[IMG]file:///C:/Users/ahmed/AppData/Local/Temp/moz-screenshot.png[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ahmed/AppData/Local/Temp/moz-screenshot-1.png[/IMG] شحذ الهمم وتعبئة الطاقات كان الفارق بين الجانبين في مباراة 14 نوفمبر
دعوات الموت المصرية قابلها طلب جزائري بالحفاظ على الروابط الأخويةحشدت الدولة المصرية كل طاقاتها تحسبا للمقابلة المصيرية التي خاضها منتخبها أول أمس، وبلغت درجة الاهتمام إلى نزول الرئيس حسني مبارك شخصيا إلى فريقه وتابع مع أعضاء من حكومته حصة تدريبية، تأكيدا منه على أن حكومة مصر وشعبها يقفون وراء اللاعبين. في الجهة الأخرى، اكتفت الجزائر برسالة تشجيعية من رئيسها وبحضور شاحب لوفد حكومي أقصى ما فعله أنه رفع رسالة احتجاج إلى الفيفا.
لما كان مبارك يشحذ همة قائد الفريق أحمد حسن وبقية اللاعبين الذين التقاهم بملعب القاهرة ويدعوهم إلى اللعب بروح قتالية، وصلت لاعبي منتخب الجزائر وهم في فندق الموت رسالة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تطلب منهم ''واجب القبول بفوز الغالب بالروح الرياضية الخالية من البغضاء والضغينة''. في نفس الوقت كانت وسائل الإعلام، تتقدمها الفضائيات الخاصة، وكل المسؤولين الحكوميين من أصغرهم إلى أكبرهم في الوظيفة يطالبون من جماهير مصر ''زلزلة الأقدام من تحت أقدام الجزائريين'' وبـ''طحنهم وتقتيلهم رياضيا''.. وغيرها من العبارات والألفاظ، زيادة على الأجواء السائدة التي أوحت بأن جمهورية مصر العربية مقبلة على خوض حرب ضد إسرائيل، ولكي تفوز فيها عليها أن تستنهض همة 80 مليون مواطن. كان ينقص بمناسبة مباراة يوم 14 نوفمبر 2009، أن تعلن حالة استنفار في القوات المسلحة المصرية استعدادا للهجوم على الوفد الحكومي واللاعبين والأنصار والإعلاميين الجزائريين في حالة فوز أشبال رابح سعدان.
ينبغي الاعتراف، بعد مقابلة أول أمس، بأن الظروف التي أحاطت بها قبلها بشهر وأثناءها، أثبتت أن التحضير للموعد من جوانبه النفسية والدعائية والمادية والشعبية عاد التفوق فيه بجدارة للجانب المصري، بصرف النظر عن ممارسات الترهيب التي كان الهدف منها زرع الشك في نفوس اللاعبين والمدرب وكل أعضاء الطاقم الجزائري والأنصار. فقد كان الرهان عظيما بالنسبة للدولة المصرية لدواع سياسية داخلية بالأساس، فكان لا بد من جمع كل الطاقات والإمكانيات والوسائل لكسب هذا الرهان، حيث قرر المصريون بوضوح أن يضعوا جانبا أخلاقيات الرياضة وواجب إكرام الضيف (ليس بالضرورة أن يكون عربيا مسلما)، في سبيل تحقيق الفوز على منتخب الجزائر بأية طريقة.
ووسط هذه الحرب النفسية التي قلَّ نظيرها في تاريخ الرياضة، تميز تصرف الجزائريين من جانب الوفد الحكومي الذي تنقل إلى القاهرة، بالدعوة إلى التهدئة والحفاظ على ''متانة الروابط الأخوية والعلاقات التاريخية والاقتصادية بين البلدين''. ولما كان حسن صقر وسمير زاهر يتعهدان بضمان كافة شروط تأمين البعثة الجزائرية، كانت قوات مكافحة الشغب المصرية تعمل العكس تماما في الميدان، حيث تركت المجال واسعا أمام أنصار منتخب مصر للهجوم بالحجارة على اللاعبين فكانت حادثة عكست بوضوح أن البعثة وقعت في فخ لا يتصور عاقل أنه فعل معزول. وبدل أن يدفع الهجوم المروّع على اللاعبين عشية المباراة، المسؤولين الجزائريين إلى اتخاذ موقف حازم بانسحاب الوفد من مصر، قرروا كالمغفلين وضع ثقتهم في الاتحادية الدولية لكرة القدم، التي تلقت تعهدا من الحكومة المصرية بضمان أمن الأنصار أثناء وبعد المباراة، فكان رهانهم خاسرا مرة أخرى، لأن قوات الأمن المصرية تركت حفنة من هؤلاء الأنصار يواجهون جيشا جرارا من أصحاب الزي الأحمر بعد الخروج من ملعب الموت.