حقيقةُ حبِّ الوطن - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حقيقةُ حبِّ الوطن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-18, 15:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










Post حقيقةُ حبِّ الوطن

حقيقةُ حبِّ الوطن


بقلم :


أسرة التحرير لمجلة الإصلاح الجزائرية


– صانَّها الله من كل سوء –

كثيرٌ أولئك الَّذين سوَّدوا الصُّحف بوابل التُّهم والأراجيف ، وصوَّبوا سهامهم الممزوجة بالسُّمِّ إلى نُحور من اصطلحوا على تسميتهم بـ " الوهابيّن " أو " السَّلفيِّين " ، يجرِّدونهم من أدنى ما اتَّفقت المخلوقات على حبِّه والحنين إليه والارتباط به ، وهو الوطن بأرضه وسمائه وساكنيه ، ويجعلونهم في خانة أعداء الأمَّة ومبغضي الوطن ، وقليلٌ أولئك المنصفون الَّذين لا تستفزُّهم التُّهم الملفَّقة ، ولا تُغير على عقولهم الأحكامُ المسبقة ، إلاَّ بعد النَّظر في الدّعوى وما بُنيت عليه من دلائل وحجج ، وما حوته من حقائق أو أباطيل ، ومع هذا القليل يستعذب الحديث ، ويُثار النِّقاش، وتستبين الحقائق ، ويزال الغمط .
إنَّ غاية ما يرمي به الظَّالمون الأدعياء المظلومين الأبرياء ، قولهم المرجف :" هؤلاء لا يحبُّون وطنهم " ، وهي عبارة لو روعي فيها مجرَّد اللفظ لاستوجب إنزال العقاب الزَّاجر على من قال ذلك ، لكن العاقل يبحث ما وراء الألفاظ من المعاني والمدلولات إذ هي الحاكمة على المقاصد والنِّيات .
وسرُّ الأدِّعاء الآثم يرجع إلى مقولة يظنُّ الزَّاعمون المبطلون أنَّهم أحقُّ النَّاس بها ، وبفهم معناها ، وتجسيد مقتضاها ، وأنَّ غيرهم ممن يتَّهمونهم بالعمالة أو الخيانة عازفون عن التَّرتُّم بها ، زاهدون في الحديث عنها، بل يزعمون أنَّهم يُجهِّلون أو يبدِّعون أو يؤثَّمون كلَّ من نطق بها لسانُه أو خطَّها يراعُه مستشهدًا ومستدلاًّ بها ، أو متحاكمًا إليها ومؤسِّسًا عليها حديثًا أو خطابًا، تلكم هي المقولة الشَّهيرة المنسوبة ، كما قيل لبعض السلف رضي الله عنهم :" حبُّ الوطن من الإيمان " .
وهذا الزَّعم في غاية التَّهافت البطلان ، وهو شبيه بما نسبه " العلِيوِيُّون " للمصلحين من " جمعيّة العلماء " حين نشروا مقالاً في جريدتهم تحت عنوان : " المصلحون يحاربون لا إله إلاَّ الله " ، وذلك لَمَّا تصدَّى علماءُ الجمعيَّة لبدعةِ القوم في رفع أصواتهم بالتَّهليل في تشنيع الجنازة ، فكان أن أنكروا عليهم فعلتهم المخالفة للسُّنَّة وما يُناسب جلال الموت ورهبته وهو الخشوع والتَّذكُّر والاعتبار بمن حملوا على الأعناق .
والخشوع معروف هو غير الصُّراخ والعويل والضَّجيج والتَّهويل، وقد كتب يومها العلاَّمة البشير الإبراهيمي رحمه الله مقاله الرَّائع بعنوان: " إمَّا سُنَّة وإمَّا بدعة « ، وكان ممَّا سطَّره يراعه الجريء النَّاطق بالحق : " إنَّ لا إله إلاَّ الله لا توضع في غير مواضعها يا قوم ! فمالكم إذا قيل لكم ، لا تضعوها في غير محلِّها ، ومنه الجهر بها في التَّشنيع قلتم متجرِّئين إنَّنا نحارب لا إله إلاَّ الله ، كبرت كلمة تخرج من أفواهكم "
[الآثار (1/290)]
والحقيقة الَّتي ينشدها أهل الإنصاف ، ويأباها أهل الإرجاف ،ولا يرضونها إلاَّ نقيصة يذمُّون بها من لا يريدون إشراكه في حبِّ الوطن ، ولو كان من أبنائه ، هي أنَّ مقولة :
"حبَّ الوطن من الإيمان " ليست حديثًا عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، يتواصى المسلمون بذيعه في مجالس الوعظ والتَّذكير ، وتسطيره في كتب العلم مع التَّسليم بصحَّة نسبته إلي النَّبيِّ المعصوم صلي الله عليه وسلم ، لأنَّ المرجع في قبول الأحاديث أو ردِّها هي الأصول المعتمدة عند أهل الصِّناعة الحديثيَّة ، وقد حَكمُوا بوَضْعه ، فلا نُخالف ما قالوه وهم العلماء وغيرهم تَبع لهم وآخذ منهم وعنهم .
بيد أنَّهم مع اعتقادهم عدم صحَّة الحديث يؤمنون بمعناها ، ويرون من أدلة الشَّرع ما يخدم معناها .
فهناك قدرٌ مشترك بين المسلم والكافر في حبِّ الوطن مَهْد النَّشأة والولادة فكلٌّ يحبُّ وطنه كحبِّه لنفسه وماله وأهله ، وهذا لا يمكن أن يكون من لوازم الإيمان ، لأنَّه غريزيٌّ في الإنسان ، وقد فطر الله عليه المخلوقات ، فالإبل تحنُّ إلى أوطانها والطُّيور تحنُّ إلى أوكارها وهكذا كلُّ نفس مخلوقة ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"والنَّفس تحنُّ إلى الوطن إذا لم تعتقد أن المقام به محرم أو به مضرَّة أو ضياع دنيا "
[( " المجموع " 27/463) ]
وهناك ما يتميَّز به المسلم عن الكافر وعن الحيوان وهذا شرُّ الحديث وهو أنَّه يجتمع في المسلم الحبُّ الفطريُّ الغريزيُّ والحبُّ الشَّرعيُّ ، باعتبار أنَّ حبَّه لوطنه نابعٌ من أنَّ أرضه موطنٌ لإقامة أكثر الشَّعائر كالجمعة والجماعات والأذان وغير ذلك ،ومن حبِّ العلم وإن كان ضئيلاً الَّذي يكتسبه المسلم فيه ،ومن حبَّ اجتماع المسلمين وتنظيم أمورهم لعمارة الأرض على ترابه ، ومن حبِّ الأهل والأقارب والجيران وما يتولَّد من ذلك من الطَّاعات والقربات كَبرِّ الوالدين وصلة الأرحام وكفالة الأيتام والإحسان إلى الجيران ونحو ذلك .
فحبُّ الوطن الإسلامي مشروع، ولا يجوز لمسلم أن يتنكَّر له بحجَّة عدم ثبوت ما يفيد ذلك باللَّفظ الصَّريح أو المعني الصَّحيح، فقد جاء من نصوص الشَّرع ما يدلُّ على أنَّ حبَّ الوطن مشروع، ومحبُّه مأجور غير مأزور إذا احتفت بهذا الحبِّ عوامل القيام بالطاعة الله وعبادته وعمارة أرضه والإحسان إلي خلقه .
فهذا الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول عند حديث أنس بن مالك رضي الله عنه :" كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أَوْضَعَ ناقته أي أسرع بها وإن كانت دابَّة حرَّكها من حبِّها [ البخاري ( 1802)].
قال رحمه الله :" فيه دلالة على مشروعيَّة حبِّ الوطن والحنين إليه "
[" الفتح (3/782)]
وأشار العلاَّمة المناوى في لَفْتَةٍ بديعة إلى حبِّ الأوطان عند شرحه لقول النَّبي صلي الله عليه وسلم :" إذَا قَضَى أَحَدُكمْ حَجَّهُ فَلْيُعَجِّلِ الرُّجَوعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لأَجْرِهِ "
[ صحيح الجامع (734)] .
قال رحمه الله :" "فَلْيُعَجِّلِ" أي فليسرع ندبًا ، " الرُّجَوعَ إِلَى أَهْلِهِ" أي وطنه وإن لم يكن له أهل " فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لأَجْرِهِ" لِما يدخله على أهله وأصحابه من السُّرور بقدومه لأنَّ الإقامة بالوطن يسهل معها القيام بوظائف العبادات أكثر من غيرها ، وإذا كان هذا في الحجِّ الَّذي هو أحد دعائم الإسلام ،فطلب ذلك في غيره من الأسفار المندوبة والمباحة أولى .... وفيه ترجيح من الإقامة على السَّفر غير الواجب : اهـ .
["من فيض القدير "(1/418)]
وقد نبَّه الحافظ ابن كثير وغيره في سيرته على أنَّ دعاءه صلى الله عليه وسلم أنْ يحبِّب اللهُ إليهم المدينة كحبِّهم مكَّةَ أو أشَّدّ، إنَّما هو لِما جبلت عليه النُّفوس من حبِّ الوطن والحنين إليه ، وفي قصَّة الوحي وهي في "الصَّحيح " أنَّ ورقة بنَ نوفل لَمَّا قال للنَّبيصلي الله عليه وسلم : لَيْتَنى أكون حيًّا إذْ يُخرجك قومك ! قال النَّبي صلي الله عليه وسلم :" أوَمُخْرِجيِّ هُمْ ؟!" قال :نعم ، قال السُّهيلي : ففي هذا دليل حبِّ الوطن ، وشدَّة مفارقته على النَّفس [الروض الأنف (1/413) ]
فحبُّ الوطن ليس نشيدًا تستعذبه الألحانُ، وليس لافتة تَزْيين تعلَّق على الجدران ،
ولا وقفة تخشع لها الصُّور والأبدان، فالحبُّ رخيصٌ حين يكون زعمًا وكلامًا، ولكنَّه غالٍ وثقيلٌ حين يكون عملاً وتضحية وإقدامًا .
وإنَّما حبُّ الوطن المفعم بالإيمان والمشبَع بالتَّفاخر به والاعتزاز به حقًا وصدقًا إنَّما يكون بالحفاظ على أَمْنِه وسلامته، والابتعاد عن ترويع أهله وإشاعة القتل والنَّهب والفوضى وجميع الإفساد في رُبُوعه تحت أيِّ غطاء كان ، ويكون بنبذ العصبيَّات والنَّعرَات والتَّحزُّبات الَّتي تسعى إلى تَفْرِقَتِه وتشتيته ، وتَحُول دون اجتماعه ووحدته ، ويكون بلوزام جماعة المسلمين المنتظمة تحت لواء وليِّ الأمر ، والانضمام في سِلْكِها والاجتماع على كلمتها وعدم التَّشجيع على مفارقتها وشقِّ عصاها ومخالفة سبيلها والإفْتِيَاتِ عليها ، ويكون بطاعة من أوكل له تسيير شؤون الأمّة وإعانته على ما حمل القيام به وجمع الكلمة عليه ، وردِّ القلوب النَّافرة إليه ، والدُّعاء له ولأعوانه بالصَّلاح والتَّوفيق والسَّداد ، كما يكون حبُّ الوطن باستغلال خيراته وثرواته وصيانتها من عبث المفسدين وخدمة أرضه ومن عليها من العباد والممتلكات والمكاسب والإنجازات ، ليستغني عن غيره ، ويعظم في عين أعدائه الطَّامعين فيه ، والسَّعى به نحو الأكمل والعيش الأفضل إذ ليس من شرط الوطن أن يكون كاملاً لا نقصَ فيه ، هذا أمر مستحيل لكن حسبنا القرب من الكمال والتَّقدُّم نحو الأحسن .
فهذه وطنيَّة أهل الإسلام ، ليس فيها تدليس ولا إيهام ، بل هي وطنيَّة تحفظ الثَّوابت وتقوِّي الارتباط بشرع الله تعالى ، إذ هو المخرج من جميع الفتن والمصائب الّتي تحلُّ بالأمَّة
والله نسأل أن يحفظ أوطان المسلمين عامَّة ووطننا خاصَّة من كيد الكائدين وتربُّص المعتدين ، وأن يعين ولاة أمورنا على استتباب الأمن وإقامة العدل ونشر الخير وأن يهدي من ضلَّ عن سواء السَّبيل ويوفَّقه للتَّوبة والرُّجوع إلى الله ، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه على الجهاز:سفيان ابن عبد الله الجزائري
كان الله له وردَّ عنه كيد الكائدين المعتدين -
قبيل العصر ليوم الثلاثاء الموافق 19/05/2009م
منطقة القبائل - حرسَّها الله من الفتن -


الجزائر الغرّاء


منقول

__________________










 


آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-11-18 في 15:49.
رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 16:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جواهر الجزائرية مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جواهر الجزائرية مشاهدة المشاركة
فحبُّ الوطن ليس نشيدًا تستعذبه الألحانُ، وليس لافتة تَزْيين تعلَّق على الجدران ،
ولا وقفة تخشع لها الصُّور والأبدان، فالحبُّ رخيصٌ حين يكون زعمًا وكلامًا، ولكنَّه غالٍ وثقيلٌ حين يكون عملاً وتضحية وإقدامًا .
وإنَّما حبُّ الوطن المفعم بالإيمان والمشبَع بالتَّفاخر به والاعتزاز به حقًا وصدقًا إنَّما يكون بالحفاظ على أَمْنِه وسلامته، والابتعاد عن ترويع أهله وإشاعة القتل والنَّهب والفوضى وجميع الإفساد في رُبُوعه تحت أيِّ غطاء كان ، ويكون بنبذ العصبيَّات والنَّعرَات والتَّحزُّبات الَّتي تسعى إلى تَفْرِقَتِه وتشتيته ، وتَحُول دون اجتماعه ووحدته ، ويكون بلوزام جماعة المسلمين المنتظمة تحت لواء وليِّ الأمر ، والانضمام في سِلْكِها والاجتماع على كلمتها وعدم التَّشجيع على مفارقتها وشقِّ عصاها ومخالفة سبيلها والإفْتِيَاتِ عليها ، ويكون بطاعة من أوكل له تسيير شؤون الأمّة وإعانته على ما حمل القيام به وجمع الكلمة عليه ، وردِّ القلوب النَّافرة إليه ، والدُّعاء له ولأعوانه بالصَّلاح والتَّوفيق والسَّداد ، كما يكون حبُّ الوطن باستغلال خيراته وثرواته وصيانتها من عبث المفسدين وخدمة أرضه ومن عليها من العباد والممتلكات والمكاسب والإنجازات ، ليستغني عن غيره ، ويعظم في عين أعدائه الطَّامعين فيه ، والسَّعى به نحو الأكمل والعيش الأفضل إذ ليس من شرط الوطن أن يكون كاملاً لا نقصَ فيه ، هذا أمر مستحيل لكن حسبنا القرب من الكمال والتَّقدُّم نحو الأحسن .
فهذه وطنيَّة أهل الإسلام ، ليس فيها تدليس ولا إيهام ، بل هي وطنيَّة تحفظ الثَّوابت وتقوِّي الارتباط بشرع الله تعالى ، إذ هو المخرج من جميع الفتن والمصائب الّتي تحلُّ بالأمَّة
والله نسأل أن يحفظ أوطان المسلمين عامَّة ووطننا خاصَّة من كيد الكائدين وتربُّص المعتدين ، وأن يعين ولاة أمورنا على استتباب الأمن وإقامة العدل ونشر الخير وأن يهدي من ضلَّ عن سواء السَّبيل ويوفَّقه للتَّوبة والرُّجوع إلى الله ، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين .



__________________





بارك الله فيك هذا هو الحب الحقيقي للوطن فاللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.

وللفائدة:



للتحميل:
https://www.الرابط محظور/book/view-11.html









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 16:46   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=جمال البليدي;7927189]



بارك الله فيك هذا هو الحب الحقيقي للوطن فاللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.

وللفائدة:



للتحميل:
https://www.الرابط محظور/book/view-11.html

وفيك بارك الله
اخي جمال واضيف فتوى لشيخ العلامة ابن الباز رحمه الله
..
حول كلمة الولاء للوطن


يبالغ البعض بالقول أن كلمة الولاء للوطن من التوثين في بلد إسلامي يدين أهله بالولاء لله فما ترون سماحتكم في ذلك؟

الجواب :


الواجب الولاء لله ولرسوله بمعنى أن يوالي العبد في الله ويعادي في الله


وقد يكون وطنه ليس بإسلامي فكيف يوالي وطنه،



أما إن كان وطنه إسلاميا فعليه أن يحب له الخير ويسعى إليه،


لكن الولاء لله؛ لأن من كان من المسلمين مطيعا لله فهو وليه،


ومن كان مخالفا لدين الله فهو عدوه وإن كان من أهل وطنه


وإن كان أخاه أو عمه أو أباه أو نحو ذلك،


فالموالاة في الله والمعاداة في الله.


أما الوطن فيحب إن كان إسلامياً،


وعلى الإنسان أن يشجع على الخير في وطنه وعلى بقائه إسلامياً،


وأن يسعى لاستقرار أوضاعه وأهله، وهذا هو الواجب على كل المسلمين،



نسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.
هنا.

ذ









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 16:48   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث : حب الوطن من الإيمان .


قال الصغاني : موضوع .


وقال السخاوي في المقاصد : لم أقف عليه ومعناه صحيح .


ورد القاري قوله : ومعناه صحيح ؛ بأنه عجيب !!


قال : إذ لا تلازم بين حب الوطن ، وبين الإيمان .


قال : ورد أيضاً بقوله تعالى : ( ولو انا كتبنا عليهم ).الآية .


فانها دلت على حبهم وطنهم مع عدم تلبسهم بالإيمان إذ ضمير عليهم للمنافقين ؛ لكن انتصر له بعضهم بأنه ليس في كلامه انه لا يحب الوطن إلا مؤمن ، وإنما فيه أن حب الوطن لا ينافي الايمان . انتهى .


كذا نقله القاري ،


ثم عقبه بقوله : ولا يخفى أن معنى الحديث حب الوطن من علامة الإيمان ، وهي لا تكون إلا اذا كان الحب مختصاً بالمؤمن فإذا وجد فيه وفي غيره لا يصلح أن يكون علامة . قوله : ومعناه صحيح ، نظرا الى قوله تعالى حكاية عن المؤمنين : ( وما لنا إلا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا ) فصحت معارضته بقوله تعالى : (ولو أنا كتبنا عليهم أن أقتلوا ... ) الآية . الأظهر في معنى الحديث ان صح مبناه أن يحمل على أن المراد بالوطن الجنة فانها المسكن الأول لأبينا آدم على خلاف فيه أنه خلق فيها أو أدخل بعدما تكمل وأتم أو المراد به : مكة ، فانها أم القرى ، وقبلة العالم ، أو الرجوع الى الله تعالى على طريقة الصوفية ، فانه المبدأ والمعاد ، كما يشير إليه قوله تعالى : ( وان الى ربك المنتهى )


أو المراد به الوطن المتعارف ولكن بشرط أن يكون سبب حبه صلة أرحامه أو إحسانه إلى أهل بلده من فقرائه وايتامه ثم التحقيق أنه لا يلزم من كون الشيء علامة له اختصاصه به مطلقا بل يكفي غالبا ألا ترى الى حديث حسن العهد من الإيمان وحب العرب من الايمان مع أنهما يوجدان في أهل الكفران انتهى . ومما يدل لكون المراد به مكة ما روى ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق الى مكة فأنزل الله ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد قال الى مكة انتهى وللخطابي في غريب الحديث عن الزهري قال قدم أصيل بالتصغير الغفاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب ، فقالت له عائشة : كيف تركت مكة ؟ قال : اخضرت جنباتها وابيضت بطحاؤها وأغدق إذخرها وانتشر سلمها . الحديث ،


وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبك يا أصيل لا تحزني ، وفي رواية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ويها يا أصيل تدع القلوب تقر . كذا في كشف الخفا للعجلوني .


وفي صحيح البخاري : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابة حركها . وفي الشرح قال ابن حجر : وفي الحديث دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه . أ.هـ وكذا قال الزرقاني والمباركفوري في شرحهما .


وانظر أيضاً المقاصد الحسنة للسخاوي .


منقول











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 17:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذا كتاب نافع ومهم في هذه المسألة

حب الوطن من منظور شرعي


تقديم
صاحب الفضيلة الشيخ : عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد ال الشيخ

لحمد الله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين وبعد :
فقد قرى علي كتاب : (( حب الوطن من منظور شرعي )) الذي أعدة الدكتور زيد بن عبد الكريم الزيد فألفيت الكتاب قد عالج مسألة مهمة , وعرض فيها الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وأقوال العلماء المعتبرين , وتوصل إلى نتائج وأحكام مهمة وصائبة .
نسأل الله أن يثيب الباحث ويجزيه خير الجزاء , وأن يبارك في نفع الكتاب , إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم

كتبــه
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ


تقديم
الشيخ صالح بن غانم السدلان
الحمد الله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فإني اطلعت على الرسالة التي أعدها الأستاذ الدكتور / زيد عبد الكريم الزيد , فألفيتها تعالج قضية هامة , الناس فيها طرفان ووسط , أما أحد الإطراف / فإنه ينفي دخولها في أحكام الشريعة أو حتى تناولها لها , بلغ الحال يبعضهم النفور من مجرد سماع الكلمة أو ذكرها , وأما الطرف الثاني فهم أولئك الذين يبتون هذه القضية ويلغون في إثباتها وهم في ذلك على درجات , قد يصل أعلاها إلى جعلها عقيدة ينطلق منها في جميع تصرفاته , وقد يغلو إلى تقديمها على عقيدة التوحيد والإيمان وأما الوسط فهم الذين سلكوا ما بينته النصوص الشرعية وهو ما أقام عليه الباحث في هذه الرسالة – الدليل .
إن هذه القضية التي هذا حال الناس فيها : قضية الوطنية , والباحث حقق في هذه الرسالة أهم عناصر هذه القضية والتي جلت الحقيقة في مسألة الوطنية وأقامت الدليل على ما ينبغي اعتقاده والقول به
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيب الباحث , وأن يوفقنا لفهم الحق بدليله , وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أ . د صالح بن غانم السدلان


لتحميل الكتاب:

https://amnfkri.com/ebook/Love-Wtan.exe










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-19, 08:44   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صحيح البخاري [ جزء 2 - صفحة 638 ]
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابة حركها
قال أبو عبد الله زاد الحارث بن عمير عن حميد حركها من حبها

فتح الباري - ابن حجر [ جزء 3 - صفحة 621 ]
وفي الحديث دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه


صحيح البخاري [ جزء 1 - صفحة 4 ]
.......... فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزله الله به على موسى يا ليتني فيها جذع ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أومخرجي هم ) . قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا .

فتح الباري - ابن حجر [ جزء 12 - صفحة 359 ]
قال السهيلي يؤخذ منه شدة مفارقة الوطن على النفس فإنه صلى الله عليه وسلم سمع قول ورقة أنهم يؤذونه ويكذبونه فلم يظهر منه انزعاج لذلك فلما ذكر له الإخراج تحركت نفسه لذلك لحب الوطن وإلفه فقال أو مخرجي هم
.










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-19, 08:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اي حب للوطن خير؟قد يقول القارىء للعنوان وهل حب الوطن أنواع
أقول نعم والفرق كما بين السماء والأرض .........


• فقد تحب الوطن حبا فطريا جبليا فهو البلد الذى ولدت فيه وترعرعت على أرضه وعشت فيه ذكرياتك
وخاطت فيه أهلك وأحبابك وتغنيت بأناشيد حبه
وهذا بلا شك من الحب المباح كحبك لولدك وأخيك و..........
ولكن يأبى العقلاء أولى الألباب أن يكون هذا هو حبهم فقط
ولا عجب فى ذلك فلقد فهموا حديث نبيهم –صلى الله عليه وسلم – وعملوا به :
( أوثق عرى الايمان الحب فى الله والبغض فى الله)


• الحب فى الله ؟؟؟؟!!!!!! نعم الحب فى الله لا تتعجب
فليس الحديث مقصورا على الأشخاص وانما هو عام لكل شىء
فما أحب النبى –صلى الله عليه وسلم – بلده مكة كل هذا الحب الا لأنها أحب البلاد الى الله
لذا كانت أحب البلاد الى قلب النبى –صلى الله عليه وسلم –
ومن هنا يتضح لنا كيف يكون حب المسلم لوطنه وأنه ليس مجرد شىء فطرى بل أساسه العقيده
نعم ... فبلادنا بلاد اسلام ونحن نحبها لأجل أن الله أمرنا بذلك

• ومن هنا أقول بملىء الفم

ان العمل للوطن بهذا الحب هو العزة الحقيقيه الدائمه (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)
فان تجرد حبنا لاوطاننا –كمسلمين – عن هذا المعنى فما الفرق بيننا وبين الكافرين ؟؟؟؟
فحب المسلم لوطنه حب من يعلم أن رفعة هذا الوطن وتقدمه وعلوه بين الاوطان انما هو فى الحقيقة
رفعة لهذا الدين الحنيف ولكل بلاد الاسلام وأوطانه


اللهم اجعل حبنا لاوطاننا خالصا لوجهك الكريم .. اللهم أعز بلدنا بالاسلام وأعز الاسلام ببلدنا
آمييييييين آمييييييين
والحمد لله رب العالمين










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-22, 03:36   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فضيلة الشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان وفقه الله تعالى
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


:

الأول: لم تفرق بين أيام تُعظم لذاتها فتكون أعيادا، وبين أيام تُتخذ موعدا يَصطلح عليها البشر لتنظيم عمل ما.

فالأيام الوطنية وأيام الاستقلال هي أيام تُعظم لذاتها، وتتخذ أعيادا لوقوع حوادث وطنية فيها، فعظمت لأجل ذلك، كما يعظم العيد الشرعي؛ لما فيه من الشعائر والمناسك.

بينما الأيام التنظيمية مثل أسبوع الشجرة، أو اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أو لمكافحة الأمية أو غيرها، فهي أيام لم تتخذ لذات اليوم، وإنما اصطلح المنظمون لها على هذه الأيام؛ لأجل التوعية ونحوها، فليس فيها المعنى الذي في الأيام الوطنية أو أيام الاستقلال.

وتجد هذا الفرق واضحا في رسوم تلك الأيام وشعائرها، ففي أيام الاستقلال والأيام الوطنية ثناء على اليوم وما جرى فيه من أحداث، وتعظيم للأشخاص الذين صنعوا تلك الأحداث، فتعظيم اليوم ورجاله وأحداثه مقصود فيها، وهذا فيه مضاهاة للأعياد الشرعية، بخلاف الأيام التنظيمية فإن رسومها وشعائرها منحصرة في التذكير والتوعية والإرشاد لما قصدوه، ولا تعظيم فيها لليوم البتة، فأشبهت الاجتماعات الدورية سنوية كانت أم شهرية أم أسبوعية، التي لم يقصد فيها ذات اليوم.

على أن عيد العمال الذي ذكرته من ضمن الأيام الاعتيادية له أصل ديني عند عباد الشجر، ثم انتقل للنصارى وأخذ بعدا دينيا يتعلق بمريم عليها السلام، ولهم فيه عقائد وشعائر.

الثاني: أن الاحتفال بأيام الاستقلال والأيام الوطنية ونحوها هو جزء من المشروع الكبير للوطنية المنبثقة من الفكر العلماني الغربي، وليس مجرد عادة اعتادها الغربيون كما يظن البعض، ثم نقلها عنهم المسلمون كسائر العادات كما جاء في تقريرك لجواز اليوم الوطني.

والمطلع على التاريخ النصراني وما جرى فيه من صراعات دينية دموية بين الأرثوذكس والكاثوليك قديما، ثم بين الكاثوليك والبروتستانت حديثا، مع إلمامه بالواقع الأوربي إبان ما يسمى بعصر التنوير ثم الثورة الفرنسية وما تلاها من ثورات في سائر أوربا على الكنيسة يعلم أن الاتجاهات الوطنية في أوربا نشأت لسببين رئيسين:
الأول: القضاء على الخلاف الديني بين الطوائف النصرانية، وكان شعارهم (الدين لله والوطن للجميع) أو (إذا كان الدين يفرقنا فالوطن يجمعنا).

الثاني: إيجاد بديل للانتماء الديني الذي أجمعت أوربة في البداية على نبذه تماما، ثم تراجع مفكروها إلى فصله عن الحياة مع الاعتراف به شأنا روحيا فرديا، وكان هذا البديل للانتماء الديني الذي يوالي فيه النصراني ويعادي فيه هو الوطن والتراب.

وأول من نادى بالوطنية إيديولوجية يتخذها الناس بديلا عن أديانهم في بلاد الشرق الإسلامي هو النصراني بطرس البستاني في بلاد الشام، وأصدر مجلات تدعو لذلك، ثم تحمس لها النصارى والدروز والنصيريون وغيرهم، ونشروها في كافة بلاد المسلمين.

ومن مراسيم هذه الوطنية بمفهومها العلماني أعياد الاستقلال والوطن والجلوس على العرش وغيرها.

أرأيت يا شيخ عبد العزيز لو أن هذه الوطنية وما يتبعها من أعياد مجرد عادة استُجلبت من الغرب، ولا تحمل مضامين فكرية تتعارض مع عقيدتنا أيستميت العلمانيون في البلاد الإسلامية -وبالأخص في بلادنا- في الإلحاح عليها، وتخوين من لا يقول بقولهم؟

ولا سيما أن العادات الغربية كثيرة ولا يلح العلمانيون منها إلا على ما يحمل مضامين فكرية تُقصي ديننا وعقيدتنا؛ لإحلال أفكارهم محلها.

وكثيرا ما كتب الليبراليون في الصحف عن مفهوم الوطنية الذي يريدونه، وملخصه (أن الدين لله والوطن للجميع) وصرحوا بهذا الشعار الفكري العلماني، وكانوا -ولا يزالون- يعيبون على الدولة وعلى الجمعيات الخيرية اهتمامها بشئون المسلمين خارج المملكة، ويصرحون دائما بأننا لسنا معنيين بالآخرين، ويجب أن ننكفئ على أنفسنا ووطننا فحسب.

وراجع الصحف لما أُقرت إجازة اليوم الوطني تجد أن مقالاتهم عن الوطنية واليوم الوطني لها مدلول فكري علماني مستمد من الغرب (عقيدة) يصرحون به، ويدعون إليه، ويحاربون من انتقده، ويرمونه بأنه عدو للوطن.

ولا يستطيع أحد أن يدعي أن اليوم الوطني ينفصل عن المشروع العلماني للوطنية؛ لأنه جزء منه، ورافد من روافده؛ لإحلال الانتماء للوطن بديلا عن الانتماء للدين كما حصل في أوربا، سواء استطاع العلمانيون الوصول لهذه الغاية أم لم يستطيعوا.

فإن زعموا أنهم يقصدون بالوطنية الاهتمام بمنشآت الوطن ومنجزاته وعدم الإفساد فيه كما حاول جمع من الإسلاميين التلفيق والموائمة بين ديننا وبين هذا المصطلح العلماني.

قلنا لهم: إن ديننا يأمرنا بذلك قبل أن تنشأ الوطنية في أوربا، بل إن ديننا ينهانا عن الإفساد حتى في غير وطننا، بل حتى في أوطان الكفار، فلم إذن تدعوننا لشيء موجود في ديننا؟!

وإن قالوا: نقصد بالوطنية اللُحمة بين القيادة والشعب.

قلنا: في ديننا بيعة شرعية لمن ولاه الله تعالى أمرنا نتخذها طاعة ندين لله تعالى بها في السر والعلن والعسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة منا، وهي أعظم وأوثق مما تزعمونه من وطنية وانتماء إليها، فلم يبق إلا المعنى العلماني للوطنية وهو مقصودهم.

وقد رأينا كيف أن الذين هتفوا بالوطنية عشرات السنوات في البلاد التي وطئها الاحتلال هم أول من سهل للمحتلين وطء أوطانهم واحتلالها، وأن الذين اتُهموا بالعداء للوطنية من الإسلاميين هم الذين هبوا للدفاع عن أوطانهم وأمتهم.

ومعلوم أن مثل فتواك هذه سيطير فرحا بها العلمانيون؛ لأنها لبنة من لبنات ترسيخ مشروعهم الذي يدعون الناس إليه (الدين لله والوطن للجميع).

الثالث: ذكرت يا شيخ أنك ترى تحريم عيد الحب لسببين:

الأول: أن له أصلاً دينيا عند أولئك الكفار الذين يحتفلون به.

الثاني: أن من يحتفلون بهذا يجعلونه مناسبة لتكريس الفساد الأخلاقي، والانفلات الجنسي.

فأقول لك حفظك الله تعالى وسددك: المشابهة بين ما منعت(عيد الحب) وما أبحت(اليوم الوطني) قوية جدا من وجهين:

الوجه الأول: الوطنية مشروع فكري غربي عقائدي يتعارض مع ديننا، ووضْعُ أيام مخصوصة للوطن أو الاستقلال هي جزء من هذا المشروع، وليست مجرد عادة نقلناها منهم.

الوجه الثاني: أن المنكرات التي أنكرتها مما يُعمل في اليوم الوطني شبيهة بالمنكرات التي حَرَّمتَ عيد الحب لأجلها، وأنت ترى أن احتفال شبابنا وفتياتنا بعيد الحب يشبه تماما احتفالهم باليوم الوطني.

فإن قلت رعاك الله تعالى: قَصَدَ واضعو عيد الحب الفسق أساسا فيه، بينما مظاهر الفسق في اليوم الوطني طارئة.

قلت لك وفقك الله تعالى: من النصارى من جعل يوم الحب للحب العذري الأفلاطوني(البريء) ومنهم من جعله لحب الزوجين، والمحبة بين الزوجين مشروعة بل مطلوبة، فمن شابههم في هذه العادة التي لم يقصدوا الفسق فيها هل تبيحه لهم؟!

رابعا: لو سلمنا بأنه لا دليل البتة على المنع من الاحتفال باليوم الوطني، وقررنا بأنه حلال، فمع ما فيه من مظاهر الفسق التي يفعلها الشباب، والعرضات والأغاني والغلو في الأشخاص أو في الوطن وترابه وأنت ترى تحريم ذلك، أليس صار حلالا يتوصل به إلى حرام في الظن الغالب، بل يقينا.

ومعلوم أن المباح الذي يتوصل به إلى محرم واحد يُمنع منه فكيف إذا كان وسيلة لمحرمات عدة، إنْ مُنع بعضُها لم يمنع بعضها الآخر؛ لأنها من شعائر اليوم الوطني ورسومه.

وبناء على ذلك آمل من فضيلتكم تدبر ذلك، والنظر فيما سيؤول إليه من مفاسد عدة، ووالله ما عهدناك إلا غيورا على حرمات الله تعالى أن تنتهك.

وفقني الله تعالى وإياك للخير، ودلنا على الصواب، وعلمنا ما ينفعنا ورزقنا العمل بما علمنا إنه سميع مجيب، [رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ]










آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-11-22 في 03:39.
رد مع اقتباس
قديم 2011-12-01, 11:06   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*أميرةالجزائرية*
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية *أميرةالجزائرية*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اختاه وجزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-01, 17:02   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عبد النور المسيلي
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبد النور المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اختي الكريمة جواهر










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-03, 14:46   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عبلة السلفية
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عبلة السلفية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اختاه










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-06, 23:48   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-07, 14:03   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
moha75
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية moha75
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة


بارك الله فيك هذا هو الحب الحقيقي للوطن فاللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.

وللفائدة:



للتحميل:
https://www.الرابط محظور/book/view-11.html

الشيخ رسلان اسد المنابر حفظه الله،
جزاك الله خيرا، وجعل ما وضعته بين أيدينا في ميزان حسناتك، أمين.









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-07, 14:07   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
moha75
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية moha75
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك ، على توضيح اللبس الذي يقع فيه بعض الناس،
والذي يروج له ذوي القلوب المريضة،
الذين يحملون في قلوبهم الحقد والضغينة لدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
شكرا جزيلا لك ونفعنا الله وإياك بالعلم الصالح.










رد مع اقتباس
قديم 2013-08-19, 00:49   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
طه 13
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B2 كثيرة هي الاحاديث الموضوعة

بارك الله فيك وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الوطن, حبِّ, حقيقةُ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc