بسم الله الرحمن الرحيم
التفرغ للرقية تفرغا كاملا
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله:أولها وأعظمها أن يتخذ القراءة والرقية حرفة يتفرَّغ لها تفرغا كاملا، والمعلوم أن الناس بحاجة إلى الرقية، والتفرغ لها لم يكن من هدي الصحابة في عهده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ مع أن فيهم راقين، ولم يكن من هدي الصحابة ولا التابعين، وإنما نشأ في أعصر متأخرة، فالذي عليه هدي السلف الصالح والذي دلت عليه السنة أن ينفع المرء إخوانه بجُعل أو بغير جعل في الرقية؛ ولكن لا يتفرغ لها لا يتخذ الرقية حرفة يكون كالطبيب المتفرغ لها، وهذا من جهة أنه لم يرد أو لم يكن في الزمن الأول في قيام الحاجة،إليه.
أيضا من جهة أخرى فيما رأينا من الذين تفرغوا أورثتهم أشياء ممنوعة كثيرة، فمن تفرغ للرقية تجد عنده أشياء من المخالفات؛ لأنه يحتاج إلى أشياء يفعلها وإلى أشياء يتركها، وفعلوا أشياء من بيع من غير برهان، ومن فعل بالرقية عن طريق الأشرطة وعن طريق الأصوات يكون هو يقرأ في غرفة والسماعات في غرفة أخرى على الراقين، ونحو ذلك مما فيه مخالفة للوارد، وهذا ينبغي أن يمنع سدا للذريعة؛ لأنه ربما أفضى إلى أشياء مذمومة من توسع هؤلاء القراء في أشياء لا تجوز أو لم يأذن بها الشرع.
شريط الرقى وأحكامها
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:ما حكم التفرغ للقراءة واتخاذها حرفة؟
فأجاب بقوله: أقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. التفرغ للقراءة على المرضى من الخير والإحسان، إذا قصد الإنسان بذلك وجه الله عز وجل، ونفع عباد الله، وتوجيههم إلى الرقى الشرعية التي جاءت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وأما اتخاذ ذلك لجمع الأموال فإن هذه النية تنزع البركة من القراءة، وتوجب أن يكون القارىء عبداً للدنيا: إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط. لذلك أنصح إخواني الذين يتفرغون للقراءة على المرضى أن يخلصوا النية لله عز وجل، وألا يكون همهم المال، بل إن أعطوا أخذوا، وإن لم يعطوا لم يطلبوا، وبذلك تحصل البركة في قراءتهم على إخوانهم، هذا ما أقوله لإخواني القراء.
فتاوى نور على الدرب العثيمين (2/4)
سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :الآن بعض المقرئين يتخصص لرقية المرض، ويفتح له عيادة لذلك أو في بيته، فما الحكم؟
فأجاب بقوله : نفع الناس طيب، ولكن ليس بهذا التوسع وبهذا الابتذال الذي قد حصل، فهذا التوسع غير جيد، حتى أن بعضهم بسبب كثرة المتعالجين عنده يقرأ على عدة أشخاص! فهذا لا وجه له، وكونه يبيع الماء المرقي هذا توسع غير جيد.
شرح سنن أبي داود (391/13)
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :......ينبغي لأهل السنة أن يقوموا ببعض مايستطعون ،ثم لا ننصح ولا ننصح ولا ننصح الأخ الذي يرقي أن يستغرق وقته في الرقية ليجعل للناس قدر ساعة أو ساعتين أو ثلاث ساعات والا فوالله إني أخشى أن يأتي الشيطان يتلبس بالشخص من أجل أن يشغل ذلك الراقي ثم يتلبس بشخص آخر من أجل أن يذهبوا إلى الساحر أو إلى الكاهن ويخرج على يد الساحر أو الكاهن لتثبيت العقيدة فيه .
فأنا أقول لمن ابتلي بهذا أن ينظم وقته وأن يجعل لطلب العلم الوقت الأكبر ،فإن الجني تارة يقول :إنه نصراني ،وتارة إنه مسلم ،وتارة يقلد صوت طفل وتارة امرأة فقد نصحت غير واحد أن لايشغل بهذا ويترك طلب العلم ربما يكون مكيدة من الشياطين لطلبة العلم ليبتعد عن طلب العلم .
غارة الأشرطة(1/64-66)
تم بحمد الله والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات