سوريا تودع السنة بمجازر، وبعثة مراقبين عرب لملاحظة الأوضاع
يناير 1st, 2012
سوريا تودع السنة بمجازر، وبعثة مراقبين عرب لملاحظة الأوضاع
(ملخص لأحداث الثورة السورية للفترة من 26 كانون الأول/ديسمبر 2011 وحتى 1 يناير/كانون الثاني 2012)
-
ودعت سوريا عام 2011 بكثير من الدماء والشهداء سقطوا في الأسبوع الأخير من العام وبالأخص مدينتي حمص وإدلب، فاقتحام الدبابات والمدرعات وتهديم للمنازل لا يزال مستمرا بالرغم من تواجد بعثة المراقبين العرب في سوريا منذ مطلع الأسبوع، والتي جاءت زيارتها كبند من بروتوكول الجامعة العربية الذي وقعه النظام السوري مؤخراً.
المجلس الوطني الذي وصف توقيع النظام السوري للبروتوكول بأنه كسب لوقت إضافي من قبل النظام، انتقد بشدة طريقة التنفيذ واصفاً النظام السوري بالتلاعب وتضليل بعثة المراقبين في مهمتهم، كما وصفه بالتهرب من تطبيق بنود التي تقضي بوقف إطلاق النار ونزيف الدم المستمر منذ ما يزيد عن تسعة أشهر، و سحب الجيش والقوات من الشوارع والمدن.
على الصعيد الميداني استمر تعرض المدن للقصف والعنف المستمرين، ففي درعا تعرضت العديد من مناطقها مطلع الأسبوع لمداهمات وإطلاق رصاص وقنابل في بلدة دير بخت وناحتة وبُصر الحرير وغيرها، وفي ريف دمشق في دوما وحرستا والزبداني وبلدة الضمير والسيدة زينب قامت القوات الأمنية بإطلاق رصاص كثيف على المظاهرات، مما أدى لسقوط عدد من الشهداء وعدد كبير من الجرحى، وفي حلب انطلقت عدة مظاهرات حاشدة منادية بإسقاط النظم يقودها طلاب وشباب قابلها الأمن باعتقالات تعسفية عشوائية، وفي اللاذقية وإدلب وحماة والحسكة مظاهرات استمرت مظاهرات متفرقة حسب شدة الوضع الأمني وشدة وطأة الحملات الأمنية والمداهمات للأحياء.
-
يوم الاثنين الذي بلغ عدد الشهداء فيه ستون شهيداً، أكثر من أربعين منهم سقطوا في محافظة حمص، شهد العديد من الانفجارات وقصف عنيف لعدة أحياء في حمص و دير الزور والمعضمية بريف دمشق، كما شهدت بقية أيام الأسبوع تصعيداً مستمراً كان حصيلته ما يزيد عن مائة شهيد ومائتي جريح، وكان من أبرز الأحداث فيه مداهمة حي بابا عمرو في مدينة حمص، الذي تعرض لقصف وحشي بالدبابات ومن قبل القناصة، كما هزت منطقة تلبيسة بحمص إنفجارات دمرت خط الغاز الرئيسي.
الحدث لأبرز كان وصول بعثة المراقبين الدوليين والتي لاقت تجاوبا عاليا من قبل لجان التنسيقيات في المناطق والمحافظات، وقد لاحظ المراقبون مظاهر القصف في مناطق بحمص وغيرها. من جانب آخر بدأ المعتقين إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجن حمص المركزي حتى تطبيق المبادرة العربية كاملة وإخراج كافّة المعتقلين، كما تواردت أنباء عن تحميل جثث مجهولة الهوية من المشفى الوطني بحمص في سيارات كبيرة وتحت حراسة مشددة وتكتيم من قبل الأمن.
في سياق متصل ما زال إضراب الكرامة مستمراً، فمع بداية الأسبوع دخل الإضراب مرحلته السادسة اليوم والمتمثلة بإغلاق الطرق الدولية، والذي تمثل بإغلاق الطرق الحيوية والهامة كالطريق المؤدي إلى الأردن والطريق المؤدي إلى تركيا بالإضافة إلى إغلاق الطريق الواصل بين دمشق وحمص في ظل استمرار مظاهر الإضراب في معظم المدن والبلدات السورية التي بدأت بالدخول من الأسبوع الرابع للإضراب، ويُحضر الناشطون للبدء بمرحلة جديدة من إضراب الكرامة أطلقوا عليها أسم “استرداد الحقوق” والتي تشمل تصعيداً أكثر في محاولة لتشجيع شرائح جديدة من المجتمع للانضمام إلى الإضراب.
-
جمعة ” الزحف إلى ساحات الحرية” التي شهدت زحف ما يزيد عم ستة ملايين سوري إلى ساحات التظاهر وعمّت غالبية مناطق سوريا لتصل نقاط التظاهر فيه إلى 425 نقطة كان ضحيتها ما يزيد عن 38 شهيداً سقطوا برصاص الأمن، ففي حماة سقط سبعة شهداء في إطلاق عشوائي للرصاص بعد ملاحقتهم، وفي دمشق أكد شهود عيان تواجداً أمنياً كثيفاً جداً في معظم أنحاء دمشق وريفها وسد الطرق المؤدية للساحات بالحواجز الإسمنتية وسيارات الأمن، ورغم ذلك فقد خرجت مظاهرات في عدّة مناطق وأحياء من دمشق وريفها وقابلها الأمن بإطلاق الرصاص العشوائي وحملة اعتقالات مما أسفر عن سقوط 10 شهداء ومئات المعتقلين، ويذكر أن وصول المراقبين إلى دوما تسبب بعودة الاتصالات المقطوعة عنها منذ مدة طويلة وانسحاب بعض قوات النظام منها مما سمح بخروج بعض المظاهرات فيها ولكن ذلك لم يمنع حملة اعتقالات كبيرة بدأت صباح الجمعة، من جانبها قامت أجهزة الأمن باقتحام بعض الأحياء في دير الزور بالدبابات وأحرقت عدداً من المنازل وقامت بحملة اعتقالات واسعة في المدينة وفي مدن أخرى، كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن شخصين توفيا متأثرين بجروح أصيبا بها في مظاهرات يوم السبت لترتفع حصيلة شهداء يوم السبت إلى 19 شهيداً أغلبهم في مدينة حماة.
-
على صعيد المعارضة برزت خلافات في أوساط المجلس الوطني السوري المعارض وهيئة التنسيق الوطنية لسورية بسبب اتفاق تعاون بين الجانبين عده رئيس المجلس برهان غليون مجرد مسودة سربت من قِبل الهيئة قبل التصديق عليها، وقد سعى غليون إلى التقليل من وقع الاتفاق في شأن المرحلة الانتقالية، وقال إن ما توصل إليه الطرفان المعارضان ليس إلا مسودة كان سيعرضها على الأمانة العامة قبل إبرامها بشكل نهائي.
عربياً رفض أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية تقييم الوضع في سوريا، وقال إن التقييم سيصدر في التقرير النهائي لبعثة الجامعة إلى سوريا، وشدّد على أنه يحظر على المراقبين تقييم الوضع في سوريا، قائلاً ليس مسموحاً بنشر التقييم أمام الإعلام، بل يقدَّم في تقرير نهائي للجامعة.
-
و على الصعيد الدولي دعت وزارة الخارجية الأميركية المراقبين العرب إلى إظهار الشجاعة في عمليات بحثهم لكشف حقيقة ما يحدث على الأرض في سوريا، كما واعتبرت وزيرة الخارجية في خطاب لها أن رفض التغيير في سوريا هو سبب عدم الاستقرار، ولفتت إلى أن الرئيس الأسد انتهك كل البنود الأساسية لخطة الجامعة العربية منذ اليوم الاول لموافقته عليها، وقالت أن الأسد قد يكون بإمكانه تأخير التغيير إنما لا يمكنه حرمان شعبه من مطالبهم المشروعة لأجل غير مسمى، و انه يجب عليه أن يتنحى والى أن يفعل ذلك ستستمر الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بزيادة الضغوط عليه وعلى نظامه الوحشي.ودعا وزير الخارجية البريطاني في بيان وزعته بعثة بلاده لدى الأمم المتحدة الجامعة العربية إلى الرد بسرعة وبحسم على رفض النظام تنفيذ الاتفاق، وقال إن الأسرة الدولية تتطلع إلى قيام الدول العربية باتخاذ مواقف قيادية حاسمة لمعالجة الأزمة المستمرة في سورية، وتابع قائلاً: إن التطورات الأخيرة تبين مرة أخرى أن لا مجال للتقدم في سورية ما لم يتنحّ الرئيس الأسد ويسمح للآخرين المضي إلى الأمام بالعملية الانتقالية التي تحتاجها البلاد حاجة ماسة.
-
هذا و قد جددت كندا مطالبتها النظام السوري بوضع حد للقمع، كما دعت الرئيس الأسد إلى الاستقالة، معتبرة أنه لا يفعل إلا تأخير ما لا مفر منه لأنه سوف يطرد قريباً من السلطة، وكانت كندا أعلنت في 15 ديسمبر الأجلاء الطوعي لمواطنيها من سوريا.من جانبها أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان الأربعاء أن النظام السوري قام بنقل عدد كبير من المعتقلين إلى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية الذين يقومون حالياً بمهمة في سوريا، وقالت المنظمة إن السلطات السورية نقلت ما يُقدر بمئات المحتجزين إلى مواقع عسكرية لإخفائهم عن مراقبي الجامعة العربية المتواجدين في سوريا حالياً، مشددة على أن على جامعة الدول العربية أن تصمم على زيارة جميع أماكن الاحتجاز بشكل كامل، بما يستقيم مع اتفاقها مع الحكومة السورية، وقالت هيومن رايتس ووتش إن الحكومة السورية تمد أفراد بالجيش ببطاقات هوية رجال شرطة و إن في ذلك خرق لمبادرة الجامعة العربية.
———————————————
المركز الإعلامي للثورة السورية
Share in top social networks!
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2012-01-01, 20:41
سوريا تودع السنة بمجازر، وبعثة مراقبين عرب لملاحظة الأوضاع
العرض العادي
