليوم أن الجبال تقطر عصيراً والتلال تفيض لبناً وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء.
وكذلك في عهد مهدي الشيعة تكثر الخيرات عند الشيعة, وينبع من الكوفة نهران من الماء واللبن يشرب منهما الشيعة, فقد جاء في بحار الأنوار للمجلسي عن أبي سعيد الخراساني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: (إذا قام القائم بمكة و أراد أن يتوجه إلى الكوفة, نادى مناديه أن لا يحمل أحد منكم طعاما و لا شرابا, ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتي عشرة عينا, فلا ينزل –أي المهدي– منزلا إلا نصبه فانبجست منه العيون فمن كان جائعا شبع ومن كان ظمآنا روي, فيكون زادهم حتى ينزلوا النجف -أي مدينة النجف وهذه المدينة من المدن المقدسة عند الشيعة- من ظاهر الكوفة, فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائما, فمن كان جائعا شبع ومن كان عطشانا روي) (6)
إن توافق وتطابق قصة المنتظر بين اليهود والشيعة, تثبت بما لا يدع مجالا للشك اقتباس المتأخر من المتقدم, مع تغيير بالألفاظ دون أن تأثر بالجوهر والمعنى, خاصة إذا علمنا بأن هناك روايات كثيرة وردت في كتب الشيعة, كترجمة حرفية للنسخة اليهودية في قصة المنتظر, كمناجاة المهدي ربه سبحانه وتعالى باللغة العبرية, وفتحه للمدن بالتابوت اليهودي ومعه عصا موسى عليه السلام, إضافة لحكمه بين الناس بحكم آل داود وليس بالقرآن.
إن صفات وخصائص وأفعال المنتظر عند اليهود والشيعة كما وردت في كتبهم ومراجعهم, هي بمجموعها تشير إلى المسيح الدجال في مذهب أهل السنة والجماعة, أعاذنا الله تعالى والمسلمين من فتنته. آمين
الفهارس
(1) سفر أشعيا 66/20
(2) بحار الأنوار للمجلسي 52/291
(3) كتاب الرجعة 52
(4) بحار الأنوار للمجلسي 52/355
(5) الكافي للكليني 8/241
(6) بحار الأنوار 52/335
(7) ومن أهم مراجع المقال : موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري , وكتاب مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع للدكتور علي السالوس .
المصدر :
https://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=3179&ct=4&ax=5