الصوفية والتصوف في الجزائر (الجزء الخامس) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الصوفية والتصوف في الجزائر (الجزء الخامس)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-06, 13:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
essarab
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الصوفية والتصوف في الجزائر (الجزء الخامس)

وكان احتلال الفرنسيين لبسكرة والأغواط وعين ماضي تم بمساعدة التيجانيين الذي اعتبر أحد شيوخ الطريقة (الحاج علي) أن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان من قضاء الله ولذلك لا يوجب مقاومته كما ذكر صاحب المصدر السابق: " وقد أعلن الحاج علي شيخ التجانية بـ (تماسين) سنة 1844م عند احتلال بسكرة بقيادة (الدوق دومال)، أنّ ذلك كان من قضاء الله، ونَصَحَ بعدم التعرض للفرنسيين".

إن ظاهرة انتشار التصوف وخرافاته وفساده جعل شعوب المنطقة يقعون تحت وطأة تأثيره فتفشى بين الشيوخ والمسئولين ولذلك لم يجد الفرنسيون صعوبة في تجنيد العملاء في الجزائر لتمكينهم من احتلال البلاد، وكان شيخ الطريقة التيجانية يخبر أتباعه بأن فرنسا قادمة إلى الجزائر قبل أن تطأ أقدام جيوشها البلاد، فأوصى أتباعه أن لا يتعرضوا لها بأذى ويفسحوا لها السبيل لاحتلال الجزائر لأنهم حسب قوله هم أهل ذمة لا يجوز التعرض لهم، أما الأمير عبد القادر فكانوا يصفونه بالخارجي الذي تمرد عن السلطة الفعلية وولاة الأمر الفرنسيين.

ومن أمثال صوفية الأمير عبد القادر الذين ثاروا ضد المحتل الفرنسي وقاموا بدور إيجابي لصالح البلد كان منهم كما قال أبو القاسم سعد الله: " الحاج السعدي ومحيي الدين والبركاني وأحمد الطيب بن سالم من أوائل الذين رموا بعمامة التصوف ولبسوا خوذة الجهاد، رغم أنهم من زوايا معروفة في نواحيهم... وقد كانت الجزائر والإسلام في أعنف الأزمة خلال العقدين الأولين من الاحتلال، فإذا بمعظم الطرق الصوفية تتحرك في الاتجاه التاريخي المذكور إلاّ التجانية والحنصالية والعيساوية ... فقد رأت غير ذلك". الحركة الوطنية الجزائرية

وأول عمل تخريبي قامت به فرنسا عندما احتلت الجزائر أنها دمرت كل المساجد والزوايا التابعة للأمير عبد القادر التي كانت تعتبرها أماكن للدعاية وتحريض الشعب ضد المستعمر وعملت كذلك على تشويه صورته، وأما الزاوية التيجانية فقد ظلت تحظى بدعم مادي ومعنوي، وكانت تنظر التيجانية للأمير عبد القادر بمثابة العدو الأكبر لفرنسا ولها، وهي شهادة تثبت أنه كان عدوا حقيقيا وليس متواطئا مع فرنسا ولا صديقا لها ولا يجوز أن يتهم بالخيانة أو بكل ما صدر على خلفية أنه كان صوفيا. فضلا عن أن الأمير عبد القادر كان قد جاهد الاحتلال الفرنسي 17 عاما، واستمر أبناؤه من بعده على نهجه الجهادي، واستشهدوا في مواقع مختلفة من الأقطار وما ذلك إلا دلالة على أن الأمير كان مجاهدا بغض النظر عن صوفيته.
لأننا إذا تحدثنا عن عصره، تحدثنا عن عصر كان يغلب التصوف على معظم رجاله وتعظيمهم لكل ما قيل عنه أنه ولي، وهو طابع رسخته الدولة العثمانية الصوفية في الجزائر. غير أنه لا شك أن بعض الصوفية من أمثال الشيخ عبد الرحمن الأخضري وهو شاذلي الطريقة ومن أمثاله الكثير فضح زنادقة الصوفية الذين يعتقدون بالحلول ووحدة الوجود كما جاء في بعض أبيات قصيدته:
والرقـصُ والصراخ والـتصفيــق عــمداً بذكـــر اللـــه لا يـليــــق
إنـــما المـطلوبُ في الأذكــــارِ الــــذكرُ بالــخُشـوع والـوقـــــارِ
فــقد رأينـا فرقــةً إنْ ذَكَـــروا تَبَدَّعـــوا وربّمــا قد كـفــــــــروا
وفعلـوا في الـــذكر فـعلاً منكراً صعبًا فجاهدهم جـهادًا أكبــــــرا
خلّوا من اسم الــله حرف الهاء فألحدوا في أعـــــظم الأســــــماء
لـــقد أتوا واللــــه شـيئـــاً إدّاً تخرمنـــــه الـشامخات هـــــــداً
وزعمـــوا أن لـــــهم أحــــوالا وأنــــهم قد بلـــغوا الكمـــــــالا
حاشا بساط الــقـــدس والكمال تـطـــؤه حوافر الـــجهــــــــال
والجاهلون كالحمير المـــوكفــه والعارفـــون ســـــــادة مشرفـــة
ويذكـــــرون اللــــه بالـتَّغْبِير ويشْطَحون الشَّــطــــــح كالحمــير
وينبحـــــون النبح كالكــلاب طَريقُهم ليست عـلى الــــــصَّواب
وليس فيهــم من فتى مـــطيع فـلعنة اللــــه علـــى الجميـــــع
قــد ادَّعــــــوا مراتباً جليلـة والشـرع قد تجنَّـبــــــوا سبيلـــه
قد نبذوا شرعــــة الرســـــولِ والقوم قد حــــــادوا عـن السبيلِ
لم يقتدوا بسيـــد الأنــــــــام فـخرجوا عـــــن ملَّــة الإســـلام
لم يدخلوا دائــرة الشريعــــة وأولعـــــوا بـبـــدعٍ شنـيعــــة
لم يعملوا بمقتضى الكتـــــاب وسـنَّةِ الهادي إلــــى الصَّــواب
قــــد مَلَكَت قلوبَـهم أوهـــام فالـــــقوم إبليـس لــهم إمــــام

والغريب في الأمر أن بعض الكتب التي صدرت في السنوات الأخيرة نسبت كل حركات المقاومة طيلة القرون الأخيرة في الجزائر إلى التيار الصوفي، كما لو أن الشعب الجزائري كان بجميع شرائحه ينتمي إلى التيار الصوفي، مدعين أن كل الزوايا كانت تحت سيطرتهم رغم أن الواقع يثبت أنها كانت تحت إشراف شيوخ يحسبون على المذهب المالكي، وهم من كانوا يقومون بنشاطات تعليمية وتحسيسية واجتماعية وكانوا يقومون كذلك بدور توحيد القبائل وفض النزاعات بينها والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتكفل بمشاكل الفقراء والأرامل وإيواء الأيتام وتوفير المأوى والطعام وحل الخلافات على الأراضي. كل هذه الأدوار كانت من اختصاص شيوخ الزوايا الذين يفصلون في مسائل كثيرة وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية، وبتعبير آخر كانت الزاوية المرجع الأعلى لفض النزاعات، وقد كانت تعتبر محكمة غالبية المجتمع الجزائري في غياب المؤسسة الرسمية.

يقول الكاتب الفرنسي Lehraux Leon بشأن دور الزوايا خلال زيارته إلى الجزائر في عهد الاحتلال: " تعتبر الزاوية مقرّا للقضاء، فهي تختصّ بالفصل في القضايا المدنيّة والجنائيّة، حيث كانت تحلّ من قبل الشيخ بحكم مكانته العلميّة والاجتماعيّة وما هو مشهود عنه من عدل وحكمة وعلم، ويكون فصله إمّا بالصلح والتراضي، أو بالتعويض، أو الفدية، فالقضايا المدنيّة متمحورة في النزاعات حول الأراضي، والمباني أو الميراث، والقضايا الجنائيّة تتمثّل في جرائم القتل وتدخّل الأعراش للثأر. كما تعتبر الزاوية مقرا لعقد القران، والتعاقد بين الأفراد". والكاتب هنا لا يقصد بقوله الزوايا الصوفية.

وبالإجمال فإن الزوايا في الجزائر التي كانت لا تحسب على الطرقية لم تعلم الناس فكر ابن عربي وابن الفارض والتلمساني الداعية إلى النكوص وعقيدة وحدة الوجود. ولذلك يشهد لها التاريخ أنها كانت قلاع متينة في وجه حملات التبشير ومشاريع الاحتلال لمحو الهوية الوطنية والخروج عن العقيدة الصحيحة. فالتصوف انحراف عن الدين القويم وعن العقيدة الصحيحة والتفسير الحقيقي للقرآن والأحاديث النبوية ودعاوى شيوخه باطلة، وليتأمل القارئ قليلا كيف يتلاعب عبد الكريم الجيلاني بالقرآن ويجعل من محمد إلها في تفسيره لسورة الإخلاص:" قل يا محمد الإنسان هو الله أحد. فهاء الإشارة في ( هو ) راجع إلى فاعل قل وهو أنت !"، أي بمعنى أن محمدا هو الله.









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, الخامس), الجزائر, الصوفية, والتصوف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc