الطريق الى بيت المقدس..(( الجزء الأول )) .. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > صوت فلسطين ... طوفان الأقصى

صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعمية طوفان الأقصى لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الطريق الى بيت المقدس..(( الجزء الأول )) ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-06-04, 18:11   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي الطريق الى بيت المقدس..(( الجزء الأول )) ..






السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...




التاريخ ذاكرة الامم .. يصور لها ماضيها لتبني وفقه حاضرها
من اجل أن يزدهر مستقبلها ..

والقدس وارض الشام كانت ولازالت جزء مهم من تاريخ الامة الاسلامية

وحضارتها وكانت بمثابة مؤشر القوة والضعف لها ..وهي الصورة التي
تفضح اليهود ومكرهم وحقيقة نواياهم في كل الازمنة ..
ونحن من خلال عرضنا لهذا الكتاب اردنا معرفة هذا الجزء المهم من
أرض الاسلام في محاولة _ كما جاء على لسان الكاتب _ لايقاظ وعي الامة
على خطورة الهجمة اليهودية على فلسطين وكذا لوضع قدم الامة على الطريق
الصحيح لاسترداد القدس وغيرها من مقدسات المسلمين ..

سوف ننطلق بالجزء الأول .. وسوف اعرض فيه فهرس الجزء
كبداية كي نتيح للاعضاء معرفة سير الموضوع ونسمح لمشاركاتهم
بان تكون اكثر فائدة ومنطلقة عن علم مسبق ...




















 


رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 18:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابن العروب
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل خير ، وفقك الله وبارك بك

نرجوا لك التوفيق والنجاح

دمت بخير ولك تحياتي










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 19:11   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










New1 منذ آدم عليه السلام حتى نهاية الحروب الصليبية ...

الطريق الى بيت المقدس

منذ آدم عليه السلام حتى نهاية الحروب الصليبية


الفصــــل الأول
: تزييف اليهود لتاريخ الانبياء وتشويه أحداثه
هذا الفصل لن نتناوله فهو كمدخل .



الفصــل الثاني
: بيت المقدس عبر التاريخ


المبــــحــــث الاول
: بيت المقدس منذ آدم حتى يعقوب عليهما السلام
المبـــحث الثــــاني : القدس في عهد ابناء يعقوب
المــبحث الثالــــث : بيت المقدس على عهد طالوت وداوود وسليمان
المـبحث الـــــرابع : داوود النبي المسلم خليفة على أرض المسلمين
المــبحث الخامس : بيت المقدس عاصمة الخلافة سليمان خليفة
على ارض الشام وجزيرة العرب
المــبحث السادس : بلاد الشام عامرة بالانبياء
المــــبحث السابع : عيسى عليه السلام وبيت المقدس









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 19:49   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليل وشجون مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

نحن نتتبع معك على بركة الله

هل لنا ان نضيف شيئا يصب في نفس الخطة التي اخترتها ام ننتظر حتى تسترسل اخي الكريم




امم ..يبدو اني وجدت شريكا في الموضوع وهذا يسعدني كثيرا ..
طبعا لك ذلك أختي الفاضلة ...
على ان يكون وفق الخطة حتى ننظم معلوماتنا ...
تقريبا المبحث الاول يكاد يكون جاهزا ...









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 20:24   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










New1 بيت المقدس منذ ىدم حتى يعقوب عليهما السلام ..



المبحث الأول

بيت المقدس منذ آدم حتى يعقوب عليهما السلام

* الأرض المباركة :

" ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين "
يقول الامام القرطبي " الأرض ، أرض الشام ( سوريا وفلسطين )،
وقال ابن العباس : " وقيل لها مباركة لكثرة خصبها وثمارها وانهارها ،
ولأنها معادن الانبياء ، وقيل بيت المقدس لأن منها بعث الله أكثر الانبياء "

وجاء في تفسير الآية " باركنا حوله " : قيل بالثمار ومجاري الأنهار ،
وقيل : بمن دفن حوله من الانبياء والصالحين ..

* بناء بيت المقدس :

ثبت في صحيح مسلم عن ابي ذر الغفاري ، قال : سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن أول مسجد وضع على الأرض قال : " المسجد الحرام "
قلت : ثم أيس ؟ قال : " السجد الاقصى " قلت : كم بينهما ؟ قال : " أربعون
عاما، ثم الارض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصل "

كما أخرج النسائي باسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
عن النبي : " ان سليمان بن داوود عليه السلام لما بني بيت المقدس سال الله
خلالا ثلاثة : حكما يصادف حكمه فاوتيه، وسأل الله عز وجل ملكا ، لا ينبغي لأحد
من بعده فأوتيه ،وسال الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد ،الا يأتيه احد ، لا
ينهزه الا الصلاة فيه، أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته امه فاوتيه " ..
وهنا جاء الاشكال بين الحديثين لان بين ابراهيم وسليمان آماد طويلة . قال اهل
التاريخ : اكثر من الف سنة فقيل ك ان ابراهيم وسليمان انما جددوا ما كان أسسه غيرهما .
وذهب ابن القيم الجوزي :" وجوابه أن الاشارة الى اول البناء، ووضع اساس المسجد
وليس ابراهيم اول من بنى الكعبة ولا سليمان اول من بنى بيت المقدس ، فقد ورد
أن اول من بنى الكعبة آدم عليه السلام ، وقد يكون هو اول ولده من بنى بيت المقدس.

* الاسلام يحكم حياة الشام :

وهذه الارض المباركة حكمها عدد من الانبياء المسلمين الذين كانوا يدعون
الى الاسلام وليس الى اليهودية او الى النصرانية كما زعموا ..
" وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا .."
ابراهيم عليه السلام ، نبي مسلم والى الاسلام كان يدعو ..
ولوطا عليه السلام " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير
بيت من المسلمين "
حيث نزل لوط عليه السلام بمدينة سدوم من ارض غورزغر ( بلاد الغور
وهي متاخمة لجبال بيت المقدس )
ومن بعدهما ذرية ابراهيم عليه السلام اسحاق ويعقوب عليهما السلام
ومن خلفهم ذرية سيدنا يعقوب " ومنهم الاسباط عليه السلام "

اي ان بيت المقدس حكم بنظام الاسلام وعلى منهجه .
















رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 20:28   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
¤*~فراشة الأمل~*¤
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ¤*~فراشة الأمل~*¤
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلاااام عليكم ..........

أشكرك على فتح الموضوووووع الرآآئع ........

أتمنــى لك كــل التوفيــــــــق ..........

وان احتجت مساااعدة ان شاء الله سنكووون في الخدمــة ..........

جزااااك الله كــــــل الخير .............










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 20:50   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ¤*~فراشة الأمل~*¤ مشاهدة المشاركة
السلاااام عليكم ..........

أشكرك على فتح الموضوووووع الرآآئع ........

أتمنــى لك كــل التوفيــــــــق ..........

وان احتجت مساااعدة ان شاء الله سنكووون في الخدمــة ..........

جزااااك الله كــــــل الخير .............


وعليك السلام ورحمة الله تعالى ويركاته ..

الشكر لك اختي الكريمة على المرور الرائع وعلى تنويرك
الصفحة .... والمساعدة نحن بحاجة اليها منذ الآن ..
فالموضوع الغرض منه مساعدة بعضنا البعض لمعرفة تاريخنا
وتاريخ مقدساتنا ... وهو للجميع ..
لذا سنسعد باي اضافة او تصحيح او تنوير او وثائق وصور وو

الشكر لك مرة أخرى اختي الفاضلة على تشجيعك

جزاك الله كل الخير ..









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 08:52   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
¤*~فراشة الأمل~*¤
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ¤*~فراشة الأمل~*¤
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر . سبيل مشاهدة المشاركة
وعليك السلام ورحمة الله تعالى ويركاته ..

الشكر لك اختي الكريمة على المرور الرائع وعلى تنويرك
الصفحة .... والمساعدة نحن بحاجة اليها منذ الآن ..
فالموضوع الغرض منه مساعدة بعضنا البعض لمعرفة تاريخنا
وتاريخ مقدساتنا ... وهو للجميع ..
لذا سنسعد باي اضافة او تصحيح او تنوير او وثائق وصور وو

الشكر لك مرة أخرى اختي الفاضلة على تشجيعك

جزاك الله كل الخير ..

السلاآآم عليكم ورحمــة الله .........

بااارك اللـــه فيـــك والنور كلــه نوركــم بإبداعاتكم المتوااااصلــة .....

ونحــن في الخــدمــة .... فمـآآ رأيــك أن يقوم كــل عضو يريد المسـآآعــدة في موضوعك .......

بتحضيـــر واعداااد مرحــلة من المرآآحل وهكذا نسااعد جميعا بمقداار بسيط مجــرد فكـــرة ......

وإن شـآآء اللــه يتــم التثبيــت .........

وفقــك اللــه فيمـآآ يحبــه ويرضـآآآه .........









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 09:01   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
¤*~فراشة الأمل~*¤
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ¤*~فراشة الأمل~*¤
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين

السلآآآم عليــكم ...........

المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين



من حوالي 1550 ق.م - حوالي 1000 ق.م



هذه المرحلة شهدت تسلط فرعون مصر ثم الجبارين (العمالقة) على الأرض المباركة، وبعثة موسى وهارون عليهما السلام إلى بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، لتحريرها، وهو الهدف الذي تأخر تحقيقه لبعض الوقت بسبب ضعف إيمانهم.



[IMG]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/IMG]

خلال العقد 1550 ق.م تقريبا، بدأ عصر الدولة المصرية الثالثة (الحديثة)، والتي تعتبر أقوى وأهم الممالك المصرية القديمة. فبعد أن هزم حاكمها الأول، أحمس الأول، الهكسوس، أصبحت تسيطر على مصر كلها، ثم توسعت شمالا. وفي عهد ملكها تحتمس الثالث، الذي تولى الحكم حوالي عام 1479 ق.م، وكان أول حاكم مصري يلقب بالفرعون [1] pharaoh، بلغت الدولة المصرية أقصى اتساع لها فامتدت من الأناضول شمالا إلى القرن الإفريقي جنوبا، وخضعت القدس (يبوس - أورسالم) بذلك للحكم الفرعوني المباشر.

ولكن غالبية المصريين القدماء لم يكونوا في ذلك الحين يؤمنون بالإله الواحد الأحد، رغم أن يوسف عليه السلام جاءهم من قبل بالبينات، بل إن قسما منهم اتخذوا حكامهم الذين تسموا بالفراعنة آلهة. فاتسم حكمهم بالإفساد والعلو في الأرض، وعم الظلام الأرض المباركة.

- قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص 4-6

[IMG]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/pharon_empire.jpg[/IMG]


وخضع بنو إسرائيل Children of Israel/ Israelites الذين كانوا يمثلون أمة الرسالة في ذلك الحين لهذا الحكم الظالم. وسامهم الفراعنة سوء العذاب، فكانوا يقتلون أبناءهم ويستبقون نساءهم للخدمة. وإزاء هذا البلاء الذي وصفه الله تعالى بالعظيم، كان من بين هذه الأمة المسلمة من تمسك بدينه، مثل آل موسى (Musa - Moses) وهارون (Harun - Aaron)، عليهما السلام، ومنهم من تأثر بفرعون وقومه، فبغى، مثل قارون، بينما طغت المادية على حياة الكثيرين منهم، وفقدوا عزتهم.



- قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) القصص 76

- قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص 79


ومع عظم البلاء، جاء عظم المنحة، فبعث الله تعالى موسى عليه السلام، والذي نجى من بطش عدوه فرعون مصر، رغم أنه نشأ في بيته، وبعث معه أخاه هارون عليه السلام، لإخراج بني إسرائيل من العذاب المهين، وقيادتهم إلى أرض النجاة والأمل، أرض بيت المقدس.



- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) إبراهيم 5

- قال تعالى: (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) الشعراء 17



واستكبر فرعون وجنوده، ورفض دعوة موسى وأخيه عليهما السلام، فأهلكهم الله بآية عظيمة شهدها بنو إسرائيل بأعينهم، وهي آية فلق البحر. وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر إلى سيناء قاصدا الأرض المقدسة، حيث المسجد الأقصى المبارك، وكان ذلك إيذانا بزوال ملك آل فرعون.



- قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة 49-50

- قال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) طه 80

- قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) الأعراف 137


[IMG]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/IMG]

مسار خروج نبي الله موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر (المصدر: دورة علوم الأقصى الأولى على الإنترنت –د.عبدالله معروف)



ولعل رسائل تل العمارنة Amarna letters ، والتي شملت مداولات بين الإدارة المصرية، خاصة في عهد إخناتون الذي حكم مصر خلال العقد 1330 ق. م، من جهة، وممثليها في أرض كنعان، ومنهم عبد حيبا، من جهة أخرى، تدل على بداية تعرض الحكم الفرعوني للأرض المباركة للانحسار في تلك الفترة. حيث تضمنت هذه المراسلات مطالبات لحكام مصر بتوفير الحماية لهذه الأرض من الأعداء الذين يعتقد أنهم كانوا من الحيثيين أو الهكسوس أو العبرانيين.

فمع ضعف دولة الفراعنة وانحسار حكمهم المباشر للأرض المباركة، انتقلت مقاليد الأمور فيها إلى قبائل تعرف بقبائل "بلستيا" Philistines، قدمت من جهة البحر المتوسط، ومن جزر كريت في بحر إيجه، واستوطنت المنطقة. ويعتقد أن الاسم "فلسطين" Palestine نسبة إليهم. وباندماج هذه القبائل بأهل بيت المقدس من اليبوسيين والكنعانيين، الذين كانوا قد عرفوا ملة إبراهيم عليه السلام من قبل، ولكنهم انحرفوا عنها، اتسم حكمهم لهذه الأرض بالفساد، وعرفوا جميعا بالعمالقة Amalekites.

ورغم تعدد نعم الله على بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، والموكلة بتحرير الأرض من نير الظلم والفساد، إلا أن عصيانهم لموسى عليه السلام بعد خروجهم من مصر تكرر لأكثر من مرة، على ما فصله الله تعالى في سورة البقرة، وفي كثير من سور القرآن الكريم، وكأنما أفسد الذل الذي سامهم إياه فرعون نفوسهم، فجبلت على الإعراض عن المعالي. وكان من أبرز مظاهر عصيانهم وجحودهم للعهد مع الله تعالى عبادتهم العجل من دونه تعالى، ثم جبنهم عن دخول الأرض المباركة وتحريرها وتحرير البيت المقدس من براثن العمالقة (والذين أشار إليهم القرآن الكريم باسم الجبارين).



- قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) المائدة 21 – 22


وتألم موسى عليه السلام كثيرا لهذا الجحود والعصيان، ولبقاء المسجد الأقصى محروما من وصال المؤمنين، دون أن تمتد إليه يد لتعميره أو إزالة المظالم حوله، فلجأ إلى ربه يدعوه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين. وكتب الله عليهم التيه أربعين سنة، وذلك في أرض سيناء على الأرجح، حتى ينشأ جيل جديد لم يفسده الذل.



- قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) المائدة 26



ومات هارون عليه السلام في التيه. وبانتهائه، قاد موسى عليه السلام الجيل الجديد من بني إسرائيل الأكثر إيمانا نحو الأرض المقدسة، من جهة الأردن، ولكنه أيضا مات قبل أن يدخلها. ويروي الحديث الشريف أنه دعا الله تعالى أن يدنيه منها عند موته، فاستجاب عز وجل له.



- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أُرْْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ.) صحيح البخاري/ حديث 1253 ترقيم العالمية



وبعد وفاة موسى عليه السلام، بعث الله تعالى نبيا آخر (تذكر التوراة المتداولة حاليا بيد اليهود والنصارى أن اسمه يوشع Joshua) قاد بني إسرائيل باتجاه الأرض المباركة، فعبر نهر الأردن حوالي عام 1190 ق. م، بحسب المصادر التاريخية[2]، وفتح أريحا.



- ‏عن‏ ‏أبي هريرة‏ ‏قال: قال رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم (‏إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ ‏ ‏لِبَشَرٍ ‏ ‏إِلَّا ‏ ‏لِيُوشَعَ ‏ ‏لَيَالِيَ سَارَ إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ) مسند أحمد/ 7964

ولكن بني إسرائيل جددوا عصيانهم، وخالفوا توجيهات الله تعالى لهم بطلب المغفرة عند فتح القرى، فكفروا بنعمة الله عليهم بدلا من شكرها. وهذا الموقف استتبع تأخر دخولهم بيت المقدس لسنوات طوال خلال ما يسمى بعصر القضاة، والذي اتسم بالفوضى والانحلال.

- قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) البقرة 58- 59

ويحفل القرآن الكريم بقصص بني إسرائيل، في حياة موسى عليه السلام، ويفصل مظاهر عصيانهم لله ورسوله في كثير من آياته، وهو ما يشكك في صدق إيمانهم بهذا النبي الكريم وولائهم لبيت الله المقدس، ويكذب دعاوى اليهود الحاليين بهذا الشأن. كما أن هذا التفصيل لهذه القصة العظيمة يؤكد ارتباط النصر والفتح بقوة الإيمان والعقيدة والطاعة لله ورسله في نفوس الأمة المسلمة في أي وقت وحين، فضلا عن تأكيد ارتباط الأمن والسلام في العالم أجمع بسيادة العقيدة الصحيحة والمنهج القويم على هذه الأرض المباركة.




--------------------------------------------------------------------------------

[1] موسوعة ويكيبيديا https://en.wikipedia.org/wiki/Thutmose_III_of_Egypt

[2] د. محسن محمد صالح، ، الطريق إلى القدس،(القاهرة، مركز الإعلام العربي،2003م)، ص: 27 . أو سنة 1189 ق. م عند عارف باشا العارف، في كتابه تاريخ القدس، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الرابعة 2002م











رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 19:43   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ¤*~فراشة الأمل~*¤ مشاهدة المشاركة
السلآآآم عليــكم ...........

المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين



من حوالي 1550 ق.م - حوالي 1000 ق.م



هذه المرحلة شهدت تسلط فرعون مصر ثم الجبارين (العمالقة) على الأرض المباركة، وبعثة موسى وهارون عليهما السلام إلى بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، لتحريرها، وهو الهدف الذي تأخر تحقيقه لبعض الوقت بسبب ضعف إيمانهم.



[img]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/img]

خلال العقد 1550 ق.م تقريبا، بدأ عصر الدولة المصرية الثالثة (الحديثة)، والتي تعتبر أقوى وأهم الممالك المصرية القديمة. فبعد أن هزم حاكمها الأول، أحمس الأول، الهكسوس، أصبحت تسيطر على مصر كلها، ثم توسعت شمالا. وفي عهد ملكها تحتمس الثالث، الذي تولى الحكم حوالي عام 1479 ق.م، وكان أول حاكم مصري يلقب بالفرعون [1] pharaoh، بلغت الدولة المصرية أقصى اتساع لها فامتدت من الأناضول شمالا إلى القرن الإفريقي جنوبا، وخضعت القدس (يبوس - أورسالم) بذلك للحكم الفرعوني المباشر.

ولكن غالبية المصريين القدماء لم يكونوا في ذلك الحين يؤمنون بالإله الواحد الأحد، رغم أن يوسف عليه السلام جاءهم من قبل بالبينات، بل إن قسما منهم اتخذوا حكامهم الذين تسموا بالفراعنة آلهة. فاتسم حكمهم بالإفساد والعلو في الأرض، وعم الظلام الأرض المباركة.

- قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص 4-6

[img]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/pharon_empire.jpg[/img]


وخضع بنو إسرائيل children of israel/ israelites الذين كانوا يمثلون أمة الرسالة في ذلك الحين لهذا الحكم الظالم. وسامهم الفراعنة سوء العذاب، فكانوا يقتلون أبناءهم ويستبقون نساءهم للخدمة. وإزاء هذا البلاء الذي وصفه الله تعالى بالعظيم، كان من بين هذه الأمة المسلمة من تمسك بدينه، مثل آل موسى (musa - moses) وهارون (harun - aaron)، عليهما السلام، ومنهم من تأثر بفرعون وقومه، فبغى، مثل قارون، بينما طغت المادية على حياة الكثيرين منهم، وفقدوا عزتهم.



- قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) القصص 76

- قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص 79


ومع عظم البلاء، جاء عظم المنحة، فبعث الله تعالى موسى عليه السلام، والذي نجى من بطش عدوه فرعون مصر، رغم أنه نشأ في بيته، وبعث معه أخاه هارون عليه السلام، لإخراج بني إسرائيل من العذاب المهين، وقيادتهم إلى أرض النجاة والأمل، أرض بيت المقدس.



- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) إبراهيم 5

- قال تعالى: (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) الشعراء 17



واستكبر فرعون وجنوده، ورفض دعوة موسى وأخيه عليهما السلام، فأهلكهم الله بآية عظيمة شهدها بنو إسرائيل بأعينهم، وهي آية فلق البحر. وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر إلى سيناء قاصدا الأرض المقدسة، حيث المسجد الأقصى المبارك، وكان ذلك إيذانا بزوال ملك آل فرعون.



- قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة 49-50

- قال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) طه 80

- قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) الأعراف 137


[img]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/img]

مسار خروج نبي الله موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر (المصدر: دورة علوم الأقصى الأولى على الإنترنت –د.عبدالله معروف)



ولعل رسائل تل العمارنة amarna letters ، والتي شملت مداولات بين الإدارة المصرية، خاصة في عهد إخناتون الذي حكم مصر خلال العقد 1330 ق. م، من جهة، وممثليها في أرض كنعان، ومنهم عبد حيبا، من جهة أخرى، تدل على بداية تعرض الحكم الفرعوني للأرض المباركة للانحسار في تلك الفترة. حيث تضمنت هذه المراسلات مطالبات لحكام مصر بتوفير الحماية لهذه الأرض من الأعداء الذين يعتقد أنهم كانوا من الحيثيين أو الهكسوس أو العبرانيين.

فمع ضعف دولة الفراعنة وانحسار حكمهم المباشر للأرض المباركة، انتقلت مقاليد الأمور فيها إلى قبائل تعرف بقبائل "بلستيا" philistines، قدمت من جهة البحر المتوسط، ومن جزر كريت في بحر إيجه، واستوطنت المنطقة. ويعتقد أن الاسم "فلسطين" palestine نسبة إليهم. وباندماج هذه القبائل بأهل بيت المقدس من اليبوسيين والكنعانيين، الذين كانوا قد عرفوا ملة إبراهيم عليه السلام من قبل، ولكنهم انحرفوا عنها، اتسم حكمهم لهذه الأرض بالفساد، وعرفوا جميعا بالعمالقة amalekites.

ورغم تعدد نعم الله على بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، والموكلة بتحرير الأرض من نير الظلم والفساد، إلا أن عصيانهم لموسى عليه السلام بعد خروجهم من مصر تكرر لأكثر من مرة، على ما فصله الله تعالى في سورة البقرة، وفي كثير من سور القرآن الكريم، وكأنما أفسد الذل الذي سامهم إياه فرعون نفوسهم، فجبلت على الإعراض عن المعالي. وكان من أبرز مظاهر عصيانهم وجحودهم للعهد مع الله تعالى عبادتهم العجل من دونه تعالى، ثم جبنهم عن دخول الأرض المباركة وتحريرها وتحرير البيت المقدس من براثن العمالقة (والذين أشار إليهم القرآن الكريم باسم الجبارين).



- قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) المائدة 21 – 22


وتألم موسى عليه السلام كثيرا لهذا الجحود والعصيان، ولبقاء المسجد الأقصى محروما من وصال المؤمنين، دون أن تمتد إليه يد لتعميره أو إزالة المظالم حوله، فلجأ إلى ربه يدعوه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين. وكتب الله عليهم التيه أربعين سنة، وذلك في أرض سيناء على الأرجح، حتى ينشأ جيل جديد لم يفسده الذل.



- قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) المائدة 26



ومات هارون عليه السلام في التيه. وبانتهائه، قاد موسى عليه السلام الجيل الجديد من بني إسرائيل الأكثر إيمانا نحو الأرض المقدسة، من جهة الأردن، ولكنه أيضا مات قبل أن يدخلها. ويروي الحديث الشريف أنه دعا الله تعالى أن يدنيه منها عند موته، فاستجاب عز وجل له.



- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أُرْْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ.) صحيح البخاري/ حديث 1253 ترقيم العالمية



وبعد وفاة موسى عليه السلام، بعث الله تعالى نبيا آخر (تذكر التوراة المتداولة حاليا بيد اليهود والنصارى أن اسمه يوشع joshua) قاد بني إسرائيل باتجاه الأرض المباركة، فعبر نهر الأردن حوالي عام 1190 ق. م، بحسب المصادر التاريخية[2]، وفتح أريحا.



- ‏عن‏ ‏أبي هريرة‏ ‏قال: قال رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم (‏إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ ‏ ‏لِبَشَرٍ ‏ ‏إِلَّا ‏ ‏لِيُوشَعَ ‏ ‏لَيَالِيَ سَارَ إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ) مسند أحمد/ 7964

ولكن بني إسرائيل جددوا عصيانهم، وخالفوا توجيهات الله تعالى لهم بطلب المغفرة عند فتح القرى، فكفروا بنعمة الله عليهم بدلا من شكرها. وهذا الموقف استتبع تأخر دخولهم بيت المقدس لسنوات طوال خلال ما يسمى بعصر القضاة، والذي اتسم بالفوضى والانحلال.

- قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) البقرة 58- 59

ويحفل القرآن الكريم بقصص بني إسرائيل، في حياة موسى عليه السلام، ويفصل مظاهر عصيانهم لله ورسوله في كثير من آياته، وهو ما يشكك في صدق إيمانهم بهذا النبي الكريم وولائهم لبيت الله المقدس، ويكذب دعاوى اليهود الحاليين بهذا الشأن. كما أن هذا التفصيل لهذه القصة العظيمة يؤكد ارتباط النصر والفتح بقوة الإيمان والعقيدة والطاعة لله ورسله في نفوس الأمة المسلمة في أي وقت وحين، فضلا عن تأكيد ارتباط الأمن والسلام في العالم أجمع بسيادة العقيدة الصحيحة والمنهج القويم على هذه الأرض المباركة.




--------------------------------------------------------------------------------

[1] موسوعة ويكيبيديا https://en.wikipedia.org/wiki/thutmose_iii_of_egypt

[2] د. محسن محمد صالح، ، الطريق إلى القدس،(القاهرة، مركز الإعلام العربي،2003م)، ص: 27 . أو سنة 1189 ق. م عند عارف باشا العارف، في كتابه تاريخ القدس، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الرابعة 2002م





وعليك السلام ورحمة الله تعالى

معذرة على التاخر اختي الكريمة ...
طبعا الاضافة في صلب الموضوع لكنها جاءت متقدمة قليلا ...

لذا سوف اترك لك ... المبحث الثاني ..

وهو حسب ما جاء في المشاركة رقم 03 ..

المبـــحث الثــــاني : القدس في عهد ابناء يعقوب...

سوف اترك لك هاته اختي الفاضلة ..

سرنا تواجدك هنا واهتمامك اختي ..









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-06, 17:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ¤*~فراشة الأمل~*¤ مشاهدة المشاركة
السلآآآم عليــكم ...........

المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين



من حوالي 1550 ق.م - حوالي 1000 ق.م



هذه المرحلة شهدت تسلط فرعون مصر ثم الجبارين (العمالقة) على الأرض المباركة، وبعثة موسى وهارون عليهما السلام إلى بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، لتحريرها، وهو الهدف الذي تأخر تحقيقه لبعض الوقت بسبب ضعف إيمانهم.



[img]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/img]

خلال العقد 1550 ق.م تقريبا، بدأ عصر الدولة المصرية الثالثة (الحديثة)، والتي تعتبر أقوى وأهم الممالك المصرية القديمة. فبعد أن هزم حاكمها الأول، أحمس الأول، الهكسوس، أصبحت تسيطر على مصر كلها، ثم توسعت شمالا. وفي عهد ملكها تحتمس الثالث، الذي تولى الحكم حوالي عام 1479 ق.م، وكان أول حاكم مصري يلقب بالفرعون [1] pharaoh، بلغت الدولة المصرية أقصى اتساع لها فامتدت من الأناضول شمالا إلى القرن الإفريقي جنوبا، وخضعت القدس (يبوس - أورسالم) بذلك للحكم الفرعوني المباشر.

ولكن غالبية المصريين القدماء لم يكونوا في ذلك الحين يؤمنون بالإله الواحد الأحد، رغم أن يوسف عليه السلام جاءهم من قبل بالبينات، بل إن قسما منهم اتخذوا حكامهم الذين تسموا بالفراعنة آلهة. فاتسم حكمهم بالإفساد والعلو في الأرض، وعم الظلام الأرض المباركة.

- قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص 4-6

[img]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/pharon_empire.jpg[/img]


وخضع بنو إسرائيل children of israel/ israelites الذين كانوا يمثلون أمة الرسالة في ذلك الحين لهذا الحكم الظالم. وسامهم الفراعنة سوء العذاب، فكانوا يقتلون أبناءهم ويستبقون نساءهم للخدمة. وإزاء هذا البلاء الذي وصفه الله تعالى بالعظيم، كان من بين هذه الأمة المسلمة من تمسك بدينه، مثل آل موسى (musa - moses) وهارون (harun - aaron)، عليهما السلام، ومنهم من تأثر بفرعون وقومه، فبغى، مثل قارون، بينما طغت المادية على حياة الكثيرين منهم، وفقدوا عزتهم.



- قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) القصص 76

- قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص 79


ومع عظم البلاء، جاء عظم المنحة، فبعث الله تعالى موسى عليه السلام، والذي نجى من بطش عدوه فرعون مصر، رغم أنه نشأ في بيته، وبعث معه أخاه هارون عليه السلام، لإخراج بني إسرائيل من العذاب المهين، وقيادتهم إلى أرض النجاة والأمل، أرض بيت المقدس.



- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) إبراهيم 5

- قال تعالى: (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) الشعراء 17



واستكبر فرعون وجنوده، ورفض دعوة موسى وأخيه عليهما السلام، فأهلكهم الله بآية عظيمة شهدها بنو إسرائيل بأعينهم، وهي آية فلق البحر. وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر إلى سيناء قاصدا الأرض المقدسة، حيث المسجد الأقصى المبارك، وكان ذلك إيذانا بزوال ملك آل فرعون.



- قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة 49-50

- قال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) طه 80

- قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) الأعراف 137


[img]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/img]

مسار خروج نبي الله موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر (المصدر: دورة علوم الأقصى الأولى على الإنترنت –د.عبدالله معروف)



ولعل رسائل تل العمارنة amarna letters ، والتي شملت مداولات بين الإدارة المصرية، خاصة في عهد إخناتون الذي حكم مصر خلال العقد 1330 ق. م، من جهة، وممثليها في أرض كنعان، ومنهم عبد حيبا، من جهة أخرى، تدل على بداية تعرض الحكم الفرعوني للأرض المباركة للانحسار في تلك الفترة. حيث تضمنت هذه المراسلات مطالبات لحكام مصر بتوفير الحماية لهذه الأرض من الأعداء الذين يعتقد أنهم كانوا من الحيثيين أو الهكسوس أو العبرانيين.

فمع ضعف دولة الفراعنة وانحسار حكمهم المباشر للأرض المباركة، انتقلت مقاليد الأمور فيها إلى قبائل تعرف بقبائل "بلستيا" philistines، قدمت من جهة البحر المتوسط، ومن جزر كريت في بحر إيجه، واستوطنت المنطقة. ويعتقد أن الاسم "فلسطين" palestine نسبة إليهم. وباندماج هذه القبائل بأهل بيت المقدس من اليبوسيين والكنعانيين، الذين كانوا قد عرفوا ملة إبراهيم عليه السلام من قبل، ولكنهم انحرفوا عنها، اتسم حكمهم لهذه الأرض بالفساد، وعرفوا جميعا بالعمالقة amalekites.

ورغم تعدد نعم الله على بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، والموكلة بتحرير الأرض من نير الظلم والفساد، إلا أن عصيانهم لموسى عليه السلام بعد خروجهم من مصر تكرر لأكثر من مرة، على ما فصله الله تعالى في سورة البقرة، وفي كثير من سور القرآن الكريم، وكأنما أفسد الذل الذي سامهم إياه فرعون نفوسهم، فجبلت على الإعراض عن المعالي. وكان من أبرز مظاهر عصيانهم وجحودهم للعهد مع الله تعالى عبادتهم العجل من دونه تعالى، ثم جبنهم عن دخول الأرض المباركة وتحريرها وتحرير البيت المقدس من براثن العمالقة (والذين أشار إليهم القرآن الكريم باسم الجبارين).



- قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) المائدة 21 – 22


وتألم موسى عليه السلام كثيرا لهذا الجحود والعصيان، ولبقاء المسجد الأقصى محروما من وصال المؤمنين، دون أن تمتد إليه يد لتعميره أو إزالة المظالم حوله، فلجأ إلى ربه يدعوه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين. وكتب الله عليهم التيه أربعين سنة، وذلك في أرض سيناء على الأرجح، حتى ينشأ جيل جديد لم يفسده الذل.



- قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) المائدة 26



ومات هارون عليه السلام في التيه. وبانتهائه، قاد موسى عليه السلام الجيل الجديد من بني إسرائيل الأكثر إيمانا نحو الأرض المقدسة، من جهة الأردن، ولكنه أيضا مات قبل أن يدخلها. ويروي الحديث الشريف أنه دعا الله تعالى أن يدنيه منها عند موته، فاستجاب عز وجل له.



- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أُرْْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ.) صحيح البخاري/ حديث 1253 ترقيم العالمية



وبعد وفاة موسى عليه السلام، بعث الله تعالى نبيا آخر (تذكر التوراة المتداولة حاليا بيد اليهود والنصارى أن اسمه يوشع joshua) قاد بني إسرائيل باتجاه الأرض المباركة، فعبر نهر الأردن حوالي عام 1190 ق. م، بحسب المصادر التاريخية[2]، وفتح أريحا.



- ‏عن‏ ‏أبي هريرة‏ ‏قال: قال رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم (‏إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ ‏ ‏لِبَشَرٍ ‏ ‏إِلَّا ‏ ‏لِيُوشَعَ ‏ ‏لَيَالِيَ سَارَ إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ) مسند أحمد/ 7964

ولكن بني إسرائيل جددوا عصيانهم، وخالفوا توجيهات الله تعالى لهم بطلب المغفرة عند فتح القرى، فكفروا بنعمة الله عليهم بدلا من شكرها. وهذا الموقف استتبع تأخر دخولهم بيت المقدس لسنوات طوال خلال ما يسمى بعصر القضاة، والذي اتسم بالفوضى والانحلال.

- قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) البقرة 58- 59

ويحفل القرآن الكريم بقصص بني إسرائيل، في حياة موسى عليه السلام، ويفصل مظاهر عصيانهم لله ورسوله في كثير من آياته، وهو ما يشكك في صدق إيمانهم بهذا النبي الكريم وولائهم لبيت الله المقدس، ويكذب دعاوى اليهود الحاليين بهذا الشأن. كما أن هذا التفصيل لهذه القصة العظيمة يؤكد ارتباط النصر والفتح بقوة الإيمان والعقيدة والطاعة لله ورسله في نفوس الأمة المسلمة في أي وقت وحين، فضلا عن تأكيد ارتباط الأمن والسلام في العالم أجمع بسيادة العقيدة الصحيحة والمنهج القويم على هذه الأرض المباركة.




--------------------------------------------------------------------------------

[1] موسوعة ويكيبيديا https://en.wikipedia.org/wiki/thutmose_iii_of_egypt

[2] د. محسن محمد صالح، ، الطريق إلى القدس،(القاهرة، مركز الإعلام العربي،2003م)، ص: 27 . أو سنة 1189 ق. م عند عارف باشا العارف، في كتابه تاريخ القدس، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الرابعة 2002م





هذه المشاركة للاخت فراشة الامل
سوف أضعها هنا لانها جاءت اكثر وضوحا فيما تعلق
بفلسطين في عهد سيدنا موسى عليه السلام ...









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 19:06   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ¤*~فراشة الأمل~*¤ مشاهدة المشاركة

السلاآآم عليكم ورحمــة الله .........

بااارك اللـــه فيـــك والنور كلــه نوركــم بإبداعاتكم المتوااااصلــة .....

ونحــن في الخــدمــة .... فمـآآ رأيــك أن يقوم كــل عضو يريد المسـآآعــدة في موضوعك .......

بتحضيـــر واعداااد مرحــلة من المرآآحل وهكذا نسااعد جميعا بمقداار بسيط مجــرد فكـــرة ......

وإن شـآآء اللــه يتــم التثبيــت .........

وفقــك اللــه فيمـآآ يحبــه ويرضـآآآه .........



وعليك السلام ورحمة الله تعالى اختي الكريمة

ذاك ودنا .. والموضوع مفتوح امام من يستطيع المساعدة بجزء
أو محور ..أو اضافة ..على ان يتبع الخطة المرسومة ..
والنقاط المدرجة مبحثا مبحثا ...حتى يتسنى لنا تنظيم معلوماتنا
والعمل وفقها والخروج بحوصلة مفيدة ان شاء الله ..

تفاعلك هذا ..فوق رأسنا اختي الكريمة جزاك الله خيرا ..









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 20:46   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
حمـ 0418 ــزة
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية حمـ 0418 ــزة
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك فارس
اتمنى أن يُثبت الموضوع
نطلب لكل من يُدرج اضافات ان يذكر المصادر حتى تعم الفائدة
وجزاكم الله خيرا

سلام










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 20:57   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمـ 0418 ــزة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك فارس
اتمنى أن يُثبت الموضوع
نطلب لكل من يُدرج اضافات ان يذكر المصادر حتى تعم الفائدة
وجزاكم الله خيرا

سلام



وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ..

ملاحظتك قيمة اخي حمزة ... هي نباهتك المعتادة ..

جزاك الله الف خير ..وحقا مرورك اسعدني بمقدار .. لو تعلمه ..









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 21:28   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
سرور.
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

يعجز اللسان عن شكركم...........فبصراحة يصعب عليا تصفح كتب التاريخ اما هاهنا و بحضرتكم يطيب لي جدا ذلك..........
بارك الله فيكم و وجزاكم عنا كل خير.......










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, المقدس..((, الجسم, الطريق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:24

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc