صديقان ولا كل الاصدقاء

[oum imane83]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اليوم اردت نحكي لكم قصة صديقين .. سميتوهم الاول (م )... والثاني (س )

شابان جد مقربان لبعضهما البعض ... درسا معا .. الاول (.م) توقف عن الدراسة في الثالث ثانوي لم يسعفه الحظ لنيل شهادة الباكالورياودخل في تجارة مع والده ... والثاني (س) كمل دراسته في الجامعة وتحصل على منصب بعدها في مؤسسة حكومية ...

هاد الشابان تقريبا لا يفترقان ابدا .. لا يمر يوم دون ان يلتقيا .... وحتى في يوم راحتهما ايضا يلتقيا ن.... . س يمر عليه لمنزله لاخده او يدهب الى مقر عمله بعدما يخرج هو من عمله ... ... لديهم نقاط مشتركة وهي حسن الخلق ... وجديتهم في الحياة .. يضحكو معا يحوسو معا .يتشاورو يوقفو مع بعض في اوقات الشدة والفرح .. بالمختصر علاقتهم قوية وربما اكثر من الاخوة....وحتى اهل كل واحد منهما يحب الاخر وكانه ولده من لحمه وصلبه ...

(س) خطب وتزوج ... صاحبه (م) وقف معاه وحتى عائلته فرحت كثير بخبر زواج صديق ولدهم و في بالهم هكدا ولدهم م ايضا يفكر يتزوج بعدما تزوج صاحبه وتقل لقائتهما يحس بالوحدة قليلا.ويتزوج هو ايضا ..تصورو (س) في صباحيته كان من المفروض يظل مع عروسه لكنه هو جاء لمنزل صديقه (م) .. وخرجو مع بعض ..

مرت الايام الشهور وما تبدل اي شيء في علاقتهم و زواج الصديق لم ياثر في علاقتهما ربما زادتهم قربا ..

(س )لا يعمل اي شيء دون اللجوء لصديقة (م) ... ثقته فيه جد كبيرة في قرارته وعقليته مثلا عندما يحب يشري اي شيء لازم ياخد معاه صديقه وخاصة الامور المتعلقة به مثلا شراء سيارة او بيعها .. وثائق ادراية ..الخ

.. بعد يوم شاق في العمل (م) ظل مع جيرانه في الحومة ..اتصل به (س) وطلب منه يرافقه في الصباح لسوق السيارات لبيع سيارته ..

في صباح كيما كان الحال .. (س) بعدما فطن على 7 جاز لمنزل صديقه (م) واخده معه ولكن للاسف لم يرجعو مع بعض كالعادة حتى انهم ما كملوش حتى الطريق للسوق عملو حادث سير في الطريق شاب في العشرينات جاء بسرعة فائقة وهو من ولاية اخرى وتجاوز شاحنة كانت قبله ودخل فيهم ... (م) توفى مباشرة رغم ان جهته لم تمس باي ادى بعكس جهة السائق (س) .. .
(س ) اخدوه للمستشفى وتعرض مسكين لعدة عمليات على مستوى رجليه نتيجة كسور في ركبيتيه خاصة اليمنى .. .. وربي لم يكتب ان يحضر جنازته وبعدما ما فطن من الغيبوبة بعد اسبوع من الحادث لم يخبروه بامر وفاة صديقه (م) خوفا من تفاقم حالته حتى اهل المتوفي كانو عندما يزوروه يعملو المستحيل يخبيو حزنهم ودموعهم ويضطرو يكدبو عندما يسالهم عن حالة صديقه ويحكي لهم .. كان كل كلامه على صداقتهم ومدى تعلق به وهو مايعرفش انه خلاص مات .. واهله يكضمو حزنهم وقلبهم يتعصر الما ويحاول جاهين يواسيه ويضحكو في وجه ... وعرف بعد عشرين يوم ولمحلل النفسي الي تكفل باخباره ..تقدرو تتصورو حالته هو نسى كل شيء يتعلق بالحادث حتى انه نسا الكلام الي دار بيناتهم طيلة الطريق .....

مرت الايام والشهور وقعد الاتصال بين(س) واهل (م) ..و يزورو بعضاهم ويتصلو للاطمئنان على بعض ...

وهو ما زاله متفكر كلامهم دكرياتهم الجميلة مع بعض
وفي بعض الاحيان يحكي لاخوة صديقه (م) المتوفي .. قال كنت كي نحكي معاه ونقول يا (م) راك تجري بزاف على جال خدمة الناس والجمعيات الخيرية خمم في روحك ودير دار وكان( م) ربي يرحمه يجاوبو لن اعيش طويلا انا نموت هكدا صغيرسبحان الله ربما هو كان حاسس لانه كان يهدر بزاف عل الموت ....