الصبر على جور الولاة للحافظ بن رجب. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الصبر على جور الولاة للحافظ بن رجب.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-10, 10:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B11 الصبر على جور الولاة للحافظ بن رجب.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .
اما بعد...
فقد وجدت كلاما بديعا للامام بن رجب في الصبر على الولاة ، أحببت نقله ليستفيد الاخوة_ولا اخالهم يجهلونه ولكن من باب الذكرى تنفع المؤمنين_اسأل الله ان ينفع به.
والنقل من المكتبة الشاملة.

قال رحمه الله :قال المصنف رحمه الله تعالى:

[ حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي حدثنا زهير حدثنا مطرف بن طريف عن أبي الجهم عن خالد بن وهبان عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفيء؟ قلت: إذن والذي بعثك بالحق! أضع سيفي على عاتقي ثم أضرب به حتى ألقاك أو ألحقك، قال: أولا أدلك على خير من ذلك؟ تصبر حتى تلقاني)]. أورد أبو داود رحمه الله حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفيء)، يعني: ما حالكم معهم وما موقفكم منهم؟ ومعلوم أنه قد جاءت الأحاديث الكثيرة في الصبر عند الأثرة، وأن الإنسان لا يقدم على شيء فيه مضرة من أجل حظ فاته من حظوظ الدنيا، أو أنه استؤثر عليه بشيء من أمور الدنيا، والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى الأنصار رضي الله عنهم بأن يصبروا، (وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالسمع والطاعة، فكان أصحابه يبايعونه على الطاعة في عسرهم ويسرهم، ومنشطهم ومكرههم، وعلى أثره عليهم). أي أن يستأثر بالمال دونهم فلا يدعوهم ذلك إلى الخروج وإحداث فتن تترتب عليها أضرار لا حد لها، فإن الأمن والاطمئنان خير من فوات شيء يريد بعض الناس أن يكون له. فالواجب السمع والطاعة وعدم الخروج وعدم إيجاد أي شيء يحدث الفتن والقلاقل ويفرق الجمع، ويخل بالأمن، ولو فات الإنسان شيء من حظوظ الدنيا. قوله: (يستأثرون بهذا الفيء). والفيء: هو ما يؤخذ من الكفار بدون قتال، وحكمه أن يصرف في مصالح المسلمين، وإذا حصل بقتال فإنه غنيمة، والغنيمة تقسم أخماساً: أربعة أخماس منها تكون للغانمين، وخمس يكون للمصارف التي ذكرها الله عز وجل بقوله: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ.. [الأنفال:41] الآية. قوله: [ (تصبر حتى تلقاني) ]. أي: تصبر حتى الموت، وهذا لا يدل على أن الأموات يتلاقون في البرزخ، ولكن كما جاء في الأنصار: (فاصبروا حتى تلقوني على الحوض). قوله: [ (قلت: إذن والذي بعثك بالحق! أضع سيفي على عاتقي، ثم أضرب به حتى ألقاك أو ألحقك)]. معناه: أي أنه سيقاتل من حصل منه ذلك، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشده إلى ما هو خير من ذلك، وهو ما يكون فيه السلامة، وعدم حصول الشيء الذي فيه مضرة، فقال له: (أولا أدلك على خير من ذلك؟ تصبر حتى تلقاني) يعني: أن الإنسان يصبر ولو حصل له ما حصل من المضرة، أو فاته ما فاته من المصالح، وذلك حتى ينتقل من هذه الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة ولم تحصل منه فتن وأمور يترتب عليها إضرار بالعامة، وحصول اختلال الأمن الذي لا يقر للناس معه قرار، ولا يهدأ لهم بال، ولا يطيب لهم عيش، ولا يأمنون على أنفسهم، ولا يستريحون في بيوتهم. ولهذا جاءت الأحاديث الكثيرة في الصبر على جور الولاة وتحريم الخروج عليهم ولو كانوا جائرين، لما يترتب على الخروج من أضرار تفوق جورهم، وذلك بما يحصل بسبب ذلك من الفتن واختلال الأمن، وأن الناس لا يأمنون على أنفسهم ولا على أموالهم ولا على أعراضهم. وقد يقال: هل قوله: (أولا أدلك على خير من ذلك؟) فيه إرشاد إلى ما هو أفضل مع جواز الخروج؟ والجواب: لا يدل على ذلك؛ لأن النصوص واضحة في النهي عن الخروج، وهذا أخذ بالمشتبهات، والواجب هو الأخذ بالأمور الواضحة الجلية التي فيها تحريم الخروج على الولاة ولو كانوا جائرين، أو استأثروا بالمال، ولكن هذا فيه الإرشاد إلى ما فيه السلامة وإلى ما هو خير للإسلام والمسلمين، وهو الصبر وعدم الخروج.)).
(27_329).(27-330)

جزى الله ناقله خيرا .


رحم الله الحافظ ابن رجب الحنبلي و أدخله الفردوس الأعلى

تأصيل عظيم في الصبر على جور ولاة الأمور ، لو فقهه أصحاب الفكر الثوري

لذهب عنهم ما يجدونه من تناقضٍ و خلطٍ ، و جهلٍ بأصول أهل السنة في التعامل مع الحكام

نسأل الله لنا و لهم الهداية !!!








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-11-10, 10:35   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم سلمة عادت
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-10, 10:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مشكاة الهدى
رحمها الله
 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت اخي الكريم

جزاك الله كل الخير










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-10, 12:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الامام الغزالي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الامام الغزالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار مشاهدة المشاركة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .
رحم الله الحافظ ابن رجب الحنبلي و أدخله الفردوس الأعلى

تأصيل عظيم في الصبر على جور ولاة الأمور ، لو فقهه أصحاب الفكر الثوري

لذهب عنهم ما يجدونه من تناقضٍ و خلطٍ ، و جهلٍ بأصول أهل السنة في التعامل مع الحكام

نسأل الله لنا و لهم الهداية !!![/color]
أخي الكريم قرأت بعض ماتكتب فخيل لي انك وقعت في الافراط تأتي بكلام اهل العلم حول الصبر على الحكام لكن وددت لو انك اخذت نصوص علمية لاهل العلم في زجر الحكام لانني في رأيي بهذا الاقوال ستزيدهم غيا الى غيهم والحكام الذين يصبر عليهم هم من أمثال الخلفاء من بني امية او بني العباس أو ال عثمان ام الذين ينشؤون مدارس لتخريج ظباط لقمع الشعوب واغلاق المدارس العلمية وعدم الاهتمام بها ومحاربة العلماء وطلاب العلم سواء بتكسير الجامعات الاسلامية و تثبيت في الادارة في هاته الكليات اناس لم يعرفوا حتى مامعنى كلمة الشريعة بابسط الاحوال لانم من تخصصات اخرى وتأتي بكلام ابن رجب رحمه الله الذي كان ابن بيئته في اصدار حكمه اخي الكريم ماتلفظ من قول الا وستسأل عنه امام الله تبارك وتعالى حتى وان لم نعرفك نحن فإن الله يراك
تحياتي لك ونسأل الله لك التوفيق والسداد









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-10, 13:05   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الامام الغزالي مشاهدة المشاركة
أخي الكريم قرأت بعض ماتكتب فخيل لي

أخي بارك الله فيك !! حاول اختيار الألفاظ المناسبة لأننا لسنا في علم الخيال بل في الحقيقة

انك وقعت في الافراط تأتي بكلام اهل العلم حول الصبر على الحكام لكن وددت لو انك اخذت نصوص علمية لاهل العلم في زجر الحكام

هذا الذي نعلمه و تعلمناه من كلام العلماء الكبار و الثقات ، أما ما تدندن عنه أنت و أمثالك فلم نسمع أن قال به واحد من علماء السلف

لانني في رأيي بهذا الاقوال ستزيدهم غيا

لا تعليق على هذا الكلام لأنّه لا دليل عليه



الى غيهم والحكام الذين يصبر عليهم هم من أمثال الخلفاء من بني امية او بني العباس أو ال عثمان

شنشنة قديمة و معروفة !!! لا دليل عليها
هات من كلام السلف من يقول بهذا الفهم العقيم


ام الذين ينشؤون مدارس لتخريج ظباط لقمع الشعوب واغلاق المدارس العلمية وعدم الاهتمام بها ومحاربة العلماء وطلاب العلم سواء بتكسير الجامعات الاسلامية و تثبيت في الادارة في هاته الكليات اناس لم يعرفوا حتى مامعنى كلمة الشريعة بابسط الاحوال لانم من تخصصات اخرى

سبق الرد على مثل هذا الكلام الممل الذي لا أساس علمي له .


وتأتي بكلام ابن رجب رحمه الله الذي كان ابن بيئته في اصدار حكمه

ما شاء الله عليك !!! أراك استدركت على الحافظ ابن رجب وما أدراك ما الحافظ ابن رجب الحنبلي

كان عليه أن يقول أنّ كلامي هذا صالح لزماني و بيئتي فقط !!!

أليس كذلك .؟؟؟


اخي الكريم ماتلفظ من قول الا وستسأل عنه امام الله تبارك وتعالى حتى وان لم نعرفك نحن فإن الله يراك

وما أدري هل استحضرت أنت هذا الأمر أم لا ؟؟؟؟



تحياتي لك ونسأل الله لك التوفيق والسداد

آمين
الحمد لله على نعمة الإسلام و السنة









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-10, 13:22   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*ابن الاسلام*
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وهل أنت تقارن بين سلاطين المماليك الدين نصرو الاسلام وجاهدوا في سبيل الله أيام الحافظ ابن رجب وبين طغاة العصر الدين يحاربون الاسلام وينشرون الشرك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا لسداجة العقووووووووووووول










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-11, 19:12   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *ابن الاسلام* مشاهدة المشاركة
وهل أنت تقارن بين سلاطين المماليك الدين نصرو الاسلام وجاهدوا في سبيل الله أيام الحافظ ابن رجب وبين طغاة العصر الدين يحاربون الاسلام وينشرون الشرك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا لسداجة العقووووووووووووول

واقعنا الذي نعيشه الآن ((واقع مُكَرَّر)) بمعنى الكلمة!، وهذا الواقع قد عايشه جميع أئمة الإسلام وتَكَرَّرَ أمام أعينهم في أزمان عديدة خلال فترة لا تقل عن ستمائة عام سبقت؛ أي منذ دخول التتر بلاد الإسلام، وإليك بعض الأمثلة التاريخية التي تشير إلى وجود مثل حكام زماننا فيما سبق من القرون:

1- جاء في القاموس الإسلامي -التابع لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ص (48) نقلاً عن الموقع الرسمي (http:\www.al-islam.com) بإشراف معالي الوزير الشيخ/صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ- جاء فيه:
أن "القوانين التي وضعها جنكيز خان ورتب فيها أحكاما وحدد فيها حدودا...كانت هي لب القانون الذي يطبق في الخلافات بين المماليك في عصر سلاطين المماليك.‏..."اهـ باختصار.

2- وقال المؤرخ الشهير يوسف بن تغري بردي -في "النجوم الزاهرة" (7/182)- :
(كان الملك الظاهر [بيبرس] رحمه الله يسير على قاعدة ملوك التتار وغالب أحكام جنكزخان من أمر اليسق والتورا..)اهـ.

3- وقال محمد فريد بك المحامي -في "تاريخ الدولة العثمانية"ص (177-178) نقلاً عن كتاب "التبيين والتفصيل في مسألتي التقنين والتبديل" لأبي عمر العتيبي- قال عند ذكر الترتيبات الداخلية للسلطان (محمد الفاتح):
"ووضع أول مبادئ القانون المدني وقانون العقوبات فأبدل العقوبات البدنية أي السن بالسن والعين بالعين وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني الآتي ذكره"اهـ.

ولم يُعْلَم أن أحدًا من أهل العلم -ممن عاصر هؤلاء الحكام الذين حكموا بالياسق أو بالقوانين- نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج على هؤلاء الحكام المبدلين لشرع رب العالمين لمجرد أنهم حكموا بغير ما أنزل الله على صورة مكفرة؛ بل قد عُلِمَ منهم نقيض ذلك من الاعتراف بإمامة هؤلاء الحكام، والدعاء لهم، والجهاد معهم، وعدم الخروج عليهم...إلخ.

وكذلك فهذا هو مذهب كل الأئمة الكبار من (أهل السنة) المعاصرين أيضًا؛ فقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله -كما في لقاءات الباب المفتوح رقم (51) الوجه (ب) الدقيقة (00:12:41)/بفهرسة أهل الحديث والأثر-:هل ترد موانع التكفير أو ما اشترطه أهل السنة والجماعة في إقامة الحجة على من حكم بغير ما أنزل الله (تشريعاً عاماً)؟.

فأجاب: "كل إنسان فعل مكفراً [فلابد] أن يوجد فيه مانع التكفير، ولهذا جاء في الحديث الصحيح لما سألوه هلننابذ الحكام؟ قال: (إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان) فلابد من أن يكون الكفر صريحًا معروفًا لا يحتمل التأويل، فإن كان يحتمل التأويل فإنه لا يكفر صاحبه وإن قلنا إنه كفر. فيفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، قد تكون الفعلة فسقاً ولا يفسق الفاعل لوجود مانع يمنع من تفسيقه، وقدتكون كفراً ولا يكفر الفاعل لوجود مانع يمنع من تكفيره، وما ضر الأمة الإسلامية في خروج الخوارج إلا هذا التأويل الفاسد، تتأول الخوارج مثلاً أن هذا كفر؛ فتخرج، فالخوارج كانوا مع علي بن أبي طالب على جيش أهل الشام ، فلما وقعت المصالحة بين علي بن أبي طالب وأهل الشام خرجت الخوارج الذين كانوا معه عليه حتى قاتلهم وقتلهم والحمد لله، لكن الشاهد أنهم خرجوا وقالوا: أنت حكمت بغير ما أنزل الله؛ لأنك حكمت البشر، فخرجوا عليه.

فالتأويل الفاسد هو البلاء؛ بلاء الأمة. فقد يكون الشيء غير كفرٍ فيعتقدها هذا الإنسان أنه كفر بواح فيخرج، وقد يكون الشيء كفراً لكن الفاعل ليس بكافر لوجود مانع يمنع من تكفيره، فيعتقد هذا الخارج أنه لا عذر له فيخرج!. ولهذا يجب على الإنسان التحرز من التسرع في تكفير الناس أو تفسيق الناس، ربما يفعل الإنسان فعلاً فسقاً لا إشكال فيه، لكنه لا يدري، فإذا قلت: يا أخي! هذا حرام. قال: جزاك الله خيراً. وانتهى عنه. أليس هذا موجودًا؟!؛ بلى بلا شك إذاً: كيف أحكم على إنسان بأنه فاسق دون أن تقوم عليه الحجة؟.

فهؤلاء الذين تشير إليهم [يعني ممن يحكمون بالقوانين] مما يجري في الساحة بين حكام العرب والمسلمين قد يكونون معذورين فيه لم تُبَيَّن لهم الحجة، أو بينت لهم وجاءهم من يلبس عليهم ويشبه عليهم مثلاً. فلا بد من التأني في الأمر..." اهـ.











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-11, 19:29   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الباشـــــــــــق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الباشـــــــــــق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال أحد الحكماء :

( لا تشغل نفسك بالدعاء على ملك ظالم ، لكن اشغل نفسك بإصلاح نفسك )









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-11, 20:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*ابن الاسلام*
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة

واقعنا الذي نعيشه الآن ((واقع مُكَرَّر)) بمعنى الكلمة!، وهذا الواقع قد عايشه جميع أئمة الإسلام وتَكَرَّرَ أمام أعينهم في أزمان عديدة خلال فترة لا تقل عن ستمائة عام سبقت؛ أي منذ دخول التتر بلاد الإسلام، وإليك بعض الأمثلة التاريخية التي تشير إلى وجود مثل حكام زماننا فيما سبق من القرون:

1- جاء في القاموس الإسلامي -التابع لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ص (48) نقلاً عن الموقع الرسمي (http:\www.al-islam.com) بإشراف معالي الوزير الشيخ/صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ- جاء فيه:
أن "القوانين التي وضعها جنكيز خان ورتب فيها أحكاما وحدد فيها حدودا...كانت هي لب القانون الذي يطبق في الخلافات بين المماليك في عصر سلاطين المماليك.‏..."اهـ باختصار.

2- وقال المؤرخ الشهير يوسف بن تغري بردي -في "النجوم الزاهرة" (7/182)- :
(كان الملك الظاهر [بيبرس] رحمه الله يسير على قاعدة ملوك التتار وغالب أحكام جنكزخان من أمر اليسق والتورا..)اهـ.

3- وقال محمد فريد بك المحامي -في "تاريخ الدولة العثمانية"ص (177-178) نقلاً عن كتاب "التبيين والتفصيل في مسألتي التقنين والتبديل" لأبي عمر العتيبي- قال عند ذكر الترتيبات الداخلية للسلطان (محمد الفاتح):
"ووضع أول مبادئ القانون المدني وقانون العقوبات فأبدل العقوبات البدنية أي السن بالسن والعين بالعين وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني الآتي ذكره"اهـ.

ولم يُعْلَم أن أحدًا من أهل العلم -ممن عاصر هؤلاء الحكام الذين حكموا بالياسق أو بالقوانين- نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج على هؤلاء الحكام المبدلين لشرع رب العالمين لمجرد أنهم حكموا بغير ما أنزل الله على صورة مكفرة؛ بل قد عُلِمَ منهم نقيض ذلك من الاعتراف بإمامة هؤلاء الحكام، والدعاء لهم، والجهاد معهم، وعدم الخروج عليهم...إلخ.

وكذلك فهذا هو مذهب كل الأئمة الكبار من (أهل السنة) المعاصرين أيضًا؛ فقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله -كما في لقاءات الباب المفتوح رقم (51) الوجه (ب) الدقيقة (00:12:41)/بفهرسة أهل الحديث والأثر-:هل ترد موانع التكفير أو ما اشترطه أهل السنة والجماعة في إقامة الحجة على من حكم بغير ما أنزل الله (تشريعاً عاماً)؟.

فأجاب: "كل إنسان فعل مكفراً [فلابد] أن يوجد فيه مانع التكفير، ولهذا جاء في الحديث الصحيح لما سألوه هلننابذ الحكام؟ قال: (إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان) فلابد من أن يكون الكفر صريحًا معروفًا لا يحتمل التأويل، فإن كان يحتمل التأويل فإنه لا يكفر صاحبه وإن قلنا إنه كفر. فيفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، قد تكون الفعلة فسقاً ولا يفسق الفاعل لوجود مانع يمنع من تفسيقه، وقدتكون كفراً ولا يكفر الفاعل لوجود مانع يمنع من تكفيره، وما ضر الأمة الإسلامية في خروج الخوارج إلا هذا التأويل الفاسد، تتأول الخوارج مثلاً أن هذا كفر؛ فتخرج، فالخوارج كانوا مع علي بن أبي طالب على جيش أهل الشام ، فلما وقعت المصالحة بين علي بن أبي طالب وأهل الشام خرجت الخوارج الذين كانوا معه عليه حتى قاتلهم وقتلهم والحمد لله، لكن الشاهد أنهم خرجوا وقالوا: أنت حكمت بغير ما أنزل الله؛ لأنك حكمت البشر، فخرجوا عليه.

فالتأويل الفاسد هو البلاء؛ بلاء الأمة. فقد يكون الشيء غير كفرٍ فيعتقدها هذا الإنسان أنه كفر بواح فيخرج، وقد يكون الشيء كفراً لكن الفاعل ليس بكافر لوجود مانع يمنع من تكفيره، فيعتقد هذا الخارج أنه لا عذر له فيخرج!. ولهذا يجب على الإنسان التحرز من التسرع في تكفير الناس أو تفسيق الناس، ربما يفعل الإنسان فعلاً فسقاً لا إشكال فيه، لكنه لا يدري، فإذا قلت: يا أخي! هذا حرام. قال: جزاك الله خيراً. وانتهى عنه. أليس هذا موجودًا؟!؛ بلى بلا شك إذاً: كيف أحكم على إنسان بأنه فاسق دون أن تقوم عليه الحجة؟.

فهؤلاء الذين تشير إليهم [يعني ممن يحكمون بالقوانين] مما يجري في الساحة بين حكام العرب والمسلمين قد يكونون معذورين فيه لم تُبَيَّن لهم الحجة، أو بينت لهم وجاءهم من يلبس عليهم ويشبه عليهم مثلاً. فلا بد من التأني في الأمر..." اهـ.


عن أي واقع تتكلم وأنت تجعل سلاطين المماليك أمثال الظاهر بيبرس وقطز في كفة واحدة مع طغاة العصر ؟
وأما ماوضعته من نقولات فهي دعاوي باطلة لا أساس لها من الصحة
فالمماليك كان قضاؤهم اسلاميا وكان في عهدهك بار أهلا لعلم والقضاء الشرعيين أمثال الحافظ ابن حجر وتأتي أنت يا جمال لتخبرنا أن المماليك يحكمون بقانون التتار
المماليك جاهدو المغول وحموا الاسلام ونشرو العلم الشرعي فأين وجوه الشبه بين طغاة العصر الدين يحكمون بغير ما أنزل الله ويحاربون الاسلام وينشرون الشرك والفسوق وسلاطين المماليك؟

وأما الدولة العثمانية فالدي أعلمه أنه تم تكفيرها من طرف أئمة الدعوة النجدية وهدا ليس في صالحك

+
أئمة الاسلام لم يرضوا الا بالعيش تحت دولة تحكم بما أنزل الله والتاريخ خير شاهد فقد خرج الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير على الحجاج حين انتشر لظلم والبطش وخرج العباسيون على بني أمية حين انتشر الفسق والفجور وخرج أئمة الدعوة النجدية على العثمانيين حين انتشر الشرك والكفر فهاؤلاء خرجوا على حكامهم فهل هم خوارج وكلاب النار؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-11, 20:12   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نورة أسماء
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نورة أسماء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت أخي وسلمت يمناك










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-11, 20:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الحارث
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

نعم اخي ربما بعض كلامك صحيح لانه من كلام العلماء لكن اعلم اخي ان هذه المسالة من المساءل الخلافية منذ الزمن الاول

وانه كما يجب الصبر على الحكام لاتقاء الفتنة فايضا الواجب على الاقل ان لا ندافع عنهم وعن ضلمهم

رَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ : إذَا خَرَجَ عَلَى الإِمَامِ الْعَدْلِ خَارِجٌ وَجَبَ الدَّفْعُ عَنْهُ ، مِثْلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَأَمَّا غَيْرُهُ فَدَعْهُ يَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْ ظَالِمٍ بِمِثْلِهِ ثُمَّ يَنْتَقِمُ مِنْ كِلَيْهِمَا . نَقَله ابن العربي .

عن ابن عمر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة نفر ؛ أربعة من العرب ؛ وخمسة من الموالي ؛ فقال : " اسمعوا ؛ هل سمعتم ؟ إنه سيكون أمراء بعدي ؛ فمن أعانهم على ظلمهم ؛ وصدقهم بكذبهم ؛ وغشى أبوابهم ؛ فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض ؛ ومن لم يعنهم على ظلمهم ؛ ولم يصدقهم بكذبهم ؛ ولم يغش أبوابهم ، فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض " . .










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-13, 08:43   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحارث مشاهدة المشاركة
نعم اخي ربما بعض كلامك صحيح لانه من كلام العلماء لكن اعلم اخي ان هذه المسالة من المساءل الخلافية منذ الزمن الاول

وانه كما يجب الصبر على الحكام لاتقاء الفتنة فايضا الواجب على الاقل ان لا ندافع عنهم وعن ضلمهم

رَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ : إذَا خَرَجَ عَلَى الإِمَامِ الْعَدْلِ خَارِجٌ وَجَبَ الدَّفْعُ عَنْهُ ، مِثْلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَأَمَّا غَيْرُهُ فَدَعْهُ يَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْ ظَالِمٍ بِمِثْلِهِ ثُمَّ يَنْتَقِمُ مِنْ كِلَيْهِمَا . نَقَله ابن العربي .

عن ابن عمر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة نفر ؛ أربعة من العرب ؛ وخمسة من الموالي ؛ فقال : " اسمعوا ؛ هل سمعتم ؟ إنه سيكون أمراء بعدي ؛ فمن أعانهم على ظلمهم ؛ وصدقهم بكذبهم ؛ وغشى أبوابهم ؛ فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض ؛ ومن لم يعنهم على ظلمهم ؛ ولم يصدقهم بكذبهم ؛ ولم يغش أبوابهم ، فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض " . .
بارك الله فيك أخي الحارث

و لكن هل لاحظت أننا ندافع عن باطلهم

لا و الله لم نفعل و لن نفعل ذلك ، بل نحن نبغضهم في الله لأنّهم لا يحكمون شرع الله .

و إنّما الغرض أخي الفاضل ، هو أنّ التعامل معهم يكون في الله

بمعنى أن نعاملهم كما أمرنا به ربّنا عز وجلّ ، و نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، و اقتداءا بسلفنا الصالح .

و ألاّ ندع مجالا لأنفسنا الأمّارة بالسوء ، و أهواءنا ، أن تقودنا في مثل هذه القضايا الكبيرة التي يستهين بها البعض ، و يظنّ أنّه يحسن صنعا .









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-13, 08:51   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
الوطن اغلى
عضو متألق
 
الصورة الرمزية الوطن اغلى
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خير الجزاء










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-14, 17:46   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الإمام مالك رحمه الله : " لا يصلح آخر الزمان إلا بما صلح به أوله "










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-14, 18:43   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الحارث
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










B18

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخي الحارث

و لكن هل لاحظت أننا ندافع عن باطلهم

لا و الله لم نفعل و لن نفعل ذلك ، بل نحن نبغضهم في الله لأنّهم لا يحكمون شرع الله .

و إنّما الغرض أخي الفاضل ، هو أنّ التعامل معهم يكون في الله

بمعنى أن نعاملهم كما أمرنا به ربّنا عز وجلّ ، و نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، و اقتداءا بسلفنا الصالح .

و ألاّ ندع مجالا لأنفسنا الأمّارة بالسوء ، و أهواءنا ، أن تقودنا في مثل هذه القضايا الكبيرة التي يستهين بها البعض ، و يظنّ أنّه يحسن صنعا .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .


اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.



ضوابط ومسائل في الطاعة

الدكتور/عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف


نخلص ـ من خلال استقراء كلام جميل من العلماء المحققين ـ إلى أن ثمة ضوابط ومسائل مهمة ينبغي مراعاتها في موضوع طاعة الأئمة والحكام، منها:

1- أن الطاعة لأصحاب الولايات الشرعية، وهذا أمر بدهي دلت عليه الآية الكريمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء:59].

قال الشوكاني: "وأولو الأمر: هم الأئمة والسلاطين والقضاة وكل من كان له ولاية شرعية لا ولاية طاغوتية"(1)

2- لا طاعة لجهلة الحكام إلا فيما يعلم أنه سائغ شرعاً.. يقول القرطبي: "وشرط الأمراء أن يكونوا آمرين بما يقتضيه العلم، وكذلك كان أمراء رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وحينئذ تجب طاعتهم، فلو أمروا بما لا يقتضيه العلم حرمت طاعتهم"(2).

ويقول العز بن عبد السلام في هذه المسألة: "ولو أمر الإمام أو الحاكم إنساناً بما يعتقد الآمر حله والمأمور تحريمه، فهل له فعله نظراً إلى رأي الآمر، أو يمتنع فعله نظراً إلى رأي المأمور؟ فيه خلاف ـ وهذا مختص فيما لا ينقض حكم الآمر به، فإن كان مما ينقض حكمه به فلا سمع ولا طاعة ـ وكذلك لا طاعة لجهلة الملوك والأمراء إلا فيما يعلم المأمور أنه مأذون في الشرع"(3).

ويقول شيخ الإسلام: "والحاكم فيما تنازع فيه علماء المسلمين أو أجمعوا عليه قوله في ذلك كقول آحاد العلماء إن كان عالماً، وإن كان مقلداً كان بمنزلة العامة المقلدين، والمنصب والولاية لا يجعل من ليس عالماً مجتهداً عالماً"(4).

3- لا طاعة مطلقة إلا للرسل - عليهم السلام -، فليس من مخلوق من أمره حتم بإطلاق إلا الرسل - عليهم السلام -، ومن أمر بطاعة الملوك والحكام مطلقاً فهو ضال..

يقول شيخ الإسلام في هذا المقام: "من نصب إماماً فأوجب طاعته مطلقاً اعتقاداً أو حالاً فقد ضل في ذلك، كأئمة الضلال الرافضة الإمامية، حيث جعلوا في كل وقت إماماً معصوماً تجب طاعته، فإنه لا معصوم بعد الرسول، ولا تجب طاعة أحد بعده في كل شيء"(5).

وقال في السبعينية: "وقد اتفق المسلمون على أنه ليس من المخلوقين من أمره حتم على الإطلاق إلا الرسل الذين قال الله فيهم: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ} النساء64، وأما من دونهم فيطاع إذا أمر بما أمروا به، وأما إذا أمر بخلاف ذلك لم يطع.."(6)

قال الطيبي عند قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ : "أعاد الفعل في قوله: ﴿ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ﴾ إشارة إلى استقلال الرسول بالطاعة، ولم يعده في أولي الأمر إشارة إلى أنه يوجد فيهم من لا تجب طاعته"(7).

4- من المسائل المعلومة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - سبحانه وتعالى -، إنما الطاعة في المعروف كما في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة". وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: "ليس يا ابن أم عبد طاعة لمن عصى الله، قالها ثلاث مرات" (8).

وكتب عمر الفاروق إلى أهل الكوفة: (من ظلمه أميره فلا إمرة له عليه دوني، فكان الرجل يأتي المغيرة بن شعبة فيقول: إما أن تنصفني من نفسك وإلا فلا إمرة لك علي) (9).

قال الحافظ ابن حجر: "ومن بديع الجواب قول بعض التابعين لبعض الأمراء من بني أمية لما قال له: أليس الله أمركم أن تطيعونا في قوله: ﴿ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ فقال له: أليس قد نزعت عنكم ـ يعني الطاعة ـ إذا خالفتم الحق بقوله : ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ (10).

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "اتفق العلماء أن حكم الحاكم العادل إذا خالف نصاً أو إجماعاً لم يعلمه فهو منقوض"(11).

وقال ابن القيم: "فإن قيل: فما هي طاعتهم المختصة بهم، إذ لو كانوا إنما يُطاعون فيما يخبرون به عن الله رسوله كانت الطاعة لله ورسوله لا لهم؟ قيل: وهذا هو الحق، وطاعتهم إنما هي تبع لا استقلال، ولهذا قرنها بطاعة الرسول، ولم يُعد العامل، وأفرد طاعة الرسول، وأعاد العامل، لئلا يتوهم أنه إنما يطاع تبعاً، كما يُطاع أولو الأمر تبعاً، وليس كذلك، بل طاعته واجبة استقلالاً.."(12).

ولما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عما يأخذه ولاة المسلمين من زكاة، كان من جوابه: "أما ما يأخذه ولاة المسلمين من العُشْر وزكاة الماشية والتجارة، وغير ذلك فإن يسقط ذلك عن صاحبه، إذا كان الإمام عادلاً يصرفه في مصارفه الشرعية، باتفاق العلماء، فإن كان ظالما لا يصرفه في مصارفه الشرعية، فينبغي لصاحبه أن لا يدفع الزكاة إليه، بل يصرفه هو إلى مستحقيها.."(13).

وبيّن شيخ الإسلام ـ في موطن آخر ـ أن أهل السنة لا يوجبون طاعة الإمام في كل ما يأمر به، بل لا يوجبون طاعته إلا فيما تسوغ طاعته في الشرعية، فلا يجوّزون طاعته في معصية الله وإن كان إماما عادلا. (14)

وقال أيضاً: "والإمام العدل تجب طاعته فيما لم يعلم أنه معصية، وغير العدل تجب طاعته فيما علم أنه طاعة كالجهاد"(15).

5- حذر السلف الصالح من تلك الطاعة الفاسدة ـ طاعة المخلوق في معصية الله تعالى ـ في آثار كثيرة:

فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - مرفوعاً: (أعوذ بالله من إمارة الصبيان، قالوا وما إمارة الصبيان؟ قال إن أطعتموهم هلكتم ـ أي في دينكم ـ وإن عصيتموهم أهلكوكم ـ أي في دنياكم بإزهاق النفس أو بذهاب المال أو بهما معاً ـ)(16).

وفي رواية لابن شيبة: (أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول: اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان) قال الحافظ ابن حجر: "وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة ستين، وهو كذلك فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها.."(17).

"وسئل عبادة بن الصامت – رضي الله عنه - : أرأيتَ إن أطعت أميري في كل ما يأمرني به؟ قال: يؤخذ بقوائمك فتلقى في النار، وليجئ هذا فينقذك "(18).

وورد أن شداد بن أوس – رضي الله عنه - أنه غطى رأسه فبكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال إنما أخاف عليكم من قبل رؤسائكم الذين إذا أمروا بطاعة الله أطيعوا، وإذا أمروا بمعصيته أطيعوا "(19).

"وقال الحسن البصري: سيأتي أمراء يدعون الناس إلى مخالفة السنة فتطيعهم الرعية خوفاً على دنياهم فعندها سلبهم الله الإيمان، وأورثهم الفقر ونزع منهم الصبر، ولم يأجرهم عليه".

وقال الشعبي: إذا أطاع الناس سلطانهم فيما يبتدع لهم أخرج الله من قلوبهم الإيمان وأسكنها الرعب.

وقال يونس بن عبيد: إذا خالف السلطان السنة، وقالت الرعية قد أمرنا بطاعته، أسكن الله قلوبهم الشك وأورثهم التطاعن"(20).

6- ومما يجدر تقريره أيضا ما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية من عدم العدول عن نص شرعي معين إلى نص عام في طاعة ولاة الأمور, فإن أكثر الصحابة – رضي الله عنهم - اعتزلوا القتال الواقع بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - لأنه قتال فتنة فلا تجب طاعة الإمام فيه. يقول شيخ الإسلام: "ومن رأى أن هذا القتال مفسدته أكثر من مصلحته علم أنه قتال فتنة، فلا تجب طاعة الإمام فيه، إذ طاعته إنما تجب في ما لم يعلم المأمور أنه معصية بالنص، فمن علم أنه هذا هو قتال الفتنة ـ الذي تركه خير من فعله ـ لم يجب عليه أن يعدل عن نص معين خالص إلى نص عام مطلق في طاعة أولي الأمر، ولا سيما وقد أمر الله تعالى عند التنازع بالرد إلى الله والرسول "(21).

وقد سلك هذا المسلك أئمة كبار كالإمام مالك بن أنس عندما منعه السلطان من الفتيا بأن يمين المكره لا تنعقد فلم يمتنع بدعوى طاعة ولاة الأمور..

يقول ابن القيم: "فهذا مالك ابن أنس توصل أعداؤه إلى ضره بأن قالوا للسلطان إنه يحل عليك أيْمان البيعة بفتواه : إن يمين المكره لا تنعقد، وهم يحلفون مكرهين غير طائعين، فمنعه السلطان، فلم يمتنع لما أخذه الله من الميثاق على من آتاه الله علما أن يبينه للمسترشدين "(22).

وفي رواية: "أن أبا جعفر المنصور نهى مالكا عن الحديث (ليس على مستكره طلاق) ثم دسّ إليه من يسأله، فحدّثه به على رؤوس الناس فضربه بالسياط "(23).

ولعل ما حرره شيخ الإسلام يكشف عن سبب إصرار بعض علماء السلف على الوعظ والاحتساب مع منعهم من قبل حكام زمانهم، كالبربهاري وأصحابه الذين كانوا يباشرون تغيير المنكرات بالإتلاف، ويعاقبون أصحابها بالضرب والتعزيز. (24)
وكذا عدم طاعة الحسن بن الصباح للمأمون في منعه من الوعظ واستمرار ابن سمعون في الوعظ مع منع الخليفة له وغيرهم(25).

ومما يستدل به في هذا المقام ما جاء في قصة سرية عبدالله بن حذافة – رضي الله عنه - عندما أمر أصحابه بأن يوقدوا نارا ويدخلوها.. فلما بلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف"(26).

قال ابن القيم ـ بعد إيراده لتلك الحادثة ـ: "فإن قيل: فلو دخلوها طاعة لله ورسوله في ظنهم فكانوا متأولين مخطئين فكيف يخلدون فيها؟ قيل: لما كان إلقاء نفوسهم في النار معصية يكونون بها قاتلي أنفسهم، فهّموا بالمبادرة إليها من غير اجتهاد منهم: هل هو طاعة وقربة أو معصية؟ كانوا مُقْدِمين على ما هو محرم عليهم ولا تسوغ طاعة ولي الأمر فيه، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..

وإن كانوا مطيعين لولي الأمر فلم تدفعهم طاعتهم لولي الأمر معصيتهم لله ورسوله، لأنهم قد علموا أن من قتل نفسه فهو مستحق للوعيد..

فإذا كان هذا حكم من عذّب نفسه طاعةً لولي الأمر، فكيف من عذّب مسلماً لا يجوز تعذيبه طاعةً لولي الأمر؟ وأيضاً فإذا كان الصحابة المذكورين لو دخلوها لما خرجوا منها مع قصدهم طاعة الله ورسوله بذلك الدخول، فكيف بمن حمله على ما لا يجوز من الطاعةِ الرغبةُ والرهبةُ الدنيوية؟ "(27).

وقال الخطابي: "هذا يدل على أن طاعة الولاة لا تجب إلا في المعروف، كالخروج في البعث إذا أمر به الولاة والنفوذ لهم في الأمور التي هي الطاعات ومصالح المسلمين، فأما ما كان منها معصية كقتل النفس المحرمة وما أشبهه فلا طاعة لهم في ذلك"(28).

ولما ساق الإمام البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قوله تعالى: ﴿ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ الآية. نزل في عبدالله بن حذافة إذ بعثه النبي – صلى الله عليه وسلم - في سرية.

قال الحافظ ابن حجر: "وسببه أن الذين همّوا أن يطيعوه وقفوا عند امتثال الأمر بالطاعة، والذين امتنعوا عارضه عندهم الفرار من النار، فناسب أن ينزل في ذلك ما يرشدهم إلى ما يفعلونه عند التنازع وهو الرد إلى الله وإلى رسوله (29).

المصدر:موقع شبكة نور الإسلام.
_______________
(1) فتح القدير 1/481
(2) المفهم 4/35 وانظر طرح التثريب 8/82
(3) قواعد الأحكام ص 604
(4) الفتاوى 27/296
(5) الفتاوى 19/69
(6) ص495 تحقيق الدويش، وانظر منهاج السنة 3/490، 503
(7) فتح الباري 13/112
(8) أخرجه أحمد 5/301 وصححه الألباني في الصحيحة 2/139
(9) أخرجه الخلال في السنة 1/118
(10) فتح الباري 13/111
(11) مجموع الفتاوى 31/39
(12) إعلام الموقعين 2/240
(13) مجموع الفتاوى 25/81 وانظر المستدرك 3/160
(14) انظر منهاج السنة 3/387ـ390
(15) مجمع الفتاوى 29/196
(16) خرجه ابن أبي شيبة كما في الفتح 13/10
(17) الفتح 13/10
(18) الاستذكار: 14/37
(19) البيان والتحصيل لابن رشد 16/362
(20) الإبانة الصغرى لابن بطة ص155
(21) مجموع الفتاوى 4/443
(22) إعلام الموقعين 4/115
(23) سير أعلام النبلاء 8/80
(24) انظر الكامل لابن الأثير، حوادث سنة 323هـ
(25) انظر طبقات الحنابلة 1/134، 2/158
(26) أخرجه الشيخان
(27) زاد المعاد 3/369، 370 = باختصار
(28) عون المعبود 7/289
(29) فتح الباري 8/254


منقول









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للحافظ, الصبر, الولاة, رجب.


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc